ﰡ
يقول : هو حلال لك أحله يوم فتح مكة لم يحل قبله، ولن يحل بعده.
أقسم بآدم وولده، وصلحت ( ما ) للناس، ومثله :﴿ وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى ﴾ وهو الخالق الذكر والأُنثى ومثله ﴿ فَانكِحُوا ما طابَ لَكُم مِن النِّسَاء ﴾، ولم يقل : من طاب. وكذلك :﴿ ولا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِن النِّساء ﴾ كل هذا جائز في العربية. وقد تكون :( ما ) وما بعدها في معنى مصدر، كقوله :﴿ والسَّماء وَما بَناها ﴾، ﴿ وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها ﴾، كأنه قال : والسماء وبنائها ونفس وتسويتها. ووالد وولادته، وخلقه الذكر والأنثى، فأينما وجّهته فصواب.
يقول : منتصبا معتدلا، ويقال : خلق في كبد، إنه خلق يعالج ويكابد أمر الدنيا وأمر الآخرة، [ ١٣٨/ا ] ونزلت في رجل من بني جمح كان يكنى : أبا الأشدين، وكان يجعل تحت قدميه الأديم العكاظي، ثم يأمر العشرة فيجتذبونه من تحت قدميه فيتمزق الأديم. ولم تزل قدماه.
اللبد : الكثير. قال بعضهم واحدته : لُبدة، ولُبَد جماع. وجعله بعضهم على جهة : قُثَم، وحُطَم واحدا، وهو في الوجهين جميعا الكثير. وقرأ أبو جعفر المدني. «مالاً لُبَّدا » مشددة مثل رُكّع، فكأنه أراد : مال لابِدٌ، ومالان لابدان، وأموالٌ لبَّد. والأموال والمال قد يكونان معنى واحد.
النجدان : سبيل الخير، وسبيل الشر.
قال :[ حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد ] حدثنا الفراء قال :[ حدثني الكسائي قال : حدثني قيس ] وحدثني قيس عن زياد بن علاقة عن أبي عمارة عن على رحمه الله في قوله جل وعز :﴿ وَهَدَيْناهُ النَّجْدَينِ ﴾ قال : الخير والشر.
ولم يُضَم إلى قوله :[ فلا اقتحم ] كلام آخر فيه ( لا ) ؛ لأن العرب لا تكاد تفرد ( لا ) في الكلام حتى يعيدوها عليه في كلام آخر، كما قال عز وجل :﴿ فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صَلَّى ﴾ و﴿ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾، وهو مما كان في آخره معناه، فاكتفى بواحدة من أخرى.
وقد قرأ العوام :﴿ فَكُّ رَقَبةٍ أو إِطعامٌ ﴾، وقرأ الحسن البصري :«فَكَّ رقبةً» وكذلك على بن أبي طالب [ حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد ] قال : حدثنا الفراء قال : وحدثني محمد بن الفضل المروزي عن عطاء عن أبي عبد الرحمن عن علي أنه قرأها :«فَكَّ رقبةً أو أطعمَ» وهو أشبه الوجهين بصحيح العربية ؛ لأن الإطعام : اسم، وينبغي أن يرد على الاسم اسم مثله، فلو قيل : ثم إن كان أشكلُ للإِطعام، والفك، فاخترنا : فَكَّ رقبةً لقوله :«ثم كان»، والوجه الآخر جائز تضمر فيه ( أَنْ )، وتلقى [ ١٣٨/ب ] فيكون مثل قول الشاعر :
ألا أيهاذا الزَّاجِري أحْضُرَ الْوغى | وأَنْ أَشْهَدَ اللَّذَّاتِ هل أنتَ مُخْلِدِي |
وقد قرأ العوام :﴿ فَكُّ رَقَبةٍ أو إِطعامٌ ﴾، وقرأ الحسن البصري :«فَكَّ رقبةً» وكذلك على بن أبي طالب [ حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد ] قال : حدثنا الفراء قال : وحدثني محمد بن الفضل المروزي عن عطاء عن أبي عبد الرحمن عن علي أنه قرأها :«فَكَّ رقبةً أو أطعمَ» وهو أشبه الوجهين بصحيح العربية ؛ لأن الإطعام : اسم، وينبغي أن يرد على الاسم اسم مثله، فلو قيل : ثم إن كان أشكلُ للإِطعام، والفك، فاخترنا : فَكَّ رقبةً لقوله :«ثم كان»، والوجه الآخر جائز تضمر فيه ( أَنْ )، وتلقى [ ١٣٨/ب ] فيكون مثل قول الشاعر :
ألا أيهاذا الزَّاجِري أحْضُرَ الْوغى | وأَنْ أَشْهَدَ اللَّذَّاتِ هل أنتَ مُخْلِدِي |
وقوله عز وجل :﴿ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ﴾.
ذي مجاعة، ولو كانت «ذا مسغبة » تجعلها من صفة اليتيم، كأنه قال : أو أطعم في يوم يتيما ذا مسغبة أو مسكينا [ حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد ] قال : حدثنا الفراء قال : وحدثني حِبَّان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس : أنه مرّ بمسكين لاصق بالتراب حاجةً، فقال : هذا الذي قال الله تبارك وتعالى :﴿ أَوْ مِسْكِينا ذا مَتْرَبَةٍ ﴾ ﴿ والموصَدة ﴾ : تهمز ولا تهمز، وهي : المطبقة.