تفسير سورة مريم

مجاز القرآن
تفسير سورة سورة مريم من كتاب مجاز القرآن المعروف بـمجاز القرآن .
لمؤلفه أبو عبيدة معمر بن المثنى . المتوفي سنة 209 هـ

«سورة مريم عليها السلام» (١٩)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

«وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي» أي بنى العمّ من ورائي، أي قدامى وبين يدى وأمامى، قال:
أترجو بنى مروان سمعى وطاعتى... وقومى تميم والفلاة ورائيا
(٣٨٧) قال الفضل بن العبّاس بن عتبة بن أبى لهب:
مهلا بنى عمّنا مهلا موالينا... لا تظهرنّ لنا ما كان مدفونا
(١٤٩) «وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً» (٥) أي لا تلد، وكذلك لفظ المذكّر مثل الأنثى، قال عامر بن الطّفيل:
لبئس الفتى إن كنت أعور عاقرا... جبانا فما عذرى لدى كل محضر
(١١٤) «فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا» (٥) أي من عندك ولدا ووارثا وعضدا رضيّا يرثنى يرفعه قوم على الصفة، مجازه: هب لى وليا وارثا، يقولون:
ائتنى بدابة أركبها، رفع لأن معناها: ائتنى بدابة تصلح لى أن أركبها ولم يرد الشرط ومن جزمه فعلى مجاز الشريطة والمجازاة كقولك: فإنك إن وهبته لى ورثنى.
«يا زَكَرِيَّا» (٧) مجازه مجاز المختصر كأنك قلت: «فقلنا يا زكريا» وفيه ثلاث لغات: زكريّاء ممدود، وزكريّا ساكن، وزكرىّ تقديره بختىّ «١».
«مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا» «٢» (٨) كل مبالغ من كبر أو كفر أو فساد فقد عتا يعتو عتيّا.
«هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ» (٩) أي أهون.
«وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا» (١٣) أي رحمة «٣» من عندنا، قال امرؤ القيس ابن حجر الكندىّ:
ويمنحها بنو شمجى بن جرم... معيزهم حنانك ذا الحنان
«٤» [٤٩٦]
(١).. ٢- ٣ «زكريا.. بختي» : كذا فى الأصول، وقال فى اللسان: وقرأ أبو بكر عن عاصم «زكريا» ممدودا ومهموزا أيضا وقرأ حمزة والكسائي وحفص «وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا» مقصورا فى القرآن وابن سيده: وفى «زكريا» أربع لغات زكرى مثل عربى بتخفيف الياء، قال وهذا مرفوض عند سيبويه و «زكريا» مقصور و «زكريا» ممدود... إلخ. (زكر).
و «البختي» جمعه البخت بضم الياء وهى الإبل الخرسانية وانظر اللسان (بخت).
(٢).. ٤- ٥ «كل... عتيا» : رواه ابن حجر عن أبى عبيدة فى فتح الباري ٦/ ٣٣٧. [.....]
(٣). «والعرب... رحمتك» الذي ورد فى الفروق: رواه القرطبي (١١/ ٨٧) عن أبى عبيدة.
(٤).. ٤٩٦: فى ديوانه من الستة ص ١٦١ وفى الطبري ١٦/ ٣٨ والقرطبي ١١/ ٨٧ والتاج (حنن).
وقال الحطيئة:
تحنّن علىّ هداك المليك... فإن لكل مقام مقالا
«١» [٤٩٨] أي ترحم، وعامة ما يستعمل فى المنطق على لفظ الاثنين، قال طرفة العبدىّ:
أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا... حنانيك بعض الشرّ أهون من بعض
«٢» [٤٩٩]
«إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِها»
(١٦) اعتزلت وننحّت «٣».
«مَكاناً شَرْقِيًّا»
(١٦) مما يلى المشرق وهو عند العرب خير من الغربي الذي بلى المغرب. «٤»
«مَكاناً قَصِيًّا» (٢٢) أي بعيدا. «٥»
«فَأَجاءَهَا «٦» الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ» (٣٣) مجازها أفعلها من
(١). - ٤٩٨: فى الكامل ص ٣٤٨ والطبري ١٦/ ٣٨ والقرطبي ١١/ ٨٨ واللسان (حنن).
