( سورة الحاقة مكية، وآياتها ٥٢ آية، نزلت بعد سورة الملك )
وهي نموذج للسورة المكية التي تستولي على القلوب بأهوالها ومشاهدها وأفكارها المتتابعة، وفواصلها القصيرة.
في بداية السورة نلحظ هذه الرهبة من اسمها، الحاقة، لأن وقوعها حق يقيني، ثم تصف مصارع المكذبين، من ثمود إلى عاد إلى فرعون، ثم تنتقل إلى مشاهد القيامة وأهوالها وصورها، وتنوع الناس إلى فريقين : فريق يأخذ كتابه باليمين، وفريق يأخذ كتابه بالشمال، ويلقى كل فريق ما يستحق.
وفي المقطع الأخير من السورة تؤكد الآيات صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتنفي عنه تهم المشركين، وتثبت أن القرآن حق يقين، من عند رب العالمين.
مع آيات السورة
١-٣- الحاقة* ما الحاقة* وما أدراك ما الحاقة.
القيامة ومشاهدها وأحداثها تشغل معظم هذه السورة، ومن ثم تبدأ السورة باسم من أسماء القيامة : الحاقة، أي : الساعة الواجبة الوقوع، الثابتة المجيء، وهي آتية لا ريب فيها، من : حق يحق بالكسر، أي وجب.
وهذا المطلع يوحى بقدرة القدير، وضعف الإنسان، فهو لن يترك سدى، بل أمامه يوم كله حق وعدل.
والألفاظ في السورة بهذا المعنى وتؤكده :
الحاقة، ثم يتبعها باستفهام حافل بالاستهوال والاستعظام، ما الحاقة. ما هي ؟ أي شيء هي ؟ أي حقها أن يستفهم عنها لعظمها، وهذا أسلوب من الكلام يفيد التفخيم والمبالغة في الغرض الذي يساق له.
وما أدراك ما الحاقة. أي شيء أعلمك ما هي ؟ فهي خارجة عن دائرة علم المخلوقات لعظم شأنها، ومدى هولها وشدتها، ثم يسكت الأسلوب فلا يجيب على هذا السؤال، لتذهب النفس في هوله وشدته كل مذهب.
ومن أسماء القيامة الحاقة، والقارعة لأنها تقرع القلوب بأهوالها.
٤-٥- تصف الآيات ما أصاب ثمود من العذاب، وثمود كانت تسكن الحجر في شمال الحجاز، بين الحجاز والشام، وقد كذبوا نبيهم، فأرسل الله عليهم صيحة أهلكتهم، وسميت الصيحة هنا طاغية لأنها جاوزت الحد في الشدة، وسميت في سور أخرى بالصاعقة وبالرجفة وبالزلزلة، وهي صفات للصيحة تبين أثرها فيمن نزلت بهم.
٦-٨- تصف الآيات قصة هلاك عاد، وقد كذبوا رسولهم، فأرسل الله عليهم ريحا باردة عاتية، استمرت سبع ليال وثمانية أيام، حسوما : متتابعة، حتى هلك القوم أجمعون، وقد كانوا يسكنون بالأحقاف، في جنوب الجزيرة بين اليمن وحضرموت، وكانوا أشداء بطّاشين جبّارين، وكان الجزاء من جنس العمل.
٩-١٠- تصف مجيء فرعون ومن تقدمه من الأمم التي كفرت بآيات الله، كقوم نوح وعاد وثمود، والقرى التي ائتفكت بأهلها، أي انقلبت بهم، وهي قرى قوم لوط، فقد عصى هؤلاء رسل الله الذين أرسلوا إليهم، فأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر.
١١- ١٢- ترسم الآيتان مشهد الطوفان والسفينة الجارية، تشير بهذا المشهد إلى مصرع قوم نوح حين كذبوا، وتمتن على البشر بنجاة أصولهم التي انبثقوا منها، والمشهور أن الناس كلهم من سلائل نوح وذريته.
١٣- ١٨- تصف الآيات أهوال القيامة وأحداثها، فإسرافيل ينفخ في الصور، وتسوى الأرض والجبال، وتدك كالكرة فيستوى عاليها بأسفلها، عندئذ نزلت النازلة، وجاءت القيامة. وقد انفرط عقد الكون المنظور، واختلت روابطه وضوابطه التي تمسك به، فترى السماء مشققه واهية مسترخية، ساقطة والعرش فوقهم يحمله ثمانية : ثمانية أملاك، أو ثمانية صفوف منهم، أو ثمانية أصناف، أو طبقات من طبقاتهم، أو ثمانية مما يعلم اله ولا ندرى نحن من هم ولا ما هم.
يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية. ( الحاقة : ١٨ ). فالكل مكشوف : مكشوف الجسد، مكشوف النفس، مكشوف الضمير، مكشوف المصير.
ألا إنه لأمر عصيب، وقوف الإنسان عريان الجسد، عريان النفس، عريان المشاعر، عريان التاريخ، عريان العمل، ما ظهر منه وما استتر، أمام تلك الحشود الهائلة من خلق الله، من الإنس والجن والملائكة، وتحت جلال الله وعرشه المرفوع فوق الجميع.
١٩- ٢٤- تصف الآيات مشهد المؤمن الناجي، وهو ينطلق في فرحة غامرة بين الجموع الحاشدة، تملأ الفرحة جوانحه فيهتف : اقرؤوا كتابي فأنا من الناجين، لقد أيقنت بالجزاء والحساب، فيعيش حياة ناعمة، في جنة عالية، ثمارها قريبة التناول، ويقول لهم ربهم جل ثناؤه : كلوا وتمتعوا جزاء عملكم السابق وطاعتكم لربكم.
٢٥- ٢٩- تصف الآيات حسرة المشرك، وبؤسه ويأسه، فهو يتمنى أنه لم يأت للموقف، ولم يؤت كتابه، ولم يدر ما حسابه، كما يتمنى أن لو كانت هذه القارعة هي القاضية، التي تنهي وجوده أصلا فلا يعود بعدها شيئا.
ثم يتحسر أن لا شيء نافعه مما كان يعتز به أو يجمعه، فلا المال أغنى أو نفع، ولا السلطان بقى أو دفع، والرنة الحزينة الحسيرة المديدة في طرف الفاصلة الساكنة، وفي ياء العلة بعد المد بالألف، في تحزن وتحسر تشعر بالحسرة والأسى والحزن العميق.
٣٢- ثم يقال لملائكة العذاب : خذوه إلى جهنم، فيبتدره سبعون ألف ملك، كلهم يبادر إلى جعل الغلّ في عنقه، ويتقدم ليصطلى نار الجحيم ويشوى بها، ويدخل في سلسلة طولها سبعون ذراعا تلف على جميع جسمه، وذراع واحدة من سلاسل النار تكفيه، ولكن الآية تكشف عن شدة العذاب وهوله، حفظنا الله من عذاب النار.
٣٣، ٣٤- تذكر الآيتان أسباب العذاب و السعير، فقد خلا قلب هذا الكافر من الإيمان بالله، كما خلا قلبه من الرحمة بالعباد، ومن العطف على المساكين، ومن الحث على إطعامهم والبر بهم.
٣٥- ٣٧- ولهذا لا يجد له صديقا ولا حميما يؤنسه، ولا يأكل إلا غسالة أهل جهنم من القيح والصديد، وهو طعام لا يأكله إلا المذنبون، المتصفون بالخطيئة، فليتق الله كل غني في ماله، وليعلم أن للمساكين والأرامل والشيوخ والأطفال حقا في هذا المال، وسيترك المال لورثته ويسأل هو عن زكاته.
٣٨- ٤٣- إن الوجود أضخم بكثير مما يرى البشر، والكون مملوء بعقول فعالة غير عقولنا.
( إن الإنسان قد يكون جهازا، ولكن ما الذي يدير هذا الجهاز ؟ لأنه بدون أن يدار لا فائدة منه، والعلم لا يعلل من يتولى إدارته، وكذلك لا يزعم أنه مادي، لقد بلغنا من التقدم درجة تكفي لأن نوقن بأن الله قد منح الإنسان قبسا من نوره " i.
والآيات تقسم بما تشاهدون من المخلوقات وبما غاب عنكم، وقال عطاء : ما تبصرون من آثار القدرة، وما لا تبصرون من أسرار القدرة.
إن القرآن كلام الله ومنهج الله وشريعة الله، وليس قول شاعر ولا قول كاهن، إنما هو قول رسول أرسل به من عند الله، فحمله إلى عباد الله بأمانة وإخلاص في تبليغ الرسالة.
٤٤- ٤٦- إن قدرة الله بالغة، ولو كذب محمد علينا، أو افترى بعضه ونسبه إلينا، لعاجلناه بالعقوبة، وأزهقنا روحه، فكان كمن قطع وتينه. وهذا تصوير للهلاك بأفظع ما يفعله الملوك بمن يغضبون عليه، إذ يأخذه السياف بيمينه، ويكفحه بالسيف ويضرب عنقه.
٤٧- لا يمنعنا أحد من عقوبة محمد والتنكيل به إذا افترى علينا.
٤٨- ٥٢- إن القرآن يذكر القلوب التقية فتتذكر، أن الحقيقة التي جاء بها كامنة فيها فهو يثيرها ويذكرها فتتذكر، أما المطموسة قلوبهم فهم يكذبون بهذا القرآن، والقرآن حجة على الكافرين في الدنيا، وحسرة عليهم إذا رأوا عذاب الآخرة.
وهذا القرآن عميق في الحق، عميق في اليقين، تنزيل من رب العالمين، فعلينا أن نعظم الله وأن ننزهه ونجلّه، ونعترف له بالقدرة والعظمة : فسبّح باسم ربك العظيم. ( الحاقة : ٥٢ ).
المعنى الإجمالي للسورة
الخبر عن صعوبة القيامة، وهلاك الأمم المكذبة لرسلها، وذكر نفخة الصور، وانشقاق السماوات، وحال السعداء والأشقياء في قوت قراءة الكتب، وذل الكفار مقهورين في أيدي الزبانية، وإثبات أن القرآن العظيم وحي من عند الله، وليس بقول شاعر ولا كاهن، والأمر بالتسبيحii في قوله : فسبّح باسم ربك العظيم. ( الحاقة : ٥٢ ).
ﰡ
بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ الحاقّة ١ ما الحاقّة ٢ وما أدراك ما الحاقّة ٣ كذّبت ثمود وعاد بالقارعة ٤ فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية ٥ وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية ٦ سخّرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية ٧ فهل ترى لهم من باقية ٨ وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة ٩ فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية ١٠ إنا لمّا طغا الماء حملناكم في الجارية ١١ لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية ١٦ ﴾
المفردات :
الحاقّة : القيامة، من حقّ الشيء إذا ثبت ووجب، أي : الساعة الثابتة المجيء، الواجبة الوقوع.
تمهيد :
تشتمل الآيات على بيان أن يوم القيامة حق لا شك فيه، وتذكر طائفة من أخبار الأمم التي كذّبت رسلها، فأصابها هلاك الاستئصال، فثمود أهلكت بالصاعقة، وعاد أهلكت بريح صرصر عاتية، وأهلك فرعون وقومه بالغرق، وأهلك قوم لوط بالزلزال الشديد الذي دمّر قراهم، وجعل عاليها سافلها، وأهلك قوم نوح بالطوفان.
التفسير :
١، ٢، ٣- الحاقّة* ما الحاقّة* وما أدراك ما الحاقّة.
