تفسير سورة القصص

مجاز القرآن
تفسير سورة سورة القصص من كتاب مجاز القرآن .
لمؤلفه أبو عبيدة . المتوفي سنة 210 هـ

﴿ ط ﴾ ساكن لأنه جرى مجرى فواتح سائر السور اللواتي مجازهن مجاز حروف التهجي ومجاز موضعه في المعنى مجاز ابتداء فواتح سائر السور.
﴿ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ ﴾ مجازها : هذه آيات القرآن بمنزلة قوله :﴿ أَلم ذلِكَ الْكِتَابُ ﴾ مجازه : هذا القرآن وقد فرغنا من تلخيصه في موضعه وفي غير موضعٍ.
﴿ مِنْ نَبَإ مُوسَى ﴾ أي من خبر موسى قال الربيع بن زياد العبسي :
إِنِّي أَرِقْتُ فلم أُغمِّضَ حارِ جَزَعاً من النباء الجَليل السَّاري
جزعاً أي فزعاً.
﴿ إنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِي الْأَرْضِ ﴾ أي عظم وشرف وغلب عليها وطغى.
﴿ وجَعَلَ أَهْلَهَا شَيِعاً ﴾ أي فرقاً متفرقين، قال الأعشى :
وبَلدةٍ يَكرَه الجوَّابُ دُلْجَتَها حتى تراه عليها يبتغي الشِّيَعا
أي الأصحاب والجماعات في تفرقة.
﴿ وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ ﴾ ومجازه مجاز المختصر الذي فيه ضمير كقولك : هذا قرة عين لي ولك وعلى هذا التفسير وقعت ﴿ قرة عين ﴾.
﴿ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمُّ مُوسَى فَارِغاً ﴾ مجازه : فارغاً من الحزن لعلها أنه لم يغرق منه قولهم دمِ فرغٌ أي لا قود فيه ولا دية فيه.
﴿ وَقَالَتْ لأَخْتِهِ قُصِّيِه ﴾ أي ابتغي إثره، يقال : قصصت آثار القوم.
﴿ فَبَصُرَتْ بِه عَنْ جُنُبٍ ﴾ وأبصرته لغتان، عن جنب عن بعد وتجنب، ويقال : ما تأتينا إلا عن جنب وعن جنابة، قال علقمة بن عبدة :
فَلاَ تَحْرِمَنّي مني نائلاً عن جنابةٍ فإني امرؤ وَسْط القِباب غريبُ
وقال الحطيئة :
واللهِ يا مَعْشَرٌ لاَمُوا امرءًا جنباً ***في آل لأي شمَّاسٍ لأَكياسِ
﴿ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ ﴾ أي يضمونه.
﴿ بَلَغَ أَشُدَّهُ ﴾ بلغ أي انتهى وموضع أشد موضع جميع ولا واحد له من لفظه. قال الفراء والكسائي واحد الأشد شد على فعل وأفعل مثل بحر وأبحر، أشده مضعف مشدد.
﴿ واسْتَوَى ﴾ أي استحكم وتمّ.
﴿ فَوَكَزَهُ مُوسَى ﴾ بمنزلة لهزه في صدره يجمع كفه، فهو اللكز واللهز.
﴿ فَقَضَى عَلَيْهِ ﴾ أي فقتله وأتى على نفسه.
﴿ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً ﴾ أي معيناً خائفاً.
﴿ يَتَرَقَّبُ ﴾ أي ينتظر.
﴿ فَإذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ ﴾ مجازه فإذا ذلك الذي كان استنصر هذا يستصرخه أي يستصرخ الذي كان بالأمس استنصره وهو من الصارخ يقال : يآل بني فلان يا صاحباه.
﴿ أَنْ يَبْطِشَ بالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا ﴾ الطاء مكسورة ومضمومة لغتان.
﴿ إِنَّ الَمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ ﴾ مجازه يهمون بك ويتوامرون فيك ويتشاورون فيك ويرتئون، قال النمر بن تولب :
أَرَى النَّاسَ قد أحدثوا شِيمة وفي كل حادثة يُؤتمَرْ
وقال ربيعة بن جشم النمري :
أَحار بن عمرو كأني خَمِرْ ويعدو على المرءِ ما يأتَمْر
ما يأتمر : ما يرى لنفسه فيرى أنه رشد فربما كان هلاكه من ذلك.
﴿ وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ ﴾ مجازه : نحو مدين ولا تنصرف مدين لأنها اسم مؤنثة، ويقال : فعل ذلك من تلقاء نفسه ودار فلان تلقاء دار فلان.
