تفسير سورة سورة البقرة من كتاب مجاز القرآن
.
لمؤلفه
أبو عبيدة
.
المتوفي سنة 210 هـ
ﰡ
ﭑ
ﰀ
﴿ آلم ﴾ سُكّنت الألف واللام والميم، لأنه هجاء، ولا يدخل في حروف الهجاء إعراب، قال أبو النَّجْم العِجليّ :
كأنمّا تُكَتِّبان لام ألفْ ***
فجزمه لأنه هجاء، ومعنى ﴿ آلم ﴾ : افتتاح، مُبتدأ كلامٍ، شِعار للسورة.
أقبلتُ من عند زِياد كالِخِرفْ | أَجُرُّ رِجليَّ بخٍطّ مخٌتِلفْ |
فجزمه لأنه هجاء، ومعنى ﴿ آلم ﴾ : افتتاح، مُبتدأ كلامٍ، شِعار للسورة.
﴿ ذَلِك الكِتابُ ﴾ معناه : هذا القرآن ؛ وقد تخاطِب العرب الشاهدَ فتُظهر له مخاطبةَ الغائب.
قال خُفاف بن نَدْبة السُلَمىّ، وهي أُمه، كانت سوداء، حبشية. وكان من غِربان العرب في الجاهلية :
يعني مالك بن حَمَّاد الشَمْخِيّ، وَصميمُ خيلهِ : معاويةُ أخو خَنْساء، قتله دُريَد وهاشم ابنا حَرمْله المُرِيَّان.
﴿ لا رَيْبَ فيهِ ﴾ لا شكّ فيه، وأنشدني أبو عمرو الهذليّ لساعِدة بن جُؤيَّة الهذليّ :
فقالوا تركْنا الحَيَّ قد حَصروا به*** فلا رَيْب أن قد كان ثَمَّ لَحيِم
أي قتيل، يقال : فلان قد لُحمِ، أي قُتل، وحصروا به : أي أطافوا به، لا رَيْبَ : لا شكَّ.
﴿ هُدىً لِلُمَّتقِين ﴾ أي بياناً للمتقين.
قال خُفاف بن نَدْبة السُلَمىّ، وهي أُمه، كانت سوداء، حبشية. وكان من غِربان العرب في الجاهلية :
فإن تك خَيلي قد أُصيب صَميمها | فَعمداً على عين تيممّتُ مالِكا |
أقول له والرُّمح يأطرُ مَتْنَه | تأمَّلْ خُفافاً إنّني أنا ذلكا |
﴿ لا رَيْبَ فيهِ ﴾ لا شكّ فيه، وأنشدني أبو عمرو الهذليّ لساعِدة بن جُؤيَّة الهذليّ :
فقالوا تركْنا الحَيَّ قد حَصروا به*** فلا رَيْب أن قد كان ثَمَّ لَحيِم
أي قتيل، يقال : فلان قد لُحمِ، أي قُتل، وحصروا به : أي أطافوا به، لا رَيْبَ : لا شكَّ.
﴿ هُدىً لِلُمَّتقِين ﴾ أي بياناً للمتقين.
﴿ المفْلِحُون ﴾ : كل من أصاب شيئا من الخير فهو مُفْلِح، ومصدره الفَلاَح وهو البقاء، وكل خير، قال لبيد بن ربيعة :
الفلاح أي البقاء، وقال عَبيد بن الأبْرَص :
والفلاح في موضع آخر : السَّحور أيضا. وفي الأذان : حَيَّ على الفَلاح وحيَّ على الفَلَح جميعا والفَلاّح الأكار، وإنما اشتَّق مِن : يفلُح الأرضَ أي يشقُّها ويُثيرها، ومن ذلك قولهم :
إنَّ الحديد بالحديد يُفْلَحُ
أي يُفلَق والفلاح هو المكارِي في قول ابن أحمر أيضاً :
فلاّح مُكارٍ، وقال لبيد :
أي ظفر، وأصاب خيراً.
نحُلُّ بلاداً كُلها حُلَّ قبلَنا | ونرجو الفَلاح بعد عادٍ وحِمْيرِ |
أَفْلِحْ بما شئتَ فقد يُدرَك بالضَّ | عْفِ وقد يُخدَعُ الأريبُ |
إنَّ الحديد بالحديد يُفْلَحُ
أي يُفلَق والفلاح هو المكارِي في قول ابن أحمر أيضاً :
لها رِطْل تَكيِل الزيتَ فيه | وفَلاَّحٌ يَسوق لها حمارا |
أعقِلي إن كنتِ لمّا تَعْقِلي | ولقد أفلحَ من كان عَقَلْ |
﴿ إنَّ الّذِين كَفَروا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أآنْذَرتَهم أمْ لَمْ تُنْذِرْهم ﴾ : هذا كلام هو إخبارٌ، خرج مخرج الاستفهام ؛ وليس هذا إلا في ثلاثة مواضع، هذا أحدها، والثاني : ما أبالي أقبلتَ أم أدبرت، والثالث : ما أدري أولَّيت أم جاء فلان.
﴿ خَتَم اللهُ عَلَى قُلُوبِهم وَعَلَى سَمْعِهم وَعَلَى أبْصَارِهم ﴾ : ثم انقطع النصب، فصار خبراً، فارتفعت فصار ﴿ غشاوة ﴾ كأنها في التمثيل، قال :﴿ وَعَلَى أبْصَارِهم غشاوةٌ ﴾ أي غِطاء، قال الحارث بن خالد بن العاص بن هشام بن المُغيرة :
تبعتُك إذ عينى عليها غِشاوةٌ | فلما أنجلت قطَّعتُ نفسي ألوُمها |
﴿ يُخَادِعُون ﴾ في معنى يَخدعون، ومعناها : يُظهرون غيرما في أنفسهم، ولا يكاد يجئ ﴿ يفاعل ﴾ إلاَّ من اثنين، إلا في حروف هذا أحدهما ؛ قوله :﴿ قَاتَلُهم اللهُ ﴾ معناها : قتلهم الله.
﴿ فِي قُلُوبِهم مَرَضٌ ﴾ أي شكّ ونِفاق.
﴿ عَذَابٌ ألِيمٌ ﴾ أي مُوجع من الألم، وهو في موضع مُفعِل، قال ذو الرمة :
الشَّمَر دَلة : الطويلة من كل شيء.
﴿ عَذَابٌ ألِيمٌ ﴾ أي مُوجع من الألم، وهو في موضع مُفعِل، قال ذو الرمة :
ونَرفعُ في صدور شَمَرْدَلاتٍ | يَصُكّ وُجوهَها وَهَجٌ ألِيمُ |
﴿ الشَّيَاطِين ﴾ كل عاتِ متمرد من الجن والإنس والدواب فهو شيطان.
