ﰡ
(بسم الله الرّحمن الرّحيم)
سورة الحجر (٦٥)«إِلَّا وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ» (٤) أي أجل ومدّة، معلوم: موقّت معروف. «١»
«لَوْ ما تَأْتِينا» (٧) مجازه: لو ما فعلت كذا، وهلّا ولولا وألّا، معناهن واحد، هلّا تأتينا، «٢» وقال الأشهب بن عبلة، وقال فى غير هذا الموضع: ابن رميلة:
تعدّون عقر النّيب أفضل مجدكم | بنى ضوطرى لولا الكمىّ المقنّعا (٦٣) |
لو ما الحياء ولو ما الدّين عبتكما | ببعض ما فيكما إذ عبتما عورى «٤» |
(٢) «مجازه... تأتينا» : رواه ابن حجر عن أبى عبيدة فى فتح الباري ٨/ ٢٨٧.
(٣) : البيت لجرير وقد مر تخريجه، وقد كان نسبه أبو عبيدة إلى الأشهب ابن رميلة فى استشهاده الأول مع أنه روى البيت لجرير فى النقائض ٨٣٣.
(٤) لعله من كلمة أولها فى الحماسة ٤/ ١١٣ وهو فى القرطبي ١٠/ ٤.
والبحر لأبى حيان ٥/ ٤٤٢، وشواهد الكشاف ١٢٦.
«كَذلِكَ نَسْلُكُهُ» (١٢) يقال: سلكه، وأسلكه لغتان.
«فِيهِ يَعْرُجُونَ» (١٤) أي يصعدون والمعارج الدّرج.
«لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا» (١٥) أي غشيت «٢» سمادير «٣»، فذهبت وخبا نظرها، قال:
(٢) «سكرت غشيت» : كذا فى البخاري: قال ابن حجر: كذا لأبى ذر، فأوهم أنه من تفسير مجاهد، وغيره يوهم أنه من تفسير ابن عباس. لكنه قول أبى عبيدة (فتح الباري ٨/ ٢٨٧).
(٣) «سمادير» ضعف البصر، وقد اسمدر بصره، وقيل هو الشيء الذي يترائى للانسان من ضعف بصره عند السكر من الشراب، وغشى النعاس والدوار (اللسان).
جاء الشتاء واجثألّ القنبر | واستخفت الأفعى وكانت تظهر «١» |
وطلعت شمس عليها مغفر | وجعلت عين الحرور تسكر |
«وَلَقَدْ جَعَلْنا فِي السَّماءِ بُرُوجاً» (١٦) أي منازل للشمس والقمر.
«مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ» (١٧) أي مرجوم بالنجوم، خرج مخرج قتبل فى موضع مقتول.
«وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ» (١٩) أي جعلنا وأرسينا، ورست هى أي ثبتت.
«مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ» (١٩) بقدر.
«وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ» (٢٢) مجازها مجاز ملاقح لأن الريح ملقحة للسحاب، والعرب قد تفعل هذا فتلقى الميم لأنها تعيده إلى أصل الكلام، كقول نهشل بن حرىّ يرثى أخاه:
ليبك يزيد بائس لضراعة | وأشعث ممن طوّحته الطّوائح «١» |
يخرجن من أجواز ليل غاض
«٢» أي مغضى، وقال [العجّاج،] :
تكشف عن جماته دلو الدّال
«٣» «ماءً فَأَسْقَيْناكُمُوهُ» (٢٢) وكل ماء كان من السماء، ففيه لغتان: أسقاه الله وسقاه الله [قال الصّقر بن حكيم الرّبعىّ] يا ابن رقيع هل لها من غبق [ما شربت بعد طوىّ المرق «٤» من قطرة غير النّجاء الدّفق] هل أنت ساقيها سقاك المسقى
(٢) : ديوانه ٨٣. - واللسان والتاج (غضا).
(٣) : ديوانه ٨٦. - واللسان والتاج (دلا). [.....]
(٤) «الصقر... الربعي» : هو الصقر بن حكيم بن معية الربعي هكذا ورد اسمه فى اللسان والتاج (قريق) ولم أقف على ترجمته. الرجز فى الصحاح واللسان والتاج ومعجم ما استعجم ومعجم البلدان (قريق). والجمهرة ٢/ ٣٨٣ وأنظر الخلاف فى رواية هذا الرجز وفى قائله فى المراجع المذكورة.
سقى قومى بنى مجد وأسقى | نميرا والقبائل من هلال «١» |
وقفت على رسم لميّة ناقتى | فما زلت أبكى عنده وأخاطبه «٢» |
وأسقيه حتى كاد مما أبتّه | تكلّمنى أحجاره وملاعبه |
«مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ» (٢٦) الصلصال: [الطّين] اليابس لذى لم تصبه نار فإذا نقرته صلّ فسمعت له صلصلة فإذا طبح بالنار فهو فخّار «٣» وكل شىء له [صلصلة]، صوت فهو صلصال [سوى الطين، قال الأعشى:
(٢) ديوانه ٣٨ ونوادر أبى زيد ٢١٣، المحاسن للجاحظ ٣٣٥، والطبري ١٤/ ١٤، واللسان والتاج (سقى).
