مكية. وهي تسع عشرة آية. ومناسبتها لما قبلها : ما ختمت به من كونه تعالى أحكم الحاكمين، فمن حكمه البديع : أن خص محمدا صلى الله عليه وسلم بالنبوة والرسالة، وعلمه الكتاب والحكمة، وهذه أول سورة افتتح بها الوحي والتنزيل. ومن حكمته : أن خلق الإنسان من نطفة ثم درجه في أطوار مختلفة حتى بلغ غاية الكمال، كما قال تعالى :
بسم الله الرحمان الرحيم :
﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾*﴿ خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴾*﴿ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ ﴾*﴿ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴾*﴿ عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾.
ﰡ
لله في خلقه مِن صنعه عجبُ | كادت حقائقُ في الوجود تنقلب |
كلم بعين تُرى لا الأذنُ تسمعها | خطابُها حاضر وأهلها ذهبوا |
*﴿ كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى ﴾*﴿ أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى ﴾*﴿ إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى ﴾*﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى ﴾*﴿ عَبْداً إِذَا صَلَّى ﴾*﴿ أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَى الْهُدَى ﴾*﴿ أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى ﴾*﴿ أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى ﴾*﴿ أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ﴾*﴿ كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ ﴾*﴿ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ ﴾*﴿ فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ ﴾*﴿ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ ﴾*﴿ كَلاَّ لاَ تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب ﴾.
يقول الحق جلّ جلاله :﴿ كلاَّ ﴾، هو ردع لمحذوف، دلّ الكلام عليه، كأنه قيل : خلقت الإنسان من علق، وعلّمته ما لم يعلم ليشكر تلك النعمة الجليلة، فكفر وطغى، كلا لينزجر عن ذلك ﴿ إِنَّ الإِنسان ليطغى ﴾ ؛ يجاوز الحد ويستكبر عن ربه. قيل : هذا إلى آخر السورة نزل في أبي جهل بعد زمان، وهو الظاهر.
وتنكير العبد تفخيم لشأنه صلى الله عليه وسلم، والرؤية هنا بصرية.
وأمّا في قوله :﴿ أرأيت إن كان على الهدى أو أمَرَ بالتقوى ﴾ وفي قوله :﴿ أرأيتَ إِن كَذَّب وتولَّى ﴾ فعلمية، أي : أخبرني، فإنَّ الرؤية لمَّا كانت سبباً للإخبار عن المرائي أجرى الاستفهام عنها مجرى الاستخبار عن متعلقها. والخطاب لكل مَن يصلح للخطاب.
قال في الكشاف : قوله تعالى :( الذي ينهى ) هو المفعول الأول لقوله :( أرأيت ) الأول، والجملة الشرطية بعد ذلك في موضع المفعول الثاني، وكررت ( أرأيت ) بعد ذلك للتأكيد، فلا تحتاج إلى مفعول.
وأمّا في قوله :﴿ أرأيت إن كان على الهدى أو أمَرَ بالتقوى ﴾ وفي قوله :﴿ أرأيتَ إِن كَذَّب وتولَّى ﴾ فعلمية، أي : أخبرني، فإنَّ الرؤية لمَّا كانت سبباً للإخبار عن المرائي أجرى الاستفهام عنها مجرى الاستخبار عن متعلقها. والخطاب لكل مَن يصلح للخطاب.
قال في الكشاف : قوله تعالى :( الذي ينهى ) هو المفعول الأول لقوله :( أرأيت ) الأول، والجملة الشرطية بعد ذلك في موضع المفعول الثاني، وكررت ( أرأيت ) بعد ذلك للتأكيد، فلا تحتاج إلى مفعول.
وأمّا في قوله :﴿ أرأيت إن كان على الهدى أو أمَرَ بالتقوى ﴾ وفي قوله :﴿ أرأيتَ إِن كَذَّب وتولَّى ﴾ فعلمية، أي : أخبرني، فإنَّ الرؤية لمَّا كانت سبباً للإخبار عن المرائي أجرى الاستفهام عنها مجرى الاستخبار عن متعلقها. والخطاب لكل مَن يصلح للخطاب.
قال في الكشاف : قوله تعالى :( الذي ينهى ) هو المفعول الأول لقوله :( أرأيت ) الأول، والجملة الشرطية بعد ذلك في موضع المفعول الثاني، وكررت ( أرأيت ) بعد ذلك للتأكيد، فلا تحتاج إلى مفعول.
وقال الغزنوي : جواب ﴿ إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى ﴾ محذوف، تقديره : أليس هو على الحق واتباعه واجب، يعني : فكيف تنهاه يا مكذّب، متول عن الهدى، كافر، ألم تعلم أن الله يراك. ه.
واكتفى بلام العهد عن الإضافة للعلم بأنها ناصية المذكور، ثم بيّنها بقوله :﴿ ناصيةٍ كاذبةٍ خاطئةٍ ﴾ فهي بدل، وإنما صَحّ بدلها من المعرفة لوصفها، ووصفها بالكذب والخطأ على المجاز، وهما لصاحبهما. وفيه من الجزالة ما ليس في قوله : ناصية كاذب خاطئ.
﴿ فَلاَ تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ ( ٨ ) ﴾ [ القلم : ٨ ]، ﴿ واسجدْ ﴾ ؛ واظب على سجودك وصلاتك غير مكترث ﴿ واقترب ﴾ ؛ وتقرّب بذلك إلى ربك.