هي مكية، نزلت بعد سورة الملك.
ومناسبتها لما قبلها :
( ١ ) إنه وقع في نّ ذكر يوم القيامة مجملا، وهنا فصل نبأه وذكر شأنه العظيم.
( ٢ ) إنه ذكر فيما قبلها من كذب بالقرآن وما توعده به، وهنا ذكر أحوال أمم كذبوا الرسل وما جرى عليهم، ليزدجر المكذبون المعاصرون له عليه الصلاة والسلام.
بسم الله الرحمن الرحيم
ﰡ
شرح المفردات : الحاقة : من حق الشيء، إذا ثبت ووجب، أي الساعة الواجبة الوقوع، الثابتة المجيء وهي يوم القيامة، ما الحاقة : أي أيّ شيء هي ؟ تفخيما لشأنها، وتعظيما لهولها
المعنى الجملي : ذكر سبحانه أن يوم القيامة حق لا شك فيه، وأن الأمم التي عصت رسلها وكذبتهم، أصابها الهلاك والاستئصال بألوان من العذاب، فثمود أهلكت بالصاعقة وعاد أهلكت بريح صرصر عاتية سلطها عليهم سبع ليال وثمانية أيام متتابعة، فصاروا صرعى كأنهم أصول نخل جوفاء، لم يبق منهم ديّار، ولا نافخ نار ؛ وكذلك أهلك فرعون وقومه بالغرق، وقم لوط بالزلزال الشديد، الذي قلب قراهم وجعل عاليها سافلها، وأهلك قوم نوح بالطوفان.
الإيضاح :﴿ الحاقة* ما الحاقة ﴾ ؟ هذا أسلوب من الكلام يفيد التفخيم والمبالغة في الغرض الذي يساق له، فكأنه قيل : أي شيء هي في حالها وصفتها ؟ فهي لا تحيط بها العبارة، ولا يبلغ حقيقتها الوصف.
شرح المفردات : الحاقة : من حق الشيء، إذا ثبت ووجب، أي الساعة الواجبة الوقوع، الثابتة المجيء وهي يوم القيامة، ما الحاقة : أي أيّ شيء هي ؟ تفخيما لشأنها، وتعظيما لهولها
الإيضاح :﴿ الحاقة* ما الحاقة ﴾ ؟ هذا أسلوب من الكلام يفيد التفخيم والمبالغة في الغرض الذي يساق له، فكأنه قيل : أي شيء هي في حالها وصفتها ؟ فهي لا تحيط بها العبارة، ولا يبلغ حقيقتها الوصف.
شرح المفردات : وما أدراك ما الحاقة : أي أيّ شيء أعلمك ما هي ؟ فلا علم لك بحقيقتها، إذ بلغت من الشدة والهول أن لا يبلغها علم المخلوقين
ثم زاد سبحانه في تفظيع شأنها، وتفخيم أمرها، وتهويل حالها فقال :
﴿ وما أدراك ما الحاقة ﴾ أي أيّ شيء أعلمك ما هي ؟ فهي خارجة عن دائرة علوم المخلوقات، لعظم شأنها، ومدى هولها وشدتها، فلا تبلغها دراية أحد ولا وهمه، فكيفما قدرت حالها، فهي فوق ذلك وأعظم.
قال سفيان بن عيينة : كل ما في القرآن قال فيه : وما أدراك فإنه صلى الله عليه وسلم أخبر به، وكل شيء قال فيه : وما يدريك، فإنه لم يخبر به.
شرح المفردات : القارعة : هي الحاقة التي تقرع قلوب الناس بالمخافة والأهوال، وتقرع الأجرام بالانفطار والانتشار، وسميت قارعة لشدة هولها، إذ القرع ضرب شيء بشيء
ثم ذكر بعض الأمم التي كذبت بها، وما حاق بها من العذاب فقال :
﴿ كذبت ثمود وعاد بالقارعة ﴾ أي كذبت ثمود وعاد بالقيامة التي تقرع الناس بالفزع والهول، والسماء بالانفجار، والأرض والجبال بالنسف، والنجوم بالطمس والانكدار.
شرح المفردات : الطاغية : هي الواقعة التي جاوزت الحد في الشدة والقوة كما قال ﴿ إنا لما طغى الماء ﴾ أي جاوز الحد، والمراد بها الصاعقة.
ثم فصل ما نزل بكل أمة من العذاب فقال :
﴿ فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية ﴾ أي فأما ثمود فأهلكهم الله بصيحة جاوزت الحد في الشدة كما جاء في هود ﴿ وأخذ الذين ظلموا الصيحة ﴾ [ هود : ٦٧ ] وهي الصاعقة التي جاءت في حم السجدة، والرجفة والزلزلة التي جاءت في سورة الأعراف، فلا تعارض بين الآيات، لأن الهلاك في بعضها نسب إلى السبب القريب، وفي بعضها نسب إلى السبب البعيد.
