ﰡ
قوله: (مفعول ثان) أي أن الجملة الاستفهامية سدت مسد المفعول الثاني. قوله: (بيان ما) أشار بذلك إلى أن ﴿ مَا ﴾ اسم استفهام، و ﴿ ذَا ﴾ اسم موصول خبرها، و ﴿ خَلَقُواْ ﴾ صفة الموصول، ويصح أن ﴿ مَاذَا ﴾ اسم استفهام مفعول لخلقوا. قوله: (بمعنى همزة الإنكار) أي وبل الإضرابية فهي منقطعة. قوله: ﴿ ٱئْتُونِي بِكِتَابٍ ﴾ الأمر للتبكيت، وفيه إشارة إلى نفي الدليل النقلي، بعد الإشارة إلى نفي الدليل العقلي. قوله: ﴿ مِّن قَبْلِ هَـٰذَآ ﴾ صفة لكتاب، والجار والمجرور متعلق بمحذوف قدره المفسر خاصاً بقوله: (منزل) والمناسب أن يقدره عاماً من مادة الكون. قوله: ﴿ أَوْ أَثَارَةٍ ﴾ مصدر على وزن كفالة، وقوله: ﴿ مِّنْ عِلْمٍ ﴾ صفة لأثارة، وهي مشتقة من الأثر الذي هو الرواية والعلامة، أو من أثرت الشي أثيره أثارة، استخرجت بقيته، والمعنى: ائتوني برواية أو علامة أو بقية من علم يؤثر عن الأنبياء والصلحاء. قوله: ﴿ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾ شرط حذف جوابه لدلالة ما قبله عليه، أي فائتوني. قوله: ﴿ وَمَنْ أَضَلُّ ﴾ الخ، مبتدأ وخبر. قوله: ﴿ مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ ﴾ ﴿ مَن ﴾ نكرة موصوفة بالجملة بعدها؛ أو اسم موصول ما بعدها صلتها، وهي معمولة لـ ﴿ يَدْعُواْ ﴾ والمعنى لا أحد أضل من شخص يعبد شيئاً لا يجيبه، أو الشيء الذي لا يجيبه، ولا ينفعه في الدنيا والآخرة. قوله: ﴿ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ ﴾ الغاية داخلة في المغيا، وهو كناية عن عدم الاستجابة في الدنيا والآخرة. قوله: (وهم الأصنام) عبر عنهم بضمير العقلاء، مجاراة لما يزعمه الكفار. قوله: (لأنهم جماد) أشار بذلك إلى أن المراد بالغفلة عدم الفهم. قوله: ﴿ وَإِذَا حُشِرَ ٱلنَّاسُ ﴾ أي جمعوا بعد إخراجهم من القبور. قوله: (جاهدين) أي منكرين، وهذا نظير قوله تعالى:﴿ وَقَالَ شُرَكَآؤُهُمْ مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴾[يونس: ٢٨] قوله: (حال) أي من آياتنا. قوله: ﴿ قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾ أظهر في مقام الإضمار، لبيان وصفهم بالكفر، ووصف الآيات بالحق، وإلا فمقتضى الظاهر: قالوا لها. قوله: ﴿ كَفَرُواْ ﴾ أي حين جاءهم. قوله: (ظاهر) أي باهر لا يعارض إلا بمثله.
قوله: ﴿ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُواْ بِهِ ﴾ ظرف لمحذوف تقديره زادوا طغياناً، وليس قوله: ﴿ فَسَيَقُولُونَ ﴾ عاملاً فيه لأمرين: وجود الفاء. وكون الفعل مستقبلاً، لأن ما بعد الفاء، لا يعمل فيما قبلها وبين الماضي، والاستقبال تضاد، فإن الفعل مستقبل و ﴿ إِذْ ﴾ للماضي. قوله: ﴿ إِفْكٌ قَدِيمٌ ﴾ أي من قول الأقدمين: أتى به هو ونسبة إلى الله تعالى، فهو كقولهم﴿ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ ﴾[الأحقاف: ١٧].
