تفسير سورة مريم

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم
تفسير سورة سورة مريم من كتاب الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم .
لمؤلفه الكَازَرُوني . المتوفي سنة 923 هـ

ﭓﭔﭕﭖﭗ ﭙﭚﭛﭜﭝ ﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬ ﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺ ﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄ ﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑ ﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠ ﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯ ﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟ ﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘ ﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠ ﭢﭣﭤﭥﭦﭧ ﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱ ﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼ ﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈ ﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑ ﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛ ﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧ ﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚ ﯜﯝﯞﯟﯠﯡ ﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯ ﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺ ﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣ ﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯ ﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻ ﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇ ﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐ ﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜ ﮞﮟﮠﮡﮢﮣ ﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭ ﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙ ﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬ ﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶ ﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃ ﰅﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍﰎﰏﰐ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜ ﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥ
لما نهى الشَّرك الخفيّ أعقبه بقصَّة من كان يُخفي مناجاته حذَرًا من ذلك، وذكر ما أنعم الله عليه بسبب ذلك فقال: ﴿ كۤهيعۤصۤ ﴾: كمـــا مـــرَّ، هذا المتلوُّ ﴿ ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ ﴾: مفعول الرحمة.
﴿ زَكَرِيَّآ * إِذْ نَادَىٰ ﴾: دَعَا ﴿ رَبَّهُ نِدَآءً ﴾: دُعَاءً ﴿ خَفِيّاً ﴾: للإخلاص ﴿ قَالَ رَبِّ إِنَّي وَهَنَ ﴾: ضعفَ ﴿ ٱلْعَظْمُ مِنِّي ﴾: وهو دعامةُ البدن فغيره أولى ﴿ وَٱشْتَعَلَ ٱلرَّأْسُ ﴾: منَّي ﴿ شَيْباً ﴾: شبه بالنار في بياضه وإنارته ثم باشتعالها في انتشاره في الشَّعر، و أسند إلى ما كان الشعر مبالغة.
﴿ وَلَمْ أَكُنْ ﴾: قبل.
﴿ بِدُعَآئِكَ رَبِّ شَقِيّاً ﴾: خائباً، بل كنت مجاباً، وهذا الذي أطعمني فيه.
﴿ وَإِنِّي خِفْتُ ٱلْمَوَالِيَ ﴾: عصبتي، أن لا يحسنوا الخلافة.
﴿ مِن وَرَآءِى ﴾: بعد موتي، إذْ كانو من الشرار.
﴿ وَكَانَتِ ٱمْرَأَتِي عَاقِراً ﴾: لا تلدُ ﴿ فَهَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ﴾: مخترعا منك بلا سبب.
﴿ وَلِيّاً ﴾: من صُلْبي ﴿ يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ﴾: بن إسحاق، أو أخي زكريا، أو عمران، يرث العلم والنبوة، إذا النبيُّ لا يورثُ، ب " من " في الثاني لنبوة بعضهم ﴿ وَٱجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً ﴾: مرضيا عند الكلِّ فأجابه وقال: ﴿ يٰزَكَرِيَّآ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلاَمٍ ٱسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً ﴾: شبيها إذا ما هم بمعصية أو لم يُسَمَّ به أحد.
﴿ قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ ﴾: كيف.
﴿ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَكَانَتِ ٱمْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ ٱلْكِبَرِ عِتِيّاً ﴾: يبسا في المفاصل، يعني: أَتهبني مع الشيخوخة والفقر، أو تردنا إلى حالة أُخْرى ﴿ قَالَ ﴾: المبشر: نهبك ﴿ كَذٰلِكَ ﴾: بلا تغيير.
﴿ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ﴾: يسير.
﴿ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً ﴾: أفهم أن المعدوم ليس بشيء.
﴿ قَالَ رَبِّ ٱجْعَل لِيۤ آيَةً ﴾: علامةً لوقوعه ﴿ قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ ٱلنَّاسَ ثَلاَثَ لَيَالٍ ﴾: مع أيامها.
