تفسير سورة القلم

أوضح التفاسير
تفسير سورة سورة القلم من كتاب أوضح التفاسير المعروف بـأوضح التفاسير .
لمؤلفه محمد عبد اللطيف الخطيب . المتوفي سنة 1402 هـ

﴿ن﴾ قيل: إنه إشارة إلى الدواة، وما بعدها القلم ﴿وَالْقَلَمِ﴾ وما بعده الكتابة ﴿وَمَا يَسْطُرُونَ﴾ أما ما قيل من إن «ن» اسم للحوت، الذي يحمل الثور، الذي يحمل الأرض فهو قول بادي التحريف، واضح التصحيف. ولعل المراد بالقلم: القلم الذي تكتب به الملائكة وما يسطرونه - بأمر الله تعالى - من أرزاق العباد وآجالهم. وفي القسم بالقلم والكتابة: إعلاء لشأن الكاتبين، ودعوة إلى تعلم الكتابة ومحاربة الأمية. وحسبك دليلاً على شرف القلم: أنه يقيم الدول ويقعدها، ويزلزل الممالك ويوطدها. وما تقدم قسم: جوابه
﴿مَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ﴾ أي ما أنت يا محمد - وقد أنعم ربك عليك بالنبوة والرياسة العامة - بمجنون كما يدعون
﴿وَإِنَّ لَكَ لأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ﴾ لثواباً غير مقطوع
﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ يا له من شرف رفيع، وقدر منيع؛ لم يخطر على قلب بشر، ولم يطمح لإدراكه إنسان، ولم يدرك شأوه مخلوق: رب العزة يصف محمدبن عبد الله بأنه على خلق عظيم فأي فضل شمل الله تعالى به نبيه وأي مقام رفع إليه عبده، ورسوله، وصفيه وخليله؟
وقد كان من خلقه: العلم، والحلم، والعدل، والصبر، والشكر، والزهد، والعفو، والتواضع، والعفة، والجود، والشجاعة، والحياء، والمروءة، والرحمة، والوقار، وحسن الأدب والمعاشرة؛ إلى ما لا حد له من الأخلاق المرضية، والخلال العلية؛ التي اختصه بها خالقه جل شأنه
وحقاً إن المادحين مهما وصفوا وبالغوا في مدح الرسول؛ صلوات الله تعالى وسلامه عيه؛ فلن يصلوا إلى بعض ما بلغه من شرف مدح الله تعالى له؛ ولله در القائل:
701
وهو عليه الصلاة والسلام: خاتم المرسلين وإمامهم، وشفيع المؤمنين ورائدهم؛ سيد ولد آدم ولا فخر
وقد وقف غلاة الكافرين؛ حيال عظمته مشدوهين، ووصفه ألد أعدائه ومقاتلوه بالصادق الأمين؛ صلاة تبلغنا رضاه، وتجعلنا أهلاً لشفاعته ومحبته
هذا وقد مدحه كثير من كتاب الغرب والفرنجة بمدائح لم يصل إليها مادحوه من المسلمين، وإليك شذرات مما قاله فيه أساطين كتاب الغرب:
قال «برناردشو» الفيلسوف الانكليزي الكبير: إنني أعتقد أن رجلاً كمحمد؛ لو تسلم اليوم زمام الحكم المطلق في العالم بأسره: لتم النجاح في حكمه، ولقاده إلى الخير، ولحل مشاكله على وجه يحقق للعالم السلام والسعادة المنشودة
وقال «لامرتين» شاعر فرنسا الكبير: إن حياة محمد، وقوة تأمله وتفكيره، وجهاده، ووثبته على خرافات أمته وجاهلية شعبه، وشهامته، وجرأته، وبسالته، وثباته ثلاثة عشر عاماً؛ يدعو دعوته في وسط أعدائه؛ وتقابله سخرية الساخرين، وهزء الهازئين، وحروبه - التي كان جيشه فيها أقل من عدوه عدة وعدداً - ووثوقه بالنجاح. وإيمانه بالظفر؛ وإعلاء كلمته، ونجواه التي لا تنقطع مع الله، وقبض الله إياه إلى جواره؛ مع نجاح دينه بعد موته: كل ذلك أدلة على أنه لم يكن يضمر خداعاً؛ أو يعيش على باطل ومين
