تفسير سورة سورة العلق من كتاب البحر المديد في تفسير القرآن المجيد
.
لمؤلفه
ابن عجيبة
.
المتوفي سنة 1224 هـ
سورة العلق
مكية. وهي تسع عشرة آية. ومناسبتها لما قبلها : ما ختمت به من كونه تعالى أحكم الحاكمين، فمن حكمه البديع : أن خص محمدا صلى الله عليه وسلم بالنبوة والرسالة، وعلمه الكتاب والحكمة، وهذه أول سورة افتتح بها الوحي والتنزيل. ومن حكمته : أن خلق الإنسان من نطفة ثم درجه في أطوار مختلفة حتى بلغ غاية الكمال، كما قال تعالى :
بسم الله الرحمان الرحيم :
﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾*﴿ خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴾*﴿ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ ﴾*﴿ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴾*﴿ عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾.
ﰡ
يقول الحق جلّ جلاله : لنبيه صلى الله عليه وسلم، في أول نزول الوحي :﴿ اقرأ باسم ربك ﴾ أي : اقرأ هذا القرآن مفتتحاً باسم ربك، أو مستعيناً به، فالجار في محل الحال. ويحتمل أن يكون المقروء الذي أمر بقراءته هو باسم ربك، كأنه قيل له : اقرأ هذا اللفظ. والتعرُّض لعنوان الربوبية المنبئة عن التربية والتبليغ إلى الكمال اللائق شيئاً فشيئاً مع الإضافة إلى ضميره صلى الله عليه وسلم للإشعار بتبليغه عليه السلام إلى الغاية القاصية من الكمالات البشرية والروحانية بإنزال الوحي المشتمل على نهاية العلوم والحكم. وقوله تعالى :﴿ الذي خلقَ ﴾ صفة للرب، ولم يذكر له مفعولاً ؛ لأنَّ المعنى : الذي حصل منه الخلق، واستأثر به، لا خالق سواه، أو تقديره : خلق كلَّ شيء، فتناول كلَّ مخلوق ؛ لأنه مطلق، فليس بعض المخلوقات بتقديره أولى من البعض.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : اقرأ بربك لتكون به في جميع أمورك، الذي أظهر الأشياء ليُعرف بها، وأظهر المظهر الأكبر ـ وهو الإنسان ـ من علقة مهينة، ثم رفعه بالعلم إلى أعلى عليين، فرفعه من حضيض النطفة الخبيثة إلى ارتفاع العلم والمعرفة، ولذلكم قال :( اقرأ وربك الأكرم ) الذي تكرَّم عليك وعلّمك ما لم تكن تعلم، الذي علَّم بالقلم، علَّم الإنسان ما لم يكن يعلم. والله تعالى أعلم.
وقوله تعالى :﴿ خَلَق الإِنسانَ ﴾ بتخصيص للإنسان بالذكر من بين ما يتناوله لشرفه، ولأنَّ التنزيل إنما هو إليه، ويجوز أن يُراد : الذي خلق الإنسان، إلاَّ أنه ذكر مبهماً، ثم فسّر تفخيماً لخلقه، ودلالةً على عجيب فطرته. قيل : لمَّا ذكر فيما قبل أنه خلق الإنسان في أحسن تقويم، ثم ذكر ما عرض له بعد ذلك، ذكره هنا منبهاً على شيءٍ من أطواره، وذكر نعمته عليه، ثم ذكر طغيانه بعد ذلك، وما يؤول إليه حاله في الآخرة، فإنه تفسير لقوله :﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ ﴾[ التين : ٤، ٥ ]، ثم ذكر أصل نشأته بقوله :﴿ مِن علقٍ ﴾ ولم يقل من علقة ؛ لأنَّ الإنسان في معنى الجمع. وفيه إشارة إلى أنَّ ابتداء الدين كابتداء خلق الإنسان، كان ضعيفاً ثم تقوّى شيئاً فشيئاً حتى انتهى كماله.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : اقرأ بربك لتكون به في جميع أمورك، الذي أظهر الأشياء ليُعرف بها، وأظهر المظهر الأكبر ـ وهو الإنسان ـ من علقة مهينة، ثم رفعه بالعلم إلى أعلى عليين، فرفعه من حضيض النطفة الخبيثة إلى ارتفاع العلم والمعرفة، ولذلكم قال :( اقرأ وربك الأكرم ) الذي تكرَّم عليك وعلّمك ما لم تكن تعلم، الذي علَّم بالقلم، علَّم الإنسان ما لم يكن يعلم. والله تعالى أعلم.
