تفسير سورة الأحقاف

التيسير في أحاديث التفسير
تفسير سورة سورة الأحقاف من كتاب التيسير في أحاديث التفسير .
لمؤلفه المكي الناصري . المتوفي سنة 1415 هـ
الربع الأول من الحزب الواحد والخمسين في المصحف الكريم، وبدايته فاتحة سورة الأحقاف المكية

في مطلع هذا الربع ينوه كتاب الله بتنزيل القرآن العظيم، وكونه متضمنا لحكم الله ﴿ العزيز ﴾، ولحكمة الله ﴿ الحكيم ﴾. ويتحدث مرة أخرى عن مبدأ " الحق " الذي قامت عليه السماوات والأرض وما بينهما، فما من شيء في أجواء السماء، وما من شيء في أرجاء الأرض، إلا وهو ينطق بالإبداع والنظام والتنسيق، ويفصح عن التناسب والتوازن والتقدير الإلهي الدقيق، ويشير كتاب الله إلى أن خلق السماوات والأرض وما بينهما لم يكن عبثا، ولا لعبا، ولا باطلا، بل له حكمة يرمي إليها، وغاية ينتهي عندها، وأجل مضروب لهما محدود في علم الله لا يزيد ولا ينقص، متى تحققت الحكمة الإلهية من خلقهما، ومتى استنفد النوع البشري جميع الطاقات والمؤهلات التي رشحته لعمارة الأرض والخلافة فيها عن الله، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى :﴿ حم تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى ﴾.
وانتقل كتاب الله إلى مواجهة المشركين بأسئلته المفحمة، وحججه البالغة، منددا بما يعتقدونه من الشرك بالله، مستفسرا لهم هل عندهم حجة على أن المعبودات التي يعبدونها شاركت الحق تبارك وتعالى في خلق الأرض أو في خلق السماوات في قليل أو كثير، حتى يعبدوها معه، أو يعبدوها من دونه ؟ هل هناك كتاب سابق على القرآن من عند الله يستند إليه المشركون في إثبات شركهم ؟ هل هناك دليل بيّن أو علم قاطع انفرد به المشركون وحدهم، حتى آثروا الشرك على التوحيد ؟ وواضح أن هذه الأسئلة القرآنية لا يمكن للمشركين الجواب عنها بأي جواب مفيد، اللهم إلا مجرد العناد والتقليد. يضاف إلى ذلك أن هذه المعبودات التي يعبدها المشركون لا تستجيب لدعوتهم، ولا تحس بعباداتهم، إذ إنها عبارة عن جمادات أو أموات، لا تنفع في الدنيا ولا تشفع في الآخرة، فما الفائدة إذن من دعاءها وعبادتها ؟ وإلى هذا الموضوع يشير قوله تعالى :﴿ قل أرآيتم ما تدعون من دون الله ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السموات إيتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين٤ ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعاهم غافلون٥ وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين٦ ﴾.
قال القاضي أبو بكر " ابن العربي " المعافري في كتابه " أحكام القرآن " عند تفسير هذه الآية ما نصه : " المسألة الأولى في مساق الآية، وهي أشرف آية في القرآن، فإنها استوفت أدلة الشرع عقليها وسمعيها، لقوله تعالى﴿ قل أرآيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات ﴾، فهذا بيان لأدلة العقل المتعلقة بالتوحيد وحدوث العالم، وانفراد البارئ بالقدرة والعلم والوجود والخلق. ثم قال :﴿ إيتوني بكتاب من قبل هذا ﴾، أي بكتاب شاهد على ما تقولون ؟ وهذا بيان لأدلة السمع، فإن مدرك الحق إنما يكون بدليل العقل أو بدليل الشرع حسبما بيناه في مراتب الأدلة في كتب الأصول، ثم قال :﴿ أو أثارة من علم ﴾، يعني أو علم يؤثر، أي يروى وينقل، وإن لم يكن مكتوبا، فإن المنقول عن الحفظ مثل المنقول عن الكتب ".
ثم تتحدث الآيات الكريمة من جديد عن موقف المشركين من الوحي والرسالة، وقد كان الوحي والرسالة هما محور الصراع القائم بين الجاهلية والإسلام، فها هو كتاب الله يردد صدى اتهامات المشركين وادعاءاتهم من أن آيات القرآن البينات إنما هي سحر مبين، وها هو يسجل ما هم عليه من التساؤل والتشكك في طبيعة القرآن، هل هو صدق من عند الله، أم افتراء من صنع الإنسان، وها هو كتاب الله يبطل ادعاءاتهم، ويرد اتهاماتهم، مبينا أن الرسول عليه الصلاة والسلام ليس بدعا من الرسل، بحيث لم يسبقه سابق، أو يعد أمره مفاجئا للناس، بل هو خاتم الأنبياء والرسل جميعا، وسلسلة الرسل أمرها ثابت تاريخيا، ومعروف واقعيا، وخبر الكتب المنزلة من عند الله شائع بين كافة البشر، يعرفه المؤمنون وغير المؤمنين، وإذن فلا مجال لاستغراب الوحي الذي أنزله الله على رسوله، فقد أنزله الله على رسله السابقين ولا موجب لاستغراب الرسالة التي كلفه الله بتبليغها للناس، فقد كلف غيره من الرسل بتبليغ رسالته منذ قرون، الوحي والرسالة إذن ظاهرتان طبيعيتان روحيتان أثبتهما التاريخ، وسجلهما واقع الحياة الاجتماعية، إلى جانب الظواهر الطبيعية الأخرى ولا مجال إنكار وجودهما، أو طمس معالمهما.
ونبه كتاب الله إلى العلاقة الوثيقة والرابطة الروحية بين الكتاب الذي أنزله الله على موسى الكليم عليه السلام، والكتاب الذي أنزله الله على نبيه محمد الأمين عليه السلام، كما جاء مصدقا لبقية الكتب المنزلة، فكتب الله يصدق بعضها بعضا، ورسله يتلقون الوحي جميعا من منبع واحد هو الواحد الأحد. وذلك قوله تعالى في هذا الربع :﴿ وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للحق لما جاءهم هذا سحر مبين٧ أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا، هو أعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيدا بيني وبينكم وهو الغفور الرحيم٨ ﴾، ﴿ قل ما كنت بدعا من الرسل ﴾، ﴿ إن اتّبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذير مبين٩ ﴾، ﴿ ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لتنذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين١٢ ﴾، ويتصل بهذا الموضوع قوله تعالى في سورة الفرقان حكاية عن شبهات المشركين والجواب عنها :﴿ وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا، قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض ﴾( الفرقان : ٥، ٦ ).
وفي نفس هذا السياق عرّج كتاب الله على وصف شيء من أقوال المشركين ودعاويهم في تبرير ما هم عليه من تمسك بالشرك، وتعلق بالوثنية، فنبه إلى أن رد الفعل الذي أحدثه إقبال المستضعفين في مكة، من الفقراء والعبيد والإماء، على الإيمان بالله ورسوله في فجر الإسلام، هو إثارة غضب المشركين المتكبرين، وإثارة سخريتهم، ودفعهم إلى الوقوف من رسول الله ومن كتاب الله موقف الاستعلاء والاستكبار، وموقف العناد والمعارضة، لأنهم أحسوا بالخطر الكامن وراء ما مهد له الإسلام من تحرير المستضعفين في الأرض، وما يستتبعه ذلك التحرير الذي سيتم على يديه، من تغيير جذري في الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لجزيرة العرب وللعالم أجمع، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى :﴿ وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم١١ ﴾.