قوله: ﴿ وَمِن قَبْلِهِ ﴾ خبر مقدم، و ﴿ كِتَابُ ﴾ مبتدأ مؤخر، والجملة حالية أو مستأنفة، وهو رد لقولهم ﴿ هَـٰذَآ إِفْكٌ قَدِيمٌ ﴾ والمعنى: لا يصح كونه إفكاً قديماً، مع كونكم سلمتم كتاب موسى ورجعتم إلى حكمه، فإن القرآن مصدق لكتاب موسى وغيره، وفيه قصص المتقدمين من الرسل وغيرهم المتأخرين. قوله: (حالان) أي من كتاب موسى. قوله: ﴿ مُّصَدِّقٌ ﴾ (للكتب قبله) أي كتاب موسى وغيره من باقي الكتب السماوية. قوله: (حال من الضمير في مصدق) ويصح أن يكون حالاً من ﴿ كِتَابٌ ﴾، و ﴿ عَرَبِيّاً ﴾ صفة لـ ﴿ لِّسَاناً ﴾.
قوله: ﴿ لِّيُنذِرَ ﴾ متعلق بـ ﴿ مُّصَدِّقٌ ﴾ قوله: ﴿ وَبُشْرَىٰ لِلْمُحْسِنِينَ ﴾ أشار المفسر بتقدير الضمير إلى أنه خبر لمبتدأ محذوف، والجملة حالية، ويصح أن يكون معطوفاً على ﴿ مُّصَدِّقٌ ﴾ فهو مرفوع بضمة مقدرة منه من ظهورها التعذر، أو منصوب عطف على محل قوله: ﴿ لِّيُنذِرَ ﴾ كأنه قال للإنذار والبشارة.
قوله: (نزل) أي المذكور من قوله تعالى: ﴿ وَوَصَّيْنَا ٱلإِنسَانَ ﴾ الخ. وحاصل ذلك: أن أبا بكر صحب النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمان عشرة سنة، والنبي صلى الله عليه وسلم ابن عشرين سنة، في تجارة إلى الشام، فنزلوا منزلاً فيه سدرة، فقعد النبي صلى الله عليه وسلم في ظلها، ومضى أبو بكر إلى راهب هناك، فسأله عن الدين فقال له الراهب: من الرجل الذي في ظل السدرة؟ فقال: هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، فقال الراهب: هذا والله نبي، وما استظل تحتها بعد عيسى أحد إلا هذا، وهو نبي آخر الزمان، فوقع في قلب أبي بكر اليقين والتصديق وكان لا يفارق النبي صلى الله عليه وسلم في سفر ولا حضر، فلما بلغ رسول الله أربعين سنة، وأكرمه الله تعالى بنبوته، واختصه برسالته، آمن به أبو بكر الصديق رضي الله عنه وصدقه، وهو ابن ثمان وثلاثين سنة، فلما بلغ أربعين سنة، دعا ربه عز وجل فقال: ﴿ رَبِّ أَوْزِعْنِيۤ ﴾ الآية. قوله: (ثم آمنوا أبواه) أي أبوه عثمان بن عامر بن عمرو، وكنيته أبو قحافة، وأمه أم الخير بنت صخر بن عمرو. قوله: (وابن عبد الرحمن) أي واسمه محمد، وكلهم أدركوا النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يجتمع هذا لأحد من الصحابة غير أبي بكر، وامرأة أبي بكر اسمها قيلة. قوله: (ألهمني) أي رغبني ووفقني. قوله: (فأعتق تسعة) أي افتداهم من أيدي الكفار، وخلصهم من أذاهم، فهو عتق صوري، ولم يرد شيئاً من الخير إلا أعانه الله عليه. قوله: ﴿ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِيۤ ﴾ أي أجعل الصلاح سارياً فيهم، وعبر بفي اشارة إلى أنهم كالظرف للصلاح لتمكنه منهم. قوله: (فكلكم مؤمنون) أي فالصلاح مقول بالتشكبك، يتحقق بأصل الإيمان، ويتزايدون فيه على حسب مراتبهم. قوله: (أي قائل القول) أشار بذلك إلى أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. قوله: ﴿ ٱلَّذِينَ نَتَقَبَّلُ ﴾ هو، و ﴿ وَنَتَجَاوَزُ ﴾ بالياء مبنياً للمفعول، أو بالنون مبنياً للفاعل، قراءتان سبعيتان، وقرئ شذوذاً بالياء مبنياً للفاعل. قوله: (بمعنى حسن) أشار بذلك إلى أن اسم التفضيل ليس على بابه. قوله: (حال) أي من ضمير ﴿ عَنْهُمْ ﴾.
