في السورة حكاية لبعض أقوال الكفار ومناظرتهم مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولفت نظر إلى عظمة الله تعالى في كونه، وتذكير بقصة آدم وإبليس، وتذكير بمصائر بعض الأمم التي يمر العرب بديارهم المدمرة، وتثبيت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم والمؤمنين وتبشير هم وإنذار ووعيد للكافرين.
وفصول السورة مترابطة وآياتها متوازنة. وهذا وذاك يلهمان أنها نزلت دفعة واحدة أو فصولا متتابعة حتى تمت، والمصحف الذي اعتمدناه يروي أن الآية [ ٨٧ ] مدنية. وانسجامها التام في السياق والموضوع يسوغ الشك في الرواية.
ﰡ
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
﴿ الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ ( ١ ) رُّبَمَا( ١ ) يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ ( ٢ ) ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ( ٣ ) وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ( ٢ ) ( ٤ ) مَّا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ ( ٥ ) ﴾ [ ١ – ٥ ].بدأت السورة بحروف الألف واللام والراء التي بدأت بها السور الثلاث السابقة لها استرعاء لما يأتي بعدها على ما رجحناه في أمثالها. ولعل ذلك من قرائن تتابع السور الأربع في النزول الذي ذكرته الروايات، وقد أعقب الحروف إشارة تنويه وإشارة إلى آيات الكتاب والقرآن البليغة والواضحة مما جاء كذلك في مطالع السور الثلاث السابقة
واحتوت الآيات الأربع التالية :
تقريرا ربانيا يتضمن معنى الإنذار بأنه سيأتي على الكفار يوم يتمنون فيه لو كانوا مسلمين ندما على ما كان منهم وتفاديا من العذاب الذي عرفوا أنه واقع عليهم، وأمرا للنبي صلى الله عليهم وآله وسلم بأن يدعهم يأكلون ويتمتعون ويتلهون بالآمال فلن يلبثوا أن يعلموا ويروا ذلك اليوم الرهيب. وتقريرا ربانيا بأن الله تعالى إذا لم يعجل لهم العذاب فإن ذك لما اقتضته حكمته، وإن هلاك الأمم من قبلهم كان منوطا بآجال معينة في علمه، فلا تتقدم أمة عن أجلها ولا تتأخر عنه، وينطوي في هذا إنذار آخر كما هو المتبادر.
وواضح أن الآيات في صدد إنذار الكفار ووعيدهم بما ينتظرون من المصير الرهيب الذي صار إليه من قبلهم، وتثبيت النبي صلى الله عليهم وآله وسلم وتطمينه، وهي مقدمة لما يأتي بعدها من حكاية أقوال الكفار ومواقفهم.
وهذه ثاني مرة يجتمع فيها تعبيرا ( الكتاب ) و( القرآن ) قي آية واحدة، وقد أشرنا إلى ما يمكن أن يكون في ذلك من حكمة في سياق تفسير الآية الأولى من سورة النمل التي ورد فيها التعبيران معا فلا ضرورة للتكرار.
ولقد أورد المفسرون في سياق الآية الثانية أحاديث عديدة في معان متقاربة منها صيغة رواها الترمذي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليهم وآله وسلم قال :( إذا أخرج أهل التوحيد من النار وأدخلوا الجنة ود الذين كفروا لو كانوا مسلمين )١. وينطوي في الأحاديث تبشير وإنذار متساوقان مع ما استهدفته الآية كما هو المتبادر
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١:
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
﴿ الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ ( ١ ) رُّبَمَا( ١ ) يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ ( ٢ ) ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ( ٣ ) وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ( ٢ ) ( ٤ ) مَّا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ ( ٥ ) ﴾ [ ١ – ٥ ].بدأت السورة بحروف الألف واللام والراء التي بدأت بها السور الثلاث السابقة لها استرعاء لما يأتي بعدها على ما رجحناه في أمثالها. ولعل ذلك من قرائن تتابع السور الأربع في النزول الذي ذكرته الروايات، وقد أعقب الحروف إشارة تنويه وإشارة إلى آيات الكتاب والقرآن البليغة والواضحة مما جاء كذلك في مطالع السور الثلاث السابقة
واحتوت الآيات الأربع التالية :
تقريرا ربانيا يتضمن معنى الإنذار بأنه سيأتي على الكفار يوم يتمنون فيه لو كانوا مسلمين ندما على ما كان منهم وتفاديا من العذاب الذي عرفوا أنه واقع عليهم، وأمرا للنبي صلى الله عليهم وآله وسلم بأن يدعهم يأكلون ويتمتعون ويتلهون بالآمال فلن يلبثوا أن يعلموا ويروا ذلك اليوم الرهيب. وتقريرا ربانيا بأن الله تعالى إذا لم يعجل لهم العذاب فإن ذك لما اقتضته حكمته، وإن هلاك الأمم من قبلهم كان منوطا بآجال معينة في علمه، فلا تتقدم أمة عن أجلها ولا تتأخر عنه، وينطوي في هذا إنذار آخر كما هو المتبادر.
وواضح أن الآيات في صدد إنذار الكفار ووعيدهم بما ينتظرون من المصير الرهيب الذي صار إليه من قبلهم، وتثبيت النبي صلى الله عليهم وآله وسلم وتطمينه، وهي مقدمة لما يأتي بعدها من حكاية أقوال الكفار ومواقفهم.
وهذه ثاني مرة يجتمع فيها تعبيرا ( الكتاب ) و( القرآن ) قي آية واحدة، وقد أشرنا إلى ما يمكن أن يكون في ذلك من حكمة في سياق تفسير الآية الأولى من سورة النمل التي ورد فيها التعبيران معا فلا ضرورة للتكرار.
ولقد أورد المفسرون في سياق الآية الثانية أحاديث عديدة في معان متقاربة منها صيغة رواها الترمذي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليهم وآله وسلم قال :( إذا أخرج أهل التوحيد من النار وأدخلوا الجنة ود الذين كفروا لو كانوا مسلمين )١. وينطوي في الأحاديث تبشير وإنذار متساوقان مع ما استهدفته الآية كما هو المتبادر
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١:
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
﴿ الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ ( ١ ) رُّبَمَا( ١ ) يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ ( ٢ ) ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ( ٣ ) وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ( ٢ ) ( ٤ ) مَّا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ ( ٥ ) ﴾ [ ١ – ٥ ].بدأت السورة بحروف الألف واللام والراء التي بدأت بها السور الثلاث السابقة لها استرعاء لما يأتي بعدها على ما رجحناه في أمثالها. ولعل ذلك من قرائن تتابع السور الأربع في النزول الذي ذكرته الروايات، وقد أعقب الحروف إشارة تنويه وإشارة إلى آيات الكتاب والقرآن البليغة والواضحة مما جاء كذلك في مطالع السور الثلاث السابقة
واحتوت الآيات الأربع التالية :
تقريرا ربانيا يتضمن معنى الإنذار بأنه سيأتي على الكفار يوم يتمنون فيه لو كانوا مسلمين ندما على ما كان منهم وتفاديا من العذاب الذي عرفوا أنه واقع عليهم، وأمرا للنبي صلى الله عليهم وآله وسلم بأن يدعهم يأكلون ويتمتعون ويتلهون بالآمال فلن يلبثوا أن يعلموا ويروا ذلك اليوم الرهيب. وتقريرا ربانيا بأن الله تعالى إذا لم يعجل لهم العذاب فإن ذك لما اقتضته حكمته، وإن هلاك الأمم من قبلهم كان منوطا بآجال معينة في علمه، فلا تتقدم أمة عن أجلها ولا تتأخر عنه، وينطوي في هذا إنذار آخر كما هو المتبادر.
وواضح أن الآيات في صدد إنذار الكفار ووعيدهم بما ينتظرون من المصير الرهيب الذي صار إليه من قبلهم، وتثبيت النبي صلى الله عليهم وآله وسلم وتطمينه، وهي مقدمة لما يأتي بعدها من حكاية أقوال الكفار ومواقفهم.
وهذه ثاني مرة يجتمع فيها تعبيرا ( الكتاب ) و( القرآن ) قي آية واحدة، وقد أشرنا إلى ما يمكن أن يكون في ذلك من حكمة في سياق تفسير الآية الأولى من سورة النمل التي ورد فيها التعبيران معا فلا ضرورة للتكرار.
ولقد أورد المفسرون في سياق الآية الثانية أحاديث عديدة في معان متقاربة منها صيغة رواها الترمذي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليهم وآله وسلم قال :( إذا أخرج أهل التوحيد من النار وأدخلوا الجنة ود الذين كفروا لو كانوا مسلمين )١. وينطوي في الأحاديث تبشير وإنذار متساوقان مع ما استهدفته الآية كما هو المتبادر
في الآيات حكاية لقول من أقوال الكفار وتحدياتهم ؛ حيث كانوا حينما يسمعون النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتلو القرآن ويقرر أنه وحي من الله يتحدونه مستهزئين معجزين بالإتيان بالملائكة ليؤيدوه إن كان صادقا في قوله، وينعتونه بالمجنون بسبب ما يخبر به ويقرره. وقد احتوت الآيات ردا عليهم في صدد الملائكة بأن الله تعالى إنما ينزل الملائكة وحينما يأتي الموعد المعين في علمه بالحق. وحينئذ لا يبقى إمكان لإمهال الكفار وتأجيل هلاكهم وعذابهم.
ومع أن الله تعالى ينزل ملائكته بالحق في مهمات عديدة منها العذاب والتدمير على ما جاء في آيات كثيرة مرت أمثلة منها في السور التي سبق تفسيرها فإن العبارة هنا تلهم أنها بسبيل العذاب والتدمير تنفيذا لوعيد الله واستهدافا لإنذار الكفار.
ولقد قرئت كلمة ( ننزل ) بصيغة ( تنزل ) فيكون الملائكة ( فاعلا ) والمعنى يظل على حاله في صحة أية من القراءتين.
ولم يرو المفسرون رواية ما في صدد نزول الآيات التي تلهم أنها بسبيل حكاية مشهد من مشاهد المناظرة الوجاهية بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم والكفار. وإذا صح هذا فتكون الآيات السابقة لها بمثابة مقدمة وتمهيد.
وتحدي الكفار النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالإتيان بالملائكة كدليل على صلته بالله تعالى قد تكرر منهم. وقد مر بعض أمثلة منه في سورتي هود والفرقان، ويدل كما قلناه في المناسبات السابقة على عقيدة العرب بصلة الملائكة بالله تعالى أو بتعبير أدق باختصاص الملائكة بهذه الصلة.
وقد تكررت كذلك حكاية نعت الكفار للنبي بالمجنون، وروح الآية هنا تلهم بأنهم أرادوا بالنعت في هذا الموقف التنديد على نحو ما يقال لمن يقول قولا عظيما ويقف موقفا غريبا لا عهد به على ما ذكرناه في مناسبات سابقة
في الآيات حكاية لقول من أقوال الكفار وتحدياتهم ؛ حيث كانوا حينما يسمعون النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتلو القرآن ويقرر أنه وحي من الله يتحدونه مستهزئين معجزين بالإتيان بالملائكة ليؤيدوه إن كان صادقا في قوله، وينعتونه بالمجنون بسبب ما يخبر به ويقرره. وقد احتوت الآيات ردا عليهم في صدد الملائكة بأن الله تعالى إنما ينزل الملائكة وحينما يأتي الموعد المعين في علمه بالحق. وحينئذ لا يبقى إمكان لإمهال الكفار وتأجيل هلاكهم وعذابهم.
ومع أن الله تعالى ينزل ملائكته بالحق في مهمات عديدة منها العذاب والتدمير على ما جاء في آيات كثيرة مرت أمثلة منها في السور التي سبق تفسيرها فإن العبارة هنا تلهم أنها بسبيل العذاب والتدمير تنفيذا لوعيد الله واستهدافا لإنذار الكفار.
ولقد قرئت كلمة ( ننزل ) بصيغة ( تنزل ) فيكون الملائكة ( فاعلا ) والمعنى يظل على حاله في صحة أية من القراءتين.
ولم يرو المفسرون رواية ما في صدد نزول الآيات التي تلهم أنها بسبيل حكاية مشهد من مشاهد المناظرة الوجاهية بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم والكفار. وإذا صح هذا فتكون الآيات السابقة لها بمثابة مقدمة وتمهيد.
وتحدي الكفار النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالإتيان بالملائكة كدليل على صلته بالله تعالى قد تكرر منهم. وقد مر بعض أمثلة منه في سورتي هود والفرقان، ويدل كما قلناه في المناسبات السابقة على عقيدة العرب بصلة الملائكة بالله تعالى أو بتعبير أدق باختصاص الملائكة بهذه الصلة.
وقد تكررت كذلك حكاية نعت الكفار للنبي بالمجنون، وروح الآية هنا تلهم بأنهم أرادوا بالنعت في هذا الموقف التنديد على نحو ما يقال لمن يقول قولا عظيما ويقف موقفا غريبا لا عهد به على ما ذكرناه في مناسبات سابقة
في الآية توكيد رباني بأن الله تعالى هو الذي ينزل القرآن على النبي صلى الله عليهم وآله وسلم وبأنه سيحفظه ويؤيده مهما كان موقف الكفار منه.
والآية متصلة بسابقاتها وبسبيل الرد على الكفار الذين نعتوا النبي صلى الله عليهم وآله وسلم بالجنون وتحدوه بالإتيان بالملائكة حينما كان يقول إن القرآن منزل عليه من الله تعالى.
تعليق على ما في آية
﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾
من معجزة ربانية عظمى
ومع صلة الآية بسياق المناظرة بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم والكفار فإنها صارت عنوان معجزة ربانية عظمى في حفظ الله تعالى قرآنه المجيد من كل تبديد وتغيير وتحريف وزيادة ونقص مجمعا عليه في رسم واحد ونص واحد ومصحف واحد وترتيب واحد في مشارق الأرض ومغاربها، ومحتفظا بكل إشراقه وسنائه وروحانيته ونفس ألفاظه وحروفه وأسلوب ترتيله وتلاوته التي تلاها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبترتيبه الذي رتبه آيات في سور وسور في مصحف مما لم يتيسر لأي كتاب سماوي ولا لأي نبي.
وما روي من جمع المصحف وتدوينه في زمن أبي بكر ثم في زمن عثمان رضي الله عنهما ليس جمعا وتدوينا جديدين. وإنما هو نفس ما كان مجموعا مدونا مرتبا في زمن النبي صلى الله عليهم وآله وسلم وكل ما تم في زمن أبي بكر هو أن كبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو على رأسهم أرادوا وقد انقطع الوحي القرآني بوفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يحرروا نسخة تحفظ عند إمام المسلمين لتكون المرجع والإمام. وكل ما فعله عثمان وكبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو أنهم أعادوا كتابة نسخة لمصحف الإمام بخط قريش وكتابتهم حتى لا يختلف المسلمون في قراءة القرآن وكتابته. وأمروا بإبادة أي مصحف مخالف له في الكتابة والإملاء ونسخ مصاحف جديدة عن هذه النسخة الجديدة ١. وقد أطاع المسلمون الأمر فأبادوا ما لديهم من مصاحف مختلفة في الكتابة والإملاء ونسخوا مصاحفهم الجديدة عن مصحف عثمان، وهو المصحف المتداول الآن من لدن ذلك العهد. وكل ما يقال خلاف ذلك غير صحيح ألبتة ؛ لأنه لو كان هناك مصاحف مخالفة له لبقيت ثم ظهرت وتداولت وهذا لم يحدث. وليس من الممكن أن يكون عمال عثمان قد مشطوا كل بيت في كل مدينة وقرية وبادية في مشارق الأرض ومغاربها التي انتشر فيها المسلمون في عهد أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ليبعدوا أي مصحف مخالف لمصحف عثمان. فظل هذا المصحف الذي هو نفس المصحف المرتب في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرجع كل خلاف وحكما في كل نزاع بين المسلمين على اختلاف فرقهم وأهوائهم. والقول الفصل في كل مذهب وعند كل نحلة من مذاهبهم ونحلهم على كثرتها منذ وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى اليوم وإلى ما شاء الله لهذا الكون أن يدوم. ويكفي لتبين خطورة المعجزة الربانية العظمى أن يذكر المرء ما كان من فتن وخلاف وشقاق وحروب وتنافس في سبيل الحكم والسلطان منذ صدر الإسلام الأول، وما كان من اجتراء أصحاب الأهواء في ذلك العهد وبعده على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والكذب عليه في وضع الأحاديث المتضمنة تأييد فئة على فئة، ورأي على رأي، ودعوة على دعوة، وما كان من وضع الأحاديث والروايات لصرف آيات القرآن إلى غير وجهها الحق وتأويلها بغير وجهها الحق بسبيل ذلك، وما كان من استعلاء قوم على قوم وشيعة على شيعة استعلاء القوة والسلطان، مع اشتداد العداء والتجريح واشتداد تيار الأحاديث المفتراة، وكان ممن صار له السلطان القوي الواسع المديد فئات كانت تقيم دعوتها عل صرف تلك الآيات إلى هواها وتأويلها بغير وجهها الحق والاجتراء على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه بسبيل ذلك، وأن يذكر أن هذا كان في وقت لم يكن القرآن فيه مطبوعا ولا مصورا، ولم يكن من المستحيل فيه أن يجرأ الذين اجترأوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه وكذبوا عليهم وصرفوا الآيات القرآنية إلى غير وجهها الحق – على كتاب الله تعالى فيغيروا ويبدلوا ويزيدوا وينقصوا تبديلا جوهريا سائغا على المسلمين مؤيدا لأهوائهم، وينشروا به مصاحف عديدة وبخاصة في الآيات التي حاولوا صرفها عن وجهها الحق إلى تأييد أهوائهم ودعوتهم، أو إضعافها لتكون أكثر مطابقة مع الوجوه التي أريد صرفها إليها سلبا وإيجابا، ونفيا وإثباتا، وفي وقت كانت الكتابة العربية سقيمة ولم يكن قد اخترع النقط والشكل وكان التشابه بين الحروف كثيرا واحتمال اللبس قويا. ولقد حفظت ببركة هذه المعجزة الربانية اللغة العربية – التي نزل بها – قوية مشرقة بكل ما وصلت إليه من سعة وبلاغة ودقة ونفوذ وعمق ونصاعة وضوابط ؛ لتظل لغة الأمة العربية الفصحى في كل صقع وواد، وفي كل دور وزمان، وهو ما لم يتيسر للغة أمة من أمم الأرض، ولتكون إلى ذلك لغة عبادة الله لجميع الأمم الإسلامية المنتشرة في أنحاء لأرض خلال ثلاثة عشر قرنا، ثم خلال القرون الآتية، بل ولتترشح لتكون لغة العالم الإسلامي بل لغة الإنسانية حينما يأذن الله بتحقيق وعده وإظهار الإسلام على الدين كله كما جاء في آيات عديدة، منها آية سورة الفتح هذه :﴿ هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا( ٢٨ ) ﴾.
وحفظت ببركتها الأمة العربية قوية الحيوية صامدة أمام ما وقع عليها من نكبات وتسلل فيها من عناصر غريبة، محتفظة بمواهبه العظيمة وخصائصها القومية التي كان من مظاهرها أن اصطفى خاتم الأنبياء منها، وأن نزل آخر كتاب سماوي بها مصدقا لما قبله ومهيمنا عليه، وأن حملت عبء الدعوة إلى الله ونشر رسالته المتممة لما سبق، والتي بقيت نقية صافية كما هي في منبعه الأول الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه تنزيل من حكيم حميد، وأن ترشحت بذلك لتكون خير أمة أخرجت للناس إن هي قامت بما حملها إياه القرآن من ذلك العبء ودعت إلى الخير وأمرت بالمعروف ونهت عن المنكر.
وتحميل القرآن الأمة العربية هذا العبء الذي غدت به وحده فقط ذات رسالة عالمية خالدة كما ورد في القرآن صراحة وضمنا، ومن ذلك آيات سورة الزخرف [ ٤٣ – ٤٤ ] وآية سورة الحج [ ٧٨ ].
نقول هذا ونحن نعرف أن هناك بعض روايات تروى عن بعض آيات وكلمات وحروف مختلف عليها في القرآن، وأن بعض المستشرقين والمبشرين تقولوا بعض الأقوال في صدد ذلك، غير أن هذا وذاك لا يمس جوهرا، وليس من شأنه أن ينقض المعجزة الربانية العظمى. وهو من الضآلة والقلة إلى درجة لا تكاد تكون شيئا بالنسبة للمجموع، كما أنه لا يثبت على النقد والتمحيص، وهناك مستشرقون زيفوا بقوة الأقوال الصادرة عن الهوى والغرض والحقد والتعصب٢.
وكذلك نعرف أن غلاة الشيعة الباطنيين يزعمون أنه كان في القرآن آيات وفصول كثيرة في إمامة علي وأولاده وحقوقهم ومركزهم عند الله ورسوله ثم في حق كثير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذين منعوهم من حقوقهم بزعمهم أسقطت حينما جمع أبو بكر وعمر ثم عثمان رضي الله عنهم القرآن وكتبوه في مصاحف جديدة، بل بلغ بهم الزعم إلى حد أن المصحف لم يحتو إلا نصف ما نزل وأن الباقي أسقط، لأنه في حق علي وأولاده وحقوقهم وإمامتهم وأعدائهم. وأن عليا جمع كل ما نزل مما أسقط ولم يسقط وأودعه أبناءه وهو محفوظ عندهم غير أن هذه المزاعم كاذبة جملة وتفصيلا. ومنحصرة كما قلنا في الغلاة غير الصادقين في إسلامهم الذين ترسموا الكيد للإسلام وهدمه والذين ليس لهم دين يردعهم عن الكذب على الله ورسوله وعلي بن أبي طالب وأولاده، والذين كانوا يزعمونها وهم متيقنون ويعرفون أن جمهرة من أصحاب رسول الله كانوا يحفظون القرآن في حياة رسول الله وكان لهم مصاحف. وأن المسألة مسألة دين لا يمكن أن يغفل في أي حال تواطؤ أصحاب رسول الله عليها وهم الذين سجل الله رضاءه عنهم في آية سورة التوبة التي كانت من آخر ما نزل من القرآن :﴿ والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم ( ١٠٠ ) ﴾ ومزاعمهم أوهى وأشد تهافتا وزيفا مما يتحمل نقدا وتفنيدا. ولقد انبرى لها كثير من العلماء وفندوها في كتب مشهورة متداولة. ولقد كان لأبناء علي بن أبي طالب سلطان قوي في بلاد إسلامية عديدة ولمدد غير قصيرة. ولو كان عندهم قرآن غير القرآن الذي كتب في عهد أبي بكر ثم في عهد عثمان ونسخ عنه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها مصاحفهم وحفظوه في صدورهم جيلا بعد جيل من لدن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لظهر.
وهذه المزاعم منحصرة في الغلاة المارقين، أما المعتدلون الذين هم جمهرة الشيعة فإنهم يعترفون كما ورد في كتب كثير منهم أن المصحف المتداول احتوى جميع ما بلغه رسول الله وبقي بعده دون رفع ونسخ ونقص وحسب ترتيبه. ويقفون عند ذلك وإن كانوا يؤولون كثيرا من آياته تأويلا يتوافق مع هواهم الحزبي ٣.
٢ اقرأ الفصل المذكور آنفا من كتابنا القرآن المجيد، واقرأ كتاب: حياة محمد لمحمد حسين هيكل طبعة ثانية ص ٢٥ – ٣٩..
٣ انظر الجزء الثاني من كتاب التفسير والمفسرون للذهبي ومنهاج السنة لابن تيمية و(التحفة الإثنى عشرية) لعبد العزيز غلام حكم الدهلوي بالفارسية وترجمته للأسلمي ومختصره للآلوسي وأجزاء كتاب الصراع بين الإسلام والوثنية للقصيمي..
في الآيات خطاب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن الله قد أرسل من قبله رسلا إلى الأمم السابقة، فكانوا يستهزئون بهم ويعجزونهم كما يفعل قومه معه. وتقرير رباني بأن هذا هو دأب المجرمين الذين فسدت أخلاقهم وخبثت سرائرهم فلا يؤمنون بما يأتيهم من ذكر من ربهم، وقد مضت سنة الله في أمثالهم الأولين.
والآيات كذلك متصلة بالسياق، وقد استهدفت تطمين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتقرير طبيعة الكفار الإجرامية، وتعليل عدم إيمانهم بذلك، والتنديد بهم وإنذارهم وسلكهم في سلك الأمم السابقة التي أهلكها الله بسبب إجرامها الذي أداها إلى عدم الإيمان بما أنزل الله من كتب وبينات.
تعليق على مدى الآية
﴿ كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ﴾
والآية التالية لها
والآيتان [ ١٢ – ١٣ ] شبيهتان بالآيتين [ ٢٠٠ و ٢٠١ ] من سورة الشعراء. وقد جاء كل منهما بعد ذكر القرآن ؛ ولذلك أولناهما هنا كما أولناهما هناك وصرفنا الضمير في﴿ نَسْلُكُهُ ﴾ و﴿ لاَ يُؤْمِنُونَ ﴾ إلى القرآن الذي عبر عنه هنا بكلمة ( الذكر ).
ولقد اختلف المؤولون والمفسرون في عائدية الضمير في الكلمتين كما اختلفوا في ذلك سياق آيات سورة الشعراء، ولكن بعضهم توسع في الشرح والتعليق ؛ حيث قال الذين حرفوا الضمير في ﴿ نَسْلُكُهُ ﴾ إلى الكفر والشرك والاستهزاء : إن الجملة تعني أن الله سبحانه أدخل الكفر والشرك والاستهزاء في قلوبهم وحسنه لهم، وأنها أبين آية في ثبوت القدر لمن أذعن للحق ولم يعاند. وأنكروا صرف الضمير إلى الذكر الذي قاله فريق آخر، وقالوا إن هذا هو قول المعتزلة١. والحق الذي تبادر لنا أن صرف الضمير إلى القرآن هو الأولى المتسق مع نظم الآيات ومقامها وإن في صرفه إلى الاستهزاء والكفر لورود صيغة ( يستهزئون ) تكلفا. وليس من شأن نسبته القول إلى المعتزلة أن نتحاشى تأييده. ونحن نتحاشى كل التحاشي من تعبير ( إن الله قد حسن الكفر للكافرين وأدخله في قلوبهم ) لمجرد الرغبة في إثبات القدر من العبارات القرآنية ونرى فيه شيئا من البشاعة. وننزه الله تعالى عنه وهو الذي يقول :﴿ إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور ﴾ الزمر :[ ٧ ] ويقول :﴿ هو الذي جعلكم خلائف في الأرض فمن كفر فعليه كفره ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا ﴾ [ فاطر : ٣٩ ]. وفي القرآن مئات من الآيات التي تحمل الكفر والإجرام لأصحابهما وترتب عليهم عقابا بسببها وحتى لو سلمنا جدلا أن صرف الضمير إلى الكفر والاستهزاء فلا يكون في ذلك الإثبات والبرهان اللذان التمسوهما من العبارة ؛ لأنها تصف الكفار بالمجرمين وتكون من باب ﴿ ويضل الله الظالمين ﴾ إبراهيم :[ ٢٧ ] و ﴿ وما يضل به إلا الفاسقين ﴾ البقرة :[ ٢٦ ] و ﴿ كذلك حقت كلمت ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون ﴾ يونس :[ ٣٣ ] والله تعالى أعلم.
في الآيات خطاب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن الله قد أرسل من قبله رسلا إلى الأمم السابقة، فكانوا يستهزئون بهم ويعجزونهم كما يفعل قومه معه. وتقرير رباني بأن هذا هو دأب المجرمين الذين فسدت أخلاقهم وخبثت سرائرهم فلا يؤمنون بما يأتيهم من ذكر من ربهم، وقد مضت سنة الله في أمثالهم الأولين.
والآيات كذلك متصلة بالسياق، وقد استهدفت تطمين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتقرير طبيعة الكفار الإجرامية، وتعليل عدم إيمانهم بذلك، والتنديد بهم وإنذارهم وسلكهم في سلك الأمم السابقة التي أهلكها الله بسبب إجرامها الذي أداها إلى عدم الإيمان بما أنزل الله من كتب وبينات.
تعليق على مدى الآية
﴿ كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ﴾
والآية التالية لها
والآيتان [ ١٢ – ١٣ ] شبيهتان بالآيتين [ ٢٠٠ و ٢٠١ ] من سورة الشعراء. وقد جاء كل منهما بعد ذكر القرآن ؛ ولذلك أولناهما هنا كما أولناهما هناك وصرفنا الضمير في﴿ نَسْلُكُهُ ﴾ و﴿ لاَ يُؤْمِنُونَ ﴾ إلى القرآن الذي عبر عنه هنا بكلمة ( الذكر ).
ولقد اختلف المؤولون والمفسرون في عائدية الضمير في الكلمتين كما اختلفوا في ذلك سياق آيات سورة الشعراء، ولكن بعضهم توسع في الشرح والتعليق ؛ حيث قال الذين حرفوا الضمير في ﴿ نَسْلُكُهُ ﴾ إلى الكفر والشرك والاستهزاء : إن الجملة تعني أن الله سبحانه أدخل الكفر والشرك والاستهزاء في قلوبهم وحسنه لهم، وأنها أبين آية في ثبوت القدر لمن أذعن للحق ولم يعاند. وأنكروا صرف الضمير إلى الذكر الذي قاله فريق آخر، وقالوا إن هذا هو قول المعتزلة١. والحق الذي تبادر لنا أن صرف الضمير إلى القرآن هو الأولى المتسق مع نظم الآيات ومقامها وإن في صرفه إلى الاستهزاء والكفر لورود صيغة ( يستهزئون ) تكلفا. وليس من شأن نسبته القول إلى المعتزلة أن نتحاشى تأييده. ونحن نتحاشى كل التحاشي من تعبير ( إن الله قد حسن الكفر للكافرين وأدخله في قلوبهم ) لمجرد الرغبة في إثبات القدر من العبارات القرآنية ونرى فيه شيئا من البشاعة. وننزه الله تعالى عنه وهو الذي يقول :﴿ إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور ﴾ الزمر :[ ٧ ] ويقول :﴿ هو الذي جعلكم خلائف في الأرض فمن كفر فعليه كفره ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا ﴾ [ فاطر : ٣٩ ]. وفي القرآن مئات من الآيات التي تحمل الكفر والإجرام لأصحابهما وترتب عليهم عقابا بسببها وحتى لو سلمنا جدلا أن صرف الضمير إلى الكفر والاستهزاء فلا يكون في ذلك الإثبات والبرهان اللذان التمسوهما من العبارة ؛ لأنها تصف الكفار بالمجرمين وتكون من باب ﴿ ويضل الله الظالمين ﴾ إبراهيم :[ ٢٧ ] و ﴿ وما يضل به إلا الفاسقين ﴾ البقرة :[ ٢٦ ] و ﴿ كذلك حقت كلمت ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون ﴾ يونس :[ ٣٣ ] والله تعالى أعلم.
في الآيات خطاب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن الله قد أرسل من قبله رسلا إلى الأمم السابقة، فكانوا يستهزئون بهم ويعجزونهم كما يفعل قومه معه. وتقرير رباني بأن هذا هو دأب المجرمين الذين فسدت أخلاقهم وخبثت سرائرهم فلا يؤمنون بما يأتيهم من ذكر من ربهم، وقد مضت سنة الله في أمثالهم الأولين.
والآيات كذلك متصلة بالسياق، وقد استهدفت تطمين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتقرير طبيعة الكفار الإجرامية، وتعليل عدم إيمانهم بذلك، والتنديد بهم وإنذارهم وسلكهم في سلك الأمم السابقة التي أهلكها الله بسبب إجرامها الذي أداها إلى عدم الإيمان بما أنزل الله من كتب وبينات.
تعليق على مدى الآية
﴿ كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ﴾
والآية التالية لها
والآيتان [ ١٢ – ١٣ ] شبيهتان بالآيتين [ ٢٠٠ و ٢٠١ ] من سورة الشعراء. وقد جاء كل منهما بعد ذكر القرآن ؛ ولذلك أولناهما هنا كما أولناهما هناك وصرفنا الضمير في﴿ نَسْلُكُهُ ﴾ و﴿ لاَ يُؤْمِنُونَ ﴾ إلى القرآن الذي عبر عنه هنا بكلمة ( الذكر ).
ولقد اختلف المؤولون والمفسرون في عائدية الضمير في الكلمتين كما اختلفوا في ذلك سياق آيات سورة الشعراء، ولكن بعضهم توسع في الشرح والتعليق ؛ حيث قال الذين حرفوا الضمير في ﴿ نَسْلُكُهُ ﴾ إلى الكفر والشرك والاستهزاء : إن الجملة تعني أن الله سبحانه أدخل الكفر والشرك والاستهزاء في قلوبهم وحسنه لهم، وأنها أبين آية في ثبوت القدر لمن أذعن للحق ولم يعاند. وأنكروا صرف الضمير إلى الذكر الذي قاله فريق آخر، وقالوا إن هذا هو قول المعتزلة١. والحق الذي تبادر لنا أن صرف الضمير إلى القرآن هو الأولى المتسق مع نظم الآيات ومقامها وإن في صرفه إلى الاستهزاء والكفر لورود صيغة ( يستهزئون ) تكلفا. وليس من شأن نسبته القول إلى المعتزلة أن نتحاشى تأييده. ونحن نتحاشى كل التحاشي من تعبير ( إن الله قد حسن الكفر للكافرين وأدخله في قلوبهم ) لمجرد الرغبة في إثبات القدر من العبارات القرآنية ونرى فيه شيئا من البشاعة. وننزه الله تعالى عنه وهو الذي يقول :﴿ إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور ﴾ الزمر :[ ٧ ] ويقول :﴿ هو الذي جعلكم خلائف في الأرض فمن كفر فعليه كفره ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا ﴾ [ فاطر : ٣٩ ]. وفي القرآن مئات من الآيات التي تحمل الكفر والإجرام لأصحابهما وترتب عليهم عقابا بسببها وحتى لو سلمنا جدلا أن صرف الضمير إلى الكفر والاستهزاء فلا يكون في ذلك الإثبات والبرهان اللذان التمسوهما من العبارة ؛ لأنها تصف الكفار بالمجرمين وتكون من باب ﴿ ويضل الله الظالمين ﴾ إبراهيم :[ ٢٧ ] و ﴿ وما يضل به إلا الفاسقين ﴾ البقرة :[ ٢٦ ] و ﴿ كذلك حقت كلمت ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون ﴾ يونس :[ ٣٣ ] والله تعالى أعلم.