( ٢ ) ﴿ وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية* سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما ﴾ أي وأما عاد فأهلكوا بريح مهلكة عتت عليهم بلا شفقة ولا رحمة، فما قدروا على الخلاص منها بحيلة : من استتار ببناء، أو لياذ بجبل، أو اختفاء في حفرة، فقد كانت تنزعهم من مكانهم وتهلكهم، وقد دامت سبع ليال وثمانية أيام بلا انقطاع ولا فتور.
ثم ذكر نتائجها فقال :
﴿ فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية* فهل ترى لهم من باقية ﴾ أي فترى قوم عاد في تلك السبع الليالي والثمانية الأيام المتتابعة صرعى هالكين، كأنهم أصول نخل متآكلة الأجواف لم يبق منهم ولا من نسلهم أحد، وجاء في آية أخرى :﴿ فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم ﴾ [ الأحقاف : ٢٥ ].
( ٢ ) ﴿ وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية* سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما ﴾ أي وأما عاد فأهلكوا بريح مهلكة عتت عليهم بلا شفقة ولا رحمة، فما قدروا على الخلاص منها بحيلة : من استتار ببناء، أو لياذ بجبل، أو اختفاء في حفرة، فقد كانت تنزعهم من مكانهم وتهلكهم، وقد دامت سبع ليال وثمانية أيام بلا انقطاع ولا فتور.
ثم ذكر نتائجها فقال :
﴿ فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية* فهل ترى لهم من باقية ﴾ أي فترى قوم عاد في تلك السبع الليالي والثمانية الأيام المتتابعة صرعى هالكين، كأنهم أصول نخل متآكلة الأجواف لم يبق منهم ولا من نسلهم أحد، وجاء في آية أخرى :﴿ فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم ﴾ [ الأحقاف : ٢٥ ].
( ٢ ) ﴿ وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية* سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما ﴾ أي وأما عاد فأهلكوا بريح مهلكة عتت عليهم بلا شفقة ولا رحمة، فما قدروا على الخلاص منها بحيلة : من استتار ببناء، أو لياذ بجبل، أو اختفاء في حفرة، فقد كانت تنزعهم من مكانهم وتهلكهم، وقد دامت سبع ليال وثمانية أيام بلا انقطاع ولا فتور.
ثم ذكر نتائجها فقال :
﴿ فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية* فهل ترى لهم من باقية ﴾ أي فترى قوم عاد في تلك السبع الليالي والثمانية الأيام المتتابعة صرعى هالكين، كأنهم أصول نخل متآكلة الأجواف لم يبق منهم ولا من نسلهم أحد، وجاء في آية أخرى :﴿ فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم ﴾ [ الأحقاف : ٢٥ ].
شرح المفردات : والمؤتفكات : أي المنقلبات وهي قرى قوم لوط، جعل الله عاليها سافلها بالزلزلة، والخاطئة : الخطأ.
( ٣ ) ﴿ وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة ﴾ أي وجاء فرعون ومن تقدمه من الأمم التي كفرت بآيات الله كقوم نوح وعاد وثمود والقرى التي ائتفكت بأهلها، وصار عاليها سافلها، بسبب خطيئتها ومعصيتها.
شرح المفردات : رابية : من ربا الشيء إذا زاد أي الزائدة في الشدة، وطغى الماء : تجاوز حده وارتفع، حملناكم : أي حملنا آباءكم وأنتم في أصلابهم، والجارية : السفينة التي تجري في الماء : وتعيها : أي تحفظها، وتقول لكل ما حفظته في نفسك : وعيته : وتقول لكل ما حفظته في غير نفسك : أوعيته ؛ فيقال أوعيت المتاع في الوعاء قال :" والشر أخبث ما أوعيتَ من زادَ ".
ثم بين هذه الخطيئة بقوله :
﴿ فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية ﴾ أي فعصى هؤلاء الذين تقدم ذكرهم رسل الله الذين أرسلوا إليهم، فأخذهم أخذ عزيز مقتدر، وأذاقهم وبال أمرهم بعقوبة زائدة على عقوبة سائر الكفار، كما زادت قبائحهم على قبائح غيرهم ونحو الآية قوله :﴿ كل كذب الرسل فحق وعيد ﴾ [ ق : ١٤ ].
