تفسير سورة الفيل

تفسير المراغي
تفسير سورة سورة الفيل من كتاب تفسير المراغي .
لمؤلفه المراغي . المتوفي سنة 1371 هـ
آياتها خمس
هي مكية، نزلت بعد سورة الكافرين.
ومناسبتها لما قبلها : أنه بيّن في السورة السابقة أن المال لا يغني من الله شيئا ؛ وهنا أقام الدليل على ذلك بقصص أصحاب الفيل.

بسم الله الرحم الرحيم
المعنى الجملي : ذكر الله سبحانه نبيه ومن تبلغه رسالته بعمل عظيم دال على بالغ قدرته، وأن كل قدرة دونها فهي خاضعة لسلطانها، ذاك أن قوما أرادوا أن يتعززوا بفيلهم ليغلبوا بعض عباده على أمرهم، ويصلوا إليهم بشر وأذى، فأهلكم الله ورد كيدهم، وأبطل تدبيرهم، بعد أن كانوا في ثقة بعددهم وعُددهم، ولم يفدهم ذلك شيئا.

قصص أصحاب الفيل كما رواه أرباب السير :

حادث الفيل معروف متواتر لدى العرب، حتى إنهم جعلوه مبدأ تاريخ يحددون به أوقات الحوادث، فيقولون : ولد عام الفيل، وحدث كذا لسنتين بعد عام الفيل، ونحو ذلك.
وخلاصة ما أجمع عليه رواتهم : أن قائدا حبشيا ممن كانوا قد غلبوا على اليمن أراد أن يعتدي على الكعبة المشرفة ويهدمها، ليمنع العرب من الحج إليها، فتوجه بجيش جرار إلى مكة، واستصحب معه فيلا أو فيلة كثيرة زيادة في الإرهاب والتخويف، ولم يزل سائرا يغلب من يلاقيه، حتى وصل إلى " المُغمّس " -وهو موضع بالقرب من مكة-، ثم أرسل إلى أهل مكة يخبرهم أنه لم يأت لحربهم، وإنما جاء لهدم البيت، ففزعوا منه، وانطلقوا إلى شعب الجبال ينظرون ما هو فاعل.
وفي اليوم الثاني فشا في جند الحبشي داء الجدري والحصبة، قال عكرمة : وهو أول جدري ظهر ببلاد العرب، ففعل ذلك الوباء بأجسامهم ما يندر وقوع مثله، فكان لحمهم يتناثر ويتساقط، فذعر الجيش وصاحبه وولوا هاربين، وأصيب الحبشي، ولم يزل لحمه يسقط قطعة قطعة، وأنملة أنملة، حتى انصدع صدره ومات في صنعاء.
الإيضاح :﴿ ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ؟ ﴾ أي ألم تعلم الحال العجيبة والكيفية الهائلة الدالة على عظم قدرة الله تعالى وكمال علمه وحكمته، فيما فعل بأصحاب الفيل الذين قصدوا هدم البيت الحرام، فتلك حال قد جاءت على غير ما يعرف من الأسباب والعلل ؛ إذ لم يعهد أن يجيء طير في جهة فيقصد قوما دون قوم، وهم معهم في جهة واحدة، فذلك أمارة أنه من صنع حكيم مدبر، بعثه لإنقاذ مقصد معين.
وإنما عبر عن العلم بالرؤية، للإيماء إلى أن الخبر بهذا القصص متواتر مستفيض، فالعلم به مساو في قوة الثبوت مع الوضوح، للعلم الناشئ عن الرؤية والمشاهدة.
وخلاصة ذلك : إنك قد علمت ذلك علما واضحا لا لبس فيه ولا خفاء.
المعنى الجملي : ذكر الله سبحانه نبيه ومن تبلغه رسالته بعمل عظيم دال على بالغ قدرته، وأن كل قدرة دونها فهي خاضعة لسلطانها، ذاك أن قوما أرادوا أن يتعززوا بفيلهم ليغلبوا بعض عباده على أمرهم، ويصلوا إليهم بشر وأذى، فأهلكم الله ورد كيدهم، وأبطل تدبيرهم، بعد أن كانوا في ثقة بعددهم وعُددهم، ولم يفدهم ذلك شيئا.

