تفسير سورة الحاقة

لطائف الإشارات
تفسير سورة سورة الحاقة من كتاب لطائف الإشارات .
لمؤلفه القشيري . المتوفي سنة 465 هـ
قوله جل ذكره :﴿ بسم الله الرحمان الرحيم ﴾.
" بسم الله " كلمة عزيزة تحتاج في سماعها إلى سمع عزيز لم يستعمل في سماع الغيبة، وتحتاج في معرفتها إلى قلب عزيز لم يتبذل في الغفلة والغيبة، لم ينظر صاحبه بعينه إلى ما فيه رتبة، ولم تتبع نفسه اللبس والطبة.

قوله جلّ ذكره :﴿ الحَاقَّةُ مَا الحَاقَّةُ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الحَاقَّةُ ﴾.
" الحاقة " : اسمٌ للقيامة لأنها تَحُقُّ كلَّ إنسانٍ بعملهِ خَيْرِه وشَرِّه.
﴿ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ ﴾ استفهام يفيد التعظيم لأمرها، والتفخيمَ لشأنها.
قوله جلّ ذكره :﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ ﴾.
ذَكَرَ في هذه السورة : الذين كَذَّبوا رُسُلَهم من الأمم، وأصرُّوا على كُفْرِهم، ولم يقبلوا النصيحةَ من أنبيائهم، فأهلكهم، وانتقم لأنبيائه منهم.
والفائدةُ في ذِكْرِهم : الاعتبارُ بهم، والتحرُّرُ عمَّا فعلوا لئلا يُصيبَهم ما أصابهم. وعقوبةُ هذه الأمةِ مُؤَجَّلةٌ مُؤَخَّرَةٌ إلى القيامة، ولكنَّ خواصَّهم عقوبتُهم مُعجَّلة ؛ فقومٌ من هذه الطائفة إذا أشاعوا سِرًّا، أو أضاعوا أدباً يعاقبهم برياح الحجبة، فلا يَبْقى في قلوبهم أثرٌ من الاحتشام للدِّين، ولا مِمَّا كان لهم من الأوقات، ويصيرون على خَطَرٍ في أحوالهم بأنْ يُمْتَحنوا بالاعتراض على التقدير والقِسْمة.
وأمَّا فرعون وقومُه فكان عذابُهم بالغَرَقِ. . . كذلك مَنْ كان له وقتٌ فارغٌ وهو بطاعة ربِّه مشتغِلٌ، والحقُّ عليه مُقْبِلٌ - فإذا لم يشكرْ النعمةَ، وأساءَ أدبَه، ولم يَعْرِفْ قَدْرَ ما أنعم اللَّهُ به عليه رَدَّه الحقُّ إلى أسباب التفرقة، ثم أغرقه في بحار الاشتغال فيتكدر مَشْرَبُه، ويصير على خَطَرٍ بأن يُدْرِكَه سُخْطُ الحقِّ وغضبُه.
قوله جل ذكره :﴿ إنا لما طغا الماء حملناكم في الجارية ﴾.
وكذلك تكون مِنَّتُه على خواصِّ أوليائه حين يسلمهم في سفينة العافية، والكون يتلاطم في أمواجِ بحارِ الاشتغالِ على اختلاف أوصافها، فيكونون بوصف السلام، لا مُنَازَعَةَ ولا محاسبةَ لهم مع أحد، ولا تَوَقَعَ شيءٍ من أحدٍ ؛ سالمون من الناسِ، والناسُ منهم سالمون.
قوله جل ذكره :﴿ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ ﴾.
بدأ في وصف القيامة والحساب. . .
قوله جلّ ذكره :﴿. . . يَوْمَئذٍ تُعْرِضُونَ لاَ تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ ﴾.
وفي كلِّ نَفَسٍ مع هؤلاء القوم محاسبَةٌ ومطالَبةٌ، منهم مَنْ يستحق المعاتبة، ومنهم من يستحق المعاقبة.
قوله جلّ ذكره :﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينه فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرءُواْ كِتَابِيَهْ إِنِّي ظَنَنتُ إِنِّ مُلاَقٍ حِسَابِيَهْ ﴾.
يسلم له السرورُ بنعمة الله، ويأخذ في الحمد والمدح.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٩:قوله جلّ ذكره :﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينه فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرءُواْ كِتَابِيَهْ إِنِّي ظَنَنتُ إِنِّ مُلاَقٍ حِسَابِيَهْ ﴾.
يسلم له السرورُ بنعمة الله، ويأخذ في الحمد والمدح.

