تفسير سورة الأحقاف

مجاز القرآن
تفسير سورة سورة الأحقاف من كتاب مجاز القرآن .
لمؤلفه أبو عبيدة . المتوفي سنة 210 هـ

﴿ أَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللّهِ أَرُوِني مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ { ما ﴾ هاهنا في موضع جميع.
﴿ أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ ﴾ أي بقية وقال راعي الإبل :
وذاتِ أَثارةٍ أَكلتْ عليه نباتاً في أكمِتّه قَفَارا
أي بقية من شحمٍ أكلت عليه. ومن قال أثرة فهو مصدر أثره يأثره يذكره.
﴿ قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنْ الرُّسِل ﴾ ما كنت أولهم معناها بدأ من الرسل قال الأحوص :
فخرتْ فانْتمتْ فقلتُ انظريني ليس جهل أَتيتِه ببديعِ
﴿ أَوْزِعْنِي ﴾ أَلهمنْي، أصلها من وزعت أنا دفعته وأوزعني أي ألهمني.
﴿ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ ﴾ أحقاف الرمال قال العجاج :
باتَ إِلى أَرطاة حِقّذفٍ أَحْقَفا***
وإنما حقفه اعوجاجه.
﴿ أَجِئْتَنَا لِتأْفِكَنَا عَنْ آلِهِتنَا ﴾ لتصرفنا عن آلهتنا.
﴿ عَاِرضٌ مُمْطِرُنَا ﴾ يريد ممطر لنا وعارض نكرة وممطرنا معرفة وإنما يجوز هذا الفعل ولا يجوز في الأسماء في قول العرب، لا يجوز هذا رجل غلامنا والعارض السحاب الذي يرى في قطر من أقطار السماء من العشي ثم يصبح وقد حبا حتى استوى.
﴿ أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِ الْمَوْتَى ﴾ مجازها قادر العرب تؤكد الكلام بالباء وهي مستغنى عنها.
﴿ لَمْ يَلْبَثُوا إلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلاَغٌ ﴾ رفع للاستئناف.
Icon