قصص أصحاب الفيل كما رواه أرباب السير :

حادث الفيل معروف متواتر لدى العرب، حتى إنهم جعلوه مبدأ تاريخ يحددون به أوقات الحوادث، فيقولون : ولد عام الفيل، وحدث كذا لسنتين بعد عام الفيل، ونحو ذلك.
وخلاصة ما أجمع عليه رواتهم : أن قائدا حبشيا ممن كانوا قد غلبوا على اليمن أراد أن يعتدي على الكعبة المشرفة ويهدمها، ليمنع العرب من الحج إليها، فتوجه بجيش جرار إلى مكة، واستصحب معه فيلا أو فيلة كثيرة زيادة في الإرهاب والتخويف، ولم يزل سائرا يغلب من يلاقيه، حتى وصل إلى " المُغمّس " -وهو موضع بالقرب من مكة-، ثم أرسل إلى أهل مكة يخبرهم أنه لم يأت لحربهم، وإنما جاء لهدم البيت، ففزعوا منه، وانطلقوا إلى شعب الجبال ينظرون ما هو فاعل.
وفي اليوم الثاني فشا في جند الحبشي داء الجدري والحصبة، قال عكرمة : وهو أول جدري ظهر ببلاد العرب، ففعل ذلك الوباء بأجسامهم ما يندر وقوع مثله، فكان لحمهم يتناثر ويتساقط، فذعر الجيش وصاحبه وولوا هاربين، وأصيب الحبشي، ولم يزل لحمه يسقط قطعة قطعة، وأنملة أنملة، حتى انصدع صدره ومات في صنعاء.
شرح المفردات : الكيد : إرادة وقوع ضر بغيرك على وجه الخفاء، والتضليل : التضييع والإبطال. تقول : ضلّلت كيد فلان إذا جعلته باطلا ضائعا.
ثم بين الحال التي وقع عليها فعله فقال :
﴿ ألم يجعل كيدهم في تضليل ؟ ﴾ أي إنك لترى ما كان عليه فعل الله بأولئك القوم، فقد ضيع تدبيرهم، وخيب سعيهم.
المعنى الجملي : ذكر الله سبحانه نبيه ومن تبلغه رسالته بعمل عظيم دال على بالغ قدرته، وأن كل قدرة دونها فهي خاضعة لسلطانها، ذاك أن قوما أرادوا أن يتعززوا بفيلهم ليغلبوا بعض عباده على أمرهم، ويصلوا إليهم بشر وأذى، فأهلكم الله ورد كيدهم، وأبطل تدبيرهم، بعد أن كانوا في ثقة بعددهم وعُددهم، ولم يفدهم ذلك شيئا.

قصص أصحاب الفيل كما رواه أرباب السير :

