ﰡ
﴿ ضبْحاً ﴾ أي ضبعاً، ضبحت وضبعت واحد. وقال بعضهم : تضبح تنحم، فمن قال هذا ففيه ضمير.
أَحْدِثْ لها تُحْدِثْ لوصلِكَ إنها | كُنُدٌ لوصل الزائر المُعتادِ |
أَرى الَمْوتَ يعتام النفوس ويصطفىِ | عَقِيلَة مالِ الباخل المتشدِّدِ |
أَحْدِثْ لها تُحْدِثْ لوصلِكَ إنها | كُنُدٌ لوصل الزائر المُعتادِ |
أَرى الَمْوتَ يعتام النفوس ويصطفىِ | عَقِيلَة مالِ الباخل المتشدِّدِ |
سورة (العاديَات) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (العصر)، وقد افتُتحت بقَسَم الله عز وجل بـ(العاديَات)؛ وهي: خيلُ الغُزَاة، أو رواحلُ الحَجيج، وذكَّرتْ بالآخرة، وذمَّتْ خِصالًا تؤدي بصاحبها إلى الخسران والنِّيران؛ منها الجحود، والطَّمَعُ في هذه الدنيا ومَلذَّاتها وشهواتها.
* سورة (العاديَات):
سُمِّيت سورة (العاديَات) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَمِ الله عزَّ وجلَّ بـ(العاديَات)؛ قال تعالى: {وَاْلْعَٰدِيَٰتِ ضَبْحٗا} [العاديات: 1].
1. القَسَم على جحود الإنسان (١-٨).
2. مشهد البعث والحشر (٩-١١).
ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /299).
التذكيرُ بالآخرة، وذمُّ الخصالِ التي تؤدي إلى الخسران والنِّيران.
يقول ابنُ عاشور رحمه الله عن مقاصدها: «ذمُّ خصالٍ تفضي بأصحابها إلى الخسران في الآخرة، وهي خصالٌ غالية على المشركين والمنافقين، ويراد تحذيرُ المسلمين منها، ووعظُ الناس بأن وراءهم حسابًا على أعمالهم بعد الموت؛ ليتذكرَه المؤمن، ويُهدَّد به الجاحد.
وأُكِّد ذلك كلُّه بأن افتُتح بالقَسَم، وأدمج في القَسَم التنويه بخيلِ الغزاة، أو رواحلِ الحجيج». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /498).