القومُ - غداً - في عيشةٍ راضية أي مرضية لهم، وهؤلاء القوم – اليوم – في عيشة راضية، والفرق بينهما أنهم – غدا – في عيشة راضية لأنه قد قُضِيَتْ أوطارُهم، وارتفعت مآربُهم، وحصلت حاجاتُهم، وهم - اليومَ - في عيشةٍ راضية إذ كَفُّوا مآرِبَهم فَدَفَعَ عن قلوبهم حوائجَهم ؛ فليس لهم إرادةُ شيءٍ، ولا تَمَسُّهم حاجةٌ. وإنما هم في رَوْح الرضا. . . فعَيْشُ أولئك في العطاء، وعَيْشُ هؤلاء في الرضاء ؛ لأنه إذا بدا عِلْمٌ من الحقيقة أو معنًى من معانيها فلا يكون ثمة حاجة ولا سؤال. ويقال لأولئك غداً، ويقال لهؤلاء : اسمعوا واشهدوا. . . اسمعوا منَّا. . . وانظروا إلينا، واستأنِسوا بقُرْبنا، وطالعوا جمالَنا وجلالَنا. . . فأنتم بنا ولنا.
قوله جلّ ذكره :﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ : يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ ﴾.
هناك - اليومَ - أقوامٌ مهجورون تتصاعد حسراتُهم، ويتضاعف أنينُهم - ليلَهم ونهارَهم - فليلُهم ويلٌ ونهارهم بُعَاد ؛ تكدَّرتْ مشاربُهم، وخربت أوطانُ أُنْسِهم، ولا بكاؤهم يُرْحَم، ولا أنينُهم يُسْمَع. . . فعِنْدَهم أنهم مُبْعَدون. . . وهم في الحقيقة من اللَّهِ مرحومون، أسبلَ عليهم السترَ فَصَغَّرَهم في أعينهم - وهم أكرمُ أهل القصة ! كما قالوا :
لا تُنْكِرنْ جحدي هواكَ فإنما ذاك الجحودُ عليك سترٌ مُسْبَلُ
قوله جلّ ذكره :﴿ فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ ﴾.
" لا " صلة والمعنى : أُقْسِم ؛ كأنه قال : أقسم بجميع الأشياء، لأنه لا ثالثَ لما يبصرون وما لا يبصرون. وجوابُ القَسَم :
﴿ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٨:قوله جلّ ذكره :﴿ فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ ﴾.
" لا " صلة والمعنى : أُقْسِم ؛ كأنه قال : أقسم بجميع الأشياء، لأنه لا ثالثَ لما يبصرون وما لا يبصرون. وجوابُ القَسَم :
﴿ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ﴾.

﴿ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ﴾
أي وجيهٍ عند الله. وقولُ الرسولِ الكريم هو القرآنُ أو قراءةُ القرآن.
وما هو بقول شاعر ولا بقول كاهن أي أَن محمداً ليس شاعراً ولا كاهناً بل هو :
﴿ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٠:﴿ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ﴾
أي وجيهٍ عند الله. وقولُ الرسولِ الكريم هو القرآنُ أو قراءةُ القرآن.
وما هو بقول شاعر ولا بقول كاهن أي أَن محمداً ليس شاعراً ولا كاهناً بل هو :
﴿ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴾.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٠:﴿ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ﴾
أي وجيهٍ عند الله. وقولُ الرسولِ الكريم هو القرآنُ أو قراءةُ القرآن.
وما هو بقول شاعر ولا بقول كاهن أي أَن محمداً ليس شاعراً ولا كاهناً بل هو :
﴿ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴾.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٠:﴿ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ﴾
أي وجيهٍ عند الله. وقولُ الرسولِ الكريم هو القرآنُ أو قراءةُ القرآن.
وما هو بقول شاعر ولا بقول كاهن أي أَن محمداً ليس شاعراً ولا كاهناً بل هو :
﴿ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴾.

قوله جلّ ذكره :﴿ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ﴾.
أي لو كان محمدٌ يكذب علينا لمنعناه منه وعصمناه عنه، ولو تعمَّد لعذَّبناه. والقول بعصمة الأنبياء واجب. ثم كان لا ناصرَ له منكم ولا من غيركم، وهذا القرآن :﴿ وََإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكّذِّبِينَ وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الكَافِرِينَ وَإِنَّهُ لَحَقُّ اليَقِينِ ﴾.
حقُّ اليقين هو اليقين فالإضافة هكذا إلى نفس الشيء.
وعلوم الناس تختلف في الطرق إلى اليقين خفاءً وجلاءً ؛ فما يقال عن الفرق بين علم اليقين وعين اليقين وحقِّ اليقين يرجع إلى كثرة البراهين، وخفاء الطريق وجلائه، ثم إلى كون بعضه ضرورياً وإلى بعضه كسبياً، ثم ما يكون مع الإدراكات.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٩:وعلوم الناس تختلف في الطرق إلى اليقين خفاءً وجلاءً ؛ فما يقال عن الفرق بين علم اليقين وعين اليقين وحقِّ اليقين يرجع إلى كثرة البراهين، وخفاء الطريق وجلائه، ثم إلى كون بعضه ضرورياً وإلى بعضه كسبياً، ثم ما يكون مع الإدراكات.
ت٤٩
Icon