﴿ سَوَاءَ السَّبِيل ﴾ مجازه قصد السبيل ووسطه قال :
حتى أُغيَّب في سواء المُلحَدِ ***
وهو مفتوح ممدود.
﴿ وَجَدَ عَلَيِه أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقونَ ﴾ أي جماعة.
﴿ تَذودَانِ ﴾ مجازه : تمنعان وتردان وتطردان قال جرير :
وقد سلبتْ عصاكَ بنُو تميم فما تدري بأي عَصاً تذود
وقال سعيد بن كراع :
أبيتُ على باب القَوافي كأنما أذود بها سِرباً من الوحش نُزَّعا
ويروى الحوش، والحوش إبل الجنِّ يزعمون أنها تضربه في المهربة والعمانية فمن ثم هي هكذا.
﴿ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ﴾ أي ما أمركما وحالكما وشأنكما، قال :
يا عجباً ما خطبه وخطبي
﴿ عَلَى أَنْ تأَجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ ﴾ مجازه من الإجارة وهي أجر العمل يقال : أجرت أجبري أي أعطيته أجره ويفعل منها : " يأجر " تقديره أكل يأكل ومنه قول الناس : أجرك الله وهو يأجرك أي أثابك الله.
﴿ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ ﴾ أي الغايتين والشرطين ومجازه أي الأجلين و " ما " من حروف الزوائد في كلام العرب قال عباس بن مرداس :
فأبىّ ما وأيك كان شرّاً فقيد إلى المقامة لا يراها
﴿ فَلاَ عُدْوَانَ عَلَيَّ ﴾ وهومن العدا والتعدي والعدو واحد كله وهو الظلم.
﴿ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَاراً ﴾ أي أبصر، قال :
آنس خربانَ فَضاءٍ فانكدرْ دانَى جَناحيه من الطور فمَرّْ
الطور : الجبل.
﴿ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ ﴾ أي قطعة غليظة من الحطب ليس فيها لهبٌ وهي مثل الجذمة من أصل الشجرة وجماعها الجذاء، قال ابن مقبل :
باتتْ حَواطبُ ليْلى يلتمسن لها جَزْلَ الجِذا غيرَ خَوَّارٍ ولا دَعِرِ
﴿ شَاطِئ الْوَادِ الْأَيْمَنِ ﴾ شط الوادي وهو ضفة الوادي وعدوته وعدوتا وعدوتاه، ومنه شط السنام لنصفه.
﴿ تَهْتَزُّ كأنَّهَا جَانٌّ ﴾ وفي آية أخرى :﴿ فإذا هِيَ حَيّةٌ تَسْعَى ﴾ فالحيات أجناس فيها الجان وغير ذلك والأفَعى والحفاث ومجازها كأنها جان من الحيات ومجاز الأخرى فإذا هي حية من الجان.
﴿ وَلَمْ يُعَقِّبْ ﴾ أي لم يرجع يقال : عقب على ما كان فرده أي رجع عليه.
﴿ اسْلُكْ يَدَكَ فيِ جَيْبِكَ ﴾ مجازه : أدخل وهما لغتان سلكته وأسلكته وقد فسرناه فوق هذا.
﴿ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ ﴾ أي من غير برص.
﴿ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ ﴾ أي يدك. و ﴿ الرَّهْبِ ﴾ مثل الرهبة ومعناهما الخوف والفرق.
﴿ فَذَانِّكَ بُرْهَانَانِ ﴾ واحدهما برهان وهو البيان يقال : هات على ما تقول ببرهان ونون قوله ﴿ فذانّك ﴾ مشددة لأنها أشد مبالغة منه إذا خففتها وقد يخفف في الكلام.
وقوله :﴿ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً ﴾ لأن موسى كانت في لسانه عقدة ويقال للفرس والبعير إذا كان صافي الصهيل وصافي الهدير : إنه لفصيح الصهيل وإنه لفصيح الهدير.
﴿ رِدْءًا ﴾ أي معيناً، ويقال : قد أردأت فلاناً على عدوه وعلى ضيعته أي أكنفته وأعنته أي صرت له كنفاً.
﴿ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ ﴾ أي سنقويك به ونعينك به يقال إذا أعز رجل رجلاً ومنعه : قد شد فلان على عضد فلان وهو من عاضدته على أمره أي عاونته وآزرته عليه.