﴿ فِي طُغْيانهم يَعْمَهُون ﴾ : أي بغيهم وكفرهم، يقال : رجل عَمِهٌ وعامِه، أي جائر عن الحق، قال رؤبة :
ومَهْمهٍ أطرافُه في مَهْمهِ | أعمَى الهُدَى بالجاهلين العُمَّهِ |
﴿ وتَركَهُم فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُون ﴾ ثم انقطع النصب، وجاء الاستئناف :﴿ صُمُّ بُكْمٌ ﴾، قال النابغة :
ثم استأنف فرفع فقال :
توهَّمتُ آياتٍ لها فعرَفتُها | لِستَّة أعْوامٍ وذا العامُ سابعُ |
رَمادٌ كَكُحْلِ العينَ لأيا أُبينُه | ونُؤْىٌ كجِذْم الحَوْض أثَلمُ خاشعُ |
﴿ كَصَيِّبٍ مِن السَّماءِ ﴾ معناه : كمطر، وتقديره تقدير سَيِّد مِن صاب يصوب، معناه : ينزل المطر، قال عَلْقَمة بن عَبْدة :
كأنُهُم صابت عليهم سَحابةٌ ***صَواعِقُها لطيرهن دَبِيبُ
وقال رجل من عبد القَيْس، جاهليّ، يمدح بعض الملوك :
كأنُهُم صابت عليهم سَحابةٌ ***صَواعِقُها لطيرهن دَبِيبُ
فلا تَعدلِي بيني وبين مُغَمَّرٍ | سَقتكِ روايا المُزْنِ حيث تَصُوبُ |
ولستَ لأنِسيِّ ولكن لَمْلأَكٍ | تنزَّل من جَوّ السماءْ يصوبُ |
﴿ الّذِي جَعَل لَكمُ الأَرْضَ فِراشاً ﴾ أي مِهاداً ذللّها لكم فصارت مهاداً.
﴿ فَلاَ تَجْعَلوا للهِ أَنْدَاداً ﴾ واحدها نِدٌّ، معناها : أضداد، قال حَسَّان :
﴿ فَلاَ تَجْعَلوا للهِ أَنْدَاداً ﴾ واحدها نِدٌّ، معناها : أضداد، قال حَسَّان :
أتهجوه ولستَ له بِنٍدّ | فشرُّكما لخِيركما الفِداءُ |
﴿ فَأْتُوا بسُورَةٍ منْ مِثْلِه ﴾ أي من مثل القرآن، وإنما سُمّيت سورة لأنها مقطوعة من الأخرى. وسُمَّى القرآن قرْآناً لجماعة السُوَر.
﴿ وَقُوُدُها النَّاسُ والحِجارُة ﴾ : حَطبها الناس، والوُقود مضموم الأول التلهبُ.
﴿ وَأْتُوا بِه مُتَشَابِهاً ﴾ أي يُشبه بعضه بعضاً، وليس من الاشتباه عليك، ولا مما يُشِكل عليك.
﴿ ولَهُم فِيهَا أزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ ﴾ واحدها زوج، الذكر والأنثى فيه سواء. ﴿ وَقُلْنَا يَا آدَمُ أسْكُنْ أنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّة ﴾ ﴿ ٢/٣٥ ﴾.
﴿ ولَهُم فِيهَا أزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ ﴾ واحدها زوج، الذكر والأنثى فيه سواء. ﴿ وَقُلْنَا يَا آدَمُ أسْكُنْ أنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّة ﴾ ﴿ ٢/٣٥ ﴾.
﴿ لا يَسْتَحيى أنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً ﴾ معناها : أن يضرب مثلا بعوضة، ﴿ ما ﴾ توكيد للكلام من حروف الزوائد، قال النابغة الذبياني :
أي حَسبُ، و﴿ ما ﴾ ها هنا حشو.
قال : وسأل يونسُ رؤبة عن قول الله تعالى ﴿ ما بعوضة ﴾، فرفعها، وبنو تميم يعملون آخر الفعلين والأداتين في الاسم، وأنشد رؤبة بيت النابغة مرفوعاً :
﴿ فما فوقها ﴾ : فما دونها في الصغر.
﴿ وَإذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ ﴾ : الهمزة فيها مُجتلَبة، لأن واحدها ملَك بغير همزة، قال الشاعر فهمز :
قالت ألا ليت ما هذا الحمَامَ لنا | إلى حمَامتنا ونصفَه فَقَدِ |
قال : وسأل يونسُ رؤبة عن قول الله تعالى ﴿ ما بعوضة ﴾، فرفعها، وبنو تميم يعملون آخر الفعلين والأداتين في الاسم، وأنشد رؤبة بيت النابغة مرفوعاً :
قالت ألا ليت ما هذا الحمامُ لنا | إلى حمَامتنا ونِصفُه فَقدِ |
﴿ وَإذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ ﴾ : الهمزة فيها مُجتلَبة، لأن واحدها ملَك بغير همزة، قال الشاعر فهمز :
ولستَ لإنسيٍّ ولكن لَمْلأَكٍ | تنزَّلَ من جوِّ السماء يَصُوبُ |
﴿ أتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا ﴾ جاءت على لفظ الاستفهام، والملائكة لم تستفهم ربَّها، وقد قال تبارك وتعالى :﴿ إنّيِ جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَلِيفَةً ﴾ ولكن معناها معنى الإيجاب : أي أنك ستفعل. وقال جرير، فأوجب ولم يستفهم، لعبد الملك بن مروان :
وتقول وأنت تضرب الغلام على الذنب : ألستَ الفاعل كذا؟ ليس باستفهام ولكن تقرير.
﴿ نُقَدِّسُ لَكَ ﴾ نطهِّر، التقديس : التطير.
﴿ وَنُسَبِّحُ ﴾ نُصَليّ، تقول : قد فرغتُ من سُبحتي، أي من صلاتي.
ألستم خيرَ مَن ركب المَطايا | وأندىَ العالمين بُطونَ راحِ |
﴿ نُقَدِّسُ لَكَ ﴾ نطهِّر، التقديس : التطير.
﴿ وَنُسَبِّحُ ﴾ نُصَليّ، تقول : قد فرغتُ من سُبحتي، أي من صلاتي.
﴿ وَعَلَّم آدَمَ الأسْماءَ كُلَّها ﴾ أسماء الخَلقِ، ﴿ ثُمَّ عَرَضَهم عَلىَ المَلاَئِكَةِ ﴾ أي عرض الخلق.