افتتاح يهول النفس والقلب، افتتاح معجز رهيب، يتحدث عن القيامة، فهي حاقّة بمعنى أن عذابها حق الكافرين، ونعيمها حق للمؤمنين، وحسابها حقّ ليتميز الخبيث من الطيب.
ما الحاقّة. استفهام للتعظيم والاستهوال، أي من حقها أن يستفهم عنها لعظم أهوالها.
وما أدراك ما الحاقّة.
أي شيء أعلمك بها أيها الرسول ؟ فهي خارجة عن دائرة علم المخلوقين لعظم شأنها وشدة هولها.
إنها سورة تستولي على النفس بجرسها وفواصلها، وتتابع معانيها، في قصم الجبّارين، ووصف القيامة، وما فيها من عذاب للمجرمين ونعيم للمؤمنين.
وقد ذهب عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوجده في الصلاة قد بدأ سورة الحاقة، فاستولت السورة على نفسه، وأخذ بجلال القرآن وعظمته وبلاغته وبيانه وتتابع معانيه، وأعلن إسلامه.
تشتمل الآيات على بيان أن يوم القيامة حق لا شك فيه، وتذكر طائفة من أخبار الأمم التي كذّبت رسلها، فأصابها هلاك الاستئصال، فثمود أهلكت بالصاعقة، وعاد أهلكت بريح صرصر عاتية، وأهلك فرعون وقومه بالغرق، وأهلك قوم لوط بالزلزال الشديد الذي دمّر قراهم، وجعل عاليها سافلها، وأهلك قوم نوح بالطوفان.
القارعة : القيامة، سميت بذلك لأنها تقرع القلوب بأهوالها.
٤- كذّبت ثمود وعاد بالقارعة.
تحدّث صدر السورة عن القيامة وهي الحاقّة، ثم انتقل إلى الحديث عمّن كذب بها، وهم :
ثمود قوم صالح، وكانوا يسكنون بالحجر في شمال الحجاز، بين الحجاز والشام، وقد سلّط الله عليهم الصيحة الطاغية، تطويهم طيّا، وتغمرهم غمرا، وتعصف بهم عصفا، وتطغى عليهم فلا تبقى لهم ظلاّ.
وأما عاد فكانوا يسكنون في جنوب الجزيرة بين اليمن وسلطنة عمان، وكانوا أشداء بطّاشين جبّارين، وقد كذّبوا بالقارعة التي تقرع القلوب بأهوالها.
أي كذّبت ثمود وكذّبت عاد بالقارعة التي تقرع الناس بأهوالها، وتقرع السماء فتنشق على غلظها، وتقرع الأرض والجبال بالدك والنّسف، وتقرع النجوم بالطمس والسقوط.
تشتمل الآيات على بيان أن يوم القيامة حق لا شك فيه، وتذكر طائفة من أخبار الأمم التي كذّبت رسلها، فأصابها هلاك الاستئصال، فثمود أهلكت بالصاعقة، وعاد أهلكت بريح صرصر عاتية، وأهلك فرعون وقومه بالغرق، وأهلك قوم لوط بالزلزال الشديد الذي دمّر قراهم، وجعل عاليها سافلها، وأهلك قوم نوح بالطوفان.
الطاغية : الواقعة التي جاوزت الحدّ في الشدة والقوة.
٥-فأما ثمود فأهلكوا بالطّاغية.
أهلك الله ثمود بالصيحة التي تجاوزت الحدّ في الشدة والقوة، وصاحبها الرجفة والزلزال المدمّر، وقد سمحت ثمود لقدار بن سالف أن يطعن الناقة طاغيا معتديا، وقد أهلكهم الله جميعا لأنهم رضوا بفعله.
قال تعالى : كذّبت ثمود بطغواها* إذ انبعث أشقاها* فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها* فكذّبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسوّاها* ولا يخاف عقباها. ( الشمس : ١١-١٥ ).
تشتمل الآيات على بيان أن يوم القيامة حق لا شك فيه، وتذكر طائفة من أخبار الأمم التي كذّبت رسلها، فأصابها هلاك الاستئصال، فثمود أهلكت بالصاعقة، وعاد أهلكت بريح صرصر عاتية، وأهلك فرعون وقومه بالغرق، وأهلك قوم لوط بالزلزال الشديد الذي دمّر قراهم، وجعل عاليها سافلها، وأهلك قوم نوح بالطوفان.
الصرصر : الشديدة الصوت التي لها صرصرة.
وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية.
كانت عاد قوية البنيان، شديدة المراس : فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة... ( فصلت : ١٥ ).
فأرسل الله عليهم ريحا مزمجرة، ذات صوت مخيف، وبرد قارس، وقوة قاهرة، تقتل المعتدين، فهي عاتية. قاهرة للمعتدين، نقّبت عن قلوبهم وأهلكتهم.
تشتمل الآيات على بيان أن يوم القيامة حق لا شك فيه، وتذكر طائفة من أخبار الأمم التي كذّبت رسلها، فأصابها هلاك الاستئصال، فثمود أهلكت بالصاعقة، وعاد أهلكت بريح صرصر عاتية، وأهلك فرعون وقومه بالغرق، وأهلك قوم لوط بالزلزال الشديد الذي دمّر قراهم، وجعل عاليها سافلها، وأهلك قوم نوح بالطوفان.
حسوما : متتابعة، واحدها حاسم، والحسم القطع والاستئصال.
صرعى : هلكى لا حراك بهم، واحدهم صريع، أي ميّت.
أعجاز نخل : أصول نخل قد تآكلت، وخلت أجوافها.
سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية.
استمرت الريح العاتية المزمجرة العاصفة المدمرة، سبع ليال وثمانية أيام متتابعات، دون فتور أو انقطاع.
قال صلى الله عليه وسلم :( نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور )iii ( رواه الشيخان ).
لقد قطعت رقابهم، وتركتهم هلكى لا فائدة فيهم.
حسوما. قاطعة كحد الحسام، أو متتابعات، أو نحسات، كقوله تعالى : في أيام نحسات... ( فصلت : ١٦ ).
قال ابن كثير : جعلت الريح تضرب بأحدهم الأرض، فيخرّ ميتا على أمّ رأسه، فينشدخ رأسه وتبقى جثته هامدة، كأنها قائمة النخلة إذا خرّت بلا أغصان، إنه لمنظر رهيب، وصورة معبرة عن الدمار الشامل والهلاك الكامل.
فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية.
ترى قبيلة عاد هلكى، مصروعين متناثرين، كأنهم أعجاز نخل. بأصولها وجذوعها. خاوية. فارغة تآكلت أجوافها فارتمت ساقطة على الأرض هامدة.
تشتمل الآيات على بيان أن يوم القيامة حق لا شك فيه، وتذكر طائفة من أخبار الأمم التي كذّبت رسلها، فأصابها هلاك الاستئصال، فثمود أهلكت بالصاعقة، وعاد أهلكت بريح صرصر عاتية، وأهلك فرعون وقومه بالغرق، وأهلك قوم لوط بالزلزال الشديد الذي دمّر قراهم، وجعل عاليها سافلها، وأهلك قوم نوح بالطوفان.
الباقية : البقاء.
فهل ترى لهم من باقية.
أي : بادوا جميعا، وأهلكوا عن آخرهم، ولم يجعل الله لهم خلفا.
قال تعالى : فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم... ( الأحقاف : ٢٥ ).
تشتمل الآيات على بيان أن يوم القيامة حق لا شك فيه، وتذكر طائفة من أخبار الأمم التي كذّبت رسلها، فأصابها هلاك الاستئصال، فثمود أهلكت بالصاعقة، وعاد أهلكت بريح صرصر عاتية، وأهلك فرعون وقومه بالغرق، وأهلك قوم لوط بالزلزال الشديد الذي دمّر قراهم، وجعل عاليها سافلها، وأهلك قوم نوح بالطوفان.
المؤتفكات : المنقلبات، وهي قرى قوم لوط، جعل الله عاليها سافلها بالزلزلة.
الخاطئة : الخطأ.
وجاء فرعون ومن قبله، والمؤتفكات بالخاطئة.
وجاء فرعون موسى، ومن قبله من الأمم التي كفرت بآيات الله، كقوم نوح وعاد وثمود، والقرى التي انقلبت بأهلها، وصار عاليها سافلها، بسبب الفعلة الخاطئة التي ارتكبتها هذه القرى، وهي قرى قوم لوط التي اقتلعها جبريل، ورفعها على جناحه قرب السماء ثم قبلها، وكانت خمس قرى.
بالخاطئة. بالفعلة الخاطئة المنكرة، وهي الكفر والعصيان.
تشتمل الآيات على بيان أن يوم القيامة حق لا شك فيه، وتذكر طائفة من أخبار الأمم التي كذّبت رسلها، فأصابها هلاك الاستئصال، فثمود أهلكت بالصاعقة، وعاد أهلكت بريح صرصر عاتية، وأهلك فرعون وقومه بالغرق، وأهلك قوم لوط بالزلزال الشديد الذي دمّر قراهم، وجعل عاليها سافلها، وأهلك قوم نوح بالطوفان.
رابية : زائدة في الشدة، من ربا الشيء إذا زاد.
فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية.
أي : عصت كل أمة رسولها، فعصى قوم نوح نوحا، وعصى قوم لوط رسولهم لوطا، فأخذهم الله تعالى أخذة شديدة زادت في الشدّة على هلاك من سبقهم من الأمم، لأن جرائمهم زادت في القبح والشناعة على ستائر الكفار.
تشتمل الآيات على بيان أن يوم القيامة حق لا شك فيه، وتذكر طائفة من أخبار الأمم التي كذّبت رسلها، فأصابها هلاك الاستئصال، فثمود أهلكت بالصاعقة، وعاد أهلكت بريح صرصر عاتية، وأهلك فرعون وقومه بالغرق، وأهلك قوم لوط بالزلزال الشديد الذي دمّر قراهم، وجعل عاليها سافلها، وأهلك قوم نوح بالطوفان.
طغى الماء : تجاوز حدّه وارتفع.
حملناكم : حملنا آباءكم وأنتم في أصلابهم.
الجارية : السفينة التي تجري في الماء.
إنا لمّا طغا الماء حملناكم في الجارية.
يمتنّ الله على عباده جميعا بإغراق المكذّبين، ونجاة نوح ومن معه من المؤمنين، حيث كان الناس جميعا من نسل نوح عليه السلام، فمنهم من استمرّ على إيمانه، ومنهم من آثر الكفر والضلال، والأصل أم كلّ شيء عند الله بمقدار، فما نزلت قطرة ماء من السماء إلا بأمر ملك من الملائكة، وحين دعا نوح ربّه : دعا ربّه أني مغلوب فانتصر. ( القمر : ١٠ ).
استجاب الله سبحانه له، كما قال تعالى : ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر* وفجّرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر* وحملناه على ذات ألواح ودسر* تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر* ولقد تركناها آية فهل من مدّكر. ( القمر : ١١- ١٥ ).
والآية هنا في سورة الحاقة تعرض صورة الماء طاغيا زائدا مرتفعا، متجاوزا للحدود المألوفة، طاغيا ومرتفعا فوق الجبال، يغرق كل شيء بإذن الله، ثم سخّر الله السفينة الجارية، تحمل نوحا ومن معه من المؤمنين، متجاوبة مع الكون كلّه في الخضوع لأمر الله ومشيئته.
قال تعالى : وقال اركبوا فيها باسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم* وهي تجري بهم في موج كالجبال... ( هود : ٤١، ٤٢ ).
