تفسير سورة سورة الأنبياء من كتاب النكت والعيون
المعروف بـالماوردي
.
لمؤلفه
الماوردي
.
المتوفي سنة 450 هـ
ﰡ
قوله تعالى :﴿ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ ﴾ أي اقترب منهم، وفيه قولان :
أحدهما : قرب وقت عذابهم، يعني أهل مكة، لأنهم استبطؤواْ ما وُعِدواْ به من العذاب تكذيباً، فكان قتلهم يوم بدر، قاله الضحاك.
الثاني : قرب وقت حسابهم وهو قيام الساعة.
وفي قربه وجهان :
أحدهما : لا بُد آت، وكل آت قريب.
الثاني : لأن الزمان لكثرة ما مضى وقلة ما بقي قريب.
﴿ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ ﴾ يحتمل وجهين :
أحدهما : في غفلة بالدنيا معرضون عن الآخرة.
الثاني : في غفلة بالضلال، معرضون عن الهدى.
قوله تعالى :﴿ مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ ﴾ التنزيل مبتدأ التلاوة لنزوله سورة بعد سورة. وآية بعد آية، كما كان ينزله الله عليه في وقت بعد وقت.
﴿ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ ﴾ أي استمعوا تنزيله فتركوا قبوله.
﴿ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : أي يلهون.
الثاني : يشتغلون. فإن حمل تأويله على اللهو احتمل ما يلهون به وجهين : أحدهما : بلذاتهم.
الثاني : بسماع ما يتلى عليهم.
وإن حمل تأويله على الشغل احتمل ما يشتغلون به وجهين : أحدهما : بالدنيا، لأنها لعب كما قال تعالى :﴿ إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ﴾ [ الحديد : ٢٠ ].
الثاني : يتشاغلون بالقَدْحِ فيه والاعتراض عليه.
قال الحسن : كلما جدد لهم الذكر استمروا على الجهل.
قوله تعالى :﴿ لاَهِيَةً قُلُوبُهُمْ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : يعني غافله باللهو عن الذكر، قاله قتادة.
الثاني : مشغلة بالباطل عن الحق، قاله ابن شجرة، ومنه قول امرىء القيس :
أي شغلتها عن ولدها.
ولبعض أصحاب الخواطر وجه ثالث : أنها غافلة عما يراد بها ومنها.
﴿ وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : ذكره ابن كامل أنهم أخفوا كلامهم الذي يتناجون به، قاله الكلبي.
الثاني : يعني أنهم أظهروه وأعلنوه، وأسروا من الأضداد المستعملة وإن كان الأظهر في حقيقتها أن تستعمل في الإِخفاء دون الإِظهار إلا بدليل.
﴿ هَلْ هَذَآ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ ﴾ إنكاراً منهم لتميزه عنهم بالنبوة.
﴿ أَفَتأتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ ﴾ ويحتمل وجهين :
أحدهما : أفتقبلون السحر وأنتم تعلمون أنه سحر.
الثاني : أفتعدلون إلى الباطل وأنتم تعرفون الحق.
قوله تعالى :﴿ بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أهاويل أحلام رآها في المنام، قاله مجاهد.
الثاني : تخاليط أحلام رآها في المنام، قاله قتادة، ومنه قول الشاعر :
كضعث حلمٍ غُرَّ منه حالمه.... الثالث : أنه ما لم يكن له تأويل، قاله اليزيدي.
وفي الأحلام تأويلان :
أحدهما : ما لم يكن له تأويل ولا تفسير، قاله الأخفش.
الثاني : إنها الرؤيا الكاذبة، قاله ابن قتيبة، ومنه قول الشاعر :
أحدهما : قرب وقت عذابهم، يعني أهل مكة، لأنهم استبطؤواْ ما وُعِدواْ به من العذاب تكذيباً، فكان قتلهم يوم بدر، قاله الضحاك.
الثاني : قرب وقت حسابهم وهو قيام الساعة.
وفي قربه وجهان :
أحدهما : لا بُد آت، وكل آت قريب.
الثاني : لأن الزمان لكثرة ما مضى وقلة ما بقي قريب.
﴿ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ ﴾ يحتمل وجهين :
أحدهما : في غفلة بالدنيا معرضون عن الآخرة.
الثاني : في غفلة بالضلال، معرضون عن الهدى.