شرح المفردات : طغى الماء : تجاوز حده وارتفع، حملناكم : أي حملنا آباءكم وأنتم في أصلابهم، والجارية : السفينة التي تجري في الماء.
﴿ إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية ﴾ أي إنا لما ارتفع الماء، وجاوز الحد وجاء الطوفان حملنا آباءكم من مؤمني قوم نوح في السفينة، لننجيهم من الغرق الذي عم هؤلاء الكافرين جميعا.
والمشهور أن الناس كلهم من سلائل نوح وذريته.
شرح المفردات : وتعيها : أي تحفظها، وتقول لكل ما حفظته في نفسك : وعيته : وتقول لكل ما حفظته في غير نفسك : أوعيته ؛ فيقال أوعيت المتاع في الوعاء قال :" والشر أخبث ما أوعيتَ من زادَ ".
ثم ذكر ما في هذه النجاة من العبرة فقال :
﴿ لنجعلها لكم تذكرة ﴾ أي لنجعل نجاة المؤمنين، وإغراق الكافرين عظة وعبرة، لدلالتها على كمال قدرة الصانع وحكمته، وسعة رحمته.
﴿ وتعيها أذن واعية ﴾ أي وتفهمها أذن حافظة سامعة عن الله، فتنتفع بما سمعت من كتابه ولا تضيع العمل بما فيه.
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لعليّ :( إني دعوت الله أن يجعلها أذنك يا علي ) قال علي كرم الله وجهه : فما سمعت شيئا فنسيته، وما كان لي أن أنسى.
شرح المفردات : نفخة واحدة : هي النفخة الأولى.
المعنى الجملي : بعد أن قص هذه القصص الثلاثة، ونبه بها على ثبوت القدرة والحكمة، وبها ثبت إمكان وقوع يوم القيامة- شرع يذكر تفاصيل أحوال هذا اليوم وما يكون فيه من أهوال.
الإيضاح :﴿ فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة ﴾ أي فإذا نفخ إسرافيل النفخة الأولى التي عندها خراب العالم.
شرح المفردات : حملت الأرض والجبال : أي رفعت من أماكنها، فدكتا دكة واحدة : أي ضرب بعضها ببعض حتى اندقت وصارت كثيبا مهيلا.
﴿ وحملت الأرض والجبال ﴾ أي رفعت من أماكنها، ولا ندري كيف رفعت فذلك من أنباء الغيب، فقد يكون ذلك بريح يبلغ من قوة عصفها أن تحملهما، أو أن ملكا يحملهما، أو بقدرة الله من غير سبب ظاهر، أو بمصادمة بعض الأجرام كذوات الأذناب، فتنفصل الجبال وترتفع من شدة المصادمة، وترتفع الأرض من حيزها.
﴿ فدكتا دكة واحدة ﴾ أي فضرب بعضهما ببعض ضربة واحدة حتى تقطعت أوصالهما، وصارتا كثيبا مهيلا، وهباء منبثا لا يتميز شيء من أجزائهما عن الآخر.
شرح المفردات : الواقعة : النازلة وهي يوم القيامة، انشقت السماء : أي فتحت أبوابا، واهية : أي مسترخية ضعيفة القوة، من قولهم : وهي السقاء إذا انخرق، ومن أمثالهم قول الراجز :
خل سبيل من وهى سقاؤه | ومن هريق بالفلاة ماؤه |
﴿ فيومئذ وقعت الواقعة ﴾ أي فحينئذ تقوم القيامة.
شرح المفردات : الواقعة : انشقت السماء : أي فتحت أبوابا، واهية : أي مسترخية ضعيفة القوة، من قولهم : وهي السقاء إذا انخرق، ومن أمثالهم قول الراجز :
خل سبيل من وهى سقاؤه | ومن هريق بالفلاة ماؤه |
شرح المفردات : أرجائها : أي جوانبها، واحدها رجا، ثمانية : أي ثمانية أشخاص، خافية : أي سريرة.
﴿ والملك على أرجائها ﴾ أي والملائكة على جوانب السماء ينظرون إلى أهل الأرض، ولا ندري كيف ذلك، ولا الحكمة فيه، فندع تفصيل ذلك ونؤمن به كما جاء في الكتاب ولا نزيد عليه.
﴿ ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ﴾ أي ويحمل عرش بك حينئذ فوق رؤوسهم ثمانية من الملائكة.
شرح المفردات : خافية : أي سريرة.
﴿ يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ﴾ أي فيومئذ تحاسبون وتسألون، لا يخفى على الله شيء من أموركم، فإنه تعالى عليم بكل شيء، لا يعزب عنه شيء في الأرض ولا في السماء، كما جاء في آية أخرى :﴿ لا يخفى على الله منهم شيء ﴾ [ غافر : ١٦ ].