وانتقل كتاب الله إلى التوصية بالإحسان للأمهات والآباء، قضاء لحقوق الوالدين، وبرورا بهما، ولا سيما الأمهات القائمات بحق الأمومة خير قيام، إذ يتحملن من المتاعب، ويبذلن التضحيات، أثناء الوحم والحمل، وأثناء الوضع والرضاع، وفي جميع مراحل الطفولة من أجل تربية الأولاد وتهذيبهم، وطبعهم بالطابع الاجتماعي السليم، ما لا يتحمله غيرهم من الناس، وكل ذلك بمنتهى التفاني والإخلاص، وذلك قوله تعالى :﴿ ووصينا الإنسان بوالديه حسنا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ﴾.
وقوله تعالى :﴿ ووصينا الإنسان ﴾، إشارة إلى أن الإحسان إلى الوالدين من مقتضيات " الإنسانية المجردة "، بحيث لا يكون الإنسان إنسانا، ولا يثبت إنسانيته بطريقة عملية، أيا كان دينه أو معتقده، إلا إذا أحسن إلى والديه، برورا بهما، وأداء لحقهما.
وقوله تعالى هنا :﴿ حملته أمه كرها ووضعنه كرها ﴾، إشارة إلى أن الأم عندما يأذن الله لها بأن تحمل، أو يأذن لها بأن تضع الحمل، إنما هي منفذة لأمر الله الموكول إليها تنفيذه، وقائمة بتحقيق مراد الله في عمارة الأرض، واستمرار حياة الإنسان القصيرة على سطحها، لا اختيار لها في حمل ولا في وضع، وإنما هي تحت حكم القدرة الإلهية المسخرة للكون كله، وليس المراد أن الأم تكره الحمل وتكره الوضع، ولا ترغب فيهما، فقد زرع الله في " الأنثى " على العموم محبة النسل والولد، رغما عن جميع التضحيات والمتاعب والمشاق التي تتحملها في هذا السبيل.
وقوله تعالى :﴿ وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ﴾، إشارة إلى أقل مدة يمكن أن يقع فيها الحمل وهي ستة أشهر، وإلى أطول مدة يمكن أن يتم فيها الرضاع وهي أربعة وعشرون شهرا.
ومن وصية الله للإنسان بالإحسان إلى الوالدين انتقل كتاب الله إلى وصف نموذجين من نماذج الأولاد التي يواجهها الآباء والأمهات في حياتهم باستمرار :
الأول : نموذج الولد البار المهتدي الذي يمتثل وصية الله بالإحسان إلى والديه، ويقوم بها حق القيام، وهذا له الجزاء الحسن عند الله.
والثاني : نموذج الولد العاق الضال، الذي يهمل وصية الله، فيعامل والديه بالإساءة والتأفف دون أي اعتبار، وجزاؤه الخسران والهوان في الدنيا والآخرة.
وإلى النموذج الأول وهو الولد البار المهتدي يشير قوله تعالى :﴿ رب أوزعني ﴾، أي ألهمني، ﴿ أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي ﴾، وإلى ما ادّخره الله له من الجزاء الحسن يشير قوله تعالى :﴿ أولئك الذين يتقبل عنهم أحسن ما عملوا ويتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون١٦ ﴾.
وإلى النموذج الثاني وهو الولد العاق الضال يشير قوله تعالى :﴿ والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن أخرج ﴾، أي أبعث، ﴿ وقد خلت القرون من قبلي ﴾، أي : مضى الأموات من قبلي ولم يرجع منهم أحد، ﴿ وهما ﴾، أي : والداه، ﴿ يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ﴾، أي : الولد العاق الضال، ﴿ ما هذا إلا أساطير الأولين١٧ ﴾، وإلى ما أعده الله له من العذاب والنكال يشير قوله تعالى :﴿ أولئك الذين حق عليهم القول ﴾، أي : حق عليهم العذاب، ﴿ إنهم كانوا خاسرين١٨ ﴾.
وعقب كتاب الله على نموذج الولد البار المهتدي، ونموذج الولد العاق الضال فقال :﴿ ولكل درجات مما عملوا ولنوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون١٩ ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٥:وانتقل كتاب الله إلى التوصية بالإحسان للأمهات والآباء، قضاء لحقوق الوالدين، وبرورا بهما، ولا سيما الأمهات القائمات بحق الأمومة خير قيام، إذ يتحملن من المتاعب، ويبذلن التضحيات، أثناء الوحم والحمل، وأثناء الوضع والرضاع، وفي جميع مراحل الطفولة من أجل تربية الأولاد وتهذيبهم، وطبعهم بالطابع الاجتماعي السليم، ما لا يتحمله غيرهم من الناس، وكل ذلك بمنتهى التفاني والإخلاص، وذلك قوله تعالى :﴿ ووصينا الإنسان بوالديه حسنا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ﴾.
وقوله تعالى :﴿ ووصينا الإنسان ﴾، إشارة إلى أن الإحسان إلى الوالدين من مقتضيات " الإنسانية المجردة "، بحيث لا يكون الإنسان إنسانا، ولا يثبت إنسانيته بطريقة عملية، أيا كان دينه أو معتقده، إلا إذا أحسن إلى والديه، برورا بهما، وأداء لحقهما.
وقوله تعالى هنا :﴿ حملته أمه كرها ووضعنه كرها ﴾، إشارة إلى أن الأم عندما يأذن الله لها بأن تحمل، أو يأذن لها بأن تضع الحمل، إنما هي منفذة لأمر الله الموكول إليها تنفيذه، وقائمة بتحقيق مراد الله في عمارة الأرض، واستمرار حياة الإنسان القصيرة على سطحها، لا اختيار لها في حمل ولا في وضع، وإنما هي تحت حكم القدرة الإلهية المسخرة للكون كله، وليس المراد أن الأم تكره الحمل وتكره الوضع، ولا ترغب فيهما، فقد زرع الله في " الأنثى " على العموم محبة النسل والولد، رغما عن جميع التضحيات والمتاعب والمشاق التي تتحملها في هذا السبيل.
وقوله تعالى :﴿ وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ﴾، إشارة إلى أقل مدة يمكن أن يقع فيها الحمل وهي ستة أشهر، وإلى أطول مدة يمكن أن يتم فيها الرضاع وهي أربعة وعشرون شهرا.
ومن وصية الله للإنسان بالإحسان إلى الوالدين انتقل كتاب الله إلى وصف نموذجين من نماذج الأولاد التي يواجهها الآباء والأمهات في حياتهم باستمرار :
الأول : نموذج الولد البار المهتدي الذي يمتثل وصية الله بالإحسان إلى والديه، ويقوم بها حق القيام، وهذا له الجزاء الحسن عند الله.
والثاني : نموذج الولد العاق الضال، الذي يهمل وصية الله، فيعامل والديه بالإساءة والتأفف دون أي اعتبار، وجزاؤه الخسران والهوان في الدنيا والآخرة.
وإلى النموذج الأول وهو الولد البار المهتدي يشير قوله تعالى :﴿ رب أوزعني ﴾، أي ألهمني، ﴿ أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي ﴾، وإلى ما ادّخره الله له من الجزاء الحسن يشير قوله تعالى :﴿ أولئك الذين يتقبل عنهم أحسن ما عملوا ويتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون١٦ ﴾.
وإلى النموذج الثاني وهو الولد العاق الضال يشير قوله تعالى :﴿ والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن أخرج ﴾، أي أبعث، ﴿ وقد خلت القرون من قبلي ﴾، أي : مضى الأموات من قبلي ولم يرجع منهم أحد، ﴿ وهما ﴾، أي : والداه، ﴿ يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ﴾، أي : الولد العاق الضال، ﴿ ما هذا إلا أساطير الأولين١٧ ﴾، وإلى ما أعده الله له من العذاب والنكال يشير قوله تعالى :﴿ أولئك الذين حق عليهم القول ﴾، أي : حق عليهم العذاب، ﴿ إنهم كانوا خاسرين١٨ ﴾.