قوله تعالى :﴿ مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ ﴾ التنزيل مبتدأ التلاوة لنزوله سورة بعد سورة. وآية بعد آية، كما كان ينزله الله عليه في وقت بعد وقت.
﴿ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ ﴾ أي استمعوا تنزيله فتركوا قبوله.
﴿ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : أي يلهون.
الثاني : يشتغلون. فإن حمل تأويله على اللهو احتمل ما يلهون به وجهين : أحدهما : بلذاتهم.
الثاني : بسماع ما يتلى عليهم.
وإن حمل تأويله على الشغل احتمل ما يشتغلون به وجهين : أحدهما : بالدنيا، لأنها لعب كما قال تعالى :﴿ إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ﴾ [ الحديد : ٢٠ ].
الثاني : يتشاغلون بالقَدْحِ فيه والاعتراض عليه.
قال الحسن : كلما جدد لهم الذكر استمروا على الجهل.
قوله تعالى :﴿ لاَهِيَةً قُلُوبُهُمْ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : يعني غافله باللهو عن الذكر، قاله قتادة.
الثاني : مشغلة بالباطل عن الحق، قاله ابن شجرة، ومنه قول امرىء القيس :
فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع | فألهيتها عن ذي تمائم محوِلِ |
ولبعض أصحاب الخواطر وجه ثالث : أنها غافلة عما يراد بها ومنها.
﴿ وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : ذكره ابن كامل أنهم أخفوا كلامهم الذي يتناجون به، قاله الكلبي.
الثاني : يعني أنهم أظهروه وأعلنوه، وأسروا من الأضداد المستعملة وإن كان الأظهر في حقيقتها أن تستعمل في الإِخفاء دون الإِظهار إلا بدليل.
﴿ هَلْ هَذَآ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ ﴾ إنكاراً منهم لتميزه عنهم بالنبوة.
﴿ أَفَتأتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ ﴾ ويحتمل وجهين :
أحدهما : أفتقبلون السحر وأنتم تعلمون أنه سحر.
الثاني : أفتعدلون إلى الباطل وأنتم تعرفون الحق.
قوله تعالى :﴿ بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أهاويل أحلام رآها في المنام، قاله مجاهد.
الثاني : تخاليط أحلام رآها في المنام، قاله قتادة، ومنه قول الشاعر :
كضعث حلمٍ غُرَّ منه حالمه.... الثالث : أنه ما لم يكن له تأويل، قاله اليزيدي.
وفي الأحلام تأويلان :
أحدهما : ما لم يكن له تأويل ولا تفسير، قاله الأخفش.
الثاني : إنها الرؤيا الكاذبة، قاله ابن قتيبة، ومنه قول الشاعر :
أحاديث طسم أو سراب بفدفَدٍ | ترقوق للساري وأضغاث حالم |
ويلعينني في اللهو أن لا أحبه | وللهو داعٍ لبيب غير غافلِ |
﴿ إِن كُنََّا فَاعِلِينَ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : وما كنا فاعلين، قاله ابن جريج.
الثاني : أنه جاء بمعنى الشرط، وتقدير الكلام لو كنا لاتخذناه بحيث لا يصل علمه إليكم.
قوله تعالى :﴿ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ ﴾ فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : أن الحق الكلام المتبوع، والباطل المدفوع. ومعنى يدمغه أي يذهبه ويهلكه كالمشجوج تكون دامغة في أم رأسه تؤدي لهلاكه.
الثاني : أن الحق القرآن، والباطل إبليس.
الثالث : أن الحق المواعظ والباطل المعاصي، قاله بعض أهل الخواطر.
ويحتمل رابعاً : أن الحق الإِسلام، والباطل الشرك.
﴿ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : هالك، قاله قتادة.
الثاني : ذاهب، قاله ابن شجرة.
قوله تعالى :﴿ وَلاَ يَسْتَحْسِرُونَ ﴾ فيه أربعة تأويلات :
أحدها : لا يملون، قاله ابن زيد.
الثاني : لا يعيون، قاله قتادة.
الثالث : لا يستنكفون، قاله الكلبي.
الرابع : لا ينقطعون، مأخوذ من الحسير وهو البعير المنقطع بالإِعياء، قال الشاعر :
بها جيف الحسرى فأما عظامها | فبيض وأما جلدها فصليب |
حتى يقول الناس مما رأوا | يا عجباً للميت الناشِر |
﴿ ءَالهِةٌ إِلاَّ اللَّهُ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : معناه سوى الله، قاله الفراء.