﴿ سُبْحَانَكَ ﴾ تنزيه للرب، وتبرؤٌ، قال الأعشى تبرءاً وتكذيباً لفخر عَلْقمةَ :
أقول لمّا جاءني فَخْرُه | سبحانَ مِن عَلْقمةَ الفاخرِ |
﴿ وَإذْ قُلْنَا لِلْملاَئِكَةِ اسْجُدُوا ﴾ معناه : وقلنا للملائكة، واذمن حروف الزوائد، وقال الأسْود بن يغْفُر :
ومعناها : وذلك لامَهاه لذكرهِ، لا طعم ولا فضل ؛ وقال عبد مَناف بن رِبْع الهذليّ وهو آخر قصيدة :
معناه : حتى أسلكوهم ﴿ فَسَجَدُوا إلاَّ ابْلِيسَ ﴾ نصب ابليس على استثناء قليل من كثير، ولم يُصْرف إبليس لأنه أعجمي.
فإذا وذلك لا مَهاهَ لذِكره | والدهرُ يُعقِب صالحاً بفَسادِ |
حتى إذا أسلكوهم في قُتائِدةٍ | شَلاَّ كما تطرد الجَمَّالةُ الشُرُدا |
﴿ وَقُلْنَا يَا آدَمُ ﴾ هذا شيء تكلمت به العرب، تتكلم بالواحد على لفظ الجميع.
﴿ فَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً ﴾ الرَغَد : الكثير الذي لا يُعنِّيك من ماء أو عيش أو كَلأ أو مال، يقال : قد أرغد فلان، أي أصاب عيشا واسعا، قال الأعشى :
﴿ فَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً ﴾ الرَغَد : الكثير الذي لا يُعنِّيك من ماء أو عيش أو كَلأ أو مال، يقال : قد أرغد فلان، أي أصاب عيشا واسعا، قال الأعشى :
زَبِداً بمصْرٍ يومَ يَسْقى أهلهَا | رَغَداً تُفجّره النَبيطُ خِلالَها |
﴿ فَأَزلَّهما الَّشْيطانُ ﴾ أي استزلهما.
﴿ ومَتَاعٌ إلى حِينٍ ﴾ إلى غاية ووقت.
﴿ ومَتَاعٌ إلى حِينٍ ﴾ إلى غاية ووقت.
﴿ فتَلقيَّ آدَمُ مِن رَبِّهِ كَلمِاتٍ ﴾ أي قبِلها وأخذها عنه، قال أبو مَهْدي، وتلاعلينا آية فقال : تلقيتها من عمَّي، تلقَّاها عن أبي هُريرة، تلقَّاها عن النبي عليه السلام.
﴿ إنَّهُ هُو الَتَّوابُ ﴾ أي يتوب على العباد، والتوّاب من الناس : الذي يتوب من الذنب.
﴿ إنَّهُ هُو الَتَّوابُ ﴾ أي يتوب على العباد، والتوّاب من الناس : الذي يتوب من الذنب.
﴿ واسْتَعِينُوا بالصَّبْرِ والَصَّلاةِ وَإنها لَكَبِيرَةٌ إلاَّ علَىَ الخَاشِعِين ﴾ العرب تقتصر على أحد هذين الاسمين، فأكثره : الذي يلى الفعَل، قال عمرو بن امرىء القيس من الخزرج :
الخبر للآخر ؛ وفي القرآن مما جُعل معناه على الأول قوله :﴿ وإذا رأوْا تِجارةً أوْ لَهْواً انْفَضُّوا إلَيْهَا ﴾ ﴿ ٦٢/١١ ﴾، ﴿ الخَاشِعُونَ ﴾ المخْبِتون المتواضعون.
نحن بما عندنا وأنتَ بما | عندك راضٍ والرأي مختلفُ |
﴿ الّذِينَ يَظُنُّون أنَّهُمُ مُلاَقُو رَبِّهم ﴾ معناها : يوقنون، فالظن على وجهين : يقين، وشك ؛ قال دُرَيد بن الصِّمَّة :
ظُنُّوا أي أيقِنوا :
أي حيث تابعتُهم ؛ وجعله يقينا.
فقلتُ لهم ظُنّوا بأَلْفَى مُدَجَّج | سَراتُهُمُ في الفارسيّ المُسَرَّدِ |
فلما عصَوني كنتُ منهم وقد أَرَى | غَوايَتَهم وأنني غير مُهتدِ |
يَسَوُمُونَكُمْ سُوءَ العَذَابِ } ؛ يُولُونكم أشدّ العذاب.
﴿ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبكُمْ عَظِيم ﴾ أي ما ابتليتم من شدة، وفي موضع آخر : البلاء الابتلاء، يقال : الثناء بعد البلاء، أي الاختبار، من بلوتُه، ويقال : له عندي بلاء عظيم أي نِعمة ويد، وهذا مِن : ابتليته خيراً.
﴿ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبكُمْ عَظِيم ﴾ أي ما ابتليتم من شدة، وفي موضع آخر : البلاء الابتلاء، يقال : الثناء بعد البلاء، أي الاختبار، من بلوتُه، ويقال : له عندي بلاء عظيم أي نِعمة ويد، وهذا مِن : ابتليته خيراً.
﴿ آل فِرْعَوْنَ ﴾ قومه وأهل دينه، ومثلها :﴿ ادْخُلُوا آل فِرْعَوْنَ أشَدَّ العَذابِ ﴾ ﴿ ٤٠/٤٦ ﴾.
﴿ آتَيْنا مُوسَى الكِتابَ ﴾ أي التوراة. ﴿ وَالْفُرقانَ ﴾ ما فرّق بين الحق والباطل.
﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ ﴾، معناها : وقال موسى لقومه.
﴿ بَارِئكُمْ ﴾ : خالقكم من برأتُ.
﴿ بَارِئكُمْ ﴾ : خالقكم من برأتُ.
﴿ الْمَنَّ ﴾ شيءٌ كان يسقط في السّحرَ على شجرهم فيجتنونه حُلْواً يأكونه.
﴿ والسَّلْوَى ﴾ : طائر ﴿ بعينه، وهو الذي سمّاه المولَّدُون سُماني ﴾.
﴿ والسَّلْوَى ﴾ : طائر ﴿ بعينه، وهو الذي سمّاه المولَّدُون سُماني ﴾.
﴿ وَقُولُوا حِطَّةٌ ﴾ رفع، وهي مصدر من حُطَّ عنا ذنوبنَا ؛ تقديره مدَّة من مددت، حكاية : أي قولوا : هذا الكلام، فلذلك رُفع.