ثم كرّر الأمر بالقراءة بقوله :﴿ اقرأْ ﴾ أي : افعل ما أُمرتَ به، تأكيداً للإيجاب وتمهيداً لقوله :﴿ وربُّك الأكرمُ ﴾ فإنه كلام مستأنف، وارد لإزاحة ما أظهر عليه السلام من العُذر بقوله :" ما أنا بقارئ " يريد أنّ القراءة من شأن مَن يكتب ويقرأ، وأنا أمي، فقيل له :﴿ وربك ﴾ الذي أمرك بالقراءة مستعيناً باسمه هو ﴿ الأكرم ﴾ أي : مِن كل كريم، يُنعم على عباده بغاية النعم، ويحلم عنهم إذا عصوه، فلا يعاجلهم بالنقم، فليس وراء التكرُّم بهذه الفوائد العظيمة تكرُّم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : اقرأ بربك لتكون به في جميع أمورك، الذي أظهر الأشياء ليُعرف بها، وأظهر المظهر الأكبر ـ وهو الإنسان ـ من علقة مهينة، ثم رفعه بالعلم إلى أعلى عليين، فرفعه من حضيض النطفة الخبيثة إلى ارتفاع العلم والمعرفة، ولذلكم قال :( اقرأ وربك الأكرم ) الذي تكرَّم عليك وعلّمك ما لم تكن تعلم، الذي علَّم بالقلم، علَّم الإنسان ما لم يكن يعلم. والله تعالى أعلم.
﴿ الذي عَلَّم ﴾ الكتابة
﴿ بالقلم عَلَّم الإِنسانَ ما لم يعلم ﴾ فدلّ على كمال كرمه بأنه علَّم عباده ما لم يعلموا، ونقلهم من ظلمة الجهل إلى نور العلم. ونبّه على فضل علم الكتابة لِما فيه من المنافع العظيمة، وما دُوّنت العلوم ولا قُيّدت الحِكم ولا ضُبِطت أخبار الأولين، ولا كُتب الله المنزّلة، إلاَّ بالكتابة، ولولا هي لما استقامت أمور الدين والدنيا، ولو لم يكن على دقيق حكمة الله تعالى دليل إلاّ أمر القلم والخطّ لكفى به، وفي ذلك يقول ابن عاشر الفاسي :
لله في خلقه مِن صنعه عجبُ | كادت حقائقُ في الوجود تنقلب |
كلم بعين تُرى لا الأذنُ تسمعها | خطابُها حاضر وأهلها ذهبوا |
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : اقرأ بربك لتكون به في جميع أمورك، الذي أظهر الأشياء ليُعرف بها، وأظهر المظهر الأكبر ـ وهو الإنسان ـ من علقة مهينة، ثم رفعه بالعلم إلى أعلى عليين، فرفعه من حضيض النطفة الخبيثة إلى ارتفاع العلم والمعرفة، ولذلكم قال :( اقرأ وربك الأكرم ) الذي تكرَّم عليك وعلّمك ما لم تكن تعلم، الذي علَّم بالقلم، علَّم الإنسان ما لم يكن يعلم. والله تعالى أعلم.
ولما لم يشكر الإنسان هذه النعم، زجره تعالى بقوله :
*﴿ كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى ﴾*﴿ أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى ﴾*﴿ إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى ﴾*﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى ﴾*﴿ عَبْداً إِذَا صَلَّى ﴾*﴿ أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَى الْهُدَى ﴾*﴿ أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى ﴾*﴿ أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى ﴾*﴿ أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ﴾*﴿ كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ ﴾*﴿ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ ﴾*﴿ فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ ﴾*﴿ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ ﴾*﴿ كَلاَّ لاَ تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب ﴾.