وقال «ميور» الكاتب الانكليزي الكبير: لقد امتاز محمد بوضوح كلامه، ويسر دينه؛ وقد أتم - في حياته - من الأعمال ما يدهش العقول؛ ولم يعهد التاريخ مصلحاً أيقظ النفوس، وأحيا الأخلاق، ورفع شأن الفضيلة، في زمن قصير؛ كما فعل محمد
وقال «إدوار جيبسون» الكاتب الروسي الكبير: إن دين محمد خال من الظنون والشكوك؛ لأنه ينهى عن عبادة الكواكب والأصنام؛ وهو دين أكبر من أن تدرك أسراره عقولنا الحالية
وقال «توماس كارليل» الفيلسوف الانكليزي الشهير: ليس من المعقول أن تكون رسالة محمد - التي عاش فيها ومات عليها هؤلاء الملايين من المسلمين خلال هذه الحقبة الطويلة من الزمن - أكذوبة كاذب، أو خدعة مخادع؛ أرأيت رجلاً مدعياً؛ يستطيع أن يبني بيتاً من الطوب؛ مع جهله بخصائص البناء؟ أما محمد فقد بنى بيتاً بقيت دعائمه اثني عشر قرناً، وسكنه الملايين من الأنفس لقد كان متقشفاً في مسكنه،
702
ومأكله، وملبسه؛ وربما تتابعت الأيام - بل الشهور - ولم توقد بداره نار وكان دائب السعي لنشر دين الله ليلاً ونهاراً؛ غير طامع في مرتبة، ولا طامح إلى سلطان، أو متطلع إلى صيت أو شهرة ولم يكن ذليلاً، ولا متكبراً؛ فهو قائم في ثوبه المرقع: يخاطب قياصرة الروم، وأكاسرة العجم؛ بقوله المبين ويرشدهم إلى ما يجب عليهم وقد كان محمد صادقاً؛ ما في ذلك ريب هذا الذي خلق من الصحراء القاحلة: دولة وشعباً، وأمة إنه لم يمارس معجزة، ولم يدع أنه قادر على إتيانها؛ ولكن حياته ذاتها: كانت معجزة تفوق كل المعجزات
وكيف يستطيع الواصف أن يصف أخلاق من آذاه قومه بأقسى ضروب الإيذاء، وابتلوه بأشنع أنواع الابتلاء؛ فلم يقابل أذاهم بالدعاء عليهم؛ بل بالدعاء لهم: «اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون» وقديماً أصيب نوح عليه السلام ببعض ما أصيب به محمد، فقال: ﴿رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً﴾ فتبارك من خصنا ببعثته، وشرفنا برسالته (انظر آية ١٩٩ من سورة الأعراف)
703
﴿فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ﴾ أي فسترى ما وعدناك به من النعيم المقيم، ويرون ما أوعدناهم به من العذاب الأليم
﴿بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ﴾ أي وسيتضح يومذاك أيكم الذي فتن بالجنون: أنت كما يفترون، أم هم بكفرهم وانصرافهم عن الهدى؟
﴿وَدُّواْ لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ﴾ أي ودوا لو تلين لهم؛ فيلينون لك. وهو من المداهنة؛ التي هي المصانعة. وأدهن: غش. أو المراد: ودوا لو تتهاون فيتهاونون
﴿وَلاَ تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ﴾ كثير الحلف ﴿مَّهِينٍ﴾ حقير. ومن العجب أن كل من يكثر الحلف: يستهان ويستحقر
﴿هَمَّازٍ﴾ عياب للناس، طعان فيهم ﴿مَّشَّآءِ بِنَمِيمٍ﴾ يسعى بين الناس بالفساد والنميمة
﴿مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ﴾ بخيل، أو مناع للناس من الإيمان؛ الذي هو الخير كل الخير ﴿مُعْتَدٍ﴾ عليهم بهذا المنع، والإيذاء ﴿أَثِيمٍ﴾ ظالم، كثير الآثام
﴿عُتُلٍّ﴾ جاف ﴿زَنِيمٍ﴾ أي ابن زنى. قيل: نزلت هذه الآيات في الوليد ابن المغيرة؛ وقد كان دعياً في قريش. قال الشاعر:
زنيم ليس يعرف من أبوه
﴿أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ﴾ أي لا تطع من هذا شأنه؛ لكونه ذا مال وبنين. ومن هنا يعلم أنه لا عبرة، ولا اعتداد بالمال والغنى؛ بل الإعتداد بالإيمان، وحسن الخلق