(٢). - ٤٩٩: ديوانه من الستة ص ١٨٧ والكتاب ١/ ١٤٦ والكامل ص ٣٤٨ والطبري ١٦/ ٣٨ والجمهرة ٣/ ٤٤٩ والشنتمرى ١/ ١٧٤ والقرطبي ١١/ ٨٧ واللسان والتاج (حنن).
(٣). - ٧ «اعتزلت وتنحت» : رواه ابن حجر عن أبى عبيدة فى فتح الباري ٦/ ٣٤٣.
(٤). ٨- ٩ «شَرْقِيًّا... المغرب» : رواه ابن حجر فى فتح الباري ٦/ ٣٤٣.
(٥). - ١٠ «مكانا... بعيدا» : رواه ابن حجر عن أبى عبيدة فى فتح الباري ٦/ ٣٤٣.
(٦). - ١١ «فَأَجاءَهَا» : روى ابن حجر تفسير هذه الكلمة عن أبى عبيدة فى فتح الباري ٦/ ٣٤٣.
3
جاءت هى وأجاء غيرها إليه، يقال فى المثل: شرّ ما أجاءنى إلى مخّة عرقوب «١»، وقال زهير:
وجار سار معتمدا إليكم أجاءته المخافة والرّجاء
«٢» [٥٠٠] «وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا» (٢٣) وهو ما نسى من عصا أو أداوة أو غير ذلك، قال الشّنفرى:
كأنّ لها فى الأرض نسيا تقصّه على أمّها وإن تحدّثك تبلت
«٣» [٥٠١] أي تقطع الحديث استحياء وقال الكميت:
أنجعلنا قيس لكلب بضاعة ولست بنسى فى معدّ ولا دخل
«٤» [٥٠٢] وقال دكين الفقيمىّ:
كالنّسى ملقى بالجهاد البسبس
«٥» [٥٠٣] الجهاد غلظ من الأرض.
(١). - ١ «شر.. عرقوب» : هذا المثل فى شرح ديوان زهير ص ٧٧ والطبري ١٦/ ٤٢ واللسان والتاج (جيأ)
(٢). - ٥٠٠: فى ديوانه ص ٧٧ والطبري ١٦/ ٤٢ واللسان والتاج (جيأ) والقرطبي ١١/ ٩٢.
(٣). - ٥٠١: من كلمة ٣٤ بيتا فى المفضليات رقم ٢٠ ومن الشرح ص ٢٠٠- ٢٠٧ وهو فى الكامل ص ٤٩٧ والطبري ١٦/ ٤٤ والاقتضاب ص ٤١٧ واللسان والتاج (نسا).
(٤). - ٥٠٢: فى القرطبي ١١/ ٩٣.
(٥). - ٥٠٣: «دكين» : هو دكين بن رجاء الفقيمي، راجز إسلامى له ترجمة فى السمط ص ٦٥٢. والشطر فى اللسان والتاج مع شطر قبله (نسا).
4
«سَرِيًّا» «١» (٢٤) أي نهرا، قال لبيد بن ربيعة:
فرمى بها عرض السّرىّ فغادرا مسجورة متجاورا قلّامها
«٢» [٥٠٤] مسجورة أي مملوءة، القلّام شجر يشبه القاقلّى وهو نبت.
«وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ» (٢٥) مجازه: هزّى إليك جذع النخلة، الياء من حروف الزوائد، وقال:
نضرب بالبيض ونرجو بالفرج
«٣» [٥٠٥] معناه: ونرجو الفرج.