وعقب كتاب الله على نموذج الولد البار المهتدي، ونموذج الولد العاق الضال فقال :﴿ ولكل درجات مما عملوا ولنوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون١٩ ﴾.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٥:وانتقل كتاب الله إلى التوصية بالإحسان للأمهات والآباء، قضاء لحقوق الوالدين، وبرورا بهما، ولا سيما الأمهات القائمات بحق الأمومة خير قيام، إذ يتحملن من المتاعب، ويبذلن التضحيات، أثناء الوحم والحمل، وأثناء الوضع والرضاع، وفي جميع مراحل الطفولة من أجل تربية الأولاد وتهذيبهم، وطبعهم بالطابع الاجتماعي السليم، ما لا يتحمله غيرهم من الناس، وكل ذلك بمنتهى التفاني والإخلاص، وذلك قوله تعالى :﴿ ووصينا الإنسان بوالديه حسنا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ﴾.
وقوله تعالى :﴿ ووصينا الإنسان ﴾، إشارة إلى أن الإحسان إلى الوالدين من مقتضيات " الإنسانية المجردة "، بحيث لا يكون الإنسان إنسانا، ولا يثبت إنسانيته بطريقة عملية، أيا كان دينه أو معتقده، إلا إذا أحسن إلى والديه، برورا بهما، وأداء لحقهما.
وقوله تعالى هنا :﴿ حملته أمه كرها ووضعنه كرها ﴾، إشارة إلى أن الأم عندما يأذن الله لها بأن تحمل، أو يأذن لها بأن تضع الحمل، إنما هي منفذة لأمر الله الموكول إليها تنفيذه، وقائمة بتحقيق مراد الله في عمارة الأرض، واستمرار حياة الإنسان القصيرة على سطحها، لا اختيار لها في حمل ولا في وضع، وإنما هي تحت حكم القدرة الإلهية المسخرة للكون كله، وليس المراد أن الأم تكره الحمل وتكره الوضع، ولا ترغب فيهما، فقد زرع الله في " الأنثى " على العموم محبة النسل والولد، رغما عن جميع التضحيات والمتاعب والمشاق التي تتحملها في هذا السبيل.
وقوله تعالى :﴿ وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ﴾، إشارة إلى أقل مدة يمكن أن يقع فيها الحمل وهي ستة أشهر، وإلى أطول مدة يمكن أن يتم فيها الرضاع وهي أربعة وعشرون شهرا.
ومن وصية الله للإنسان بالإحسان إلى الوالدين انتقل كتاب الله إلى وصف نموذجين من نماذج الأولاد التي يواجهها الآباء والأمهات في حياتهم باستمرار :
الأول : نموذج الولد البار المهتدي الذي يمتثل وصية الله بالإحسان إلى والديه، ويقوم بها حق القيام، وهذا له الجزاء الحسن عند الله.
والثاني : نموذج الولد العاق الضال، الذي يهمل وصية الله، فيعامل والديه بالإساءة والتأفف دون أي اعتبار، وجزاؤه الخسران والهوان في الدنيا والآخرة.
وإلى النموذج الأول وهو الولد البار المهتدي يشير قوله تعالى :﴿ رب أوزعني ﴾، أي ألهمني، ﴿ أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي ﴾، وإلى ما ادّخره الله له من الجزاء الحسن يشير قوله تعالى :﴿ أولئك الذين يتقبل عنهم أحسن ما عملوا ويتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون١٦ ﴾.
وإلى النموذج الثاني وهو الولد العاق الضال يشير قوله تعالى :﴿ والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن أخرج ﴾، أي أبعث، ﴿ وقد خلت القرون من قبلي ﴾، أي : مضى الأموات من قبلي ولم يرجع منهم أحد، ﴿ وهما ﴾، أي : والداه، ﴿ يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ﴾، أي : الولد العاق الضال، ﴿ ما هذا إلا أساطير الأولين١٧ ﴾، وإلى ما أعده الله له من العذاب والنكال يشير قوله تعالى :﴿ أولئك الذين حق عليهم القول ﴾، أي : حق عليهم العذاب، ﴿ إنهم كانوا خاسرين١٨ ﴾.
وعقب كتاب الله على نموذج الولد البار المهتدي، ونموذج الولد العاق الضال فقال :﴿ ولكل درجات مما عملوا ولنوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون١٩ ﴾.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٥:وانتقل كتاب الله إلى التوصية بالإحسان للأمهات والآباء، قضاء لحقوق الوالدين، وبرورا بهما، ولا سيما الأمهات القائمات بحق الأمومة خير قيام، إذ يتحملن من المتاعب، ويبذلن التضحيات، أثناء الوحم والحمل، وأثناء الوضع والرضاع، وفي جميع مراحل الطفولة من أجل تربية الأولاد وتهذيبهم، وطبعهم بالطابع الاجتماعي السليم، ما لا يتحمله غيرهم من الناس، وكل ذلك بمنتهى التفاني والإخلاص، وذلك قوله تعالى :﴿ ووصينا الإنسان بوالديه حسنا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ﴾.
وقوله تعالى :﴿ ووصينا الإنسان ﴾، إشارة إلى أن الإحسان إلى الوالدين من مقتضيات " الإنسانية المجردة "، بحيث لا يكون الإنسان إنسانا، ولا يثبت إنسانيته بطريقة عملية، أيا كان دينه أو معتقده، إلا إذا أحسن إلى والديه، برورا بهما، وأداء لحقهما.
وقوله تعالى هنا :﴿ حملته أمه كرها ووضعنه كرها ﴾، إشارة إلى أن الأم عندما يأذن الله لها بأن تحمل، أو يأذن لها بأن تضع الحمل، إنما هي منفذة لأمر الله الموكول إليها تنفيذه، وقائمة بتحقيق مراد الله في عمارة الأرض، واستمرار حياة الإنسان القصيرة على سطحها، لا اختيار لها في حمل ولا في وضع، وإنما هي تحت حكم القدرة الإلهية المسخرة للكون كله، وليس المراد أن الأم تكره الحمل وتكره الوضع، ولا ترغب فيهما، فقد زرع الله في " الأنثى " على العموم محبة النسل والولد، رغما عن جميع التضحيات والمتاعب والمشاق التي تتحملها في هذا السبيل.
وقوله تعالى :﴿ وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ﴾، إشارة إلى أقل مدة يمكن أن يقع فيها الحمل وهي ستة أشهر، وإلى أطول مدة يمكن أن يتم فيها الرضاع وهي أربعة وعشرون شهرا.
ومن وصية الله للإنسان بالإحسان إلى الوالدين انتقل كتاب الله إلى وصف نموذجين من نماذج الأولاد التي يواجهها الآباء والأمهات في حياتهم باستمرار :
الأول : نموذج الولد البار المهتدي الذي يمتثل وصية الله بالإحسان إلى والديه، ويقوم بها حق القيام، وهذا له الجزاء الحسن عند الله.
والثاني : نموذج الولد العاق الضال، الذي يهمل وصية الله، فيعامل والديه بالإساءة والتأفف دون أي اعتبار، وجزاؤه الخسران والهوان في الدنيا والآخرة.
وإلى النموذج الأول وهو الولد البار المهتدي يشير قوله تعالى :﴿ رب أوزعني ﴾، أي ألهمني، ﴿ أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي ﴾، وإلى ما ادّخره الله له من الجزاء الحسن يشير قوله تعالى :﴿ أولئك الذين يتقبل عنهم أحسن ما عملوا ويتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون١٦ ﴾.