﴿إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا﴾ القرآن ﴿قَالَ أَسَاطِيرُ﴾ أكاذيب ﴿الأَوَّلِينَ﴾ السابقين
﴿سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ﴾ أي سنكويه بالنار يوم القيامة، على أنفه؛ زيادة في مهانته. وقيل: خطم بالسيف يوم بدر فصارت سمة على أنفه إلى أن مات
﴿إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ﴾ أي أهل مكة:
-[٧٠٤]- امتحناهم بالقحط، والجوع؛ استجابة لدعوة الرسول بقوله: «اللهم اشدد وطأتك على مضر، واجعلها سنين كسني يوسف» ﴿كَمَا بَلَوْنَآ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ﴾ الجنة: البستان. وهم قوم كان لهم بستان بقرية يقال لها ضروان؛ بالقرب من صنعاء. وقيل: كانت بالحبشة. وقيل: هي الطائف؛ التي هي بلاد ثقيف بالحجاز ﴿إِذْ أَقْسَمُواْ﴾ حلفوا ﴿لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ﴾ ليقطعن ثمرها وقت الصبح
﴿وَلاَ يَسْتَثْنُونَ﴾ أي ولم يقولوا: إن شاءالله، قال تعالى: ﴿وَلاَ تَقْولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذلِكَ غَداً * إِلاَّ أَن يَشَآءَ اللَّهُ﴾
﴿فَطَافَ عَلَيْهَا طَآئِفٌ مِّن رَّبِّكَ﴾ أنزل عليها المنتقم الجبار آفة سماوية فأحرقت أشجارها، وأتلفت ثمارها وكان ذلك ليلاً؛ لأن الطائف: لا يكون إلا ليلاً. قيل: نزلت عليها شهب من السماء فأحرقتها
﴿فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ﴾ أي كالليل المظلم، أو كالشيء المصروم؛ وهو المقطوع. قيل: كانت جنتهم هذه بمدينة الطائف؛ ولذا سميت الطائف
﴿فَتَنَادَوْاْ﴾ نادى بعضهم على بعض
﴿أَنِ اغْدُواْ﴾ بكروا ﴿صَارِمِينَ﴾ قاطعين للثمر. وصرم الشيء: قطعه
﴿فَانطَلَقُواْ﴾ إلى جنتهم ﴿وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ﴾ يتهامسون سراً؛ خشية أن يسمعهم فقير؛ فيطلب منهم شيئاً
﴿أَن لاَّ يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِّسْكِينٌ﴾
محذرين بعضهم بأن لا يدخل عليهم في بستانهم مسكين؛ لئلا يطالبهم بصدقة من ثمارهم
﴿وَغَدَوْاْ عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ﴾ أي بكروا؛ قاصدين بستانهم بسرعة - قبل أن يفجأهم النهار بضوئه فتراهم الناس - ظانين أنهم قادرون على جني ثماره
﴿فَلَمَّا رَأَوْهَا﴾ رأوا جنتهم، وما حل بها ﴿قَالُواْ إِنَّا لَضَآلُّونَ﴾ أي ضللنا جنتنا، وقصدنا غيرها؛ فليس هذا شأنها. ولما تأملوها جيداً، وتحققوا من أنها جنتهم؛ قالوا:
﴿بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ﴾ حرمنا ثمرة كدنا وجهدنا طوال عامنا، وخسرنا ثمارنا
﴿قَالَ أَوْسَطُهُمْ﴾ أعدلهم وأخيرهم - وكان معارضاً لهم - ولم يكن مرتضياً حرمان المساكين ﴿أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ لَوْلاَ﴾ أي هلا ﴿تُسَبِّحُونَ﴾ ربكم، وتشكرونه على أنعمه التي اختصكم بها؛ ولكنكم عصيتموه؛ فاستوجبتم ما حل بكم
﴿قَالُواْ سُبْحَانَ رَبِّنَآ﴾ تقدس، وتعالى، وتنزه ﴿إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ﴾ بمنع الفقراء، وعدم التوكل على الله وتقديم مشيئته