يقول الحق جلّ جلاله :﴿ كلاَّ ﴾، هو ردع لمحذوف، دلّ الكلام عليه، كأنه قيل : خلقت الإنسان من علق، وعلّمته ما لم يعلم ليشكر تلك النعمة الجليلة، فكفر وطغى، كلا لينزجر عن ذلك ﴿ إِنَّ الإِنسان ليطغى ﴾ ؛ يجاوز الحد ويستكبر عن ربه. قيل : هذا إلى آخر السورة نزل في أبي جهل بعد زمان، وهو الظاهر.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : كل مَن أنكر على المتوجهين، الذين هم على صلاتهم دائمون، يُقال في حقه : أرأيت الذي يَنهى عبداً إذا صلّى.. إلى آخر الآيات. ويُقال للمتوجه : لا تُطعه واسجد بقلبك وجوارحك، وتقرّب بذلك إلى مولاك، حتى تظفر بالوصول إليه. وبالله التوفيق. وصلّى الله على سيدنا محمد وآله.
وقوله :﴿ أن رآه استغنى ﴾ مفعول له، أي : ليطغى لرؤية نفسه مستغنياً، على أنَّ " استغنى " مفعول لرأى، لأنه بمعنى عَلِم، ولذلك شاع كون فاعله ومفعوله ضميريْ واحد كما في " ظننتني وعَلِمتني "، وإن جوّزه بعضهم في الرؤية البصرية أيضاً، وجعل من ذلك قول عائشة رضي الله عنها :" رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وما لنا طعام إلا الأسودان : الماء والتمر "، والمشهور أنه خاص بأفعال القلوب. وحاصل الآية : أن سبب طغيان الإنسان هو استغناؤه بالمال، وسبب تواضعه هو فقره.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : كل مَن أنكر على المتوجهين، الذين هم على صلاتهم دائمون، يُقال في حقه : أرأيت الذي يَنهى عبداً إذا صلّى.. إلى آخر الآيات. ويُقال للمتوجه : لا تُطعه واسجد بقلبك وجوارحك، وتقرّب بذلك إلى مولاك، حتى تظفر بالوصول إليه. وبالله التوفيق. وصلّى الله على سيدنا محمد وآله.
ثم هدّد الإنسان وحذّره من عاقبة الطغيان، على طريق الالتفات، فقال :﴿ إِنَّ إِلى ربك الرُّجعى ﴾ أي : الرجوع، فيجازيك على طغيانك.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : كل مَن أنكر على المتوجهين، الذين هم على صلاتهم دائمون، يُقال في حقه : أرأيت الذي يَنهى عبداً إذا صلّى.. إلى آخر الآيات. ويُقال للمتوجه : لا تُطعه واسجد بقلبك وجوارحك، وتقرّب بذلك إلى مولاك، حتى تظفر بالوصول إليه. وبالله التوفيق. وصلّى الله على سيدنا محمد وآله.
﴿ أرأيت الذي ينهَى عبداً إِذا صلَّى ﴾ أي : أرأيت أبا جهل ينهى محمداً صلى الله عليه وسلم عن الصلاة، وهو تشنيع بحاله، وتعجيب منها، وإيذان بأنه من البشاعة والغرابة بحيث يراها كل مَن يأتي منه الرؤية. رُوي أنَّ أبا جهل كان في ملإ من قريش، فقال : لئن رأيت محمداً لأطأنّ عنقه، فرآه صلى الله عليه وسلم في الصلاة، فجاءه، ثم نكص على عقبيه، فقالوا : ما لك ؟ فقال : حال بيني وبينه خندق من نار، وهول وأجنحة، فنزلت، فقال صلى الله عليه وسلم :" لو دنا مني لاختطفته الملائكة " .