الثاني : أن « إلا » الواو، وتقديره : لو كان فيهما آلهة والله لفسدتا، أي لهلكتا بالفساد فعلى الوجه الأول يكون المقصود به إبطال عباد غيره لعجزه عن أن يكون إلهاً لعجزه عن قدرة الله، وعلى الوجه الآخر يكون المقصود به إثبات وحدانية الله عن أن يكون له شريك يعارضه في ملكه.
قوله تعالى :﴿ لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : لا يسأل الخلق الخالق عن قضائه في خلقه، وهو يسأل الخلق عن عملهم، قاله ابن جريج.
الثاني : لا يسأل عن فعله، لأن كل فعله صواب وهولا يريد عليه الثواب، وهم يسألون عن أفعالهم، لأنه قد يجوز أن تكون في غير صواب، وقد لا يريدون بها الثواب إن كانت صواباً فلا تكون عبادة، كما قال تعالى :﴿ ليسأل الصادقين عن صدقهم ﴾ [ الأحزاب : ٨ ].
الثالث : لا يُحْاسَب على أفعاله وهم يُحْسَبُونَ على أفعالهم، قاله ابن بحر.
ويحتمل رابعاً : لا يؤاخذعلى أفعاله وهم يؤاخذون على أفعالهم.
ﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍﰎ
ﰗ
ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟ
ﰘ
ﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪ
ﰙ
ﭬﭭﭮﭯﭰﭱ
ﰚ
ﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁ
ﰛ
ﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑ
ﰜ
قوله تعالى :﴿ هذا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : هذا ذكر من معي بما يلزمهم من الحلال والحرام، وذكر من قبلي ممن يخاطب من الأمم بالإِيمان، وهلك بالشرك، قاله قتادة.
الثاني : ذكر من معي بإخلاص التوحيد في القرآن، وذكر من قبلي في التوراة والإِنجيل، حكاه ابن عيسى.
قوله تعالى :﴿ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما ما بين أيديهم من أمر الآخرة، وما خلفهم من أمر الدنيا، قاله الكلبي.
الثاني : ما قدموا وما أخروا من عملهم، قاله ابن عباس.
وفيه الثالث : ما قدموا : ما عملوا، وما أخروا : يعني ما لم يعملوا، قاله عطية.
﴿ وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : لا يستغفرون في الدنيا إلا لمن ارتضى.
الثاني : لا يشفعون يوم القيامة إلا لمن ارتضى.
وفيه وجهان :
أحدهما : لمن ارتضى عمله، قاله ابن عيسى.
الثاني : لمن رضي الله عنه، قاله مجاهد.
أحدهما : هذا ذكر من معي بما يلزمهم من الحلال والحرام، وذكر من قبلي ممن يخاطب من الأمم بالإِيمان، وهلك بالشرك، قاله قتادة.
الثاني : ذكر من معي بإخلاص التوحيد في القرآن، وذكر من قبلي في التوراة والإِنجيل، حكاه ابن عيسى.
قوله تعالى :﴿ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما ما بين أيديهم من أمر الآخرة، وما خلفهم من أمر الدنيا، قاله الكلبي.
الثاني : ما قدموا وما أخروا من عملهم، قاله ابن عباس.
وفيه الثالث : ما قدموا : ما عملوا، وما أخروا : يعني ما لم يعملوا، قاله عطية.
﴿ وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : لا يستغفرون في الدنيا إلا لمن ارتضى.
الثاني : لا يشفعون يوم القيامة إلا لمن ارتضى.
وفيه وجهان :
أحدهما : لمن ارتضى عمله، قاله ابن عيسى.
الثاني : لمن رضي الله عنه، قاله مجاهد.
قوله عز جل :﴿ أَنَّ السَّموَاتِ وَألأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا ﴾ فيه ثلاثة تأويلات :
أحدها : أن السموات والأرض كانتا ملتصقتين ففتق الله بينهما بالهواء، قاله ابن عباس.
الثاني : أن السموات كانت مرتتقة مطبقة ففتقها الله سبع سموات وكانت الأرض كذلك ففتقها سبع أرضين، قاله مجاهد.