وإلى النموذج الثاني وهو الولد العاق الضال يشير قوله تعالى :﴿ والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن أخرج ﴾، أي أبعث، ﴿ وقد خلت القرون من قبلي ﴾، أي : مضى الأموات من قبلي ولم يرجع منهم أحد، ﴿ وهما ﴾، أي : والداه، ﴿ يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ﴾، أي : الولد العاق الضال، ﴿ ما هذا إلا أساطير الأولين١٧ ﴾، وإلى ما أعده الله له من العذاب والنكال يشير قوله تعالى :﴿ أولئك الذين حق عليهم القول ﴾، أي : حق عليهم العذاب، ﴿ إنهم كانوا خاسرين١٨ ﴾.
وعقب كتاب الله على نموذج الولد البار المهتدي، ونموذج الولد العاق الضال فقال :﴿ ولكل درجات مما عملوا ولنوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون١٩ ﴾.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٥:وانتقل كتاب الله إلى التوصية بالإحسان للأمهات والآباء، قضاء لحقوق الوالدين، وبرورا بهما، ولا سيما الأمهات القائمات بحق الأمومة خير قيام، إذ يتحملن من المتاعب، ويبذلن التضحيات، أثناء الوحم والحمل، وأثناء الوضع والرضاع، وفي جميع مراحل الطفولة من أجل تربية الأولاد وتهذيبهم، وطبعهم بالطابع الاجتماعي السليم، ما لا يتحمله غيرهم من الناس، وكل ذلك بمنتهى التفاني والإخلاص، وذلك قوله تعالى :﴿ ووصينا الإنسان بوالديه حسنا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ﴾.
وقوله تعالى :﴿ ووصينا الإنسان ﴾، إشارة إلى أن الإحسان إلى الوالدين من مقتضيات " الإنسانية المجردة "، بحيث لا يكون الإنسان إنسانا، ولا يثبت إنسانيته بطريقة عملية، أيا كان دينه أو معتقده، إلا إذا أحسن إلى والديه، برورا بهما، وأداء لحقهما.
وقوله تعالى هنا :﴿ حملته أمه كرها ووضعنه كرها ﴾، إشارة إلى أن الأم عندما يأذن الله لها بأن تحمل، أو يأذن لها بأن تضع الحمل، إنما هي منفذة لأمر الله الموكول إليها تنفيذه، وقائمة بتحقيق مراد الله في عمارة الأرض، واستمرار حياة الإنسان القصيرة على سطحها، لا اختيار لها في حمل ولا في وضع، وإنما هي تحت حكم القدرة الإلهية المسخرة للكون كله، وليس المراد أن الأم تكره الحمل وتكره الوضع، ولا ترغب فيهما، فقد زرع الله في " الأنثى " على العموم محبة النسل والولد، رغما عن جميع التضحيات والمتاعب والمشاق التي تتحملها في هذا السبيل.
وقوله تعالى :﴿ وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ﴾، إشارة إلى أقل مدة يمكن أن يقع فيها الحمل وهي ستة أشهر، وإلى أطول مدة يمكن أن يتم فيها الرضاع وهي أربعة وعشرون شهرا.
ومن وصية الله للإنسان بالإحسان إلى الوالدين انتقل كتاب الله إلى وصف نموذجين من نماذج الأولاد التي يواجهها الآباء والأمهات في حياتهم باستمرار :
الأول : نموذج الولد البار المهتدي الذي يمتثل وصية الله بالإحسان إلى والديه، ويقوم بها حق القيام، وهذا له الجزاء الحسن عند الله.
والثاني : نموذج الولد العاق الضال، الذي يهمل وصية الله، فيعامل والديه بالإساءة والتأفف دون أي اعتبار، وجزاؤه الخسران والهوان في الدنيا والآخرة.
وإلى النموذج الأول وهو الولد البار المهتدي يشير قوله تعالى :﴿ رب أوزعني ﴾، أي ألهمني، ﴿ أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي ﴾، وإلى ما ادّخره الله له من الجزاء الحسن يشير قوله تعالى :﴿ أولئك الذين يتقبل عنهم أحسن ما عملوا ويتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون١٦ ﴾.
وإلى النموذج الثاني وهو الولد العاق الضال يشير قوله تعالى :﴿ والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن أخرج ﴾، أي أبعث، ﴿ وقد خلت القرون من قبلي ﴾، أي : مضى الأموات من قبلي ولم يرجع منهم أحد، ﴿ وهما ﴾، أي : والداه، ﴿ يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ﴾، أي : الولد العاق الضال، ﴿ ما هذا إلا أساطير الأولين١٧ ﴾، وإلى ما أعده الله له من العذاب والنكال يشير قوله تعالى :﴿ أولئك الذين حق عليهم القول ﴾، أي : حق عليهم العذاب، ﴿ إنهم كانوا خاسرين١٨ ﴾.
وعقب كتاب الله على نموذج الولد البار المهتدي، ونموذج الولد العاق الضال فقال :﴿ ولكل درجات مما عملوا ولنوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون١٩ ﴾.

الربع الثاني من الحزب الواحد والخمسين
في المصحف الكريم
في هذا الربع يوالي كتاب الله إمداد رسوله الأعظم عليه الصلاة والسلام بأخبار من سبقه من الرسل، وأخبار من سبق أمته من الأمم، وهو إذ يستعرض أمام رسوله هذه الأخبار يثبت قلب رسوله على الحق، كما يثبت قدم رسوله في محاربة الباطل، وإذ يستعرضها أمام مشركي قريش ينذرهم بعاقبة الإنكار والجحود، ويحذرهم من الإصرار على معارضة الرسالة الإلهية التي هي خاتمة الرسالات، ومن الوقوف في وجهها، ويذكرهم بالهلاك والدمار الذي أصاب قوما آخرين سبقوهم، وهم من نفس جنسهم ومن جيرانهم الأقربين.
وفي هذا السياق يتناول كتاب الله قصة هود عليه السلام وعادا قومه، فيذكر نوع الدعوة الإلهية التي دعا إليها جميع الأنبياء والرسل، وهي الدعوة إلى الإيمان بالله واليوم الآخر :﴿ واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم٢١ ﴾، ثم يحكي كتاب الله الرد الذي قابلت به عاد دعوة هود عليه السلام، وما يتضمنه هذا الرد من شك وتكذيب وعناد، وما احتوى عليه من التحدي لقدرة الله، رغما عن أنه القاهر فوق عباده :﴿ قالوا أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا ﴾. أي لتصدنا عنها، ﴿ فاتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين٢٢ ﴾، أي فأتنا بالعذاب الذي تنذرنا به من عند الله.
ويتصدى هود عليه السلام لجواب قومه عاد جوابا خاليا من الادعاء والتطاول على الله :﴿ قال إنما العلم عند الله ﴾، أي فهو سبحانه الذي يعلم متى يذيقكم العذاب، ﴿ وأبلغكم ما أرسلت به ولكني أراكم قوما تجهلون ﴾، أي تصرون على الجهل بوحدانية الله وقدرته، وتردون دعوة الله الموجهة إليكم ردا غير جميل.