﴿ سَوِيّاً ﴾: في الخلق بلا نحو خَس أوْ: كاملاتٍ، فلمَّا حملت أصبح لا يقدر على التكلم مع قدرته على قراءة التوراة.
﴿ فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنَ ٱلْمِحْرَابِ ﴾: مصلاه أو غرفته.
﴿ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُواْ بُكْرَةً وَعَشِيّاً ﴾: أشار إليهم.
﴿ أَن سَبِّحُواْ ﴾: صلُّوا ﴿ بُكْرَةً وَعَشِيّاً ﴾: طرفي النهار، ولما وهب وبلغ الفهم قال الله تعالى له: ﴿ يٰيَحْيَىٰ خُذِ ٱلْكِتَابَ ﴾: التوراة.
﴿ بِقُوَّةٍ ﴾: بجد.
﴿ وَآتَيْنَاهُ ٱلْحُكْمَ ﴾: النبوة أو الحكمة وفهم التوراة.
﴿ صَبِيّاً ﴾: له سبع سنين أو ثلاث.
﴿ و ﴾: آتيناه.
﴿ حَنَاناً ﴾: رحمة.
﴿ مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً ﴾: طهارة من المعاصي.
﴿ وَكَانَ تَقِيّاً ﴾: ما أذنب وما همَّ بذَنْبٍ ﴿ وَ ﴾: كان ﴿ بَرّاً ﴾: كثير البر.
﴿ بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّاراً ﴾: متكبراً ﴿ عَصِيّاً ﴾: عاصيا.
﴿ وَسَلاَمٌ ﴾: من الله.
﴿ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ ﴾: من مس الشيطان.
﴿ وَيَوْمَ يَمُوتُ ﴾: من عذاب القبر.
﴿ وَيَوْمَ يُبْعَثُ ﴾: من أهوال القيامة.
﴿ حَياً ﴾: خصها لأنها أوْحشَ أحوالنا ﴿ وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ ﴾: القرآن، قصَّة ﴿ مَرْيَمَ إِذِ ٱنتَبَذَتْ ﴾: دون القوم ﴿ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِياً ﴾: من المسجد الآقصى للعبادة ﴿ فَٱتَّخَذَتْ مِن دُونِهِم ﴾: دون القوم ﴿ حِجَاباً ﴾: استترت منهم لتغتسل من الحيض.
﴿ فَأَرْسَلْنَآ إِلَيْهَآ رُوحَنَا ﴾: جبريل.
﴿ فَتَمَثَّلَ لَهَا ﴾: بعد لبسها ثيابها ﴿ بَشَراً ﴾: إنسانا.
﴿ سَوِيّاً ﴾: تامًّا تمثل شابًّا أمرد لتستأنس به ﴿ قَالَتْ إِنِّيۤ أَعُوذُ بِٱلرَّحْمَـٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً ﴾: فكيف إذا لم تتق.
﴿ قَالَ ﴾: جبريل.
﴿ إِنَّمَآ أَنَاْ رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ ﴾: لأتسبب في هبة الله لك.
﴿ غُلاَماً زَكِيّاً ﴾: طاهرا و لا يلزم منه نبوتها، فإنه ليس وحي رسالة فيمكن في غير النبي وكذا قال مقاتل في أم موسى إنها أوحى إليها جبريل ﴿ قَالَتْ أَنَّىٰ ﴾: كيف.
﴿ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي ﴾: يباشرني.
﴿ بَشَرٌ ﴾: ناكحا.
﴿ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً ﴾: زانية ولا تاءَ فيه لأنه مبالغة أو نسبة، وفيه ما في قصة زكريا.
﴿ قَالَ ﴾: يبهك الولد ﴿ كَذٰلِكَ ﴾: بلا مس بشر ﴿ قَالَ رَبُّكِ هُوَ ﴾: وهب غلام بلا أبٍ ﴿ عَلَيَّ هَيِّنٌ ﴾: يسير.