قوله: ﴿ وَعْدَ ٱلصِّدْقِ ﴾ مصدر منصوب بفعله المقدر، أي وعد الله وعد الصدق. قوله: ﴿ ٱلَّذِي كَانُواْ يُوعَدُونَ ﴾ أي في الدنيا على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قوله: (يسألانه الغيث) أي اغاثة ذلك الولد بتوفقيه للإسلام. قوله: ﴿ وَيْلَكَ ﴾ معمول لمحذوف قدره المفسر بقوله: (ويقولون) الخ، وذلك المحذوف حال من فاعل يستغيثان. والمعنى: يستغيثان الله حال كونهما قائلين ﴿ وَيْلَكَ ﴾ فهو فعل أمر. قوله: ﴿ آمِنْ ﴾ أي صدق واعترف. قوله: ﴿ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ ﴾ جملة مستأنفة أو تعليل لما قبلها. قوله: (أكاذيبهم) أي اخترعوها من غير أن يكون لها أصل. قوله: ﴿ فِيۤ أُمَمٍ ﴾ حال من ضمير ﴿ عَلَيْهِمُ ﴾، والمعنى ثبت عليهم القول في عداد أمم، الخ. قوله: ﴿ إِنَّهُمْ كَانُواْ خَاسِرِينَ ﴾ أي كافرين ابتداء وانتهاء.
قوله: ﴿ عَظِيمٍ ﴾ بالجر صفة لـ ﴿ يَوْمٍ ﴾ ووصف اليوم بالعظم لشدة هوله. قوله: ﴿ قَالُوۤاْ أَجِئْتَنَا ﴾ أي جواباً لإنذاره، قوله: ﴿ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ ﴾ شرط حذف جوابه لدلالة ما قبله عليه. قوله: ﴿ إِنَّمَا ٱلْعِلْمُ عِندَ ٱللَّهِ ﴾ أي علم وقت إتيان العذاب عند الله، فلا علم لي بوقته، ولا مدخل في استعجاله. قوله: ﴿ وَأُبَلِّغُكُمْ مَّآ أُرْسِلْتُ بِهِ ﴾ أي أن وظيفتي تبليغكم لا الإتيان بالعذاب، إذ ليس في طاقتي، و ﴿ أُبَلِّغُكُمْ ﴾ بسكون الباء وتخفيف اللام، وبفتحها وتشديد اللام مكسورة، قراءتان سبعيتان. قوله: ﴿ وَلَـٰكِنِّيۤ ﴾ بسكون الياء وفتحها قراءتان سبعيتان. قوله: (أي ما هو العذاب) أشار بذلك إلى أن الضمير في ﴿ رَأَوْهُ ﴾ عائد على ما في قوله: ﴿ مَا تَعِدُنَآ ﴾.
قوله: (سحايا عرض) أي فالعارض هو السحاب الذي يعرض في الأفق. قوله: ﴿ مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ ﴾ أي متوجهاً إليها، والإضافة لفظية للتخفيف، وكذا هي في قوله: ﴿ مُّمْطِرُنَا ﴾ ولذا وقع المضاف في الموضعين صفة للنكرة، وهي عارضاً وعارض. قوله: (أي ممطر إيانا) أي يأتينا بالمطر. قوله: (قال تعالى) أشار بذلك إلى أن قوله: ﴿ بَلْ هُوَ ﴾ الخ من كلامه تعالى، ويصح أن يكون كم كلام هود، رداً لقولهم ﴿ هَـٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا ﴾ وهو الأولى. قوله: (بدل من ما) أي أو خبر لمحذوف أي هي ريح. قوله: ﴿ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ الجملة صفة لـ ﴿ رِيحٌ ﴾ وكذا قوله: ﴿ تُدَمِّرُ ﴾.
قوله: (أي كل شيء أراد إهلاكه بها) تفسير لقوله: ﴿ بِأَمْرِ رَبِّهَا ﴾.