تشتمل الآيات على بيان أن يوم القيامة حق لا شك فيه، وتذكر طائفة من أخبار الأمم التي كذّبت رسلها، فأصابها هلاك الاستئصال، فثمود أهلكت بالصاعقة، وعاد أهلكت بريح صرصر عاتية، وأهلك فرعون وقومه بالغرق، وأهلك قوم لوط بالزلزال الشديد الذي دمّر قراهم، وجعل عاليها سافلها، وأهلك قوم نوح بالطوفان.
تعيها : تحفظها أذن من شأنها أن تحفظ ما سمعته.
لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية.
جعلنا الطوفان الذي أصاب المنطقة كلها بالغرق، وأغرق جميع الكافرين المكذبين، وجعلنا السفينة التي تجري على سطح الماء وتسير فوق أمواج كالجبال، تحركها مشيئة الله، وتوقفها إرادته في تكريم المؤمنين، جعلها ذلك تذكرة لكل مؤمن، بل لكل من يتأتّى منه التذكر والنظر، ولتحرص على عبرتها وتعيها أذن تعي الكلام، وتحفظه وتستفيد منه.
قال تعالى : إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا. ( الإسراء : ٣٦ ).
من تفسير ابن كثير
روى ابن أبي حاتم، عن علي بن أبي طالب قال : لم تنزل قطرة من ماء إلا بكيل على يدي ملك، فلما كان يوم نوح أذن للماء دون الخزّان، فطغى الماء على الخزّان، فخرج، فذلك قوله تعالى : إنا لما طغا الماء... أي : زاد على الحدّ بإذن الله. حملناكم في الجارية. ولم ينزل شيء من الريح إلا بكيل على يدي ملك، إلا يوم عاد فإنه أذن لها دون الخزّان، فخرجت، فذلك قوله تعالى : بريح صرصر عاتية.
ولهذا قال تعالى ممتنا على الناس : حملناكم في الجارية. وهي السفينة الجارية على وجه الماء.
لنجعلها لكم تذكرة...
أي : وأبقينا لكم من جنسها ما تركبون على تيار الماء في البحارiv.
كما قال : وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون. ( الزخرف : ١٢ ).
وقال تعالى : وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون* وخلقنا لهم من مثله ما يركبون. ( يس : ٤١، ٤٢ ).
﴿ فإذا نفخ في الصّور نفخة واحدة ١٣ وحملت الأرض والجبال فدكّتا دكّة واحدة ١٤ فيومئذ وقعت الواقعة ١٥ وانشقت السماء فهي يومئذ واهية ١٦ والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ١٧ يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ١٨ ﴾
المفردات : نفخة واحدة : النفخة الأولى لخراب العالم.
تمهيد :
شرع القرآن الكريم في بيان تفاصيل أحوال القيامة وأهوالها، وابتدأ بمقدماتها.
التفسير :
فإذا نفخ في الصّور نفخة واحدة.
فإذا نفخ إسرافيل في الصور –وهو القرن أو النفير- نفخة واحدة، هي النفخة الأولى التي يصعق عندها من في السماوات ومن في الأرض، وتموت الخلائق كلّها إلا من شاء الله.
قال تعالى : ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون. ( الزمر : ٦٨ ).
شرع القرآن الكريم في بيان تفاصيل أحوال القيامة وأهوالها، وابتدأ بمقدماتها.
حملت الأرض : رفعت من أماكنها بأمرنا.
فدكّتا : فدقّتا وكسرتا، أو فسويتا.
وحملت الأرض والجبال فدكّتا دكّة واحدة.
رفعت الأرض والجبال من أماكنها، وضرب بعضها ببعض، حتى تندقّ وتتفتت، وتصير كثيبا مهيلا.
وقيل : المراد : فبسطتا بسطة واحدة، وسويتا فصارتا أرضا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا، أي لا تبصر انخفاضا ولا ارتفاعا.
شرع القرآن الكريم في بيان تفاصيل أحوال القيامة وأهوالها، وابتدأ بمقدماتها.
فيومئذ وقعت الواقعة.
ففي ذلك الحين قامت القيامة الكبرى، وحدثت الداهية العظمى.
شرع القرآن الكريم في بيان تفاصيل أحوال القيامة وأهوالها، وابتدأ بمقدماتها.
وانشقت السماء : تفطرت وتصدّعت من الهول.
واهية : ضعيفة متداعية بعد الإحكام.
وانشقت السماء فهي يومئذ واهية.
تشققت السماء على غلظها، وتعلقت الملائكة بأرجائها، وتفطّرت السماء، فهي في ذلك اليوم مسترخية ساقطة القوة، ليس فيها تماسك ولا صلابة.
أي : لقد كانت السماء مستوية، لا فطور فيها ولا تشقق، تبحث العين فيها عن عيب أو خلل فلا تجد، أما الآن فالسماء واهية ضعيفة ممزقة.
شرع القرآن الكريم في بيان تفاصيل أحوال القيامة وأهوالها، وابتدأ بمقدماتها.
على أرجائها : جوانبها وأطرافها.
والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية.
عند انشقاق السماء يوم القيامة تتعلق الملائكة بأطرافها من هول الموقف، ومن خوف الجبار، وهناك ثمانية من الملائكة، أو ثمانية أصناف أو صفوف، يحملون عرش الله تعالى.
روى الطبري، عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى : ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية. قال : ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم عدّتهم إلا الله، وهي صفوف من وراء الصفوف.
قال ابن كثير : يحتمل أن يكون المراد بهذا العرش، العرش العظيم، أو العرش الذي يوضع في الأرض يوم القيامة لفصل القضاء، والله أعلم. اه.
وجاء في تفسير القاسمي :
ومثله مثل الغيوب التي يؤمن بها، ولا يجب اكتناهها، وذهب بعضهم إلى أن المراد بالعرش : ملكه تعالى للسماوات والأرض، وب ثمانية. السماوات السبع والأرض، وعبارة ويحمل. بالجذب. عرش ربك. أي : ملك ربك للأرض والسماوات. فوقهم يومئذ. أي : فوق الملائكة الذين هم على أرجائها يوم القيامة. ثمانية. أي السماوات السبع والأرضv.
شرع القرآن الكريم في بيان تفاصيل أحوال القيامة وأهوالها، وابتدأ بمقدماتها.
يومئذ تعرضون : بعد النفخة الثانية للحساب والجزاء.
يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية.
أي : في ذلك اليوم يعرض الناس للحساب، والله سبحانه وتعالى مطّلع على سرائرهم وبواطنهم، وقد ظهر كل شيء علنا أمام الناس.
أما المؤمنون فتظهر للناس أعمالهم، وصدقة السّرّ، وكل ما عملوه ابتغاء وجه الله، فيزداد سرورهم.
وأما الكافرون والمنافقون، فيظهر للناس سوء أعمالهم، فيزدادون حسرة.
والعرض هنا عبارة عن المساءلة والمحاسبة.
روي عن عمر بن الخطاب أنه قال : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، فإنه أخفّ عليكم في الحساب غدا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزيّنوا للعرض الأكبر : يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية.
وروى الإمام أحمد، والترمذي، وابن جرير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات، فأما عرضتان فجدال ومعاذير، وأمّا الثالثة فعند ذلك تطير الصحف في الأيدي، فآخذ بيمينه، وآخذ بشماله ). vi.
قال المفسرون : وكل من الحمل والعرض لا يعني التجسيم والتشبيه بالمخلوقات، وإنما للتصوير والرمز والتقريب إلى الأذهان.
وقال صاحب الظلال ما يأتي :
والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية.
والملائكة على أرجاء هذه السماء المنشقة وأطرافها، والعرش فوقهم يحمله ثمانية : ثمانية أملاك، أو ثمانية صفوف منهم، أو ثمانية طبقات من طبقاتهم، أو ثمانية مما يعلم الله، لا ندري نحن من هم ولا ما هم، كما لا ندري نحن ما العرش، ولا كيف يحمل. ونخلص من كل هذه المغيبات التي لا علم لنا بها، ولم يكلفنا الله من علمها إلا ما قصّ علينا، نخلص من مفردات هذه المغيبات إلى الظلّ الجليل الذي تخلعه على الموقف، وهو المطلوب منا أن تستشعره ضمائرنا، وهو المقصود من ذكر هذه الأحداث، ليشعر القلب البشرى بالجلال والرهبة والخشوع في ذلك اليوم العظيم، وفي ذلك الموقف الجليل.
يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية.
( فالكلّ مكشوف : مكشوف الجسد، مكشوف النفس، مكشوف الضمير، مكشوف العمل، مكشوف المصير، وتسقط جميع الأستار التي كانت تحجب الأسرار، وتتعرى النفوس، وتتعرى الأجساد، وتبرز الغيوب بروز الشهود... )vii.
( ألا إنه لأمر عصيب، أعصب من دكّ الأرض والجبال، وأشدّ من تشقق السماء، وقوف الإنسان عريان الجسد، عريان النفس، عريان المشاعر، عريان التاريخ، عريان العمل ما ظهر منه وما استتر، أما تلك الحشود الهائلة من خلق الله، من الإنس والجن والملائكة، وتحت جلال الله وعرشه المرفوع فوق الجميع )viii.
﴿ فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤوا كتابيه ١٩ إني ظننت أني ملاق حسابيه ٢٠ فهو في عيشة راضية ٢١ في جنة عالية ٢٢ قطوفها دانية ٢٣ كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية ٢٤ ﴾
المفردات :
هاؤم : خذوا.
تمهيد :
بعد أن ذكر أن الناس جميعا يعرضون على الله تعالى للحساب، ولا يخفى عليه شيء من أعمالهم، فصّل أحكام هذا العرض.
فذكر أنّ من أوتي كتابه بيمينه يشتد فرحه، فيقول لكل من يقابله : هذا كتابي خذوه فاقرؤوه، لقد كنت متيقنا من لقاء ربّي، ومن الحساب والجزاء، فينال نصيبه من السعادة في عيشة هنيئة، وجنة عالية المكان والمكانة، ثمارها قريبة التناول، ويقال لهؤلاء المؤمنين : كلوا هنيئا، واشربوا مريئا، بما قدمتم من الأعمال الصالحة في الدنيا.
التفسير :
١٩- فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤوا كتابيه.
يأخذ السعداء يوم القيامة كتبهم بأيمانهم، فيثقون بالنجاة والفوز، ويقولون لإخوانهم : تلك كتب النجاة والسعادة، هذه كتبنا، اقرؤوها لتسعدوا بها كما سعدنا.
بعد أن ذكر أن الناس جميعا يعرضون على الله تعالى للحساب، ولا يخفى عليه شيء من أعمالهم، فصّل أحكام هذا العرض.
فذكر أنّ من أوتي كتابه بيمينه يشتد فرحه، فيقول لكل من يقابله : هذا كتابي خذوه فاقرؤوه، لقد كنت متيقنا من لقاء ربّي، ومن الحساب والجزاء، فينال نصيبه من السعادة في عيشة هنيئة، وجنة عالية المكان والمكانة، ثمارها قريبة التناول، ويقال لهؤلاء المؤمنين : كلوا هنيئا، واشربوا مريئا، بما قدمتم من الأعمال الصالحة في الدنيا.
ظننت : علمت.
ملاق : معاين.
٢٠- إني ظننت أني ملاق حسابيه.
لقد كنت متيقنا بيوم الحساب والجزاء، مراقبا لربّي في حياتي، مخلصا له في العمل.
بعد أن ذكر أن الناس جميعا يعرضون على الله تعالى للحساب، ولا يخفى عليه شيء من أعمالهم، فصّل أحكام هذا العرض.