في الآيات حكاية لما يقدر أن يقوله الكفار لو فتح عليهم باب من السماء ونصب بينه وبين الأرض سلم ليصعدوا عليه إلى السماء ؛ حيث كانوا يقولون حينئذ أن أبصارنا قد سكرت وإنا مسحورون، وإن ما نشاهده هو تخييل ووهم.
والآيات متصلة بالسياق كما هو المتبادر وهي بسبيل وصف شدة عناد الكفار ومكابرتهم والتنديد بهم، وبسبيل تثبيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتسليته في الوقت نفسه. وفيها تدعيم ما لما أولنا به الآيات السابقة حيث انطوى فيها تقرير طبيعتهم الفاسدة التي تجعلهم لا يقنعون بأي آية من آيات الله. وتوكيد للحكمة التي نبهنا عليها في مناسبات سابقة في عدم استجابة الله تعالى لتحدي الكفار بالإتيان بالمعجزات والخوارق ؛ حيث علم الله أنها لن تكون سببا لإيمانهم.
ولقد صرف بعض المؤولين كما جاء في تفسير الطبري وغيره الضمير في ﴿ فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ ﴾ إلى الملائكة بقرينة ذكرهم سابقا كما صرفه بعضهم إلى الكفار على ما جاء في الطبري وغيره أيضا. وهذا ما رجحناه في الشرح لأنه الأكثر اتساقا مع مجموع الآيات نصا وروحا، والله أعلم
سورة الحجر
في السورة حكاية لبعض أقوال الكفار ومناظرتهم مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولفت نظر إلى عظمة الله تعالى في كونه، وتذكير بقصة آدم وإبليس، وتذكير بمصائر بعض الأمم التي يمر العرب بديارهم المدمرة، وتثبيت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم والمؤمنين وتبشير هم وإنذار ووعيد للكافرين.
وفصول السورة مترابطة وآياتها متوازنة. وهذا وذاك يلهمان أنها نزلت دفعة واحدة أو فصولا متتابعة حتى تمت، والمصحف الذي اعتمدناه يروي أن الآية [ ٨٧ ] مدنية. وانسجامها التام في السياق والموضوع يسوغ الشك في الرواية.
تشير الآيات إلى مظاهر قدرة الله وعظمته وسننه الكونية ونعمه على البشر والمخلوقات الأخرى وتصرفه في الكون تصرفا مطلقا، وعمله الشامل المحيط بالناس سابقيهم ولاحقيهم وخلقه الإنس والجن وكونه مرجع كل شيء وأنه أزلي أبدي، وعبارتها واضحة لا تحتاج إلى أداء آخر.
والمتبادر أنها جاءت معقبة على جميع الآيات السابقة التي حكت مواقف الكفار وعنادهم وإجرامهم بسبيل تقريعهم على هذه المواقف وتذكيرهم بعظمة الله واستحقاقه وحده للخضوع والعبادة.
تعليق على الآية
﴿ وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ ﴾
والآيات التسع التالية لها
وما عدد هنا من مظاهر قدرة الله تعالى قد تكرر في القرآن بأساليب متنوعة مرت أمثلة عديدة منها. وتضمنت جميعها لفت نظر الناس إلى ما يقع تحت أبصارهم ومشاهدتهم وحسهم، وتذكيرهم بشمول قدرة الله وعظمته ومطلق تصرفه وكونه الخالق المدبر الأزلي الأبدي، مما يؤيد ما قلناه غير مرة من أن القصد من ذلك هو العظة واستدعاء الأنظار والأذهان ودعوة الناس إلى الخضوع لله تعالى وحده، ونقول هنا ما قلناه في المناسبات السابقة المماثلة وبخاصة في سياق تفسير سورة القيامة إننا لا نرى طائلا من وراء محاولة استنباط نواميس الكون والخلق فنيا، والتوفيق بين ما هو معروف من هذه النواميس وبين ما في هذه الآيات وأمثالها، ولا من وراء محاولة استخراج قواعد فنية كونية منها ؛ إذ أن كل هذا خارج عن نطاق هدف الآيات.
ولقد علقنا على موضوع استراق الشياطين للسمع من السماء ورجمهم بالشهب بما فيه الكفاية في تفسير سورة الجن، كما علقناه بما فيه الكفاية كذلك على خلق الجن من النار والإنسان من الطين في تفسير سورة ص فلا نرى ضرورة للإعادة. وننبه فقط على أن ذكر الإنسان من صلصال والجن من النار بين يدي ذكر قصة آدم وإبليس الواردة في الآيات التالية لهذه الآيات يجعل الهدف التمثيلي والتلقيني في القصة أكثر بروزا.
ولقد روى الترمذي عن ابن عباس قال :( كانت امرأة حسناء تصلي خلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكان بعض القوم يتقدم حتى يكون في الصف الأول لئلا يراها، وبعضهم يتأخر فإذا ركع نظر من تحت إبطيه فأنزل الله الآية :﴿ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ﴾ الحجر :[ ٢٤ ] ١. والحادث المذكور في الحديث من أحداث العهد المدني. ولا خلاف في مكية الآية فضلا عن انسجامها كل الانسجام مع السياق نظما وموضوعا. ولقد أورد الطبري الحديث ومع ذلك فإنه صوب تأويل العبارة بعلم الله لكل خلقه سواء منهم من مضى أو لم يخلق. وهذا هو الحق الذي رأيناه وأثبتناه قبل. ولقد أورد الحديث ابن كثير وقال : إن فيه نكارة شديدة والله تعالى أعلم.
تشير الآيات إلى مظاهر قدرة الله وعظمته وسننه الكونية ونعمه على البشر والمخلوقات الأخرى وتصرفه في الكون تصرفا مطلقا، وعمله الشامل المحيط بالناس سابقيهم ولاحقيهم وخلقه الإنس والجن وكونه مرجع كل شيء وأنه أزلي أبدي، وعبارتها واضحة لا تحتاج إلى أداء آخر.
والمتبادر أنها جاءت معقبة على جميع الآيات السابقة التي حكت مواقف الكفار وعنادهم وإجرامهم بسبيل تقريعهم على هذه المواقف وتذكيرهم بعظمة الله واستحقاقه وحده للخضوع والعبادة.
تعليق على الآية
﴿ وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ ﴾
والآيات التسع التالية لها
وما عدد هنا من مظاهر قدرة الله تعالى قد تكرر في القرآن بأساليب متنوعة مرت أمثلة عديدة منها. وتضمنت جميعها لفت نظر الناس إلى ما يقع تحت أبصارهم ومشاهدتهم وحسهم، وتذكيرهم بشمول قدرة الله وعظمته ومطلق تصرفه وكونه الخالق المدبر الأزلي الأبدي، مما يؤيد ما قلناه غير مرة من أن القصد من ذلك هو العظة واستدعاء الأنظار والأذهان ودعوة الناس إلى الخضوع لله تعالى وحده، ونقول هنا ما قلناه في المناسبات السابقة المماثلة وبخاصة في سياق تفسير سورة القيامة إننا لا نرى طائلا من وراء محاولة استنباط نواميس الكون والخلق فنيا، والتوفيق بين ما هو معروف من هذه النواميس وبين ما في هذه الآيات وأمثالها، ولا من وراء محاولة استخراج قواعد فنية كونية منها ؛ إذ أن كل هذا خارج عن نطاق هدف الآيات.
ولقد علقنا على موضوع استراق الشياطين للسمع من السماء ورجمهم بالشهب بما فيه الكفاية في تفسير سورة الجن، كما علقناه بما فيه الكفاية كذلك على خلق الجن من النار والإنسان من الطين في تفسير سورة ص فلا نرى ضرورة للإعادة. وننبه فقط على أن ذكر الإنسان من صلصال والجن من النار بين يدي ذكر قصة آدم وإبليس الواردة في الآيات التالية لهذه الآيات يجعل الهدف التمثيلي والتلقيني في القصة أكثر بروزا.
ولقد روى الترمذي عن ابن عباس قال :( كانت امرأة حسناء تصلي خلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكان بعض القوم يتقدم حتى يكون في الصف الأول لئلا يراها، وبعضهم يتأخر فإذا ركع نظر من تحت إبطيه فأنزل الله الآية :﴿ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ﴾ الحجر :[ ٢٤ ] ١. والحادث المذكور في الحديث من أحداث العهد المدني. ولا خلاف في مكية الآية فضلا عن انسجامها كل الانسجام مع السياق نظما وموضوعا. ولقد أورد الطبري الحديث ومع ذلك فإنه صوب تأويل العبارة بعلم الله لكل خلقه سواء منهم من مضى أو لم يخلق. وهذا هو الحق الذي رأيناه وأثبتناه قبل. ولقد أورد الحديث ابن كثير وقال : إن فيه نكارة شديدة والله تعالى أعلم.
تشير الآيات إلى مظاهر قدرة الله وعظمته وسننه الكونية ونعمه على البشر والمخلوقات الأخرى وتصرفه في الكون تصرفا مطلقا، وعمله الشامل المحيط بالناس سابقيهم ولاحقيهم وخلقه الإنس والجن وكونه مرجع كل شيء وأنه أزلي أبدي، وعبارتها واضحة لا تحتاج إلى أداء آخر.
والمتبادر أنها جاءت معقبة على جميع الآيات السابقة التي حكت مواقف الكفار وعنادهم وإجرامهم بسبيل تقريعهم على هذه المواقف وتذكيرهم بعظمة الله واستحقاقه وحده للخضوع والعبادة.
تعليق على الآية
﴿ وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ ﴾
والآيات التسع التالية لها
وما عدد هنا من مظاهر قدرة الله تعالى قد تكرر في القرآن بأساليب متنوعة مرت أمثلة عديدة منها. وتضمنت جميعها لفت نظر الناس إلى ما يقع تحت أبصارهم ومشاهدتهم وحسهم، وتذكيرهم بشمول قدرة الله وعظمته ومطلق تصرفه وكونه الخالق المدبر الأزلي الأبدي، مما يؤيد ما قلناه غير مرة من أن القصد من ذلك هو العظة واستدعاء الأنظار والأذهان ودعوة الناس إلى الخضوع لله تعالى وحده، ونقول هنا ما قلناه في المناسبات السابقة المماثلة وبخاصة في سياق تفسير سورة القيامة إننا لا نرى طائلا من وراء محاولة استنباط نواميس الكون والخلق فنيا، والتوفيق بين ما هو معروف من هذه النواميس وبين ما في هذه الآيات وأمثالها، ولا من وراء محاولة استخراج قواعد فنية كونية منها ؛ إذ أن كل هذا خارج عن نطاق هدف الآيات.
ولقد علقنا على موضوع استراق الشياطين للسمع من السماء ورجمهم بالشهب بما فيه الكفاية في تفسير سورة الجن، كما علقناه بما فيه الكفاية كذلك على خلق الجن من النار والإنسان من الطين في تفسير سورة ص فلا نرى ضرورة للإعادة. وننبه فقط على أن ذكر الإنسان من صلصال والجن من النار بين يدي ذكر قصة آدم وإبليس الواردة في الآيات التالية لهذه الآيات يجعل الهدف التمثيلي والتلقيني في القصة أكثر بروزا.
ولقد روى الترمذي عن ابن عباس قال :( كانت امرأة حسناء تصلي خلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكان بعض القوم يتقدم حتى يكون في الصف الأول لئلا يراها، وبعضهم يتأخر فإذا ركع نظر من تحت إبطيه فأنزل الله الآية :﴿ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ﴾ الحجر :[ ٢٤ ] ١. والحادث المذكور في الحديث من أحداث العهد المدني. ولا خلاف في مكية الآية فضلا عن انسجامها كل الانسجام مع السياق نظما وموضوعا. ولقد أورد الطبري الحديث ومع ذلك فإنه صوب تأويل العبارة بعلم الله لكل خلقه سواء منهم من مضى أو لم يخلق. وهذا هو الحق الذي رأيناه وأثبتناه قبل. ولقد أورد الحديث ابن كثير وقال : إن فيه نكارة شديدة والله تعالى أعلم.
موزون : أوجه الأقوال أن الكلمة بمعنى مقدر بحساب.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦:﴿ وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ ( ١٦ ) وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ ( ١٧ ) إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ ( ١٨ ) وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ( ١ ) وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ( ٢ ) ( ١٩ ) وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ( ٣ ) ( ٢٠ ) وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ ( ٢١ ) وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ( ٤ ) فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ ( ٢٢ ) وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ( ٥ ) ( ٢٣ ) وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ( ٢٤ ) وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ( ٢٥ ) وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ( ٦ ) مِّنْ حَمَإ( ٧ )ٍ مَّسْنُونٍ( ٨ ) ( ٢٦ ) وَالْجَآنَّ( ٩ ) خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ ( ١٠ )( ٢٧ ) ﴾ [ ١٦ – ٢٧ ].
تشير الآيات إلى مظاهر قدرة الله وعظمته وسننه الكونية ونعمه على البشر والمخلوقات الأخرى وتصرفه في الكون تصرفا مطلقا، وعمله الشامل المحيط بالناس سابقيهم ولاحقيهم وخلقه الإنس والجن وكونه مرجع كل شيء وأنه أزلي أبدي، وعبارتها واضحة لا تحتاج إلى أداء آخر.
والمتبادر أنها جاءت معقبة على جميع الآيات السابقة التي حكت مواقف الكفار وعنادهم وإجرامهم بسبيل تقريعهم على هذه المواقف وتذكيرهم بعظمة الله واستحقاقه وحده للخضوع والعبادة.
تعليق على الآية
﴿ وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ ﴾
والآيات التسع التالية لها
وما عدد هنا من مظاهر قدرة الله تعالى قد تكرر في القرآن بأساليب متنوعة مرت أمثلة عديدة منها. وتضمنت جميعها لفت نظر الناس إلى ما يقع تحت أبصارهم ومشاهدتهم وحسهم، وتذكيرهم بشمول قدرة الله وعظمته ومطلق تصرفه وكونه الخالق المدبر الأزلي الأبدي، مما يؤيد ما قلناه غير مرة من أن القصد من ذلك هو العظة واستدعاء الأنظار والأذهان ودعوة الناس إلى الخضوع لله تعالى وحده، ونقول هنا ما قلناه في المناسبات السابقة المماثلة وبخاصة في سياق تفسير سورة القيامة إننا لا نرى طائلا من وراء محاولة استنباط نواميس الكون والخلق فنيا، والتوفيق بين ما هو معروف من هذه النواميس وبين ما في هذه الآيات وأمثالها، ولا من وراء محاولة استخراج قواعد فنية كونية منها ؛ إذ أن كل هذا خارج عن نطاق هدف الآيات.
ولقد علقنا على موضوع استراق الشياطين للسمع من السماء ورجمهم بالشهب بما فيه الكفاية في تفسير سورة الجن، كما علقناه بما فيه الكفاية كذلك على خلق الجن من النار والإنسان من الطين في تفسير سورة ص فلا نرى ضرورة للإعادة. وننبه فقط على أن ذكر الإنسان من صلصال والجن من النار بين يدي ذكر قصة آدم وإبليس الواردة في الآيات التالية لهذه الآيات يجعل الهدف التمثيلي والتلقيني في القصة أكثر بروزا.
ولقد روى الترمذي عن ابن عباس قال :( كانت امرأة حسناء تصلي خلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكان بعض القوم يتقدم حتى يكون في الصف الأول لئلا يراها، وبعضهم يتأخر فإذا ركع نظر من تحت إبطيه فأنزل الله الآية :﴿ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ﴾ الحجر :[ ٢٤ ] ١. والحادث المذكور في الحديث من أحداث العهد المدني. ولا خلاف في مكية الآية فضلا عن انسجامها كل الانسجام مع السياق نظما وموضوعا. ولقد أورد الطبري الحديث ومع ذلك فإنه صوب تأويل العبارة بعلم الله لكل خلقه سواء منهم من مضى أو لم يخلق. وهذا هو الحق الذي رأيناه وأثبتناه قبل. ولقد أورد الحديث ابن كثير وقال : إن فيه نكارة شديدة والله تعالى أعلم.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦:﴿ وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ ( ١٦ ) وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ ( ١٧ ) إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ ( ١٨ ) وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ( ١ ) وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ( ٢ ) ( ١٩ ) وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ( ٣ ) ( ٢٠ ) وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ ( ٢١ ) وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ( ٤ ) فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ ( ٢٢ ) وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ( ٥ ) ( ٢٣ ) وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ( ٢٤ ) وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ( ٢٥ ) وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ( ٦ ) مِّنْ حَمَإ( ٧ )ٍ مَّسْنُونٍ( ٨ ) ( ٢٦ ) وَالْجَآنَّ( ٩ ) خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ ( ١٠ )( ٢٧ ) ﴾ [ ١٦ – ٢٧ ].
تشير الآيات إلى مظاهر قدرة الله وعظمته وسننه الكونية ونعمه على البشر والمخلوقات الأخرى وتصرفه في الكون تصرفا مطلقا، وعمله الشامل المحيط بالناس سابقيهم ولاحقيهم وخلقه الإنس والجن وكونه مرجع كل شيء وأنه أزلي أبدي، وعبارتها واضحة لا تحتاج إلى أداء آخر.
والمتبادر أنها جاءت معقبة على جميع الآيات السابقة التي حكت مواقف الكفار وعنادهم وإجرامهم بسبيل تقريعهم على هذه المواقف وتذكيرهم بعظمة الله واستحقاقه وحده للخضوع والعبادة.
تعليق على الآية
﴿ وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ ﴾
والآيات التسع التالية لها
وما عدد هنا من مظاهر قدرة الله تعالى قد تكرر في القرآن بأساليب متنوعة مرت أمثلة عديدة منها. وتضمنت جميعها لفت نظر الناس إلى ما يقع تحت أبصارهم ومشاهدتهم وحسهم، وتذكيرهم بشمول قدرة الله وعظمته ومطلق تصرفه وكونه الخالق المدبر الأزلي الأبدي، مما يؤيد ما قلناه غير مرة من أن القصد من ذلك هو العظة واستدعاء الأنظار والأذهان ودعوة الناس إلى الخضوع لله تعالى وحده، ونقول هنا ما قلناه في المناسبات السابقة المماثلة وبخاصة في سياق تفسير سورة القيامة إننا لا نرى طائلا من وراء محاولة استنباط نواميس الكون والخلق فنيا، والتوفيق بين ما هو معروف من هذه النواميس وبين ما في هذه الآيات وأمثالها، ولا من وراء محاولة استخراج قواعد فنية كونية منها ؛ إذ أن كل هذا خارج عن نطاق هدف الآيات.
ولقد علقنا على موضوع استراق الشياطين للسمع من السماء ورجمهم بالشهب بما فيه الكفاية في تفسير سورة الجن، كما علقناه بما فيه الكفاية كذلك على خلق الجن من النار والإنسان من الطين في تفسير سورة ص فلا نرى ضرورة للإعادة. وننبه فقط على أن ذكر الإنسان من صلصال والجن من النار بين يدي ذكر قصة آدم وإبليس الواردة في الآيات التالية لهذه الآيات يجعل الهدف التمثيلي والتلقيني في القصة أكثر بروزا.
ولقد روى الترمذي عن ابن عباس قال :( كانت امرأة حسناء تصلي خلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكان بعض القوم يتقدم حتى يكون في الصف الأول لئلا يراها، وبعضهم يتأخر فإذا ركع نظر من تحت إبطيه فأنزل الله الآية :﴿ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ﴾ الحجر :[ ٢٤ ] ١. والحادث المذكور في الحديث من أحداث العهد المدني. ولا خلاف في مكية الآية فضلا عن انسجامها كل الانسجام مع السياق نظما وموضوعا. ولقد أورد الطبري الحديث ومع ذلك فإنه صوب تأويل العبارة بعلم الله لكل خلقه سواء منهم من مضى أو لم يخلق. وهذا هو الحق الذي رأيناه وأثبتناه قبل. ولقد أورد الحديث ابن كثير وقال : إن فيه نكارة شديدة والله تعالى أعلم.
تشير الآيات إلى مظاهر قدرة الله وعظمته وسننه الكونية ونعمه على البشر والمخلوقات الأخرى وتصرفه في الكون تصرفا مطلقا، وعمله الشامل المحيط بالناس سابقيهم ولاحقيهم وخلقه الإنس والجن وكونه مرجع كل شيء وأنه أزلي أبدي، وعبارتها واضحة لا تحتاج إلى أداء آخر.
والمتبادر أنها جاءت معقبة على جميع الآيات السابقة التي حكت مواقف الكفار وعنادهم وإجرامهم بسبيل تقريعهم على هذه المواقف وتذكيرهم بعظمة الله واستحقاقه وحده للخضوع والعبادة.
تعليق على الآية
﴿ وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ ﴾
والآيات التسع التالية لها
وما عدد هنا من مظاهر قدرة الله تعالى قد تكرر في القرآن بأساليب متنوعة مرت أمثلة عديدة منها. وتضمنت جميعها لفت نظر الناس إلى ما يقع تحت أبصارهم ومشاهدتهم وحسهم، وتذكيرهم بشمول قدرة الله وعظمته ومطلق تصرفه وكونه الخالق المدبر الأزلي الأبدي، مما يؤيد ما قلناه غير مرة من أن القصد من ذلك هو العظة واستدعاء الأنظار والأذهان ودعوة الناس إلى الخضوع لله تعالى وحده، ونقول هنا ما قلناه في المناسبات السابقة المماثلة وبخاصة في سياق تفسير سورة القيامة إننا لا نرى طائلا من وراء محاولة استنباط نواميس الكون والخلق فنيا، والتوفيق بين ما هو معروف من هذه النواميس وبين ما في هذه الآيات وأمثالها، ولا من وراء محاولة استخراج قواعد فنية كونية منها ؛ إذ أن كل هذا خارج عن نطاق هدف الآيات.
ولقد علقنا على موضوع استراق الشياطين للسمع من السماء ورجمهم بالشهب بما فيه الكفاية في تفسير سورة الجن، كما علقناه بما فيه الكفاية كذلك على خلق الجن من النار والإنسان من الطين في تفسير سورة ص فلا نرى ضرورة للإعادة. وننبه فقط على أن ذكر الإنسان من صلصال والجن من النار بين يدي ذكر قصة آدم وإبليس الواردة في الآيات التالية لهذه الآيات يجعل الهدف التمثيلي والتلقيني في القصة أكثر بروزا.
ولقد روى الترمذي عن ابن عباس قال :( كانت امرأة حسناء تصلي خلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكان بعض القوم يتقدم حتى يكون في الصف الأول لئلا يراها، وبعضهم يتأخر فإذا ركع نظر من تحت إبطيه فأنزل الله الآية :﴿ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ﴾ الحجر :[ ٢٤ ] ١. والحادث المذكور في الحديث من أحداث العهد المدني. ولا خلاف في مكية الآية فضلا عن انسجامها كل الانسجام مع السياق نظما وموضوعا. ولقد أورد الطبري الحديث ومع ذلك فإنه صوب تأويل العبارة بعلم الله لكل خلقه سواء منهم من مضى أو لم يخلق. وهذا هو الحق الذي رأيناه وأثبتناه قبل. ولقد أورد الحديث ابن كثير وقال : إن فيه نكارة شديدة والله تعالى أعلم.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦:﴿ وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ ( ١٦ ) وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ ( ١٧ ) إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ ( ١٨ ) وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ( ١ ) وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ( ٢ ) ( ١٩ ) وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ( ٣ ) ( ٢٠ ) وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ ( ٢١ ) وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ( ٤ ) فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ ( ٢٢ ) وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ( ٥ ) ( ٢٣ ) وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ( ٢٤ ) وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ( ٢٥ ) وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ( ٦ ) مِّنْ حَمَإ( ٧ )ٍ مَّسْنُونٍ( ٨ ) ( ٢٦ ) وَالْجَآنَّ( ٩ ) خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ ( ١٠ )( ٢٧ ) ﴾ [ ١٦ – ٢٧ ].
تشير الآيات إلى مظاهر قدرة الله وعظمته وسننه الكونية ونعمه على البشر والمخلوقات الأخرى وتصرفه في الكون تصرفا مطلقا، وعمله الشامل المحيط بالناس سابقيهم ولاحقيهم وخلقه الإنس والجن وكونه مرجع كل شيء وأنه أزلي أبدي، وعبارتها واضحة لا تحتاج إلى أداء آخر.
والمتبادر أنها جاءت معقبة على جميع الآيات السابقة التي حكت مواقف الكفار وعنادهم وإجرامهم بسبيل تقريعهم على هذه المواقف وتذكيرهم بعظمة الله واستحقاقه وحده للخضوع والعبادة.
تعليق على الآية
﴿ وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ ﴾
والآيات التسع التالية لها
وما عدد هنا من مظاهر قدرة الله تعالى قد تكرر في القرآن بأساليب متنوعة مرت أمثلة عديدة منها. وتضمنت جميعها لفت نظر الناس إلى ما يقع تحت أبصارهم ومشاهدتهم وحسهم، وتذكيرهم بشمول قدرة الله وعظمته ومطلق تصرفه وكونه الخالق المدبر الأزلي الأبدي، مما يؤيد ما قلناه غير مرة من أن القصد من ذلك هو العظة واستدعاء الأنظار والأذهان ودعوة الناس إلى الخضوع لله تعالى وحده، ونقول هنا ما قلناه في المناسبات السابقة المماثلة وبخاصة في سياق تفسير سورة القيامة إننا لا نرى طائلا من وراء محاولة استنباط نواميس الكون والخلق فنيا، والتوفيق بين ما هو معروف من هذه النواميس وبين ما في هذه الآيات وأمثالها، ولا من وراء محاولة استخراج قواعد فنية كونية منها ؛ إذ أن كل هذا خارج عن نطاق هدف الآيات.
ولقد علقنا على موضوع استراق الشياطين للسمع من السماء ورجمهم بالشهب بما فيه الكفاية في تفسير سورة الجن، كما علقناه بما فيه الكفاية كذلك على خلق الجن من النار والإنسان من الطين في تفسير سورة ص فلا نرى ضرورة للإعادة. وننبه فقط على أن ذكر الإنسان من صلصال والجن من النار بين يدي ذكر قصة آدم وإبليس الواردة في الآيات التالية لهذه الآيات يجعل الهدف التمثيلي والتلقيني في القصة أكثر بروزا.
ولقد روى الترمذي عن ابن عباس قال :( كانت امرأة حسناء تصلي خلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكان بعض القوم يتقدم حتى يكون في الصف الأول لئلا يراها، وبعضهم يتأخر فإذا ركع نظر من تحت إبطيه فأنزل الله الآية :﴿ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ﴾ الحجر :[ ٢٤ ] ١. والحادث المذكور في الحديث من أحداث العهد المدني. ولا خلاف في مكية الآية فضلا عن انسجامها كل الانسجام مع السياق نظما وموضوعا. ولقد أورد الطبري الحديث ومع ذلك فإنه صوب تأويل العبارة بعلم الله لكل خلقه سواء منهم من مضى أو لم يخلق. وهذا هو الحق الذي رأيناه وأثبتناه قبل. ولقد أورد الحديث ابن كثير وقال : إن فيه نكارة شديدة والله تعالى أعلم.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦:﴿ وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ ( ١٦ ) وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ ( ١٧ ) إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ ( ١٨ ) وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ( ١ ) وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ( ٢ ) ( ١٩ ) وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ( ٣ ) ( ٢٠ ) وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ ( ٢١ ) وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ( ٤ ) فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ ( ٢٢ ) وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ( ٥ ) ( ٢٣ ) وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ( ٢٤ ) وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ( ٢٥ ) وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ( ٦ ) مِّنْ حَمَإ( ٧ )ٍ مَّسْنُونٍ( ٨ ) ( ٢٦ ) وَالْجَآنَّ( ٩ ) خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ ( ١٠ )( ٢٧ ) ﴾ [ ١٦ – ٢٧ ].
تشير الآيات إلى مظاهر قدرة الله وعظمته وسننه الكونية ونعمه على البشر والمخلوقات الأخرى وتصرفه في الكون تصرفا مطلقا، وعمله الشامل المحيط بالناس سابقيهم ولاحقيهم وخلقه الإنس والجن وكونه مرجع كل شيء وأنه أزلي أبدي، وعبارتها واضحة لا تحتاج إلى أداء آخر.
والمتبادر أنها جاءت معقبة على جميع الآيات السابقة التي حكت مواقف الكفار وعنادهم وإجرامهم بسبيل تقريعهم على هذه المواقف وتذكيرهم بعظمة الله واستحقاقه وحده للخضوع والعبادة.
تعليق على الآية
﴿ وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ ﴾
والآيات التسع التالية لها
وما عدد هنا من مظاهر قدرة الله تعالى قد تكرر في القرآن بأساليب متنوعة مرت أمثلة عديدة منها. وتضمنت جميعها لفت نظر الناس إلى ما يقع تحت أبصارهم ومشاهدتهم وحسهم، وتذكيرهم بشمول قدرة الله وعظمته ومطلق تصرفه وكونه الخالق المدبر الأزلي الأبدي، مما يؤيد ما قلناه غير مرة من أن القصد من ذلك هو العظة واستدعاء الأنظار والأذهان ودعوة الناس إلى الخضوع لله تعالى وحده، ونقول هنا ما قلناه في المناسبات السابقة المماثلة وبخاصة في سياق تفسير سورة القيامة إننا لا نرى طائلا من وراء محاولة استنباط نواميس الكون والخلق فنيا، والتوفيق بين ما هو معروف من هذه النواميس وبين ما في هذه الآيات وأمثالها، ولا من وراء محاولة استخراج قواعد فنية كونية منها ؛ إذ أن كل هذا خارج عن نطاق هدف الآيات.
ولقد علقنا على موضوع استراق الشياطين للسمع من السماء ورجمهم بالشهب بما فيه الكفاية في تفسير سورة الجن، كما علقناه بما فيه الكفاية كذلك على خلق الجن من النار والإنسان من الطين في تفسير سورة ص فلا نرى ضرورة للإعادة. وننبه فقط على أن ذكر الإنسان من صلصال والجن من النار بين يدي ذكر قصة آدم وإبليس الواردة في الآيات التالية لهذه الآيات يجعل الهدف التمثيلي والتلقيني في القصة أكثر بروزا.
ولقد روى الترمذي عن ابن عباس قال :( كانت امرأة حسناء تصلي خلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكان بعض القوم يتقدم حتى يكون في الصف الأول لئلا يراها، وبعضهم يتأخر فإذا ركع نظر من تحت إبطيه فأنزل الله الآية :﴿ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ﴾ الحجر :[ ٢٤ ] ١. والحادث المذكور في الحديث من أحداث العهد المدني. ولا خلاف في مكية الآية فضلا عن انسجامها كل الانسجام مع السياق نظما وموضوعا. ولقد أورد الطبري الحديث ومع ذلك فإنه صوب تأويل العبارة بعلم الله لكل خلقه سواء منهم من مضى أو لم يخلق. وهذا هو الحق الذي رأيناه وأثبتناه قبل. ولقد أورد الحديث ابن كثير وقال : إن فيه نكارة شديدة والله تعالى أعلم.
تشير الآيات إلى مظاهر قدرة الله وعظمته وسننه الكونية ونعمه على البشر والمخلوقات الأخرى وتصرفه في الكون تصرفا مطلقا، وعمله الشامل المحيط بالناس سابقيهم ولاحقيهم وخلقه الإنس والجن وكونه مرجع كل شيء وأنه أزلي أبدي، وعبارتها واضحة لا تحتاج إلى أداء آخر.
والمتبادر أنها جاءت معقبة على جميع الآيات السابقة التي حكت مواقف الكفار وعنادهم وإجرامهم بسبيل تقريعهم على هذه المواقف وتذكيرهم بعظمة الله واستحقاقه وحده للخضوع والعبادة.
تعليق على الآية
﴿ وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ ﴾
والآيات التسع التالية لها
وما عدد هنا من مظاهر قدرة الله تعالى قد تكرر في القرآن بأساليب متنوعة مرت أمثلة عديدة منها. وتضمنت جميعها لفت نظر الناس إلى ما يقع تحت أبصارهم ومشاهدتهم وحسهم، وتذكيرهم بشمول قدرة الله وعظمته ومطلق تصرفه وكونه الخالق المدبر الأزلي الأبدي، مما يؤيد ما قلناه غير مرة من أن القصد من ذلك هو العظة واستدعاء الأنظار والأذهان ودعوة الناس إلى الخضوع لله تعالى وحده، ونقول هنا ما قلناه في المناسبات السابقة المماثلة وبخاصة في سياق تفسير سورة القيامة إننا لا نرى طائلا من وراء محاولة استنباط نواميس الكون والخلق فنيا، والتوفيق بين ما هو معروف من هذه النواميس وبين ما في هذه الآيات وأمثالها، ولا من وراء محاولة استخراج قواعد فنية كونية منها ؛ إذ أن كل هذا خارج عن نطاق هدف الآيات.