﴿ وَ ﴾: نهبك ﴿ لِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلْنَّاسِ ﴾: على الكمال قدرتنا.
﴿ وَرَحْمَةً مِّنَّا ﴾: على العباد بهدايته.
﴿ وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً ﴾: في علم الله تعالى، فنفخ في جيبها بحيث وَصلتْ فرجها ﴿ فَحَمَلَتْهُ ﴾: ثمانية أشهر إرهاصًا لعيسى إذ لا يعيشُ مولود ثمانية أشهر ﴿ فَٱنْتَبَذَتْ ﴾: اعتزلت به ملتبسةً بالحمل ﴿ مَكَاناً قَصِيّاً ﴾: بعيداً، مخافة أن لا يعيش ﴿ فَأَجَآءَهَا ﴾: جاء لها أو ألجأها.
﴿ ٱلْمَخَاضُ ﴾: وجع الولادة ﴿ إِلَىٰ جِذْعِ ٱلنَّخْلَةِ ﴾: لتعتمد عليه في الولادة.
﴿ قَالَتْ ﴾: استحياءً ومخافةً ﴿ يٰلَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَـٰذَا ﴾: الأمر.
﴿ وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً ﴾: شيئا شأنه أن يُنسى، أو ما يرمى بهِ ﴿ فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَآ ﴾: عيسى أو جبريل إذ كان كالقابلة لها ﴿ أَلاَّ تَحْزَنِي ﴾: سلاها بظهور معجزتين يلان على عصمتها ﴿ قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً ﴾: نهراً أو سيدا.
﴿ وَهُزِّىۤ ﴾: أميلي.
﴿ إِلَيْكِ بِجِذْعِ ﴾: جذع ﴿ ٱلنَّخْلَةِ تُسَاقِطْ ﴾: تتساقط النخلة.
﴿ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً ﴾: غضَّا، كانت نخلة يابسة بلا رأسٍ فلمَّا هزتها أثمرت في غير أوانه.
﴿ فَكُلِي ﴾: من الرطب.
﴿ وَٱشْرَبِي ﴾: من النهر أو عصيره.
﴿ وَقَرِّي عَيْناً ﴾: طيبي نفسك من القر البرد، فإن دَمعة السرور باردة ﴿ فَإِمَّا تَرَيِنَّ ﴾: إن ترى ﴿ مِنَ ٱلبَشَرِ أَحَداً ﴾: يسألك عن ولدك.
﴿ فَقُولِيۤ إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَـٰنِ صَوْماً ﴾: وكان يجب الصَّمت فيه، أو صمتا ﴿ فَلَنْ أُكَلِّمَ ٱلْيَوْمَ إِنسِيّاً ﴾: أي: بعد ذلك، أو قولي بالاشارة، فإن ولدك يكفيهم جوابــــا.
﴿ فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ﴾: فلما رأوه.
﴿ قَالُواْ يٰمَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً ﴾: بديعاً منكراً ﴿ يٰأُخْتَ هَارُونَ ﴾: جَدّها فهو مثل: يا أخا تميم، أو صالح من بني إسرائيل تبع جنازته أربعون ألفا كلهم يسمى هارون سوى سائر الناس، أي، يا أخته صلاحا.
﴿ مَا كَانَ أَبُوكِ ٱمْرَأَ سَوْءٍ ﴾: زانيا.
﴿ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً ﴾: زانية.
﴿ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ﴾: إلى عيسى أن كلموهُ ﴿ قَالُواْ كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَان ﴾: وجد.
﴿ فِي ٱلْمَهْدِ صَبِيّاً * قَالَ ﴾: عيسى.
﴿ إِنِّي عَبْدُ ٱللَّهِ آتَانِيَ ٱلْكِتَابَ ﴾: الإنجيل، قيل: درسه في بطن أمه أو التوراة.