فذكر أنّ من أوتي كتابه بيمينه يشتد فرحه، فيقول لكل من يقابله : هذا كتابي خذوه فاقرؤوه، لقد كنت متيقنا من لقاء ربّي، ومن الحساب والجزاء، فينال نصيبه من السعادة في عيشة هنيئة، وجنة عالية المكان والمكانة، ثمارها قريبة التناول، ويقال لهؤلاء المؤمنين : كلوا هنيئا، واشربوا مريئا، بما قدمتم من الأعمال الصالحة في الدنيا.
راضية : يرضى بها صاحبها.
فهو في عيشة راضية.
هذا المؤمن يأخذ كتابه بيمينه، ويدخل الجنة راضيا مرضيا، فهو في عيشة هنيئة سعيدة، راض صاحبها بالجنة والنعيم والحبور، أو هو في عيشة مرضية، يرضى بها صاحبها ولا يبغضها، فهي فاعل بمعنى مفعول، على حدّ قولهم : ماء دافق بمنعنى مدفوق، أي أن المعيشة لو كان لها عقل لرضيت لنفسها بحالتها، ولفرحت بها فرحا عظيما.
وفي الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إنهم يعيشون فلا يموتون أبدا، ويصحّون فلا يمرضون أبدا، وينعمون فلا يرون بؤسا أبدا، ويشبّون فلا يهرمون أبدا )ix
بعد أن ذكر أن الناس جميعا يعرضون على الله تعالى للحساب، ولا يخفى عليه شيء من أعمالهم، فصّل أحكام هذا العرض.
فذكر أنّ من أوتي كتابه بيمينه يشتد فرحه، فيقول لكل من يقابله : هذا كتابي خذوه فاقرؤوه، لقد كنت متيقنا من لقاء ربّي، ومن الحساب والجزاء، فينال نصيبه من السعادة في عيشة هنيئة، وجنة عالية المكان والمكانة، ثمارها قريبة التناول، ويقال لهؤلاء المؤمنين : كلوا هنيئا، واشربوا مريئا، بما قدمتم من الأعمال الصالحة في الدنيا.
عالية : مرتفعة المكان.
في جنة عالية.
في جنة رفيعة المنزلة، عالية المكان والمكانة، وقد ثبت في الصحيح :( إن الجنة مائة درجة، ما بين كلّ درجتين كما بين السماء والأرض )x.
قال ابن كثير :
في جنة عالية. أي : رفيعة قصورها، حسان حورها، نعيمة دورها، دائم حبورها. اه.
والجنة نعيم متصل، بها أنهار من لبن، وأنهار من عسل، وأنهار من ماء غير آسن، وأنهار من خمر لذّة للشاربين، ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم. وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذّ الأعين... ( الزخرف : ٧١ ).
الجنة فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
بعد أن ذكر أن الناس جميعا يعرضون على الله تعالى للحساب، ولا يخفى عليه شيء من أعمالهم، فصّل أحكام هذا العرض.
فذكر أنّ من أوتي كتابه بيمينه يشتد فرحه، فيقول لكل من يقابله : هذا كتابي خذوه فاقرؤوه، لقد كنت متيقنا من لقاء ربّي، ومن الحساب والجزاء، فينال نصيبه من السعادة في عيشة هنيئة، وجنة عالية المكان والمكانة، ثمارها قريبة التناول، ويقال لهؤلاء المؤمنين : كلوا هنيئا، واشربوا مريئا، بما قدمتم من الأعمال الصالحة في الدنيا.
قطوفها : جمع قطف، وهو ما يجتنى من الثمر.
دانية : قريبة التناول.
قطوفها دانية.
ثمارها قريبة التنازل، ينالها القائم والقاعد، والمضطجع والمتكئ.
بعد أن ذكر أن الناس جميعا يعرضون على الله تعالى للحساب، ولا يخفى عليه شيء من أعمالهم، فصّل أحكام هذا العرض.
فذكر أنّ من أوتي كتابه بيمينه يشتد فرحه، فيقول لكل من يقابله : هذا كتابي خذوه فاقرؤوه، لقد كنت متيقنا من لقاء ربّي، ومن الحساب والجزاء، فينال نصيبه من السعادة في عيشة هنيئة، وجنة عالية المكان والمكانة، ثمارها قريبة التناول، ويقال لهؤلاء المؤمنين : كلوا هنيئا، واشربوا مريئا، بما قدمتم من الأعمال الصالحة في الدنيا.
هنيئا : بلا تنغيص ولا كدر.
بما أسلفتم : بما قدمتم من الأعمال الصالحة في الدنيا.
الخالية : الماضية.
كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية.
أي : يقال لهم على سبيل التكريم والتقدير : كلوا واشربوا هنيئا شهيّا مفيدا، واشربوا شربا مريئا، بصحة وعافية، ونعيم دائم. بسبب ما قدمتم في الأيام الماضية من أيام الدنيا، من عمل صالح، وسلوك محمود، والتزام بالطاعات، واجتناب للمعاصي، وطاعة لله وتقر إليه، وبعد عن كل ما يغضبه، فأنتم في الجنة تستمتعون بنعيمها، وفي قربى ورضوان وتكريم من الله رب العالمين.
﴿ وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه ٢٥ ولم أدر ما حسابيه ٢٦ يا ليتها كانت القاضية ٢٧ ما أغنى عني ماليه ٢٨ هلك عني سلطانيه ٢٩ خذوه فغلّوه ٣٠ ثم الجحيم صلّوه ٣١ ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه ٣٢ إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ٣٣ ولا يحضّ على طعام المسكين ٣٤ فليس له اليوم هاهنا حميم ٣٥ ولا طعام إلا من غسلين ٣٦ لا يأكله إلا الخاطئون ٣٧ ﴾
تمهيد :
تصف الآيات حال الأشقياء الذين يأخذون كتابهم بشمالهم، فيرون العذاب رأي العين، فيتمنّى ذلك الكافر أن لو كانت حياته قد انتهت إلى غير صحوة ولا حساب.
حيث يجد نفسه تلقاء النار، وجها لوجه، ولا مال بيده، ولا سلطان ينفعه، ثم يسمع قول الجبّار سبحانه وتعالى : خذوه فضعوه في الأغلال والسلاسل، وألقوه في جهنم يصطلى بحرّها وسلاسلها، لأن قلبه كان قلبا نكدا، خاليا من الإيمان بالله، خاليا من الرحمة والشفقة بالمساكين والمحتاجين، فليس له اليوم هاهنا صديق ينفعه، أو قريب يعاونه، وليس له طعام يأكله إلا عصارة أهل النار من القيح والصديد الذي لا يأكله إلا أصحاب الخطايا والكفر، أعاذنا الله من النار ومن عذابها، آمين.
التفسير :
وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه.
يلقى السعداء الجنة والتكريم، ويلقى الأشقياء العذاب والإهانة.
والمعنى :
وأما الأشقياء فإنهم يأخذون كتابهم بشمالهم، وهو علامة الذل والمهانة، لما يرون في كتابهم من الخطايا والذنوب، وما ينتظرهم من العذاب والهوان، فيتمنى أنه لم يؤت كتابه مطلقا، لما يحمل كتابه من الأعمال القبيحة.
قال سبحانه وتعالى : ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا. ( الكهف : ٤٩ ).
تصف الآيات حال الأشقياء الذين يأخذون كتابهم بشمالهم، فيرون العذاب رأي العين، فيتمنّى ذلك الكافر أن لو كانت حياته قد انتهت إلى غير صحوة ولا حساب.
حيث يجد نفسه تلقاء النار، وجها لوجه، ولا مال بيده، ولا سلطان ينفعه، ثم يسمع قول الجبّار سبحانه وتعالى : خذوه فضعوه في الأغلال والسلاسل، وألقوه في جهنم يصطلى بحرّها وسلاسلها، لأن قلبه كان قلبا نكدا، خاليا من الإيمان بالله، خاليا من الرحمة والشفقة بالمساكين والمحتاجين، فليس له اليوم هاهنا صديق ينفعه، أو قريب يعاونه، وليس له طعام يأكله إلا عصارة أهل النار من القيح والصديد الذي لا يأكله إلا أصحاب الخطايا والكفر، أعاذنا الله من النار ومن عذابها، آمين.
٢٦، ٢٧- ولم أدر ما حسابيه* يا ليتها كانت القاضية.
ليتني لم أعرف حسابي، ولم أشاهده، لأن الكتاب الذي استلمته حافل بالخطايا والذنوب، ثم يندب حظه طويلا ويصيح متفجعا : يا ليت الموت الذي تمّ في الدنيا كان النهاية، ولم أبعث ولم أحاسب.
قال قتادة : تمنّى الموت، ولم يكن في الدنيا أكره إليه منه.
يا ليتها : يا ليت الموتة التي متّها في الدنيا.
كانت القاضية : القاطعة لأمري وحياتي، فلم أبعث بعدها.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٦:تمهيد :
تصف الآيات حال الأشقياء الذين يأخذون كتابهم بشمالهم، فيرون العذاب رأي العين، فيتمنّى ذلك الكافر أن لو كانت حياته قد انتهت إلى غير صحوة ولا حساب.
حيث يجد نفسه تلقاء النار، وجها لوجه، ولا مال بيده، ولا سلطان ينفعه، ثم يسمع قول الجبّار سبحانه وتعالى : خذوه فضعوه في الأغلال والسلاسل، وألقوه في جهنم يصطلى بحرّها وسلاسلها، لأن قلبه كان قلبا نكدا، خاليا من الإيمان بالله، خاليا من الرحمة والشفقة بالمساكين والمحتاجين، فليس له اليوم هاهنا صديق ينفعه، أو قريب يعاونه، وليس له طعام يأكله إلا عصارة أهل النار من القيح والصديد الذي لا يأكله إلا أصحاب الخطايا والكفر، أعاذنا الله من النار ومن عذابها، آمين.
٢٦، ٢٧- ولم أدر ما حسابيه* يا ليتها كانت القاضية.
ليتني لم أعرف حسابي، ولم أشاهده، لأن الكتاب الذي استلمته حافل بالخطايا والذنوب، ثم يندب حظه طويلا ويصيح متفجعا : يا ليت الموت الذي تمّ في الدنيا كان النهاية، ولم أبعث ولم أحاسب.
قال قتادة : تمنّى الموت، ولم يكن في الدنيا أكره إليه منه.
تصف الآيات حال الأشقياء الذين يأخذون كتابهم بشمالهم، فيرون العذاب رأي العين، فيتمنّى ذلك الكافر أن لو كانت حياته قد انتهت إلى غير صحوة ولا حساب.
حيث يجد نفسه تلقاء النار، وجها لوجه، ولا مال بيده، ولا سلطان ينفعه، ثم يسمع قول الجبّار سبحانه وتعالى : خذوه فضعوه في الأغلال والسلاسل، وألقوه في جهنم يصطلى بحرّها وسلاسلها، لأن قلبه كان قلبا نكدا، خاليا من الإيمان بالله، خاليا من الرحمة والشفقة بالمساكين والمحتاجين، فليس له اليوم هاهنا صديق ينفعه، أو قريب يعاونه، وليس له طعام يأكله إلا عصارة أهل النار من القيح والصديد الذي لا يأكله إلا أصحاب الخطايا والكفر، أعاذنا الله من النار ومن عذابها، آمين.
ماليه : ما لي من المال.
سلطانيه : حجتي التي كنت أحتج بها في الدنيا، أو ملكي وسلطاني.
٢٨، ٢٩- ما أغنى عني ماليه* هلك عني سلطانيه.
لم ينفعني ما كان لي في الدنيا من ذهب وفضة، وحرث وزرع، ودور وقصور، وحشم وخدم، فقد وفدت على ربّي وحيدا فريدا.
