ﰡ
قوله: (هو صوت أجوافها) أي صوت يسمع من صدور الخيل عند العدو، وليس بصهيل، ولا همهمة. وقال ابن عباس: ليس شيء من الدواب يضبح غير الفرس والكلب والثعلب، وإنما تضبح هذه الحيوانات إذا تغير حالها من تعب أو فزع. قوله: ﴿ فَٱلمُورِيَاتِ ﴾ عطفه وما بعده بالفاء، لأنه مرتب على العدو. قوله: (توري النار) أي تخرجها من الحجارة إذا ضربتها بحوافرها، يقال: ورى الزند يري ورياً من باب وعد فهو لازم، وأوريت رباعياً لازماً ومتعدياً، وما في الآية من قبيل المتعدي بدليل تفسير المفسر. قوله: ﴿ قَدْحاً ﴾ مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره تقدح ولم يذكره المفسر اتكالاً على ما قاله في ﴿ ضَبْحاً ﴾.
قوله: ﴿ فَٱلْمُغِيرَاتِ ﴾ أسند الإغارة وهي مباغتة العدو للنهب أو القتل أو الأسر للخيل، مجازاً عقلياً لمجاورتها لأصحابها، وحقه أن يسند لهم. قوله: (وقت الصبح) أشار بذلك إلى أن ﴿ صُبْحاً ﴾ منصوب على الظرفية، و(الصبح) هو الوقت المعتاد في الغارات، يسيرون ليلاً لئلا يشعر بهم العدو، ويهجمون عليهم صباحاً، ليروا ما يأتون وما يذرون. قوله: (بمكان عدوهن) الخ، أعاد الضمير على المكان وإن لم يتقدم له ذكر، لأن العدو لا بد له من مكان، وقوله: (أو بذلك الوقت) أي وقت الصبح، فهما تفسيران؛ وعلى كل فالباء من ﴿ بِهِ ﴾ بمعنى في. قوله: ﴿ فَوَسَطْنَ ﴾ أتى بالفاء في هذا واللذين قبله، لترتب كل على ما قبله، فإن توسط الجمع مترتب على الإثارة المتقدمة على الإغارة المترتبة على العدو. قوله: (بالنقع) أشار بذلك إلى إن ضمير ﴿ بِهِ ﴾ عائد على النقع والباء للملابسة، والمعنى: صرن وسط الجمع مع الأعداء ملتبسات بالنقع قوله: (أي صرن وسطه) أي الجمع، ووسط بسكون السين إن صح حلول بين محله كما هنا، وإلا فهو بالتحريك، ويجوز على قلة إسكانها يقال: جلست وسط القوم بالسكون، ووسط الدار بالتحريك. قوله: (على الاسم) أي على كل من الأسماء الثلاثة بدليل قوله: (واللاتي عدون) الخ، وقوله: (لأنه) أي الاسم، وقوله: (في تأويل الفعل) أي لوقوعه صلة لأل، وإلى ذلك أشار ابن مالك بقوله: واعطف على اسم شبه فعل فعلاً وعكساً استعمل تجده سهلاً