وفي هذا تهديد شديد، وزجر عظيم، ومبالغة لا تخفى، وفضيحة للكافرين، وسرور للمؤمنين بظهور ما كان خفيا عليهم من أعمالهم، وبذلك يتكامل حبورهم وسرورهم.
والتعبير بالعرض تشبيه بعرض السلطان لعسكره، ليعرف أحوالهم، وفي هذا العرض إقامة للحجة، ومبالغة في إظهار العدل.
أخرج الإمام أحمد وعبد بن حميد والترمذي وابن ماجة وابن مردويه عن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات، فأما عرضتان فجدال ومعاذير، وأما الثالثة فعند ذلك تطاير الصحف في الأيدي، فآخذ بيمينه وآخذ بشماله ).
شرح المفردات : هاؤم : أي خذوا.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر أنهم يعرضون على الله ولا يخفى عليه شيء من أعمالهم- فصل أحكام هذا العرض، فأخبر بأن من يؤتي كتابه بيمينه يشتد فرحه حتى يقول لكل من لقيه : خذ كتابي واقرأه، لأنه يعلم ما فيه من خير وفضل من الله، ويقول : إني كنت أعلم أن هذا اليوم آت لا ريب فيه، وإني سأحاسب على ما أعمل، وحينئذ يكون جزاؤه عند ربه جنة عالية ذات ثمار دانية، ويقال له ولأمثاله : كلوا واشربوا هنيئا بما قدمتم لأنفسكم في الدنيا.
الإيضاح :﴿ فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه ﴾ أي فأما من أعطى كتابه بيمينه فيقول : تعالوا اقرؤوا كتابي فرحا به، لأنه لما أوتيه باليمين علم أنه من الناجين الفائزين بالنعيم، فأحب أن يظهره لغيره حتى يفرحوا بما نال.
شرح المفردات : ظننت : أي علمت، ملاق : أي معاين.
ثم ذكر العلة في حسن حاله فقال :
﴿ إني ظننت أني ملاق حسابيه ﴾ أي إني فرح مسرور، لأني علمت أن ربي سيحاسبني حسابا يسيرا، وقد حاسبني كذلك، فالله عند ظن عبده به.
قال الضحاك : كل ظن في القرآن من المؤمن فهو يقين، ومن الكافر فهو شك وقال مجاهد : ظن الآخرة يقين، وظن الدنيا شك.
وقال الحسن في الآية : إن المؤمن أحسن الظن بربه فأحسن العمل للآخرة، وإن الكافر أساء الظن بربه فأساء العمل لها.
شرح المفردات : راضية : أي يرضى بها صاحبها.
ثم بين عاقبة أمره فقال :
﴿ فهو في عيشة راضية ﴾ أي فهو يعيش عيشة مرضية خالية مما يكدر مع دوامها وما فيها من إجلال وتعظيم.
شرح المفردات : عالية : أي مرتفعة المكان، والقطوف : ما يجتني من الثمر، واحدها قطف ( بكسر القاف وسكون الطاء ) دانية : أي قريبة.
ثم فصل ذلك فقال :
﴿ في جنة عالية قطوفها دانية ﴾ أي فهو يعيش في بستان عال رفيع ذي ثمار دانية القطوف، يأخذها المرء كما يريد، إن أحب أن يأخذها بيده انقادت له، وهو قائم وجالس أو مضطجع، وإن أحب أن تدنو إلى فيه دنت له.
شرح المفردات : عالية : أي مرتفعة المكان، والقطوف : ما يجتني من الثمر، واحدها قطف ( بكسر القاف وسكون الطاء ) دانية : أي قريبة.
﴿ في جنة عالية قطوفها دانية ﴾ أي فهو يعيش في بستان عال رفيع ذي ثمار دانية القطوف، يأخذها المرء كما يريد، إن أحب أن يأخذها بيده انقادت له، وهو قائم وجالس أو مضطجع، وإن أحب أن تدنو إلى فيه دنت له.
شرح المفردات : هنيئا : أي بلا تنغيص ولا كدر، أسلفتم : أي قدمتم، الخالية : أي الماضية.
﴿ كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية ﴾ أي ويقول لهم ربهم جل ثناؤه : كلوا يا معشر من رضيت عنه فأدخلته جنتي- من ثمارها وطيب ما فيها من الأطعمة، واشربوا من أشربتها، أكلا وشربا هنيئا لا تتأذون بما تأكلون وما تشربون جزاء من الله، وثوابا على ما قدمتم في دنياكم لآخرتكم من العمل بطاعتي.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سرور السعداء بصحائف أعمالهم، ثم بين حسن أحوالهم في معايشهم ومساكنهم- أردف ذلك بذكر غم الأشقياء الكافرين وحزنهم بوضع الأغلال والقيود في أعناقهم وأيديهم، وإعطائهم الغسلين طعاما، ثم أعقبه بذكر سبب هذا، وهو أنهم كانوا لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، ولا يحثون على مساعدة ذوي الحاجة والبائسين.