قال تعالى : ولقد جئتمونا فرادى أول مرة وتركتم ما خوّلناكم وراء ظهوركم... ( الأنعام : ٩٤ ).
هلك عني سلطاني وحجتي وبطلت وضاعت، أو ذهب ملكي وتسلّطي وجبروتي، وبقيت ذليلا مهينا.
تصف الآيات حال الأشقياء الذين يأخذون كتابهم بشمالهم، فيرون العذاب رأي العين، فيتمنّى ذلك الكافر أن لو كانت حياته قد انتهت إلى غير صحوة ولا حساب.
حيث يجد نفسه تلقاء النار، وجها لوجه، ولا مال بيده، ولا سلطان ينفعه، ثم يسمع قول الجبّار سبحانه وتعالى : خذوه فضعوه في الأغلال والسلاسل، وألقوه في جهنم يصطلى بحرّها وسلاسلها، لأن قلبه كان قلبا نكدا، خاليا من الإيمان بالله، خاليا من الرحمة والشفقة بالمساكين والمحتاجين، فليس له اليوم هاهنا صديق ينفعه، أو قريب يعاونه، وليس له طعام يأكله إلا عصارة أهل النار من القيح والصديد الذي لا يأكله إلا أصحاب الخطايا والكفر، أعاذنا الله من النار ومن عذابها، آمين.
ماليه : ما لي من المال.
سلطانيه : حجتي التي كنت أحتج بها في الدنيا، أو ملكي وسلطاني.
٢٨، ٢٩- ما أغنى عني ماليه* هلك عني سلطانيه.
لم ينفعني ما كان لي في الدنيا من ذهب وفضة، وحرث وزرع، ودور وقصور، وحشم وخدم، فقد وفدت على ربّي وحيدا فريدا.
قال تعالى : ولقد جئتمونا فرادى أول مرة وتركتم ما خوّلناكم وراء ظهوركم... ( الأنعام : ٩٤ ).
هلك عني سلطاني وحجتي وبطلت وضاعت، أو ذهب ملكي وتسلّطي وجبروتي، وبقيت ذليلا مهينا.
تصف الآيات حال الأشقياء الذين يأخذون كتابهم بشمالهم، فيرون العذاب رأي العين، فيتمنّى ذلك الكافر أن لو كانت حياته قد انتهت إلى غير صحوة ولا حساب.
حيث يجد نفسه تلقاء النار، وجها لوجه، ولا مال بيده، ولا سلطان ينفعه، ثم يسمع قول الجبّار سبحانه وتعالى : خذوه فضعوه في الأغلال والسلاسل، وألقوه في جهنم يصطلى بحرّها وسلاسلها، لأن قلبه كان قلبا نكدا، خاليا من الإيمان بالله، خاليا من الرحمة والشفقة بالمساكين والمحتاجين، فليس له اليوم هاهنا صديق ينفعه، أو قريب يعاونه، وليس له طعام يأكله إلا عصارة أهل النار من القيح والصديد الذي لا يأكله إلا أصحاب الخطايا والكفر، أعاذنا الله من النار ومن عذابها، آمين.
فغلّوه : اجعلوا الغلّ في يديه وعنقه.
الجحيم صلّوه : أدخلوه، أو أحرقوه فيها.
فاسلكوه : فأدخلوه فيها.
٣٠، ٣١، ٣٢- خذوه فغلّوه* ثم الجحيم صلّوه* ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه.
يأمر الله تعالى الملائكة أن يأخذوه للعذاب، وأن يشدّوا بالأغلال والقيود يده إلى عنقه، ثم يأمرهم الله ألا يجعلوا جسمه إلا في الجحيم، حتى يصطلى بنارها ويحترق بعذابها، ثم يوضع في سلسلة طولها سبعون ذراعا، يلف بها جسمه من أوله إلى آخره، وذراع واحدة تكفي لتعذيبه، لكن الله جعل سلسلة العذاب سبعين ذراعا لإرادة الوصف بالطول، لأنها إذا طالت كان الإرهاق أشد، والعذاب أقسى وأعنف.
تصف الآيات حال الأشقياء الذين يأخذون كتابهم بشمالهم، فيرون العذاب رأي العين، فيتمنّى ذلك الكافر أن لو كانت حياته قد انتهت إلى غير صحوة ولا حساب.
حيث يجد نفسه تلقاء النار، وجها لوجه، ولا مال بيده، ولا سلطان ينفعه، ثم يسمع قول الجبّار سبحانه وتعالى : خذوه فضعوه في الأغلال والسلاسل، وألقوه في جهنم يصطلى بحرّها وسلاسلها، لأن قلبه كان قلبا نكدا، خاليا من الإيمان بالله، خاليا من الرحمة والشفقة بالمساكين والمحتاجين، فليس له اليوم هاهنا صديق ينفعه، أو قريب يعاونه، وليس له طعام يأكله إلا عصارة أهل النار من القيح والصديد الذي لا يأكله إلا أصحاب الخطايا والكفر، أعاذنا الله من النار ومن عذابها، آمين.
فغلّوه : اجعلوا الغلّ في يديه وعنقه.
الجحيم صلّوه : أدخلوه، أو أحرقوه فيها.
فاسلكوه : فأدخلوه فيها.
٣٠، ٣١، ٣٢- خذوه فغلّوه* ثم الجحيم صلّوه* ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه.
يأمر الله تعالى الملائكة أن يأخذوه للعذاب، وأن يشدّوا بالأغلال والقيود يده إلى عنقه، ثم يأمرهم الله ألا يجعلوا جسمه إلا في الجحيم، حتى يصطلى بنارها ويحترق بعذابها، ثم يوضع في سلسلة طولها سبعون ذراعا، يلف بها جسمه من أوله إلى آخره، وذراع واحدة تكفي لتعذيبه، لكن الله جعل سلسلة العذاب سبعين ذراعا لإرادة الوصف بالطول، لأنها إذا طالت كان الإرهاق أشد، والعذاب أقسى وأعنف.
تصف الآيات حال الأشقياء الذين يأخذون كتابهم بشمالهم، فيرون العذاب رأي العين، فيتمنّى ذلك الكافر أن لو كانت حياته قد انتهت إلى غير صحوة ولا حساب.
حيث يجد نفسه تلقاء النار، وجها لوجه، ولا مال بيده، ولا سلطان ينفعه، ثم يسمع قول الجبّار سبحانه وتعالى : خذوه فضعوه في الأغلال والسلاسل، وألقوه في جهنم يصطلى بحرّها وسلاسلها، لأن قلبه كان قلبا نكدا، خاليا من الإيمان بالله، خاليا من الرحمة والشفقة بالمساكين والمحتاجين، فليس له اليوم هاهنا صديق ينفعه، أو قريب يعاونه، وليس له طعام يأكله إلا عصارة أهل النار من القيح والصديد الذي لا يأكله إلا أصحاب الخطايا والكفر، أعاذنا الله من النار ومن عذابها، آمين.
فغلّوه : اجعلوا الغلّ في يديه وعنقه.
الجحيم صلّوه : أدخلوه، أو أحرقوه فيها.
فاسلكوه : فأدخلوه فيها.
٣٠، ٣١، ٣٢- خذوه فغلّوه* ثم الجحيم صلّوه* ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه.
يأمر الله تعالى الملائكة أن يأخذوه للعذاب، وأن يشدّوا بالأغلال والقيود يده إلى عنقه، ثم يأمرهم الله ألا يجعلوا جسمه إلا في الجحيم، حتى يصطلى بنارها ويحترق بعذابها، ثم يوضع في سلسلة طولها سبعون ذراعا، يلف بها جسمه من أوله إلى آخره، وذراع واحدة تكفي لتعذيبه، لكن الله جعل سلسلة العذاب سبعين ذراعا لإرادة الوصف بالطول، لأنها إذا طالت كان الإرهاق أشد، والعذاب أقسى وأعنف.
تصف الآيات حال الأشقياء الذين يأخذون كتابهم بشمالهم، فيرون العذاب رأي العين، فيتمنّى ذلك الكافر أن لو كانت حياته قد انتهت إلى غير صحوة ولا حساب.
حيث يجد نفسه تلقاء النار، وجها لوجه، ولا مال بيده، ولا سلطان ينفعه، ثم يسمع قول الجبّار سبحانه وتعالى : خذوه فضعوه في الأغلال والسلاسل، وألقوه في جهنم يصطلى بحرّها وسلاسلها، لأن قلبه كان قلبا نكدا، خاليا من الإيمان بالله، خاليا من الرحمة والشفقة بالمساكين والمحتاجين، فليس له اليوم هاهنا صديق ينفعه، أو قريب يعاونه، وليس له طعام يأكله إلا عصارة أهل النار من القيح والصديد الذي لا يأكله إلا أصحاب الخطايا والكفر، أعاذنا الله من النار ومن عذابها، آمين.
لا يحضّ : لا يحث ولا يحرّض.
٣٣، ٣٤- إنه كان لا يؤمن بالله العظيم* ولا يحضّ على طعام المسكين.
إن السبب في هذا العذاب المؤلم هو أنه كان لا يؤمن بالله العلي العظيم، فقد كذّب بالله تعالى، وكفر بالجزاء والحساب، وخلا قلبه من الرحمة، فلم يعطف على المساكين، ولم يحضّ غيره على إطعام المساكين، وكأنّ الآية نداء جهير في الدعوة إلى الإيمان، وإلى الحثّ على التراحم والتعاطف والتعاون، في رعاية المساكين.
وعن أبي الدرداء أنه كان يحض امرأته على تكثير المرق لأجل المساكين، وكان يقول : خلعنا نصف السلسلة بالإيمان، أفلا نخلع نصفها الآخر ؟
تصف الآيات حال الأشقياء الذين يأخذون كتابهم بشمالهم، فيرون العذاب رأي العين، فيتمنّى ذلك الكافر أن لو كانت حياته قد انتهت إلى غير صحوة ولا حساب.
حيث يجد نفسه تلقاء النار، وجها لوجه، ولا مال بيده، ولا سلطان ينفعه، ثم يسمع قول الجبّار سبحانه وتعالى : خذوه فضعوه في الأغلال والسلاسل، وألقوه في جهنم يصطلى بحرّها وسلاسلها، لأن قلبه كان قلبا نكدا، خاليا من الإيمان بالله، خاليا من الرحمة والشفقة بالمساكين والمحتاجين، فليس له اليوم هاهنا صديق ينفعه، أو قريب يعاونه، وليس له طعام يأكله إلا عصارة أهل النار من القيح والصديد الذي لا يأكله إلا أصحاب الخطايا والكفر، أعاذنا الله من النار ومن عذابها، آمين.
لا يحضّ : لا يحث ولا يحرّض.
٣٣، ٣٤- إنه كان لا يؤمن بالله العظيم* ولا يحضّ على طعام المسكين.
إن السبب في هذا العذاب المؤلم هو أنه كان لا يؤمن بالله العلي العظيم، فقد كذّب بالله تعالى، وكفر بالجزاء والحساب، وخلا قلبه من الرحمة، فلم يعطف على المساكين، ولم يحضّ غيره على إطعام المساكين، وكأنّ الآية نداء جهير في الدعوة إلى الإيمان، وإلى الحثّ على التراحم والتعاطف والتعاون، في رعاية المساكين.
وعن أبي الدرداء أنه كان يحض امرأته على تكثير المرق لأجل المساكين، وكان يقول : خلعنا نصف السلسلة بالإيمان، أفلا نخلع نصفها الآخر ؟
تصف الآيات حال الأشقياء الذين يأخذون كتابهم بشمالهم، فيرون العذاب رأي العين، فيتمنّى ذلك الكافر أن لو كانت حياته قد انتهت إلى غير صحوة ولا حساب.