ويمضي كتاب الله في وصف ما آل إليه أمر عاد في النهاية، إذ تعرضوا لغضب الله، جزاء عنادهم وإصرارهم وتحديهم لقدرة الله، فقد نقلت الروايات أن عاد أصابها الحر الشديد، وطال عليها الجفاف والجدب، واحتبس عنها المطر، حتى أصبحت جميع الأنظار فيها متطلعة نحو السماء، تنتظر تصريف الرياح وتسخير السحب بالغيث النافع، فلما رأوا السحاب مقبلا على أوديتهم فرحوا واعتقدوا أنه سحاب غيث وإحياء، لا سحاب هلاك وإفناء :﴿ فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا ﴾، ولكن الحق سبحانه وتعالى الذي ينجز وعده بالثواب لمن يستحقه، لا يخلف وعيده بالعقاب لمن تحدى أمره وتحدى رسله، رغما عن توالي الحجج والبينات، وها هو لسان القدرة يعيد على أسماعنا في كتاب الله نفس الجواب الحاسم، الذي تلقته عاد، أشد ما تكون خيبة أمل، وكأنها تستمع إليه الآن :﴿ بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم ٢٤ تدمر كل شيء بأمر ربها ﴾، ثم يصف كتاب الله مشهد الدمار والخراب الشامل، الذي حل بعاد فأصبحت أثرا بعد عين، ولم يبق من ذكرياتها إلا مساكنها، لكنها خالية موحشة ينعق فيها البوم :﴿ فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم كذلك نجزي القوم المجرمين٢٥ ﴾.
وقوله تعالى في بداية هذه القصة :﴿ واذكر أخا عاد ﴾، إشارة إلى هود عليه السلام نفسه، لكن كتاب الله ذكره هنا بصفته لا باسمه، تنبيها إلى رابطة الأخوة التي كانت تربطه بقومه، وتستوجب عطفه عليهم، وحرصه على هدايتهم.
وقوله تعالى :﴿ إذ أنذر قومه بالأحقاف ﴾، إشارة إلى موطن عاد في جنوب جزيرة العرب بين اليمن وعمان، وقد قامت دولة عاد الأولى في جنوب الجزيرة العربية قبل ميلاد المسيح بعشرين قرنا، وقبل الهجرة النبوية بسبعة وعشرين قرنا، و " الأحقاف " جمع " حقف " وهو الكثيب المرتفع، أو الجبل المستطيل من الرمال.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢١:الربع الثاني من الحزب الواحد والخمسين
في المصحف الكريم
في هذا الربع يوالي كتاب الله إمداد رسوله الأعظم عليه الصلاة والسلام بأخبار من سبقه من الرسل، وأخبار من سبق أمته من الأمم، وهو إذ يستعرض أمام رسوله هذه الأخبار يثبت قلب رسوله على الحق، كما يثبت قدم رسوله في محاربة الباطل، وإذ يستعرضها أمام مشركي قريش ينذرهم بعاقبة الإنكار والجحود، ويحذرهم من الإصرار على معارضة الرسالة الإلهية التي هي خاتمة الرسالات، ومن الوقوف في وجهها، ويذكرهم بالهلاك والدمار الذي أصاب قوما آخرين سبقوهم، وهم من نفس جنسهم ومن جيرانهم الأقربين.
وفي هذا السياق يتناول كتاب الله قصة هود عليه السلام وعادا قومه، فيذكر نوع الدعوة الإلهية التي دعا إليها جميع الأنبياء والرسل، وهي الدعوة إلى الإيمان بالله واليوم الآخر :﴿ واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم٢١ ﴾، ثم يحكي كتاب الله الرد الذي قابلت به عاد دعوة هود عليه السلام، وما يتضمنه هذا الرد من شك وتكذيب وعناد، وما احتوى عليه من التحدي لقدرة الله، رغما عن أنه القاهر فوق عباده :﴿ قالوا أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا ﴾. أي لتصدنا عنها، ﴿ فاتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين٢٢ ﴾، أي فأتنا بالعذاب الذي تنذرنا به من عند الله.
ويتصدى هود عليه السلام لجواب قومه عاد جوابا خاليا من الادعاء والتطاول على الله :﴿ قال إنما العلم عند الله ﴾، أي فهو سبحانه الذي يعلم متى يذيقكم العذاب، ﴿ وأبلغكم ما أرسلت به ولكني أراكم قوما تجهلون ﴾، أي تصرون على الجهل بوحدانية الله وقدرته، وتردون دعوة الله الموجهة إليكم ردا غير جميل.
ويمضي كتاب الله في وصف ما آل إليه أمر عاد في النهاية، إذ تعرضوا لغضب الله، جزاء عنادهم وإصرارهم وتحديهم لقدرة الله، فقد نقلت الروايات أن عاد أصابها الحر الشديد، وطال عليها الجفاف والجدب، واحتبس عنها المطر، حتى أصبحت جميع الأنظار فيها متطلعة نحو السماء، تنتظر تصريف الرياح وتسخير السحب بالغيث النافع، فلما رأوا السحاب مقبلا على أوديتهم فرحوا واعتقدوا أنه سحاب غيث وإحياء، لا سحاب هلاك وإفناء :﴿ فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا ﴾، ولكن الحق سبحانه وتعالى الذي ينجز وعده بالثواب لمن يستحقه، لا يخلف وعيده بالعقاب لمن تحدى أمره وتحدى رسله، رغما عن توالي الحجج والبينات، وها هو لسان القدرة يعيد على أسماعنا في كتاب الله نفس الجواب الحاسم، الذي تلقته عاد، أشد ما تكون خيبة أمل، وكأنها تستمع إليه الآن :﴿ بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم ٢٤ تدمر كل شيء بأمر ربها ﴾، ثم يصف كتاب الله مشهد الدمار والخراب الشامل، الذي حل بعاد فأصبحت أثرا بعد عين، ولم يبق من ذكرياتها إلا مساكنها، لكنها خالية موحشة ينعق فيها البوم :﴿ فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم كذلك نجزي القوم المجرمين٢٥ ﴾.
وقوله تعالى في بداية هذه القصة :﴿ واذكر أخا عاد ﴾، إشارة إلى هود عليه السلام نفسه، لكن كتاب الله ذكره هنا بصفته لا باسمه، تنبيها إلى رابطة الأخوة التي كانت تربطه بقومه، وتستوجب عطفه عليهم، وحرصه على هدايتهم.
وقوله تعالى :﴿ إذ أنذر قومه بالأحقاف ﴾، إشارة إلى موطن عاد في جنوب جزيرة العرب بين اليمن وعمان، وقد قامت دولة عاد الأولى في جنوب الجزيرة العربية قبل ميلاد المسيح بعشرين قرنا، وقبل الهجرة النبوية بسبعة وعشرين قرنا، و " الأحقاف " جمع " حقف " وهو الكثيب المرتفع، أو الجبل المستطيل من الرمال.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢١:الربع الثاني من الحزب الواحد والخمسين
في المصحف الكريم
في هذا الربع يوالي كتاب الله إمداد رسوله الأعظم عليه الصلاة والسلام بأخبار من سبقه من الرسل، وأخبار من سبق أمته من الأمم، وهو إذ يستعرض أمام رسوله هذه الأخبار يثبت قلب رسوله على الحق، كما يثبت قدم رسوله في محاربة الباطل، وإذ يستعرضها أمام مشركي قريش ينذرهم بعاقبة الإنكار والجحود، ويحذرهم من الإصرار على معارضة الرسالة الإلهية التي هي خاتمة الرسالات، ومن الوقوف في وجهها، ويذكرهم بالهلاك والدمار الذي أصاب قوما آخرين سبقوهم، وهم من نفس جنسهم ومن جيرانهم الأقربين.
وفي هذا السياق يتناول كتاب الله قصة هود عليه السلام وعادا قومه، فيذكر نوع الدعوة الإلهية التي دعا إليها جميع الأنبياء والرسل، وهي الدعوة إلى الإيمان بالله واليوم الآخر :﴿ واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم٢١ ﴾، ثم يحكي كتاب الله الرد الذي قابلت به عاد دعوة هود عليه السلام، وما يتضمنه هذا الرد من شك وتكذيب وعناد، وما احتوى عليه من التحدي لقدرة الله، رغما عن أنه القاهر فوق عباده :﴿ قالوا أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا ﴾. أي لتصدنا عنها، ﴿ فاتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين٢٢ ﴾، أي فأتنا بالعذاب الذي تنذرنا به من عند الله.