قوله: (فأهلكت رجالهم) قدر هذا ليعطف عليه قوله: ﴿ فَأْصْبَحُواْ ﴾ الخ، روي أن هوداً لما أحس بالريح، أخذ المؤمنين ووضعهم في حظيرة، وقيل خط حولهم خطاً، فكانت الريح لا تعدو الخط، وجاءت الريح فأمالت الأحقاف على الكفرة، فكانوا تحتها سبع ليال وثمانية أيام، يسمع لهم أنين، ثم كشفت عنهم الرمل، واحتملتهم فقذفتهم في البحر. قوله: (وبقي هود ومن آمن معه) أي وهم آلاف، وكانت الريح تأتيهم لينة باردة طيبة، والريخ التي تصيب قومه، شديدة عاصفة مهلكة، وهي معجزة عظيم لهود عليه السلام. قوله: ﴿ فَأْصْبَحُواْ ﴾ أي صاروا. قوله: ﴿ لاَ يُرَىٰ إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ ﴾ بتاء الخطاب ونصب المساكن وبياء الغيبة، مبنياً للمفعول، ورفع مساكن على أنه نائب الفاعل، قراءتان سبعيتان، والمعنى: فصاروا لا يرى إلا أثر مساكنهم، لأن الريح لم تبق منها إلا الآثار، والمساكن معطلة.. قوله: (كما جزيناهم) أي عاداً. قوله: ﴿ وَلَقَدْ مَكَّنَاهُمْ ﴾ أي عاداً. قوله: (في الذي) أشار به إلى أن ما موصولة. قوله: (نافية) أي بمعنى ما، ولم يؤت بلفظها دفعاً لثقل التكرار، ويكون المعنى: ولقد مكنا عاداً في الذي مكناكم فيه، ويصح أن تكون شرطية، وجوابها محذوف، والتقدير: ولقد مكناهم في الذي إن مكناكم فيه طغيتم وبغيتم، وأوضحها أولها. قوله: ﴿ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً ﴾ الخ، أفرد السمع لأن ما يدرك به متحد وهو الصوت، بخلاف ما بعده من الأبصار والأفئدة، فإنه يدرك بهما أشياء كثيرة. قوله: (أي شيئاً) أشار بذلك إلى أن ﴿ مِّن شَيْءٍ ﴾ مفعول مطلق منصوب بفتحة مقدرة، منع من ظهورها حركة حرف الجر الزائد. قوله: (معمولة لأغنى) أي لنفيه، فإن التعليل للنفي، والمعنى: انتفى نفع هذه الحواس عنهم، لأنهم كانوا يجحدون، الخ. قوله: ﴿ وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ ﴾ الخطاب لأهل مكة. قوله: ﴿ مِّنَ ٱلْقُرَىٰ ﴾ أي أهلها. قوله: (هلا) أشار بذلك إلى أن ﴿ لَوْلاَ ﴾ تحضيضية. قوله: (ومفعول اتخذوا) الخ، أي والمعنى: فلا تدفع عنهم العذاب الأصنام الذين اتخذوهم قرباناً آلهة، والمقصود توبيخهم. قوله: (وآلهة بدل منه) هذا أحد أعاريب، ويصح أن يكون ﴿ آلِهَةَ ﴾ الثاني و ﴿ قُرْبَاناً ﴾ حال أو مفعول من أجله. قوله: ﴿ بَلْ ضَلُّواْ عَنْهُمْ ﴾ إضراب انتقالي من نفي الدفع عنهم، إلى غيبتها عنهم بالكلية، والمعنى: لم يحضروا عندهم فضلاً عن كونهم يدفعون عنهم العذاب. قوله: ﴿ إِفْكُهُمْ ﴾ قرأ العامة بكسر الهمزة وسكون الفاء، مصدر أفك يأفك إفكاً، وقرئ شذوذاً بفتح الهمزة، وهو مصدر له أيضاً، وبفتحات فعلاً ماضياً. قوله: (وما مصدرية) أي وافتراؤهم وهو الأحسن لتناسب المعطوفين. قوله: (أي فيه) أي فحذف الجار فاتصل الضمير ثم حذف، لو قال: أي يفترونه لكان أوضح.