الإيضاح :﴿ وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه ﴾ فإنه لما نظر في صحيفة أعماله، وتذكر قبيح أفعاله، خجل منها وتمنى أن لو كان عذب في النار ولم يخجل هذا الخجل.
وفي هذا إيماء إلى أن العذاب الروحاني أشد ألما من العذاب الجسماني.
﴿ ولم أدر ما حسابيه ﴾ أي ولم أعلم أي شيء حسابي الذي أحاسبه به، إذ كله وبال ونكال.
شرح المفردات : القاضية : أي القاطعة للحياة فلم أبعث بعدها.
﴿ يا ليتها كانت القاضية ﴾ أي ليت الموتة التي متها في الدنيا كانت نهاية الحياة، لم أبعث بعدها ولم ألق ما أنا فيه من نكال وسوء منقلب.
قال قتادة : تمنى الموت ولم يكن في الدنيا عنده شيء أكره من الموت اه، وشر من الموت ما يطيب له الموت، قال شاعرهم :
وشر من الموت الذي إن لقيته | تمنيت منه الموتَ والموتُ أعظم |
شرح المفردات : ما أغنى عني ماليه : أي لم يغن عني مالي الذي تركته في الدنيا.
﴿ ما أغنى عني ماليه ﴾ أي لم يدفع عني مالي الذي كنت أملكه في الدنيا من عذاب الله ولا من بأسه شيئا.
شرح المفردات : هلك : أي بطل، والسلطان : الحجة.
﴿ هلك عني سلطانية ﴾ أي ذهب ملكي وتسلطي على الناس، وبقيت فقيرا ذليلا، ومراده التحسر والندم، إذ كان ينازع المحقين بسبب الملك والسلطان، فالآن ذهب ذلك وبقي الوبال.
شرح المفردات : غلوه : أي شدوه بالأغلال، والغل : القيد الذي يجمع بين اليدين والعنق، والجحيم : النار المتأججة المشتعلة، وصليته النار وأصليته : أي أوردته إياها، ذرعها : أي طولها، فاسلكوه : أي فاجعلوه فيها بحيث يكون كأنه السلك : أي الحبل الذي يدخل في ثقب الخرزات بعسر لضيق ذلك الثقب، إما بإحاطتها بعنقه أو بجميع بدنه بأن تلفّ عليه، ويقال سلكته الطريق : إذا أدخلته فيه، حميم : أي قريب مشفق، والغسلين : الدم والماء والصديد الذي يسيل من لحوم أهل النار قاله ابن عباس، وعن أبي سعيد الخدري مرفوعا :( لو أن دلوا من غسلين يهراق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا ) أخرجه الحاكم وصححه، والخاطئون : أي الآثمون ؛ يقال خطئ الرجل : إذا تعمد الإثم والخطأ.
ثم ذكر سبحانه سوء منقلبه فقال :
﴿ خذوه فغلوه* ثم الجحيم صلوه ﴾ أي فيقال لزبانية جهنم : خذوه فضعوا الغل في عنقه، ثم أدخلوه في النار الموقدة لقاء كفره بالله واجتراحه عظيم الآثام.
شرح المفردات : غلوه : أي شدوه بالأغلال، والغل : القيد الذي يجمع بين اليدين والعنق، والجحيم : النار المتأججة المشتعلة، وصليته النار وأصليته : أي أوردته إياها، ذرعها : أي طولها، فاسلكوه : أي فاجعلوه فيها بحيث يكون كأنه السلك : أي الحبل الذي يدخل في ثقب الخرزات بعسر لضيق ذلك الثقب، إما بإحاطتها بعنقه أو بجميع بدنه بأن تلفّ عليه، ويقال سلكته الطريق : إذا أدخلته فيه، حميم : أي قريب مشفق، والغسلين : الدم والماء والصديد الذي يسيل من لحوم أهل النار قاله ابن عباس، وعن أبي سعيد الخدري مرفوعا :( لو أن دلوا من غسلين يهراق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا ) أخرجه الحاكم وصححه، والخاطئون : أي الآثمون ؛ يقال خطئ الرجل : إذا تعمد الإثم والخطأ.