حيث يجد نفسه تلقاء النار، وجها لوجه، ولا مال بيده، ولا سلطان ينفعه، ثم يسمع قول الجبّار سبحانه وتعالى : خذوه فضعوه في الأغلال والسلاسل، وألقوه في جهنم يصطلى بحرّها وسلاسلها، لأن قلبه كان قلبا نكدا، خاليا من الإيمان بالله، خاليا من الرحمة والشفقة بالمساكين والمحتاجين، فليس له اليوم هاهنا صديق ينفعه، أو قريب يعاونه، وليس له طعام يأكله إلا عصارة أهل النار من القيح والصديد الذي لا يأكله إلا أصحاب الخطايا والكفر، أعاذنا الله من النار ومن عذابها، آمين.
حميم : قريب مشفق يحميه، أو صديق ينتفع به.
غسلين : صديد أهل النار، وما يسيل منهم من قيح ودم.
٣٥، ٣٦- فليس له اليوم هاهنا حميم* ولا طعام إلا من غسلين.
فليس له يوم القيامة قريب يدافع عنه، أو صديق وفيّ يكفيه شر العذاب، ولا يجد طعاما يأكله إلا الغسلين، وهو غسالة أهل النار، وما يسيل من أبدانهم من القيح والصديد والدم.
تصف الآيات حال الأشقياء الذين يأخذون كتابهم بشمالهم، فيرون العذاب رأي العين، فيتمنّى ذلك الكافر أن لو كانت حياته قد انتهت إلى غير صحوة ولا حساب.
حيث يجد نفسه تلقاء النار، وجها لوجه، ولا مال بيده، ولا سلطان ينفعه، ثم يسمع قول الجبّار سبحانه وتعالى : خذوه فضعوه في الأغلال والسلاسل، وألقوه في جهنم يصطلى بحرّها وسلاسلها، لأن قلبه كان قلبا نكدا، خاليا من الإيمان بالله، خاليا من الرحمة والشفقة بالمساكين والمحتاجين، فليس له اليوم هاهنا صديق ينفعه، أو قريب يعاونه، وليس له طعام يأكله إلا عصارة أهل النار من القيح والصديد الذي لا يأكله إلا أصحاب الخطايا والكفر، أعاذنا الله من النار ومن عذابها، آمين.
حميم : قريب مشفق يحميه، أو صديق ينتفع به.
غسلين : صديد أهل النار، وما يسيل منهم من قيح ودم.
٣٥، ٣٦- فليس له اليوم هاهنا حميم* ولا طعام إلا من غسلين.
فليس له يوم القيامة قريب يدافع عنه، أو صديق وفيّ يكفيه شر العذاب، ولا يجد طعاما يأكله إلا الغسلين، وهو غسالة أهل النار، وما يسيل من أبدانهم من القيح والصديد والدم.
تصف الآيات حال الأشقياء الذين يأخذون كتابهم بشمالهم، فيرون العذاب رأي العين، فيتمنّى ذلك الكافر أن لو كانت حياته قد انتهت إلى غير صحوة ولا حساب.
حيث يجد نفسه تلقاء النار، وجها لوجه، ولا مال بيده، ولا سلطان ينفعه، ثم يسمع قول الجبّار سبحانه وتعالى : خذوه فضعوه في الأغلال والسلاسل، وألقوه في جهنم يصطلى بحرّها وسلاسلها، لأن قلبه كان قلبا نكدا، خاليا من الإيمان بالله، خاليا من الرحمة والشفقة بالمساكين والمحتاجين، فليس له اليوم هاهنا صديق ينفعه، أو قريب يعاونه، وليس له طعام يأكله إلا عصارة أهل النار من القيح والصديد الذي لا يأكله إلا أصحاب الخطايا والكفر، أعاذنا الله من النار ومن عذابها، آمين.
الخاطئون : الآثمون أصحاب الخطايا، من خطئ الرجل : إذا تعمّد الذنب، لا من الخطأ المضاد للصواب.
لا يأكله إلا الخاطئون.
لا يقبل على هذا النوع من الطعام إلا من تعمد ارتكاب الأخطاء في الدنيا، أي تعوّد على الإجرام والآثام.
قال المفسرون :
لا يأكله إلا الخاطئون.
أي : لا يأكله إلا الآثمون المجرمون المرتكبون للخطايا والآثام.
والخاطئون. جمع خاطئ وهو الذي يتعمد الذنب، والمخطئ الذي يفعل الشيء خطأ دون قصد، ولهذا قال : الخاطئون. ولم يقل : المخطئون.
وفي آية يقول القرآن الكريم : ليس لهم طعام إلا من ضريع. ( الغاشية : ٦ ).
والضريع شيء في النار كالشوك مرّ منتن.
وقال قتادة :
الغسلين هو شر طعام أهل النار.
وقد تحدث القرآن عن وصف طعام أهل النار بأنه طعام بشع ملهب للجوف، حارق للأمعاء، فيحتاج آكله إلى الشرب، فيشرب ماء شديد الحرارة يشوي الوجوه، ويزيد العطش ويلهبه.
قال تعالى : إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا. ( الكهف : ٢٩ ).
وقال تعالى : أذلك خير نزلا أم شجرة الزّقّّّوم* إنا جعلناها فتنة للظالمين* إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم* طلعها كأنه رؤوس الشياطين* فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون* قم إن لهم عليها لشوبا من حميم* ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم. ( الصافات : ٢٦- ٢٨ ).
وقال تعالى : إن شجرة الزّقّوم* طعام الأثيم* كالمهل يغلي في البطون* كغلي الحميم* خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم* ثم صبّوا فوق رأسه من عذاب الحميم* ذق إنك أنت العزيز الكريم* إن هذا ما كنتم به تمترون. ( الدخان : ٤٣- ٥٠ ).
﴿ أفلا أقسم بما تبصرون ٣٨ وما لا تبصرون ٣٩ إنه لقول رسول كريم ٤٠ وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ٤١ ولا بقول كاهن قليلا ما تذكّرون ٤٢ تنزيل من رب العالمين ٤٣ ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل ٤٤ لأخذنا منه باليمين ٤٥ ثم لقطعنا منه الوتين ٤٦ فما منكم من أحد عنه حاجزين ٤٧ وإنه لتذكرة للمتقين ٤٨ وإنا لنعلم أن منكم مكذّبين ٤٩ وإنه لحسرة على الكافرين ٥٠ وإنه لحق اليقين ٥١ فسبح باسم ربك العظيم ٥٢ ﴾
المفردات :
فلا أقسم : أقسم و ( لا ) مزيدة.
بما تبصرون : بالمشاهدات المرئيات.
تمهيد :
في ختام السورة أقسم الله تعالى بما يفيد تعظيم القرآن، وأنه منزل من عند الله على قلب محمد صلى الله عليه وسلم، وليس القرآن شعرا ولا سحرا ولا كهانة، بل هو تنزيل من رب العالمين.
سبب النزول :
قال مقاتل :
سبب ذلك أن الوليد بن المغيرة قال : إن محمدا ساحر، وقال أبو جهل : شاعر، وقال عقبة : كاهن، فقال الله تعالى : فلا أقسم. أي : أقسم.
التفسير :
٣٨، ٣٩- فلا أقسم بما تبصرون* وما لا تبصرون.
أي : أقسم بما تشاهدونه بأعينكم في هذا الكون، مثل السماء والفضاء والهواء، والأرض وجبال والبحار، والأشجار والأنهار، والنبات والإنسان، والحيوان والجماد، وسائر ما ترونه بأعينكم في هذا الكون الفسيح.
وما لا تبصرون. مثل الملائكة والجنّ والجاذبية، والقيامة والبعث والحشر والصراط، والجنة والنار، وسائر ما غاب عن عيونكم في هذا الكون الفسيح الأرجاء، وفي اليوم الآخر وما فيه.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٨:القرآن ليس شعرا ولا كهانة، بل هو وحي الله
﴿ أفلا أقسم بما تبصرون ٣٨ وما لا تبصرون ٣٩ إنه لقول رسول كريم ٤٠ وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ٤١ ولا بقول كاهن قليلا ما تذكّرون ٤٢ تنزيل من رب العالمين ٤٣ ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل ٤٤ لأخذنا منه باليمين ٤٥ ثم لقطعنا منه الوتين ٤٦ فما منكم من أحد عنه حاجزين ٤٧ وإنه لتذكرة للمتقين ٤٨ وإنا لنعلم أن منكم مكذّبين ٤٩ وإنه لحسرة على الكافرين ٥٠ وإنه لحق اليقين ٥١ فسبح باسم ربك العظيم ٥٢ ﴾
المفردات :
فلا أقسم : أقسم و ( لا ) مزيدة.
بما تبصرون : بالمشاهدات المرئيات.
تمهيد :
في ختام السورة أقسم الله تعالى بما يفيد تعظيم القرآن، وأنه منزل من عند الله على قلب محمد صلى الله عليه وسلم، وليس القرآن شعرا ولا سحرا ولا كهانة، بل هو تنزيل من رب العالمين.
سبب النزول :
قال مقاتل :
سبب ذلك أن الوليد بن المغيرة قال : إن محمدا ساحر، وقال أبو جهل : شاعر، وقال عقبة : كاهن، فقال الله تعالى : فلا أقسم. أي : أقسم.
التفسير :
٣٨، ٣٩- فلا أقسم بما تبصرون* وما لا تبصرون.
أي : أقسم بما تشاهدونه بأعينكم في هذا الكون، مثل السماء والفضاء والهواء، والأرض وجبال والبحار، والأشجار والأنهار، والنبات والإنسان، والحيوان والجماد، وسائر ما ترونه بأعينكم في هذا الكون الفسيح.
وما لا تبصرون. مثل الملائكة والجنّ والجاذبية، والقيامة والبعث والحشر والصراط، والجنة والنار، وسائر ما غاب عن عيونكم في هذا الكون الفسيح الأرجاء، وفي اليوم الآخر وما فيه.
في ختام السورة أقسم الله تعالى بما يفيد تعظيم القرآن، وأنه منزل من عند الله على قلب محمد صلى الله عليه وسلم، وليس القرآن شعرا ولا سحرا ولا كهانة، بل هو تنزيل من رب العالمين.
سبب النزول :
قال مقاتل :
سبب ذلك أن الوليد بن المغيرة قال : إن محمدا ساحر، وقال أبو جهل : شاعر، وقال عقبة : كاهن، فقال الله تعالى : فلا أقسم. أي : أقسم.
إنه لقول رسول : يبلّغ عن الله ما أوحى إليه.
إنه لقول رسول كريم.
إن هذا القرآن ليس ساحرا ولا شعرا ولا كهانة، بل هو رسالة الله إلى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، يقوله ويقرؤه ويبلّغه عن الله تعالى.
في ختام السورة أقسم الله تعالى بما يفيد تعظيم القرآن، وأنه منزل من عند الله على قلب محمد صلى الله عليه وسلم، وليس القرآن شعرا ولا سحرا ولا كهانة، بل هو تنزيل من رب العالمين.
سبب النزول :
قال مقاتل :
سبب ذلك أن الوليد بن المغيرة قال : إن محمدا ساحر، وقال أبو جهل : شاعر، وقال عقبة : كاهن، فقال الله تعالى : فلا أقسم. أي : أقسم.
وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون.
وليس القرآن كلام شاعر، فقد اشتمل على بدء الخليقة، وأمور التشريع، وبيان الحلال والحرام، ووصف اليوم الآخر.