﴿ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً * وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً ﴾: نفَّاعًا ﴿ أَيْنَ ﴾: حيث ﴿ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي ﴾: أمرني.
﴿ بِٱلصَّلاَةِ وَٱلزَّكَاةِ ﴾: إن ملكت شيئا أو تطهير النفس.
﴿ مَا دُمْتُ حَيّاً ﴾: وتأخير التكليف في غيره إلى البلوغ لترقب عقله، وهو ولد تام العقل، بل قيل: استنبئ حينئيذ ﴿ وَ ﴾: جعلني ﴿ بَرّاً ﴾: بارا ﴿ بِوَٰلِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً ﴾: متكبرا ﴿ شَقِيّاً ﴾: عاصياً ﴿ وَٱلسَّلاَمُ ﴾: عرَّفه للعهد، ولا يضر كونُ الاول من الله لاتحادهما ماهيَّةً ﴿ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُّ ﴾: من مسِّ الشيطان ﴿ وَيَوْمَ أَمُوتُ ﴾: من سوء الخاتمة ﴿ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً ﴾: من أهوال القيامة ﴿ ذٰلِكَ ﴾: الموصوف.
﴿ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ ﴾: لا كما يصفه النصارى ﴿ قَوْلَ ﴾: كلمة.
﴿ ٱلْحَقِّ ٱلَّذِي فِيهِ يَمْتُرُونَ ﴾: عند اليهود ساحر، وعند النصارى أبن الله ﴿ مَا كَانَ للَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ ﴾: تنزيهه عن ذلك.
﴿ إِذَا قَضَىٰ أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴾: فبليحتاج في اتخاذ ولد إلى إحبال أنثى.
﴿ وَإِنَّ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ هَـٰذَا ﴾: الطريق ﴿ صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴾: فسر مرة ﴿ فَٱخْتَلَفَ ٱلأَحْزَابُ ﴾: اليهود والنصارى، أو فرق النصارى كما مرَّ ﴿ مِن بَيْنِهِمْ ﴾: بين الناس.
﴿ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن مَّشْهَد ﴾: شهود هول.
﴿ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾: القيامة.
﴿ أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ ﴾: ما أسمعهم وما أبصرهم ﴿ يَوْمَ يَأْتُونَنَا ﴾: ولا ينفعهم حينئذ.
﴿ يَأْتُونَنَا لَـٰكِنِ ٱلظَّالِمُونَ ٱلْيَوْمَ فِي ﴾: الدنيا.
﴿ ضَلاَلٍ مُّبِينٍ ﴾: لا يسمعون الحق ولا يبصرونه.
﴿ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ ٱلْحَسْرَةِ ﴾: للمسيء على الإساءة، والمحسن على الإحسان.
﴿ إِذْ قُضِيَ ٱلأَمْرُ ﴾: أمر القيامة.
﴿ وَهُمْ ﴾: الآن.
﴿ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ * إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ ٱلأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَ ﴾ بفناء كلهم وبقائنا.
﴿ وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ﴾: للجزاء،
﴿ وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ ﴾: القرآن قصَّة ﴿ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً ﴾: ملازما للصدق كثير التصديق ﴿ نَّبِيّاً * إِذْ قَالَ لأَبِيهِ يٰأَبَتِ ﴾: ما سماه استعطافاً ﴿ لِمَ تَعْبُدُ مَا لاَ يَسْمَعُ وَلاَ يُبْصِرُ وَلاَ يُغْنِي ﴾: يدفع ﴿ عَنكَ شَيْئاً ﴾: من المكارة أو لا ينفعك.
﴿ يٰأَبَتِ إِنِّي قَدْ جَآءَنِي مِنَ ٱلْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ ﴾: لم يصف نفسه بالعلم وأباه بالجهل رفقا ﴿ فَٱتَّبِعْنِيۤ أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً ﴾: مستقيما ﴿ يٰأَبَتِ لاَ تَعْبُدِ ﴾: لا تطع.