وتنكير العبد تفخيم لشأنه صلى الله عليه وسلم، والرؤية هنا بصرية.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : كل مَن أنكر على المتوجهين، الذين هم على صلاتهم دائمون، يُقال في حقه : أرأيت الذي يَنهى عبداً إذا صلّى.. إلى آخر الآيات. ويُقال للمتوجه : لا تُطعه واسجد بقلبك وجوارحك، وتقرّب بذلك إلى مولاك، حتى تظفر بالوصول إليه. وبالله التوفيق. وصلّى الله على سيدنا محمد وآله.
وتنكير العبد تفخيم لشأنه صلى الله عليه وسلم، والرؤية هنا بصرية.
وأمّا في قوله :﴿ أرأيت إن كان على الهدى أو أمَرَ بالتقوى ﴾ وفي قوله :﴿ أرأيتَ إِن كَذَّب وتولَّى ﴾ فعلمية، أي : أخبرني، فإنَّ الرؤية لمَّا كانت سبباً للإخبار عن المرائي أجرى الاستفهام عنها مجرى الاستخبار عن متعلقها. والخطاب لكل مَن يصلح للخطاب.
قال في الكشاف : قوله تعالى :( الذي ينهى ) هو المفعول الأول لقوله :( أرأيت ) الأول، والجملة الشرطية بعد ذلك في موضع المفعول الثاني، وكررت ( أرأيت ) بعد ذلك للتأكيد، فلا تحتاج إلى مفعول.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : كل مَن أنكر على المتوجهين، الذين هم على صلاتهم دائمون، يُقال في حقه : أرأيت الذي يَنهى عبداً إذا صلّى.. إلى آخر الآيات. ويُقال للمتوجه : لا تُطعه واسجد بقلبك وجوارحك، وتقرّب بذلك إلى مولاك، حتى تظفر بالوصول إليه. وبالله التوفيق. وصلّى الله على سيدنا محمد وآله.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١:وتنكير العبد تفخيم لشأنه صلى الله عليه وسلم، والرؤية هنا بصرية.
وأمّا في قوله :﴿ أرأيت إن كان على الهدى أو أمَرَ بالتقوى ﴾ وفي قوله :﴿ أرأيتَ إِن كَذَّب وتولَّى ﴾ فعلمية، أي : أخبرني، فإنَّ الرؤية لمَّا كانت سبباً للإخبار عن المرائي أجرى الاستفهام عنها مجرى الاستخبار عن متعلقها. والخطاب لكل مَن يصلح للخطاب.
قال في الكشاف : قوله تعالى :( الذي ينهى ) هو المفعول الأول لقوله :( أرأيت ) الأول، والجملة الشرطية بعد ذلك في موضع المفعول الثاني، وكررت ( أرأيت ) بعد ذلك للتأكيد، فلا تحتاج إلى مفعول.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : كل مَن أنكر على المتوجهين، الذين هم على صلاتهم دائمون، يُقال في حقه : أرأيت الذي يَنهى عبداً إذا صلّى.. إلى آخر الآيات. ويُقال للمتوجه : لا تُطعه واسجد بقلبك وجوارحك، وتقرّب بذلك إلى مولاك، حتى تظفر بالوصول إليه. وبالله التوفيق. وصلّى الله على سيدنا محمد وآله.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١:وتنكير العبد تفخيم لشأنه صلى الله عليه وسلم، والرؤية هنا بصرية.
وأمّا في قوله :﴿ أرأيت إن كان على الهدى أو أمَرَ بالتقوى ﴾ وفي قوله :﴿ أرأيتَ إِن كَذَّب وتولَّى ﴾ فعلمية، أي : أخبرني، فإنَّ الرؤية لمَّا كانت سبباً للإخبار عن المرائي أجرى الاستفهام عنها مجرى الاستخبار عن متعلقها. والخطاب لكل مَن يصلح للخطاب.