ولقد علقنا على موضوع استراق الشياطين للسمع من السماء ورجمهم بالشهب بما فيه الكفاية في تفسير سورة الجن، كما علقناه بما فيه الكفاية كذلك على خلق الجن من النار والإنسان من الطين في تفسير سورة ص فلا نرى ضرورة للإعادة. وننبه فقط على أن ذكر الإنسان من صلصال والجن من النار بين يدي ذكر قصة آدم وإبليس الواردة في الآيات التالية لهذه الآيات يجعل الهدف التمثيلي والتلقيني في القصة أكثر بروزا.
ولقد روى الترمذي عن ابن عباس قال :( كانت امرأة حسناء تصلي خلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكان بعض القوم يتقدم حتى يكون في الصف الأول لئلا يراها، وبعضهم يتأخر فإذا ركع نظر من تحت إبطيه فأنزل الله الآية :﴿ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ﴾ الحجر :[ ٢٤ ] ١. والحادث المذكور في الحديث من أحداث العهد المدني. ولا خلاف في مكية الآية فضلا عن انسجامها كل الانسجام مع السياق نظما وموضوعا. ولقد أورد الطبري الحديث ومع ذلك فإنه صوب تأويل العبارة بعلم الله لكل خلقه سواء منهم من مضى أو لم يخلق. وهذا هو الحق الذي رأيناه وأثبتناه قبل. ولقد أورد الحديث ابن كثير وقال : إن فيه نكارة شديدة والله تعالى أعلم.
تشير الآيات إلى مظاهر قدرة الله وعظمته وسننه الكونية ونعمه على البشر والمخلوقات الأخرى وتصرفه في الكون تصرفا مطلقا، وعمله الشامل المحيط بالناس سابقيهم ولاحقيهم وخلقه الإنس والجن وكونه مرجع كل شيء وأنه أزلي أبدي، وعبارتها واضحة لا تحتاج إلى أداء آخر.
والمتبادر أنها جاءت معقبة على جميع الآيات السابقة التي حكت مواقف الكفار وعنادهم وإجرامهم بسبيل تقريعهم على هذه المواقف وتذكيرهم بعظمة الله واستحقاقه وحده للخضوع والعبادة.
تعليق على الآية
﴿ وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ ﴾
والآيات التسع التالية لها
وما عدد هنا من مظاهر قدرة الله تعالى قد تكرر في القرآن بأساليب متنوعة مرت أمثلة عديدة منها. وتضمنت جميعها لفت نظر الناس إلى ما يقع تحت أبصارهم ومشاهدتهم وحسهم، وتذكيرهم بشمول قدرة الله وعظمته ومطلق تصرفه وكونه الخالق المدبر الأزلي الأبدي، مما يؤيد ما قلناه غير مرة من أن القصد من ذلك هو العظة واستدعاء الأنظار والأذهان ودعوة الناس إلى الخضوع لله تعالى وحده، ونقول هنا ما قلناه في المناسبات السابقة المماثلة وبخاصة في سياق تفسير سورة القيامة إننا لا نرى طائلا من وراء محاولة استنباط نواميس الكون والخلق فنيا، والتوفيق بين ما هو معروف من هذه النواميس وبين ما في هذه الآيات وأمثالها، ولا من وراء محاولة استخراج قواعد فنية كونية منها ؛ إذ أن كل هذا خارج عن نطاق هدف الآيات.
ولقد علقنا على موضوع استراق الشياطين للسمع من السماء ورجمهم بالشهب بما فيه الكفاية في تفسير سورة الجن، كما علقناه بما فيه الكفاية كذلك على خلق الجن من النار والإنسان من الطين في تفسير سورة ص فلا نرى ضرورة للإعادة. وننبه فقط على أن ذكر الإنسان من صلصال والجن من النار بين يدي ذكر قصة آدم وإبليس الواردة في الآيات التالية لهذه الآيات يجعل الهدف التمثيلي والتلقيني في القصة أكثر بروزا.
ولقد روى الترمذي عن ابن عباس قال :( كانت امرأة حسناء تصلي خلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكان بعض القوم يتقدم حتى يكون في الصف الأول لئلا يراها، وبعضهم يتأخر فإذا ركع نظر من تحت إبطيه فأنزل الله الآية :﴿ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ﴾ الحجر :[ ٢٤ ] ١. والحادث المذكور في الحديث من أحداث العهد المدني. ولا خلاف في مكية الآية فضلا عن انسجامها كل الانسجام مع السياق نظما وموضوعا. ولقد أورد الطبري الحديث ومع ذلك فإنه صوب تأويل العبارة بعلم الله لكل خلقه سواء منهم من مضى أو لم يخلق. وهذا هو الحق الذي رأيناه وأثبتناه قبل. ولقد أورد الحديث ابن كثير وقال : إن فيه نكارة شديدة والله تعالى أعلم.
حمأ : أسود اللون.
مسنون : مصبوب أو مصور.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦:﴿ وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ ( ١٦ ) وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ ( ١٧ ) إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ ( ١٨ ) وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ( ١ ) وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ( ٢ ) ( ١٩ ) وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ( ٣ ) ( ٢٠ ) وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ ( ٢١ ) وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ( ٤ ) فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ ( ٢٢ ) وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ( ٥ ) ( ٢٣ ) وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ( ٢٤ ) وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ( ٢٥ ) وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ( ٦ ) مِّنْ حَمَإ( ٧ )ٍ مَّسْنُونٍ( ٨ ) ( ٢٦ ) وَالْجَآنَّ( ٩ ) خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ ( ١٠ )( ٢٧ ) ﴾ [ ١٦ – ٢٧ ].
تشير الآيات إلى مظاهر قدرة الله وعظمته وسننه الكونية ونعمه على البشر والمخلوقات الأخرى وتصرفه في الكون تصرفا مطلقا، وعمله الشامل المحيط بالناس سابقيهم ولاحقيهم وخلقه الإنس والجن وكونه مرجع كل شيء وأنه أزلي أبدي، وعبارتها واضحة لا تحتاج إلى أداء آخر.
والمتبادر أنها جاءت معقبة على جميع الآيات السابقة التي حكت مواقف الكفار وعنادهم وإجرامهم بسبيل تقريعهم على هذه المواقف وتذكيرهم بعظمة الله واستحقاقه وحده للخضوع والعبادة.
تعليق على الآية
﴿ وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ ﴾
والآيات التسع التالية لها
وما عدد هنا من مظاهر قدرة الله تعالى قد تكرر في القرآن بأساليب متنوعة مرت أمثلة عديدة منها. وتضمنت جميعها لفت نظر الناس إلى ما يقع تحت أبصارهم ومشاهدتهم وحسهم، وتذكيرهم بشمول قدرة الله وعظمته ومطلق تصرفه وكونه الخالق المدبر الأزلي الأبدي، مما يؤيد ما قلناه غير مرة من أن القصد من ذلك هو العظة واستدعاء الأنظار والأذهان ودعوة الناس إلى الخضوع لله تعالى وحده، ونقول هنا ما قلناه في المناسبات السابقة المماثلة وبخاصة في سياق تفسير سورة القيامة إننا لا نرى طائلا من وراء محاولة استنباط نواميس الكون والخلق فنيا، والتوفيق بين ما هو معروف من هذه النواميس وبين ما في هذه الآيات وأمثالها، ولا من وراء محاولة استخراج قواعد فنية كونية منها ؛ إذ أن كل هذا خارج عن نطاق هدف الآيات.
ولقد علقنا على موضوع استراق الشياطين للسمع من السماء ورجمهم بالشهب بما فيه الكفاية في تفسير سورة الجن، كما علقناه بما فيه الكفاية كذلك على خلق الجن من النار والإنسان من الطين في تفسير سورة ص فلا نرى ضرورة للإعادة. وننبه فقط على أن ذكر الإنسان من صلصال والجن من النار بين يدي ذكر قصة آدم وإبليس الواردة في الآيات التالية لهذه الآيات يجعل الهدف التمثيلي والتلقيني في القصة أكثر بروزا.
ولقد روى الترمذي عن ابن عباس قال :( كانت امرأة حسناء تصلي خلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكان بعض القوم يتقدم حتى يكون في الصف الأول لئلا يراها، وبعضهم يتأخر فإذا ركع نظر من تحت إبطيه فأنزل الله الآية :﴿ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ﴾ الحجر :[ ٢٤ ] ١. والحادث المذكور في الحديث من أحداث العهد المدني. ولا خلاف في مكية الآية فضلا عن انسجامها كل الانسجام مع السياق نظما وموضوعا. ولقد أورد الطبري الحديث ومع ذلك فإنه صوب تأويل العبارة بعلم الله لكل خلقه سواء منهم من مضى أو لم يخلق. وهذا هو الحق الذي رأيناه وأثبتناه قبل. ولقد أورد الحديث ابن كثير وقال : إن فيه نكارة شديدة والله تعالى أعلم.
السموم : أوجه الأقوال أنها الريح الحارة التي تنفذ في المسامات أو تسمم الإنسان وتقتله. وأوجه الأقوال في ( نار السموم ) التي لها لهب وريح شديد الحرارة قاتل.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦:﴿ وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ ( ١٦ ) وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ ( ١٧ ) إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ ( ١٨ ) وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ( ١ ) وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ( ٢ ) ( ١٩ ) وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ( ٣ ) ( ٢٠ ) وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ ( ٢١ ) وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ( ٤ ) فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ ( ٢٢ ) وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ( ٥ ) ( ٢٣ ) وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ( ٢٤ ) وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ( ٢٥ ) وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ( ٦ ) مِّنْ حَمَإ( ٧ )ٍ مَّسْنُونٍ( ٨ ) ( ٢٦ ) وَالْجَآنَّ( ٩ ) خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ ( ١٠ )( ٢٧ ) ﴾ [ ١٦ – ٢٧ ].
تشير الآيات إلى مظاهر قدرة الله وعظمته وسننه الكونية ونعمه على البشر والمخلوقات الأخرى وتصرفه في الكون تصرفا مطلقا، وعمله الشامل المحيط بالناس سابقيهم ولاحقيهم وخلقه الإنس والجن وكونه مرجع كل شيء وأنه أزلي أبدي، وعبارتها واضحة لا تحتاج إلى أداء آخر.
والمتبادر أنها جاءت معقبة على جميع الآيات السابقة التي حكت مواقف الكفار وعنادهم وإجرامهم بسبيل تقريعهم على هذه المواقف وتذكيرهم بعظمة الله واستحقاقه وحده للخضوع والعبادة.
تعليق على الآية
﴿ وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ ﴾
والآيات التسع التالية لها
وما عدد هنا من مظاهر قدرة الله تعالى قد تكرر في القرآن بأساليب متنوعة مرت أمثلة عديدة منها. وتضمنت جميعها لفت نظر الناس إلى ما يقع تحت أبصارهم ومشاهدتهم وحسهم، وتذكيرهم بشمول قدرة الله وعظمته ومطلق تصرفه وكونه الخالق المدبر الأزلي الأبدي، مما يؤيد ما قلناه غير مرة من أن القصد من ذلك هو العظة واستدعاء الأنظار والأذهان ودعوة الناس إلى الخضوع لله تعالى وحده، ونقول هنا ما قلناه في المناسبات السابقة المماثلة وبخاصة في سياق تفسير سورة القيامة إننا لا نرى طائلا من وراء محاولة استنباط نواميس الكون والخلق فنيا، والتوفيق بين ما هو معروف من هذه النواميس وبين ما في هذه الآيات وأمثالها، ولا من وراء محاولة استخراج قواعد فنية كونية منها ؛ إذ أن كل هذا خارج عن نطاق هدف الآيات.
ولقد علقنا على موضوع استراق الشياطين للسمع من السماء ورجمهم بالشهب بما فيه الكفاية في تفسير سورة الجن، كما علقناه بما فيه الكفاية كذلك على خلق الجن من النار والإنسان من الطين في تفسير سورة ص فلا نرى ضرورة للإعادة. وننبه فقط على أن ذكر الإنسان من صلصال والجن من النار بين يدي ذكر قصة آدم وإبليس الواردة في الآيات التالية لهذه الآيات يجعل الهدف التمثيلي والتلقيني في القصة أكثر بروزا.
ولقد روى الترمذي عن ابن عباس قال :( كانت امرأة حسناء تصلي خلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكان بعض القوم يتقدم حتى يكون في الصف الأول لئلا يراها، وبعضهم يتأخر فإذا ركع نظر من تحت إبطيه فأنزل الله الآية :﴿ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ﴾ الحجر :[ ٢٤ ] ١. والحادث المذكور في الحديث من أحداث العهد المدني. ولا خلاف في مكية الآية فضلا عن انسجامها كل الانسجام مع السياق نظما وموضوعا. ولقد أورد الطبري الحديث ومع ذلك فإنه صوب تأويل العبارة بعلم الله لكل خلقه سواء منهم من مضى أو لم يخلق. وهذا هو الحق الذي رأيناه وأثبتناه قبل. ولقد أورد الحديث ابن كثير وقال : إن فيه نكارة شديدة والله تعالى أعلم.
وفي الآيات تذكير بقصة آدم وموقف الملائكة وإبليس من أمر الله تعالى بالسجود له وتوكيد رباني بأن الذين يتبعون إبليس وتزييناته وينحرفون عن طريق الحق والهدى هم الأشرار الغواة الذين فسدت أخلاقهم وحق عليهم بسبب ذلك عذاب جهنم، وبأن إبليس لن يكون له سلطان وتأثير على عباد الله الصالحين المخلصين الذين حسنت نواياهم وطابت أخلاقهم فاتبعوا الحق والهدى.
والآيات كما يبدو جاءت استطرادية ؛ حيث انتهت الآيات السابقة لها بذكر خلق الإنسان والجان، فجاءت هذه تستطرد إلى ذكر قصة آدم وإبليس اللذين يمثلان الإنس والجن.
وقد جاءت القصة هنا كما جاءت في السور السابقة في سياق ذكر مواقف الكفار وتعجيزهم ومكابرتهم وقصد بها التذكير والعظة. ولقد أسهبنا في التعليق على القصة من جهة الأهداف ومن جهة الموضوع بما فيه كفاية في تفسير سورة صِ والأعراف والإسراء فلا نرى حاجة إلى إضافة شيء جديد هنا إلا التنبيه إلى أن في سبق القصة بذكر خلق الإنسان من صلصال والجان من نار بيانا جديدا، يجعل الصلة والحكمة في القصة واضحتين أكثر.
تعليق على أبواب جهنم السبعة
لقد تعددت الأقوال التي يرويها المفسرون في صدد ذلك، وليس منها شيء صادر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو وحده المصدر الصادق لتوضيح المشاهد الأخروية الغيبية، ومع واجب المسلم بالإيمان بما جاء في القرآن من ذلك، ومنها أبواب جهنم السبعة والوقوف عنده بدون تخمين وإيكال تأويله إلى الله تعالى، فقد يتبادر أن من حكمة ذكر ذلك كونه متساوقا مع ما شاءت حكمة الله من وصف مشاهد الآخرة بأوصاف الدنيا المألوفة على ما نبهنا عليه سابقا، وكون قصد الآية مع السياق هو إرهاب الكفار وإثارة الخوف فيهم بتصوير مصيرهم في صحبة إبليس الذي كانوا يعرفونه عدوا لعينا هذا التصوير المفزع، والله تعالى أعلم.
تعليق على مدى جملة
﴿ بما أغويتني ﴾
ذكرنا في شرح الكلمات أوجه ما قيل في تخريج الجملة ونزيد هنا فنقول : إنها حكاية لقول إبليس، وليس في السياق إقرار لهذا القول. فتبقى من نوع حكاية أقوال الكفار والمشركين مثل :﴿ وقالوا لو شاء الرحمان ما عبدناهم ﴾ [ الزخرف/ ٢٠ ] و :﴿ وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شي ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء ﴾ [ النحل/ ٣٥ ] وغيرهما، وقد سفه الله قولهم في تتمة كل آية. وفي المقام الذي نحن فيه وفي المقام الذي جاءت فيه الجملة في سورة الأعراف [ الآيات ١٦ وما بعدها ] رد من الله على إبليس متمثل في الآيات [ ٤١ – ٤٤ ] هنا وفي الآية [ ١٩ ] في سورة الأعراف. فلا يبقى إشكال ولا محل لتحمل المتمحلين في صدد العبارة القرآنية.
وفي الآيات تذكير بقصة آدم وموقف الملائكة وإبليس من أمر الله تعالى بالسجود له وتوكيد رباني بأن الذين يتبعون إبليس وتزييناته وينحرفون عن طريق الحق والهدى هم الأشرار الغواة الذين فسدت أخلاقهم وحق عليهم بسبب ذلك عذاب جهنم، وبأن إبليس لن يكون له سلطان وتأثير على عباد الله الصالحين المخلصين الذين حسنت نواياهم وطابت أخلاقهم فاتبعوا الحق والهدى.
والآيات كما يبدو جاءت استطرادية ؛ حيث انتهت الآيات السابقة لها بذكر خلق الإنسان والجان، فجاءت هذه تستطرد إلى ذكر قصة آدم وإبليس اللذين يمثلان الإنس والجن.
وقد جاءت القصة هنا كما جاءت في السور السابقة في سياق ذكر مواقف الكفار وتعجيزهم ومكابرتهم وقصد بها التذكير والعظة. ولقد أسهبنا في التعليق على القصة من جهة الأهداف ومن جهة الموضوع بما فيه كفاية في تفسير سورة صِ والأعراف والإسراء فلا نرى حاجة إلى إضافة شيء جديد هنا إلا التنبيه إلى أن في سبق القصة بذكر خلق الإنسان من صلصال والجان من نار بيانا جديدا، يجعل الصلة والحكمة في القصة واضحتين أكثر.
تعليق على أبواب جهنم السبعة
لقد تعددت الأقوال التي يرويها المفسرون في صدد ذلك، وليس منها شيء صادر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو وحده المصدر الصادق لتوضيح المشاهد الأخروية الغيبية، ومع واجب المسلم بالإيمان بما جاء في القرآن من ذلك، ومنها أبواب جهنم السبعة والوقوف عنده بدون تخمين وإيكال تأويله إلى الله تعالى، فقد يتبادر أن من حكمة ذكر ذلك كونه متساوقا مع ما شاءت حكمة الله من وصف مشاهد الآخرة بأوصاف الدنيا المألوفة على ما نبهنا عليه سابقا، وكون قصد الآية مع السياق هو إرهاب الكفار وإثارة الخوف فيهم بتصوير مصيرهم في صحبة إبليس الذي كانوا يعرفونه عدوا لعينا هذا التصوير المفزع، والله تعالى أعلم.
تعليق على مدى جملة
﴿ بما أغويتني ﴾
ذكرنا في شرح الكلمات أوجه ما قيل في تخريج الجملة ونزيد هنا فنقول : إنها حكاية لقول إبليس، وليس في السياق إقرار لهذا القول. فتبقى من نوع حكاية أقوال الكفار والمشركين مثل :﴿ وقالوا لو شاء الرحمان ما عبدناهم ﴾ [ الزخرف/ ٢٠ ] و :﴿ وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شي ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء ﴾ [ النحل/ ٣٥ ] وغيرهما، وقد سفه الله قولهم في تتمة كل آية. وفي المقام الذي نحن فيه وفي المقام الذي جاءت فيه الجملة في سورة الأعراف [ الآيات ١٦ وما بعدها ] رد من الله على إبليس متمثل في الآيات [ ٤١ – ٤٤ ] هنا وفي الآية [ ١٩ ] في سورة الأعراف. فلا يبقى إشكال ولا محل لتحمل المتمحلين في صدد العبارة القرآنية.
وفي الآيات تذكير بقصة آدم وموقف الملائكة وإبليس من أمر الله تعالى بالسجود له وتوكيد رباني بأن الذين يتبعون إبليس وتزييناته وينحرفون عن طريق الحق والهدى هم الأشرار الغواة الذين فسدت أخلاقهم وحق عليهم بسبب ذلك عذاب جهنم، وبأن إبليس لن يكون له سلطان وتأثير على عباد الله الصالحين المخلصين الذين حسنت نواياهم وطابت أخلاقهم فاتبعوا الحق والهدى.
والآيات كما يبدو جاءت استطرادية ؛ حيث انتهت الآيات السابقة لها بذكر خلق الإنسان والجان، فجاءت هذه تستطرد إلى ذكر قصة آدم وإبليس اللذين يمثلان الإنس والجن.
وقد جاءت القصة هنا كما جاءت في السور السابقة في سياق ذكر مواقف الكفار وتعجيزهم ومكابرتهم وقصد بها التذكير والعظة. ولقد أسهبنا في التعليق على القصة من جهة الأهداف ومن جهة الموضوع بما فيه كفاية في تفسير سورة صِ والأعراف والإسراء فلا نرى حاجة إلى إضافة شيء جديد هنا إلا التنبيه إلى أن في سبق القصة بذكر خلق الإنسان من صلصال والجان من نار بيانا جديدا، يجعل الصلة والحكمة في القصة واضحتين أكثر.
تعليق على أبواب جهنم السبعة
لقد تعددت الأقوال التي يرويها المفسرون في صدد ذلك، وليس منها شيء صادر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو وحده المصدر الصادق لتوضيح المشاهد الأخروية الغيبية، ومع واجب المسلم بالإيمان بما جاء في القرآن من ذلك، ومنها أبواب جهنم السبعة والوقوف عنده بدون تخمين وإيكال تأويله إلى الله تعالى، فقد يتبادر أن من حكمة ذكر ذلك كونه متساوقا مع ما شاءت حكمة الله من وصف مشاهد الآخرة بأوصاف الدنيا المألوفة على ما نبهنا عليه سابقا، وكون قصد الآية مع السياق هو إرهاب الكفار وإثارة الخوف فيهم بتصوير مصيرهم في صحبة إبليس الذي كانوا يعرفونه عدوا لعينا هذا التصوير المفزع، والله تعالى أعلم.
تعليق على مدى جملة
﴿ بما أغويتني ﴾
ذكرنا في شرح الكلمات أوجه ما قيل في تخريج الجملة ونزيد هنا فنقول : إنها حكاية لقول إبليس، وليس في السياق إقرار لهذا القول. فتبقى من نوع حكاية أقوال الكفار والمشركين مثل :﴿ وقالوا لو شاء الرحمان ما عبدناهم ﴾ [ الزخرف/ ٢٠ ] و :﴿ وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شي ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء ﴾ [ النحل/ ٣٥ ] وغيرهما، وقد سفه الله قولهم في تتمة كل آية. وفي المقام الذي نحن فيه وفي المقام الذي جاءت فيه الجملة في سورة الأعراف [ الآيات ١٦ وما بعدها ] رد من الله على إبليس متمثل في الآيات [ ٤١ – ٤٤ ] هنا وفي الآية [ ١٩ ] في سورة الأعراف. فلا يبقى إشكال ولا محل لتحمل المتمحلين في صدد العبارة القرآنية.
وفي الآيات تذكير بقصة آدم وموقف الملائكة وإبليس من أمر الله تعالى بالسجود له وتوكيد رباني بأن الذين يتبعون إبليس وتزييناته وينحرفون عن طريق الحق والهدى هم الأشرار الغواة الذين فسدت أخلاقهم وحق عليهم بسبب ذلك عذاب جهنم، وبأن إبليس لن يكون له سلطان وتأثير على عباد الله الصالحين المخلصين الذين حسنت نواياهم وطابت أخلاقهم فاتبعوا الحق والهدى.
والآيات كما يبدو جاءت استطرادية ؛ حيث انتهت الآيات السابقة لها بذكر خلق الإنسان والجان، فجاءت هذه تستطرد إلى ذكر قصة آدم وإبليس اللذين يمثلان الإنس والجن.
وقد جاءت القصة هنا كما جاءت في السور السابقة في سياق ذكر مواقف الكفار وتعجيزهم ومكابرتهم وقصد بها التذكير والعظة. ولقد أسهبنا في التعليق على القصة من جهة الأهداف ومن جهة الموضوع بما فيه كفاية في تفسير سورة صِ والأعراف والإسراء فلا نرى حاجة إلى إضافة شيء جديد هنا إلا التنبيه إلى أن في سبق القصة بذكر خلق الإنسان من صلصال والجان من نار بيانا جديدا، يجعل الصلة والحكمة في القصة واضحتين أكثر.
تعليق على أبواب جهنم السبعة
لقد تعددت الأقوال التي يرويها المفسرون في صدد ذلك، وليس منها شيء صادر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو وحده المصدر الصادق لتوضيح المشاهد الأخروية الغيبية، ومع واجب المسلم بالإيمان بما جاء في القرآن من ذلك، ومنها أبواب جهنم السبعة والوقوف عنده بدون تخمين وإيكال تأويله إلى الله تعالى، فقد يتبادر أن من حكمة ذكر ذلك كونه متساوقا مع ما شاءت حكمة الله من وصف مشاهد الآخرة بأوصاف الدنيا المألوفة على ما نبهنا عليه سابقا، وكون قصد الآية مع السياق هو إرهاب الكفار وإثارة الخوف فيهم بتصوير مصيرهم في صحبة إبليس الذي كانوا يعرفونه عدوا لعينا هذا التصوير المفزع، والله تعالى أعلم.
تعليق على مدى جملة
﴿ بما أغويتني ﴾
ذكرنا في شرح الكلمات أوجه ما قيل في تخريج الجملة ونزيد هنا فنقول : إنها حكاية لقول إبليس، وليس في السياق إقرار لهذا القول. فتبقى من نوع حكاية أقوال الكفار والمشركين مثل :﴿ وقالوا لو شاء الرحمان ما عبدناهم ﴾ [ الزخرف/ ٢٠ ] و :﴿ وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شي ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء ﴾ [ النحل/ ٣٥ ] وغيرهما، وقد سفه الله قولهم في تتمة كل آية. وفي المقام الذي نحن فيه وفي المقام الذي جاءت فيه الجملة في سورة الأعراف [ الآيات ١٦ وما بعدها ] رد من الله على إبليس متمثل في الآيات [ ٤١ – ٤٤ ] هنا وفي الآية [ ١٩ ] في سورة الأعراف. فلا يبقى إشكال ولا محل لتحمل المتمحلين في صدد العبارة القرآنية.
وفي الآيات تذكير بقصة آدم وموقف الملائكة وإبليس من أمر الله تعالى بالسجود له وتوكيد رباني بأن الذين يتبعون إبليس وتزييناته وينحرفون عن طريق الحق والهدى هم الأشرار الغواة الذين فسدت أخلاقهم وحق عليهم بسبب ذلك عذاب جهنم، وبأن إبليس لن يكون له سلطان وتأثير على عباد الله الصالحين المخلصين الذين حسنت نواياهم وطابت أخلاقهم فاتبعوا الحق والهدى.
والآيات كما يبدو جاءت استطرادية ؛ حيث انتهت الآيات السابقة لها بذكر خلق الإنسان والجان، فجاءت هذه تستطرد إلى ذكر قصة آدم وإبليس اللذين يمثلان الإنس والجن.
وقد جاءت القصة هنا كما جاءت في السور السابقة في سياق ذكر مواقف الكفار وتعجيزهم ومكابرتهم وقصد بها التذكير والعظة. ولقد أسهبنا في التعليق على القصة من جهة الأهداف ومن جهة الموضوع بما فيه كفاية في تفسير سورة صِ والأعراف والإسراء فلا نرى حاجة إلى إضافة شيء جديد هنا إلا التنبيه إلى أن في سبق القصة بذكر خلق الإنسان من صلصال والجان من نار بيانا جديدا، يجعل الصلة والحكمة في القصة واضحتين أكثر.
تعليق على أبواب جهنم السبعة
لقد تعددت الأقوال التي يرويها المفسرون في صدد ذلك، وليس منها شيء صادر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو وحده المصدر الصادق لتوضيح المشاهد الأخروية الغيبية، ومع واجب المسلم بالإيمان بما جاء في القرآن من ذلك، ومنها أبواب جهنم السبعة والوقوف عنده بدون تخمين وإيكال تأويله إلى الله تعالى، فقد يتبادر أن من حكمة ذكر ذلك كونه متساوقا مع ما شاءت حكمة الله من وصف مشاهد الآخرة بأوصاف الدنيا المألوفة على ما نبهنا عليه سابقا، وكون قصد الآية مع السياق هو إرهاب الكفار وإثارة الخوف فيهم بتصوير مصيرهم في صحبة إبليس الذي كانوا يعرفونه عدوا لعينا هذا التصوير المفزع، والله تعالى أعلم.
تعليق على مدى جملة
﴿ بما أغويتني ﴾
ذكرنا في شرح الكلمات أوجه ما قيل في تخريج الجملة ونزيد هنا فنقول : إنها حكاية لقول إبليس، وليس في السياق إقرار لهذا القول. فتبقى من نوع حكاية أقوال الكفار والمشركين مثل :﴿ وقالوا لو شاء الرحمان ما عبدناهم ﴾ [ الزخرف/ ٢٠ ] و :﴿ وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شي ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء ﴾ [ النحل/ ٣٥ ] وغيرهما، وقد سفه الله قولهم في تتمة كل آية. وفي المقام الذي نحن فيه وفي المقام الذي جاءت فيه الجملة في سورة الأعراف [ الآيات ١٦ وما بعدها ] رد من الله على إبليس متمثل في الآيات [ ٤١ – ٤٤ ] هنا وفي الآية [ ١٩ ] في سورة الأعراف. فلا يبقى إشكال ولا محل لتحمل المتمحلين في صدد العبارة القرآنية.
وفي الآيات تذكير بقصة آدم وموقف الملائكة وإبليس من أمر الله تعالى بالسجود له وتوكيد رباني بأن الذين يتبعون إبليس وتزييناته وينحرفون عن طريق الحق والهدى هم الأشرار الغواة الذين فسدت أخلاقهم وحق عليهم بسبب ذلك عذاب جهنم، وبأن إبليس لن يكون له سلطان وتأثير على عباد الله الصالحين المخلصين الذين حسنت نواياهم وطابت أخلاقهم فاتبعوا الحق والهدى.
والآيات كما يبدو جاءت استطرادية ؛ حيث انتهت الآيات السابقة لها بذكر خلق الإنسان والجان، فجاءت هذه تستطرد إلى ذكر قصة آدم وإبليس اللذين يمثلان الإنس والجن.
وقد جاءت القصة هنا كما جاءت في السور السابقة في سياق ذكر مواقف الكفار وتعجيزهم ومكابرتهم وقصد بها التذكير والعظة. ولقد أسهبنا في التعليق على القصة من جهة الأهداف ومن جهة الموضوع بما فيه كفاية في تفسير سورة صِ والأعراف والإسراء فلا نرى حاجة إلى إضافة شيء جديد هنا إلا التنبيه إلى أن في سبق القصة بذكر خلق الإنسان من صلصال والجان من نار بيانا جديدا، يجعل الصلة والحكمة في القصة واضحتين أكثر.
تعليق على أبواب جهنم السبعة
لقد تعددت الأقوال التي يرويها المفسرون في صدد ذلك، وليس منها شيء صادر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو وحده المصدر الصادق لتوضيح المشاهد الأخروية الغيبية، ومع واجب المسلم بالإيمان بما جاء في القرآن من ذلك، ومنها أبواب جهنم السبعة والوقوف عنده بدون تخمين وإيكال تأويله إلى الله تعالى، فقد يتبادر أن من حكمة ذكر ذلك كونه متساوقا مع ما شاءت حكمة الله من وصف مشاهد الآخرة بأوصاف الدنيا المألوفة على ما نبهنا عليه سابقا، وكون قصد الآية مع السياق هو إرهاب الكفار وإثارة الخوف فيهم بتصوير مصيرهم في صحبة إبليس الذي كانوا يعرفونه عدوا لعينا هذا التصوير المفزع، والله تعالى أعلم.
تعليق على مدى جملة
﴿ بما أغويتني ﴾
ذكرنا في شرح الكلمات أوجه ما قيل في تخريج الجملة ونزيد هنا فنقول : إنها حكاية لقول إبليس، وليس في السياق إقرار لهذا القول. فتبقى من نوع حكاية أقوال الكفار والمشركين مثل :﴿ وقالوا لو شاء الرحمان ما عبدناهم ﴾ [ الزخرف/ ٢٠ ] و :﴿ وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شي ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء ﴾ [ النحل/ ٣٥ ] وغيرهما، وقد سفه الله قولهم في تتمة كل آية. وفي المقام الذي نحن فيه وفي المقام الذي جاءت فيه الجملة في سورة الأعراف [ الآيات ١٦ وما بعدها ] رد من الله على إبليس متمثل في الآيات [ ٤١ – ٤٤ ] هنا وفي الآية [ ١٩ ] في سورة الأعراف. فلا يبقى إشكال ولا محل لتحمل المتمحلين في صدد العبارة القرآنية.
وفي الآيات تذكير بقصة آدم وموقف الملائكة وإبليس من أمر الله تعالى بالسجود له وتوكيد رباني بأن الذين يتبعون إبليس وتزييناته وينحرفون عن طريق الحق والهدى هم الأشرار الغواة الذين فسدت أخلاقهم وحق عليهم بسبب ذلك عذاب جهنم، وبأن إبليس لن يكون له سلطان وتأثير على عباد الله الصالحين المخلصين الذين حسنت نواياهم وطابت أخلاقهم فاتبعوا الحق والهدى.
والآيات كما يبدو جاءت استطرادية ؛ حيث انتهت الآيات السابقة لها بذكر خلق الإنسان والجان، فجاءت هذه تستطرد إلى ذكر قصة آدم وإبليس اللذين يمثلان الإنس والجن.