أما الشعر فله أوزان وقافية، ويدخل في التشريع وغير التشريع، ويكون صادقا وغير صادق، ويتحدث الشعراء عن أمور لا يفعلونها، ولا يترجمونها إلى واقع.
قال تعالى : والشعراء يتّبعهم الغاوون* ألم تر أنهم في كل واد يهيمون* وأنهم يقولون ما لا يفعلون. ( الشعراء : ٢٢٤- ٢٢٦ ).
قليلا ما تؤمنون.
أي أنكم لا تؤمنون أصلا، أو تؤمنون إيمانا قليلا، بمعنى أنهم يعترفون بأن الله هو الذي خلقهم، ومع ذلك يعبدون معه الأصنام والأوثان.
في ختام السورة أقسم الله تعالى بما يفيد تعظيم القرآن، وأنه منزل من عند الله على قلب محمد صلى الله عليه وسلم، وليس القرآن شعرا ولا سحرا ولا كهانة، بل هو تنزيل من رب العالمين.
سبب النزول :
قال مقاتل :
سبب ذلك أن الوليد بن المغيرة قال : إن محمدا ساحر، وقال أبو جهل : شاعر، وقال عقبة : كاهن، فقال الله تعالى : فلا أقسم. أي : أقسم.
ولا بقول كاهن قليلا ما تذكّرون.
فالقرآن منهج متكامل للحياة، يتفق مع الفطرة ويقنع العقل، أما الكهانة فهي كلمات متناسقة، لا تكون منهجا محيطا بالكون والحياة كما نجده في القرآن.
فمن الكهانة قول بعض الكهّان :
( والقمر الباهر، والكوكب الزاهر، وما في الأرض من سائر، من منجد وعاثر، لقد سبق هاشم أمية إلى المآثر ).
أما الآيات القرآن فتفيد أن الكون كلّه في رعاية الرحمان مثل :
إن الله يمسك السماوات والأرض أن لا تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا. ( فاطر : ٤١ ).
ومثل قوله سبحانه : إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميّت ومخرج الميّت من الحي ذلكم الله فأنى تؤفكون* فالق الإصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم. ( الأنعام : ٩٥، ٩٦ ).
ومثل قوله عز وجل : قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعزّ من تشاء وتذلّ من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير* تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب. ( آل عمران : ٢٦، ٢٧ ).
والكاهن يعتمد على الشياطين في نقل بعض الأخبار عن السماء، والقرآن ورد بسبّ الشياطين، فلا يعقل أن يكون بإلهامهم، والقرآن الكريم فيه لفتات ليس من طبيعة البشر أن يلتفتوها، مثل التعبير عن العلم الشامل الدقيق اللطيف، في قوله تعالى : وعنده، مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين. ( الأنعام : ٥٩ ).
في ختام السورة أقسم الله تعالى بما يفيد تعظيم القرآن، وأنه منزل من عند الله على قلب محمد صلى الله عليه وسلم، وليس القرآن شعرا ولا سحرا ولا كهانة، بل هو تنزيل من رب العالمين.
سبب النزول :
قال مقاتل :
سبب ذلك أن الوليد بن المغيرة قال : إن محمدا ساحر، وقال أبو جهل : شاعر، وقال عقبة : كاهن، فقال الله تعالى : فلا أقسم. أي : أقسم.
تنزيل من رب العالمين.
أي أن القرآن تنزيل من عند الله تعالى، وهو حي السماء.
قال تعالى : بل هو قرآن مجيد* في لوح محفوظ. ( البروج : ٢١، ٢٢ ).
وقد انتقل القرآن الكريم من رب العزة جلّ جلاله إلى اللوح المحفوظ، ونزل به جبرائيل الأمين على النبي صلى الله عليه وسلم، وتلقاه النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل الأمين، وتلقته الأمة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أضيف القرآن الكريم إلى جبريل على أنه المبلّغ به عن الله، مثل قوله تعالى : وإنه لتنزيل رب العالمين* نزل به الروح الأمين* على قلبك لتكون من المنذرين. ( الشعراء : ١٩٢ -١٩٤ ).
ومثل قوله تعالى : إنه لقول رسول كريم. حيث أضاف القرآن إلى النبي صلى الله عليه وسلم على أنه المتلقي عن جبريل، وقال بعض المفسرين : المراد بالرسول الكريم هو جبريل عليه السلام.
فالقرآن الكريم ليس شعرا وليس كهانة، وليس من عمل البشر وصنعهم، والعرب كانت تعرف ذلك، وتعرف أن القرآن فوق مستوى طاقة البشر، وليس قولهم : شاعر أو كاهن، إلا مشاغبة من المشركين للفت الأنظار عن القرآن الكريم، ولذلك أجاب الله تعالى بقوله :
تنزيل من رب العالمين.
أي : هو وحي السماء، أنزل الله رب العالمين على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
قال عمر بن الخطاب : خرجت أتعرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن أسلم، فوجدته قد سبقني إلى المسجد، فقمت خلفه، فاستفتح سورة الحاقّة، فجعلت أعجب من تأليف القرآن، فقلت : هذا والله شاعر كما قالت قريش، فقرأ : إنه لقول رسول كريم* وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون. فقلت : كاهن، فقرأ : ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون* تنزيل من رب العالمين. إلى آخر السورة، فوقع الإسلام في قلبي كل موقع، فهذا من جملة الأسباب التي جعلها الله مؤثرة في هداية عمر بن الخطاب رضي الله عنهxi.
في ختام السورة أقسم الله تعالى بما يفيد تعظيم القرآن، وأنه منزل من عند الله على قلب محمد صلى الله عليه وسلم، وليس القرآن شعرا ولا سحرا ولا كهانة، بل هو تنزيل من رب العالمين.
سبب النزول :
قال مقاتل :
سبب ذلك أن الوليد بن المغيرة قال : إن محمدا ساحر، وقال أبو جهل : شاعر، وقال عقبة : كاهن، فقال الله تعالى : فلا أقسم. أي : أقسم.
تقوّل علينا : افترى واختلق وادّعى علينا.
باليمين : بيمينه، أو بالقوة والقدرة.
الوتين : نياط القلب، أو نخاع الظهر.
عنه حاجزين : مانعين الهلاك عنه.
٤٤، ٤٥، ٤٦، ٤٧- ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل* لأخذنا منه باليمين* ثم لقطعنا منه الوتين* فما منكم من أحد عنه حاجزين.
ولو ادّعى محمد علينا بعض الادعاء، أو نسب إلينا شيئا لم نقله، لعاقبناه عقوبة عاجلة، شبيهة بغضب بعض الملوك على من يكذب عليه، حيث يمسك السياف بيمين الجاني ثم يكفحه بالسيف، ويضرب عنقه فيقطع منه الوتين، وهو عرق متصل بالقلب إذا قطع قضي على صاحبه ومات.
فما منكم من أحد عنه حاجزين.
فما يستطيع أحد من الناس أن يحجزنا، أو يحول بيننا وبينه في إهلاكه وقتله وقطع وتينه، إذ ليس ذلك في قدرة أحد أو إمكانه.
ولمّا لم يحدث شيء من ذلك، كان محمد رسولا من عند الله، صادقا في أن وحي السماء ينزل عليه، وفي أن القرآن تنزيل من رب العالمين.
في ختام السورة أقسم الله تعالى بما يفيد تعظيم القرآن، وأنه منزل من عند الله على قلب محمد صلى الله عليه وسلم، وليس القرآن شعرا ولا سحرا ولا كهانة، بل هو تنزيل من رب العالمين.
سبب النزول :
قال مقاتل :
سبب ذلك أن الوليد بن المغيرة قال : إن محمدا ساحر، وقال أبو جهل : شاعر، وقال عقبة : كاهن، فقال الله تعالى : فلا أقسم. أي : أقسم.
تقوّل علينا : افترى واختلق وادّعى علينا.
باليمين : بيمينه، أو بالقوة والقدرة.
الوتين : نياط القلب، أو نخاع الظهر.
عنه حاجزين : مانعين الهلاك عنه.
٤٤، ٤٥، ٤٦، ٤٧- ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل* لأخذنا منه باليمين* ثم لقطعنا منه الوتين* فما منكم من أحد عنه حاجزين.
ولو ادّعى محمد علينا بعض الادعاء، أو نسب إلينا شيئا لم نقله، لعاقبناه عقوبة عاجلة، شبيهة بغضب بعض الملوك على من يكذب عليه، حيث يمسك السياف بيمين الجاني ثم يكفحه بالسيف، ويضرب عنقه فيقطع منه الوتين، وهو عرق متصل بالقلب إذا قطع قضي على صاحبه ومات.
فما منكم من أحد عنه حاجزين.
فما يستطيع أحد من الناس أن يحجزنا، أو يحول بيننا وبينه في إهلاكه وقتله وقطع وتينه، إذ ليس ذلك في قدرة أحد أو إمكانه.
ولمّا لم يحدث شيء من ذلك، كان محمد رسولا من عند الله، صادقا في أن وحي السماء ينزل عليه، وفي أن القرآن تنزيل من رب العالمين.
في ختام السورة أقسم الله تعالى بما يفيد تعظيم القرآن، وأنه منزل من عند الله على قلب محمد صلى الله عليه وسلم، وليس القرآن شعرا ولا سحرا ولا كهانة، بل هو تنزيل من رب العالمين.
سبب النزول :
قال مقاتل :
سبب ذلك أن الوليد بن المغيرة قال : إن محمدا ساحر، وقال أبو جهل : شاعر، وقال عقبة : كاهن، فقال الله تعالى : فلا أقسم. أي : أقسم.
تقوّل علينا : افترى واختلق وادّعى علينا.
باليمين : بيمينه، أو بالقوة والقدرة.
الوتين : نياط القلب، أو نخاع الظهر.
عنه حاجزين : مانعين الهلاك عنه.
٤٤، ٤٥، ٤٦، ٤٧- ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل* لأخذنا منه باليمين* ثم لقطعنا منه الوتين* فما منكم من أحد عنه حاجزين.
ولو ادّعى محمد علينا بعض الادعاء، أو نسب إلينا شيئا لم نقله، لعاقبناه عقوبة عاجلة، شبيهة بغضب بعض الملوك على من يكذب عليه، حيث يمسك السياف بيمين الجاني ثم يكفحه بالسيف، ويضرب عنقه فيقطع منه الوتين، وهو عرق متصل بالقلب إذا قطع قضي على صاحبه ومات.
فما منكم من أحد عنه حاجزين.
فما يستطيع أحد من الناس أن يحجزنا، أو يحول بيننا وبينه في إهلاكه وقتله وقطع وتينه، إذ ليس ذلك في قدرة أحد أو إمكانه.
ولمّا لم يحدث شيء من ذلك، كان محمد رسولا من عند الله، صادقا في أن وحي السماء ينزل عليه، وفي أن القرآن تنزيل من رب العالمين.
في ختام السورة أقسم الله تعالى بما يفيد تعظيم القرآن، وأنه منزل من عند الله على قلب محمد صلى الله عليه وسلم، وليس القرآن شعرا ولا سحرا ولا كهانة، بل هو تنزيل من رب العالمين.
سبب النزول :
قال مقاتل :
سبب ذلك أن الوليد بن المغيرة قال : إن محمدا ساحر، وقال أبو جهل : شاعر، وقال عقبة : كاهن، فقال الله تعالى : فلا أقسم. أي : أقسم.
تقوّل علينا : افترى واختلق وادّعى علينا.
باليمين : بيمينه، أو بالقوة والقدرة.
الوتين : نياط القلب، أو نخاع الظهر.