قال في الكشاف : قوله تعالى :( الذي ينهى ) هو المفعول الأول لقوله :( أرأيت ) الأول، والجملة الشرطية بعد ذلك في موضع المفعول الثاني، وكررت ( أرأيت ) بعد ذلك للتأكيد، فلا تحتاج إلى مفعول.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : كل مَن أنكر على المتوجهين، الذين هم على صلاتهم دائمون، يُقال في حقه : أرأيت الذي يَنهى عبداً إذا صلّى.. إلى آخر الآيات. ويُقال للمتوجه : لا تُطعه واسجد بقلبك وجوارحك، وتقرّب بذلك إلى مولاك، حتى تظفر بالوصول إليه. وبالله التوفيق. وصلّى الله على سيدنا محمد وآله.
وقوله :﴿ ألم يعلم بأنَّ الله يرى ﴾ هو جواب قوله :﴿ إن كذَّب وتولى ﴾، وجواب قوله :﴿ إن كان على الهدى ﴾ محذوف، يدل عليه جواب قوله :﴿ إن كذَّب وتولى ﴾ فهو في المعنى جواب للشرطين معاً. والضمير في قوله :﴿ إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى ﴾ للناهي، وهو أبو جهل، وكذا في قوله :﴿ إن كذَّب وتولَّى ﴾، والتقدير على هذا : أخبرني عن الذي ينهى عبداً إذا صلّى إن كان هذا الناهي على الهدى أو إن كَذّب وتولّى، ألم يعلم بأنّ الله يرى جميع أحواله، فمقصود الآية : تهديد له وزجر، وإعلام بأنّ الله يراه. وخالفه ابن عطية في الضمائر، فقال : إنَّ الضمير في قوله :﴿ إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى ﴾ للعبد الذي صلَّى، وأنّ الضمير في قوله :﴿ إن كذَّب وتولّى ﴾ للناهي، وخالفه في جعل " أرأيت " الثانية مكررة للتأكيد، فقال :" أرأيت " في المواضع الثلاثة توقيف، وأنّ جوابها في المواضع الثلاثة : قوله :﴿ ألم يعلم بأن الله يرى ﴾ فإنه يصلح مع كل واحدة منها، ولكنه جاء في آخر الكلام اقتصاراً. انظر ابن جزي. وما قاله ابن عطية أظهر، فكأنه تعالى حاكِمٌ قد حضره الخصمان، يُخاطب هذا مرة والآخر أخرى، وكأنه قال : يا كافر إن كانت صلاته هُدى ودعاؤه إلى الله أمراً بالتقوى، ثم أقبل على الآخر، فقال : أرأيت إن كذَّب. الخ.
وقال الغزنوي : جواب ﴿ إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى ﴾ محذوف، تقديره : أليس هو على الحق واتباعه واجب، يعني : فكيف تنهاه يا مكذّب، متول عن الهدى، كافر، ألم تعلم أن الله يراك. ه.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : كل مَن أنكر على المتوجهين، الذين هم على صلاتهم دائمون، يُقال في حقه : أرأيت الذي يَنهى عبداً إذا صلّى.. إلى آخر الآيات. ويُقال للمتوجه : لا تُطعه واسجد بقلبك وجوارحك، وتقرّب بذلك إلى مولاك، حتى تظفر بالوصول إليه. وبالله التوفيق. وصلّى الله على سيدنا محمد وآله.
﴿ كلاَّ ﴾، ردع للناهِي عن عبادة الله ﴿ لئن لم ينتهِ ﴾ عما هو عليه ﴿ لَنَسْفعاً بالناصيةِ ﴾ ؛ لنأخذن بناصيته ولنسحبنّه بها إلى النار. والسفع : القبض على الشيء وجذبه بشدة. وكَتْبُها في المصحف بالألف على حكم الوقف.