(٣) «فاذا... فخار» : روى القرطبي (١٠/ ١٠) هذا الكلام عنه.
عنتريس تعدو إذا حرّك السّو | ط كعدو المصلصل الجوال] «١» |
«قالَ رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي» (٣٩) مجازه مجاز القسم: بالذي أغويتنى.
«ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ» (٤٧) أي من عداوة وشحناء.
«سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ» (٤٧) مضمومة السين والراء الأولى وهذا الأصل، وبعضهم يضمّ السين ويفتح الراء الأولى، وكل مجرى فعيل من باب المضاعف فإن فى جميعه لغة نحو سرير والجميع سرر وسرر وجرير والجميع جرر وجرر.
«وَجِلُونَ» (٥٢) أي خائفون.
«قالُوا لا تَوْجَلْ» (٥٢). ويقال: لا تيجل، ولا تأجل بغير همز، ولا تأجل يهمز يجتلبون فيها همزة وكذلك كل ما كان من قبيل وجل يوجل ووحل يوحل، ووسخ يوسخ.
روى أبو عبيدة السوط وروى «إذا حرك الصوت» (شرح الديوان).
أبالموت الذي لا بدّ أنى | ملاق لا أباك تخوّفينى «٢» |
وقال [عمرو بن معديكرب] :
تراه كالثّغام يعلّ مسكا | يسوء الفاليات إذا فلينى «٣» |
(٢) أبو حية: هو الهيثم بن الربيع بن كثير النمري من شعراء الدولتين الأموية والعباسية أنظر ترجمته فى المؤتلف ١٠٣، والأغانى ١٥/ ٦١ والسمط ٩٧، والإصابة ٦/ ٥٠- والبيت فى اللسان والتاج (فلا، أبو) وابن يعيش ١/ ٣٩١.
(٣) من أبيات لعمرو بن معد يكرب قالها فى امرأة لأبيه تزوجها- بعده فى الجاهلية، وهو فى الكتاب ٢/ ٦٧، والإنصاف ٢٧٧، وشرح المفضليات ٧٨، والشنتمرى ٢/ ١٥٤، وابن يعيش ١/ ٤١٢، والعيني ١/ ٣٧٩، والخزانة ٢/ ٤٤٥.
«قالَ وَمَنْ يَقْنَطُ «١» مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ» (٥٦) أي ييأس، يقال: قنط يقنط وقنط يقنط قنوطا.
«أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ» (٦٦) أي آخرهم مجتذّ مقطوع مستأصل.
«إِنَّ هؤُلاءِ ضَيْفِي» (٦٨) اللفظ لفظ الواحد والمعنى على الجميع كما قال لبيد:
وخصم كنادى الجنّ أسقطت شأوهم | بمستحصد ذى مرّة وصدوع «٢» |
«يَعْمَهُونَ» (٧٢) أي يجورون ويضلّون، قال رؤبة.
ومهمه أطرافه فى مهمه | أعمى الهدى بالجاهلين العمّه (٣٧) |
(٢) : ديوانه ١/ ٥٠، وفى اللسان (حصد).
«وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ» (٧٦) أي بطريق.
«وَإِنَّهُما لَبِإِمامٍ مُبِينٍ» (٧٩) الإمام كلما ائتممت واهتديت به.»
«فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ» (٨٣) أي الهلكة، ويقال صيح بهم، أي أهلكوا.
«وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ» (٨٧) مجازها:
سبع آيات من المثاني، والمثاني هى الآيات فكأن مجازها: ولقد آتيناك سبع آيات من آيات القرآن، والمعنى وقع على أم الكتاب وهى سبع آيات، وإنما سميت آيات القرآن مثانى لأنها تتلو بعضها بعضا فثنيت الأخيرة على الأولى، ولها مقاطع تفصّل الآية بعد الآية حتى تنقضى السورة وهى كذا وكذا آية، وفى آية أخرى من «الزّمر» تصديق ذلك: «اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ» (٣٩/ ٢٣) مجازه مجاز آيات من القرآن يشبه بعضها بعضا قال:
نشدتكم بمنزل الفرقان | أمّ الكتاب السّبع من مثانى (٥) |
ثنين من آي من القرآن | والسبع سبع الطول الدّوانى |
(٢) «لبإمام... واهتديت به» : كذا فى البخاري، قال ابن حجر (٨/ ٢٨٨) :
هو تفسير أبى عبيدة.
«كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ» (٩٠) أي على الذين اقتسموا.
«جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ» (٩١) أي عضوه أعضاء، أي فرّقوه فرقا، قال رؤبة:
وليس دين الله بالمعضّى «١»
«فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ» (٩٤) أي افرق وامضه، قال أبو ذؤيب:
وكأنهن ربابة وكأنه يسر | يفيض على القداح ويصدع «٢» |
(٢) : ديوان الهذليين ١/ ٦، والطبري ١٤/ ٤٣، والاقتضاب ٤٥٠، والقرطبي ١٠/ ٦١، واللسان والتاج (ريب، صدع، يسر). [.....]