وهذه القصة أوردها الحكيم المتعال: ليعلمنا أن مصير الشحيح، ومانع الزكاة إلى التلف حتماً: إن لم يكن بتلف ماله، فبتلف أجره وفساد حاله وأنه إن ضن بما يستوجب رضاءالله: هلك ماله مصحوباً بغضب الله
﴿كَذَلِكَ الْعَذَابُ﴾ أي مثل إهلاكنا لجنة هؤلاء؛ نستطيع أن نهلك المكذبين أنفسهم، أو كذلك نعذب من نريد تعذيبه: بابتلائه في أمواله مثل هذا الابتلاء وكم قد رأينا من يشح بالإنفاق:
-[٧٠٥]- فيبتلى في ماله بما يذهبه، أو في عياله بما يرهقه فليتق الله من يؤمن ب الله
﴿مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾ تعجب منهم؛ حيث إنهم يسوون المطيع بالعاصي، والمؤمن بالكافر
﴿أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ﴾ منزل من السماء ﴿فِيهِ تَدْرُسُونَ﴾ تقرأون
﴿إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ﴾ أي لكم في هذا الكتاب ما تختارون
﴿أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ﴾ أي أم أخذتم علينا العهود والمواثيق؛ أن لكم الذي تريدونه وتحكمون به
﴿سَلْهُمْ أَيُّهُم بِذَلِكَ زَعِيمٌ﴾ كفيل
﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَآءُ﴾ فيما يزعمونه ﴿فَلْيَأتُواْ بِشُرَكَآئِهِمْ﴾ ليذوقوا معهم ما أعد لهم من العذاب. وقد يراد بالشركاء: شركاء الله تعالى في الملك
﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ﴾ هو كناية عن صعوبة الأمر وشدته، وذلك كقوله تعالى: ﴿وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ﴾ كناية عن البخل؛ وليس ثمت يد ولا غل. والعرب تقول: كشفت الحرب عن ساقها: إذا حمي وطيسها، واشتد لهيبها. ومن أفحش ما قاله بعض المفسرين في تأويل ذلك: أن الرحمن يكشف يومئذٍ عن ساقه. تعالى الله عما يقولون، وجل عن صفات المخلوقين
﴿تَرْهَقُهُمْ﴾ تغشاهم
﴿فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ﴾ هو منتهى الوعيد ﴿سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ بأن نمد في أعمارهم، ونوسع في أرزاقهم: حتى يزدادوا كفراً على كفرهم، وطغياناً على طغيانهم
﴿وَأُمْلِي لَهُمْ﴾
أمهلهم ﴿إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ﴾ قوي شديد
﴿وَلاَ تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ﴾ وهو يونسبن متى عليه السلام ﴿إِذْ نَادَى﴾ ربه؛ وهو في بطن الحوت: ﴿لاَّ إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ ﴿وَهُوَ مَكْظُومٌ﴾ مملوء غيظاً على أمته وغماً مما نزل به
﴿لَّوْلاَ أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ﴾ رحمة ﴿مِّن رَّبِّهِ﴾ فعفى عن ذنبه وقد كان غضب على قومه وتعجل تعذيبهم وفارقهم؛ من قبل أن يؤمر بذلك ﴿لَنُبِذَ بِالْعَرَآءِ﴾ لطرح بالخلاء ﴿وَهُوَ مَذْمُومٌ﴾ مذنب وملوم
﴿فَاجْتَبَاهُ﴾ اختاره ﴿رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ المرسلين، العاملين بما أمرهم ربهم؛ المنتهين عما نهاهم عنه
﴿لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ﴾ ليزيلونك عن مكانك؛ لشدة نظرهم إليك شزراً.
705
سورة الحاقة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

705
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2024
Icon
يا مصطفى من قبل نشأة آدم والكون لم تفتح له أغلاق
أيروم مخلوق ثناءك بعد ما أثنى على أخلاقك الخلاق؟