تفسير سورة الأحقاف

أوضح التفاسير
تفسير سورة سورة الأحقاف من كتاب أوضح التفاسير المعروف بـأوضح التفاسير .
لمؤلفه محمد عبد اللطيف الخطيب . المتوفي سنة 1402 هـ

﴿مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِلاَّ بِالْحَقِّ﴾ أي إلا لإقامة الحق، وبسط العدل ﴿وَأَجَلٌ مُّسَمًّى﴾ هو يوم القيامة: تنتهي فيه السموات والأرض وما بينهما
﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَّا تَدْعُونَ﴾ تعبدون ﴿مِن دُونِ اللَّهِ﴾ غيره ﴿أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ﴾ مشاركة ﴿ائْتُونِي بِكِتَابٍ﴾ منزل ﴿مِّن قَبْلِ هَذَآ﴾ القرآن ﴿أَوْ أَثَارَةٍ﴾ بقية ﴿مِنْ عِلْمٍ﴾ يدل على صحة ما تعبدون، وما تزعمون
﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو﴾ يعبد ﴿مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ﴾ لا يجيبه إلى شيء يسأله؛ وهم الأصنام ﴿وَهُمْ عَن دُعَآئِهِمْ﴾ عن عبادتهم ﴿غَافِلُونَ﴾ لأنهم جماد لا يعقل، ولا يحس إن عبدته وعظمته، أو أهنته وحطمته
﴿وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ﴾ أي جمعوا للحساب والجزاء يوم القيامة ﴿كَانُواْ لَهُمْ أَعْدَآءً﴾ أي كانت الأصنام أعداء لعابديها
﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ﴾ أي اختلق القرآن ﴿هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ﴾ أي بما تقولونه من الطعن في القرآن
﴿قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنَ الرُّسُلِ﴾ أي لم أكن أولهم؛ فقد سبقني الكثير منهم: كموسى، وعيسى، وإبراهيم
﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ﴾ هذا القرآن ﴿مِنْ عِندِ اللَّهِ﴾ كما أقول ﴿وَكَفَرْتُمْ بِهِ﴾ فماذا يكون حالكم يوم القيامة؟ ﴿وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ هو عبد اللهبن سلام ﴿عَلَى مِثْلِهِ﴾ على التوراة - التي هي مثل القرآن في نسبتها إلى الله تعالى - بأن فيها ذكر الرسول، وصفته، وأنباء بعثته ﴿فَآمَنَ﴾ هو بالقرآن ﴿وَاسْتَكْبَرْتُمْ﴾ عن الإيمان به
﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ اليهود ﴿لِلَّذِينَ آمَنُواْ﴾ منهم؛ كعبد اللهبن سلام وأضرابه ﴿لَّوْ كَانَ﴾ هذا الدين ﴿خَيْراً مَّا سَبَقُونَآ إِلَيْهِ﴾ أي ما سبقنا إليه الفقراء والرعاع؛ كبلال، وصهيب، وعمار ﴿وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُواْ بِهِ﴾ أي بالقرآن ﴿فَسَيَقُولُونَ هَذَآ إِفْكٌ قَدِيمٌ﴾ أي كذب. وذلك كقولهم ﴿أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ﴾ والإفك: أسوأ الكذب وأفحشه
﴿وَمِن قَبْلِهِ﴾ أي قبل القرآن ﴿كِتَابُ مُوسَى﴾ التوراة ﴿إِمَاماً﴾ أي قدوة يؤتم به في دين الله تعالى وشرائعه ﴿وَرَحْمَةً﴾ للمؤمنين؛ لأنه ينقلهم من الظلمات إلى النور ﴿وَهَذَا﴾ القرآن ﴿كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ﴾ لما سبقه من الكتب ﴿لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ﴾ كفروا؛ بالعذاب الأليم
-[٦١٨]- ﴿وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ﴾ المؤمنين بالنعيم المقيم
﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُواْ﴾ أقاموا على الطاعة، وجانبوا المعصية