ويتصدى هود عليه السلام لجواب قومه عاد جوابا خاليا من الادعاء والتطاول على الله :﴿ قال إنما العلم عند الله ﴾، أي فهو سبحانه الذي يعلم متى يذيقكم العذاب، ﴿ وأبلغكم ما أرسلت به ولكني أراكم قوما تجهلون ﴾، أي تصرون على الجهل بوحدانية الله وقدرته، وتردون دعوة الله الموجهة إليكم ردا غير جميل.
ويمضي كتاب الله في وصف ما آل إليه أمر عاد في النهاية، إذ تعرضوا لغضب الله، جزاء عنادهم وإصرارهم وتحديهم لقدرة الله، فقد نقلت الروايات أن عاد أصابها الحر الشديد، وطال عليها الجفاف والجدب، واحتبس عنها المطر، حتى أصبحت جميع الأنظار فيها متطلعة نحو السماء، تنتظر تصريف الرياح وتسخير السحب بالغيث النافع، فلما رأوا السحاب مقبلا على أوديتهم فرحوا واعتقدوا أنه سحاب غيث وإحياء، لا سحاب هلاك وإفناء :﴿ فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا ﴾، ولكن الحق سبحانه وتعالى الذي ينجز وعده بالثواب لمن يستحقه، لا يخلف وعيده بالعقاب لمن تحدى أمره وتحدى رسله، رغما عن توالي الحجج والبينات، وها هو لسان القدرة يعيد على أسماعنا في كتاب الله نفس الجواب الحاسم، الذي تلقته عاد، أشد ما تكون خيبة أمل، وكأنها تستمع إليه الآن :﴿ بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم ٢٤ تدمر كل شيء بأمر ربها ﴾، ثم يصف كتاب الله مشهد الدمار والخراب الشامل، الذي حل بعاد فأصبحت أثرا بعد عين، ولم يبق من ذكرياتها إلا مساكنها، لكنها خالية موحشة ينعق فيها البوم :﴿ فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم كذلك نجزي القوم المجرمين٢٥ ﴾.
وقوله تعالى في بداية هذه القصة :﴿ واذكر أخا عاد ﴾، إشارة إلى هود عليه السلام نفسه، لكن كتاب الله ذكره هنا بصفته لا باسمه، تنبيها إلى رابطة الأخوة التي كانت تربطه بقومه، وتستوجب عطفه عليهم، وحرصه على هدايتهم.
وقوله تعالى :﴿ إذ أنذر قومه بالأحقاف ﴾، إشارة إلى موطن عاد في جنوب جزيرة العرب بين اليمن وعمان، وقد قامت دولة عاد الأولى في جنوب الجزيرة العربية قبل ميلاد المسيح بعشرين قرنا، وقبل الهجرة النبوية بسبعة وعشرين قرنا، و " الأحقاف " جمع " حقف " وهو الكثيب المرتفع، أو الجبل المستطيل من الرمال.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢١:الربع الثاني من الحزب الواحد والخمسين
في المصحف الكريم
في هذا الربع يوالي كتاب الله إمداد رسوله الأعظم عليه الصلاة والسلام بأخبار من سبقه من الرسل، وأخبار من سبق أمته من الأمم، وهو إذ يستعرض أمام رسوله هذه الأخبار يثبت قلب رسوله على الحق، كما يثبت قدم رسوله في محاربة الباطل، وإذ يستعرضها أمام مشركي قريش ينذرهم بعاقبة الإنكار والجحود، ويحذرهم من الإصرار على معارضة الرسالة الإلهية التي هي خاتمة الرسالات، ومن الوقوف في وجهها، ويذكرهم بالهلاك والدمار الذي أصاب قوما آخرين سبقوهم، وهم من نفس جنسهم ومن جيرانهم الأقربين.
وفي هذا السياق يتناول كتاب الله قصة هود عليه السلام وعادا قومه، فيذكر نوع الدعوة الإلهية التي دعا إليها جميع الأنبياء والرسل، وهي الدعوة إلى الإيمان بالله واليوم الآخر :﴿ واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم٢١ ﴾، ثم يحكي كتاب الله الرد الذي قابلت به عاد دعوة هود عليه السلام، وما يتضمنه هذا الرد من شك وتكذيب وعناد، وما احتوى عليه من التحدي لقدرة الله، رغما عن أنه القاهر فوق عباده :﴿ قالوا أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا ﴾. أي لتصدنا عنها، ﴿ فاتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين٢٢ ﴾، أي فأتنا بالعذاب الذي تنذرنا به من عند الله.
ويتصدى هود عليه السلام لجواب قومه عاد جوابا خاليا من الادعاء والتطاول على الله :﴿ قال إنما العلم عند الله ﴾، أي فهو سبحانه الذي يعلم متى يذيقكم العذاب، ﴿ وأبلغكم ما أرسلت به ولكني أراكم قوما تجهلون ﴾، أي تصرون على الجهل بوحدانية الله وقدرته، وتردون دعوة الله الموجهة إليكم ردا غير جميل.
ويمضي كتاب الله في وصف ما آل إليه أمر عاد في النهاية، إذ تعرضوا لغضب الله، جزاء عنادهم وإصرارهم وتحديهم لقدرة الله، فقد نقلت الروايات أن عاد أصابها الحر الشديد، وطال عليها الجفاف والجدب، واحتبس عنها المطر، حتى أصبحت جميع الأنظار فيها متطلعة نحو السماء، تنتظر تصريف الرياح وتسخير السحب بالغيث النافع، فلما رأوا السحاب مقبلا على أوديتهم فرحوا واعتقدوا أنه سحاب غيث وإحياء، لا سحاب هلاك وإفناء :﴿ فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا ﴾، ولكن الحق سبحانه وتعالى الذي ينجز وعده بالثواب لمن يستحقه، لا يخلف وعيده بالعقاب لمن تحدى أمره وتحدى رسله، رغما عن توالي الحجج والبينات، وها هو لسان القدرة يعيد على أسماعنا في كتاب الله نفس الجواب الحاسم، الذي تلقته عاد، أشد ما تكون خيبة أمل، وكأنها تستمع إليه الآن :﴿ بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم ٢٤ تدمر كل شيء بأمر ربها ﴾، ثم يصف كتاب الله مشهد الدمار والخراب الشامل، الذي حل بعاد فأصبحت أثرا بعد عين، ولم يبق من ذكرياتها إلا مساكنها، لكنها خالية موحشة ينعق فيها البوم :﴿ فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم كذلك نجزي القوم المجرمين٢٥ ﴾.
وقوله تعالى في بداية هذه القصة :﴿ واذكر أخا عاد ﴾، إشارة إلى هود عليه السلام نفسه، لكن كتاب الله ذكره هنا بصفته لا باسمه، تنبيها إلى رابطة الأخوة التي كانت تربطه بقومه، وتستوجب عطفه عليهم، وحرصه على هدايتهم.