عنه حاجزين : مانعين الهلاك عنه.
٤٤، ٤٥، ٤٦، ٤٧- ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل* لأخذنا منه باليمين* ثم لقطعنا منه الوتين* فما منكم من أحد عنه حاجزين.
ولو ادّعى محمد علينا بعض الادعاء، أو نسب إلينا شيئا لم نقله، لعاقبناه عقوبة عاجلة، شبيهة بغضب بعض الملوك على من يكذب عليه، حيث يمسك السياف بيمين الجاني ثم يكفحه بالسيف، ويضرب عنقه فيقطع منه الوتين، وهو عرق متصل بالقلب إذا قطع قضي على صاحبه ومات.
فما منكم من أحد عنه حاجزين.
فما يستطيع أحد من الناس أن يحجزنا، أو يحول بيننا وبينه في إهلاكه وقتله وقطع وتينه، إذ ليس ذلك في قدرة أحد أو إمكانه.
ولمّا لم يحدث شيء من ذلك، كان محمد رسولا من عند الله، صادقا في أن وحي السماء ينزل عليه، وفي أن القرآن تنزيل من رب العالمين.
في ختام السورة أقسم الله تعالى بما يفيد تعظيم القرآن، وأنه منزل من عند الله على قلب محمد صلى الله عليه وسلم، وليس القرآن شعرا ولا سحرا ولا كهانة، بل هو تنزيل من رب العالمين.
سبب النزول :
قال مقاتل :
سبب ذلك أن الوليد بن المغيرة قال : إن محمدا ساحر، وقال أبو جهل : شاعر، وقال عقبة : كاهن، فقال الله تعالى : فلا أقسم. أي : أقسم.
وإنه لتذكرة للمتقين.
وإن القرآن الكريم لوسيلة لتذكير المؤمنين، وإرشاد المتقين، وإلهام الذاكرين، وخصّ المتقين بالذكر لأنهم هم المستفيدون بالقرآن، والمنتفعون بتوجيهاته، والخاشعون عند سماعه.
قال تعالى : الله نزّل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد. ( الزمر : ٢٣ ).
في ختام السورة أقسم الله تعالى بما يفيد تعظيم القرآن، وأنه منزل من عند الله على قلب محمد صلى الله عليه وسلم، وليس القرآن شعرا ولا سحرا ولا كهانة، بل هو تنزيل من رب العالمين.
سبب النزول :
قال مقاتل :
سبب ذلك أن الوليد بن المغيرة قال : إن محمدا ساحر، وقال أبو جهل : شاعر، وقال عقبة : كاهن، فقال الله تعالى : فلا أقسم. أي : أقسم.
انا لنعلم أن منكم مكذّبين.
نحن نعلم أن منكم من يكذب بالقرآن، ويدّعى أنه سحر أو شعر أو كهانة أو أساطير الأولين، ولا يصدّق بأنه كلام رب العالمين، أي نحن نعرف المكذبين، ونعلم المصدّقين، وسنجازي ونعاقب المكذبين كفرا وعنادا وجحودا.
كما قال تعالى : وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوّا... ( النمل : ١٤ ).
وقال عز شأنه : فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون. ( الأنعام : ٣٣ ).
في ختام السورة أقسم الله تعالى بما يفيد تعظيم القرآن، وأنه منزل من عند الله على قلب محمد صلى الله عليه وسلم، وليس القرآن شعرا ولا سحرا ولا كهانة، بل هو تنزيل من رب العالمين.
سبب النزول :
قال مقاتل :
سبب ذلك أن الوليد بن المغيرة قال : إن محمدا ساحر، وقال أبو جهل : شاعر، وقال عقبة : كاهن، فقال الله تعالى : فلا أقسم. أي : أقسم.
لحسرة : ندامة عظيمة.
٥٠- وإنه لحسرة على الكافرين.
وإن هذا القرآن العظيم لحسرة على الكافرين، أي هو مصدر حسرة وندامة، وأسف وحزن، لأنهم يعرفون صدقه، وقوته وبلاغته، وتأثيره فيمن سمعه، ويمنعهم الكبر أو التعاظم، أو سوء الطويّة من الاستجابة للقرآن والإيمان به.
وفي كتب السيرة : أن ثلاثة من كبار كفار قريش كانوا يتسللون بالليل لاستماع القرآن، وفي الصباح يتواصلون بعدم العودة لمثل ذلك، ويعترفون بقوة القرآن، وصدق محمد صلى الله عليه وسلم، ثم يمنعهم الحسد من الإيمان.
أو المعنى : القرآن حسرة على الكافرين في الدنيا، حين يرون كتيبة الإسلام كل يوم في ازدياد وانتصار وتقدم، حتى فتحت مكة ودخل الناس في دين الله أفواجا، والقرآن حسرة على الكافرين في الآخرة، حين يرون منازل المتقين في الجنة، ومنازل الكافرين في جهنم وبئس المصير.
في ختام السورة أقسم الله تعالى بما يفيد تعظيم القرآن، وأنه منزل من عند الله على قلب محمد صلى الله عليه وسلم، وليس القرآن شعرا ولا سحرا ولا كهانة، بل هو تنزيل من رب العالمين.
سبب النزول :
قال مقاتل :
سبب ذلك أن الوليد بن المغيرة قال : إن محمدا ساحر، وقال أبو جهل : شاعر، وقال عقبة : كاهن، فقال الله تعالى : فلا أقسم. أي : أقسم.
وإنه لحق اليقين.
وإن القرآن لهو اليقين الصادق، والحق البيّن الواضح وضوح الشمس، لظهور آياته وتشريعاته وآدابه ونظام أسلوبه، وإضافة الحق إلى اليقين من إضافة الصفة إلى الموصوف، أي لهو اليقين الحقّ، أو هو من إضافة الشيء إلى نفسه مع اختلاف اللفظين، كما في قوله تعالى : حبل الوريد. ( ق : ١٦ ). إذ الحبل هو الوريد.
قال المفسرون :
إن مراتب العلم ثلاثة : أعلاها حق اليقين، ويليها عين اليقين، ثم يليها علم اليقين.
فحق اليقين كعلم العاقل بالموت إذا ذاقه، وعين اليقين كعلم العاقل بالموت عند معاينة ملائكته، وعلم اليقين كعلم العاقل بالموت في حياته، ومعرفته بأن كل نفس ذائقة الموت.
في ختام السورة أقسم الله تعالى بما يفيد تعظيم القرآن، وأنه منزل من عند الله على قلب محمد صلى الله عليه وسلم، وليس القرآن شعرا ولا سحرا ولا كهانة، بل هو تنزيل من رب العالمين.
سبب النزول :
قال مقاتل :
سبب ذلك أن الوليد بن المغيرة قال : إن محمدا ساحر، وقال أبو جهل : شاعر، وقال عقبة : كاهن، فقال الله تعالى : فلا أقسم. أي : أقسم.
فسبّح باسم ربك : نزّهه عمّا لا يليق به تعالى.
فسبح باسم ربك العظيم.
نزّه ربك تنزيها مصحوبا بكب ما يليق به من طاعة وإخلاص، ومواظبة على مراقبته وتقواه.
وتنزيه الاسم الكريم، تنزيه للذات العليّة، فهو سبحانه وتعالى منزه عن كل نقص، متصف بكل كمال، مستحق للحمد والذكر والشكر على أنعمه، وعلى إنزاله القرآن العظيم مشتملا على صنوف الهداية.
وفي الحديث الشريف :( كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمان : سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم ). xii.
وفي الأثر :( الباقيات الصالحات هي : سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ).
i أ. كريس موريسون، رئيس أكاديمية العلوم بنيويورك. في كتابه المترجم بعنوان ( العلم يدعو إلى الإيمان ).
ii انظر بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، للفيروزبادي ١/٤٧٨.
iii نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور :
اه البخاري في الجمعة ( ١٠٣٥ ) وفي بدء الخلق ( ٣٢٠٥ ) وفي أحاديث الأنبياء ( ٣٣٤٤ ) وفي المغازي ( ٤١٠٥ ) ومسلم في صلاة الاستسقاء ( ٩٠٠ ) وأحمد في مسنده ( ١٩٥٦ ) من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور ).
iv مختصر تفسير ابن كثير، تحقيق محمد علي الصابوني، دار الصابوني القاهرة، ص٥٤٢ مجلد ٣.
v تفسير القاسمي، تحقيق أ. محمد فؤاد عبد الباقي، المجلد ٧ ص١٧٠، دار إحياء التراث العربي، بيرون لبنان.
vi يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات :
رواه الترمذي في صفة القيامة ( ٢٤٢٥ ) من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات، فأما عرضتان فجدال ومعاذير، وأما العرضة الثالثة فعند ذلك تطير الصحف في الأيدي فآخذ بيمينه وآخذ بشماله ). قال الترمذي : ولا يصح هذا الحديث من قبل أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة، وقد رواه بعضهم عن علي الرفاعي عن الحسن عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه ابن ماجة في الزهد ( ٤٢٧٧ ) وأحمد في مسنده ( ١٩٢١٦ ) من حديث أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات، فأما عرضتان فجدال ومعاذير، وأما الثالثة فعند ذلك تطير الصحف في الأيدي فآخذ بيمينه وآخذ بشماله ). قال الترمذي : ولا يصح هذا الحديث من قبل أن الحسن لم يسمع من أبي موسى.
vii في ظلال القرآن الجزء ٢٨ ص٢٥٤.
viii في ظلال القرآن، الجزء ٢٩ ص٢٥٥، الطبعة السادسة، بدون ذكر اسم المطبعة أو تاريخ الطبع.
ix أنهم يعيشون فلا يموتون أبدا :
ذكره القرطبي في تفسيره فقال : وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم :( أنهم يعيشون فلا يموتون أبدا، ويصحون فلا يمرضون أبدا، وينعمون فلا يرون بؤسا أبدا، ويشبون فلا يهرمون أبدا ).
فنسبه للصحيح ولم أره بهذا اللفظ في الصحيحين ولا السنن، فليحرر.
x إن في الجنة مائة درجة :
جزء من حديث، رواه البخاري في الجهاد والسير ( ٢٧٩٠ )، وفي التوحيد ( ٧٤٣٢ )، وأحمد ( ٧٨٦٣، ٧٢١٤، ٨٢٦٩ )، من حديث أبي هريرة مرفوعا :( من آمن بالله وبرسوله... ) الحديث. ورواه الترمذي في صفة الجنة ( ٢٥٢٩ )، وأحمد ( ٢١٥٨٢ )، من حديث معاذ بن جبل مرفوعا :( من صام رمضان وصلى الصلوات... ) الحديث. ورواه الترمذي أيضا في صفة الجنة ( ٢٥٣٠ )، وأحمد ( ٢٢١٨٧، ٢٢٢٣٢ )، من حديث عبادة بن الصامت مرفوعا :( في الجنة مائة درجة... ) الحديث. وأشار الترمذي إلى أن حديث معاذ أصح من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنهما.
xi مختصر تفسير ابن كثير، تحقيق محمد علي الصابوني، المجلد الثالث ص٥٤٦.
xii كلمتان خفيفتان على اللسان :
رواه البخاري في الدعوات ( ٦٤٠٦ ) وفي الأيمان والنذور ( ٦٦٨٢ ) ومسلم في الذكر والدعاء ( ٢٦٩٤ ) والترمذي في الدعوات ( ٣٤٦٧ ) وابن ماجة في الأدب ( ٣٨٠٦ ) وأحمد في مسنده ( ٧١٢٧ ) من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمان : سبحان الله العظيم، سبحان الله وبحمده ).