وقد جاءت القصة هنا كما جاءت في السور السابقة في سياق ذكر مواقف الكفار وتعجيزهم ومكابرتهم وقصد بها التذكير والعظة. ولقد أسهبنا في التعليق على القصة من جهة الأهداف ومن جهة الموضوع بما فيه كفاية في تفسير سورة صِ والأعراف والإسراء فلا نرى حاجة إلى إضافة شيء جديد هنا إلا التنبيه إلى أن في سبق القصة بذكر خلق الإنسان من صلصال والجان من نار بيانا جديدا، يجعل الصلة والحكمة في القصة واضحتين أكثر.
تعليق على أبواب جهنم السبعة
لقد تعددت الأقوال التي يرويها المفسرون في صدد ذلك، وليس منها شيء صادر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو وحده المصدر الصادق لتوضيح المشاهد الأخروية الغيبية، ومع واجب المسلم بالإيمان بما جاء في القرآن من ذلك، ومنها أبواب جهنم السبعة والوقوف عنده بدون تخمين وإيكال تأويله إلى الله تعالى، فقد يتبادر أن من حكمة ذكر ذلك كونه متساوقا مع ما شاءت حكمة الله من وصف مشاهد الآخرة بأوصاف الدنيا المألوفة على ما نبهنا عليه سابقا، وكون قصد الآية مع السياق هو إرهاب الكفار وإثارة الخوف فيهم بتصوير مصيرهم في صحبة إبليس الذي كانوا يعرفونه عدوا لعينا هذا التصوير المفزع، والله تعالى أعلم.
تعليق على مدى جملة
﴿ بما أغويتني ﴾
ذكرنا في شرح الكلمات أوجه ما قيل في تخريج الجملة ونزيد هنا فنقول : إنها حكاية لقول إبليس، وليس في السياق إقرار لهذا القول. فتبقى من نوع حكاية أقوال الكفار والمشركين مثل :﴿ وقالوا لو شاء الرحمان ما عبدناهم ﴾ [ الزخرف/ ٢٠ ] و :﴿ وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شي ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء ﴾ [ النحل/ ٣٥ ] وغيرهما، وقد سفه الله قولهم في تتمة كل آية. وفي المقام الذي نحن فيه وفي المقام الذي جاءت فيه الجملة في سورة الأعراف [ الآيات ١٦ وما بعدها ] رد من الله على إبليس متمثل في الآيات [ ٤١ – ٤٤ ] هنا وفي الآية [ ١٩ ] في سورة الأعراف. فلا يبقى إشكال ولا محل لتحمل المتمحلين في صدد العبارة القرآنية.
وفي الآيات تذكير بقصة آدم وموقف الملائكة وإبليس من أمر الله تعالى بالسجود له وتوكيد رباني بأن الذين يتبعون إبليس وتزييناته وينحرفون عن طريق الحق والهدى هم الأشرار الغواة الذين فسدت أخلاقهم وحق عليهم بسبب ذلك عذاب جهنم، وبأن إبليس لن يكون له سلطان وتأثير على عباد الله الصالحين المخلصين الذين حسنت نواياهم وطابت أخلاقهم فاتبعوا الحق والهدى.
والآيات كما يبدو جاءت استطرادية ؛ حيث انتهت الآيات السابقة لها بذكر خلق الإنسان والجان، فجاءت هذه تستطرد إلى ذكر قصة آدم وإبليس اللذين يمثلان الإنس والجن.
وقد جاءت القصة هنا كما جاءت في السور السابقة في سياق ذكر مواقف الكفار وتعجيزهم ومكابرتهم وقصد بها التذكير والعظة. ولقد أسهبنا في التعليق على القصة من جهة الأهداف ومن جهة الموضوع بما فيه كفاية في تفسير سورة صِ والأعراف والإسراء فلا نرى حاجة إلى إضافة شيء جديد هنا إلا التنبيه إلى أن في سبق القصة بذكر خلق الإنسان من صلصال والجان من نار بيانا جديدا، يجعل الصلة والحكمة في القصة واضحتين أكثر.
تعليق على أبواب جهنم السبعة
لقد تعددت الأقوال التي يرويها المفسرون في صدد ذلك، وليس منها شيء صادر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو وحده المصدر الصادق لتوضيح المشاهد الأخروية الغيبية، ومع واجب المسلم بالإيمان بما جاء في القرآن من ذلك، ومنها أبواب جهنم السبعة والوقوف عنده بدون تخمين وإيكال تأويله إلى الله تعالى، فقد يتبادر أن من حكمة ذكر ذلك كونه متساوقا مع ما شاءت حكمة الله من وصف مشاهد الآخرة بأوصاف الدنيا المألوفة على ما نبهنا عليه سابقا، وكون قصد الآية مع السياق هو إرهاب الكفار وإثارة الخوف فيهم بتصوير مصيرهم في صحبة إبليس الذي كانوا يعرفونه عدوا لعينا هذا التصوير المفزع، والله تعالى أعلم.
تعليق على مدى جملة
﴿ بما أغويتني ﴾
ذكرنا في شرح الكلمات أوجه ما قيل في تخريج الجملة ونزيد هنا فنقول : إنها حكاية لقول إبليس، وليس في السياق إقرار لهذا القول. فتبقى من نوع حكاية أقوال الكفار والمشركين مثل :﴿ وقالوا لو شاء الرحمان ما عبدناهم ﴾ [ الزخرف/ ٢٠ ] و :﴿ وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شي ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء ﴾ [ النحل/ ٣٥ ] وغيرهما، وقد سفه الله قولهم في تتمة كل آية. وفي المقام الذي نحن فيه وفي المقام الذي جاءت فيه الجملة في سورة الأعراف [ الآيات ١٦ وما بعدها ] رد من الله على إبليس متمثل في الآيات [ ٤١ – ٤٤ ] هنا وفي الآية [ ١٩ ] في سورة الأعراف. فلا يبقى إشكال ولا محل لتحمل المتمحلين في صدد العبارة القرآنية.
وفي الآيات تذكير بقصة آدم وموقف الملائكة وإبليس من أمر الله تعالى بالسجود له وتوكيد رباني بأن الذين يتبعون إبليس وتزييناته وينحرفون عن طريق الحق والهدى هم الأشرار الغواة الذين فسدت أخلاقهم وحق عليهم بسبب ذلك عذاب جهنم، وبأن إبليس لن يكون له سلطان وتأثير على عباد الله الصالحين المخلصين الذين حسنت نواياهم وطابت أخلاقهم فاتبعوا الحق والهدى.
والآيات كما يبدو جاءت استطرادية ؛ حيث انتهت الآيات السابقة لها بذكر خلق الإنسان والجان، فجاءت هذه تستطرد إلى ذكر قصة آدم وإبليس اللذين يمثلان الإنس والجن.
وقد جاءت القصة هنا كما جاءت في السور السابقة في سياق ذكر مواقف الكفار وتعجيزهم ومكابرتهم وقصد بها التذكير والعظة. ولقد أسهبنا في التعليق على القصة من جهة الأهداف ومن جهة الموضوع بما فيه كفاية في تفسير سورة صِ والأعراف والإسراء فلا نرى حاجة إلى إضافة شيء جديد هنا إلا التنبيه إلى أن في سبق القصة بذكر خلق الإنسان من صلصال والجان من نار بيانا جديدا، يجعل الصلة والحكمة في القصة واضحتين أكثر.
تعليق على أبواب جهنم السبعة
لقد تعددت الأقوال التي يرويها المفسرون في صدد ذلك، وليس منها شيء صادر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو وحده المصدر الصادق لتوضيح المشاهد الأخروية الغيبية، ومع واجب المسلم بالإيمان بما جاء في القرآن من ذلك، ومنها أبواب جهنم السبعة والوقوف عنده بدون تخمين وإيكال تأويله إلى الله تعالى، فقد يتبادر أن من حكمة ذكر ذلك كونه متساوقا مع ما شاءت حكمة الله من وصف مشاهد الآخرة بأوصاف الدنيا المألوفة على ما نبهنا عليه سابقا، وكون قصد الآية مع السياق هو إرهاب الكفار وإثارة الخوف فيهم بتصوير مصيرهم في صحبة إبليس الذي كانوا يعرفونه عدوا لعينا هذا التصوير المفزع، والله تعالى أعلم.
تعليق على مدى جملة
﴿ بما أغويتني ﴾
ذكرنا في شرح الكلمات أوجه ما قيل في تخريج الجملة ونزيد هنا فنقول : إنها حكاية لقول إبليس، وليس في السياق إقرار لهذا القول. فتبقى من نوع حكاية أقوال الكفار والمشركين مثل :﴿ وقالوا لو شاء الرحمان ما عبدناهم ﴾ [ الزخرف/ ٢٠ ] و :﴿ وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شي ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء ﴾ [ النحل/ ٣٥ ] وغيرهما، وقد سفه الله قولهم في تتمة كل آية. وفي المقام الذي نحن فيه وفي المقام الذي جاءت فيه الجملة في سورة الأعراف [ الآيات ١٦ وما بعدها ] رد من الله على إبليس متمثل في الآيات [ ٤١ – ٤٤ ] هنا وفي الآية [ ١٩ ] في سورة الأعراف. فلا يبقى إشكال ولا محل لتحمل المتمحلين في صدد العبارة القرآنية.
وفي الآيات تذكير بقصة آدم وموقف الملائكة وإبليس من أمر الله تعالى بالسجود له وتوكيد رباني بأن الذين يتبعون إبليس وتزييناته وينحرفون عن طريق الحق والهدى هم الأشرار الغواة الذين فسدت أخلاقهم وحق عليهم بسبب ذلك عذاب جهنم، وبأن إبليس لن يكون له سلطان وتأثير على عباد الله الصالحين المخلصين الذين حسنت نواياهم وطابت أخلاقهم فاتبعوا الحق والهدى.
والآيات كما يبدو جاءت استطرادية ؛ حيث انتهت الآيات السابقة لها بذكر خلق الإنسان والجان، فجاءت هذه تستطرد إلى ذكر قصة آدم وإبليس اللذين يمثلان الإنس والجن.
وقد جاءت القصة هنا كما جاءت في السور السابقة في سياق ذكر مواقف الكفار وتعجيزهم ومكابرتهم وقصد بها التذكير والعظة. ولقد أسهبنا في التعليق على القصة من جهة الأهداف ومن جهة الموضوع بما فيه كفاية في تفسير سورة صِ والأعراف والإسراء فلا نرى حاجة إلى إضافة شيء جديد هنا إلا التنبيه إلى أن في سبق القصة بذكر خلق الإنسان من صلصال والجان من نار بيانا جديدا، يجعل الصلة والحكمة في القصة واضحتين أكثر.
تعليق على أبواب جهنم السبعة
لقد تعددت الأقوال التي يرويها المفسرون في صدد ذلك، وليس منها شيء صادر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو وحده المصدر الصادق لتوضيح المشاهد الأخروية الغيبية، ومع واجب المسلم بالإيمان بما جاء في القرآن من ذلك، ومنها أبواب جهنم السبعة والوقوف عنده بدون تخمين وإيكال تأويله إلى الله تعالى، فقد يتبادر أن من حكمة ذكر ذلك كونه متساوقا مع ما شاءت حكمة الله من وصف مشاهد الآخرة بأوصاف الدنيا المألوفة على ما نبهنا عليه سابقا، وكون قصد الآية مع السياق هو إرهاب الكفار وإثارة الخوف فيهم بتصوير مصيرهم في صحبة إبليس الذي كانوا يعرفونه عدوا لعينا هذا التصوير المفزع، والله تعالى أعلم.
تعليق على مدى جملة
﴿ بما أغويتني ﴾
ذكرنا في شرح الكلمات أوجه ما قيل في تخريج الجملة ونزيد هنا فنقول : إنها حكاية لقول إبليس، وليس في السياق إقرار لهذا القول. فتبقى من نوع حكاية أقوال الكفار والمشركين مثل :﴿ وقالوا لو شاء الرحمان ما عبدناهم ﴾ [ الزخرف/ ٢٠ ] و :﴿ وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شي ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء ﴾ [ النحل/ ٣٥ ] وغيرهما، وقد سفه الله قولهم في تتمة كل آية. وفي المقام الذي نحن فيه وفي المقام الذي جاءت فيه الجملة في سورة الأعراف [ الآيات ١٦ وما بعدها ] رد من الله على إبليس متمثل في الآيات [ ٤١ – ٤٤ ] هنا وفي الآية [ ١٩ ] في سورة الأعراف. فلا يبقى إشكال ولا محل لتحمل المتمحلين في صدد العبارة القرآنية.
وفي الآيات تذكير بقصة آدم وموقف الملائكة وإبليس من أمر الله تعالى بالسجود له وتوكيد رباني بأن الذين يتبعون إبليس وتزييناته وينحرفون عن طريق الحق والهدى هم الأشرار الغواة الذين فسدت أخلاقهم وحق عليهم بسبب ذلك عذاب جهنم، وبأن إبليس لن يكون له سلطان وتأثير على عباد الله الصالحين المخلصين الذين حسنت نواياهم وطابت أخلاقهم فاتبعوا الحق والهدى.
والآيات كما يبدو جاءت استطرادية ؛ حيث انتهت الآيات السابقة لها بذكر خلق الإنسان والجان، فجاءت هذه تستطرد إلى ذكر قصة آدم وإبليس اللذين يمثلان الإنس والجن.
وقد جاءت القصة هنا كما جاءت في السور السابقة في سياق ذكر مواقف الكفار وتعجيزهم ومكابرتهم وقصد بها التذكير والعظة. ولقد أسهبنا في التعليق على القصة من جهة الأهداف ومن جهة الموضوع بما فيه كفاية في تفسير سورة صِ والأعراف والإسراء فلا نرى حاجة إلى إضافة شيء جديد هنا إلا التنبيه إلى أن في سبق القصة بذكر خلق الإنسان من صلصال والجان من نار بيانا جديدا، يجعل الصلة والحكمة في القصة واضحتين أكثر.
تعليق على أبواب جهنم السبعة
لقد تعددت الأقوال التي يرويها المفسرون في صدد ذلك، وليس منها شيء صادر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو وحده المصدر الصادق لتوضيح المشاهد الأخروية الغيبية، ومع واجب المسلم بالإيمان بما جاء في القرآن من ذلك، ومنها أبواب جهنم السبعة والوقوف عنده بدون تخمين وإيكال تأويله إلى الله تعالى، فقد يتبادر أن من حكمة ذكر ذلك كونه متساوقا مع ما شاءت حكمة الله من وصف مشاهد الآخرة بأوصاف الدنيا المألوفة على ما نبهنا عليه سابقا، وكون قصد الآية مع السياق هو إرهاب الكفار وإثارة الخوف فيهم بتصوير مصيرهم في صحبة إبليس الذي كانوا يعرفونه عدوا لعينا هذا التصوير المفزع، والله تعالى أعلم.
تعليق على مدى جملة
﴿ بما أغويتني ﴾
ذكرنا في شرح الكلمات أوجه ما قيل في تخريج الجملة ونزيد هنا فنقول : إنها حكاية لقول إبليس، وليس في السياق إقرار لهذا القول. فتبقى من نوع حكاية أقوال الكفار والمشركين مثل :﴿ وقالوا لو شاء الرحمان ما عبدناهم ﴾ [ الزخرف/ ٢٠ ] و :﴿ وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شي ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء ﴾ [ النحل/ ٣٥ ] وغيرهما، وقد سفه الله قولهم في تتمة كل آية. وفي المقام الذي نحن فيه وفي المقام الذي جاءت فيه الجملة في سورة الأعراف [ الآيات ١٦ وما بعدها ] رد من الله على إبليس متمثل في الآيات [ ٤١ – ٤٤ ] هنا وفي الآية [ ١٩ ] في سورة الأعراف. فلا يبقى إشكال ولا محل لتحمل المتمحلين في صدد العبارة القرآنية.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٨:﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ( ٢٨ ) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ ( ٢٩ ) فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ( ٣٠ ) إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ( ٣١ ) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ( ٣٢ ) قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ( ٣٣ ) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ( ٣٤ ) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ( ٣٥ ) قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ( ٣٦ ) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ( ٣٧ ) إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ( ٣٨ ) قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي ( ١ )لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ( ٣٩ ) إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ( ٤٠ ) قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ( ٢ ) ( ٤١ ) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ( ٣ ) ( ٤٢ ) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ ( ٤٣ ) لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ ( ٤٤ ) ﴾ [ ٢٨ – ٤٤ ].
وفي الآيات تذكير بقصة آدم وموقف الملائكة وإبليس من أمر الله تعالى بالسجود له وتوكيد رباني بأن الذين يتبعون إبليس وتزييناته وينحرفون عن طريق الحق والهدى هم الأشرار الغواة الذين فسدت أخلاقهم وحق عليهم بسبب ذلك عذاب جهنم، وبأن إبليس لن يكون له سلطان وتأثير على عباد الله الصالحين المخلصين الذين حسنت نواياهم وطابت أخلاقهم فاتبعوا الحق والهدى.
والآيات كما يبدو جاءت استطرادية ؛ حيث انتهت الآيات السابقة لها بذكر خلق الإنسان والجان، فجاءت هذه تستطرد إلى ذكر قصة آدم وإبليس اللذين يمثلان الإنس والجن.
وقد جاءت القصة هنا كما جاءت في السور السابقة في سياق ذكر مواقف الكفار وتعجيزهم ومكابرتهم وقصد بها التذكير والعظة. ولقد أسهبنا في التعليق على القصة من جهة الأهداف ومن جهة الموضوع بما فيه كفاية في تفسير سورة صِ والأعراف والإسراء فلا نرى حاجة إلى إضافة شيء جديد هنا إلا التنبيه إلى أن في سبق القصة بذكر خلق الإنسان من صلصال والجان من نار بيانا جديدا، يجعل الصلة والحكمة في القصة واضحتين أكثر.
تعليق على أبواب جهنم السبعة
لقد تعددت الأقوال التي يرويها المفسرون في صدد ذلك، وليس منها شيء صادر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو وحده المصدر الصادق لتوضيح المشاهد الأخروية الغيبية، ومع واجب المسلم بالإيمان بما جاء في القرآن من ذلك، ومنها أبواب جهنم السبعة والوقوف عنده بدون تخمين وإيكال تأويله إلى الله تعالى، فقد يتبادر أن من حكمة ذكر ذلك كونه متساوقا مع ما شاءت حكمة الله من وصف مشاهد الآخرة بأوصاف الدنيا المألوفة على ما نبهنا عليه سابقا، وكون قصد الآية مع السياق هو إرهاب الكفار وإثارة الخوف فيهم بتصوير مصيرهم في صحبة إبليس الذي كانوا يعرفونه عدوا لعينا هذا التصوير المفزع، والله تعالى أعلم.
تعليق على مدى جملة
﴿ بما أغويتني ﴾
ذكرنا في شرح الكلمات أوجه ما قيل في تخريج الجملة ونزيد هنا فنقول : إنها حكاية لقول إبليس، وليس في السياق إقرار لهذا القول. فتبقى من نوع حكاية أقوال الكفار والمشركين مثل :﴿ وقالوا لو شاء الرحمان ما عبدناهم ﴾ [ الزخرف/ ٢٠ ] و :﴿ وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شي ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء ﴾ [ النحل/ ٣٥ ] وغيرهما، وقد سفه الله قولهم في تتمة كل آية. وفي المقام الذي نحن فيه وفي المقام الذي جاءت فيه الجملة في سورة الأعراف [ الآيات ١٦ وما بعدها ] رد من الله على إبليس متمثل في الآيات [ ٤١ – ٤٤ ] هنا وفي الآية [ ١٩ ] في سورة الأعراف. فلا يبقى إشكال ولا محل لتحمل المتمحلين في صدد العبارة القرآنية.
وفي الآيات تذكير بقصة آدم وموقف الملائكة وإبليس من أمر الله تعالى بالسجود له وتوكيد رباني بأن الذين يتبعون إبليس وتزييناته وينحرفون عن طريق الحق والهدى هم الأشرار الغواة الذين فسدت أخلاقهم وحق عليهم بسبب ذلك عذاب جهنم، وبأن إبليس لن يكون له سلطان وتأثير على عباد الله الصالحين المخلصين الذين حسنت نواياهم وطابت أخلاقهم فاتبعوا الحق والهدى.
والآيات كما يبدو جاءت استطرادية ؛ حيث انتهت الآيات السابقة لها بذكر خلق الإنسان والجان، فجاءت هذه تستطرد إلى ذكر قصة آدم وإبليس اللذين يمثلان الإنس والجن.
وقد جاءت القصة هنا كما جاءت في السور السابقة في سياق ذكر مواقف الكفار وتعجيزهم ومكابرتهم وقصد بها التذكير والعظة. ولقد أسهبنا في التعليق على القصة من جهة الأهداف ومن جهة الموضوع بما فيه كفاية في تفسير سورة صِ والأعراف والإسراء فلا نرى حاجة إلى إضافة شيء جديد هنا إلا التنبيه إلى أن في سبق القصة بذكر خلق الإنسان من صلصال والجان من نار بيانا جديدا، يجعل الصلة والحكمة في القصة واضحتين أكثر.
تعليق على أبواب جهنم السبعة
لقد تعددت الأقوال التي يرويها المفسرون في صدد ذلك، وليس منها شيء صادر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو وحده المصدر الصادق لتوضيح المشاهد الأخروية الغيبية، ومع واجب المسلم بالإيمان بما جاء في القرآن من ذلك، ومنها أبواب جهنم السبعة والوقوف عنده بدون تخمين وإيكال تأويله إلى الله تعالى، فقد يتبادر أن من حكمة ذكر ذلك كونه متساوقا مع ما شاءت حكمة الله من وصف مشاهد الآخرة بأوصاف الدنيا المألوفة على ما نبهنا عليه سابقا، وكون قصد الآية مع السياق هو إرهاب الكفار وإثارة الخوف فيهم بتصوير مصيرهم في صحبة إبليس الذي كانوا يعرفونه عدوا لعينا هذا التصوير المفزع، والله تعالى أعلم.
تعليق على مدى جملة
﴿ بما أغويتني ﴾
ذكرنا في شرح الكلمات أوجه ما قيل في تخريج الجملة ونزيد هنا فنقول : إنها حكاية لقول إبليس، وليس في السياق إقرار لهذا القول. فتبقى من نوع حكاية أقوال الكفار والمشركين مثل :﴿ وقالوا لو شاء الرحمان ما عبدناهم ﴾ [ الزخرف/ ٢٠ ] و :﴿ وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شي ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء ﴾ [ النحل/ ٣٥ ] وغيرهما، وقد سفه الله قولهم في تتمة كل آية. وفي المقام الذي نحن فيه وفي المقام الذي جاءت فيه الجملة في سورة الأعراف [ الآيات ١٦ وما بعدها ] رد من الله على إبليس متمثل في الآيات [ ٤١ – ٤٤ ] هنا وفي الآية [ ١٩ ] في سورة الأعراف. فلا يبقى إشكال ولا محل لتحمل المتمحلين في صدد العبارة القرآنية.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٨:﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ( ٢٨ ) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ ( ٢٩ ) فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ( ٣٠ ) إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ( ٣١ ) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ( ٣٢ ) قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ( ٣٣ ) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ( ٣٤ ) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ( ٣٥ ) قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ( ٣٦ ) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ( ٣٧ ) إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ( ٣٨ ) قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي ( ١ )لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ( ٣٩ ) إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ( ٤٠ ) قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ( ٢ ) ( ٤١ ) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ( ٣ ) ( ٤٢ ) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ ( ٤٣ ) لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ ( ٤٤ ) ﴾ [ ٢٨ – ٤٤ ].
وفي الآيات تذكير بقصة آدم وموقف الملائكة وإبليس من أمر الله تعالى بالسجود له وتوكيد رباني بأن الذين يتبعون إبليس وتزييناته وينحرفون عن طريق الحق والهدى هم الأشرار الغواة الذين فسدت أخلاقهم وحق عليهم بسبب ذلك عذاب جهنم، وبأن إبليس لن يكون له سلطان وتأثير على عباد الله الصالحين المخلصين الذين حسنت نواياهم وطابت أخلاقهم فاتبعوا الحق والهدى.
والآيات كما يبدو جاءت استطرادية ؛ حيث انتهت الآيات السابقة لها بذكر خلق الإنسان والجان، فجاءت هذه تستطرد إلى ذكر قصة آدم وإبليس اللذين يمثلان الإنس والجن.
وقد جاءت القصة هنا كما جاءت في السور السابقة في سياق ذكر مواقف الكفار وتعجيزهم ومكابرتهم وقصد بها التذكير والعظة. ولقد أسهبنا في التعليق على القصة من جهة الأهداف ومن جهة الموضوع بما فيه كفاية في تفسير سورة صِ والأعراف والإسراء فلا نرى حاجة إلى إضافة شيء جديد هنا إلا التنبيه إلى أن في سبق القصة بذكر خلق الإنسان من صلصال والجان من نار بيانا جديدا، يجعل الصلة والحكمة في القصة واضحتين أكثر.
تعليق على أبواب جهنم السبعة
لقد تعددت الأقوال التي يرويها المفسرون في صدد ذلك، وليس منها شيء صادر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو وحده المصدر الصادق لتوضيح المشاهد الأخروية الغيبية، ومع واجب المسلم بالإيمان بما جاء في القرآن من ذلك، ومنها أبواب جهنم السبعة والوقوف عنده بدون تخمين وإيكال تأويله إلى الله تعالى، فقد يتبادر أن من حكمة ذكر ذلك كونه متساوقا مع ما شاءت حكمة الله من وصف مشاهد الآخرة بأوصاف الدنيا المألوفة على ما نبهنا عليه سابقا، وكون قصد الآية مع السياق هو إرهاب الكفار وإثارة الخوف فيهم بتصوير مصيرهم في صحبة إبليس الذي كانوا يعرفونه عدوا لعينا هذا التصوير المفزع، والله تعالى أعلم.
تعليق على مدى جملة
﴿ بما أغويتني ﴾
ذكرنا في شرح الكلمات أوجه ما قيل في تخريج الجملة ونزيد هنا فنقول : إنها حكاية لقول إبليس، وليس في السياق إقرار لهذا القول. فتبقى من نوع حكاية أقوال الكفار والمشركين مثل :﴿ وقالوا لو شاء الرحمان ما عبدناهم ﴾ [ الزخرف/ ٢٠ ] و :﴿ وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شي ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء ﴾ [ النحل/ ٣٥ ] وغيرهما، وقد سفه الله قولهم في تتمة كل آية. وفي المقام الذي نحن فيه وفي المقام الذي جاءت فيه الجملة في سورة الأعراف [ الآيات ١٦ وما بعدها ] رد من الله على إبليس متمثل في الآيات [ ٤١ – ٤٤ ] هنا وفي الآية [ ١٩ ] في سورة الأعراف. فلا يبقى إشكال ولا محل لتحمل المتمحلين في صدد العبارة القرآنية.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٨:﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ( ٢٨ ) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ ( ٢٩ ) فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ( ٣٠ ) إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ( ٣١ ) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ( ٣٢ ) قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ( ٣٣ ) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ( ٣٤ ) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ( ٣٥ ) قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ( ٣٦ ) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ( ٣٧ ) إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ( ٣٨ ) قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي ( ١ )لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ( ٣٩ ) إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ( ٤٠ ) قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ( ٢ ) ( ٤١ ) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ( ٣ ) ( ٤٢ ) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ ( ٤٣ ) لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ ( ٤٤ ) ﴾ [ ٢٨ – ٤٤ ].
وفي الآيات تذكير بقصة آدم وموقف الملائكة وإبليس من أمر الله تعالى بالسجود له وتوكيد رباني بأن الذين يتبعون إبليس وتزييناته وينحرفون عن طريق الحق والهدى هم الأشرار الغواة الذين فسدت أخلاقهم وحق عليهم بسبب ذلك عذاب جهنم، وبأن إبليس لن يكون له سلطان وتأثير على عباد الله الصالحين المخلصين الذين حسنت نواياهم وطابت أخلاقهم فاتبعوا الحق والهدى.
والآيات كما يبدو جاءت استطرادية ؛ حيث انتهت الآيات السابقة لها بذكر خلق الإنسان والجان، فجاءت هذه تستطرد إلى ذكر قصة آدم وإبليس اللذين يمثلان الإنس والجن.
وقد جاءت القصة هنا كما جاءت في السور السابقة في سياق ذكر مواقف الكفار وتعجيزهم ومكابرتهم وقصد بها التذكير والعظة. ولقد أسهبنا في التعليق على القصة من جهة الأهداف ومن جهة الموضوع بما فيه كفاية في تفسير سورة صِ والأعراف والإسراء فلا نرى حاجة إلى إضافة شيء جديد هنا إلا التنبيه إلى أن في سبق القصة بذكر خلق الإنسان من صلصال والجان من نار بيانا جديدا، يجعل الصلة والحكمة في القصة واضحتين أكثر.
تعليق على أبواب جهنم السبعة
لقد تعددت الأقوال التي يرويها المفسرون في صدد ذلك، وليس منها شيء صادر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو وحده المصدر الصادق لتوضيح المشاهد الأخروية الغيبية، ومع واجب المسلم بالإيمان بما جاء في القرآن من ذلك، ومنها أبواب جهنم السبعة والوقوف عنده بدون تخمين وإيكال تأويله إلى الله تعالى، فقد يتبادر أن من حكمة ذكر ذلك كونه متساوقا مع ما شاءت حكمة الله من وصف مشاهد الآخرة بأوصاف الدنيا المألوفة على ما نبهنا عليه سابقا، وكون قصد الآية مع السياق هو إرهاب الكفار وإثارة الخوف فيهم بتصوير مصيرهم في صحبة إبليس الذي كانوا يعرفونه عدوا لعينا هذا التصوير المفزع، والله تعالى أعلم.
تعليق على مدى جملة
﴿ بما أغويتني ﴾
ذكرنا في شرح الكلمات أوجه ما قيل في تخريج الجملة ونزيد هنا فنقول : إنها حكاية لقول إبليس، وليس في السياق إقرار لهذا القول. فتبقى من نوع حكاية أقوال الكفار والمشركين مثل :﴿ وقالوا لو شاء الرحمان ما عبدناهم ﴾ [ الزخرف/ ٢٠ ] و :﴿ وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شي ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء ﴾ [ النحل/ ٣٥ ] وغيرهما، وقد سفه الله قولهم في تتمة كل آية. وفي المقام الذي نحن فيه وفي المقام الذي جاءت فيه الجملة في سورة الأعراف [ الآيات ١٦ وما بعدها ] رد من الله على إبليس متمثل في الآيات [ ٤١ – ٤٤ ] هنا وفي الآية [ ١٩ ] في سورة الأعراف. فلا يبقى إشكال ولا محل لتحمل المتمحلين في صدد العبارة القرآنية.
وفي الآيات تذكير بقصة آدم وموقف الملائكة وإبليس من أمر الله تعالى بالسجود له وتوكيد رباني بأن الذين يتبعون إبليس وتزييناته وينحرفون عن طريق الحق والهدى هم الأشرار الغواة الذين فسدت أخلاقهم وحق عليهم بسبب ذلك عذاب جهنم، وبأن إبليس لن يكون له سلطان وتأثير على عباد الله الصالحين المخلصين الذين حسنت نواياهم وطابت أخلاقهم فاتبعوا الحق والهدى.
والآيات كما يبدو جاءت استطرادية ؛ حيث انتهت الآيات السابقة لها بذكر خلق الإنسان والجان، فجاءت هذه تستطرد إلى ذكر قصة آدم وإبليس اللذين يمثلان الإنس والجن.
وقد جاءت القصة هنا كما جاءت في السور السابقة في سياق ذكر مواقف الكفار وتعجيزهم ومكابرتهم وقصد بها التذكير والعظة. ولقد أسهبنا في التعليق على القصة من جهة الأهداف ومن جهة الموضوع بما فيه كفاية في تفسير سورة صِ والأعراف والإسراء فلا نرى حاجة إلى إضافة شيء جديد هنا إلا التنبيه إلى أن في سبق القصة بذكر خلق الإنسان من صلصال والجان من نار بيانا جديدا، يجعل الصلة والحكمة في القصة واضحتين أكثر.
تعليق على أبواب جهنم السبعة
لقد تعددت الأقوال التي يرويها المفسرون في صدد ذلك، وليس منها شيء صادر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو وحده المصدر الصادق لتوضيح المشاهد الأخروية الغيبية، ومع واجب المسلم بالإيمان بما جاء في القرآن من ذلك، ومنها أبواب جهنم السبعة والوقوف عنده بدون تخمين وإيكال تأويله إلى الله تعالى، فقد يتبادر أن من حكمة ذكر ذلك كونه متساوقا مع ما شاءت حكمة الله من وصف مشاهد الآخرة بأوصاف الدنيا المألوفة على ما نبهنا عليه سابقا، وكون قصد الآية مع السياق هو إرهاب الكفار وإثارة الخوف فيهم بتصوير مصيرهم في صحبة إبليس الذي كانوا يعرفونه عدوا لعينا هذا التصوير المفزع، والله تعالى أعلم.
تعليق على مدى جملة
﴿ بما أغويتني ﴾
ذكرنا في شرح الكلمات أوجه ما قيل في تخريج الجملة ونزيد هنا فنقول : إنها حكاية لقول إبليس، وليس في السياق إقرار لهذا القول. فتبقى من نوع حكاية أقوال الكفار والمشركين مثل :﴿ وقالوا لو شاء الرحمان ما عبدناهم ﴾ [ الزخرف/ ٢٠ ] و :﴿ وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شي ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء ﴾ [ النحل/ ٣٥ ] وغيرهما، وقد سفه الله قولهم في تتمة كل آية. وفي المقام الذي نحن فيه وفي المقام الذي جاءت فيه الجملة في سورة الأعراف [ الآيات ١٦ وما بعدها ] رد من الله على إبليس متمثل في الآيات [ ٤١ – ٤٤ ] هنا وفي الآية [ ١٩ ] في سورة الأعراف. فلا يبقى إشكال ولا محل لتحمل المتمحلين في صدد العبارة القرآنية.