﴿ الرِّجْز ﴾ : العَذاب.
﴿ ولا تَعْثَوْا ﴾ : أي لا تُفسدوا، من عثِيتَ تَعثَى عُثُوّاً، وعَثَا يَعثوا عُثُواً وهو أشدّ الفساد.
﴿ وفومها ﴾ : الفُوم : الحنطة، وقالوا : هو الخبز.
﴿ اهْبِطُوا مِصْراً ﴾ من الأمصار لأنهم كانوا في تيه. قالوا : اثنى عشر فرسخاً في ثمانية فراسخ يتيهون متحيرين لا يجاوزون ذلك إلاَّ أن الله ظلَّل عليهم بالغَمام، وآتاهم رزقهم هذا المنّ والسّلوَى، وفجَّر لهم الماء من هذه الحجارة، وكان مع كل سبط حجر غير عظيم يحملونه على حمار، فإذا نزلوا وضعوا الحجر فبَجَس الله لهم منه الماء. وبعض حدود التيه بلاد أرض بيت المَقْدِس إلى قِنِّسْرِين.
﴿ الذِّلَّة ﴾ : الصَّغار ﴿ والْمَسْكَنَةُ ﴾ : مصدر المسكين، يقال : ما في بني فلان أسكنُ من فلان أي أفقر منه.
﴿ بَاؤُوا بِغَضَبٍ ﴾ : أي احتملوه.
﴿ اهْبِطُوا مِصْراً ﴾ من الأمصار لأنهم كانوا في تيه. قالوا : اثنى عشر فرسخاً في ثمانية فراسخ يتيهون متحيرين لا يجاوزون ذلك إلاَّ أن الله ظلَّل عليهم بالغَمام، وآتاهم رزقهم هذا المنّ والسّلوَى، وفجَّر لهم الماء من هذه الحجارة، وكان مع كل سبط حجر غير عظيم يحملونه على حمار، فإذا نزلوا وضعوا الحجر فبَجَس الله لهم منه الماء. وبعض حدود التيه بلاد أرض بيت المَقْدِس إلى قِنِّسْرِين.
﴿ الذِّلَّة ﴾ : الصَّغار ﴿ والْمَسْكَنَةُ ﴾ : مصدر المسكين، يقال : ما في بني فلان أسكنُ من فلان أي أفقر منه.
﴿ بَاؤُوا بِغَضَبٍ ﴾ : أي احتملوه.
﴿ الذِّينَ هَادُوا ﴾ أي الذين تابوا ممن تهوَّد ﴿ ؟ ﴾ أي هُدنا إلى ربنا.
﴿ وَالصَّابِئِينَ ﴾ : يقال : صبأتَ من دينك إلى دين آخر، إذا خرجت، كما تصبأ النجوم تخرج من مطالعها. ﴿ ويقال صبأتُ ثنيةً إذا طلعتها ﴾
﴿ وَالصَّابِئِينَ ﴾ : يقال : صبأتَ من دينك إلى دين آخر، إذا خرجت، كما تصبأ النجوم تخرج من مطالعها. ﴿ ويقال صبأتُ ثنيةً إذا طلعتها ﴾
﴿ الطُّور ﴾ جبل، كان رُفع عليهم حيث قيل لهم :﴿ قُولُوا حِطَّة ﴾.
﴿ خَاسِئِنَ ﴾ : مبعَدين، يقال : خسأته عني وخسأت الكلب، باعدته وخسأ الرجل، إذا تباعد.
﴿ إنَّها بَقَرَةٌ لاَ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ ﴾ : لا فارض : مُسنّة، ولا بكر : صغيرة.
﴿ بَيْنَ ذلِكَ ﴾ : والعرب تقول : لا كذا ولا كذا ولكن بين ذلك ؛ فمجاز هذه الآية : بين هذا الوصف، ولذلك قال : بين ذلك، وقال رؤبة :
فيها خطوطٌ من سَوادٍ وَبلَقْ ***
فالخطوط مؤنثة والسواد والبلق اثنان، ثم قال :
كأنه في الجِلد تَوْلِيعُ البَهَقْ ***
قال أبو عبيدة فقلت لرؤبة : إن كانت خطوط فقل كأنها، وإن كان سواد وبلق فقل : كأنهما، فقال : كأنّ ذاك ويلك توليع البَهق، ثم رجع إلى السواد والبلق والخطوط فقال :
يُحسَبن شاماً أو رِقَاعاً مِن بَنَقْ
جماعة شأمة.
﴿ بَيْنَ ذلِكَ ﴾ : والعرب تقول : لا كذا ولا كذا ولكن بين ذلك ؛ فمجاز هذه الآية : بين هذا الوصف، ولذلك قال : بين ذلك، وقال رؤبة :
فيها خطوطٌ من سَوادٍ وَبلَقْ ***
فالخطوط مؤنثة والسواد والبلق اثنان، ثم قال :
كأنه في الجِلد تَوْلِيعُ البَهَقْ ***
قال أبو عبيدة فقلت لرؤبة : إن كانت خطوط فقل كأنها، وإن كان سواد وبلق فقل : كأنهما، فقال : كأنّ ذاك ويلك توليع البَهق، ثم رجع إلى السواد والبلق والخطوط فقال :
يُحسَبن شاماً أو رِقَاعاً مِن بَنَقْ
جماعة شأمة.
﴿ بَقَرَةٌ صَفْرَاء ﴾ إن شئت صفراء، وإن شئت سوداء، كقوله :﴿ جِمَالاَتٌ صُفْرُ ﴾ ﴿ ٧٧/٣٣ ﴾ أي سود.
﴿ فَاقِعٌ لَوْنُها ﴾ أي ناصع.
﴿ فَاقِعٌ لَوْنُها ﴾ أي ناصع.
﴿ إنَّها بَقَرَةٌ لاَ ذَلُولٌ تُثِيرُ الارْضَ وَلاَ تَسْقِى الْحَرثَ مُسَلَّمَةٌ لاَشِيَة فِيهَا ﴾ أي لون سوى لون جميع جلدها.
﴿ قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ ﴾ أي الآن تبّينا ذلك، ولم تزل جائياً بالحق.
﴿ قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ ﴾ أي الآن تبّينا ذلك، ولم تزل جائياً بالحق.
﴿ فَإدَّارَأَتْمُ فِيها ﴾ : اختلفتم فيها من التدارئ والدَرْء.
﴿ فَقُلْناَ اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا ﴾ : أي اضربوا القتيل ببعضها، ببعض البقرة.