﴿وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً﴾ أي أمرناه أمراً جازماً بالإحسان إليهما ﴿حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً﴾ أي ذات كره. والمراد به: المشقة أثناء الحمل ﴿وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً﴾ أي بتعب ومشقة أثناء الوضع ﴿وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ﴾ أي مدة حمله وإرضاعه حتى ينفطم ﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ﴾ استكمل قوته وعقله. وبلوغ الأشد: بين ثماني عشرة إلى ثلاثين؛ وهو أيضاً بلوغ الحلم. وهو مثل ضربه الله تعالى للمؤمن المصدق ﴿قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي﴾ ألهمني ﴿وَأَنْ أَعْمَلَ﴾ عملاً ﴿صَالِحاً تَرْضَاهُ﴾ وهو اتباع أوامره تعالى، واجتناب نواهيه ﴿وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي﴾ أي هبني ذرية مؤمنة؛ وهو كقول إبراهيم عليه الصلاة والسلام ﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَتِي﴾ ﴿إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ﴾ مما جنيت في سابق أيامي
﴿وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَآ﴾ أفٍ: كلمة تضجر؛ وقد نزلت هذه الآية في الكافر العاق لوالديه، المكذب بالبعث ﴿أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ﴾ أي أخرج من الأرض بعد الموت، وأبعث ﴿وَقَدْ خَلَتِ﴾ مضت ﴿الْقُرُونِ﴾ الأمم ﴿وَهُمَا يَسْتَغثِيَانِ اللَّهَ﴾ أي يطلبان من الله تعالى الغوث؛ ليرجع ابنهما عن غيه وبغيه، ويرده عن كفره؛ ويقولان له ﴿وَيْلَكَ آمِنْ﴾ أي الويل لك؛ آمن ب الله وبالبعث ﴿إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ﴾ بالقيامة والبعث، والحساب والجزاء ﴿حَقٍّ﴾ واقع؛ لا مراء فيه
-[٦١٩]- ﴿فَيَقُولُ﴾ لهما ﴿مَا هَذَآ﴾ الذي تقولانه ﴿إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ﴾ أكاذيبهم
﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ﴾ وجب عليهم العذاب
﴿فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ﴾ قد مضت ﴿مِن قَبْلِهِمْ مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ﴾ الكافرين
﴿وَلِكُلِّ﴾ من جنس المؤمن والكافر ﴿دَرَجَاتٌ﴾ فدرجات المؤمنين في الجنة، ودرجات الكافرين في النار. والجنة درجات والجحيم دركات ﴿مِّمَّا عَمِلُواْ﴾ أي إن أعمالهم هي التي أوصلت كلا منهم إلى درجته التي يستحقها ﴿وَلِيُوَفِّيَهُمْ﴾ الله تعالى ﴿أَعْمَالَهُمْ﴾ أي جزاءها
﴿وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُواْ عَلَى النَّارِ﴾ ليدخلوها؛ يقال لهم حينئذ ﴿أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ﴾ الباقية، بانصرافكم عن الإيمان، واشتغالكم بالملذات والشهوات. أو «أذهبتم طيباتكم» أذهبتم أعمالكم الطيبة؛ التي عملتموها في الدنيا: كالصدقة، وصلة الرحم، وأمثالهما ﴿فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا﴾ تمتعتم بما يقابلها؛ من صحة وسعة؛ وأصبح لا مقابل لها في الآخرة؛ وقد أوفاكم الله تعالى - لسعة فضله وكرمه - أجوركم عليها في دنياكم؛ فلم يبق لكم سوى الجحيم، والعذاب الأليم ﴿فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ﴾ على ما كسبتم من الكفر ﴿عَذَابَ الْهُونِ﴾ الهوان. وقرىء به ﴿بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ﴾ تتكبرون
﴿وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ﴾ هو هود عليه السلام ﴿بِالأَحْقَافِ﴾ هو واد باليمن؛ وبه منازلهم ﴿وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ﴾ مضت الرسل ﴿مِن بَيْنِ يَدَيْهِ﴾ من قبله ﴿وَمِنْ خَلْفِهِ﴾ من بعده. وقرىء شاذاً: «من قبله ومن بعده» ولولا ذلك؛ لجاز العكس.