﴿ ٱلشَّيْطَانَ إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ عَصِيّاً ﴾: وتابعُ العاصي عاص ﴿ يٰأَبَتِ إِنِّيۤ أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ ٱلرَّحْمَـٰنِ ﴾: مع كثرة رحمته.
﴿ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً ﴾: قريناً في اللعن أو العذاب ﴿ قَالَ ﴾: أبوه: ﴿ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يٰإِبْرَاهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ ﴾: عن مقالتك فيها ﴿ لأَرْجُمَنَّكَ ﴾: بالحجارة، أو لأشتمنك فاحذري.
﴿ وَٱهْجُرْنِي مَلِيّاً ﴾: زماناً طويلاً ﴿ قَالَ ﴾: إبراهيم: ﴿ سَلاَمٌ عَلَيْكَ ﴾: سلامُ متاركة.
﴿ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّيۤ ﴾: ليوفقك لموجب المغفرة.
﴿ إِنَّهُ ﴾ تعالى ﴿ كَانَ بِي حَفِيّاً ﴾: بليغ البر.
﴿ وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ ﴾: تعبدون ﴿ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَأَدْعُو ﴾: أعبد.
﴿ رَبِّي عَسَىۤ أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَآءِ رَبِّي شَقِيّاً ﴾: خائبا كخيبتكم بدعاء آلهتكم ﴿ فَلَمَّا ٱعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ ﴾: وهاجرو إلى الشام ﴿ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ ﴾: ابنه ﴿ وَيَعْقُوبَ ﴾: ابن ابنه، خصهما بالذكر ليذكر إسماعيل بفضله منفرداً.
﴿ وَكُلاًّ ﴾: منهما.
﴿ جَعَلْنَا نَبِيّاً * وَوَهَبْنَا لَهْم مِّن رَّحْمَتِنَا ﴾: النبوة وغيرها.
﴿ وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً ﴾: ثناء حسنا في كل ملل عني باللسان ما يوجد به.
﴿ وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ ﴾: قصَّة ﴿ مُوسَىٰ إِنَّهُ كَانَ مُخْلِصاً ﴾: اخلصناه لعبادتنا، وبالكسر ظاهر.
﴿ وَكَانَ رَسُولاً ﴾: هو من يأتيه الملكُ بوحي الرّسالة ﴿ نَّبِيّاً ﴾: هو من أوحي أليه ولو في النوم، أخّره مع أنه أعم لإفادة إنباءه بكل مَا أمر ﴿ وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ ٱلأَيْمَنِ ﴾: الذي على يمين موسى أو من اليمن ﴿ وَقَرَّبْنَاهُ ﴾: تقريب تشريف ﴿ نَجِيّاً ﴾: مُناجياً بتكليمه أو مرتفعا، إذ رفع فوق السموات فسمع صرير الأقلام ﴿ وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَآ أَخَاهُ هَارُونَ ﴾: أي: مؤازرته إجابة لدعائه.
﴿ نَبِيّاً * وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ ﴾: قصَّة ﴿ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ ٱلْوَعْدِ ﴾: قال: ستجدني الخ فوفي به ﴿ وَكَانَ رَسُولاً ﴾: إلى جُرْهُم ﴿ نَّبِيّاً ﴾: مرَّ بيانهما وعلى القول الأصحّ لا إنكار ﴿ وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِٱلصَّـلاَةِ وَٱلزَّكَـاةِ ﴾: اشتغالاً بالأهم فالأهم أو قومه.
﴿ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً * وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ ﴾: قصةِ ﴿ إِدْرِيسَ ﴾: أوَّل من خطَّ وعلم النجوم والسحاب، وخاط ولبس المخيط وأخذ السلاج وغزا ﴿ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيَّاً * وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً ﴾: النبوة أو السماء أو الجنة بعد أن أذيق الموت وأُحْيىَ ﴿ أُولَـٰئِكَ ﴾: المذكورين.