قال ابن مقبل :
عاضدتها بعَنودٍ غير مُعْتَلَثٍ كأنه وَقفُ عاجٍ باتَ مكنونا
معتلث يعني القدح، العنود : السهم، والمعتلث : تكون السهام من قنا فيكون فيها السهم من غير قنأ، فذاك المعتلث وكذاك الخشب، وقف عاج : موقف فيه طرائق من حسنه والمعتلث يقال : امتلث وافتلث واسم علاثة مشتق منه، وفلان يأكل العليث إذا أكل خبز الشعير والحنطة، وافتلث واعتلث واحد وهو المختلط يعني قوساً أنه عاضدها بسهم.
﴿ إنْ هَذا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرىً ﴾ مجازه : ما هذا إلا سحر مفترى يقال إذا افتعل الرجل من قبله شيئاً : افتريته.
﴿ عاَقِبَةُ الدَّارِ ﴾ وعاقبة الأمر أي آخره.
الصرح ﴿ صَرْحَاً ﴾ البناء والقصر، قال الشاعر :
بهن نَعام بناها الرجا ل تحسب أعلامهن الصُّروحا
﴿ فَأَخَدْنَاهُ وَجُنوَدهُ ﴾ أي فجمعناه وجنوده.
﴿ فَنَبَذْنَاهُمْ فيِ الْيَمِّ ﴾ أي فألقيناهم في البحر فأهلكناهم وغرقناهم قال العجاج :
كبازخِ اليمِّ زهاه اليمُّ ***
وقال أبو الأسود الدؤلي :
نظرتُ إلى عُنوانه فنبذتُه كنبذك نعلاً أَطْلَقْت من نِعالكا
﴿ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إلَى النَّارِ ﴾ والإمام يكون في الخير وفي الشر
﴿ أَتْبَعْنَاُهمْ ﴾ مجازه ألزمناهم.
﴿ مِنَ المَقْبُوحِينَ ﴾ مجازه : المهلكين.
﴿ بِجَانِبِ الْغَرْبيِّ ﴾ وهو حيث تغرب الشمس والنجوم والقمر.
﴿ وَلكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُوناً ﴾ أي خلقنا قروناً أي أمماً.
﴿ الْعُمُر ﴾ والعمر واحد وهما لغتان وهما مثل الضعف والضعف والمكث والمكث.
﴿ ثَاوِيِاً في أَهْلِ مَدْيَنَ ﴾ أي مقيماً، قال الأعشى :
أَثوَى وقصّر ليلة ليزوَّدا فمضت وأخلف من قُتَيلة موعِدا
ويروى أثوى الثوى الصيف، قال العجاج :
فبات حتى يدخل الثَّوِىُّ مُجرَمِزاً وليلُه قَسِيُّ
﴿ وَلَوْلاَ أَنْ تصِيبَهُمْ مُصِيبةٌ ﴾ وهي من كل نقِمة وعذاب، نقمة بكسر القاف :﴿ بِمَا قَدَّمَت أَيْدِيهِمْ ﴾ مجازه : بما كانوا اكتسبوا وليس هاهنا.
﴿ لَوْلاَ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً ﴾ مجازه هلاّ، وفي آية أخرى :﴿ لَوْلاَ أُوتِيَ ﴾ مجازه : هلا أوتي.
﴿ سَاحِرَانِ تَظَاهَرَا ﴾ أي تعاونا.
﴿ فَإن لَّمْ يَسْتَجِيُبوا لَكَ ﴾ مجازه : فإن لم يجيبوك، وقال الغنوي :
وداعٍ دعايَا مَنْ يُجيب إلى النَّدى ***فلم يستجْبه عند ذاك مجيبُ
﴿ وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ ﴾ أي أتمناه، قال :
جعلت عِمامتي صلةً لحبلى ***
وقال الأخطل :
فقلْ لِبني مَرْوان ما بال ذِمةٍ وحبلٍ ضعيفٍ لا يزال يوصَّل
﴿ وَإذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ ﴾ أي يقرأ عليهم.
﴿ وَيَدْرَءونَ بِالَحْسَنَةِ السّيِّئَةِ ﴾ مجازه : يدفعون السيء بالحسن.
﴿ وإَذا سَمِعُوا اللّغْوَا أَعْرَضُوا عَنْهُ ﴾ مجازه هاهنا الفحش والقبيح.
﴿ يُجْبَى إَلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ مجازه يجمع كما يجيئ الماء في الجابية فيجمع للواردة.
﴿ بَطَرَتْ مَعِيَشَتَها ﴾ مجازها أنها أشرت وطغت وبغت.
﴿ وَمَا كانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتّى يَبْعَثَ في أُمِّهَا رَسُولاً ﴾ أم القرى مكة وأم الأرضين في قول العرب وفي آية أخرى :﴿ لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلها ﴾.