﴿ وَيُرِيكمُ آيَاتِهِ ﴾ : أي عجائبه، ويقال : فلان آية من الآيات، أي عجب من العجب، ويقال : اجعل بيني وبينك آية أي علامة، وآيات بينات أي علامات وحُجج، والآية من القرآن : كلام متصل إلى انقطاعه.
﴿ وَيُرِيكمُ آيَاتِهِ ﴾ : أي عجائبه، ويقال : فلان آية من الآيات، أي عجب من العجب، ويقال : اجعل بيني وبينك آية أي علامة، وآيات بينات أي علامات وحُجج، والآية من القرآن : كلام متصل إلى انقطاعه.
﴿ قَسَتْ قُلُوُبكمْ ﴾ أي جفَت، والقاسي : الجافي اليابس.
﴿ أتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللهُ عَلَيْكُمْ ﴾ : أي بما منّ الله عليكم، وأعطاكم دونهم.
﴿ اتخَذْتُمُ عِنْدَ اللهِ عَهْداً ﴾ : أي وعداً، والميثاق : العهد يوثق له.
﴿ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءَكم ﴾ : سَفَك دمه : أي صبّ دمه كما يَسْفَحُ نَحْيَ السَمْن يُهَرِيقه.
﴿ وَقَفَّيْنَا ﴾ : أي أردفنا، مِن يَقفوه.
﴿ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوِح القُدْسِ ﴾ أي شدّدناه وقوّيناه، ورجل ذو أيد وذو آد : أي قوة، والله تبارك وتعالى ذو الأيد، قال العجاج :
مِنْ أَنْ تَبَدّلتُ بآدى آدا ***
﴿ وَالسَّمَاءَ بَنَيْناَهَا بأَيْدٍ ﴾ ﴿ ٥١/٤٧ ﴾ أي : بقوة.
﴿ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوِح القُدْسِ ﴾ أي شدّدناه وقوّيناه، ورجل ذو أيد وذو آد : أي قوة، والله تبارك وتعالى ذو الأيد، قال العجاج :
مِنْ أَنْ تَبَدّلتُ بآدى آدا ***
﴿ وَالسَّمَاءَ بَنَيْناَهَا بأَيْدٍ ﴾ ﴿ ٥١/٤٧ ﴾ أي : بقوة.
﴿ قُلُوبُنَا غُلْفٌ ﴾ : كل شيء في غلاف، ويقال : سيفٌ أغلفُ، وقوسٌ غلفاء، ورجل أغلفُ : إذا لم يختتن.
﴿ قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ ﴾ : أي في أغطية واحدها كِنان،
قال عمر بن أبي ربيعة :
﴿ لَعَنَهُم اللهُ ﴾ : أي أطردهم وأبعدهم، قالوا : ذئبٌ لعين، أي مطرود مُبعد،
وقال الشَمّاخ :
يريد : مقام الذئب اللعين كالرجل.
﴿ قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ ﴾ : أي في أغطية واحدها كِنان،
قال عمر بن أبي ربيعة :
تحت عَيْنٍ كِنانُها | ظِلُّ بُرْدٍ مُرحَّلِ |
وقال الشَمّاخ :
ذَعرتُ به القَطَا ونَفيتُ عنه | مقامَ الذئب كالرجل اللَّعينِ |
﴿ يَسْتَفْتِحِونَ ﴾ : يستنصرون.
﴿ وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ ﴾ : أي بما بعده.
﴿ وَأُشْربُوا فِي قُلُوبِهِمْ العِجْلَ ﴾ : سُقوه حتى غَلب عليهم ؛ مجازه مجاز المختصَر ؛ أشربوا في قلوبهم العجل : حُبّ العِجل، وفي القرآن :﴿ وَسَلِ الْقَرْيَة ﴾ ﴿ ١٢/٨٢ ﴾، مجازها : أهلَ القرية، وقال النابغة الذبياني :
أُقَيش : حي من الجن، أضمر جملاً يُقعقَع خلف رجليه بشن، وقال الأَسديّ :
أضمر التي شاب قرناها ؛ وقال أبو أسلم، وأُوتى بطعام قبل طعام، فقال : الذي قبلُ أطيبُ.
كأنك من جِمال بنى أُقَيْشٍ | يُقعَقع خَلفَ رِجليه بِشَنِّ |
كذبتم وبيتِ الله لا تُنكحونها | بنى شابَ قَرْناها تَصُرُّ وَتَحلُبُ |
﴿ بِمُزَحْزِحهِ ﴾ بمُبعدِه.
﴿ مُصَدِّقاً لمِا بَيْنَ يَدَيْهِ ﴾ أي لما كان قَبلَه.
﴿ نَبَذَ فَرِيقٌ ﴾ أي بعض ؛ نبذه : نركه، وقال أبو الأسود الدُّؤليّ، قال أبو عبيدة : أخذ من الدألان، واختار الدُّؤلى :
نظرتُ إلى عنوانه فنبذتهُ | كنبذك نَعْلاً أَخَلقتْ من نِعالكا |
﴿ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ ﴾ : من نصيب خير.
﴿ وَاتّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ ﴾ أي تَتَبَّع }؟ }، وتتلُو : تحكى وتكلمُ به كما تقول : يتلو كتاب الله أي يقرؤه.
﴿ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوا بِهِ ﴾ أي : باعوا به أنفسهم، وقال ابن مُفَرِّغ الحِمْيَريّ :
أي بعتُه.
﴿ وَاتّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ ﴾ أي تَتَبَّع }؟ }، وتتلُو : تحكى وتكلمُ به كما تقول : يتلو كتاب الله أي يقرؤه.
﴿ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوا بِهِ ﴾ أي : باعوا به أنفسهم، وقال ابن مُفَرِّغ الحِمْيَريّ :
وَشَرَيْتُ بُرداً لَيتَنِي | من بعد بُرْدٍ كنتُ هَامَه |
﴿ لَمُثوبَةٌ ﴾ : من الثواب.
﴿ رَاعِنَا ﴾ : مِن راعيت إذا لم تُنوَّن، ومَن نَوَّن جَعَلَهَا كلمة نُهوُا عنها ؛ راعيتُ : حافظت وتعاهدت.
﴿ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾، قال أبو ذؤيب :
أي أحد قبلي، ﴿ استثبته : استغللته ﴾.