﴿ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّيْنَ مِن ذُرِّيَّةِ ءَادَمَ ﴾: يعني إدريس ﴿ وَمِن ﴾: ذُرية ﴿ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ ﴾: في سفينته، يعني أبراهيم، فإنه من سام.
﴿ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ ﴾: يعني إسماعيل و إسحاق.
﴿ وَإِسْرَائِيلَ ﴾: يعقوب، يعني موسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى.
﴿ وَمِن ﴾: جملة.
﴿ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا ﴾: إلى الحق.
﴿ وَٱجْتَبَيْنَآ ﴾: للنبوة.
﴿ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ ٱلرَّحْمَـٰنِ خَرُّواْ ﴾: سقطوا ﴿ سُجَّداً وَبُكِيّاً ﴾: باكين، في الحديث" اقرءوا القرأن وابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا "﴿ فَخَلَفَ ﴾: عقب وجاء.
﴿ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ ﴾: يعني العقب السوء وبفتح اللام ضده ﴿ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَٰوةَ ﴾: تركًا وتأخيرا ﴿ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِ فَسَوْفَ يَلْقَونَ غَيّاً ﴾: شرًّا أو واديا في جهنم تستعيذ منه أوديتها.
﴿ إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ ﴾: ينقصون ﴿ شَيْئاً ﴾: من ثوابهم.
﴿ جَنَّاتِ ﴾: بدل من الجنة ﴿ عَدْنٍ ٱلَّتِي وَعَدَ ٱلرَّحْمَـٰنُ عِبَادَهُ ﴾: جمع عابد.
﴿ بِٱلْغَيْبِ ﴾: غائبين عنه أو عنها ﴿ إِنَّهُ ﴾: تعالى ﴿ كَانَ وَعْدُهُ ﴾: موعدوه ﴿ مَأْتِيّاً ﴾: مفعولا، أو آتيا.
﴿ لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً ﴾: فضول الكلام.
﴿ إِلاَّ سَلاَماً ﴾: دُعاءٌ بالسلامة من الملائكة فإنَّ ظاهرة لغو، وحقيقته إكرام أو مثل: أو عيب فيهم فيهم غير أن سيوفهم   ............ إلى آخره. أو بمعنى لكن.
﴿ وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً ﴾: على التمثيل بعادة الدنيا أو دائما.
﴿ تِلْكَ ٱلْجَنَّةُ ٱلَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً ﴾: من الشرك يرثونها من الكفار، ولما أبطأ جبريل بعدها سئل صلى الله عليه وسلّم عن الروح وغيره كما مَّر أشتكى إليه فقرأ.
﴿ وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا ﴾: أمر الدنيا أو الأرض ﴿ وَمَا خَلْفَنَا ﴾: أمر الآخرة أو السماء.
﴿ وَمَا بَيْنَ ذٰلِكَ ﴾: بين النفختين أو الهواء ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً ﴾: تاركا لك، هو ﴿ رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَٱعْبُدْهُ وَٱصْطَبِرْ ﴾: اصبر.
﴿ لِعِبَادَتِهِ ﴾: ولا تتضيق من بطء الوحي.
﴿ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً ﴾: مثلاً أو أحدا سُمَّي بالله فإنهم لم يسموا به أصنامهم قط،
﴿ وَيَقُولُ ٱلإِنسَانُ ﴾: إنكارا كأُبَّي بن خَلَف ﴿ أَءِذَا مَا ﴾: صلة.
﴿ مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً ﴾: من الأرض.
﴿ أَوَلاَ يَذْكُرُ ﴾: يتفكر.
﴿ ٱلإِنسَٰنُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً ﴾: فإعادته اهون.
﴿ فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَٱلشَّيَاطِينَ ﴾: كل مع شيطانة في سلسلة.