حادث الفيل معروف متواتر لدى العرب، حتى إنهم جعلوه مبدأ تاريخ يحددون به أوقات الحوادث، فيقولون : ولد عام الفيل، وحدث كذا لسنتين بعد عام الفيل، ونحو ذلك.
وخلاصة ما أجمع عليه رواتهم : أن قائدا حبشيا ممن كانوا قد غلبوا على اليمن أراد أن يعتدي على الكعبة المشرفة ويهدمها، ليمنع العرب من الحج إليها، فتوجه بجيش جرار إلى مكة، واستصحب معه فيلا أو فيلة كثيرة زيادة في الإرهاب والتخويف، ولم يزل سائرا يغلب من يلاقيه، حتى وصل إلى " المُغمّس " -وهو موضع بالقرب من مكة-، ثم أرسل إلى أهل مكة يخبرهم أنه لم يأت لحربهم، وإنما جاء لهدم البيت، ففزعوا منه، وانطلقوا إلى شعب الجبال ينظرون ما هو فاعل.
وفي اليوم الثاني فشا في جند الحبشي داء الجدري والحصبة، قال عكرمة : وهو أول جدري ظهر ببلاد العرب، ففعل ذلك الوباء بأجسامهم ما يندر وقوع مثله، فكان لحمهم يتناثر ويتساقط، فذعر الجيش وصاحبه وولوا هاربين، وأصيب الحبشي، ولم يزل لحمه يسقط قطعة قطعة، وأنملة أنملة، حتى انصدع صدره ومات في صنعاء.
شرح المفردات : الطير : كل ما صار في الهواء، صغيرا كان أو كبيرا، والأبابيل : الجماعات، لا واحد له من لفظه، والسجيل : الطين الذي تحجر.
ثم فصل تدبيره في إبطال كيد أولئك القوم فقال :﴿ وأرسل عليهم طيرا أبابيل. ترميهم بحجارة من سجيل ﴾ أي إنه تعالى أرسل عليهم فرقا من الطير تحمل حجارة يابسة سقطت على أفراد الجيش، فابتلوا بمرض الجدري أو الحصبة حتى هلكوا.
وقد يكون هذا الطير من جنس البعوض أو الذباب الذي يحمل جراثيم بعض الأمراض، أو تكون هذه الحجارة من الطين اليابس المسموم الذي تحمله الرياح، فيعلق بأرجل هذا الطير، فإذا اتصل بجسم دخل في مسامه، فأثار فيه قروحا تنتهي بإفساد الجسم وتساقط لحمه.
ولا شك أن الذباب يحمل كثيرا من جراثيم الأمراض، فوقوع ذبابة واحدة ملوثة بالمكروب على الإنسان كافية في إصابته بالمرض الذي يحمله، ثم هو ينقل هذا المرض على الجمّ الغفير من الناس، فإذا أراد الله أن يهلك جيشا كثير العدد ببعوضة واحدة لم يكن ذلك بعيدا عن مجرى الإلف والعادة، وهذا أقوى في الدلالة على قدرة الله وعظيم سلطانه، من أن يكون هلاكهم بكبار الطيور، وغرائب الأمور، وأدل على ضعف الإنسان وذله أمام القهر الإلهي، وكيف لا وهو مخلوق تبيده ذبابة، وتفضّ مضجعه بعوضة، ويؤذيه هبوب الريح.
قال الأستاذ الإمام : فهذا الطاغية الذي أراد أن يهدم البيت، أرسل الله عيه ما يوصل إليه مادة الجدري أو الحصبة، فأهلكته وأهلكت قومه قبل أن يدخل مكة، وهي نعمة من الله غمر بها أهل حرمه على وثنيتهم، حفظا لبيته حتى يرسل إليه من يحميه بقوة دينه صلى الله عيه وسلم، وإن كانت نقمة من الله حلت بأعدائه أصحاب الفيل الذين أرادوا الاعتداء على البيت بدون جرم اجترمه، ولا ذنب اقترفه.
المعنى الجملي : ذكر الله سبحانه نبيه ومن تبلغه رسالته بعمل عظيم دال على بالغ قدرته، وأن كل قدرة دونها فهي خاضعة لسلطانها، ذاك أن قوما أرادوا أن يتعززوا بفيلهم ليغلبوا بعض عباده على أمرهم، ويصلوا إليهم بشر وأذى، فأهلكم الله ورد كيدهم، وأبطل تدبيرهم، بعد أن كانوا في ثقة بعددهم وعُددهم، ولم يفدهم ذلك شيئا.

قصص أصحاب الفيل كما رواه أرباب السير :