جزَيتُكِ ضِعفَ الحبّ لما استثبِتِه | وما إن جزاكِ الضِّعِفَ مِن أحدٍ قبليِ |
﴿ مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ ﴾ أي : ننسخها بأية أُخرى، ﴿ أو نُنْسِهَا ﴾ من النِّسيان :﴿ نذهب بها ﴾، وَمَنْ همزها جعلها مِن نؤخرها من التأخير، ومن قال : ننسُوها كان مجازها تُمضيها، وقال جرير : ولا أنسأْتُكم غَضَبِي
ونسأتُ الناقة : سُقتها، وقال طرفة :
يعني أنه يسوقها ويُمضيها.
﴿ نَأتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا ﴾ أي نأتيك منها بخير.
ونسأتُ الناقة : سُقتها، وقال طرفة :
وعَنْسٍ كألواح الإران نسأتُها | على لاحبٍ كأنه ظهر بُرْجُدِ |
﴿ نَأتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا ﴾ أي نأتيك منها بخير.
﴿ سَوَاءَ السَّبِيل ﴾ أي وسطه، قال عيسى بن عمر : ما زلت أكتب حتى انقطع سوائي : أي وسطي، وقال حسّان بن ثابت يرثى عثمان بن عَفّان :
يا وَيْحَ أنصارِ النبي ونسلهِ | بَعد المغيَّب في سَواء المُلْحَدِ |
﴿ فاعْفُوا واصْفَحُوا ﴾ عن المشركين، وهذا قبل أن يؤمر بالهجرة والقتال ؛ فكل أمر نُهى عنه عن مجاهدة الكفار فهو قبل أن يؤمر بالقتال، وهو مكي.
﴿ وَءاتُوا الزَّكَاةَ ﴾ أي أعطوا.
﴿ بُرْهَانَكُمْ ﴾ بيانكم وحجتكم.
﴿ بَلَى مَن أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُو مُحْسِنٌ ﴾ ذهب إلى لفظ الواحد، والمعنى يقَع على الجميع.
﴿ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنْون ﴾ ﴿ ؟ ﴾
﴿ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنْون ﴾ ﴿ ؟ ﴾
﴿ يَتْلُونَ الكِتَابَ ﴾ : يقرءونه.
﴿ وَللهِ المَشْرِقُ وَالمَغْرِبُ ﴾ : ما بين قُطري المغرب وما بين قطري المشرق، والمشارق والمغارب فيهما : فهو مشرقُ كلِّ يوم تطلع فيه الشمس من مكان لا تعود فيه إلى قابِلٍ، والمشرقين والمغربين : مشرق الشتاء ومشرق الضيف، وكذلك مغربهما، " القُطْر والقُتْر والحَدّ والتَّخوم واحد ".
﴿ إنَّ اللهَ وَاسِعٌ ﴾ أي جواد يَسع لمِا يُسأل.
﴿ إنَّ اللهَ وَاسِعٌ ﴾ أي جواد يَسع لمِا يُسأل.
﴿ قَانِتُون ﴾ كل مُقِرٌّ بأنه عبد له ؛ قانتات : مطيعات.
﴿ بَدِيعُ ﴾ : مبتدع : وهو البادىء الذي بدأها.
﴿ وَإذَا قَضَى أمراً فإنَّما يَقُولُ له كُنْ فَيَكُونُ ﴾ أي أَحكمَ أمراً، قال أبو ذُؤيب :
أي أحكم عملهما، فرُفع ﴿ فيكون ﴾ لأنه ليس عطفاً على الأول، ولا فيه شريطة فيجازى، إنما يخبر أن الله تبارك وتعالى إذا قال : كن، كان.
﴿ وَإذَا قَضَى أمراً فإنَّما يَقُولُ له كُنْ فَيَكُونُ ﴾ أي أَحكمَ أمراً، قال أبو ذُؤيب :
وعلَيْهِما مسرودتان قَضَاهُما | داودُ أَو صَنَعُ السَّوابغ تُبَّعُ |
﴿ لَوْلاَ يُكلِّمُنَا اللهُ ﴾ : هلاّ يكلمنا الله، وقال الأَشْهب ابن رُمَيلة :
يقول : هلاّ تعدُّون الكِمَىَّ المقنَّعا، يقال : رجل ضَوْطَرِى وامرأة ضَوْطرة : أي ضَخْمة كثيرة الشحم ومثله ضَيطار.
تَعُدُّون عَقْر النِّيبِ أفضلَ مجدكم | بَنِى ضَوْطَرَى لولا الكَمِىَّ المُقَنَّعَا |
﴿ حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم ﴾ أي دينهم، والملل : الأديان.
﴿ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ ﴾ أي يُحلُّون حلاله، ويحرِّمون حرامه.
﴿ وَمَنْ يَكْفُرْ بِه فأُولئِكَ هُمُ الخَاسِرُونَ ﴾ وقع على الجميع.
﴿ وَمَنْ يَكْفُرْ بِه فأُولئِكَ هُمُ الخَاسِرُونَ ﴾ وقع على الجميع.
﴿ لا تَجزِى نفْسٌ عَنْ نَفسٍ شَيْئاً ﴾ أي لا تُغنى.
﴿ وَلاَ يُقبَلُ مِنْها عَدْلٌ ﴾ : أي مِثلٌ، يقال : هذا عَدْل هذا ؛ والعدل الفريضة، والصَّرف النافلة ؛ وقال أبو عبيدة : العدل المِثلُ والصَّرْف المِثل، والعدل الفِدَاء، قال الله تبارك وتعالى :﴿ وَإنْ تَعْدِلْ كلَّ عَدْلٍ ﴾ ﴿ ٦/٧٠ ﴾.
﴿ وَلاَ يُقبَلُ مِنْها عَدْلٌ ﴾ : أي مِثلٌ، يقال : هذا عَدْل هذا ؛ والعدل الفريضة، والصَّرف النافلة ؛ وقال أبو عبيدة : العدل المِثلُ والصَّرْف المِثل، والعدل الفِدَاء، قال الله تبارك وتعالى :﴿ وَإنْ تَعْدِلْ كلَّ عَدْلٍ ﴾ ﴿ ٦/٧٠ ﴾.
﴿ وإذا ابْتَلَى إبْرَاهِيمَ ربُّهُ ﴾ أي اختبره.
﴿ مثَابَةً ﴾ مصدرُ ﴿ يثوبون إليه ﴾ أي يصيرون إليه.
﴿ وَالْعَاكِفِينَ ﴾ : العَاكِف أي المقيم.
والرُكَّعِ السُّجُودِ : الذين يركعون ويسجدون، والراكع العاثر من الدواب.
قال الشاعر : على قَرْوَاءَ تَرْكَع في الظِّرابِ ***
الظراب : الجبال الصغار ؛ قال لبيد :
﴿ وَالْعَاكِفِينَ ﴾ : العَاكِف أي المقيم.