وفي الآيات تذكير بقصة آدم وموقف الملائكة وإبليس من أمر الله تعالى بالسجود له وتوكيد رباني بأن الذين يتبعون إبليس وتزييناته وينحرفون عن طريق الحق والهدى هم الأشرار الغواة الذين فسدت أخلاقهم وحق عليهم بسبب ذلك عذاب جهنم، وبأن إبليس لن يكون له سلطان وتأثير على عباد الله الصالحين المخلصين الذين حسنت نواياهم وطابت أخلاقهم فاتبعوا الحق والهدى.
والآيات كما يبدو جاءت استطرادية ؛ حيث انتهت الآيات السابقة لها بذكر خلق الإنسان والجان، فجاءت هذه تستطرد إلى ذكر قصة آدم وإبليس اللذين يمثلان الإنس والجن.
وقد جاءت القصة هنا كما جاءت في السور السابقة في سياق ذكر مواقف الكفار وتعجيزهم ومكابرتهم وقصد بها التذكير والعظة. ولقد أسهبنا في التعليق على القصة من جهة الأهداف ومن جهة الموضوع بما فيه كفاية في تفسير سورة صِ والأعراف والإسراء فلا نرى حاجة إلى إضافة شيء جديد هنا إلا التنبيه إلى أن في سبق القصة بذكر خلق الإنسان من صلصال والجان من نار بيانا جديدا، يجعل الصلة والحكمة في القصة واضحتين أكثر.
تعليق على أبواب جهنم السبعة
لقد تعددت الأقوال التي يرويها المفسرون في صدد ذلك، وليس منها شيء صادر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو وحده المصدر الصادق لتوضيح المشاهد الأخروية الغيبية، ومع واجب المسلم بالإيمان بما جاء في القرآن من ذلك، ومنها أبواب جهنم السبعة والوقوف عنده بدون تخمين وإيكال تأويله إلى الله تعالى، فقد يتبادر أن من حكمة ذكر ذلك كونه متساوقا مع ما شاءت حكمة الله من وصف مشاهد الآخرة بأوصاف الدنيا المألوفة على ما نبهنا عليه سابقا، وكون قصد الآية مع السياق هو إرهاب الكفار وإثارة الخوف فيهم بتصوير مصيرهم في صحبة إبليس الذي كانوا يعرفونه عدوا لعينا هذا التصوير المفزع، والله تعالى أعلم.
تعليق على مدى جملة
﴿ بما أغويتني ﴾
ذكرنا في شرح الكلمات أوجه ما قيل في تخريج الجملة ونزيد هنا فنقول : إنها حكاية لقول إبليس، وليس في السياق إقرار لهذا القول. فتبقى من نوع حكاية أقوال الكفار والمشركين مثل :﴿ وقالوا لو شاء الرحمان ما عبدناهم ﴾ [ الزخرف/ ٢٠ ] و :﴿ وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شي ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء ﴾ [ النحل/ ٣٥ ] وغيرهما، وقد سفه الله قولهم في تتمة كل آية. وفي المقام الذي نحن فيه وفي المقام الذي جاءت فيه الجملة في سورة الأعراف [ الآيات ١٦ وما بعدها ] رد من الله على إبليس متمثل في الآيات [ ٤١ – ٤٤ ] هنا وفي الآية [ ١٩ ] في سورة الأعراف. فلا يبقى إشكال ولا محل لتحمل المتمحلين في صدد العبارة القرآنية.
في الآيات بيان لما سوف يلقاه المتقون في الآخرة من تكريم ومن أمن وخلود في الجنات والعيون، والجلوس على الأسرة هادئي البال قريري العين، وقد تطهروا من الغل والحقد وسائر الأعراض البشرية الدنيوية المكروهة، وأمر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن يعلن الناس أن الله هو الغفور الرحيم وأن عذابه هو العذاب الأليم.
والمتبادر أن الآيات الأربع الأولى جاءت تتمة لما سبقها لمقابلة ذكر مصائر الكفار جريا على الأسلوب القرآني. أما الآيتان الأخيرتان فقد جاءتا كتعقيب ختامي للكلام انطوى فيه قصد إعلان الناس أن الله كما هو الغفور الرحيم للمخلصين والتائبين فإنه شديد العذاب للجاحدين الأشرار. وقد استهدفتا فيما استهدفتاه تثبيت المتقين المخلصين ودعوة للكفار والمذنبين إلى الإنابة إلى الله.
ولعل في الآية جوابا ضمنيا لما يمكن أن يرد على بال إنسان ما مما قد يعتري المرء من أبدية حياة رتيبة، ولو كانت نعيما من ملل حيث تطمئن أهل الجنة بأنهم لن يمسهم فيها نصب. وفي سورة فاطر التي مر تفسيرها زيادة وهي لا يمسهم فيها لغوب أيضا. واللغوب : الإعياء الذي هو فوق التعب العادي وذلك في الآيتين [ ٣٤ – ٣٥ ].
ولقد أورد ابن كثير في سياق الآية [ ٤٨ ] حديثا رواه مسلم أيضا عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :( ينادي مناد من أهل الجنة : إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا، وإن لكم أن تنعموا فلا تبتئسوا أبدا )١. وهناك حديث رواه الشيخان والترمذي عن أبي هريرة أيضا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصح إيراده في مناسبة الآيتين [ ٤٦ و ٤٧ ] جاء فيه :( إن أهل الجنة لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم واحدة يسبحون لله بكرة وعشيا )٢. حيث يتساوق الحديثان النبويان في التلقين والبشرى مع الآيات القرآنية.
ولقد روى ابن كثير حديثين عن مصعب بن ثابت أخرج أولهما ابن أبي حاتم وثانيهما ابن جرير. وجاء في أولهما :( مر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أناس من أصحابه يضحكون فقال اذكروا الجنة. اذكروا النار فنزلت ﴿ نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ( ٤٩ ) وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ ( ٥٠ ) ﴾ الحجر :[ ٤٩ – ٥٠ ] وفي ثانيهما :( طلع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أناس من أصحابه فقال : ألا أراكم تضحكون ثم أدبر حتى إذا كان عند الحجر رجع القهقرى قال : إني لما خرجت جاء جبريل عليه السلام فقال : يا محمد إن الله يقول لم تقنط عبادي، نبئ عبادي أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم. ).
والأحاديث ليست وثيقة وهي من المراسيل كما وصفها ابن كثير. ومقتضاها أن تكون الآيتان نزلتا لحدتهما مع أنهما منسجمتان مع ما قبلهما ومع ما بعدهما. ومن المحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم تلاهما في موقف مماثل للموقف المروي فالتبس الأمر على الرواة إذا صح الحديث، والله أعلم.
٢ المصدر نفسه ص ٣٧٥..
في الآيات بيان لما سوف يلقاه المتقون في الآخرة من تكريم ومن أمن وخلود في الجنات والعيون، والجلوس على الأسرة هادئي البال قريري العين، وقد تطهروا من الغل والحقد وسائر الأعراض البشرية الدنيوية المكروهة، وأمر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن يعلن الناس أن الله هو الغفور الرحيم وأن عذابه هو العذاب الأليم.
والمتبادر أن الآيات الأربع الأولى جاءت تتمة لما سبقها لمقابلة ذكر مصائر الكفار جريا على الأسلوب القرآني. أما الآيتان الأخيرتان فقد جاءتا كتعقيب ختامي للكلام انطوى فيه قصد إعلان الناس أن الله كما هو الغفور الرحيم للمخلصين والتائبين فإنه شديد العذاب للجاحدين الأشرار. وقد استهدفتا فيما استهدفتاه تثبيت المتقين المخلصين ودعوة للكفار والمذنبين إلى الإنابة إلى الله.
ولعل في الآية جوابا ضمنيا لما يمكن أن يرد على بال إنسان ما مما قد يعتري المرء من أبدية حياة رتيبة، ولو كانت نعيما من ملل حيث تطمئن أهل الجنة بأنهم لن يمسهم فيها نصب. وفي سورة فاطر التي مر تفسيرها زيادة وهي لا يمسهم فيها لغوب أيضا. واللغوب : الإعياء الذي هو فوق التعب العادي وذلك في الآيتين [ ٣٤ – ٣٥ ].
ولقد أورد ابن كثير في سياق الآية [ ٤٨ ] حديثا رواه مسلم أيضا عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :( ينادي مناد من أهل الجنة : إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا، وإن لكم أن تنعموا فلا تبتئسوا أبدا )١. وهناك حديث رواه الشيخان والترمذي عن أبي هريرة أيضا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصح إيراده في مناسبة الآيتين [ ٤٦ و ٤٧ ] جاء فيه :( إن أهل الجنة لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم واحدة يسبحون لله بكرة وعشيا )٢. حيث يتساوق الحديثان النبويان في التلقين والبشرى مع الآيات القرآنية.
ولقد روى ابن كثير حديثين عن مصعب بن ثابت أخرج أولهما ابن أبي حاتم وثانيهما ابن جرير. وجاء في أولهما :( مر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أناس من أصحابه يضحكون فقال اذكروا الجنة. اذكروا النار فنزلت ﴿ نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ( ٤٩ ) وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ ( ٥٠ ) ﴾ الحجر :[ ٤٩ – ٥٠ ] وفي ثانيهما :( طلع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أناس من أصحابه فقال : ألا أراكم تضحكون ثم أدبر حتى إذا كان عند الحجر رجع القهقرى قال : إني لما خرجت جاء جبريل عليه السلام فقال : يا محمد إن الله يقول لم تقنط عبادي، نبئ عبادي أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم. ).
والأحاديث ليست وثيقة وهي من المراسيل كما وصفها ابن كثير. ومقتضاها أن تكون الآيتان نزلتا لحدتهما مع أنهما منسجمتان مع ما قبلهما ومع ما بعدهما. ومن المحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم تلاهما في موقف مماثل للموقف المروي فالتبس الأمر على الرواة إذا صح الحديث، والله أعلم.
٢ المصدر نفسه ص ٣٧٥..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٥:﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ( ٤٥ ) ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ ( ٤٦ ) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ( ١ ) إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ( ٤٧ ) لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ ( ٢ ) وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ ( ٤٨ ) نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ( ٤٩ ) وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ ( ٥٠ ) ﴾ [ ٤٥ – ٥٠ ].
في الآيات بيان لما سوف يلقاه المتقون في الآخرة من تكريم ومن أمن وخلود في الجنات والعيون، والجلوس على الأسرة هادئي البال قريري العين، وقد تطهروا من الغل والحقد وسائر الأعراض البشرية الدنيوية المكروهة، وأمر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن يعلن الناس أن الله هو الغفور الرحيم وأن عذابه هو العذاب الأليم.
والمتبادر أن الآيات الأربع الأولى جاءت تتمة لما سبقها لمقابلة ذكر مصائر الكفار جريا على الأسلوب القرآني. أما الآيتان الأخيرتان فقد جاءتا كتعقيب ختامي للكلام انطوى فيه قصد إعلان الناس أن الله كما هو الغفور الرحيم للمخلصين والتائبين فإنه شديد العذاب للجاحدين الأشرار. وقد استهدفتا فيما استهدفتاه تثبيت المتقين المخلصين ودعوة للكفار والمذنبين إلى الإنابة إلى الله.
ولعل في الآية جوابا ضمنيا لما يمكن أن يرد على بال إنسان ما مما قد يعتري المرء من أبدية حياة رتيبة، ولو كانت نعيما من ملل حيث تطمئن أهل الجنة بأنهم لن يمسهم فيها نصب. وفي سورة فاطر التي مر تفسيرها زيادة وهي لا يمسهم فيها لغوب أيضا. واللغوب : الإعياء الذي هو فوق التعب العادي وذلك في الآيتين [ ٣٤ – ٣٥ ].
ولقد أورد ابن كثير في سياق الآية [ ٤٨ ] حديثا رواه مسلم أيضا عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :( ينادي مناد من أهل الجنة : إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا، وإن لكم أن تنعموا فلا تبتئسوا أبدا )١. وهناك حديث رواه الشيخان والترمذي عن أبي هريرة أيضا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصح إيراده في مناسبة الآيتين [ ٤٦ و ٤٧ ] جاء فيه :( إن أهل الجنة لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم واحدة يسبحون لله بكرة وعشيا )٢. حيث يتساوق الحديثان النبويان في التلقين والبشرى مع الآيات القرآنية.
ولقد روى ابن كثير حديثين عن مصعب بن ثابت أخرج أولهما ابن أبي حاتم وثانيهما ابن جرير. وجاء في أولهما :( مر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أناس من أصحابه يضحكون فقال اذكروا الجنة. اذكروا النار فنزلت ﴿ نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ( ٤٩ ) وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ ( ٥٠ ) ﴾ الحجر :[ ٤٩ – ٥٠ ] وفي ثانيهما :( طلع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أناس من أصحابه فقال : ألا أراكم تضحكون ثم أدبر حتى إذا كان عند الحجر رجع القهقرى قال : إني لما خرجت جاء جبريل عليه السلام فقال : يا محمد إن الله يقول لم تقنط عبادي، نبئ عبادي أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم. ).
والأحاديث ليست وثيقة وهي من المراسيل كما وصفها ابن كثير. ومقتضاها أن تكون الآيتان نزلتا لحدتهما مع أنهما منسجمتان مع ما قبلهما ومع ما بعدهما. ومن المحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم تلاهما في موقف مماثل للموقف المروي فالتبس الأمر على الرواة إذا صح الحديث، والله أعلم.
٢ المصدر نفسه ص ٣٧٥..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٥:﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ( ٤٥ ) ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ ( ٤٦ ) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ( ١ ) إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ( ٤٧ ) لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ ( ٢ ) وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ ( ٤٨ ) نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ( ٤٩ ) وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ ( ٥٠ ) ﴾ [ ٤٥ – ٥٠ ].
في الآيات بيان لما سوف يلقاه المتقون في الآخرة من تكريم ومن أمن وخلود في الجنات والعيون، والجلوس على الأسرة هادئي البال قريري العين، وقد تطهروا من الغل والحقد وسائر الأعراض البشرية الدنيوية المكروهة، وأمر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن يعلن الناس أن الله هو الغفور الرحيم وأن عذابه هو العذاب الأليم.
والمتبادر أن الآيات الأربع الأولى جاءت تتمة لما سبقها لمقابلة ذكر مصائر الكفار جريا على الأسلوب القرآني. أما الآيتان الأخيرتان فقد جاءتا كتعقيب ختامي للكلام انطوى فيه قصد إعلان الناس أن الله كما هو الغفور الرحيم للمخلصين والتائبين فإنه شديد العذاب للجاحدين الأشرار. وقد استهدفتا فيما استهدفتاه تثبيت المتقين المخلصين ودعوة للكفار والمذنبين إلى الإنابة إلى الله.
ولعل في الآية جوابا ضمنيا لما يمكن أن يرد على بال إنسان ما مما قد يعتري المرء من أبدية حياة رتيبة، ولو كانت نعيما من ملل حيث تطمئن أهل الجنة بأنهم لن يمسهم فيها نصب. وفي سورة فاطر التي مر تفسيرها زيادة وهي لا يمسهم فيها لغوب أيضا. واللغوب : الإعياء الذي هو فوق التعب العادي وذلك في الآيتين [ ٣٤ – ٣٥ ].
ولقد أورد ابن كثير في سياق الآية [ ٤٨ ] حديثا رواه مسلم أيضا عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :( ينادي مناد من أهل الجنة : إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا، وإن لكم أن تنعموا فلا تبتئسوا أبدا )١. وهناك حديث رواه الشيخان والترمذي عن أبي هريرة أيضا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصح إيراده في مناسبة الآيتين [ ٤٦ و ٤٧ ] جاء فيه :( إن أهل الجنة لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم واحدة يسبحون لله بكرة وعشيا )٢. حيث يتساوق الحديثان النبويان في التلقين والبشرى مع الآيات القرآنية.
ولقد روى ابن كثير حديثين عن مصعب بن ثابت أخرج أولهما ابن أبي حاتم وثانيهما ابن جرير. وجاء في أولهما :( مر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أناس من أصحابه يضحكون فقال اذكروا الجنة. اذكروا النار فنزلت ﴿ نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ( ٤٩ ) وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ ( ٥٠ ) ﴾ الحجر :[ ٤٩ – ٥٠ ] وفي ثانيهما :( طلع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أناس من أصحابه فقال : ألا أراكم تضحكون ثم أدبر حتى إذا كان عند الحجر رجع القهقرى قال : إني لما خرجت جاء جبريل عليه السلام فقال : يا محمد إن الله يقول لم تقنط عبادي، نبئ عبادي أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم. ).
والأحاديث ليست وثيقة وهي من المراسيل كما وصفها ابن كثير. ومقتضاها أن تكون الآيتان نزلتا لحدتهما مع أنهما منسجمتان مع ما قبلهما ومع ما بعدهما. ومن المحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم تلاهما في موقف مماثل للموقف المروي فالتبس الأمر على الرواة إذا صح الحديث، والله أعلم.
٢ المصدر نفسه ص ٣٧٥..
في الآيات بيان لما سوف يلقاه المتقون في الآخرة من تكريم ومن أمن وخلود في الجنات والعيون، والجلوس على الأسرة هادئي البال قريري العين، وقد تطهروا من الغل والحقد وسائر الأعراض البشرية الدنيوية المكروهة، وأمر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن يعلن الناس أن الله هو الغفور الرحيم وأن عذابه هو العذاب الأليم.
والمتبادر أن الآيات الأربع الأولى جاءت تتمة لما سبقها لمقابلة ذكر مصائر الكفار جريا على الأسلوب القرآني. أما الآيتان الأخيرتان فقد جاءتا كتعقيب ختامي للكلام انطوى فيه قصد إعلان الناس أن الله كما هو الغفور الرحيم للمخلصين والتائبين فإنه شديد العذاب للجاحدين الأشرار. وقد استهدفتا فيما استهدفتاه تثبيت المتقين المخلصين ودعوة للكفار والمذنبين إلى الإنابة إلى الله.
ولعل في الآية جوابا ضمنيا لما يمكن أن يرد على بال إنسان ما مما قد يعتري المرء من أبدية حياة رتيبة، ولو كانت نعيما من ملل حيث تطمئن أهل الجنة بأنهم لن يمسهم فيها نصب. وفي سورة فاطر التي مر تفسيرها زيادة وهي لا يمسهم فيها لغوب أيضا. واللغوب : الإعياء الذي هو فوق التعب العادي وذلك في الآيتين [ ٣٤ – ٣٥ ].
ولقد أورد ابن كثير في سياق الآية [ ٤٨ ] حديثا رواه مسلم أيضا عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :( ينادي مناد من أهل الجنة : إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا، وإن لكم أن تنعموا فلا تبتئسوا أبدا )١. وهناك حديث رواه الشيخان والترمذي عن أبي هريرة أيضا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصح إيراده في مناسبة الآيتين [ ٤٦ و ٤٧ ] جاء فيه :( إن أهل الجنة لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم واحدة يسبحون لله بكرة وعشيا )٢. حيث يتساوق الحديثان النبويان في التلقين والبشرى مع الآيات القرآنية.
ولقد روى ابن كثير حديثين عن مصعب بن ثابت أخرج أولهما ابن أبي حاتم وثانيهما ابن جرير. وجاء في أولهما :( مر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أناس من أصحابه يضحكون فقال اذكروا الجنة. اذكروا النار فنزلت ﴿ نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ( ٤٩ ) وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ ( ٥٠ ) ﴾ الحجر :[ ٤٩ – ٥٠ ] وفي ثانيهما :( طلع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أناس من أصحابه فقال : ألا أراكم تضحكون ثم أدبر حتى إذا كان عند الحجر رجع القهقرى قال : إني لما خرجت جاء جبريل عليه السلام فقال : يا محمد إن الله يقول لم تقنط عبادي، نبئ عبادي أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم. ).
والأحاديث ليست وثيقة وهي من المراسيل كما وصفها ابن كثير. ومقتضاها أن تكون الآيتان نزلتا لحدتهما مع أنهما منسجمتان مع ما قبلهما ومع ما بعدهما. ومن المحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم تلاهما في موقف مماثل للموقف المروي فالتبس الأمر على الرواة إذا صح الحديث، والله أعلم.
٢ المصدر نفسه ص ٣٧٥..
في الآيات بيان لما سوف يلقاه المتقون في الآخرة من تكريم ومن أمن وخلود في الجنات والعيون، والجلوس على الأسرة هادئي البال قريري العين، وقد تطهروا من الغل والحقد وسائر الأعراض البشرية الدنيوية المكروهة، وأمر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن يعلن الناس أن الله هو الغفور الرحيم وأن عذابه هو العذاب الأليم.
والمتبادر أن الآيات الأربع الأولى جاءت تتمة لما سبقها لمقابلة ذكر مصائر الكفار جريا على الأسلوب القرآني. أما الآيتان الأخيرتان فقد جاءتا كتعقيب ختامي للكلام انطوى فيه قصد إعلان الناس أن الله كما هو الغفور الرحيم للمخلصين والتائبين فإنه شديد العذاب للجاحدين الأشرار. وقد استهدفتا فيما استهدفتاه تثبيت المتقين المخلصين ودعوة للكفار والمذنبين إلى الإنابة إلى الله.
ولعل في الآية جوابا ضمنيا لما يمكن أن يرد على بال إنسان ما مما قد يعتري المرء من أبدية حياة رتيبة، ولو كانت نعيما من ملل حيث تطمئن أهل الجنة بأنهم لن يمسهم فيها نصب. وفي سورة فاطر التي مر تفسيرها زيادة وهي لا يمسهم فيها لغوب أيضا. واللغوب : الإعياء الذي هو فوق التعب العادي وذلك في الآيتين [ ٣٤ – ٣٥ ].
ولقد أورد ابن كثير في سياق الآية [ ٤٨ ] حديثا رواه مسلم أيضا عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :( ينادي مناد من أهل الجنة : إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا، وإن لكم أن تنعموا فلا تبتئسوا أبدا )١. وهناك حديث رواه الشيخان والترمذي عن أبي هريرة أيضا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصح إيراده في مناسبة الآيتين [ ٤٦ و ٤٧ ] جاء فيه :( إن أهل الجنة لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم واحدة يسبحون لله بكرة وعشيا )٢. حيث يتساوق الحديثان النبويان في التلقين والبشرى مع الآيات القرآنية.
ولقد روى ابن كثير حديثين عن مصعب بن ثابت أخرج أولهما ابن أبي حاتم وثانيهما ابن جرير. وجاء في أولهما :( مر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أناس من أصحابه يضحكون فقال اذكروا الجنة. اذكروا النار فنزلت ﴿ نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ( ٤٩ ) وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ ( ٥٠ ) ﴾ الحجر :[ ٤٩ – ٥٠ ] وفي ثانيهما :( طلع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أناس من أصحابه فقال : ألا أراكم تضحكون ثم أدبر حتى إذا كان عند الحجر رجع القهقرى قال : إني لما خرجت جاء جبريل عليه السلام فقال : يا محمد إن الله يقول لم تقنط عبادي، نبئ عبادي أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم. ).
والأحاديث ليست وثيقة وهي من المراسيل كما وصفها ابن كثير. ومقتضاها أن تكون الآيتان نزلتا لحدتهما مع أنهما منسجمتان مع ما قبلهما ومع ما بعدهما. ومن المحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم تلاهما في موقف مماثل للموقف المروي فالتبس الأمر على الرواة إذا صح الحديث، والله أعلم.
٢ المصدر نفسه ص ٣٧٥..
هذه الآيات حلقة من سلسلة قصصية، ومعانيها واضحة. وفيها إشارة إلى قصة تبشير إبراهيم عليهم السلام بغلام بعد أن شاخ ويئس من الإنجاب وقد جاء ذلك في سورة هود أيضا، وعلقنا عليه بما يغني عن التكرار.
وفي الآيات شيء جديد وهو حكاية المحاورة بين إبراهيم عليه السلام وضيفه في صدد البشرى بالغلام، في حين أن سورة هود حكت المحاورة في صدد ذلك بين زوجة إبراهيم والضيوف، وسفر التكوين المتداول اقتصر على حكاية هذه المحاورة دون تلك. ونعتقد أن تلك المحاورة أيضا كانت مما هو وارد فيما كان وبين أيدي اليهود من نصوص لم تصل إلينا ومما هو متداول في بيئة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي هذه المحاورة مواضع عبر يتبادر لنا أن من أهداف الآيات دعوة سامعي القرآن إلى الاعتبار بها بدليل بدء الآيات بأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بإنباء السامعين بالقصة. وهذه العبر هي التأميل في رحمة الله والنهي عن القنوط منها، وتقرير كون الأمل متلازما مع الإيمان، والقنوط متلازما مع الكفر والضلال.
وبهذا تبدوا حكمة تكرار القصص وتنوع أساليبها كما هو ظاهر
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥١:﴿ وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِ بْراَهِيمَ ( ٥١ ) إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلامًا قَالَ إِنَّا مِنكُمْ وَجِلُونَ ( ١ ) ( ٥٢ ) قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ ( ٥٣ ) قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ ( ٥٤ ) قَالُواْ بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ ( ٥٥ ) قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ ( ٥٦ ) ﴾[ ٥١ -٥٦ ].
هذه الآيات حلقة من سلسلة قصصية، ومعانيها واضحة. وفيها إشارة إلى قصة تبشير إبراهيم عليهم السلام بغلام بعد أن شاخ ويئس من الإنجاب وقد جاء ذلك في سورة هود أيضا، وعلقنا عليه بما يغني عن التكرار.
وفي الآيات شيء جديد وهو حكاية المحاورة بين إبراهيم عليه السلام وضيفه في صدد البشرى بالغلام، في حين أن سورة هود حكت المحاورة في صدد ذلك بين زوجة إبراهيم والضيوف، وسفر التكوين المتداول اقتصر على حكاية هذه المحاورة دون تلك. ونعتقد أن تلك المحاورة أيضا كانت مما هو وارد فيما كان وبين أيدي اليهود من نصوص لم تصل إلينا ومما هو متداول في بيئة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي هذه المحاورة مواضع عبر يتبادر لنا أن من أهداف الآيات دعوة سامعي القرآن إلى الاعتبار بها بدليل بدء الآيات بأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بإنباء السامعين بالقصة. وهذه العبر هي التأميل في رحمة الله والنهي عن القنوط منها، وتقرير كون الأمل متلازما مع الإيمان، والقنوط متلازما مع الكفر والضلال.
وبهذا تبدوا حكمة تكرار القصص وتنوع أساليبها كما هو ظاهر
هذه الآيات حلقة من سلسلة قصصية، ومعانيها واضحة. وفيها إشارة إلى قصة تبشير إبراهيم عليهم السلام بغلام بعد أن شاخ ويئس من الإنجاب وقد جاء ذلك في سورة هود أيضا، وعلقنا عليه بما يغني عن التكرار.
وفي الآيات شيء جديد وهو حكاية المحاورة بين إبراهيم عليه السلام وضيفه في صدد البشرى بالغلام، في حين أن سورة هود حكت المحاورة في صدد ذلك بين زوجة إبراهيم والضيوف، وسفر التكوين المتداول اقتصر على حكاية هذه المحاورة دون تلك. ونعتقد أن تلك المحاورة أيضا كانت مما هو وارد فيما كان وبين أيدي اليهود من نصوص لم تصل إلينا ومما هو متداول في بيئة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي هذه المحاورة مواضع عبر يتبادر لنا أن من أهداف الآيات دعوة سامعي القرآن إلى الاعتبار بها بدليل بدء الآيات بأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بإنباء السامعين بالقصة. وهذه العبر هي التأميل في رحمة الله والنهي عن القنوط منها، وتقرير كون الأمل متلازما مع الإيمان، والقنوط متلازما مع الكفر والضلال.
وبهذا تبدوا حكمة تكرار القصص وتنوع أساليبها كما هو ظاهر
هذه الآيات حلقة من سلسلة قصصية، ومعانيها واضحة. وفيها إشارة إلى قصة تبشير إبراهيم عليهم السلام بغلام بعد أن شاخ ويئس من الإنجاب وقد جاء ذلك في سورة هود أيضا، وعلقنا عليه بما يغني عن التكرار.
وفي الآيات شيء جديد وهو حكاية المحاورة بين إبراهيم عليه السلام وضيفه في صدد البشرى بالغلام، في حين أن سورة هود حكت المحاورة في صدد ذلك بين زوجة إبراهيم والضيوف، وسفر التكوين المتداول اقتصر على حكاية هذه المحاورة دون تلك. ونعتقد أن تلك المحاورة أيضا كانت مما هو وارد فيما كان وبين أيدي اليهود من نصوص لم تصل إلينا ومما هو متداول في بيئة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي هذه المحاورة مواضع عبر يتبادر لنا أن من أهداف الآيات دعوة سامعي القرآن إلى الاعتبار بها بدليل بدء الآيات بأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بإنباء السامعين بالقصة. وهذه العبر هي التأميل في رحمة الله والنهي عن القنوط منها، وتقرير كون الأمل متلازما مع الإيمان، والقنوط متلازما مع الكفر والضلال.
وبهذا تبدوا حكمة تكرار القصص وتنوع أساليبها كما هو ظاهر
هذه الآيات حلقة من سلسلة قصصية، ومعانيها واضحة. وفيها إشارة إلى قصة تبشير إبراهيم عليهم السلام بغلام بعد أن شاخ ويئس من الإنجاب وقد جاء ذلك في سورة هود أيضا، وعلقنا عليه بما يغني عن التكرار.
وفي الآيات شيء جديد وهو حكاية المحاورة بين إبراهيم عليه السلام وضيفه في صدد البشرى بالغلام، في حين أن سورة هود حكت المحاورة في صدد ذلك بين زوجة إبراهيم والضيوف، وسفر التكوين المتداول اقتصر على حكاية هذه المحاورة دون تلك. ونعتقد أن تلك المحاورة أيضا كانت مما هو وارد فيما كان وبين أيدي اليهود من نصوص لم تصل إلينا ومما هو متداول في بيئة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي هذه المحاورة مواضع عبر يتبادر لنا أن من أهداف الآيات دعوة سامعي القرآن إلى الاعتبار بها بدليل بدء الآيات بأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بإنباء السامعين بالقصة. وهذه العبر هي التأميل في رحمة الله والنهي عن القنوط منها، وتقرير كون الأمل متلازما مع الإيمان، والقنوط متلازما مع الكفر والضلال.
وبهذا تبدوا حكمة تكرار القصص وتنوع أساليبها كما هو ظاهر
هذه الآيات حلقة من سلسلة قصصية، ومعانيها واضحة. وفيها إشارة إلى قصة تبشير إبراهيم عليهم السلام بغلام بعد أن شاخ ويئس من الإنجاب وقد جاء ذلك في سورة هود أيضا، وعلقنا عليه بما يغني عن التكرار.
وفي الآيات شيء جديد وهو حكاية المحاورة بين إبراهيم عليه السلام وضيفه في صدد البشرى بالغلام، في حين أن سورة هود حكت المحاورة في صدد ذلك بين زوجة إبراهيم والضيوف، وسفر التكوين المتداول اقتصر على حكاية هذه المحاورة دون تلك. ونعتقد أن تلك المحاورة أيضا كانت مما هو وارد فيما كان وبين أيدي اليهود من نصوص لم تصل إلينا ومما هو متداول في بيئة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي هذه المحاورة مواضع عبر يتبادر لنا أن من أهداف الآيات دعوة سامعي القرآن إلى الاعتبار بها بدليل بدء الآيات بأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بإنباء السامعين بالقصة. وهذه العبر هي التأميل في رحمة الله والنهي عن القنوط منها، وتقرير كون الأمل متلازما مع الإيمان، والقنوط متلازما مع الكفر والضلال.
وبهذا تبدوا حكمة تكرار القصص وتنوع أساليبها كما هو ظاهر
هذه حلقة ثانية من سلسلة القصص، وقد احتوت قصة لوط وقومه ومهد لها بالمحاورة في صدد قوم لوط بين إبراهيم ورسل الله. ومعاني الآيات واضحة ومعظم ما جاء هنا قد جاء في سورة هود أيضا مع بعض الخلاف الأسلوبي الذي اقتضته حكمة التنزيل وقد علقنا على القصة في سياق تفسير سورة هود بما يغني عن التكرار.
والجديد فيها الإشارة إلى أن قوم لوط كانوا يمارون في عذاب الله الذي توعدهم به، وأن بلادهم هي على طريق معروف ففي النقطة الأولى إنذار للكفار العرب الذين كانوا يمارون مثلهم فيما كانوا يوعدون من عذاب الله ويستهزئون به. وفي الثانية تذكير لهؤلاء ببلاد قوم لوط التي هي في طريق قوافلهم والتي يشاهدون آثار تدمير الله فيها. ففي كل ذلك موعظة لمن يفكر ويتفرس في الأمور، وآية للمؤمنين. ولقد جاء هذا التذكير في آيات سورة الصافات [ ١٣٣ – ١٣٨ ] بأسلوب أكثر صراحة.
