ﰡ
وقال الحسن :" هو الريحان الذي يُشَمّ ". قال أبو بكر : لا يمتنع أن يكون جميع ذلك مراداً لوقوع الاسم عليه، والظاهر من الريحان أنه المشموم، ولما عطف الريحان على الحبِّ ذي العَصْفِ والعَصْفُ هو ساقه دلّ على أن الريحان ما يخرج من الأرض وله رائحة مستَلَذَّة قبل أن يصير له ساق، وذلك نحو الضيمران والنّمام والآس الذي يخرج ورقه ريحاناً قبل أن يصير ذا ساق ؛ لأن العطف يقتضي ظاهره أن المعطوف غير المعطوف عليه.
وقال ابن عباس والحسن وقتادة والضحاك :" المرجان صغار اللؤلؤ ". وقيل :" المرجان المختلط من الجواهر، من مَرَجْت أي خلطت ".
وقيل :" إنه ضرب من الجواهر كالقضبان يخرج من البحر ". وقيل : إنما قال :﴿ يَخْرُجُ مِنْهُمَا ﴾ لأن العذب والملح يلتقيان فيكون العذب لقاحاً للملح، كما يقال يخرج الولد من الذكر والأنثى وإنما تلده الأنثى.
وقال ابن عباس :" إذا جاء القطر من السماء تفتحت الأصداف فكان من ذلك اللؤلؤ ".
روي أن سماء الدنيا من حديد فإذا كان يوم القيامة صارت من الخضرة إلى الاحمرار من حرّ نار جهنم كالحديد إذا أُحْمي بالنار.
وقيل فيه : لا يُسأل في أول أحوال حضورهم يوم القيامة لما يلحقهم من الدهش والذهول ثم يُسألون في وقت آخر.
هذا هو ظاهر الكلام ومفهومه إلا أن تقوم الدلالة على أنه انفرد بالذكر وإن كان من جنسه لضرب من التعظيم وغيره، كقوله تعالى :﴿ من كان عدوّاً لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال ﴾ [ البقرة : ٩٨ ].