«يسّاقط عليك» (٢٥) من جعل «يساقط» بالياء فالمعنى على الجذع ومن جعله بالتاء فالمعنى على النخلة وهى ساكنة إذا كانت فى موضع المجازات وموضع «يسّاقط» فى موضع يسقط عليك رطبا جنيّا والعرب تفعل ذلك، قال أوفى ابن مطر المازني:
تخاطأت النّبل أحشاءه وأخّر يومى فلم يعجل
«٤» [٥٠٦]
(١). - ١ «سريا أي نهرا» : رواه ابن حجر عن أبى عبيدة فى فتح الباري ٦/ ٣٤٤. [.....]
(٢). - ٥٠٤: من معلقته فى شرح العشر ص ٧٦ والطبري ١٦/ ٤٧ والجمهرة ٢/ ٣٦٢، ٣/ ١٦٣ والقرطبي ١١/ ٩٤ وفتح الباري ٦/ ٣٤٤.
(٣). - ٥٠٥: هذا الشطر لراجز من بنى جعدة وهو فى الاقتضاب ص ٤٥٨ وشواهد المغني ص ١١٤ والخزانة ٤/ ١٥٩.
(٤). - ٥٠٦: فى السمط ٤٦٥.
تخاطأت وهو فى موضع أخطأت، وقال الأعشى:
ربى كريم لا يكدّر نعمة وإذا تنوشد بالمهارق أنشدا
(٣٥٥) هو فى موضع نشد، أي سئل بالمهارق وهى الكتب، قال إمرؤ القيس:
ومثلك بيضاء العوارض طفلة لعوب تناسانى إذا قمت سربالى
«١» [٥٠٧] فى معنى تنسّينى. وقال جرير:
لولا عظام طريف «٢» ما غفرت لكم بيعى قراى ولا نسّأتكم غضبى
(٥٩) أي ما أنسأتكم لولا عظام طريف. يعنى طريف بن تميم العنبري، قتله حمصيصة الشّيبانىّ وهو ابن شراحيل.
«إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً» (٢٦) يقال لكل ممسك عن شيء من طعام أو شراب أو كلام أو عن أعراض الناس وعيبهم صائم «٣»، قال النابغة الذبيانىّ.
خيل صيام وخيل غير صائمة تحت العجاج وخيل تعلك اللجما
«٤» [٥٠٨]
(١). - ٥٠٧: ديوانه من الستة ص ١٥٣ واللسان (نسا).
(٢). ٧- ٨ «طريف.. الشيباني» : وقد ورد فى الكامل ص ٦٥٥ والجمهرة ٢/ ٣٥٨ ومعجم البلدان ٤/ ٤٠٩ والتاج (حمص).
(٣). ٩- ١٠ «لكل... صائم» : ورواه فى اللسان (صوم) عن أبى عبيدة.
(٤). - ٥٠٨: لم أجد هذا البيت فى ديوانه من الستة وهو فى الكامل ص ٤٨٣ واللسان والتاح (صوم).
«شَيْئاً فَرِيًّا» (٢٧) أي عجبا فائقا «١»، وكذلك كل شيء فائق من عجب أو عمل أو جرى فهو فرى.
«مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا» (٢٩) ول «كان» مواضع، فمنها لما مضى، ومنها لما حدث ساعته وهو: كيف نكلم من حدث فى المهد صبيا ومنها لما يجىء بعد فى موضع «يكون» والعرب تفعل ذلك، قال الشاعر:
إن يسمعوا ريبة طاروا بها فرحا منى وما يسمعوا من صالح دفنوا
«٢» (٢١٠) أي يطيروا ويدفنوا. «وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً» (٤٨/ ٤) فيما مضى والساعة، وفيما يكون ويجيء «كان» أيضا زائدة ولا تعمل فى الاسم، كقوله:
فكيف إذا رأيت ديار قوم وجيران لهم كانوا كرام
«٣» [٥٠٩] والمعنى وديار جيران كرام كانوا، و «كانوا» فضل لأنها لم تعمل فتنصب القافية، قال غيلان بن حريث الرّبعىّ:
إلى كناس كان مستعيده
[٥١٠] وكان فضل، يريد إلى كناس مستعيده. وسمعت قيس «٤» بن غالب
(١). - ١ «شيثا... فائقا» : رواه ابن حجر عن أبى عبيدة فى فتح الباري (٦/ ٣٤٣)
(٢). - ٢١٠: وقد اختلف عجز البيت فى إنشادى أبى عبيدة.