الثالث : أن السموات كانت رتقاً لا تمطر، والأرض كانت رتقاً لا تنبت، ففتق السماء بالمطر، والأرض بالنبات، قاله عكرمة، وعطية، وابن زيد.
والرتق سدُّ، والفتق شق، وهما ضدان، قال عبد الرحمن بن حسان :
﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ﴾ فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : أن خلق كل شيء من الماء، قاله قتادة.
الثاني : حفظ حياة كل شيء حي بالماء، قاله قتادة.
الثالث : وجعلنا من ماء الصلب كل شيء حي، قاله قطرب.
﴿ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ ﴾ يعني أفلا يصدقون بما يشاهدون.
قوله تعالى :﴿ وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ ﴾ والرواسي الجبال، وفي تسميتها بذلك وجهان :
أحدهما : لأنها رست في الأرض وثبتت، قال الشاعر :
الثاني : لأن الأرض بها رست وثبتت. وفي الرواسي من الجبال قولان :
أحدهما : أنها الثوابت : قاله قطرب.
الثاني : أنها الثقال قاله الكلبي.
﴿ أَن تَمِيدَ بِهِم ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : لئلا تزول بهم.
الثاني : لئلا تضطرب بهم. الميد الاضطراب.
﴿ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجاً سُبُلاً ﴾ في الفجاج وجهان : أحدهما : أنها الأعلام التي يهتدى بها.
الثاني : الفجاج جمع فج وهو الطريق الواسع بين جبلين. قال الكميت :
﴿ لَّعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : سبل الاعتبار ليهتدوا بالاعتبار بها إلى دينهم.
الثاني : مسالك ليهتدوا بها إلى طرق بلادهم.
قوله تعالى :﴿ وَجَعَلْنَا السَّمَآءَ سَقْفاً مَّحْفُوظاً ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : محفوظاً من أن تسقط على الأرض.
الثاني : محفوظاً من الشياطين، قاله الفراء.
الثالث : بمعنى مرفوعاً، قاله مجاهد.
ويحتمل رابعاً : محفوظاً من الشرك والمعاصي.
قوله تعالى :﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ والْقَمَرَ كُلٌّ في فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾ فيه قولان :
أحدهما : أن الفلك السماء، قاله السدي.
الثاني : أن القطب المستدير الدائر بما فيه من الشمس والقمر والنجوم ومنه سميت فلكة المغزل لاستدارتها، قال الشاعر :
وفي استدارة الفلك قولان :
أحدهما : أنه كدوران الأكرة.
الثاني : كدوران الرحى قاله الحسن، وابن جريج.
واختلف في الفلك على ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه السماء تدور بالشمس والقمر والنجوم.
الثاني : أنه استدارة في السماء تدور فيها النجوم مع ثبوت السماء، قاله قتادة.
الثالث : أنها استدارة بين السماء والأرض تدور فيها النجوم، قاله زيد بن أسلم.
﴿ يَسْبَحُونَ ﴾ وجهان :
أحدهما : يجرون، قاله مجاهد.
الثاني : يدورون قاله ابن عباس، فعلى الوجه الأول يكون الفلك مديرها، وعلى الثاني تكون هي الدائرة في الفلك.
أحدها : أن السموات والأرض كانتا ملتصقتين ففتق الله بينهما بالهواء، قاله ابن عباس.
الثاني : أن السموات كانت مرتتقة مطبقة ففتقها الله سبع سموات وكانت الأرض كذلك ففتقها سبع أرضين، قاله مجاهد.
الثالث : أن السموات كانت رتقاً لا تمطر، والأرض كانت رتقاً لا تنبت، ففتق السماء بالمطر، والأرض بالنبات، قاله عكرمة، وعطية، وابن زيد.
والرتق سدُّ، والفتق شق، وهما ضدان، قال عبد الرحمن بن حسان :
يهون عليهم إذا يغضبو | ن سخط العداة وإرغامُها |
ورتق الفتوق وفتق الرتو | ق ونقض الأمور وإبرامها |
أحدها : أن خلق كل شيء من الماء، قاله قتادة.
الثاني : حفظ حياة كل شيء حي بالماء، قاله قتادة.
الثالث : وجعلنا من ماء الصلب كل شيء حي، قاله قطرب.
﴿ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ ﴾ يعني أفلا يصدقون بما يشاهدون.