ولقد أورد الطبري وابن كثير في سياق الآية [ ٧٥ ] أحاديث نبوية منها حديث رواه الترمذي أيضا عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاء فيه :( اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ثم قرأ :﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ﴾ ١ وأوردوا حديثا آخر أخرجه الحافظ أبو بكر البزار عن أنس قال :( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن لله عبادا يعرفون الناس بالتوسم ).
ورواة الأحاديث من أهل العهد المدني فتكون قد صدرت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا العهد. وفيها استيحاء نبوي من الآية فيه تنويه بما يكون للإيمان من أثر في صاحبه حتى ليجعله ذا نفوذ وصدق ونظر وقول وحكم.
هذه حلقة ثانية من سلسلة القصص، وقد احتوت قصة لوط وقومه ومهد لها بالمحاورة في صدد قوم لوط بين إبراهيم ورسل الله. ومعاني الآيات واضحة ومعظم ما جاء هنا قد جاء في سورة هود أيضا مع بعض الخلاف الأسلوبي الذي اقتضته حكمة التنزيل وقد علقنا على القصة في سياق تفسير سورة هود بما يغني عن التكرار.
والجديد فيها الإشارة إلى أن قوم لوط كانوا يمارون في عذاب الله الذي توعدهم به، وأن بلادهم هي على طريق معروف ففي النقطة الأولى إنذار للكفار العرب الذين كانوا يمارون مثلهم فيما كانوا يوعدون من عذاب الله ويستهزئون به. وفي الثانية تذكير لهؤلاء ببلاد قوم لوط التي هي في طريق قوافلهم والتي يشاهدون آثار تدمير الله فيها. ففي كل ذلك موعظة لمن يفكر ويتفرس في الأمور، وآية للمؤمنين. ولقد جاء هذا التذكير في آيات سورة الصافات [ ١٣٣ – ١٣٨ ] بأسلوب أكثر صراحة.
ولقد أورد الطبري وابن كثير في سياق الآية [ ٧٥ ] أحاديث نبوية منها حديث رواه الترمذي أيضا عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاء فيه :( اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ثم قرأ :﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ﴾ ١ وأوردوا حديثا آخر أخرجه الحافظ أبو بكر البزار عن أنس قال :( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن لله عبادا يعرفون الناس بالتوسم ).
ورواة الأحاديث من أهل العهد المدني فتكون قد صدرت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا العهد. وفيها استيحاء نبوي من الآية فيه تنويه بما يكون للإيمان من أثر في صاحبه حتى ليجعله ذا نفوذ وصدق ونظر وقول وحكم.
هذه حلقة ثانية من سلسلة القصص، وقد احتوت قصة لوط وقومه ومهد لها بالمحاورة في صدد قوم لوط بين إبراهيم ورسل الله. ومعاني الآيات واضحة ومعظم ما جاء هنا قد جاء في سورة هود أيضا مع بعض الخلاف الأسلوبي الذي اقتضته حكمة التنزيل وقد علقنا على القصة في سياق تفسير سورة هود بما يغني عن التكرار.
والجديد فيها الإشارة إلى أن قوم لوط كانوا يمارون في عذاب الله الذي توعدهم به، وأن بلادهم هي على طريق معروف ففي النقطة الأولى إنذار للكفار العرب الذين كانوا يمارون مثلهم فيما كانوا يوعدون من عذاب الله ويستهزئون به. وفي الثانية تذكير لهؤلاء ببلاد قوم لوط التي هي في طريق قوافلهم والتي يشاهدون آثار تدمير الله فيها. ففي كل ذلك موعظة لمن يفكر ويتفرس في الأمور، وآية للمؤمنين. ولقد جاء هذا التذكير في آيات سورة الصافات [ ١٣٣ – ١٣٨ ] بأسلوب أكثر صراحة.
ولقد أورد الطبري وابن كثير في سياق الآية [ ٧٥ ] أحاديث نبوية منها حديث رواه الترمذي أيضا عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاء فيه :( اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ثم قرأ :﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ﴾ ١ وأوردوا حديثا آخر أخرجه الحافظ أبو بكر البزار عن أنس قال :( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن لله عبادا يعرفون الناس بالتوسم ).
ورواة الأحاديث من أهل العهد المدني فتكون قد صدرت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا العهد. وفيها استيحاء نبوي من الآية فيه تنويه بما يكون للإيمان من أثر في صاحبه حتى ليجعله ذا نفوذ وصدق ونظر وقول وحكم.
هذه حلقة ثانية من سلسلة القصص، وقد احتوت قصة لوط وقومه ومهد لها بالمحاورة في صدد قوم لوط بين إبراهيم ورسل الله. ومعاني الآيات واضحة ومعظم ما جاء هنا قد جاء في سورة هود أيضا مع بعض الخلاف الأسلوبي الذي اقتضته حكمة التنزيل وقد علقنا على القصة في سياق تفسير سورة هود بما يغني عن التكرار.
والجديد فيها الإشارة إلى أن قوم لوط كانوا يمارون في عذاب الله الذي توعدهم به، وأن بلادهم هي على طريق معروف ففي النقطة الأولى إنذار للكفار العرب الذين كانوا يمارون مثلهم فيما كانوا يوعدون من عذاب الله ويستهزئون به. وفي الثانية تذكير لهؤلاء ببلاد قوم لوط التي هي في طريق قوافلهم والتي يشاهدون آثار تدمير الله فيها. ففي كل ذلك موعظة لمن يفكر ويتفرس في الأمور، وآية للمؤمنين. ولقد جاء هذا التذكير في آيات سورة الصافات [ ١٣٣ – ١٣٨ ] بأسلوب أكثر صراحة.
ولقد أورد الطبري وابن كثير في سياق الآية [ ٧٥ ] أحاديث نبوية منها حديث رواه الترمذي أيضا عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاء فيه :( اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ثم قرأ :﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ﴾ ١ وأوردوا حديثا آخر أخرجه الحافظ أبو بكر البزار عن أنس قال :( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن لله عبادا يعرفون الناس بالتوسم ).
ورواة الأحاديث من أهل العهد المدني فتكون قد صدرت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا العهد. وفيها استيحاء نبوي من الآية فيه تنويه بما يكون للإيمان من أثر في صاحبه حتى ليجعله ذا نفوذ وصدق ونظر وقول وحكم.
هذه حلقة ثانية من سلسلة القصص، وقد احتوت قصة لوط وقومه ومهد لها بالمحاورة في صدد قوم لوط بين إبراهيم ورسل الله. ومعاني الآيات واضحة ومعظم ما جاء هنا قد جاء في سورة هود أيضا مع بعض الخلاف الأسلوبي الذي اقتضته حكمة التنزيل وقد علقنا على القصة في سياق تفسير سورة هود بما يغني عن التكرار.
والجديد فيها الإشارة إلى أن قوم لوط كانوا يمارون في عذاب الله الذي توعدهم به، وأن بلادهم هي على طريق معروف ففي النقطة الأولى إنذار للكفار العرب الذين كانوا يمارون مثلهم فيما كانوا يوعدون من عذاب الله ويستهزئون به. وفي الثانية تذكير لهؤلاء ببلاد قوم لوط التي هي في طريق قوافلهم والتي يشاهدون آثار تدمير الله فيها. ففي كل ذلك موعظة لمن يفكر ويتفرس في الأمور، وآية للمؤمنين. ولقد جاء هذا التذكير في آيات سورة الصافات [ ١٣٣ – ١٣٨ ] بأسلوب أكثر صراحة.
ولقد أورد الطبري وابن كثير في سياق الآية [ ٧٥ ] أحاديث نبوية منها حديث رواه الترمذي أيضا عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاء فيه :( اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ثم قرأ :﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ﴾ ١ وأوردوا حديثا آخر أخرجه الحافظ أبو بكر البزار عن أنس قال :( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن لله عبادا يعرفون الناس بالتوسم ).
ورواة الأحاديث من أهل العهد المدني فتكون قد صدرت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا العهد. وفيها استيحاء نبوي من الآية فيه تنويه بما يكون للإيمان من أثر في صاحبه حتى ليجعله ذا نفوذ وصدق ونظر وقول وحكم.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٧:﴿ قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ ( ٥٧ ) قَالُواْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ ( ٥٨ ) إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ ( ٥٩ ) إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ ( ٦٠ ) فَلَمَّا جَاء آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ ( ٦١ ) قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ( ١ ) ( ٦٢ ) قَالُواْ بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُواْ فِيهِ يَمْتَرُونَ ( ٢ )( ٦٣ ) وَأَتَيْنَاكَ بَالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ( ٦٤ ) فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ ( ٦٥ ) ) وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاء مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ ( ٣ ) ( ٦٦ ) وَجَاء أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ( ٤ ) ( ٦٧ ) قَالَ إِنَّ هَؤُلاء ضَيْفِي فَلاَ تَفْضَحُونِ ( ٦٨ ) وَاتَّقُوا اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ ( ٦٩ ) قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ ( ٧٠ ) قَالَ هَؤُلاء بَنَاتِي إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ ( ٧١ ) لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ( ٧٢ ) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ( ٥ ) ( ٧٣ ) فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ ( ٧٤ ) إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ( ٦ ) ( ٧٥ ) وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقيمٍ ( ٧ )( ٧٦ ) إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّلْمُؤمِنِينَ ( ٧٧ ) ﴾ [ ٥٧ – ٧٧ ].
هذه حلقة ثانية من سلسلة القصص، وقد احتوت قصة لوط وقومه ومهد لها بالمحاورة في صدد قوم لوط بين إبراهيم ورسل الله. ومعاني الآيات واضحة ومعظم ما جاء هنا قد جاء في سورة هود أيضا مع بعض الخلاف الأسلوبي الذي اقتضته حكمة التنزيل وقد علقنا على القصة في سياق تفسير سورة هود بما يغني عن التكرار.
والجديد فيها الإشارة إلى أن قوم لوط كانوا يمارون في عذاب الله الذي توعدهم به، وأن بلادهم هي على طريق معروف ففي النقطة الأولى إنذار للكفار العرب الذين كانوا يمارون مثلهم فيما كانوا يوعدون من عذاب الله ويستهزئون به. وفي الثانية تذكير لهؤلاء ببلاد قوم لوط التي هي في طريق قوافلهم والتي يشاهدون آثار تدمير الله فيها. ففي كل ذلك موعظة لمن يفكر ويتفرس في الأمور، وآية للمؤمنين. ولقد جاء هذا التذكير في آيات سورة الصافات [ ١٣٣ – ١٣٨ ] بأسلوب أكثر صراحة.
ولقد أورد الطبري وابن كثير في سياق الآية [ ٧٥ ] أحاديث نبوية منها حديث رواه الترمذي أيضا عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاء فيه :( اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ثم قرأ :﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ﴾ ١ وأوردوا حديثا آخر أخرجه الحافظ أبو بكر البزار عن أنس قال :( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن لله عبادا يعرفون الناس بالتوسم ).
ورواة الأحاديث من أهل العهد المدني فتكون قد صدرت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا العهد. وفيها استيحاء نبوي من الآية فيه تنويه بما يكون للإيمان من أثر في صاحبه حتى ليجعله ذا نفوذ وصدق ونظر وقول وحكم.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٧:﴿ قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ ( ٥٧ ) قَالُواْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ ( ٥٨ ) إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ ( ٥٩ ) إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ ( ٦٠ ) فَلَمَّا جَاء آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ ( ٦١ ) قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ( ١ ) ( ٦٢ ) قَالُواْ بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُواْ فِيهِ يَمْتَرُونَ ( ٢ )( ٦٣ ) وَأَتَيْنَاكَ بَالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ( ٦٤ ) فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ ( ٦٥ ) ) وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاء مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ ( ٣ ) ( ٦٦ ) وَجَاء أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ( ٤ ) ( ٦٧ ) قَالَ إِنَّ هَؤُلاء ضَيْفِي فَلاَ تَفْضَحُونِ ( ٦٨ ) وَاتَّقُوا اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ ( ٦٩ ) قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ ( ٧٠ ) قَالَ هَؤُلاء بَنَاتِي إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ ( ٧١ ) لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ( ٧٢ ) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ( ٥ ) ( ٧٣ ) فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ ( ٧٤ ) إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ( ٦ ) ( ٧٥ ) وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقيمٍ ( ٧ )( ٧٦ ) إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّلْمُؤمِنِينَ ( ٧٧ ) ﴾ [ ٥٧ – ٧٧ ].
هذه حلقة ثانية من سلسلة القصص، وقد احتوت قصة لوط وقومه ومهد لها بالمحاورة في صدد قوم لوط بين إبراهيم ورسل الله. ومعاني الآيات واضحة ومعظم ما جاء هنا قد جاء في سورة هود أيضا مع بعض الخلاف الأسلوبي الذي اقتضته حكمة التنزيل وقد علقنا على القصة في سياق تفسير سورة هود بما يغني عن التكرار.
والجديد فيها الإشارة إلى أن قوم لوط كانوا يمارون في عذاب الله الذي توعدهم به، وأن بلادهم هي على طريق معروف ففي النقطة الأولى إنذار للكفار العرب الذين كانوا يمارون مثلهم فيما كانوا يوعدون من عذاب الله ويستهزئون به. وفي الثانية تذكير لهؤلاء ببلاد قوم لوط التي هي في طريق قوافلهم والتي يشاهدون آثار تدمير الله فيها. ففي كل ذلك موعظة لمن يفكر ويتفرس في الأمور، وآية للمؤمنين. ولقد جاء هذا التذكير في آيات سورة الصافات [ ١٣٣ – ١٣٨ ] بأسلوب أكثر صراحة.
ولقد أورد الطبري وابن كثير في سياق الآية [ ٧٥ ] أحاديث نبوية منها حديث رواه الترمذي أيضا عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاء فيه :( اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ثم قرأ :﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ﴾ ١ وأوردوا حديثا آخر أخرجه الحافظ أبو بكر البزار عن أنس قال :( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن لله عبادا يعرفون الناس بالتوسم ).
ورواة الأحاديث من أهل العهد المدني فتكون قد صدرت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا العهد. وفيها استيحاء نبوي من الآية فيه تنويه بما يكون للإيمان من أثر في صاحبه حتى ليجعله ذا نفوذ وصدق ونظر وقول وحكم.
هذه حلقة ثانية من سلسلة القصص، وقد احتوت قصة لوط وقومه ومهد لها بالمحاورة في صدد قوم لوط بين إبراهيم ورسل الله. ومعاني الآيات واضحة ومعظم ما جاء هنا قد جاء في سورة هود أيضا مع بعض الخلاف الأسلوبي الذي اقتضته حكمة التنزيل وقد علقنا على القصة في سياق تفسير سورة هود بما يغني عن التكرار.
والجديد فيها الإشارة إلى أن قوم لوط كانوا يمارون في عذاب الله الذي توعدهم به، وأن بلادهم هي على طريق معروف ففي النقطة الأولى إنذار للكفار العرب الذين كانوا يمارون مثلهم فيما كانوا يوعدون من عذاب الله ويستهزئون به. وفي الثانية تذكير لهؤلاء ببلاد قوم لوط التي هي في طريق قوافلهم والتي يشاهدون آثار تدمير الله فيها. ففي كل ذلك موعظة لمن يفكر ويتفرس في الأمور، وآية للمؤمنين. ولقد جاء هذا التذكير في آيات سورة الصافات [ ١٣٣ – ١٣٨ ] بأسلوب أكثر صراحة.
ولقد أورد الطبري وابن كثير في سياق الآية [ ٧٥ ] أحاديث نبوية منها حديث رواه الترمذي أيضا عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاء فيه :( اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ثم قرأ :﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ﴾ ١ وأوردوا حديثا آخر أخرجه الحافظ أبو بكر البزار عن أنس قال :( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن لله عبادا يعرفون الناس بالتوسم ).
ورواة الأحاديث من أهل العهد المدني فتكون قد صدرت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا العهد. وفيها استيحاء نبوي من الآية فيه تنويه بما يكون للإيمان من أثر في صاحبه حتى ليجعله ذا نفوذ وصدق ونظر وقول وحكم.
هذه حلقة ثانية من سلسلة القصص، وقد احتوت قصة لوط وقومه ومهد لها بالمحاورة في صدد قوم لوط بين إبراهيم ورسل الله. ومعاني الآيات واضحة ومعظم ما جاء هنا قد جاء في سورة هود أيضا مع بعض الخلاف الأسلوبي الذي اقتضته حكمة التنزيل وقد علقنا على القصة في سياق تفسير سورة هود بما يغني عن التكرار.
والجديد فيها الإشارة إلى أن قوم لوط كانوا يمارون في عذاب الله الذي توعدهم به، وأن بلادهم هي على طريق معروف ففي النقطة الأولى إنذار للكفار العرب الذين كانوا يمارون مثلهم فيما كانوا يوعدون من عذاب الله ويستهزئون به. وفي الثانية تذكير لهؤلاء ببلاد قوم لوط التي هي في طريق قوافلهم والتي يشاهدون آثار تدمير الله فيها. ففي كل ذلك موعظة لمن يفكر ويتفرس في الأمور، وآية للمؤمنين. ولقد جاء هذا التذكير في آيات سورة الصافات [ ١٣٣ – ١٣٨ ] بأسلوب أكثر صراحة.
ولقد أورد الطبري وابن كثير في سياق الآية [ ٧٥ ] أحاديث نبوية منها حديث رواه الترمذي أيضا عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاء فيه :( اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ثم قرأ :﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ﴾ ١ وأوردوا حديثا آخر أخرجه الحافظ أبو بكر البزار عن أنس قال :( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن لله عبادا يعرفون الناس بالتوسم ).
ورواة الأحاديث من أهل العهد المدني فتكون قد صدرت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا العهد. وفيها استيحاء نبوي من الآية فيه تنويه بما يكون للإيمان من أثر في صاحبه حتى ليجعله ذا نفوذ وصدق ونظر وقول وحكم.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٧:﴿ قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ ( ٥٧ ) قَالُواْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ ( ٥٨ ) إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ ( ٥٩ ) إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ ( ٦٠ ) فَلَمَّا جَاء آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ ( ٦١ ) قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ( ١ ) ( ٦٢ ) قَالُواْ بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُواْ فِيهِ يَمْتَرُونَ ( ٢ )( ٦٣ ) وَأَتَيْنَاكَ بَالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ( ٦٤ ) فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ ( ٦٥ ) ) وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاء مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ ( ٣ ) ( ٦٦ ) وَجَاء أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ( ٤ ) ( ٦٧ ) قَالَ إِنَّ هَؤُلاء ضَيْفِي فَلاَ تَفْضَحُونِ ( ٦٨ ) وَاتَّقُوا اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ ( ٦٩ ) قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ ( ٧٠ ) قَالَ هَؤُلاء بَنَاتِي إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ ( ٧١ ) لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ( ٧٢ ) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ( ٥ ) ( ٧٣ ) فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ ( ٧٤ ) إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ( ٦ ) ( ٧٥ ) وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقيمٍ ( ٧ )( ٧٦ ) إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّلْمُؤمِنِينَ ( ٧٧ ) ﴾ [ ٥٧ – ٧٧ ].
هذه حلقة ثانية من سلسلة القصص، وقد احتوت قصة لوط وقومه ومهد لها بالمحاورة في صدد قوم لوط بين إبراهيم ورسل الله. ومعاني الآيات واضحة ومعظم ما جاء هنا قد جاء في سورة هود أيضا مع بعض الخلاف الأسلوبي الذي اقتضته حكمة التنزيل وقد علقنا على القصة في سياق تفسير سورة هود بما يغني عن التكرار.
والجديد فيها الإشارة إلى أن قوم لوط كانوا يمارون في عذاب الله الذي توعدهم به، وأن بلادهم هي على طريق معروف ففي النقطة الأولى إنذار للكفار العرب الذين كانوا يمارون مثلهم فيما كانوا يوعدون من عذاب الله ويستهزئون به. وفي الثانية تذكير لهؤلاء ببلاد قوم لوط التي هي في طريق قوافلهم والتي يشاهدون آثار تدمير الله فيها. ففي كل ذلك موعظة لمن يفكر ويتفرس في الأمور، وآية للمؤمنين. ولقد جاء هذا التذكير في آيات سورة الصافات [ ١٣٣ – ١٣٨ ] بأسلوب أكثر صراحة.
ولقد أورد الطبري وابن كثير في سياق الآية [ ٧٥ ] أحاديث نبوية منها حديث رواه الترمذي أيضا عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاء فيه :( اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ثم قرأ :﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ﴾ ١ وأوردوا حديثا آخر أخرجه الحافظ أبو بكر البزار عن أنس قال :( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن لله عبادا يعرفون الناس بالتوسم ).
ورواة الأحاديث من أهل العهد المدني فتكون قد صدرت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا العهد. وفيها استيحاء نبوي من الآية فيه تنويه بما يكون للإيمان من أثر في صاحبه حتى ليجعله ذا نفوذ وصدق ونظر وقول وحكم.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٧:﴿ قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ ( ٥٧ ) قَالُواْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ ( ٥٨ ) إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ ( ٥٩ ) إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ ( ٦٠ ) فَلَمَّا جَاء آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ ( ٦١ ) قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ( ١ ) ( ٦٢ ) قَالُواْ بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُواْ فِيهِ يَمْتَرُونَ ( ٢ )( ٦٣ ) وَأَتَيْنَاكَ بَالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ( ٦٤ ) فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ ( ٦٥ ) ) وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاء مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ ( ٣ ) ( ٦٦ ) وَجَاء أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ( ٤ ) ( ٦٧ ) قَالَ إِنَّ هَؤُلاء ضَيْفِي فَلاَ تَفْضَحُونِ ( ٦٨ ) وَاتَّقُوا اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ ( ٦٩ ) قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ ( ٧٠ ) قَالَ هَؤُلاء بَنَاتِي إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ ( ٧١ ) لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ( ٧٢ ) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ( ٥ ) ( ٧٣ ) فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ ( ٧٤ ) إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ( ٦ ) ( ٧٥ ) وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقيمٍ ( ٧ )( ٧٦ ) إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّلْمُؤمِنِينَ ( ٧٧ ) ﴾ [ ٥٧ – ٧٧ ].
هذه حلقة ثانية من سلسلة القصص، وقد احتوت قصة لوط وقومه ومهد لها بالمحاورة في صدد قوم لوط بين إبراهيم ورسل الله. ومعاني الآيات واضحة ومعظم ما جاء هنا قد جاء في سورة هود أيضا مع بعض الخلاف الأسلوبي الذي اقتضته حكمة التنزيل وقد علقنا على القصة في سياق تفسير سورة هود بما يغني عن التكرار.
والجديد فيها الإشارة إلى أن قوم لوط كانوا يمارون في عذاب الله الذي توعدهم به، وأن بلادهم هي على طريق معروف ففي النقطة الأولى إنذار للكفار العرب الذين كانوا يمارون مثلهم فيما كانوا يوعدون من عذاب الله ويستهزئون به. وفي الثانية تذكير لهؤلاء ببلاد قوم لوط التي هي في طريق قوافلهم والتي يشاهدون آثار تدمير الله فيها. ففي كل ذلك موعظة لمن يفكر ويتفرس في الأمور، وآية للمؤمنين. ولقد جاء هذا التذكير في آيات سورة الصافات [ ١٣٣ – ١٣٨ ] بأسلوب أكثر صراحة.
ولقد أورد الطبري وابن كثير في سياق الآية [ ٧٥ ] أحاديث نبوية منها حديث رواه الترمذي أيضا عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاء فيه :( اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ثم قرأ :﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ﴾ ١ وأوردوا حديثا آخر أخرجه الحافظ أبو بكر البزار عن أنس قال :( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن لله عبادا يعرفون الناس بالتوسم ).
ورواة الأحاديث من أهل العهد المدني فتكون قد صدرت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا العهد. وفيها استيحاء نبوي من الآية فيه تنويه بما يكون للإيمان من أثر في صاحبه حتى ليجعله ذا نفوذ وصدق ونظر وقول وحكم.
هذه حلقة ثانية من سلسلة القصص، وقد احتوت قصة لوط وقومه ومهد لها بالمحاورة في صدد قوم لوط بين إبراهيم ورسل الله. ومعاني الآيات واضحة ومعظم ما جاء هنا قد جاء في سورة هود أيضا مع بعض الخلاف الأسلوبي الذي اقتضته حكمة التنزيل وقد علقنا على القصة في سياق تفسير سورة هود بما يغني عن التكرار.
والجديد فيها الإشارة إلى أن قوم لوط كانوا يمارون في عذاب الله الذي توعدهم به، وأن بلادهم هي على طريق معروف ففي النقطة الأولى إنذار للكفار العرب الذين كانوا يمارون مثلهم فيما كانوا يوعدون من عذاب الله ويستهزئون به. وفي الثانية تذكير لهؤلاء ببلاد قوم لوط التي هي في طريق قوافلهم والتي يشاهدون آثار تدمير الله فيها. ففي كل ذلك موعظة لمن يفكر ويتفرس في الأمور، وآية للمؤمنين. ولقد جاء هذا التذكير في آيات سورة الصافات [ ١٣٣ – ١٣٨ ] بأسلوب أكثر صراحة.
ولقد أورد الطبري وابن كثير في سياق الآية [ ٧٥ ] أحاديث نبوية منها حديث رواه الترمذي أيضا عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاء فيه :( اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ثم قرأ :﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ﴾ ١ وأوردوا حديثا آخر أخرجه الحافظ أبو بكر البزار عن أنس قال :( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن لله عبادا يعرفون الناس بالتوسم ).
ورواة الأحاديث من أهل العهد المدني فتكون قد صدرت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا العهد. وفيها استيحاء نبوي من الآية فيه تنويه بما يكون للإيمان من أثر في صاحبه حتى ليجعله ذا نفوذ وصدق ونظر وقول وحكم.
هذه حلقة ثانية من سلسلة القصص، وقد احتوت قصة لوط وقومه ومهد لها بالمحاورة في صدد قوم لوط بين إبراهيم ورسل الله. ومعاني الآيات واضحة ومعظم ما جاء هنا قد جاء في سورة هود أيضا مع بعض الخلاف الأسلوبي الذي اقتضته حكمة التنزيل وقد علقنا على القصة في سياق تفسير سورة هود بما يغني عن التكرار.
والجديد فيها الإشارة إلى أن قوم لوط كانوا يمارون في عذاب الله الذي توعدهم به، وأن بلادهم هي على طريق معروف ففي النقطة الأولى إنذار للكفار العرب الذين كانوا يمارون مثلهم فيما كانوا يوعدون من عذاب الله ويستهزئون به. وفي الثانية تذكير لهؤلاء ببلاد قوم لوط التي هي في طريق قوافلهم والتي يشاهدون آثار تدمير الله فيها. ففي كل ذلك موعظة لمن يفكر ويتفرس في الأمور، وآية للمؤمنين. ولقد جاء هذا التذكير في آيات سورة الصافات [ ١٣٣ – ١٣٨ ] بأسلوب أكثر صراحة.
ولقد أورد الطبري وابن كثير في سياق الآية [ ٧٥ ] أحاديث نبوية منها حديث رواه الترمذي أيضا عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاء فيه :( اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ثم قرأ :﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ﴾ ١ وأوردوا حديثا آخر أخرجه الحافظ أبو بكر البزار عن أنس قال :( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن لله عبادا يعرفون الناس بالتوسم ).
ورواة الأحاديث من أهل العهد المدني فتكون قد صدرت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا العهد. وفيها استيحاء نبوي من الآية فيه تنويه بما يكون للإيمان من أثر في صاحبه حتى ليجعله ذا نفوذ وصدق ونظر وقول وحكم.
هذه حلقة ثانية من سلسلة القصص، وقد احتوت قصة لوط وقومه ومهد لها بالمحاورة في صدد قوم لوط بين إبراهيم ورسل الله. ومعاني الآيات واضحة ومعظم ما جاء هنا قد جاء في سورة هود أيضا مع بعض الخلاف الأسلوبي الذي اقتضته حكمة التنزيل وقد علقنا على القصة في سياق تفسير سورة هود بما يغني عن التكرار.
والجديد فيها الإشارة إلى أن قوم لوط كانوا يمارون في عذاب الله الذي توعدهم به، وأن بلادهم هي على طريق معروف ففي النقطة الأولى إنذار للكفار العرب الذين كانوا يمارون مثلهم فيما كانوا يوعدون من عذاب الله ويستهزئون به. وفي الثانية تذكير لهؤلاء ببلاد قوم لوط التي هي في طريق قوافلهم والتي يشاهدون آثار تدمير الله فيها. ففي كل ذلك موعظة لمن يفكر ويتفرس في الأمور، وآية للمؤمنين. ولقد جاء هذا التذكير في آيات سورة الصافات [ ١٣٣ – ١٣٨ ] بأسلوب أكثر صراحة.
ولقد أورد الطبري وابن كثير في سياق الآية [ ٧٥ ] أحاديث نبوية منها حديث رواه الترمذي أيضا عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاء فيه :( اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ثم قرأ :﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ﴾ ١ وأوردوا حديثا آخر أخرجه الحافظ أبو بكر البزار عن أنس قال :( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن لله عبادا يعرفون الناس بالتوسم ).
ورواة الأحاديث من أهل العهد المدني فتكون قد صدرت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا العهد. وفيها استيحاء نبوي من الآية فيه تنويه بما يكون للإيمان من أثر في صاحبه حتى ليجعله ذا نفوذ وصدق ونظر وقول وحكم.
هذه حلقة ثانية من سلسلة القصص، وقد احتوت قصة لوط وقومه ومهد لها بالمحاورة في صدد قوم لوط بين إبراهيم ورسل الله. ومعاني الآيات واضحة ومعظم ما جاء هنا قد جاء في سورة هود أيضا مع بعض الخلاف الأسلوبي الذي اقتضته حكمة التنزيل وقد علقنا على القصة في سياق تفسير سورة هود بما يغني عن التكرار.
والجديد فيها الإشارة إلى أن قوم لوط كانوا يمارون في عذاب الله الذي توعدهم به، وأن بلادهم هي على طريق معروف ففي النقطة الأولى إنذار للكفار العرب الذين كانوا يمارون مثلهم فيما كانوا يوعدون من عذاب الله ويستهزئون به. وفي الثانية تذكير لهؤلاء ببلاد قوم لوط التي هي في طريق قوافلهم والتي يشاهدون آثار تدمير الله فيها. ففي كل ذلك موعظة لمن يفكر ويتفرس في الأمور، وآية للمؤمنين. ولقد جاء هذا التذكير في آيات سورة الصافات [ ١٣٣ – ١٣٨ ] بأسلوب أكثر صراحة.
ولقد أورد الطبري وابن كثير في سياق الآية [ ٧٥ ] أحاديث نبوية منها حديث رواه الترمذي أيضا عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاء فيه :( اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ثم قرأ :﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ﴾ ١ وأوردوا حديثا آخر أخرجه الحافظ أبو بكر البزار عن أنس قال :( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن لله عبادا يعرفون الناس بالتوسم ).
ورواة الأحاديث من أهل العهد المدني فتكون قد صدرت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا العهد. وفيها استيحاء نبوي من الآية فيه تنويه بما يكون للإيمان من أثر في صاحبه حتى ليجعله ذا نفوذ وصدق ونظر وقول وحكم.
هذه حلقة ثانية من سلسلة القصص، وقد احتوت قصة لوط وقومه ومهد لها بالمحاورة في صدد قوم لوط بين إبراهيم ورسل الله. ومعاني الآيات واضحة ومعظم ما جاء هنا قد جاء في سورة هود أيضا مع بعض الخلاف الأسلوبي الذي اقتضته حكمة التنزيل وقد علقنا على القصة في سياق تفسير سورة هود بما يغني عن التكرار.
والجديد فيها الإشارة إلى أن قوم لوط كانوا يمارون في عذاب الله الذي توعدهم به، وأن بلادهم هي على طريق معروف ففي النقطة الأولى إنذار للكفار العرب الذين كانوا يمارون مثلهم فيما كانوا يوعدون من عذاب الله ويستهزئون به. وفي الثانية تذكير لهؤلاء ببلاد قوم لوط التي هي في طريق قوافلهم والتي يشاهدون آثار تدمير الله فيها. ففي كل ذلك موعظة لمن يفكر ويتفرس في الأمور، وآية للمؤمنين. ولقد جاء هذا التذكير في آيات سورة الصافات [ ١٣٣ – ١٣٨ ] بأسلوب أكثر صراحة.
ولقد أورد الطبري وابن كثير في سياق الآية [ ٧٥ ] أحاديث نبوية منها حديث رواه الترمذي أيضا عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاء فيه :( اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ثم قرأ :﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ﴾ ١ وأوردوا حديثا آخر أخرجه الحافظ أبو بكر البزار عن أنس قال :( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن لله عبادا يعرفون الناس بالتوسم ).