(٣). - ٥٠٩: للفرزدق: من قصيدة طويلة فى ديوانه ص ٨٣٥ وهو فى الكتاب ١/ ٢٤٩ والشنتمرى ١/ ٢٨٩ والسمط ص ٧٥٩ والقرطبي ١١/ ١٠٢ واللسان والتاج (كون) والعيني ١/ ٤٢ وشواهد المغني ص ٢٣٦ والخزانة ٤/ ٣٧.
(٤). - ١٤ «قيس... البدري» : لم أقف على ترجمته فيما رجعت إليه.
البدرىّ يقول: ولدت فاطمة «١» بنت الخرشب الكملة «٢» من بنى عبس لم يوجد كان مثلهم، أي لم يوجد مثلهم، «كان» فضل.
«كانَ بِي حَفِيًّا» (٤٧) أي متحفيا، يقال: تحفيت بفلان.
«وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا «٣» » (٥٢).
«وَاجْتَبَيْنا» (٥٨) أي اخترنا.
«وَبُكِيًّا» (٥٨) جمع باك «٤».
«لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً» (٦٢) أي هذرا وباطلا «إِلَّا سَلاماً» فالسلام ليس من الّلغو والعرب تستثنى الشيء بعد الشيء وليس منه وذلك أنها تضمر فيه، فكان مجازه: لا يسمعون فيها لغوا إلّا أنهم يسمعون سلاما، قال «٥» :
يا ابن رقيع هل لها من مغبق ما شربت بعد طوىّ الكربق
(٤٠٨)
(١). - ١ «فاطمة» : من بنى أنمار بن بغيض وهى إحدى منجبات قيس وهى أم الربيع بن زياد العبسي وهى تسير فى ظعائن من بنى عبس (انظر النقائض ص ٩٠).
(٢). - ١ «الكلمة» : كانوا أربعة والمشهور منهم هو عمارة بن زياد العبسي وأخوه الربيع وأخوه أنس الفوارس (انظر النقائض ص ١٩٣).
(٣). - ٤ «نجيا» : وقد مضى تفسيره فى آية (٨٠) من سورة يوسف. [.....]
(٤). - ٦ «وبكيا.. باك» : أخذه البخاري وقال ابن حجر (فتح الباري ٨/ ٣٢٤:
هو قول أبى عبيدة وتعقب بأن قياس جمع باك بكاة مثل قاض وقضاة وأجاب الطبري (١٦/ ٦٥) بأن أصله بكوا بالواو الثقيلة مثل قاعد وقعود فقلبت الواو لمجيئها بعد كسرة.. إلخ.
(٥). - ١٠ «قال» : القائل هو صقر بن حكيم الربعي.
من قطرة غير النجاء الأدفق
فاستثنى النجاء من قطرة الماء وليس منها، قال أبو جندب الهذلىّ:
نجا سالم والنفس منه بشدقه ولم بنج إلّا جفن سيف ومئزرا
«١» [٥١١] وليسا منه.
«هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا» (٦٥) هل تعرف له نظيرا ومثلا، إذا كان بعد هل تاء ففيها لغتان فبعضهم يبين لام «هَلْ» وبعضهم يخمدها فيقول: «هتّعلم»، كأنها أدغمت اللام فى التاء فثقّلوا التاء «٢».
«حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا» (٦٨) جميع جاث «٣»، خرج مخرج فاعل والجميع فعول، غير أنهم لا يدخلون الواو فى المعتلّ. «٤»
(١). - ٥١١: فى ديوان الهذليين ٣/ ٢٢ لحذيفة بن أنس وفى أشعار هذيل رقم ٥٦ مرة له ومرة أخرى لأبى خراش رقم ٢٩ وهو فى اللسان والتاج (جفن).
(٢). - ٥١٢: فى اللسان ٢٠/ ٣١٧.
(٣). - ٥١٣: لم أجده فيما رجعت إليه.