واكتفى بلام العهد عن الإضافة للعلم بأنها ناصية المذكور، ثم بيّنها بقوله :﴿ ناصيةٍ كاذبةٍ خاطئةٍ ﴾ فهي بدل، وإنما صَحّ بدلها من المعرفة لوصفها، ووصفها بالكذب والخطأ على المجاز، وهما لصاحبهما. وفيه من الجزالة ما ليس في قوله : ناصية كاذب خاطئ.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : كل مَن أنكر على المتوجهين، الذين هم على صلاتهم دائمون، يُقال في حقه : أرأيت الذي يَنهى عبداً إذا صلّى.. إلى آخر الآيات. ويُقال للمتوجه : لا تُطعه واسجد بقلبك وجوارحك، وتقرّب بذلك إلى مولاك، حتى تظفر بالوصول إليه. وبالله التوفيق. وصلّى الله على سيدنا محمد وآله.
واكتفى بلام العهد عن الإضافة للعلم بأنها ناصية المذكور، ثم بيّنها بقوله :﴿ ناصيةٍ كاذبةٍ خاطئةٍ ﴾ فهي بدل، وإنما صَحّ بدلها من المعرفة لوصفها، ووصفها بالكذب والخطأ على المجاز، وهما لصاحبهما. وفيه من الجزالة ما ليس في قوله : ناصية كاذب خاطئ.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : كل مَن أنكر على المتوجهين، الذين هم على صلاتهم دائمون، يُقال في حقه : أرأيت الذي يَنهى عبداً إذا صلّى.. إلى آخر الآيات. ويُقال للمتوجه : لا تُطعه واسجد بقلبك وجوارحك، وتقرّب بذلك إلى مولاك، حتى تظفر بالوصول إليه. وبالله التوفيق. وصلّى الله على سيدنا محمد وآله.
﴿ فَلْيَدْعُ ناديَه ﴾، النادي : المجلس الذي يجتمع فيه القوم. رُوي أنَّ أبا جهل مرّ بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يُصلّي، فقال : ألم أَنْهكَ ؟ فأغلط له النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فقال : أتهدّدني وأنا أكثر أهل الوادي نادياً ؟ فنزلت.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : كل مَن أنكر على المتوجهين، الذين هم على صلاتهم دائمون، يُقال في حقه : أرأيت الذي يَنهى عبداً إذا صلّى.. إلى آخر الآيات. ويُقال للمتوجه : لا تُطعه واسجد بقلبك وجوارحك، وتقرّب بذلك إلى مولاك، حتى تظفر بالوصول إليه. وبالله التوفيق. وصلّى الله على سيدنا محمد وآله.
﴿ سَنَدْعُ الزبانية ﴾ ليجروه إلى النار. والزبانية : الشُّرَطِ، واحدة : زِبْنِيَّة أو زِبْنى، من الزبن، وهو الدفع. عن النبي صلى الله عليه وسلم :" لَوْ دَعَا نَادِيهُ لأخَذَتْه الزَّبانِيةُ عِياناً " .
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : كل مَن أنكر على المتوجهين، الذين هم على صلاتهم دائمون، يُقال في حقه : أرأيت الذي يَنهى عبداً إذا صلّى.. إلى آخر الآيات. ويُقال للمتوجه : لا تُطعه واسجد بقلبك وجوارحك، وتقرّب بذلك إلى مولاك، حتى تظفر بالوصول إليه. وبالله التوفيق. وصلّى الله على سيدنا محمد وآله.
﴿ كلاَّ ﴾، ردع لأبي جهل ﴿ لا تُطِعْهُ ﴾ أي : اثبت على ما أنت عليه من عصيانه، كقوله :
﴿ فَلاَ تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ ( ٨ ) ﴾ [ القلم : ٨ ]، ﴿ واسجدْ ﴾ ؛ واظب على سجودك وصلاتك غير مكترث ﴿ واقترب ﴾ ؛ وتقرّب بذلك إلى ربك.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : كل مَن أنكر على المتوجهين، الذين هم على صلاتهم دائمون، يُقال في حقه : أرأيت الذي يَنهى عبداً إذا صلّى.. إلى آخر الآيات. ويُقال للمتوجه : لا تُطعه واسجد بقلبك وجوارحك، وتقرّب بذلك إلى مولاك، حتى تظفر بالوصول إليه. وبالله التوفيق. وصلّى الله على سيدنا محمد وآله.