وقوله تعالى :﴿ إذ أنذر قومه بالأحقاف ﴾، إشارة إلى موطن عاد في جنوب جزيرة العرب بين اليمن وعمان، وقد قامت دولة عاد الأولى في جنوب الجزيرة العربية قبل ميلاد المسيح بعشرين قرنا، وقبل الهجرة النبوية بسبعة وعشرين قرنا، و " الأحقاف " جمع " حقف " وهو الكثيب المرتفع، أو الجبل المستطيل من الرمال.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢١:الربع الثاني من الحزب الواحد والخمسين
في المصحف الكريم
في هذا الربع يوالي كتاب الله إمداد رسوله الأعظم عليه الصلاة والسلام بأخبار من سبقه من الرسل، وأخبار من سبق أمته من الأمم، وهو إذ يستعرض أمام رسوله هذه الأخبار يثبت قلب رسوله على الحق، كما يثبت قدم رسوله في محاربة الباطل، وإذ يستعرضها أمام مشركي قريش ينذرهم بعاقبة الإنكار والجحود، ويحذرهم من الإصرار على معارضة الرسالة الإلهية التي هي خاتمة الرسالات، ومن الوقوف في وجهها، ويذكرهم بالهلاك والدمار الذي أصاب قوما آخرين سبقوهم، وهم من نفس جنسهم ومن جيرانهم الأقربين.
وفي هذا السياق يتناول كتاب الله قصة هود عليه السلام وعادا قومه، فيذكر نوع الدعوة الإلهية التي دعا إليها جميع الأنبياء والرسل، وهي الدعوة إلى الإيمان بالله واليوم الآخر :﴿ واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم٢١ ﴾، ثم يحكي كتاب الله الرد الذي قابلت به عاد دعوة هود عليه السلام، وما يتضمنه هذا الرد من شك وتكذيب وعناد، وما احتوى عليه من التحدي لقدرة الله، رغما عن أنه القاهر فوق عباده :﴿ قالوا أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا ﴾. أي لتصدنا عنها، ﴿ فاتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين٢٢ ﴾، أي فأتنا بالعذاب الذي تنذرنا به من عند الله.
ويتصدى هود عليه السلام لجواب قومه عاد جوابا خاليا من الادعاء والتطاول على الله :﴿ قال إنما العلم عند الله ﴾، أي فهو سبحانه الذي يعلم متى يذيقكم العذاب، ﴿ وأبلغكم ما أرسلت به ولكني أراكم قوما تجهلون ﴾، أي تصرون على الجهل بوحدانية الله وقدرته، وتردون دعوة الله الموجهة إليكم ردا غير جميل.
ويمضي كتاب الله في وصف ما آل إليه أمر عاد في النهاية، إذ تعرضوا لغضب الله، جزاء عنادهم وإصرارهم وتحديهم لقدرة الله، فقد نقلت الروايات أن عاد أصابها الحر الشديد، وطال عليها الجفاف والجدب، واحتبس عنها المطر، حتى أصبحت جميع الأنظار فيها متطلعة نحو السماء، تنتظر تصريف الرياح وتسخير السحب بالغيث النافع، فلما رأوا السحاب مقبلا على أوديتهم فرحوا واعتقدوا أنه سحاب غيث وإحياء، لا سحاب هلاك وإفناء :﴿ فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا ﴾، ولكن الحق سبحانه وتعالى الذي ينجز وعده بالثواب لمن يستحقه، لا يخلف وعيده بالعقاب لمن تحدى أمره وتحدى رسله، رغما عن توالي الحجج والبينات، وها هو لسان القدرة يعيد على أسماعنا في كتاب الله نفس الجواب الحاسم، الذي تلقته عاد، أشد ما تكون خيبة أمل، وكأنها تستمع إليه الآن :﴿ بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم ٢٤ تدمر كل شيء بأمر ربها ﴾، ثم يصف كتاب الله مشهد الدمار والخراب الشامل، الذي حل بعاد فأصبحت أثرا بعد عين، ولم يبق من ذكرياتها إلا مساكنها، لكنها خالية موحشة ينعق فيها البوم :﴿ فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم كذلك نجزي القوم المجرمين٢٥ ﴾.
وقوله تعالى في بداية هذه القصة :﴿ واذكر أخا عاد ﴾، إشارة إلى هود عليه السلام نفسه، لكن كتاب الله ذكره هنا بصفته لا باسمه، تنبيها إلى رابطة الأخوة التي كانت تربطه بقومه، وتستوجب عطفه عليهم، وحرصه على هدايتهم.
وقوله تعالى :﴿ إذ أنذر قومه بالأحقاف ﴾، إشارة إلى موطن عاد في جنوب جزيرة العرب بين اليمن وعمان، وقد قامت دولة عاد الأولى في جنوب الجزيرة العربية قبل ميلاد المسيح بعشرين قرنا، وقبل الهجرة النبوية بسبعة وعشرين قرنا، و " الأحقاف " جمع " حقف " وهو الكثيب المرتفع، أو الجبل المستطيل من الرمال.


وقوله تعالى :﴿ تدمر كل شيء بأمر ربها ﴾، إشارة إلى أن الظواهر الكونية على اختلافها – والريح من جملتها- إنما هي كائنات مسخرة بأمر الله، لا تتحرك إلا وفق مراده، طبقا لنواميس كونية معلومة، ولا تنفذ إلا خططا إلهية مرسومة.
ويتعرض كتاب الله في أعقاب هذا الحديث إلى ما كانت عليه عاد من الذكاء والقوة، لكنها لم تستعملها في مرضاة الله، إذ لم تستجب إلى دعوته. فعاقبها وأخذها أخذا وبيلا :﴿ ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون٢٦ ﴾.
ثم عقب كتاب الله على قصة عاد وما أصابها من الهلاك والدمار، بآية أخرى تذكر مشركي قريش بما أصاب الأقوام الذين كانوا من حولهم عموما، وما حل بديار أولئك الأقوام من العذاب الشديد، وما نالهم من الخيبة واليأس، عندما رأوا المعبودات التي كانوا يدعونها ويتقربون إليها بالقرابين عاجزة عن إغاثتهم وإنقاذهم في وقت الشدة واليأس، وقد تخلت عنهم وتجاهلتهم، لأنها في الحقيقة لا تملك لهم ضرا ولا نفعا، وذلك قوله تعالى :﴿ ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرفنا الآيات لعلهم يرجعون ﴾، أي وألينا عليهم مختلف الآيات والقوارع، واحدة بعد واحدة، عسى أن تؤثر فيهم هذه الآية إن لم تنفع فيهم الأخرى، ﴿ فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون إله قربانا آلهة ﴾، أي : فهل نصرتهم معبوداتهم عند احتياجهم إليها في وقت الشدة، ﴿ بل ضلوا عنهم وذلك إفكهم وما كانوا يفترون ﴾.
والإشارة في قوله تعالى هنا :﴿ ما حولكم من القرى ﴾، إلى أقوام من العرب أيضا يشاركون مشركي قريش في نفس الجنس والسلالة، وهم " عاد " بالأحقاف، و " سبأ " باليمن وكلاهما في جنوب الجزيرة العربية، وثمود ومدين في شمالها بين الحجاز والشام، ولوط التي يمر ببحيرتها تجار قريش في رحلتهم إلى الشام، والمعنى المقصود من هذه الإشارة هو أن عاقبة الجحود والعناد واحدة بالنسبة للجميع، بالنسبة لغير العرب ولنفس العرب، وإذا كانت الآيات القرآنية تحدثت في مكان آخر من كتاب الله عن مصير فرعون وقومه في مصر البعيدة عن جزيرة العرب، فها هي تتحدث الآن عن مصارع أقوام من نفس العرب، قريبة من المشركين، بحيث يرون آثارها، ويشاهدون أطلالها، ويرون أخبارها، عسى أن تكون الموعظة بمن هم من جنسهم، وحول ديارهم، أوقع في النفس، وأعمق في التأثير.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٧:ثم عقب كتاب الله على قصة عاد وما أصابها من الهلاك والدمار، بآية أخرى تذكر مشركي قريش بما أصاب الأقوام الذين كانوا من حولهم عموما، وما حل بديار أولئك الأقوام من العذاب الشديد، وما نالهم من الخيبة واليأس، عندما رأوا المعبودات التي كانوا يدعونها ويتقربون إليها بالقرابين عاجزة عن إغاثتهم وإنقاذهم في وقت الشدة واليأس، وقد تخلت عنهم وتجاهلتهم، لأنها في الحقيقة لا تملك لهم ضرا ولا نفعا، وذلك قوله تعالى :﴿ ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرفنا الآيات لعلهم يرجعون ﴾، أي وألينا عليهم مختلف الآيات والقوارع، واحدة بعد واحدة، عسى أن تؤثر فيهم هذه الآية إن لم تنفع فيهم الأخرى، ﴿ فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون إله قربانا آلهة ﴾، أي : فهل نصرتهم معبوداتهم عند احتياجهم إليها في وقت الشدة، ﴿ بل ضلوا عنهم وذلك إفكهم وما كانوا يفترون ﴾.