(٤). - ٥١٤: فى القرطبي ١١/ ١٣٣.
«عِتِيًّا» (٦٩) مصدر عتوت تعتو.
«صِلِيًّا» «١» (٧٠) مصدر «صليت تصلى» خرج مخرج فعلت فعولا ولا يظهرون فى هذا أيضا الواو.
«وَأَحْسَنُ نَدِيًّا» (٧٣) أي مجلسا والنّدى والنادي واحد «٢»، قال حاتم طيى.
ودعيت فى أولى النّدىّ ولم ينظر إلىّ بأعين خزر
«٣» [٥١٥] والجميع منها أندية، قال سلامة بن جندل:
يومان يوم مقامات وأندية ويوم سير إلى الأعداء تأويب
«٤» «٥» [٥١٦]
«أَثاثاً» (٧٤) أي متاعا وهو جيد المتاع.
«وَرِءْياً» (٧٤) وهو ما ظهر عليه ورأيته عليه.
«أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا» (٧٧) إذا استفهموا ب «رأيت»
(١). - ٢ «صليا» : قد أخذ البخاري تفسير أبى عبيدة لهذه الكلمة قال ابن حجر هو تفسير أبى عبيدة (فتح الباري ٨/ ٣٢٥).
(٢). - ٤ «نديا.. واحد» : رواه ابن حجر عن أبى عبيدة (فتح الباري ٨/ ٣٢٥).
(٣). - ٥١٥: ديوانه ص ٣٦ وفى نوادر أبى زيد ص ١٠٩ والطبري ١٦/ ٧٧.
(٤). - ٥١٦: فى ديوانه ص ٧ ومن كلمة مفضلية ص ٢٢٤- ٢٤٥ وهو فى الكامل ص ٤٦٩ والطبري ١٩/ ٢١ والقرطبي ١٤/ ٨٨ واللسان والتاج (أوب).
(٥). - ٥١٧: فى الهاشميات ص ١٠.
فمنهم من يدعها على حالها كأنه لم يعدّه أحدث فيها شيئا كما أحدث فى «يرى» فيبقى همزتها، ومنهم من يرى أنه أحدث فيها شيئا فيدع همزتها، قال أبو الأسود:
أريت امرأ كنت لم أبله... أتانى فقال اتّخذنى خليلا «١» [٥١٨]
فخاللته ثم أكرمته... فلم أستفد من لديه فتيلا
ألست حقيقا بتوديعه... وإتباع ذلك صرما جميلا
وقال المتوكّل اللّيثىّ:
أرأيت إن أهلكت مالى كلّه... وتركت مالك فيم أنت تلوم
«٢» [٥١٩]
«تَؤُزُّهُمْ أَزًّا» (٨٣) أي تهيّجهم وتغوبهم، قال رؤبة:
لا يأخذ التأفيك والتّحزّى... فينا ولا قذف العدى ذو الأزّ
«٣» [٥٢٠] العدى بضم العين الأعداء، والعدى بكسر العين الغرباء.
«إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً» (٨٥) جمع وافد.
«إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً» (٨٦) مصدر «ورد يرد».
«جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا» (٨٩) عظيما من أعظم الدّواهى، قال رؤبة:
(١). - ٥١٨: الأول فى اللسان (رأى).
(٢). - ٥١٩: المتوكل هو المتوكل بن عبد الله بن نهشل، شاعر إسلامى وهو من أهل الكوفة كان فى عصر معاوية وابنه يزيد ومدحهما. انظر أخباره فى الأغانى ١١/ ٣٧ والموشح ص ٢٢٨ والمؤتلف ص ١٧٩.
(٣). - ٥٢٠: فى ديوانه ص ٦٤ والجمهرة ١/ ١٧ واللسان والتاج (أزز). [.....]