قوله تعالى :﴿ وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ ﴾ والرواسي الجبال، وفي تسميتها بذلك وجهان :
أحدهما : لأنها رست في الأرض وثبتت، قال الشاعر :
رسا أصله تحت الثرى وسما به | إلى النجم فرعٌ لا يزال طويل |
أحدهما : أنها الثوابت : قاله قطرب.
الثاني : أنها الثقال قاله الكلبي.
﴿ أَن تَمِيدَ بِهِم ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : لئلا تزول بهم.
الثاني : لئلا تضطرب بهم. الميد الاضطراب.
﴿ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجاً سُبُلاً ﴾ في الفجاج وجهان : أحدهما : أنها الأعلام التي يهتدى بها.
الثاني : الفجاج جمع فج وهو الطريق الواسع بين جبلين. قال الكميت :
تضيق بنا النجاح وهنّ فج | ونجهل ماءها السلم الدفينا |
أحدهما : سبل الاعتبار ليهتدوا بالاعتبار بها إلى دينهم.
الثاني : مسالك ليهتدوا بها إلى طرق بلادهم.
قوله تعالى :﴿ وَجَعَلْنَا السَّمَآءَ سَقْفاً مَّحْفُوظاً ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : محفوظاً من أن تسقط على الأرض.
الثاني : محفوظاً من الشياطين، قاله الفراء.
الثالث : بمعنى مرفوعاً، قاله مجاهد.
ويحتمل رابعاً : محفوظاً من الشرك والمعاصي.
قوله تعالى :﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ والْقَمَرَ كُلٌّ في فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾ فيه قولان :
أحدهما : أن الفلك السماء، قاله السدي.
الثاني : أن القطب المستدير الدائر بما فيه من الشمس والقمر والنجوم ومنه سميت فلكة المغزل لاستدارتها، قال الشاعر :
باتت تقاسي الفلك الدّوار | حتى الصباح تعمل الأقتار |
أحدهما : أنه كدوران الأكرة.
الثاني : كدوران الرحى قاله الحسن، وابن جريج.
واختلف في الفلك على ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه السماء تدور بالشمس والقمر والنجوم.
الثاني : أنه استدارة في السماء تدور فيها النجوم مع ثبوت السماء، قاله قتادة.
الثالث : أنها استدارة بين السماء والأرض تدور فيها النجوم، قاله زيد بن أسلم.
﴿ يَسْبَحُونَ ﴾ وجهان :
أحدهما : يجرون، قاله مجاهد.
الثاني : يدورون قاله ابن عباس، فعلى الوجه الأول يكون الفلك مديرها، وعلى الثاني تكون هي الدائرة في الفلك.
قوله تعالى :﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ﴾ فيها أربعة أوجه :
أحدها : بالشدة والرخاء، قاله ابن عباس.
الثاني : أن الشر : الفقر والمرض، والخير الغنى والصحة، قاله الضحاك.
الثالث : أن الشر : غلبة الهوى على النفس، والخير : العصمة من المعاصي، قاله التستري.
الرابع : ما تحبون وما تكرهون. لنعلم شكركم لما تحبون، وصبركم على ما تكرهون، قاله ابن زيد.
﴿ فِتْنَةً ﴾ فيه وجهان : أحدهما : اختباراً. الثاني : ابتلاء.
أحدها : بالشدة والرخاء، قاله ابن عباس.
الثاني : أن الشر : الفقر والمرض، والخير الغنى والصحة، قاله الضحاك.
الثالث : أن الشر : غلبة الهوى على النفس، والخير : العصمة من المعاصي، قاله التستري.
الرابع : ما تحبون وما تكرهون. لنعلم شكركم لما تحبون، وصبركم على ما تكرهون، قاله ابن زيد.
﴿ فِتْنَةً ﴾ فيه وجهان : أحدهما : اختباراً. الثاني : ابتلاء.
قوله تعالى :﴿ خُلِقَ الإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ ﴾ فيه قولان :
أحدهما : أن المعنيّ بالإِنسان آدم، فعلى هذا في قوله :﴿ مِنْ عَجَلٍ ﴾ ثلاثة تأويلات :
أحدها : أي معجل قبل غروب الشمس من يوم الجمعة وهو آخر الأيام الستة، قاله مجاهد والسدي.
الثاني : أنه سأل ربه بعد إكمال صورته ونفخ الروح في عينيه ولسانه أن يعجل إتمام خلقه وإجراء الروح في جميع جسده، قاله الكلبي.