والإشارة في قوله تعالى هنا :﴿ ما حولكم من القرى ﴾، إلى أقوام من العرب أيضا يشاركون مشركي قريش في نفس الجنس والسلالة، وهم " عاد " بالأحقاف، و " سبأ " باليمن وكلاهما في جنوب الجزيرة العربية، وثمود ومدين في شمالها بين الحجاز والشام، ولوط التي يمر ببحيرتها تجار قريش في رحلتهم إلى الشام، والمعنى المقصود من هذه الإشارة هو أن عاقبة الجحود والعناد واحدة بالنسبة للجميع، بالنسبة لغير العرب ولنفس العرب، وإذا كانت الآيات القرآنية تحدثت في مكان آخر من كتاب الله عن مصير فرعون وقومه في مصر البعيدة عن جزيرة العرب، فها هي تتحدث الآن عن مصارع أقوام من نفس العرب، قريبة من المشركين، بحيث يرون آثارها، ويشاهدون أطلالها، ويرون أخبارها، عسى أن تكون الموعظة بمن هم من جنسهم، وحول ديارهم، أوقع في النفس، وأعمق في التأثير.

وكما سجل كتاب الله في سورة أخرى أن جميع المخلوقات تدين الله بالتسبيح والتنزيه، إلا أن البشر لايفهمون تسبيحها، إذ قال تعالى :﴿ وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ﴾ ( الإسراء : ٤٤ )، تحدثت الآيات الكريمة في هذا الربع عن نفر من الجن هداهم الله للاستماع إلى القرآن، فأنصتوا إليه خاشعين، ثم ولوا إلى قومهم منذرين، محذرين إياهم من الضلال المبين، وذلك قوله تعالى :﴿ وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين ﴾، ﴿ يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به ﴾، ﴿ ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين ﴾. قال ابن عباس رضي الله عنه : " ّما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن ولا رآهم، فلما سمعوا القرآن وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر استمعوا له "، وقال الحسن البصري : " أنه صلى الله عليه وسلم ما شعر بأمرهم حتى أنزل الله تعالى عليه خبرهم ".
ويتصل بهذا الموضوع قوله تعالى :﴿ قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن ﴾ ( الجن : ١ )، وفيه دليل على أنه صلى الله عليه وسلم إنما عرف قول الجن، عن طريق الوحي الذي أنزل عليه، كما رواه البخاري ومسلم.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٩:وكما سجل كتاب الله في سورة أخرى أن جميع المخلوقات تدين الله بالتسبيح والتنزيه، إلا أن البشر لايفهمون تسبيحها، إذ قال تعالى :﴿ وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ﴾ ( الإسراء : ٤٤ )، تحدثت الآيات الكريمة في هذا الربع عن نفر من الجن هداهم الله للاستماع إلى القرآن، فأنصتوا إليه خاشعين، ثم ولوا إلى قومهم منذرين، محذرين إياهم من الضلال المبين، وذلك قوله تعالى :﴿ وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين ﴾، ﴿ يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به ﴾، ﴿ ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين ﴾. قال ابن عباس رضي الله عنه :" ّما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن ولا رآهم، فلما سمعوا القرآن وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر استمعوا له "، وقال الحسن البصري :" أنه صلى الله عليه وسلم ما شعر بأمرهم حتى أنزل الله تعالى عليه خبرهم ".
ويتصل بهذا الموضوع قوله تعالى :﴿ قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن ﴾ ( الجن : ١ )، وفيه دليل على أنه صلى الله عليه وسلم إنما عرف قول الجن، عن طريق الوحي الذي أنزل عليه، كما رواه البخاري ومسلم.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٩:وكما سجل كتاب الله في سورة أخرى أن جميع المخلوقات تدين الله بالتسبيح والتنزيه، إلا أن البشر لايفهمون تسبيحها، إذ قال تعالى :﴿ وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ﴾ ( الإسراء : ٤٤ )، تحدثت الآيات الكريمة في هذا الربع عن نفر من الجن هداهم الله للاستماع إلى القرآن، فأنصتوا إليه خاشعين، ثم ولوا إلى قومهم منذرين، محذرين إياهم من الضلال المبين، وذلك قوله تعالى :﴿ وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين ﴾، ﴿ يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به ﴾، ﴿ ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين ﴾. قال ابن عباس رضي الله عنه :" ّما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن ولا رآهم، فلما سمعوا القرآن وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر استمعوا له "، وقال الحسن البصري :" أنه صلى الله عليه وسلم ما شعر بأمرهم حتى أنزل الله تعالى عليه خبرهم ".
ويتصل بهذا الموضوع قوله تعالى :﴿ قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن ﴾ ( الجن : ١ )، وفيه دليل على أنه صلى الله عليه وسلم إنما عرف قول الجن، عن طريق الوحي الذي أنزل عليه، كما رواه البخاري ومسلم.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٩:وكما سجل كتاب الله في سورة أخرى أن جميع المخلوقات تدين الله بالتسبيح والتنزيه، إلا أن البشر لايفهمون تسبيحها، إذ قال تعالى :﴿ وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ﴾ ( الإسراء : ٤٤ )، تحدثت الآيات الكريمة في هذا الربع عن نفر من الجن هداهم الله للاستماع إلى القرآن، فأنصتوا إليه خاشعين، ثم ولوا إلى قومهم منذرين، محذرين إياهم من الضلال المبين، وذلك قوله تعالى :﴿ وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين ﴾، ﴿ يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به ﴾، ﴿ ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين ﴾. قال ابن عباس رضي الله عنه :" ّما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن ولا رآهم، فلما سمعوا القرآن وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر استمعوا له "، وقال الحسن البصري :" أنه صلى الله عليه وسلم ما شعر بأمرهم حتى أنزل الله تعالى عليه خبرهم ".
ويتصل بهذا الموضوع قوله تعالى :﴿ قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن ﴾ ( الجن : ١ )، وفيه دليل على أنه صلى الله عليه وسلم إنما عرف قول الجن، عن طريق الوحي الذي أنزل عليه، كما رواه البخاري ومسلم.

ثم اتجه الخطاب الإلهي إلى الرسول عليه الصلاة والسلام آمرا له بالثبات على الحق، والصبر إلى النهاية على تكاليف الدعوة ومتاعبها، ومسؤولياتها وأخطارها، ضاربا له المثل بصبر " أولي العزم " من الرسل، وهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى، ليكون خامسهم وخاتمهم، وقد ورد ذكر أسمائهم جميعا في آيتين من سورة الأحزاب وسورة الشورى، ﴿ فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم ﴾.
Icon