ورواة الأحاديث من أهل العهد المدني فتكون قد صدرت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا العهد. وفيها استيحاء نبوي من الآية فيه تنويه بما يكون للإيمان من أثر في صاحبه حتى ليجعله ذا نفوذ وصدق ونظر وقول وحكم.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٧:﴿ قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ ( ٥٧ ) قَالُواْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ ( ٥٨ ) إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ ( ٥٩ ) إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ ( ٦٠ ) فَلَمَّا جَاء آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ ( ٦١ ) قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ( ١ ) ( ٦٢ ) قَالُواْ بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُواْ فِيهِ يَمْتَرُونَ ( ٢ )( ٦٣ ) وَأَتَيْنَاكَ بَالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ( ٦٤ ) فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ ( ٦٥ ) ) وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاء مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ ( ٣ ) ( ٦٦ ) وَجَاء أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ( ٤ ) ( ٦٧ ) قَالَ إِنَّ هَؤُلاء ضَيْفِي فَلاَ تَفْضَحُونِ ( ٦٨ ) وَاتَّقُوا اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ ( ٦٩ ) قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ ( ٧٠ ) قَالَ هَؤُلاء بَنَاتِي إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ ( ٧١ ) لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ( ٧٢ ) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ( ٥ ) ( ٧٣ ) فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ ( ٧٤ ) إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ( ٦ ) ( ٧٥ ) وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقيمٍ ( ٧ )( ٧٦ ) إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّلْمُؤمِنِينَ ( ٧٧ ) ﴾ [ ٥٧ – ٧٧ ].
هذه حلقة ثانية من سلسلة القصص، وقد احتوت قصة لوط وقومه ومهد لها بالمحاورة في صدد قوم لوط بين إبراهيم ورسل الله. ومعاني الآيات واضحة ومعظم ما جاء هنا قد جاء في سورة هود أيضا مع بعض الخلاف الأسلوبي الذي اقتضته حكمة التنزيل وقد علقنا على القصة في سياق تفسير سورة هود بما يغني عن التكرار.
والجديد فيها الإشارة إلى أن قوم لوط كانوا يمارون في عذاب الله الذي توعدهم به، وأن بلادهم هي على طريق معروف ففي النقطة الأولى إنذار للكفار العرب الذين كانوا يمارون مثلهم فيما كانوا يوعدون من عذاب الله ويستهزئون به. وفي الثانية تذكير لهؤلاء ببلاد قوم لوط التي هي في طريق قوافلهم والتي يشاهدون آثار تدمير الله فيها. ففي كل ذلك موعظة لمن يفكر ويتفرس في الأمور، وآية للمؤمنين. ولقد جاء هذا التذكير في آيات سورة الصافات [ ١٣٣ – ١٣٨ ] بأسلوب أكثر صراحة.
ولقد أورد الطبري وابن كثير في سياق الآية [ ٧٥ ] أحاديث نبوية منها حديث رواه الترمذي أيضا عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاء فيه :( اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ثم قرأ :﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ﴾ ١ وأوردوا حديثا آخر أخرجه الحافظ أبو بكر البزار عن أنس قال :( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن لله عبادا يعرفون الناس بالتوسم ).
ورواة الأحاديث من أهل العهد المدني فتكون قد صدرت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا العهد. وفيها استيحاء نبوي من الآية فيه تنويه بما يكون للإيمان من أثر في صاحبه حتى ليجعله ذا نفوذ وصدق ونظر وقول وحكم.
هذه حلقة ثانية من سلسلة القصص، وقد احتوت قصة لوط وقومه ومهد لها بالمحاورة في صدد قوم لوط بين إبراهيم ورسل الله. ومعاني الآيات واضحة ومعظم ما جاء هنا قد جاء في سورة هود أيضا مع بعض الخلاف الأسلوبي الذي اقتضته حكمة التنزيل وقد علقنا على القصة في سياق تفسير سورة هود بما يغني عن التكرار.
والجديد فيها الإشارة إلى أن قوم لوط كانوا يمارون في عذاب الله الذي توعدهم به، وأن بلادهم هي على طريق معروف ففي النقطة الأولى إنذار للكفار العرب الذين كانوا يمارون مثلهم فيما كانوا يوعدون من عذاب الله ويستهزئون به. وفي الثانية تذكير لهؤلاء ببلاد قوم لوط التي هي في طريق قوافلهم والتي يشاهدون آثار تدمير الله فيها. ففي كل ذلك موعظة لمن يفكر ويتفرس في الأمور، وآية للمؤمنين. ولقد جاء هذا التذكير في آيات سورة الصافات [ ١٣٣ – ١٣٨ ] بأسلوب أكثر صراحة.
ولقد أورد الطبري وابن كثير في سياق الآية [ ٧٥ ] أحاديث نبوية منها حديث رواه الترمذي أيضا عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاء فيه :( اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ثم قرأ :﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ﴾ ١ وأوردوا حديثا آخر أخرجه الحافظ أبو بكر البزار عن أنس قال :( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن لله عبادا يعرفون الناس بالتوسم ).
ورواة الأحاديث من أهل العهد المدني فتكون قد صدرت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا العهد. وفيها استيحاء نبوي من الآية فيه تنويه بما يكون للإيمان من أثر في صاحبه حتى ليجعله ذا نفوذ وصدق ونظر وقول وحكم.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٧:﴿ قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ ( ٥٧ ) قَالُواْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ ( ٥٨ ) إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ ( ٥٩ ) إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ ( ٦٠ ) فَلَمَّا جَاء آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ ( ٦١ ) قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ( ١ ) ( ٦٢ ) قَالُواْ بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُواْ فِيهِ يَمْتَرُونَ ( ٢ )( ٦٣ ) وَأَتَيْنَاكَ بَالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ( ٦٤ ) فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ ( ٦٥ ) ) وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاء مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ ( ٣ ) ( ٦٦ ) وَجَاء أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ( ٤ ) ( ٦٧ ) قَالَ إِنَّ هَؤُلاء ضَيْفِي فَلاَ تَفْضَحُونِ ( ٦٨ ) وَاتَّقُوا اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ ( ٦٩ ) قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ ( ٧٠ ) قَالَ هَؤُلاء بَنَاتِي إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ ( ٧١ ) لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ( ٧٢ ) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ( ٥ ) ( ٧٣ ) فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ ( ٧٤ ) إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ( ٦ ) ( ٧٥ ) وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقيمٍ ( ٧ )( ٧٦ ) إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّلْمُؤمِنِينَ ( ٧٧ ) ﴾ [ ٥٧ – ٧٧ ].
هذه حلقة ثانية من سلسلة القصص، وقد احتوت قصة لوط وقومه ومهد لها بالمحاورة في صدد قوم لوط بين إبراهيم ورسل الله. ومعاني الآيات واضحة ومعظم ما جاء هنا قد جاء في سورة هود أيضا مع بعض الخلاف الأسلوبي الذي اقتضته حكمة التنزيل وقد علقنا على القصة في سياق تفسير سورة هود بما يغني عن التكرار.
والجديد فيها الإشارة إلى أن قوم لوط كانوا يمارون في عذاب الله الذي توعدهم به، وأن بلادهم هي على طريق معروف ففي النقطة الأولى إنذار للكفار العرب الذين كانوا يمارون مثلهم فيما كانوا يوعدون من عذاب الله ويستهزئون به. وفي الثانية تذكير لهؤلاء ببلاد قوم لوط التي هي في طريق قوافلهم والتي يشاهدون آثار تدمير الله فيها. ففي كل ذلك موعظة لمن يفكر ويتفرس في الأمور، وآية للمؤمنين. ولقد جاء هذا التذكير في آيات سورة الصافات [ ١٣٣ – ١٣٨ ] بأسلوب أكثر صراحة.
ولقد أورد الطبري وابن كثير في سياق الآية [ ٧٥ ] أحاديث نبوية منها حديث رواه الترمذي أيضا عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاء فيه :( اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ثم قرأ :﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ﴾ ١ وأوردوا حديثا آخر أخرجه الحافظ أبو بكر البزار عن أنس قال :( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن لله عبادا يعرفون الناس بالتوسم ).
ورواة الأحاديث من أهل العهد المدني فتكون قد صدرت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا العهد. وفيها استيحاء نبوي من الآية فيه تنويه بما يكون للإيمان من أثر في صاحبه حتى ليجعله ذا نفوذ وصدق ونظر وقول وحكم.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٧:﴿ قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ ( ٥٧ ) قَالُواْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ ( ٥٨ ) إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ ( ٥٩ ) إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ ( ٦٠ ) فَلَمَّا جَاء آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ ( ٦١ ) قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ( ١ ) ( ٦٢ ) قَالُواْ بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُواْ فِيهِ يَمْتَرُونَ ( ٢ )( ٦٣ ) وَأَتَيْنَاكَ بَالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ( ٦٤ ) فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ ( ٦٥ ) ) وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاء مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ ( ٣ ) ( ٦٦ ) وَجَاء أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ( ٤ ) ( ٦٧ ) قَالَ إِنَّ هَؤُلاء ضَيْفِي فَلاَ تَفْضَحُونِ ( ٦٨ ) وَاتَّقُوا اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ ( ٦٩ ) قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ ( ٧٠ ) قَالَ هَؤُلاء بَنَاتِي إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ ( ٧١ ) لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ( ٧٢ ) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ( ٥ ) ( ٧٣ ) فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ ( ٧٤ ) إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ( ٦ ) ( ٧٥ ) وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقيمٍ ( ٧ )( ٧٦ ) إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّلْمُؤمِنِينَ ( ٧٧ ) ﴾ [ ٥٧ – ٧٧ ].
هذه حلقة ثانية من سلسلة القصص، وقد احتوت قصة لوط وقومه ومهد لها بالمحاورة في صدد قوم لوط بين إبراهيم ورسل الله. ومعاني الآيات واضحة ومعظم ما جاء هنا قد جاء في سورة هود أيضا مع بعض الخلاف الأسلوبي الذي اقتضته حكمة التنزيل وقد علقنا على القصة في سياق تفسير سورة هود بما يغني عن التكرار.
والجديد فيها الإشارة إلى أن قوم لوط كانوا يمارون في عذاب الله الذي توعدهم به، وأن بلادهم هي على طريق معروف ففي النقطة الأولى إنذار للكفار العرب الذين كانوا يمارون مثلهم فيما كانوا يوعدون من عذاب الله ويستهزئون به. وفي الثانية تذكير لهؤلاء ببلاد قوم لوط التي هي في طريق قوافلهم والتي يشاهدون آثار تدمير الله فيها. ففي كل ذلك موعظة لمن يفكر ويتفرس في الأمور، وآية للمؤمنين. ولقد جاء هذا التذكير في آيات سورة الصافات [ ١٣٣ – ١٣٨ ] بأسلوب أكثر صراحة.
ولقد أورد الطبري وابن كثير في سياق الآية [ ٧٥ ] أحاديث نبوية منها حديث رواه الترمذي أيضا عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاء فيه :( اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ثم قرأ :﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ﴾ ١ وأوردوا حديثا آخر أخرجه الحافظ أبو بكر البزار عن أنس قال :( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن لله عبادا يعرفون الناس بالتوسم ).
ورواة الأحاديث من أهل العهد المدني فتكون قد صدرت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا العهد. وفيها استيحاء نبوي من الآية فيه تنويه بما يكون للإيمان من أثر في صاحبه حتى ليجعله ذا نفوذ وصدق ونظر وقول وحكم.
هذه حلقة ثانية من سلسلة القصص، وقد احتوت قصة لوط وقومه ومهد لها بالمحاورة في صدد قوم لوط بين إبراهيم ورسل الله. ومعاني الآيات واضحة ومعظم ما جاء هنا قد جاء في سورة هود أيضا مع بعض الخلاف الأسلوبي الذي اقتضته حكمة التنزيل وقد علقنا على القصة في سياق تفسير سورة هود بما يغني عن التكرار.
والجديد فيها الإشارة إلى أن قوم لوط كانوا يمارون في عذاب الله الذي توعدهم به، وأن بلادهم هي على طريق معروف ففي النقطة الأولى إنذار للكفار العرب الذين كانوا يمارون مثلهم فيما كانوا يوعدون من عذاب الله ويستهزئون به. وفي الثانية تذكير لهؤلاء ببلاد قوم لوط التي هي في طريق قوافلهم والتي يشاهدون آثار تدمير الله فيها. ففي كل ذلك موعظة لمن يفكر ويتفرس في الأمور، وآية للمؤمنين. ولقد جاء هذا التذكير في آيات سورة الصافات [ ١٣٣ – ١٣٨ ] بأسلوب أكثر صراحة.
ولقد أورد الطبري وابن كثير في سياق الآية [ ٧٥ ] أحاديث نبوية منها حديث رواه الترمذي أيضا عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاء فيه :( اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ثم قرأ :﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ﴾ ١ وأوردوا حديثا آخر أخرجه الحافظ أبو بكر البزار عن أنس قال :( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن لله عبادا يعرفون الناس بالتوسم ).
ورواة الأحاديث من أهل العهد المدني فتكون قد صدرت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا العهد. وفيها استيحاء نبوي من الآية فيه تنويه بما يكون للإيمان من أثر في صاحبه حتى ليجعله ذا نفوذ وصدق ونظر وقول وحكم.
الآيتان من السلسلة القصصية، وفيهما إشارة خاطفة إلى أصحاب الأيكة وانتقام الله منهم كما اقتضته حكمة التنزيل.
وأصحاب الأيكة هم أهل مدين قوم شعيب على الأرجح على ما شرحناه في سياق سورة الشعراء التي ذكروا فيها مع اسم شعيب. ومدين واقعة في جهات العقبة على طريق قوافل العرب أيضا. وقد استهدفت الآيتان تذكير العرب بنقمة الله التي حلت بأهلها، والتي يرون آثارها حينما يمرون ببلادهم نتيجة لظلمهم وإنذارا لهم.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٧٨:﴿ وَإِن كَانَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ ( ٧٨ ) فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ ( ١ ) ( ٧٩ ) ﴾ [ ٧٨ – ٧٩ ].
الآيتان من السلسلة القصصية، وفيهما إشارة خاطفة إلى أصحاب الأيكة وانتقام الله منهم كما اقتضته حكمة التنزيل.
وأصحاب الأيكة هم أهل مدين قوم شعيب على الأرجح على ما شرحناه في سياق سورة الشعراء التي ذكروا فيها مع اسم شعيب. ومدين واقعة في جهات العقبة على طريق قوافل العرب أيضا. وقد استهدفت الآيتان تذكير العرب بنقمة الله التي حلت بأهلها، والتي يرون آثارها حينما يمرون ببلادهم نتيجة لظلمهم وإنذارا لهم.
والآيات آخر حلقات السلسلة ومعانيها واضحة، وقد احتوت خبر تكذيب أصحاب الحجر لرسلهم وإعراضهم عن آيات الله وحلول عذاب الله فيهم نتيجة لذلك، دون أن يغني عنهم ما كسبوا وما نحتوا من البيوت في الجبال. وقد استهدفت – على ما هو المتبادر – تذكير كفار العرب وإنذارهم كما استهدفته الحلقات السابقة.
وأصحاب الحجر هم على الأرجح قبائل ثمود قوم صالح الذين ذكرت قصتهم مع نبيهم في سورة هود والشعراء والنمل والأعراف وغيرها ؛ لأن نحت البيوت في الجبال قد كان مما وصف به ثمود قوم صالح في سور هود والشعراء والأعراف. وبلادهم تعرف اليوم بمدائن صالح. وهي الأخرى واقعة في طريق القوافل العربية من الحجاز إلى بلاد الشام حيث تكون القصة بالأسلوب الذي جاءت به قد استهدفت تذكير كفار العرب بالدمار الرباني الذي حل بهذه البلاد والذي يشاهدونه في ذهابهم وإيابهم نتيجة لتكذيبهم لرسل الله وإعراضهم عن آياته.
هذا، ويلحظ أن حلقة القصص استهدفت في هذه السورة التذكير بالأمم التي كانت تقطن المناطق الواقعة في طريق القوافل الحجازية، والآيات تلهم أن العرب كانوا يعرفون ويعترفون بأن ما حل في هذه البلاد من التدمير الذي كانوا يشاهدون آثاره كان عذابا ربانيا ومن هنا جاء الإنذار محكما والحجة قوية. وآيات سورة الصافات [ ١٣٢ – ١٣٨ ] ذكرت صراحة :﴿ وَإِنَّ لُوطًا لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ ( ٣٣ )إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ ( ٣٤ )إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ ( ٣٥ )ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ ( ٣٦ ) )َإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ ( ٣٧ )وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ( ٣٨ ) ﴾ وفي سورة العنكبوت مثل هذه الصراحة بالنسبة لعاد وثمود :﴿ وَعَادا وثَمود وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل ﴾ [ ٣٨ ].
والآيات آخر حلقات السلسلة ومعانيها واضحة، وقد احتوت خبر تكذيب أصحاب الحجر لرسلهم وإعراضهم عن آيات الله وحلول عذاب الله فيهم نتيجة لذلك، دون أن يغني عنهم ما كسبوا وما نحتوا من البيوت في الجبال. وقد استهدفت – على ما هو المتبادر – تذكير كفار العرب وإنذارهم كما استهدفته الحلقات السابقة.
وأصحاب الحجر هم على الأرجح قبائل ثمود قوم صالح الذين ذكرت قصتهم مع نبيهم في سورة هود والشعراء والنمل والأعراف وغيرها ؛ لأن نحت البيوت في الجبال قد كان مما وصف به ثمود قوم صالح في سور هود والشعراء والأعراف. وبلادهم تعرف اليوم بمدائن صالح. وهي الأخرى واقعة في طريق القوافل العربية من الحجاز إلى بلاد الشام حيث تكون القصة بالأسلوب الذي جاءت به قد استهدفت تذكير كفار العرب بالدمار الرباني الذي حل بهذه البلاد والذي يشاهدونه في ذهابهم وإيابهم نتيجة لتكذيبهم لرسل الله وإعراضهم عن آياته.
هذا، ويلحظ أن حلقة القصص استهدفت في هذه السورة التذكير بالأمم التي كانت تقطن المناطق الواقعة في طريق القوافل الحجازية، والآيات تلهم أن العرب كانوا يعرفون ويعترفون بأن ما حل في هذه البلاد من التدمير الذي كانوا يشاهدون آثاره كان عذابا ربانيا ومن هنا جاء الإنذار محكما والحجة قوية. وآيات سورة الصافات [ ١٣٢ – ١٣٨ ] ذكرت صراحة :﴿ وَإِنَّ لُوطًا لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ ( ٣٣ )إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ ( ٣٤ )إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ ( ٣٥ )ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ ( ٣٦ ) )َإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ ( ٣٧ )وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ( ٣٨ ) ﴾ وفي سورة العنكبوت مثل هذه الصراحة بالنسبة لعاد وثمود :﴿ وَعَادا وثَمود وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل ﴾ [ ٣٨ ].
في السورة حكاية لبعض أقوال الكفار ومناظرتهم مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولفت نظر إلى عظمة الله تعالى في كونه، وتذكير بقصة آدم وإبليس، وتذكير بمصائر بعض الأمم التي يمر العرب بديارهم المدمرة، وتثبيت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم والمؤمنين وتبشير هم وإنذار ووعيد للكافرين.
وفصول السورة مترابطة وآياتها متوازنة. وهذا وذاك يلهمان أنها نزلت دفعة واحدة أو فصولا متتابعة حتى تمت، والمصحف الذي اعتمدناه يروي أن الآية [ ٨٧ ] مدنية. وانسجامها التام في السياق والموضوع يسوغ الشك في الرواية.
والآيات آخر حلقات السلسلة ومعانيها واضحة، وقد احتوت خبر تكذيب أصحاب الحجر لرسلهم وإعراضهم عن آيات الله وحلول عذاب الله فيهم نتيجة لذلك، دون أن يغني عنهم ما كسبوا وما نحتوا من البيوت في الجبال. وقد استهدفت – على ما هو المتبادر – تذكير كفار العرب وإنذارهم كما استهدفته الحلقات السابقة.
وأصحاب الحجر هم على الأرجح قبائل ثمود قوم صالح الذين ذكرت قصتهم مع نبيهم في سورة هود والشعراء والنمل والأعراف وغيرها ؛ لأن نحت البيوت في الجبال قد كان مما وصف به ثمود قوم صالح في سور هود والشعراء والأعراف. وبلادهم تعرف اليوم بمدائن صالح. وهي الأخرى واقعة في طريق القوافل العربية من الحجاز إلى بلاد الشام حيث تكون القصة بالأسلوب الذي جاءت به قد استهدفت تذكير كفار العرب بالدمار الرباني الذي حل بهذه البلاد والذي يشاهدونه في ذهابهم وإيابهم نتيجة لتكذيبهم لرسل الله وإعراضهم عن آياته.
هذا، ويلحظ أن حلقة القصص استهدفت في هذه السورة التذكير بالأمم التي كانت تقطن المناطق الواقعة في طريق القوافل الحجازية، والآيات تلهم أن العرب كانوا يعرفون ويعترفون بأن ما حل في هذه البلاد من التدمير الذي كانوا يشاهدون آثاره كان عذابا ربانيا ومن هنا جاء الإنذار محكما والحجة قوية. وآيات سورة الصافات [ ١٣٢ – ١٣٨ ] ذكرت صراحة :﴿ وَإِنَّ لُوطًا لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ ( ٣٣ )إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ ( ٣٤ )إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ ( ٣٥ )ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ ( ٣٦ ) )َإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ ( ٣٧ )وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ( ٣٨ ) ﴾ وفي سورة العنكبوت مثل هذه الصراحة بالنسبة لعاد وثمود :﴿ وَعَادا وثَمود وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل ﴾ [ ٣٨ ].
والآيات آخر حلقات السلسلة ومعانيها واضحة، وقد احتوت خبر تكذيب أصحاب الحجر لرسلهم وإعراضهم عن آيات الله وحلول عذاب الله فيهم نتيجة لذلك، دون أن يغني عنهم ما كسبوا وما نحتوا من البيوت في الجبال. وقد استهدفت – على ما هو المتبادر – تذكير كفار العرب وإنذارهم كما استهدفته الحلقات السابقة.
وأصحاب الحجر هم على الأرجح قبائل ثمود قوم صالح الذين ذكرت قصتهم مع نبيهم في سورة هود والشعراء والنمل والأعراف وغيرها ؛ لأن نحت البيوت في الجبال قد كان مما وصف به ثمود قوم صالح في سور هود والشعراء والأعراف. وبلادهم تعرف اليوم بمدائن صالح. وهي الأخرى واقعة في طريق القوافل العربية من الحجاز إلى بلاد الشام حيث تكون القصة بالأسلوب الذي جاءت به قد استهدفت تذكير كفار العرب بالدمار الرباني الذي حل بهذه البلاد والذي يشاهدونه في ذهابهم وإيابهم نتيجة لتكذيبهم لرسل الله وإعراضهم عن آياته.
هذا، ويلحظ أن حلقة القصص استهدفت في هذه السورة التذكير بالأمم التي كانت تقطن المناطق الواقعة في طريق القوافل الحجازية، والآيات تلهم أن العرب كانوا يعرفون ويعترفون بأن ما حل في هذه البلاد من التدمير الذي كانوا يشاهدون آثاره كان عذابا ربانيا ومن هنا جاء الإنذار محكما والحجة قوية. وآيات سورة الصافات [ ١٣٢ – ١٣٨ ] ذكرت صراحة :﴿ وَإِنَّ لُوطًا لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ ( ٣٣ )إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ ( ٣٤ )إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ ( ٣٥ )ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ ( ٣٦ ) )َإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ ( ٣٧ )وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ( ٣٨ ) ﴾ وفي سورة العنكبوت مثل هذه الصراحة بالنسبة لعاد وثمود :﴿ وَعَادا وثَمود وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل ﴾ [ ٣٨ ].
( ١ ) فاصفح الصفح الجميل : المتبادر أن الجملة في معنى ﴿ واهجرهم هجرا جميلا ﴾ التي شرحناها في سورة المزمل.
والمتبادر أن الآيتين جاءتا معقبتين على موقف الكفار الذي حكته الآيات السابقة لسلسلة القصص بسبيل تطمين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتثبيته وإنذار الكفار وتوكيد تحقيق ما يوعدون به. والمتبادر كذلك أن الآيات عنت بالساعة الآتية أنها من ذلك الحق الذي لم يكن عبثا من الله. وقد تكرر هذا في آيات عديدة مر بعضها في السور التي سبق تفسيرها وعلقنا عليه بما يغني عن التكرار. ولقد ذكر المفسرون أن جملة ﴿ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ﴾ نسخت بآيات القتال وقد علقنا على مثل هذا في مناسبات سابقة بما يغني عن التكرار أيضا، والجملة في مقامها قد توخت كما قلنا تثبيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الدرجة الأولى
والمتبادر أن الآيتين جاءتا معقبتين على موقف الكفار الذي حكته الآيات السابقة لسلسلة القصص بسبيل تطمين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتثبيته وإنذار الكفار وتوكيد تحقيق ما يوعدون به. والمتبادر كذلك أن الآيات عنت بالساعة الآتية أنها من ذلك الحق الذي لم يكن عبثا من الله. وقد تكرر هذا في آيات عديدة مر بعضها في السور التي سبق تفسيرها وعلقنا عليه بما يغني عن التكرار. ولقد ذكر المفسرون أن جملة ﴿ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ﴾ نسخت بآيات القتال وقد علقنا على مثل هذا في مناسبات سابقة بما يغني عن التكرار أيضا، والجملة في مقامها قد توخت كما قلنا تثبيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الدرجة الأولى
الآيات استمرار في التعقيب وفي تطمين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتسليته. فقد كرمه الله وحباه بما آتاه من المثاني السبع والقرآن العظيم. فعليه أن يستمر في دعوته إلى الله تعالى وإعلان أنه نذير للناس من قبل الله، وأن يخفض جناحه للذين آمنوا وصدقوا ويغدق عليهم عطفه وبره، وألا يبالي ولا يحزن مما يبدوا من الكفار من عناد وإعراض ولا بما يتمتع به بعضهم من المال والجاه. فما آتاه الله خير وأبقى وما أوتوه عرض زائل لا يعني رضاء الله، وإنما أوتوه باقتضاء حكمته ونواميس كونه.
تعليق على الجملة
﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ﴾
قد تعددت الروايات والأقوال في ( المثاني السبع ) فروي أنها الفاتحة استنادا إلى حديث رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاء فيه :( أم القرآن هي السبع المثاني )١. وأن تسميتها بالسبع المثاني لأنها تثنى في الصلاة فتقرأ في كل ركعة، أو لأن فيها ثناء على الله تعالى وهي سبع آيات. وروى بعضهم أنها السور السبع الطوال وأنكر بعضهم هذا القول ؛ لأن سورة الحجر نزلت قبل نزول السور السبع الطوال التي هي مدنية٢.
والمصحف الذي اعتمدناه يروي أن الآية [ ٨٧ ] التي فيها الجملة مدنية، ولعل ذلك بسبب ما روي من أن السبع المثاني هي السبع الطوال. ومعظم الأقوال تؤيد كون المقصود من الجملة سورة الفاتحة، وهو الأوجه والأرجح عندنا أيضا. ولاسيما أن السبع الطوال لم تصبح كذلك إلا بعد ترتيب القرآن آيات في سور وسورا في مصحف. وهذا إنما تم في أواخر عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؛ ولذلك فإن إنكار صرف الجملة إليها في محله، ويتبع هذا إنكار رواية مدنية الآية.
تعليق على الآية
﴿ لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ ﴾
روى ابن كثير في صدد الآية حديثا جاء فيه :( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ضافه ضيف ولم يكن عنده شيء فأرسل إلى رجل من اليهود يستلف منه دقيقا فقال : لا إلا برهن، فرجع فأخبر النبي بجوابه. فقال : أما والله إني لأمين من في السماء، وأمين من في الأرض، ولو أسلفني لأديت له، فلما خرج الرجل نزلت الآية ). والحديث ليس من الصحاح والحادث المذكور فيه مدني والآية مكية لا خلاف فيها، وهي منسجمة نظما وسياقا مع ما قبلها ومع ما بعدها. فضلا عن أن الحديث لا يتناسب مع مدى الآية. ولقد ورد في سورة طه آية مماثلة لهذه الآية وروي في سياقها نفس الحديث، وفندنا صلته بالآية كما فعلنا هنا. ولقد قال بعض المفسرين : إن في الآية نهيا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم عن تمني ما عند الكفار، ونحن نجل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن أن يدور في خاطره ذلك. وكل ما يحتمل أن يكون تعجب منه أو من بعض أصحابه من حسن حال الكفار وكثرة مالهم على كفرهم فاقتضت حكمة التنزيل تسليتهم وتطمينهم على النحو الذي شرحناه، والذي نرجو أن يكون فيه الصواب.
والتعجب من حسن حال الكفار حالة نفسانية كانت متجددة الباعث في العهد المكي بنوع خاص فضلا عن كونها كذلك في كل ظرف، وهذا ما يفسر حكمة تكرر النهي والتنبيه على ما هو المتبادر.
٢ انظر كتب تفسير الطبري وابن كثير والطبرسي والخازن والزمخشري..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨٧:﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ( ٨٧ ) لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ( ١ ) وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ ( ٨٨ ) وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ ( ٨٩ ) ﴾ [ ٨٧ – ٨٩ ].
الآيات استمرار في التعقيب وفي تطمين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتسليته. فقد كرمه الله وحباه بما آتاه من المثاني السبع والقرآن العظيم. فعليه أن يستمر في دعوته إلى الله تعالى وإعلان أنه نذير للناس من قبل الله، وأن يخفض جناحه للذين آمنوا وصدقوا ويغدق عليهم عطفه وبره، وألا يبالي ولا يحزن مما يبدوا من الكفار من عناد وإعراض ولا بما يتمتع به بعضهم من المال والجاه. فما آتاه الله خير وأبقى وما أوتوه عرض زائل لا يعني رضاء الله، وإنما أوتوه باقتضاء حكمته ونواميس كونه.
تعليق على الجملة
﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ﴾
قد تعددت الروايات والأقوال في ( المثاني السبع ) فروي أنها الفاتحة استنادا إلى حديث رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاء فيه :( أم القرآن هي السبع المثاني )١. وأن تسميتها بالسبع المثاني لأنها تثنى في الصلاة فتقرأ في كل ركعة، أو لأن فيها ثناء على الله تعالى وهي سبع آيات. وروى بعضهم أنها السور السبع الطوال وأنكر بعضهم هذا القول ؛ لأن سورة الحجر نزلت قبل نزول السور السبع الطوال التي هي مدنية٢.
والمصحف الذي اعتمدناه يروي أن الآية [ ٨٧ ] التي فيها الجملة مدنية، ولعل ذلك بسبب ما روي من أن السبع المثاني هي السبع الطوال. ومعظم الأقوال تؤيد كون المقصود من الجملة سورة الفاتحة، وهو الأوجه والأرجح عندنا أيضا. ولاسيما أن السبع الطوال لم تصبح كذلك إلا بعد ترتيب القرآن آيات في سور وسورا في مصحف. وهذا إنما تم في أواخر عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؛ ولذلك فإن إنكار صرف الجملة إليها في محله، ويتبع هذا إنكار رواية مدنية الآية.
تعليق على الآية
﴿ لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ ﴾
روى ابن كثير في صدد الآية حديثا جاء فيه :( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ضافه ضيف ولم يكن عنده شيء فأرسل إلى رجل من اليهود يستلف منه دقيقا فقال : لا إلا برهن، فرجع فأخبر النبي بجوابه. فقال : أما والله إني لأمين من في السماء، وأمين من في الأرض، ولو أسلفني لأديت له، فلما خرج الرجل نزلت الآية ). والحديث ليس من الصحاح والحادث المذكور فيه مدني والآية مكية لا خلاف فيها، وهي منسجمة نظما وسياقا مع ما قبلها ومع ما بعدها. فضلا عن أن الحديث لا يتناسب مع مدى الآية. ولقد ورد في سورة طه آية مماثلة لهذه الآية وروي في سياقها نفس الحديث، وفندنا صلته بالآية كما فعلنا هنا. ولقد قال بعض المفسرين : إن في الآية نهيا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم عن تمني ما عند الكفار، ونحن نجل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن أن يدور في خاطره ذلك. وكل ما يحتمل أن يكون تعجب منه أو من بعض أصحابه من حسن حال الكفار وكثرة مالهم على كفرهم فاقتضت حكمة التنزيل تسليتهم وتطمينهم على النحو الذي شرحناه، والذي نرجو أن يكون فيه الصواب.
والتعجب من حسن حال الكفار حالة نفسانية كانت متجددة الباعث في العهد المكي بنوع خاص فضلا عن كونها كذلك في كل ظرف، وهذا ما يفسر حكمة تكرر النهي والتنبيه على ما هو المتبادر.
٢ انظر كتب تفسير الطبري وابن كثير والطبرسي والخازن والزمخشري..
الآيات استمرار في التعقيب وفي تطمين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتسليته. فقد كرمه الله وحباه بما آتاه من المثاني السبع والقرآن العظيم. فعليه أن يستمر في دعوته إلى الله تعالى وإعلان أنه نذير للناس من قبل الله، وأن يخفض جناحه للذين آمنوا وصدقوا ويغدق عليهم عطفه وبره، وألا يبالي ولا يحزن مما يبدوا من الكفار من عناد وإعراض ولا بما يتمتع به بعضهم من المال والجاه. فما آتاه الله خير وأبقى وما أوتوه عرض زائل لا يعني رضاء الله، وإنما أوتوه باقتضاء حكمته ونواميس كونه.
تعليق على الجملة
﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ﴾
قد تعددت الروايات والأقوال في ( المثاني السبع ) فروي أنها الفاتحة استنادا إلى حديث رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاء فيه :( أم القرآن هي السبع المثاني )١. وأن تسميتها بالسبع المثاني لأنها تثنى في الصلاة فتقرأ في كل ركعة، أو لأن فيها ثناء على الله تعالى وهي سبع آيات. وروى بعضهم أنها السور السبع الطوال وأنكر بعضهم هذا القول ؛ لأن سورة الحجر نزلت قبل نزول السور السبع الطوال التي هي مدنية٢.