والرُكَّعِ السُّجُودِ : الذين يركعون ويسجدون، والراكع العاثر من الدواب.
قال الشاعر : على قَرْوَاءَ تَرْكَع في الظِّرابِ ***
الظراب : الجبال الصغار ؛ قال لبيد :
أخبِّرُ أخبارَ القرون التي مضتْ | أَدِبُّ كأنّي كلما قُمتُ راكعُ |
﴿ قَوَاعِدَ البَيْتِ ﴾ : أساسه، مخفف، والجميع أُسُس، وجماع الأُسّ إذا ضممته آساس، تقديره : أفعال ؛ ﴿ والقواعد ﴾ : الواحد من قواعد البيت قاعدةٌ. والواحدة من قواعد النسا قاعدة، وقاعد أكثر، قال الكُمَيت ابن زيد :
وقال أيضاً :
واحدها قاعدة.
﴿ يَرْفَعُ ﴾ أي يبني.
في ذِروة مِن يَفاعٍ أوّلهُم | زَانت عواليها قواعدُها |
وعاديةٍ من بِناء الملوك | تَمُتُّ قواعدُ منها وسورا |
﴿ يَرْفَعُ ﴾ أي يبني.
﴿ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا ﴾ أي علِّمنا، قال حُطائِط بن يَعْفُر :
لأنني بفتح اللام، أراد : دلّيني ولم يرد رؤية العين، ومعنى " لأنني " لعلني.
أريني جواداً مات هَزْلاً لأَنني | أرى ما ترين أو بخيلا مُخَلَّدَاً |
﴿ وَيُزَكِّيهِمْ ﴾ أي يطهّرهم، قال :﴿ نَفْساً زَكِيّةً ﴾ ﴿ ١٨/٧٥ ﴾ أي مطَّهرة.
﴿ سَفِهَ نَفْسَهُ ﴾ أي أهلك نفسه وأوبقها، تقول : سفهتَ نفسك.
﴿ اصْطَفَى لَكمُ الدِّينَ ﴾ أي أخلص لكم الدين، من الصَفْوة.
﴿ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ ﴾ ﴿ أم ﴾ تجئ بعد كلام قد انقطع، وليست في موضع هل، ولا ألفِ الاستفهام، قال الأخطل :
يقول : كذبتك عينك، هل رأيت، أو بل رأيت.
كذبَتْك عينُك أم رأيتَ بواسطٍ | غَلَسَ الظَّلام من الرَّبابِ خيالا |
﴿ قَالُوا نَعْبُدُ إلهَكَ وَإلهَ آبَائِكَ إبْرَاهِيمَ وَإسْمَاعِيلَ وَإِسْحاقَ ﴾ والعرب تجعل العم والخال أباً.
قال أبو عبيدة : لم أسمع من حَمّاد هذا، قال حماد بن زيد عن أيوب، عن عِكرمة : إنّ النبي صلى الله عليه قال يوم الفتح، حيث بعث العباس إلى أهل مكة : رُدُّوا عَليَّ أبي فإنّي أخَافُ أَنْ يَفْعَلَ بِهِ قريش مَا فَعَلت ثَقِيف بِعُرْوَةَ بن مَسْعُود، ثم قال : لَئن فَعَلُوا، لأَضْرِمَنَّهَا عَلَيْهِمْ نَاراً، وكان النبي صلى الله عليه بعث عُرْوة إلى ثقيف يدعوهم إلى الله، فرقى فوقَ بيتٍ، ثم ناداهم إلى الإسلام فرماه رجل بسهم، فقتله.
قال أبو عبيدة : لم أسمع من حَمّاد هذا، قال حماد بن زيد عن أيوب، عن عِكرمة : إنّ النبي صلى الله عليه قال يوم الفتح، حيث بعث العباس إلى أهل مكة : رُدُّوا عَليَّ أبي فإنّي أخَافُ أَنْ يَفْعَلَ بِهِ قريش مَا فَعَلت ثَقِيف بِعُرْوَةَ بن مَسْعُود، ثم قال : لَئن فَعَلُوا، لأَضْرِمَنَّهَا عَلَيْهِمْ نَاراً، وكان النبي صلى الله عليه بعث عُرْوة إلى ثقيف يدعوهم إلى الله، فرقى فوقَ بيتٍ، ثم ناداهم إلى الإسلام فرماه رجل بسهم، فقتله.
﴿ بَلْ مِلَّةَ إبْرَاهِيمَ ﴾ : انتصب، لأن فيه ضمير فعلٍ، كأن مجازه بل اتبعوا ملة إبراهيم، أو : عليكم ملة إبراهيم.
﴿ حِنِيفاً ﴾ : الحنيف في الجاهلية من كان على دين إبراهيم، ثم سمّى من اختتن وحج البيت حنيفاً لما تناسخت السنون، وبقي من يعبد الأوثان من العرب قالوا : نحن حُنفاء على دين إبراهيم، ولم يتمسكوا منه إلا بحج البيت، والخِتان ؛ والحنيف اليوم : المسلم.
قال ذو الرمة :
يعني الحرباء.
﴿ حِنِيفاً ﴾ : الحنيف في الجاهلية من كان على دين إبراهيم، ثم سمّى من اختتن وحج البيت حنيفاً لما تناسخت السنون، وبقي من يعبد الأوثان من العرب قالوا : نحن حُنفاء على دين إبراهيم، ولم يتمسكوا منه إلا بحج البيت، والخِتان ؛ والحنيف اليوم : المسلم.
قال ذو الرمة :
إذا خالف الظِّلّ العشِيّ رأيته | حنيفاً ومِن قَرْن الضُّحَى يتَنصَّرُ |
﴿ فَإنّمَا هُمْ فِي شِقاقٍ ﴾، مصدرُ شاققته وهو المشاقّة أيضاً، وشاقّه : باينه، قال النابغة الجَعْديّ :
ومجازه : حارب، وعصى.
وكان إليها كالذي اصطاد بَكْرَها | شِقاقاً وبُغضاً أو أَطمَّ وَأَهْجَرا |
﴿ صِبْغَةَ اللهِ ﴾ أي دينَ الله، وخِلقتَه التي خلقه عليها، وهي فِطرته، مِن فاطر أي خالق.
﴿ أَم تقُولُونَ إنَّ إبْرَاهِيمَ ﴾ أم في موضع ألف الاستفهام، ومجازها : أتقولون.
﴿ أُمَّةً وَسَطاً ﴾ أي عَدْلاً خياراً، ومنه قولهم : فلان واسطٌ في عشيرته، أي في خيار عشيرته.