ثم ذكر سبحانه سوء منقلبه فقال :
﴿ خذوه فغلوه* ثم الجحيم صلوه ﴾ أي فيقال لزبانية جهنم : خذوه فضعوا الغل في عنقه، ثم أدخلوه في النار الموقدة لقاء كفره بالله واجتراحه عظيم الآثام.
شرح المفردات : ذرعها : أي طولها، فاسلكوه : أي فاجعلوه فيها بحيث يكون كأنه السلك : أي الحبل الذي يدخل في ثقب الخرزات بعسر لضيق ذلك الثقب، إما بإحاطتها بعنقه أو بجميع بدنه بأن تلفّ عليه، ويقال سلكته الطريق : إذا أدخلته فيه.
﴿ ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه ﴾ أي ثم أدخلوه في سلسلة طولها سبعون ذراعا تلف على جميع جسمه حتى لا يستطيع تحركا ولا انفلاتا.
والعرب إذا أرادت الكثرة عبرت بالسبعة والسبعين والسبعمائة، والمقصد إثبات أنها طويلة المدى.
ثم بين سبب استحقاق هذا العذاب فقال :
﴿ إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ﴾ أي افعلوا ذلك به جزاء له على كفره بالله في الدنيا وإشراكه به سواه، وعدم القيام بحق عبادته وأداء فرائضه.
﴿ ولا يحض على طعام المسكين ﴾ أي ولا يحث الناس على إطعام أهل المسكنة والحاجة، فضلا عن بذل المال لهم.
شرح المفردات : حميم : أي قريب مشفق، والغسلين : الدم والماء والصديد الذي يسيل من لحوم أهل النار قاله ابن عباس، وعن أبي سعيد الخدري مرفوعا :( لو أن دلوا من غسلين يهراق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا ) أخرجه الحاكم وصححه، والخاطئون : أي الآثمون ؛ يقال خطئ الرجل : إذا تعمد الإثم والخطأ.
﴿ فليس له اليوم ههنا حميم ﴾ أي فليس له يوم القيامة من ينقذه من عذاب الله تعالى، لأنه يوم يفر فيه القريب من قريبه ويهرب الحبيب من حبيبه.
وجاء في آية أخرى :﴿ ولا يسأل حميم حميما ﴾ [ المعارج : ١٠ ] وقال :﴿ ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع ﴾ [ غافر : ١٨ ].
شرح المفردات : الغسلين : الدم والماء والصديد الذي يسيل من لحوم أهل النار قاله ابن عباس، وعن أبي سعيد الخدري مرفوعا :( لو أن دلوا من غسلين يهراق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا ) أخرجه الحاكم وصححه، والخاطئون : أي الآثمون ؛ يقال خطئ الرجل : إذا تعمد الإثم والخطأ.
﴿ ولا طعام إلا من غسلين* لا يأكله إلا الخاطئون ﴾ أي وليس له طعام إلا ما يسيل من لحوم أهل النار من الدم والصديد الذي لا يأكله إلا من مرن على اجتراح السيئات، ودسى نفسه وأحاطت به الخطايا.
شرح المفردات : الغسلين : الدم والماء والصديد الذي يسيل من لحوم أهل النار قاله ابن عباس، وعن أبي سعيد الخدري مرفوعا :( لو أن دلوا من غسلين يهراق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا ) أخرجه الحاكم وصححه، والخاطئون : أي الآثمون ؛ يقال خطئ الرجل : إذا تعمد الإثم والخطأ.
﴿ ولا طعام إلا من غسلين* لا يأكله إلا الخاطئون ﴾ أي وليس له طعام إلا ما يسيل من لحوم أهل النار من الدم والصديد الذي لا يأكله إلا من مرن على اجتراح السيئات، ودسى نفسه وأحاطت به الخطايا.
شرح المفردات : ما تبصرون : هي المشاهدات، وما لا تبصرون : هي المغيبات.
المعنى الجملي : بعد أن أقام الدليل على إمكان القيامة، ثم على وقوعها، ثم ذكر أحوال المؤمنين السعداء، والكافرين الأشقياء- أردف ذلك بتعظيم القرآن والرسول المنزل عليه هذا القرآن.
قال مقاتل : سبب نزول الآية أن الوليد بن المغيرة قال : إن محمدا ساحر، وقال أبو جهل : شاعر، وقال عقبة : كاهن.
قال مقاتل : سبب نزول الآية أن الوليد بن المغيرة قال : إن محمدا ساحر، وقال أبو جهل : شاعر، وقال عقبة : كاهن.
شرح المفردات : ما تبصرون : هي المشاهدات، وما لا تبصرون : هي المغيبات.