﴿ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً ﴾: قعودا على الركب، والظاهر أنهم يساقون جثيا في الموقف إليه لقوله﴿ وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أمَّةٍ تُدْعَىٰ إِلَىٰ كِتَابِهَا ٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾لَنَنزِعَنَّ }: لنخرجن.
﴿ مِن كُلِّ شِيعَةٍ ﴾: أمة شاعت دينا.
﴿ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ عِتِيّاً ﴾: جرأة ومعصية، أي: ينزع الأعصى فالأعصى فيطرح فيها.
﴿ ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِٱلَّذِينَ هُمْ أَوْلَىٰ بِهَا صِلِيّاً ﴾: احتراقا فلا نظلمهم.
﴿ وَإِن ﴾: ما ﴿ مِّنكُمْ ﴾: أحد ﴿ إِلاَّ وَارِدُهَا ﴾: جهنم وُرُوْد مرور ويكون على المؤمن برْداً وسلاَماً ويمر بها دون الكافر، وفسر بالصراط.
﴿ كَانَ ﴾: ورودهم ﴿ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْماً ﴾: واجبا.
﴿ مَّقْضِيّاً ﴾: عليكم ﴿ ثُمَّ نُنَجِّي ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ ﴾: الكفر ﴿ وَّنَذَرُ ٱلظَّالِمِينَ ﴾: الكافرين.
﴿ فِيهَا جِثِيّاً ﴾: كما كانوا كيف لا.
﴿ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَٰتٍ ﴾: واضحات الإعجاز ﴿ قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَيُّ ٱلْفَرِيقَيْنِ ﴾: منا ومنكم.
﴿ خَيْرٌ مَّقَاماً ﴾: مكانا.
﴿ وَأَحْسَنُ نَدِيّاً ﴾: مَجْلسا تفاخروا بحظوظ الدنيا.
﴿ وَكَمْ ﴾: كثيرا.
﴿ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّن قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً ﴾: متاع البيت.
﴿ وَرِءْياً ﴾: عيئة فلم ينفعهم ﴿ قُلْ مَن كَانَ فِي ٱلضَّلَـٰلَةِ ﴾: الكفر ﴿ فَلْيَمْدُدْ لَهُ ﴾: ليمهله بالتمتعات.
﴿ ٱلرَّحْمَـٰنُ مَدّاً ﴾: لقطع معاذيره.
﴿ حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ إِمَّا ٱلعَذَابَ ﴾: في الدينا ﴿ وَإِمَّا ٱلسَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ ﴾: حينئذٍ ﴿ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضْعَفُ جُنداً ﴾: فيه.
﴿ وَيَزِيدُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱهْتَدَواْ هُدًى ﴾: وهو خير مما أعطى الكفرة كما دل عليه.
﴿ وَٱلْبَاقِيَاتُ ٱلصَّالِحَاتُ ﴾: فُسّرت مرة.
﴿ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَّرَدّاً ﴾: مرجعا، هذا مثل: الصيف أحر من الشتاء.
﴿ أَفَرَأَيْتَ ﴾: أخبر بقصة.
﴿ ٱلَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا ﴾: عاص بن وائل إذ طلب خباب حقه منه فاستهزأ.
﴿ وَقَالَ لأُوتَيَنَّ ﴾: حين أبعث.
﴿ مَالاً وَوَلَداً ﴾: فأعطيكه، وبضم الواو جمع أو لغة فيه.
﴿ أَطَّلَعَ ٱلْغَيْبَ ﴾: فعلم أن يئتي ﴿ أَمِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحْمَـٰنِ عَهْداً ﴾: أن يؤتيه حينئذ ﴿ كَلاَّ ﴾: ليس كما تصور.
﴿ سَنَكْتُبُ ﴾: سننتقم منه أنتقام من يكتب ﴿ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ ﴾: نُطَوّل ﴿ لَهُ مِنَ ٱلْعَذَابِ مَدّاً ﴾: أو مضاعفة ﴿ وَنَرِثُهُ ﴾: بموته.