الثالث : أن معنى ﴿ من عجل ﴾ أي من طين، ومنه قول الشاعر :
والقول الثاني : أن المعنى بالإِنسان الناس كلهم، فعلى هذا في قوله :﴿ من عجل ﴾ ثلاثة تأويلات :
أحدها : يعني خلق الإِنسان عجولاً، قاله قتادة.
الثاني : خلقت العجلة في الإِنسان قاله ابن قتيبة.
الثالث : يعني أنه خلق على حُب العجلة.
والعجلة تقديم الشيء قبل وقته، والسرعة تقديمه في أول أوقاته.
أحدهما : أن المعنيّ بالإِنسان آدم، فعلى هذا في قوله :﴿ مِنْ عَجَلٍ ﴾ ثلاثة تأويلات :
أحدها : أي معجل قبل غروب الشمس من يوم الجمعة وهو آخر الأيام الستة، قاله مجاهد والسدي.
الثاني : أنه سأل ربه بعد إكمال صورته ونفخ الروح في عينيه ولسانه أن يعجل إتمام خلقه وإجراء الروح في جميع جسده، قاله الكلبي.
الثالث : أن معنى ﴿ من عجل ﴾ أي من طين، ومنه قول الشاعر :
والنبع في الصخرة الصماء منبته | والنخل ينبت بين الماء والعجل |
أحدها : يعني خلق الإِنسان عجولاً، قاله قتادة.
الثاني : خلقت العجلة في الإِنسان قاله ابن قتيبة.
الثالث : يعني أنه خلق على حُب العجلة.
والعجلة تقديم الشيء قبل وقته، والسرعة تقديمه في أول أوقاته.
قوله تعالى :﴿ قُلْ مَن يَكْلُؤُكُم... ﴾ الآية. أي يحفظكم، قال ابن هرمة :
ومخرج اللفظ مخرج الاستفهام، والمراد به النفي، تقديره : قل لا حافظ لكم بالليل والنهار من الرحمن. قوله تعالى :﴿.. وَلاَ هُم مِّنَّا يُصْحَبُونَ ﴾ فيه أربعة تأويلات :
أحدها : يجارون، قاله ابن عباس، من قولهم : إن لك من فلان صاحباً، أي مجيراً، قال الشاعر :
الثاني : يحفظون، قاله مجاهد.
الثالث : ينصرون، وهو مأثور.
الرابع : ولا يصحبون من الله بخير، قاله قتادة.
إن سليمى والله يكلؤها | ضنت بشيء ما كان يرزؤها |
أحدها : يجارون، قاله ابن عباس، من قولهم : إن لك من فلان صاحباً، أي مجيراً، قال الشاعر :
ينادي بأعلى صوته متعوذاً | ليصحب منها والرماح دواني |
الثالث : ينصرون، وهو مأثور.
الرابع : ولا يصحبون من الله بخير، قاله قتادة.
قوله تعالى :﴿ نأَتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ﴾ فيه أربعة أوجه :
أحدها : ننقصها من أطرافها عند الظهور عليها أرضاً بعد أرض وفتحها بلداً بعد بلد، قاله الحسن.
الثاني : بنقصان أهلها وقلة بركتها، قاله ابن أبي طلحة.
الثالث : بالقتل والسبي، حكاه الكلبي.
الرابع : بموت فقهائها وعلمائها، قاله عطاء، والضحاك.
ويحتمل خامساً : بجور ولاتها وأمرائها.
أحدها : ننقصها من أطرافها عند الظهور عليها أرضاً بعد أرض وفتحها بلداً بعد بلد، قاله الحسن.
الثاني : بنقصان أهلها وقلة بركتها، قاله ابن أبي طلحة.
الثالث : بالقتل والسبي، حكاه الكلبي.
الرابع : بموت فقهائها وعلمائها، قاله عطاء، والضحاك.
ويحتمل خامساً : بجور ولاتها وأمرائها.
قوله تعالى :﴿ وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : التوراة التي فرق فيها بين الحق والباطل، قاله مجاهد، وقتادة.
الثاني : هو البرهان الذي فرق بين حق موسى وباطل فرعون، قاله ابن زيد.
الثالث : هو النصر والنجاة فنصر موسى وأشياعه، وأهلك فرعون وأتباعه قال الكلبي.