نطح بنى أدّ رؤوس الأداد
«١» [٥٢١] وقال:
كيلا على دجوة «٢» كيلا إدّا كيلا عليه أربعين مدّا
«٣» [٥٢٢] وكذلك «إِمْراً» (١٨/ ٧١) وكذلك «شَيْئاً نُكْراً» (١٨/ ٧٥) وكذلك «شَيْئاً فَرِيًّا» (١٩/ ٢٧) عظيما من أعظم الدواهي.
«تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ» (٩٠) أي يتشققن كما يتفطر الزجاجة والحجر ويقال: فطر نابه إذا شقّ نابه.
«وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا» (٩٠) مصدر «هددت، أي سقطت فجاء مصدره صفة للجبال.
«أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً»
(٩١) وليس هو من دعاء الصوت، مجازه: أن جعلوا لله ولدا، قال الشاعر:
ألا ربّ من تدعو نصيحا وإن تغب تجده بغيب غير منتصح الصدر
«٤» [٥٢٣] وقال ابن أحمر:
(١). - ٥٢١: ديوانه ص ٤٠.
(٢). - ٣ «دجوة» : قرية بمصر على شط النيل الشرقي (معجم البلدان ٢/ ٥٥٥).
(٣). - ٥٢٢: فى الطبري ١٦/ ٨٧ واللسان (دعا).
(٤). - ٥٢٤: ديوانه من الستة ص ١٢٦.
أهوى لها مشقصا حشرا فشبرقها وكنت أدعو قذاها الإثمد القردا
«١» [٥٢٥] القرد المنقطع من الإثمد يلزم بعضه بعضا أدعو أجعل الحشر السهم الذي حشر حشرا، وهو المخفّف الرّيش ويقال للحمار: حشر، إذا كان خفيفا، وللرجل إذا كان صدعا «٢»، والصّدع: الرّبعة من الرجال.
«سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا» (٩٦) أي محبّة، وهو مصدر «وددت»، «سَيَجْعَلُ لَهُمُ» أي سيثيبهم ويرزقهم ذلك.
«قَوْماً لُدًّا» (٩٧) واحدهم: ألدّ، وهو الشديد الخصومة الذي لا يقبل الحق ويدعى الباطل، قال مهلهل:
إنّ تحت الأحجار حدّا ولينا وخصيما ألدّ ذا مغلاق
«٣» «٤» [٥٢٦]
(١). - ٥٢٥: فى الطبري ١٦/ ٨٧ الجمهرة ٣/ ٤٤٠.
(٢). - ٥ «صدعا» : قال فى اللسان (صدع) : رأيت رجلا صدعا وهو الربعة والربعة أي مربوع الخلق لا بالطويل ولا بالقصير.
(٣). - ٥٢٦: فى الكامل ص ٢٥ واللسان والتاج (غلق) ومن كلمة ١٥ بيتا فى العيني ٤/ ٢١٢، وقال المبرد، ويروى «مغلاق» فمن روى ذلك فتأويله أنه يغلق الحجة على الخصم، ومن قال «ذا معلان» فإنما يريد أنه إذا علق خصما لم يتخلص منه.
(٤). - ٥٢٧: لامرئ القيس، ديوانه من الستة ص ١٣٦ وفى الجمهرة ٧/ ٢٦٣، ٣/ ٣٩١.
ويروى مغلاق الحجة عن أبى عبيدة وقال رؤبة:
أسكت أجراس القروم الألواد الضّيغميّات العظام الألداد
«١» [٥٢٨]
« [رِكْزاً] » (٩٨) الركز: الصوت الخفي والحركة كركز الكتيبة «٢»، قال لبيد:
فتوجّست ركز الأنيس فرابها عن ظهر غيب والأنيس سقامها
«٣» «٤» [٥٢٩]
(١). - ٥٢٨: ديوانه ص ٤١.
(٢). - ٣ «كركز الكتيبة» نقل القرطبي (١١/ ١٦٢) تفسير أبى عبيدة هذا.
(٣). - ٥٢٩: من معلقته فى شرح العشر ص ٤٢ وهو فى الطبري ١٦/ ٨٩ والقرطبي ١١/ ١٦٢.
(٤). - ٥٣٠: لم أجده فيما رجعت إليه.
Icon