﴿ مَا يَقُولُ ﴾: من المال والولد ﴿ وَيَأْتِينَا ﴾: ﴿ فَرْداً ﴾: في القيامة بلا شيء.
﴿ وَٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُواْ لَهُمْ عِزّاً ﴾: يتعززون بـشفاعتهم.
﴿ كَلاَّ سَيَكْفُرُونَ ﴾: آلهتهم.
﴿ بِعِبَادَتِهِمْ ﴾: يجحدونها.
﴿ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً ﴾: أعداء يقولون ربنا عذب من عبدنا ﴿ أَلَمْ تَرَ ﴾: للتعجب.
﴿ أَنَّآ أَرْسَلْنَا ﴾: سلطنا.
﴿ ٱلشَّيَاطِينَ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ ﴾: أي: خليناهم وإياهم.
﴿ تَؤُزُّهُمْ ﴾: تحركهم إلى المعاصي ﴿ أَزّاً * فَلاَ تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ ﴾: بطلب عقوبتهم ﴿ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ ﴾: ايام آجالهم.
﴿ عَدّاً ﴾: جزاء أو أنفاسهم للفناء اذكر.
﴿ يَوْمَ نَحْشُرُ ٱلْمُتَّقِينَ إِلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ وَفْداً ﴾: راكبين ﴿ وَنَسُوقُ ٱلْمُجْرِمِينَ ﴾: سوق البهائم ﴿ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْداً ﴾: عطاشٍا ﴿ لاَّ يَمْلِكُونَ ﴾: أطلق المدلول للقسمين ﴿ ٱلشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَنِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحْمَـٰنِ عَهْداً ﴾: هو كلمة التوحيد ﴿ وَقَالُواْ ﴾: المجرمون.
﴿ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَلَداً * لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً ﴾: عظيمــًا منكــــراً ﴿ تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرْنَ ﴾: يتشققن.
﴿ مِنْهُ ﴾: من هذا القول المجذب لغضب الله تعالى بتخريبهما لولا حِلْمهُ ﴿ وَتَنشَقُّ ٱلأَرْضُ وَتَخِرُّ ٱلْجِبَالُ هَدّاً ﴾: تهد، أي: تكسر مهدودة أي: مكسورة لأجل.
﴿ أَن دَعَوْا ﴾: نسبوا.
﴿ لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَداً * وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَـٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً ﴾: أفادَ بالرحمن أن كل ما عداه نعمة أو مُنعم عليه فلا تجانس فيتخذ منهم ول ﴿ إِن ﴾: ما ﴿ كُلُّ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ إِلاَّ آتِي ٱلرَّحْمَـٰنِ عَبْداً ﴾: يأوي إليه بالعبودية والانقياد، وبُيّنَ في الفاتحة ﴿ لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ ﴾: أحَاطَ بهم علمًا ﴿ وَعَدَّهُمْ ﴾: شخصاً ونفساً وغيرهما ﴿ عَدّاً * َكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فَرْداً ﴾: عن الاتباع.
﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وُدّاً ﴾: في القلوب بلا سعيهم السين لنزولها بمكة حين كانوا ممقوتين أوفي القيامة ﴿ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ ﴾: القرآن ملتبسا.
﴿ بِلِسَانِكَ ﴾: لغتك.
﴿ لِتُبَشِّرَ بِهِ ٱلْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً ﴾: أشد الخصومة.
﴿ وَكَمْ ﴾: كثيرا.
﴿ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّن قَرْنٍ ﴾: أمة.
﴿ هَلْ تُحِسُّ ﴾: تجد.
﴿ مِنْهُمْ مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً ﴾: صوتا خفيا فليعتبروا، وتركيب ركز للخفاء - والله أعْلَمُ بالصواب واليه المرجعُ والمآب.
Icon