﴿لِتَأْفِكَنَا﴾ لتصرفنا ﴿فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ﴾ من العذاب
﴿قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ﴾ بوقت نزول العذاب ﴿عَندَ اللَّهِ﴾ فهو وحده ينزله متى شاء
﴿فَلَمَّا رَأَوْهُ﴾ الضمير للعذاب ﴿عَارِضاً﴾ العارض السحاب الذي يعرض في أفق السماء ﴿مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ﴾ أي متجهاً إليها ﴿قَالُواْ هَذَا عَارِضٌ﴾ سحاب ﴿مُّمْطِرُنَا﴾ بعد محل، ومخصبنا بعد جدب. فقيل لهم: لا. ليس الأمر كما توهمتم ﴿بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ﴾ من العذاب؛ وما هو إلا ﴿رِيحٌ﴾ عاتية ﴿فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ قيل: القائل لذلك هود عليه السلام؛ يؤيده قراءة من قرأ: قال هود ﴿بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ﴾
﴿تُدَمِّرُ﴾ تهلك ﴿كُلِّ شَيْءٍ﴾ مرت عليه ﴿بِأَمْرِ رَبِّهَا﴾ بقدرته وإرادته ﴿فَأَصْبَحُواْ﴾ بعد نزول العذاب بهم هلكى ﴿لاَ يُرَى إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ﴾ لتدل على ما حل بساحتهم. وذهب بعض الصوفية إلى أن المراد بمساكنهم: أجسادهم؛ بعد أن خلت من أرواحهم
﴿وَلَقَدْ مَكَّنَاهُمْ فِيمَآ إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ﴾ المكانة: المنزلة والتمكن. أي ولقد مكناهم فيما لم نمكنكم فيه أو ﴿وَلَقَدْ مَكَّنَاهُمْ فِيمَآ إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ﴾ لفجرتم أكثر من فجوركم، ولطغيتم أكثر من طغيانكم ﴿وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً﴾
كسمعكم ﴿وَأَبْصَاراً﴾ كأبصاركم ﴿وَأَفْئِدَةً﴾ قلوباً كقلوبكم، وعقولاً كعقولكم ﴿فَمَآ أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلاَ أَبْصَارُهُمْ وَلاَ أَفْئِدَتُهُمْ مِّن شَيْءٍ إِذْ﴾ أنهم قد أصموا أسماعهم عن الاستماع إلى الهدى، وأعموا أبصارهم عن رؤية الحق، وأقفلوا قلوبهم عن تفهم الإيمان؛ و ﴿كَانُواْ يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ﴾ ينكرون حججه البينات، ودلائل قدرته الظاهرات ﴿وَحَاقَ﴾ نزل ﴿بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤونَ﴾ وهو العذاب الذي كانوا ينكرون حدوثه
﴿وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِّنَ الْقُرَى﴾ أي أهلكنا أهلها: كعاد وثمود، وقوم لوط، ونحوهم؛ مما كان يجاور بلاد الحجاز، وأخبارهم متواترة ذائعة عندهم ﴿وَصَرَّفْنَا الآيَاتِ﴾ بينا الحجج والعظات والدلالات، وكررناها عليهم ﴿لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ عن كفرهم
﴿فَلَوْلا﴾ فهلا ﴿نَصَرَهُمُ﴾ أي دفع العذاب عن أهل هذه القرى المهلكة ﴿الَّذِينَ اتَّخَذُواْ مِن دُونِ اللَّهِ﴾ غيره ﴿قُرْبَاناً آلِهَةَ﴾ معه؛ وهم الأصنام؛ لأنهم كانوا يقولون: ﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾ ﴿بَلْ ضَلُّواْ عَنْهُمْ﴾ غابوا عنهم، وعن نصرتهم؛ عند نزول العذاب ﴿وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ﴾ كذبهم. والإفك: أسوأ الكذب