﴿ مِنَ المُحْضَرِينَ ﴾ أي من المشهدين.
﴿ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ ﴾ مجازه : يوم يقول لهم.
﴿ الَّذِين حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ ﴾ مجازه : وجب عليهم العقاب. ﴿ إيَّانَا يَعْبُدُونَ ﴾ مجازه : مجاز إياك نعبد لأنه بدأ بالكناية قبل الفعل.
﴿ فعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الأَنْبَاءُ ﴾ مجازه : فخفيت عليهم الأخبار، يقال : عمي على خير القوم.
﴿ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ مجازه : من الذين يشركون به.
﴿ تُكِنُّ صُدُورُهمْ ﴾ أي تخفى، ويقال : أكننت ذلك في صدري، وكننت الشيء بغير ألف : صنته.
﴿ إنْ جَعَلَ اللّهُ عَلَيْكمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً ﴾ : جازه : دائماً لا نهار فيه، وكل شيء لا ينقطع من عيش أو رخاء أو غم وبلاءٍ دائم فهو سرمد.
﴿ وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكمُ اللّيْلَ والنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ ﴾ مجازه : لتسكنوا في الليل ولتبتغوا في النهار من فضل الله.
﴿ وَنَزْعنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهيداً ﴾ مجازه : وأحضرنا من كل أمة، لها موضعان أحدهما : من كل أمةٍ نبيٍ، والآخر : من كل قرن وجماعة، وشهيد في موضع شاهد بمنزلة عليم في موضع عالم، ويقال : نزع فلان بحجته أي أخرجها وأحضرها.
﴿ مَا إنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِى الْقُوَّةِ ﴾ أي مفاتح خزائته، ومجازه : ما إن العصبة ذوى القوة لتنوء بمفاتح نعمه ؛ ويقال في الكلام : إنها لتنوء بها عجيزتها، وإنما هي تنوء بعجيزتها كما ينوء البعير بحمله، والعرب قد تفعل مثل هذا، قال الشاعر :
فدَيْتُ بنفسه نفسي ومالِي ولا ألوك إلّا ما أُطيقُ
والمعنى فديت بنفسي وبمالي نفسه وقال :
وتُركبَ خَيْلٌ لا هَوادَة بينهَا وتَشْقَى الرماحُ بالضَّياطرة الحُمْرِ
الخيل هاهنا الرجال، وإنما تشقى الضياطرة بالرماح، وقال أبو زبيد :
والصَّدرُ منه في عاملٍ مقصودِ ***
وإنما الرمح في الصدر، ويقال : أعرض الناقةً على الحوض وإنما يعرض من الحوض على الناقة.
﴿ لاَ تَفْرَحْ ﴾ أي لا تأشر ولا تمرح، قال هدبة :
ولستُ بمفراحٍ إذا الدهر سَرَّني ولا جازعٍ من صَرْفِه المُتَقَلِّبِ
وقال ابن أحمر :
ولا يُنِسيني الحَدثانُ عِرْضي ولا أُلقى من الفَرَحِ إلازارا
أي لا أبدي عورتي للناس.
﴿ وَلاَ تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ﴾ مجازه : لا تدع حظك وطلب الرزق الحلال منها.
﴿ وَلاَ يُلَقَّاهَا إلَّا الصَّابِرُونَ ﴾ مجازه : لا يوقف لها ولا يرزقها ولا يلقاها.
﴿ فمَا كانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ ﴾ أي من أعوان وظهراء، قال خفاف :
فلم أر مثلهم حيّاً لَقاحاً وجدّك بينىقاسية وحجْرٍ
أشدَّ على صروف الدهر آداً وآمر منهم فيئة بصَبْرٍ
﴿ وَيْكَأَنَّ اللهَ ﴾ مجازه: ألم تر أن الله يبسط الرزق، قال الشاعر : وَى كأنَّ مَن يكن له نَشَبٌ يجب ومن يفتقر يَعشْ عَيْشَ ضُرِّ.
﴿ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ ﴾ مجازه : أنزل عليك.
﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إلاَّ وَجْهَهُ ﴾ مجازه : إلا هو ما استثنوه من جميع فهو منصوب وهذا المعنى بين النفختين، فإذا هلك كل شيء من جنةٍ ونار وملك وسماء وأرض وملك الموت فإذا بقي وحده نفخ في الصور النفخة الآخرة وأعاد كل جنة ونار وملك وما أراد، فتم خلود أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار.
Icon