والمصحف الذي اعتمدناه يروي أن الآية [ ٨٧ ] التي فيها الجملة مدنية، ولعل ذلك بسبب ما روي من أن السبع المثاني هي السبع الطوال. ومعظم الأقوال تؤيد كون المقصود من الجملة سورة الفاتحة، وهو الأوجه والأرجح عندنا أيضا. ولاسيما أن السبع الطوال لم تصبح كذلك إلا بعد ترتيب القرآن آيات في سور وسورا في مصحف. وهذا إنما تم في أواخر عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؛ ولذلك فإن إنكار صرف الجملة إليها في محله، ويتبع هذا إنكار رواية مدنية الآية.
تعليق على الآية
﴿ لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ ﴾
روى ابن كثير في صدد الآية حديثا جاء فيه :( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ضافه ضيف ولم يكن عنده شيء فأرسل إلى رجل من اليهود يستلف منه دقيقا فقال : لا إلا برهن، فرجع فأخبر النبي بجوابه. فقال : أما والله إني لأمين من في السماء، وأمين من في الأرض، ولو أسلفني لأديت له، فلما خرج الرجل نزلت الآية ). والحديث ليس من الصحاح والحادث المذكور فيه مدني والآية مكية لا خلاف فيها، وهي منسجمة نظما وسياقا مع ما قبلها ومع ما بعدها. فضلا عن أن الحديث لا يتناسب مع مدى الآية. ولقد ورد في سورة طه آية مماثلة لهذه الآية وروي في سياقها نفس الحديث، وفندنا صلته بالآية كما فعلنا هنا. ولقد قال بعض المفسرين : إن في الآية نهيا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم عن تمني ما عند الكفار، ونحن نجل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن أن يدور في خاطره ذلك. وكل ما يحتمل أن يكون تعجب منه أو من بعض أصحابه من حسن حال الكفار وكثرة مالهم على كفرهم فاقتضت حكمة التنزيل تسليتهم وتطمينهم على النحو الذي شرحناه، والذي نرجو أن يكون فيه الصواب.
والتعجب من حسن حال الكفار حالة نفسانية كانت متجددة الباعث في العهد المكي بنوع خاص فضلا عن كونها كذلك في كل ظرف، وهذا ما يفسر حكمة تكرر النهي والتنبيه على ما هو المتبادر.
٢ انظر كتب تفسير الطبري وابن كثير والطبرسي والخازن والزمخشري..
المقتسمين : تعددت الأقوال في تأويلها فقيل : إنها تعني اليهود والنصارى الذين اقتسموا كتب الله حيث اختص كل منهم بشيء منها. وقيل : إنها تعني نفرا من زعماء مكة اقتسموا أبواب مكة ومداخلها ليلاقوا الوافدين عليها ويحذروهم من النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وفيها : إنها تعني الذين تقاسموا بالأيمان من المشركين والكتابيين على مخالفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وقيل : إنها تعني الذين تقاسموا بالأيمان على مخالفة الأنبياء من قبله فأنزل الله عذابه عليهم وأهلكهم. وقيل : إنها تعني رهط صالح تقاسموا على اغتياله فأهلكهم الله كما ورد في سورة النمل ١.
مهما بدا على الآيات من إشكال نظمي تحير فيه المفسرون وتعددت أقوالهم في صدد المقصود من المقتسمين وارتباط جملة ﴿ كَمَا أَنزَلْنَا ﴾ على ما شرحناه في نبذة شرح الكلمات شرحا يغني عن تكراره مرة ثانية فالمتبادر أنها بسبيل إنذار الذين وقفوا من القرآن موقف الجحود ومن النبي صلى الله عليه وآله وسلم موقف المناوأة، وتوكيد كون الله تعالى سوف يسألهم جميعا عما فعلوه ويجزيهم عليه بما يستحقون. وفيها في الوقت نفسه استمرار في تطمين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتسليته. ومن هنا تظل الصلة قائمة بينها وبين السياق السابق
مهما بدا على الآيات من إشكال نظمي تحير فيه المفسرون وتعددت أقوالهم في صدد المقصود من المقتسمين وارتباط جملة ﴿ كَمَا أَنزَلْنَا ﴾ على ما شرحناه في نبذة شرح الكلمات شرحا يغني عن تكراره مرة ثانية فالمتبادر أنها بسبيل إنذار الذين وقفوا من القرآن موقف الجحود ومن النبي صلى الله عليه وآله وسلم موقف المناوأة، وتوكيد كون الله تعالى سوف يسألهم جميعا عما فعلوه ويجزيهم عليه بما يستحقون. وفيها في الوقت نفسه استمرار في تطمين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتسليته. ومن هنا تظل الصلة قائمة بينها وبين السياق السابق
مهما بدا على الآيات من إشكال نظمي تحير فيه المفسرون وتعددت أقوالهم في صدد المقصود من المقتسمين وارتباط جملة ﴿ كَمَا أَنزَلْنَا ﴾ على ما شرحناه في نبذة شرح الكلمات شرحا يغني عن تكراره مرة ثانية فالمتبادر أنها بسبيل إنذار الذين وقفوا من القرآن موقف الجحود ومن النبي صلى الله عليه وآله وسلم موقف المناوأة، وتوكيد كون الله تعالى سوف يسألهم جميعا عما فعلوه ويجزيهم عليه بما يستحقون. وفيها في الوقت نفسه استمرار في تطمين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتسليته. ومن هنا تظل الصلة قائمة بينها وبين السياق السابق
مهما بدا على الآيات من إشكال نظمي تحير فيه المفسرون وتعددت أقوالهم في صدد المقصود من المقتسمين وارتباط جملة ﴿ كَمَا أَنزَلْنَا ﴾ على ما شرحناه في نبذة شرح الكلمات شرحا يغني عن تكراره مرة ثانية فالمتبادر أنها بسبيل إنذار الذين وقفوا من القرآن موقف الجحود ومن النبي صلى الله عليه وآله وسلم موقف المناوأة، وتوكيد كون الله تعالى سوف يسألهم جميعا عما فعلوه ويجزيهم عليه بما يستحقون. وفيها في الوقت نفسه استمرار في تطمين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتسليته. ومن هنا تظل الصلة قائمة بينها وبين السياق السابق
في الآيات أمر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بالاستمرار في الدعوة والجهر بها والقيام بالمهمة التي أمر بها دون مبالاة بالمشركين. وتطمين رباني بأنه قد كفاه شر المستهزئين به الذين يشركون مع الله غيره والذين سوف يرون سوء عاقبة كفرهم وموقفهم فلن يصل إليه أذاهم. وتسلية ربانية ثانية له، فالله يعلم أنه ليضيق صدره بما يقولون عنه وعن القرآن ويحزن منه فليهدأ روعه وليطمئن قلبه وليسبح الله ويذكره ويسجد له ويعبده ما دام حيا، ففي ذلك سكينة للقلب وطمأنينة للروح وتهدئة للنفس.
تعليق على الآية
﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾ والآيات الخمس التالية لها
ولقد روى الطبري وغيره في سياق الآية الأولى روايات تفيد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ظل مستخفيا حتى نزلت، فخرج هو وأصحابه وهذه الروايات لم ترد في كتب الصحاح. ولقد استدللنا من نصوص السور المبكرة في النزول على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جهر بالدعوة منذ نزول الوحي عليه وظل على ذلك دون انقطاع. وكل ما يمكن أن يصح هو أنه كان يلتزم جانب الحذر في الاجتماع والصلاة بأصحابه حماية لهم على ما شرحناه في سياق سورتي العلق والمزمل، وقد يكون الاستخفاء الذي ترويه الروايات هو هذا.
ولقد روى الطبري وغيره في سياق الآية الثانية أن خمسة من ذوي الأسنان والشرف في قريش كانوا أكثر المستهزئين بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم مع اختلاف في أسمائهم فلما تمادوا دعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأنزل الله الآي. وصار بعدها يومئ على واحد منهم بعد الآخر فلا تلبث أن تصيبه نازلة فتقتله. وفي رواية أن جبريل نزل فأخذ النبي يشير إليهم واحد بعد آخر فيقول له : كفيته ثم يصاب بنازلة فتقتله. وفي رواية إن الآية نزلت لتطمين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتبشيره ثم كانوا من هلكى بدر فتحققت البشرى.
والروايات لم ترد في الصحاح وقد تكون الأسماء التي ذكرت فيها ممن كانوا أشد أذى ومناوأة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم من غيرهم. ولكن روح الآيتين ومقامهما يلهمان أنهما جزء من السياق السابق، وإنهما بسبيل تثبيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبث القوة والجرأة في نفسه مع بشرى من الله عز وجل بأنه كافيه وحاميه وعاصمه من المستهزئين بصورة عامة. وهي قوية رائعة في تلقينها وتطمينها وفي الخطة الحكيمة التي أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيها بترسمها إزاء موقف الكفار وعنادهم. وجاءت خاتمة قوية للسورة التي احتوت فصولا في مواقف الكفار وأقوالهم وإنذارهم وطابع الختام بارز عليهما كما هو المتبادر. ولقد تحققت بشرى الله عز وجل لرسوله بأنه قد كفاه المستهزئين وعصمه منهم فكانت معجزة من معجزات القرآن. وذلك بما كان من عدم قدرتهم عليه رغم مؤامراتهم، ثم بما كان من انتصارهم عليهم وهزيمة الشرك الساحقة وهلاك معظم رؤساء المستهزئين والمناوئين ودخول الناس في الله أفواجا، ثم في سلامة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من المكر والكيد والمؤامرات التي عمد أولئك الرؤساء إليها ضده والتي حكاها القرآن في آية سورة الأنفال هذه :﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ( ٣٠ ) ﴾.
ونقف عند جملة ﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾ لنقول إنها كما قلنا بسبيل تثبيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الظرف الذي نزلت فيه وينبغي أخذها على هذا الاعتبار لا على اعتبار أمر الله لنبيه بإهمال المشركين وتجاوزهم. فدعوة المشركين إلى الله من مهمة النبي الأصلية. والقرآن واصل أوامره للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بمواصلة الجهد في سبيل هذه المهمة. والنبي ظل يواصلها فعلا والأمر ﴿ فَاصْدَعْ ﴾ ينطوي على وجوب هذه المواصلة بحيث يكون معنى ﴿ وَأَعْرِضْ ﴾ في مقامها ( لا تأبه بمناوأتهم ) وقد تكرر مثل هذا في المواقف المماثلة ومرت أمثلة منه في السور التي سبق تفسيرها. وبعضهم يرى أن الجملة ترك المشركين وشأنهم وأنها نسخت بآيات القتال في العهد المدني، وقد يصدق النسخ بالنسبة لمن وقف وظل يقف من الإسلام والمسلمين موقف الأذى والعدوان، وهذا ما نبهنا عليه في المناسبات السابقة أيضا
في الآيات أمر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بالاستمرار في الدعوة والجهر بها والقيام بالمهمة التي أمر بها دون مبالاة بالمشركين. وتطمين رباني بأنه قد كفاه شر المستهزئين به الذين يشركون مع الله غيره والذين سوف يرون سوء عاقبة كفرهم وموقفهم فلن يصل إليه أذاهم. وتسلية ربانية ثانية له، فالله يعلم أنه ليضيق صدره بما يقولون عنه وعن القرآن ويحزن منه فليهدأ روعه وليطمئن قلبه وليسبح الله ويذكره ويسجد له ويعبده ما دام حيا، ففي ذلك سكينة للقلب وطمأنينة للروح وتهدئة للنفس.
تعليق على الآية
﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾ والآيات الخمس التالية لها
ولقد روى الطبري وغيره في سياق الآية الأولى روايات تفيد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ظل مستخفيا حتى نزلت، فخرج هو وأصحابه وهذه الروايات لم ترد في كتب الصحاح. ولقد استدللنا من نصوص السور المبكرة في النزول على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جهر بالدعوة منذ نزول الوحي عليه وظل على ذلك دون انقطاع. وكل ما يمكن أن يصح هو أنه كان يلتزم جانب الحذر في الاجتماع والصلاة بأصحابه حماية لهم على ما شرحناه في سياق سورتي العلق والمزمل، وقد يكون الاستخفاء الذي ترويه الروايات هو هذا.
ولقد روى الطبري وغيره في سياق الآية الثانية أن خمسة من ذوي الأسنان والشرف في قريش كانوا أكثر المستهزئين بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم مع اختلاف في أسمائهم فلما تمادوا دعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأنزل الله الآي. وصار بعدها يومئ على واحد منهم بعد الآخر فلا تلبث أن تصيبه نازلة فتقتله. وفي رواية أن جبريل نزل فأخذ النبي يشير إليهم واحد بعد آخر فيقول له : كفيته ثم يصاب بنازلة فتقتله. وفي رواية إن الآية نزلت لتطمين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتبشيره ثم كانوا من هلكى بدر فتحققت البشرى.
والروايات لم ترد في الصحاح وقد تكون الأسماء التي ذكرت فيها ممن كانوا أشد أذى ومناوأة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم من غيرهم. ولكن روح الآيتين ومقامهما يلهمان أنهما جزء من السياق السابق، وإنهما بسبيل تثبيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبث القوة والجرأة في نفسه مع بشرى من الله عز وجل بأنه كافيه وحاميه وعاصمه من المستهزئين بصورة عامة. وهي قوية رائعة في تلقينها وتطمينها وفي الخطة الحكيمة التي أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيها بترسمها إزاء موقف الكفار وعنادهم. وجاءت خاتمة قوية للسورة التي احتوت فصولا في مواقف الكفار وأقوالهم وإنذارهم وطابع الختام بارز عليهما كما هو المتبادر. ولقد تحققت بشرى الله عز وجل لرسوله بأنه قد كفاه المستهزئين وعصمه منهم فكانت معجزة من معجزات القرآن. وذلك بما كان من عدم قدرتهم عليه رغم مؤامراتهم، ثم بما كان من انتصارهم عليهم وهزيمة الشرك الساحقة وهلاك معظم رؤساء المستهزئين والمناوئين ودخول الناس في الله أفواجا، ثم في سلامة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من المكر والكيد والمؤامرات التي عمد أولئك الرؤساء إليها ضده والتي حكاها القرآن في آية سورة الأنفال هذه :﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ( ٣٠ ) ﴾.
ونقف عند جملة ﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾ لنقول إنها كما قلنا بسبيل تثبيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الظرف الذي نزلت فيه وينبغي أخذها على هذا الاعتبار لا على اعتبار أمر الله لنبيه بإهمال المشركين وتجاوزهم. فدعوة المشركين إلى الله من مهمة النبي الأصلية. والقرآن واصل أوامره للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بمواصلة الجهد في سبيل هذه المهمة. والنبي ظل يواصلها فعلا والأمر ﴿ فَاصْدَعْ ﴾ ينطوي على وجوب هذه المواصلة بحيث يكون معنى ﴿ وَأَعْرِضْ ﴾ في مقامها ( لا تأبه بمناوأتهم ) وقد تكرر مثل هذا في المواقف المماثلة ومرت أمثلة منه في السور التي سبق تفسيرها. وبعضهم يرى أن الجملة ترك المشركين وشأنهم وأنها نسخت بآيات القتال في العهد المدني، وقد يصدق النسخ بالنسبة لمن وقف وظل يقف من الإسلام والمسلمين موقف الأذى والعدوان، وهذا ما نبهنا عليه في المناسبات السابقة أيضا
في الآيات أمر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بالاستمرار في الدعوة والجهر بها والقيام بالمهمة التي أمر بها دون مبالاة بالمشركين. وتطمين رباني بأنه قد كفاه شر المستهزئين به الذين يشركون مع الله غيره والذين سوف يرون سوء عاقبة كفرهم وموقفهم فلن يصل إليه أذاهم. وتسلية ربانية ثانية له، فالله يعلم أنه ليضيق صدره بما يقولون عنه وعن القرآن ويحزن منه فليهدأ روعه وليطمئن قلبه وليسبح الله ويذكره ويسجد له ويعبده ما دام حيا، ففي ذلك سكينة للقلب وطمأنينة للروح وتهدئة للنفس.
تعليق على الآية
﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾ والآيات الخمس التالية لها
ولقد روى الطبري وغيره في سياق الآية الأولى روايات تفيد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ظل مستخفيا حتى نزلت، فخرج هو وأصحابه وهذه الروايات لم ترد في كتب الصحاح. ولقد استدللنا من نصوص السور المبكرة في النزول على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جهر بالدعوة منذ نزول الوحي عليه وظل على ذلك دون انقطاع. وكل ما يمكن أن يصح هو أنه كان يلتزم جانب الحذر في الاجتماع والصلاة بأصحابه حماية لهم على ما شرحناه في سياق سورتي العلق والمزمل، وقد يكون الاستخفاء الذي ترويه الروايات هو هذا.
ولقد روى الطبري وغيره في سياق الآية الثانية أن خمسة من ذوي الأسنان والشرف في قريش كانوا أكثر المستهزئين بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم مع اختلاف في أسمائهم فلما تمادوا دعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأنزل الله الآي. وصار بعدها يومئ على واحد منهم بعد الآخر فلا تلبث أن تصيبه نازلة فتقتله. وفي رواية أن جبريل نزل فأخذ النبي يشير إليهم واحد بعد آخر فيقول له : كفيته ثم يصاب بنازلة فتقتله. وفي رواية إن الآية نزلت لتطمين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتبشيره ثم كانوا من هلكى بدر فتحققت البشرى.
والروايات لم ترد في الصحاح وقد تكون الأسماء التي ذكرت فيها ممن كانوا أشد أذى ومناوأة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم من غيرهم. ولكن روح الآيتين ومقامهما يلهمان أنهما جزء من السياق السابق، وإنهما بسبيل تثبيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبث القوة والجرأة في نفسه مع بشرى من الله عز وجل بأنه كافيه وحاميه وعاصمه من المستهزئين بصورة عامة. وهي قوية رائعة في تلقينها وتطمينها وفي الخطة الحكيمة التي أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيها بترسمها إزاء موقف الكفار وعنادهم. وجاءت خاتمة قوية للسورة التي احتوت فصولا في مواقف الكفار وأقوالهم وإنذارهم وطابع الختام بارز عليهما كما هو المتبادر. ولقد تحققت بشرى الله عز وجل لرسوله بأنه قد كفاه المستهزئين وعصمه منهم فكانت معجزة من معجزات القرآن. وذلك بما كان من عدم قدرتهم عليه رغم مؤامراتهم، ثم بما كان من انتصارهم عليهم وهزيمة الشرك الساحقة وهلاك معظم رؤساء المستهزئين والمناوئين ودخول الناس في الله أفواجا، ثم في سلامة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من المكر والكيد والمؤامرات التي عمد أولئك الرؤساء إليها ضده والتي حكاها القرآن في آية سورة الأنفال هذه :﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ( ٣٠ ) ﴾.
ونقف عند جملة ﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾ لنقول إنها كما قلنا بسبيل تثبيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الظرف الذي نزلت فيه وينبغي أخذها على هذا الاعتبار لا على اعتبار أمر الله لنبيه بإهمال المشركين وتجاوزهم. فدعوة المشركين إلى الله من مهمة النبي الأصلية. والقرآن واصل أوامره للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بمواصلة الجهد في سبيل هذه المهمة. والنبي ظل يواصلها فعلا والأمر ﴿ فَاصْدَعْ ﴾ ينطوي على وجوب هذه المواصلة بحيث يكون معنى ﴿ وَأَعْرِضْ ﴾ في مقامها ( لا تأبه بمناوأتهم ) وقد تكرر مثل هذا في المواقف المماثلة ومرت أمثلة منه في السور التي سبق تفسيرها. وبعضهم يرى أن الجملة ترك المشركين وشأنهم وأنها نسخت بآيات القتال في العهد المدني، وقد يصدق النسخ بالنسبة لمن وقف وظل يقف من الإسلام والمسلمين موقف الأذى والعدوان، وهذا ما نبهنا عليه في المناسبات السابقة أيضا
في الآيات أمر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بالاستمرار في الدعوة والجهر بها والقيام بالمهمة التي أمر بها دون مبالاة بالمشركين. وتطمين رباني بأنه قد كفاه شر المستهزئين به الذين يشركون مع الله غيره والذين سوف يرون سوء عاقبة كفرهم وموقفهم فلن يصل إليه أذاهم. وتسلية ربانية ثانية له، فالله يعلم أنه ليضيق صدره بما يقولون عنه وعن القرآن ويحزن منه فليهدأ روعه وليطمئن قلبه وليسبح الله ويذكره ويسجد له ويعبده ما دام حيا، ففي ذلك سكينة للقلب وطمأنينة للروح وتهدئة للنفس.
تعليق على الآية
﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾ والآيات الخمس التالية لها
ولقد روى الطبري وغيره في سياق الآية الأولى روايات تفيد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ظل مستخفيا حتى نزلت، فخرج هو وأصحابه وهذه الروايات لم ترد في كتب الصحاح. ولقد استدللنا من نصوص السور المبكرة في النزول على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جهر بالدعوة منذ نزول الوحي عليه وظل على ذلك دون انقطاع. وكل ما يمكن أن يصح هو أنه كان يلتزم جانب الحذر في الاجتماع والصلاة بأصحابه حماية لهم على ما شرحناه في سياق سورتي العلق والمزمل، وقد يكون الاستخفاء الذي ترويه الروايات هو هذا.
ولقد روى الطبري وغيره في سياق الآية الثانية أن خمسة من ذوي الأسنان والشرف في قريش كانوا أكثر المستهزئين بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم مع اختلاف في أسمائهم فلما تمادوا دعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأنزل الله الآي. وصار بعدها يومئ على واحد منهم بعد الآخر فلا تلبث أن تصيبه نازلة فتقتله. وفي رواية أن جبريل نزل فأخذ النبي يشير إليهم واحد بعد آخر فيقول له : كفيته ثم يصاب بنازلة فتقتله. وفي رواية إن الآية نزلت لتطمين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتبشيره ثم كانوا من هلكى بدر فتحققت البشرى.
والروايات لم ترد في الصحاح وقد تكون الأسماء التي ذكرت فيها ممن كانوا أشد أذى ومناوأة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم من غيرهم. ولكن روح الآيتين ومقامهما يلهمان أنهما جزء من السياق السابق، وإنهما بسبيل تثبيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبث القوة والجرأة في نفسه مع بشرى من الله عز وجل بأنه كافيه وحاميه وعاصمه من المستهزئين بصورة عامة. وهي قوية رائعة في تلقينها وتطمينها وفي الخطة الحكيمة التي أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيها بترسمها إزاء موقف الكفار وعنادهم. وجاءت خاتمة قوية للسورة التي احتوت فصولا في مواقف الكفار وأقوالهم وإنذارهم وطابع الختام بارز عليهما كما هو المتبادر. ولقد تحققت بشرى الله عز وجل لرسوله بأنه قد كفاه المستهزئين وعصمه منهم فكانت معجزة من معجزات القرآن. وذلك بما كان من عدم قدرتهم عليه رغم مؤامراتهم، ثم بما كان من انتصارهم عليهم وهزيمة الشرك الساحقة وهلاك معظم رؤساء المستهزئين والمناوئين ودخول الناس في الله أفواجا، ثم في سلامة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من المكر والكيد والمؤامرات التي عمد أولئك الرؤساء إليها ضده والتي حكاها القرآن في آية سورة الأنفال هذه :﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ( ٣٠ ) ﴾.
ونقف عند جملة ﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾ لنقول إنها كما قلنا بسبيل تثبيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الظرف الذي نزلت فيه وينبغي أخذها على هذا الاعتبار لا على اعتبار أمر الله لنبيه بإهمال المشركين وتجاوزهم. فدعوة المشركين إلى الله من مهمة النبي الأصلية. والقرآن واصل أوامره للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بمواصلة الجهد في سبيل هذه المهمة. والنبي ظل يواصلها فعلا والأمر ﴿ فَاصْدَعْ ﴾ ينطوي على وجوب هذه المواصلة بحيث يكون معنى ﴿ وَأَعْرِضْ ﴾ في مقامها ( لا تأبه بمناوأتهم ) وقد تكرر مثل هذا في المواقف المماثلة ومرت أمثلة منه في السور التي سبق تفسيرها. وبعضهم يرى أن الجملة ترك المشركين وشأنهم وأنها نسخت بآيات القتال في العهد المدني، وقد يصدق النسخ بالنسبة لمن وقف وظل يقف من الإسلام والمسلمين موقف الأذى والعدوان، وهذا ما نبهنا عليه في المناسبات السابقة أيضا
في الآيات أمر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بالاستمرار في الدعوة والجهر بها والقيام بالمهمة التي أمر بها دون مبالاة بالمشركين. وتطمين رباني بأنه قد كفاه شر المستهزئين به الذين يشركون مع الله غيره والذين سوف يرون سوء عاقبة كفرهم وموقفهم فلن يصل إليه أذاهم. وتسلية ربانية ثانية له، فالله يعلم أنه ليضيق صدره بما يقولون عنه وعن القرآن ويحزن منه فليهدأ روعه وليطمئن قلبه وليسبح الله ويذكره ويسجد له ويعبده ما دام حيا، ففي ذلك سكينة للقلب وطمأنينة للروح وتهدئة للنفس.
تعليق على الآية
﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾ والآيات الخمس التالية لها
ولقد روى الطبري وغيره في سياق الآية الأولى روايات تفيد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ظل مستخفيا حتى نزلت، فخرج هو وأصحابه وهذه الروايات لم ترد في كتب الصحاح. ولقد استدللنا من نصوص السور المبكرة في النزول على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جهر بالدعوة منذ نزول الوحي عليه وظل على ذلك دون انقطاع. وكل ما يمكن أن يصح هو أنه كان يلتزم جانب الحذر في الاجتماع والصلاة بأصحابه حماية لهم على ما شرحناه في سياق سورتي العلق والمزمل، وقد يكون الاستخفاء الذي ترويه الروايات هو هذا.
ولقد روى الطبري وغيره في سياق الآية الثانية أن خمسة من ذوي الأسنان والشرف في قريش كانوا أكثر المستهزئين بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم مع اختلاف في أسمائهم فلما تمادوا دعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأنزل الله الآي. وصار بعدها يومئ على واحد منهم بعد الآخر فلا تلبث أن تصيبه نازلة فتقتله. وفي رواية أن جبريل نزل فأخذ النبي يشير إليهم واحد بعد آخر فيقول له : كفيته ثم يصاب بنازلة فتقتله. وفي رواية إن الآية نزلت لتطمين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتبشيره ثم كانوا من هلكى بدر فتحققت البشرى.
والروايات لم ترد في الصحاح وقد تكون الأسماء التي ذكرت فيها ممن كانوا أشد أذى ومناوأة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم من غيرهم. ولكن روح الآيتين ومقامهما يلهمان أنهما جزء من السياق السابق، وإنهما بسبيل تثبيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبث القوة والجرأة في نفسه مع بشرى من الله عز وجل بأنه كافيه وحاميه وعاصمه من المستهزئين بصورة عامة. وهي قوية رائعة في تلقينها وتطمينها وفي الخطة الحكيمة التي أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيها بترسمها إزاء موقف الكفار وعنادهم. وجاءت خاتمة قوية للسورة التي احتوت فصولا في مواقف الكفار وأقوالهم وإنذارهم وطابع الختام بارز عليهما كما هو المتبادر. ولقد تحققت بشرى الله عز وجل لرسوله بأنه قد كفاه المستهزئين وعصمه منهم فكانت معجزة من معجزات القرآن. وذلك بما كان من عدم قدرتهم عليه رغم مؤامراتهم، ثم بما كان من انتصارهم عليهم وهزيمة الشرك الساحقة وهلاك معظم رؤساء المستهزئين والمناوئين ودخول الناس في الله أفواجا، ثم في سلامة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من المكر والكيد والمؤامرات التي عمد أولئك الرؤساء إليها ضده والتي حكاها القرآن في آية سورة الأنفال هذه :﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ( ٣٠ ) ﴾.
ونقف عند جملة ﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾ لنقول إنها كما قلنا بسبيل تثبيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الظرف الذي نزلت فيه وينبغي أخذها على هذا الاعتبار لا على اعتبار أمر الله لنبيه بإهمال المشركين وتجاوزهم. فدعوة المشركين إلى الله من مهمة النبي الأصلية. والقرآن واصل أوامره للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بمواصلة الجهد في سبيل هذه المهمة. والنبي ظل يواصلها فعلا والأمر ﴿ فَاصْدَعْ ﴾ ينطوي على وجوب هذه المواصلة بحيث يكون معنى ﴿ وَأَعْرِضْ ﴾ في مقامها ( لا تأبه بمناوأتهم ) وقد تكرر مثل هذا في المواقف المماثلة ومرت أمثلة منه في السور التي سبق تفسيرها. وبعضهم يرى أن الجملة ترك المشركين وشأنهم وأنها نسخت بآيات القتال في العهد المدني، وقد يصدق النسخ بالنسبة لمن وقف وظل يقف من الإسلام والمسلمين موقف الأذى والعدوان، وهذا ما نبهنا عليه في المناسبات السابقة أيضا
في الآيات أمر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بالاستمرار في الدعوة والجهر بها والقيام بالمهمة التي أمر بها دون مبالاة بالمشركين. وتطمين رباني بأنه قد كفاه شر المستهزئين به الذين يشركون مع الله غيره والذين سوف يرون سوء عاقبة كفرهم وموقفهم فلن يصل إليه أذاهم. وتسلية ربانية ثانية له، فالله يعلم أنه ليضيق صدره بما يقولون عنه وعن القرآن ويحزن منه فليهدأ روعه وليطمئن قلبه وليسبح الله ويذكره ويسجد له ويعبده ما دام حيا، ففي ذلك سكينة للقلب وطمأنينة للروح وتهدئة للنفس.
تعليق على الآية
﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾ والآيات الخمس التالية لها
ولقد روى الطبري وغيره في سياق الآية الأولى روايات تفيد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ظل مستخفيا حتى نزلت، فخرج هو وأصحابه وهذه الروايات لم ترد في كتب الصحاح. ولقد استدللنا من نصوص السور المبكرة في النزول على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جهر بالدعوة منذ نزول الوحي عليه وظل على ذلك دون انقطاع. وكل ما يمكن أن يصح هو أنه كان يلتزم جانب الحذر في الاجتماع والصلاة بأصحابه حماية لهم على ما شرحناه في سياق سورتي العلق والمزمل، وقد يكون الاستخفاء الذي ترويه الروايات هو هذا.
ولقد روى الطبري وغيره في سياق الآية الثانية أن خمسة من ذوي الأسنان والشرف في قريش كانوا أكثر المستهزئين بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم مع اختلاف في أسمائهم فلما تمادوا دعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأنزل الله الآي. وصار بعدها يومئ على واحد منهم بعد الآخر فلا تلبث أن تصيبه نازلة فتقتله. وفي رواية أن جبريل نزل فأخذ النبي يشير إليهم واحد بعد آخر فيقول له : كفيته ثم يصاب بنازلة فتقتله. وفي رواية إن الآية نزلت لتطمين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتبشيره ثم كانوا من هلكى بدر فتحققت البشرى.
والروايات لم ترد في الصحاح وقد تكون الأسماء التي ذكرت فيها ممن كانوا أشد أذى ومناوأة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم من غيرهم. ولكن روح الآيتين ومقامهما يلهمان أنهما جزء من السياق السابق، وإنهما بسبيل تثبيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبث القوة والجرأة في نفسه مع بشرى من الله عز وجل بأنه كافيه وحاميه وعاصمه من المستهزئين بصورة عامة. وهي قوية رائعة في تلقينها وتطمينها وفي الخطة الحكيمة التي أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيها بترسمها إزاء موقف الكفار وعنادهم. وجاءت خاتمة قوية للسورة التي احتوت فصولا في مواقف الكفار وأقوالهم وإنذارهم وطابع الختام بارز عليهما كما هو المتبادر. ولقد تحققت بشرى الله عز وجل لرسوله بأنه قد كفاه المستهزئين وعصمه منهم فكانت معجزة من معجزات القرآن. وذلك بما كان من عدم قدرتهم عليه رغم مؤامراتهم، ثم بما كان من انتصارهم عليهم وهزيمة الشرك الساحقة وهلاك معظم رؤساء المستهزئين والمناوئين ودخول الناس في الله أفواجا، ثم في سلامة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من المكر والكيد والمؤامرات التي عمد أولئك الرؤساء إليها ضده والتي حكاها القرآن في آية سورة الأنفال هذه :﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ( ٣٠ ) ﴾.
ونقف عند جملة ﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾ لنقول إنها كما قلنا بسبيل تثبيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الظرف الذي نزلت فيه وينبغي أخذها على هذا الاعتبار لا على اعتبار أمر الله لنبيه بإهمال المشركين وتجاوزهم. فدعوة المشركين إلى الله من مهمة النبي الأصلية. والقرآن واصل أوامره للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بمواصلة الجهد في سبيل هذه المهمة. والنبي ظل يواصلها فعلا والأمر ﴿ فَاصْدَعْ ﴾ ينطوي على وجوب هذه المواصلة بحيث يكون معنى ﴿ وَأَعْرِضْ ﴾ في مقامها ( لا تأبه بمناوأتهم ) وقد تكرر مثل هذا في المواقف المماثلة ومرت أمثلة منه في السور التي سبق تفسيرها. وبعضهم يرى أن الجملة ترك المشركين وشأنهم وأنها نسخت بآيات القتال في العهد المدني، وقد يصدق النسخ بالنسبة لمن وقف وظل يقف من الإسلام والمسلمين موقف الأذى والعدوان، وهذا ما نبهنا عليه في المناسبات السابقة أيضا