﴿وَإِذْ صَرَفْنَآ إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ﴾ أملناهم إليك. والنفر: ما دون العشرة. وكانوا من جن نصيبين باليمن - وهي قاعدة ديار ربيعة - أو جن نينوى ﴿فَلَمَّا حَضَرُوهُ﴾ أي حضروا مجلس الرسول وقت تلاوة القرآن ﴿قَالُواْ﴾ لبعضهم ﴿أَنصِتُواْ﴾ اسكتوا؛ لنستمع لما يتلى ونتفهمه ﴿فَلَمَّا قَضَى﴾ أي فرغ الرسول صلوات الله تعالى وسلامه عليه من القراءة ﴿وَلَّوْاْ﴾ انصرفوا مسرعين
-[٦٢١]- ﴿إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ﴾ مخوفين لهم بالعذاب الذي سمعوه، والذي أعده الله تعالى لمن يكفر به، ولا يصدق بكتابه. قالوا لقومهم
﴿إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً﴾ يعنون القرآن الكريم ﴿أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ﴾ لما تقدمه من الكتب؛ كالتوراة والإنجيل ﴿يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ﴾ الواضح ﴿وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ لا عوج فيه. وهل أقوم من الإسلام، وأهدى من الإيمان؟
﴿يقَوْمَنَآ أَجِيبُواْ دَاعِيَ اللَّهِ﴾ رسوله الذي يدعو إليه، وإلى دينه القويم ﴿يَغْفِرْ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ﴾ التي اقترفتموها قبل إيمانكم؛ لأن الإيمان يجبّ ما قبله ﴿وَيُجِرْكُمْ مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ ذهب كثيرون إلى أن الجن ثوابهم: أن يجاروا من النار، ثم يقال لهم: كونوا تراباً؛ فيكونوه؛ كالبهائم تماماً. وذهب آخرون إلى أنهم كما يعاقبون على سيئاتهم: يثابون على حسناتهم. وهذا القول أولى بالصواب وأجدر بالعدالة الإلهية، قال تعالى: ﴿وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ﴾ بعد مخاطبته للجن والإنس بقوله ﴿يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ﴾
﴿فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضَ﴾ أي لن يعجز الله بالهرب من بطشه وعقوبته ﴿وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ﴾ غيره ﴿أَوْلِيَاءَ﴾ أنصار يمنعونه عذاب الله تعالى، أو يدفعون عنه عقابه
﴿أُوْلَئِكَ﴾ الذين لم يجيبوا داعي الله ﴿فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ﴾ الضلال: ضد الهدى. ويطلق أيضاً على الحيرة، والموت
﴿وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ﴾ أي لم يتعب، ولم يعجز ﴿بَلَى﴾ أي نعم هو قادر على بعث الموتى وإحيائهم
﴿أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ﴾ أي يقال لهم: أليس هذا العذاب هو الحق الذي تستحقونه، وقد استوجبتموه بكفركم، وقد جئناكم في الدنيا بأنبائه؛ فلم تؤمنوا بوقوعه
﴿فَاصْبِرْ﴾ يا محمد على أذى قومك ﴿كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ الْعَزْمِ﴾ ذووا الجد والثبات والصبر ﴿مَّنَ الرُّسُلِ﴾ الذين تقدموك ﴿وَلاَ تَسْتَعْجِل لَّهُمْ﴾ أي لا تستعجل العذاب لقومك ﴿كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ﴾ من العذاب يوم القيامة ﴿لَّمْ يَلْبَثُواْ﴾ في الدنيا، أو في القبور ﴿إِلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ﴾ وذلك لشدة ما يلقون من هول القيامة ﴿بَلاَغٌ﴾ أي هذا القرآن «بلاغ» من الله تعالى إليكم.
621
سورة محمد عليه الصلاة والسلام

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

622
Icon