قال مقاتل : سبب نزول الآية أن الوليد بن المغيرة قال : إن محمدا ساحر، وقال أبو جهل : شاعر، وقال عقبة : كاهن.
﴿ إنه لقول رسول كريم ﴾ أي إن هذا القرآن كلام الله ووحيه أنزله على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
﴿ وما هو بقول شاعر ﴾ لأن محمدا لا يحسن قول الشعر.
﴿ قليلا ما تؤمنون ﴾ أي تؤمنون بذلك القرآن إيمانا قليلا، والمراد أنهم لا يؤمنون أصلا، فالعرب تقول : قلما يأتينا، يريدون أنه لا يأتينا.
وقد يكون المراد بالقلة أنهم قد يؤمنون في قلوبهم ثم يرجعون عنه سريعا.
قال مقاتل : سبب نزول الآية أن الوليد بن المغيرة قال : إن محمدا ساحر، وقال أبو جهل : شاعر، وقال عقبة : كاهن.
﴿ ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون ﴾ أي وليس بقول كاهن كما تزعمون، لأنه سبّ الشياطين وشتمهم، فلا يمكن أن يكون بإلهامهم، ولكنكم لما لم تستطيعوا فهم أسرار نظمه- قلتم : إنه من كلام الكهان.
قال مقاتل : سبب نزول الآية أن الوليد بن المغيرة قال : إن محمدا ساحر، وقال أبو جهل : شاعر، وقال عقبة : كاهن.
ثم أكد ما تقدم بقوله :
﴿ تنزيل من رب العالمين ﴾ أي بل هو تنزيل من رب العلمين نزل به الروح الأمين على رسوله صلى الله عليه وسلم.
شرح المفردات : التقوّل : الافتراء، وسمي بذلك لأنه قول متكلَّف، والأقاويل : الأقوال المفتراة، واحدها قول على غير قياس، لأخذنا منه : أي لأمسكناه. باليمين : أي بيمينه، والوتين : عرق يخرج من القلب ويتصل بالرأس، حاجزين : أي مانعين، حق اليقين : أي عين اليقين.
المعنى الجملي : بعد أن أثبت أن القرآن تنزيل من رب العالمين، وليس بشعر ولا كهانة – أكد هذا بأن محمدا لا يستطيع أن يفتعله، إذ لوم فعل ذلك لأبطلنا حجته، وأمتنا دعوته، أو سليناه قوة البيان فلا يتكلم بهذا الكذب، أو قتلناه فلم يستطع نشر الأكاذيب، وقد جرت سنتنا بأن كل متكلف للقول لا يقبل قوله، ولا يصغي السامعون إلى كلامه كما قال :﴿ وما أنا من المتكلفين ﴾ [ ص : ٨٦ ] ولا يستطيع أحد بعدئذ أن يدافع عنه.
ثم ذكر أن القرآن عظة لمن يتقي الله ويخشى عقابه، وإنه حسرة على الكافرين حينما يرون ثواب المؤمنين، وإنه لحق لا ريب فيه.
ثم أمر رسوله بأن يقدس ربه العظيم ويشكره على ما آتاه من النعم، وعلى ما أوحى به إليه من القرآن العظيم.
والأخذ باليمين يكون عند ضرب الرقبة وإزهاق الروح، وقد جرى ذكر هذا على التمثيل بما يفعله الملوك بمن يتكذب عليهم فإنهم لا يمهلونه، بل يضربون رقبته على الفور.
ثم ذكر أن القرآن عظة لمن يتقي الله ويخشى عقابه، وإنه حسرة على الكافرين حينما يرون ثواب المؤمنين، وإنه لحق لا ريب فيه.
ثم أمر رسوله بأن يقدس ربه العظيم ويشكره على ما آتاه من النعم، وعلى ما أوحى به إليه من القرآن العظيم.
شرح المفردات : التقوّل : الافتراء، وسمي بذلك لأنه قول متكلَّف، والأقاويل : الأقوال المفتراة، واحدها قول على غير قياس، لأخذنا منه : أي لأمسكناه. باليمين : أي بيمينه، والوتين : عرق يخرج من القلب ويتصل بالرأس، حاجزين : أي مانعين، حق اليقين : أي عين اليقين.
والأخذ باليمين يكون عند ضرب الرقبة وإزهاق الروح، وقد جرى ذكر هذا على التمثيل بما يفعله الملوك بمن يتكذب عليهم فإنهم لا يمهلونه، بل يضربون رقبته على الفور.
ثم ذكر أن القرآن عظة لمن يتقي الله ويخشى عقابه، وإنه حسرة على الكافرين حينما يرون ثواب المؤمنين، وإنه لحق لا ريب فيه.