حادث الفيل معروف متواتر لدى العرب، حتى إنهم جعلوه مبدأ تاريخ يحددون به أوقات الحوادث، فيقولون : ولد عام الفيل، وحدث كذا لسنتين بعد عام الفيل، ونحو ذلك.
وخلاصة ما أجمع عليه رواتهم : أن قائدا حبشيا ممن كانوا قد غلبوا على اليمن أراد أن يعتدي على الكعبة المشرفة ويهدمها، ليمنع العرب من الحج إليها، فتوجه بجيش جرار إلى مكة، واستصحب معه فيلا أو فيلة كثيرة زيادة في الإرهاب والتخويف، ولم يزل سائرا يغلب من يلاقيه، حتى وصل إلى " المُغمّس " -وهو موضع بالقرب من مكة-، ثم أرسل إلى أهل مكة يخبرهم أنه لم يأت لحربهم، وإنما جاء لهدم البيت، ففزعوا منه، وانطلقوا إلى شعب الجبال ينظرون ما هو فاعل.
وفي اليوم الثاني فشا في جند الحبشي داء الجدري والحصبة، قال عكرمة : وهو أول جدري ظهر ببلاد العرب، ففعل ذلك الوباء بأجسامهم ما يندر وقوع مثله، فكان لحمهم يتناثر ويتساقط، فذعر الجيش وصاحبه وولوا هاربين، وأصيب الحبشي، ولم يزل لحمه يسقط قطعة قطعة، وأنملة أنملة، حتى انصدع صدره ومات في صنعاء.
شرح المفردات : الطير : كل ما صار في الهواء، صغيرا كان أو كبيرا، والأبابيل : الجماعات، لا واحد له من لفظه، والسجيل : الطين الذي تحجر.
﴿ وأرسل عليهم طيرا أبابيل. ترميهم بحجارة من سجيل ﴾ أي إنه تعالى أرسل عليهم فرقا من الطير تحمل حجارة يابسة سقطت على أفراد الجيش، فابتلوا بمرض الجدري أو الحصبة حتى هلكوا.
وقد يكون هذا الطير من جنس البعوض أو الذباب الذي يحمل جراثيم بعض الأمراض، أو تكون هذه الحجارة من الطين اليابس المسموم الذي تحمله الرياح، فيعلق بأرجل هذا الطير، فإذا اتصل بجسم دخل في مسامه، فأثار فيه قروحا تنتهي بإفساد الجسم وتساقط لحمه.
ولا شك أن الذباب يحمل كثيرا من جراثيم الأمراض، فوقوع ذبابة واحدة ملوثة بالمكروب على الإنسان كافية في إصابته بالمرض الذي يحمله، ثم هو ينقل هذا المرض على الجمّ الغفير من الناس، فإذا أراد الله أن يهلك جيشا كثير العدد ببعوضة واحدة لم يكن ذلك بعيدا عن مجرى الإلف والعادة، وهذا أقوى في الدلالة على قدرة الله وعظيم سلطانه، من أن يكون هلاكهم بكبار الطيور، وغرائب الأمور، وأدل على ضعف الإنسان وذله أمام القهر الإلهي، وكيف لا وهو مخلوق تبيده ذبابة، وتقضّ مضجعه بعوضة، ويؤذيه هبوب الريح.
قال الأستاذ الإمام : فهذا الطاغية الذي أراد أن يهدم البيت، أرسل الله عليه ما يوصل إليه مادة الجدري أو الحصبة، فأهلكته وأهلكت قومه قبل أن يدخل مكة، وهي نعمة من الله غمر بها أهل حرمه على وثنيتهم، حفظا لبيته حتى يرسل إليه من يحميه بقوة دينه صلى الله عيه وسلم، وإن كانت نقمة من الله حلت بأعدائه أصحاب الفيل الذين أرادوا الاعتداء على البيت بدون جرم اجترمه، ولا ذنب اقترفه.
المعنى الجملي : ذكر الله سبحانه نبيه ومن تبلغه رسالته بعمل عظيم دال على بالغ قدرته، وأن كل قدرة دونها فهي خاضعة لسلطانها، ذاك أن قوما أرادوا أن يتعززوا بفيلهم ليغلبوا بعض عباده على أمرهم، ويصلوا إليهم بشر وأذى، فأهلكم الله ورد كيدهم، وأبطل تدبيرهم، بعد أن كانوا في ثقة بعددهم وعُددهم، ولم يفدهم ذلك شيئا.

قصص أصحاب الفيل كما رواه أرباب السير :

حادث الفيل معروف متواتر لدى العرب، حتى إنهم جعلوه مبدأ تاريخ يحددون به أوقات الحوادث، فيقولون : ولد عام الفيل، وحدث كذا لسنتين بعد عام الفيل، ونحو ذلك.
وخلاصة ما أجمع عليه رواتهم : أن قائدا حبشيا ممن كانوا قد غلبوا على اليمن أراد أن يعتدي على الكعبة المشرفة ويهدمها، ليمنع العرب من الحج إليها، فتوجه بجيش جرار إلى مكة، واستصحب معه فيلا أو فيلة كثيرة زيادة في الإرهاب والتخويف، ولم يزل سائرا يغلب من يلاقيه، حتى وصل إلى " المُغمّس " -وهو موضع بالقرب من مكة-، ثم أرسل إلى أهل مكة يخبرهم أنه لم يأت لحربهم، وإنما جاء لهدم البيت، ففزعوا منه، وانطلقوا إلى شعب الجبال ينظرون ما هو فاعل.
وفي اليوم الثاني فشا في جند الحبشي داء الجدري والحصبة، قال عكرمة : وهو أول جدري ظهر ببلاد العرب، ففعل ذلك الوباء بأجسامهم ما يندر وقوع مثله، فكان لحمهم يتناثر ويتساقط، فذعر الجيش وصاحبه وولوا هاربين، وأصيب الحبشي، ولم يزل لحمه يسقط قطعة قطعة، وأنملة أنملة، حتى انصدع صدره ومات في صنعاء.
شرح المفردات : العصف : ورق الزرع الذي يبقى بعد الحصاد، وتعصفه الرياح : فتأكله الماشية، مأكول : أي أكلت الدواب بعضه، وتناثر بعضه الآخر من بين أسنانها.
﴿ فجعلهم كعصف مأكول ﴾ أي فجعل هؤلاء القوم كعصف وقع فيه الأكال وهو السوس، أو أكلت الدواب بعضه، وتناثر بعضه الآخر من بين أسنانها.
وصلّ ربنا على محمد الذي قصصت عليه ما فيه العبرة لمن ادّكر، وأوحيت إليه ما فيه مزدجر، لمن تدبر واعتبر، إنك أنت العليم الحكيم.
Icon