﴿ مَن ﴾ شرطية وجوابها قوله: ﴿ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ ﴾ الخ. قوله: ﴿ أَوْلِيَآءُ أُوْلَـٰئِكَ ﴾ هنا همزتان مضمومتان من كلمة، وليس في القرآن محل لاجتماعهما غير هذا. قوله: ﴿ أُوْلَـٰئِكَ ﴾ الخ، هذا آخر كلام الجن الذين سمعوا القرآن. قوله: ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْاْ ﴾ الخ، رجوع لتوجيه الكلام إلى أهل مكة وغيرهم بعد تقرير قصة الجن، والهمزة داخلة على محذوف، والواو عاطفة عليه تقديره: أتركوا التفكر ولم يروا. قوله: (لم يعجز عنه) أي لم يضعف ولم يتعب. قوله: (وزيدت الباء فيه) الخ، جواب عما يقال: إن الباء لا تزاد إلا في خبر ليس وما، كما قال ابن مالك: وبعد ما وليس جر الباء الخبر: وإن للإثبات. قوله: (لأن الكلام) الخ، حاصل الجواب أنها واقعة في خبر ليس تأويلاً. قوله: ﴿ بَلَىٰ ﴾ هي جواب النفي ويصير بها إثباتاً؛ بخلاف نعم فإنها ما قبلها نفياً أو إثباتاً. قوله: ﴿ وَيَوْمَ يُعْرَضُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾ الخ، هذا إشارى لبعض ما يحصل في يوم البعث من الأهوال، إثر بيان إثباته وتقرره. قوله: (يقال لهم) قدره إشارة إلى أن ﴿ يَوْمَ ﴾ ظرف لمحذوف، وإلى أن قوله: ﴿ أَلَيْسَ هَـٰذَا بِٱلْحَقِّ ﴾ مقول لقول محذوف. قوله: ﴿ وَرَبِّنَا ﴾ الواو للقسم، وإنما أكدوا كلامهم بالقسم طمعاً في الخلاص، حيث اعترفوا بالحق. قوله: ﴿ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ﴾ أي بسبب كفركم.
قوله: ﴿ وَلاَ تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ﴾ أي لأجلهم، والمفعول محذوف قدره المفسر بقوله: (نزول العذاب). قوله: (قيل كأنه ضجر) الخ، المناسب حذف كان كما في عبارة غيره. قوله: (فإنه نازل بهم) أي ولو في الآخرة. قوله: ﴿ يَوْمَ يَرَوْنَ ﴾ ظرف لقوله: ﴿ لَمْ يَلْبَثُوۤاْ ﴾ الخ. قوله: (لطوله) تعليل لقوله: ﴿ لَمْ يَلْبَثُوۤاْ ﴾ مقدم عليه. قوله: ﴿ إِلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ ﴾ أي لأن ما مضى عليهم من الزمان، كأنهم لم يروه لانقضائه. قوله: (هذا القرآن): ﴿ بَلاَغٌ ﴾ أشار بذلك إلى أن قوله: ﴿ بَلاَغٌ ﴾ خبر لمحذوف. قوله: (تبليغ من الله إليكم) أي بلغكم إياه فآمنوا به، أو المعنى موصل من عمل به وآمن إلى الدرجات العلى، لما ورد: يقال له: اقرأ وارق ويؤنسه في قبره، وموصل من لم يعمل به إلى الدركات اسلفلى. قوله: ﴿ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْفَاسِقُونَ ﴾ أي لا يكون الهلاك والدمار إلا للكافرين، وأما من مات على الإيمان ولو عاصياً فهو فائز، ولا يقال له هالك، وهذه الآية أرجى آية في القرآن، إذ فيها تطميع في سعة فضل الله ورحمته.- فائدة - نقل القرطبي عن ابن عباس، أن المرأة إذا تعسر وضعها، تكتب هاتان الآيتان والكلمتان في صحفة، ثم تغسل وتسقى منها، فإنها تلد سريعاً، وهي: بسم الله الرحمن الرحيم، لا إله إلا الله العظيم الحليم الكريم، سبحان الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم﴿ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوۤاْ إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَٰهَا ﴾[النازعات: ٤٦] ﴿ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوۤاْ إِلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلاَغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْفَاسِقُونَ ﴾.