{ وقال غَيْلان :
وقد وسَطتُ مالكا وحَنْظَلا
أي صرت من أوسطهم وخيارهم }. وواسط : في موضع وسط، كما قالوا : ناقة يَبَسٌ ويابسةُ الخِلْف.
﴿ رَؤُفٌ ﴾ : فَعول من الرأفة، وهي أشدّ الرحمة.
{ قال الكُميت :
{ وقال غَيْلان :
وقد وسَطتُ مالكا وحَنْظَلا
أي صرت من أوسطهم وخيارهم }. وواسط : في موضع وسط، كما قالوا : ناقة يَبَسٌ ويابسةُ الخِلْف.
﴿ رَؤُفٌ ﴾ : فَعول من الرأفة، وهي أشدّ الرحمة.
{ قال الكُميت :
وهم الأَرأفون بالناس في الرأ | فة والأحْلمون في الأحلامِ |
﴿ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ﴾ أي قصدَ المسجد الحرام، قال الهذليّ :
﴿ العسير : الناقة التي لم تُركب ﴾، شطرها : نحوها، وقال ابن أحْمَر :
إيقادها : سُرعتها.
إنّ العَسِير بها داءٌ مُخَامِرُها | فَشطْرَها نَظَرُ الْعَيْنَيْنِ مَحْسُورُ |
تَعْدو بنا شَطْرَ جَمْعٍ وهي عاقِدةٌ | قد كارب الْعقْدُ مِن إيقادها الحُقُبَا |
﴿ بِكُلِّ آيةٍ ﴾ أي علامة، وحجة.
﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلّيهَا ﴾ أي موجّهها.
﴿ لَئِلاَّ يَكُونَ لِلنّاسِ عَلَيْكُمْ حُجّةٌ إلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ﴾ موضع ﴿ إِلاَّ ﴾ ها هنا ليس بموضع استثناء، إنما هو موضع واو الموالاة، ومجازها : لئلا يكون للناس عليكم حجة، وللذين ظلموا، وقال الأعشى :
ومعناه : وخارجةَ، وقال عَنزَ بن دَجاجةَ المازِنيّ :
غُلَوَائه : سرعة نباته، يريد : وناشرة الذي ضيعتم، لأن بني مازن يزعمون أن فالجا الذي في بني سُلَيم، وناشرة الذي في بني أسد : هما، ابنا مازنٍ.
إلاّ كخارِجةَ المكلِّفِ نفسَه | وَابْنَي قَبِيصةَ أن أَغِيبَ وَيَشْهَدا |
مَنْ كان أَسْرَعَ فِي تَفَّرُقِ فالجٍ | فلبُونُه جَرِبَتْ معاً وأَغدَّتِ |
إلاّ كناشِرَةَ الذي ضَيّعتمُ | كالغُصْن في غُلَوائِهِ المُتَنَبِّتِ |
﴿ أُوَلئِكَ عَلَيْهِم صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِم وَرَحْمَة ﴾ يقول : ترحّمٌ من ربهم، قال الأعشى :
فمن رفع ﴿ مثل ﴾ جعله : عليكِ مثلُ ذلك قلتِ لي ودعوتِ لي به، ومن نصبه جعله أمراً يقول : عليكِ بالترحم والدعاء لي.
تقول بِنْتِى إذا قَرَّبْتُ مُرْتَحِلاً | يا رَبِّ جَنِّبْ أبي الأوصابَ والوَجَعا |
عليكِ مِثل الذي صَلَّيتِ فاغْتَمِضِى | نَوماً فإن لجِنب المرء مُضْطجَعا |
شَعَائِر اللهِ } : واحدتها شعيرة، وهي في هذا الموضع : ما أُشِعر لِمَوقفٍ أو مَشْعَرٍ أو مَنْحَرٍ أي أُعلم لذاك. وفي موضع آخر : الهَدْى، إذا أَشعرها، وهو أن يُقلِّدها، أو يحللِّها فَأَعلم أنها هَدىٌ، والأصل : أنُ يشعرها بحديدة في سنامها من جانبها الأيمن : يَطعُنها حتى يَخرج الدم.
﴿ والفُلْكِ ﴾ : تقع على الواحد، وعلى الجميع، وهي السفينة والسُّفُن، والعرب تفعل ذلك قالوا : هي الطَّرْفاء، وهذه الطَّرْفاء.
﴿ وَبَثَّ فِيهَا ﴾ أي فرّق وبسَط، ﴿ وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ ﴾ ﴿ ٨٨/١٦ ﴾ أي متفرقة مبسوطة.
﴿ وَبَثَّ فِيهَا ﴾ أي فرّق وبسَط، ﴿ وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ ﴾ ﴿ ٨٨/١٦ ﴾ أي متفرقة مبسوطة.
﴿ وُلَوْ يَرَىَ الْذِينَ ظَلَمُوا ﴾ أي يعلم، وليس برؤية عين.
﴿ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمْ الأَسْبَابُ ﴾ أي الوُصُلات التي كانوا يتواصلون عليها في الدنيا، واحدتها ﴿ وُصْلة ﴾.
﴿ حَسَراتٍ ﴾ : الْحَسْرَة أشدّ الندامة.
﴿ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ﴾ هي الخُطَى، واحدتها : خُطوة، ومعناها : أثر الشيطان.
﴿ أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ﴾ : أي وجدنا. ﴿ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُم لاَ يَعْقِلُون شَيْئاً ﴾، الألف ليست ألف ﴿ الاستفهام ﴾ أو الشك، إنما خرجت مخرج الاستفهام تقريراً بغير الاستفهام. ﴿ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُم لاَ يَعْلِقون شَيْئاً ﴾ أي : وإن كان آباؤهم.
﴿ وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ ﴾، إنما الذي يَنْعِقُ الراعي، ووقع المعنى على المنعوق به وهي الغنم ؛ تقول : كالغنم التي لا تسمع التي ينعق بها راعيها ؛ والعرب تريد الشيء فتحوّله إلى شيء من سببه، يقولون : أعرض الحوضَ على الناقة وإنما تُعرَض الناقة على الحوض، ويقولون : هذا القميص لا يقطعني، ويقولون : أدخلت القَلَنْسُوَة في رأسي، وإنما أدخلت رأسك في القَلَنْسُوَة، وكذلك الخُفّ، وهذا الجنس ؛ وفي القرآن :﴿ مَا إنْ مَفَاتِحَه لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ ﴾ ﴿ ٢٨/٣٦ ﴾ ما إنّ العُصْبة لتنوء بالمفاتح : أي تثقلها. والنعيق : الصِيَاح بها، قال الأخطل :