ثم أمر رسوله بأن يقدس ربه العظيم ويشكره على ما آتاه من النعم، وعلى ما أوحى به إليه من القرآن العظيم.
﴿ ثم لقطعنا منه الوتين ﴾ الوتين : عرق غليظ تصادفه شفرة الناخر.
قال الشماخ ابن ضرار :
إذا بلَّغتِني وحملتِ رحلي | عَرابةَ فاشرَقي بدم الوتين |
ثم ذكر أن القرآن عظة لمن يتقي الله ويخشى عقابه، وإنه حسرة على الكافرين حينما يرون ثواب المؤمنين، وإنه لحق لا ريب فيه.
ثم أمر رسوله بأن يقدس ربه العظيم ويشكره على ما آتاه من النعم، وعلى ما أوحى به إليه من القرآن العظيم.
﴿ فما منكم من أحد عنه حاجزين ﴾ أي فما أحد منكم يمنعنا عن عقوبته، والتنكيل به.
وجمع ﴿ حاجزين ﴾ باعتبار أحد، إذ هو في معنى الجماعة، ويقع على الواحد والجمع والمذكر والمؤنث كما جاء في قوله :﴿ لا نفرق بين أحد من رسله ﴾ [ البقرة : ٢٨٥ ] وقوله :﴿ لستن كأحد من النساء ﴾ [ الأحزاب : ٣٢ ].
ثم ذكر أن القرآن عظة لمن يتقي الله ويخشى عقابه، وإنه حسرة على الكافرين حينما يرون ثواب المؤمنين، وإنه لحق لا ريب فيه.
ثم أمر رسوله بأن يقدس ربه العظيم ويشكره على ما آتاه من النعم، وعلى ما أوحى به إليه من القرآن العظيم.
﴿ وإنه لتذكرة للمتقين ﴾ أي وإن هذا القرآن لعظة وذكرى لمن يخشى عقاب الله فيطيع أوامره، وينتهي عما نهى عنه، وخص ( المتقين ) بالتذكرة والعظة، لأنهم هم الذين ينتفعون بها.
ثم ذكر أن القرآن عظة لمن يتقي الله ويخشى عقابه، وإنه حسرة على الكافرين حينما يرون ثواب المؤمنين، وإنه لحق لا ريب فيه.
ثم أمر رسوله بأن يقدس ربه العظيم ويشكره على ما آتاه من النعم، وعلى ما أوحى به إليه من القرآن العظيم.
﴿ وإنا لنعلم أن منكم مكذبين ﴾ له بسبب حبكم للدنيا وحسدكم للداعي، وإنا لنجازيكم على ذلك بما تستحقون إظهارا للعدل.
والخلاصة : إن منكم من اتقى الله فتذكر بهذا القرآن وانتفع به، ومنكم من مال إلى الدنيا فكذب به وأعرض عنه.
وفي هذا وعيد شديد لا يخفى.
ثم ذكر أن القرآن عظة لمن يتقي الله ويخشى عقابه، وإنه حسرة على الكافرين حينما يرون ثواب المؤمنين، وإنه لحق لا ريب فيه.
ثم أمر رسوله بأن يقدس ربه العظيم ويشكره على ما آتاه من النعم، وعلى ما أوحى به إليه من القرآن العظيم.
﴿ وإنه لحسرة على الكافرين ﴾ أي وإن هذا القرآن لحسرة عظيمة على الكافرين في دار الدنيا إذا رأوا دولة المؤمنين، وفي الآخرة إذا رأوا ثواب المصدقين.
ثم ذكر أن القرآن عظة لمن يتقي الله ويخشى عقابه، وإنه حسرة على الكافرين حينما يرون ثواب المؤمنين، وإنه لحق لا ريب فيه.
ثم أمر رسوله بأن يقدس ربه العظيم ويشكره على ما آتاه من النعم، وعلى ما أوحى به إليه من القرآن العظيم.
﴿ وإنه لحق اليقين ﴾ أي وإنه للحق الذي لا شك في أنه من عند الله لم يتقوّله محمد صلى الله عليه وسلم.
ثم ذكر أن القرآن عظة لمن يتقي الله ويخشى عقابه، وإنه حسرة على الكافرين حينما يرون ثواب المؤمنين، وإنه لحق لا ريب فيه.
ثم أمر رسوله بأن يقدس ربه العظيم ويشكره على ما آتاه من النعم، وعلى ما أوحى به إليه من القرآن العظيم.
﴿ فسبح باسم ربك العظيم ﴾ أي فسبح الله تعالى بذكر اسمه، تنزيها له عن الرضا بالتقول عليه، وشكرا له على ما أوحى به إليك من هذا القرآن الجليل الشأن.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم.