ﰡ
قوله عز وجل :﴿ إِذَا السَّماء انفَطَرَتْ ﴾ : انشقت.
خرج ما في بطنها من الذهب والفضة، وخرج الموتى بعد ذلك، وهو من أشراط الساعة : أن تخرج الأرضُ أفلاذَ كبدها من ذهبها وفضتها. قال الفراء : الأفلاذ القِطَعُ من الكبد المشرح والمشرحة، الواحد فلِذٌ، وفِلْذةٌ.
وما أخرت : ما سنت من سنة حسنة، أو سيئة فعُمل بها.
وجواب :﴿ إذا السَّماء انفطَرتْ ﴾ قوله :﴿ عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ ﴾.
قرأها الأعمشُ وعاصم :«فَعَدَلك » مخففة. وقرأها أهل الحجاز :«فعدَّلك » مشددة. فمن قرأها بالتخفيف فوجهه والله أعلم : فصرفكَ إلى أي صورةٍ شاء إما : حَسَنٌ، أو قَبيحٌ، أو طويل، أو قصير.
قال :[ حدثنا الفراء قال ] : وحدثني بعض المشيخة عن ليثٍ عن ابن أبى نَجِيح أنه قال : في صورة عمٍّ في صورة أبٍ، في صورة بعض القرابات تشبيها.
ومن قرأ :«فعدَّلك » مشددة، فإنه أراد والله أعلم : جعلك معتدلا معدّل الخلق، وهو أعجب الوجهين إِليّ، وأَجودُهما في العربية ؛ لأنك تقول : في أي صورة ما شاء ركبك، فتجعل في للتركيب أقوى في العربية من أن يكون في للعدل ؛ [ ١٣٠/ب ] لأنك تقول : عَدَلتك إلى كذا وكذا، وصرفتك إلى كذا وكذا، أجود من أن تقول : عَدلتك فيه، وصَرفتك فيه.
بالتاء، وقرأ بعض أهل المدينة بالياء، وبعضهم بالتاء، والأعمشُ وعاصمٌ بالتاء، والتاء أحسنُ الوجهين لقوله :«وإِنَّ عَلَيكُم » ولم يقل : عليهم.
يقول : إذا دخلوها فليسوا بمُخْرَجين منها.
عليَ حينَ عاتبْتُ المشيبَ على الصِّبا | وقُلتُ أَلَمَّا تَصْحُ والشَّيبُ وازِعُ ؟ |