ﰡ
" فكل إناء بالذي فيه ينضح "
ومعنى قوله تعالى :﴿ وإنه لحب الخير لشديد٨ ﴾، إن الإنسان تميل نفسه إلى حب المال، والبخل به، والشح في إنفاقه، و " الخير " هنا بمعنى المال، على غرار قوله تعالى في سورة ( الفجر : ٢٠ ) :﴿ وتحبون المال حبا جما ﴾. قال ابن كثير : " وفي معنى هذه الآية مذهبان : أحدهما : أن المعنى، وإنه لشديد المحبة للمال، والثاني : أن المعنى وإنه لحريص بخيل، من أجل محبته للمال، وكلاهما صحيح ".
ففي ختامها تساءل كتاب الله هل بلغ الجهل والغرور بالإنسان، الكافر بالله، الجاحد لنعمه، إلى حد أن يتجاهل ما هو مقبل عليه –أحب أم كره- من مفارقة القبر بعد نزوله، وانتقاله منه، بعد سكناه المؤقتة، إلى دار البقاء والخلود، ليحاسب فيها على ما أصر عليه من الكبر والجحود :﴿ أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور٩ ﴾ ؟ أي : إذا أخرج من كان مقبورا فيها من الأموات، ﴿ وحصل ما في الصدور١٠ ﴾، أي : أبرز ما كان مكتوما فيها من النيات والسرائر، ﴿ إن ربهم بهم يومئذ لخبير١١ ﴾، أي : إنه سبحانه سيفاجئ الناس يوم القيامة، بأنه كان مطلعا على جميع أعمالهم وتصرفاتهم، وأنه سيحاسبهم عليها بمقتضاها، ﴿ ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا ﴾ ( الكهف : ٤٩ ).