أحدها : التوراة التي فرق فيها بين الحق والباطل، قاله مجاهد، وقتادة.
الثاني : هو البرهان الذي فرق بين حق موسى وباطل فرعون، قاله ابن زيد.
الثالث : هو النصر والنجاة فنصر موسى وأشياعه، وأهلك فرعون وأتباعه قال الكلبي.
قوله تعالى :﴿ وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : رشْده : النبوة، حكاه ابن عيسى.
الثاني : هو أن هداه صغيراً، قاله مجاهد، وقتادة.
﴿ مِن قَبْلُ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : من قبل أن يرسل نبياً.
الثاني : من قبل موسى وهارون.
﴿ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : عالمين أنه أهل لإِيتاء الرشد.
الثاني : أنه يصلح للنبوة.
أحدهما : رشْده : النبوة، حكاه ابن عيسى.
الثاني : هو أن هداه صغيراً، قاله مجاهد، وقتادة.
﴿ مِن قَبْلُ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : من قبل أن يرسل نبياً.
الثاني : من قبل موسى وهارون.
﴿ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : عالمين أنه أهل لإِيتاء الرشد.
الثاني : أنه يصلح للنبوة.
قوله تعالى :﴿ فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً ﴾ قراءة الجمهور بضم الجيم، وقرأ الكسائي وحده بكسرها، وفيه وجهان :
أحدهما : حُطاماً، قاله ابن عباس، وهو تأويل من قرأ بالضم.
الثاني : قِطعاً مقطوعة، قال الضحاك : هو أن يأخذ من كل عضوين عضواً ويترك عضواً وهذا تأويل من قرأ بالكسر، مأخوذ من الجذ وهو القطع، قال الشاعر :
﴿ قَالُواْ فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ ﴾ أي بمرأى من الناس.
﴿ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : يشهدون عقابه، قاله ابن عباس.
الثاني : يشهدون عليه بما فعل، لأنهم كرهواْ أن يعاقبوه بغير بينة، قاله الحسن، وقتادة، والسدي.
الثالث : يشهدون بما يقول من حجة، وما يقال له من جواب، قاله ابن كامل.
قوله تعالى :﴿ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ ﴾ الآية. فيه وجهان :
أحدهما : بل فعله كبيرهم إن كانوا ينطقون فاسألوهم، فجعل إضافة الفعل إليهم مشروطاً بنطقهم تنبيهاً لهم على فساد اعتقادهم.
الثاني : أن هذا القول من إبراهيم سؤال إلزام خرج مخرج الخبر وليس بخبر، ومعناه : أن من اعتقد أن هذه آلهة لزمه سؤالها، فلعله فعله [ كبيرهم ] فيجيبه إن كان إلهاً ناطقاً.
﴿ إِن كَانُواْ يَنطِقُونَ ﴾ أي يخبرون، كما قال الأحوص :
أحدهما : حُطاماً، قاله ابن عباس، وهو تأويل من قرأ بالضم.
الثاني : قِطعاً مقطوعة، قال الضحاك : هو أن يأخذ من كل عضوين عضواً ويترك عضواً وهذا تأويل من قرأ بالكسر، مأخوذ من الجذ وهو القطع، قال الشاعر :
جَّذذ الأصنام في محرابها | ذاك في الله العلي المقتدر |
﴿ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : يشهدون عقابه، قاله ابن عباس.
الثاني : يشهدون عليه بما فعل، لأنهم كرهواْ أن يعاقبوه بغير بينة، قاله الحسن، وقتادة، والسدي.
الثالث : يشهدون بما يقول من حجة، وما يقال له من جواب، قاله ابن كامل.
قوله تعالى :﴿ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ ﴾ الآية. فيه وجهان :
أحدهما : بل فعله كبيرهم إن كانوا ينطقون فاسألوهم، فجعل إضافة الفعل إليهم مشروطاً بنطقهم تنبيهاً لهم على فساد اعتقادهم.
الثاني : أن هذا القول من إبراهيم سؤال إلزام خرج مخرج الخبر وليس بخبر، ومعناه : أن من اعتقد أن هذه آلهة لزمه سؤالها، فلعله فعله [ كبيرهم ] فيجيبه إن كان إلهاً ناطقاً.
﴿ إِن كَانُواْ يَنطِقُونَ ﴾ أي يخبرون، كما قال الأحوص :