تفسير سورة القلم

مجاز القرآن
تفسير سورة سورة القلم من كتاب مجاز القرآن .
لمؤلفه أبو عبيدة . المتوفي سنة 210 هـ

سورة ن
﴿ ن وَالْقَلَمِ ﴾ كسائر فواتح السور.
﴿ وَمَا يَسْطُروُن ﴾ وما يكتبون، قال رؤبة :
إني وأسطارٍ سُطرن سَطرا ***
﴿ بِأَيِّكمُ المَفْتُونُ ﴾ مجازها : أَيّكم المفتون كما قال الأول :
نحن بنو جَعْدَة أصحابُ الفَلَجْ نَضِرب بالسيف ونرجو بالفَرَجْ
﴿ لَوْ تُدْهِنُ ﴾ من المداهنة.
﴿ عُتُلٍّ ﴾ العتل الفظ الكافر في هذا الموضع، وهو الشديد في كل شيء، قال ذو الإصبع العدواني :
والدهر يَغدو معَتّلاً جَذَعا ***
أي شديداً.
﴿ بَعْدَ ذلِك ﴾ مع ذلك.
" زَنِيمٍ } الزنيم المعلق في القوم ليس منهم، قال حسان بن ثابت :
وَأنت زَنِيم نيطَ في آل هاشمٍ كما نيطَ خَلْفَ الراكب القَدَحُ الفَرْدُ
ويقال للتيس : زنيم له زَنَمتان.
﴿ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ ﴾ انصرم في الليل وهو الليل وكل رملة انصرمت من معظم الرمل فهي الصريمة.
﴿ وَُهم يَتَخَافَتُونَ ﴾ أي يتسارون.
﴿ وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِين ﴾ مجازها : على منع، بمعنى ﴿ حادرت الناقة ﴾ : فلا لبن لها ؛ وعلى حردٍ أيضاً على قصد، قال الأول :
قد جاء سيلٌ كان من أمر الله *** يَحْرِد حَرْدُ الجنة المُغِلَّةْ
وقال آخر : على حرد : على غضب *** قال الأشْهَبُ بن رُمَيْلة الذي كان
يهاجي الفرزدق :
أَسُودُ شَرىً لاقت أسودَ خَفيَّةً *** تَساقوْا على حَرْد دماءَ الأساوِدِ
﴿ يَوْمَ يُكْشْفُ عَنْ سَاقٍ ﴾ إذا اشتد الحرب والأمر قيل : قد كشف الأمر عن ساقه. قال قيس بن زهير بن جذيمة العبسي :
فإذ شمَّرتْ لك عن ساقِها فَويْهاً رَبِيعَ ولا تَسْأمِ
﴿ تَرْهَقُهُمْ ﴾ تغشاهم.
﴿ مَكْظُومٌ ﴾ من الغم كثل كظيم.
﴿ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ ﴾ لألقى بوجه الأرض قال رجل من خزاعة يقال له قيس ابن جعدة أحد الفزارين :
دَفعتُ رجالاً لا أخاف عِثارَها ونَبذتُ بالبلد العراء ثيابي
﴿ لَيُزْلِقُونَكَ ﴾ ولينقذونك وكل ذاكٍ إزلاق.
Icon