ﰡ
﴿ والعاديات ضبحا ١ فالموريات قدحا ٢ فالمغيرات صبحا ٣ فأثرن به نقعا ٤ فوسطن به جمعا ٥ إن الإنسان لربه لكنود ٦ وإنه على ذلك لشهيد ٧ وإنه لحب الخير لشديد ٨ أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور ٩ وحصّل ما في الصدور ١٠ إن ربهم بهم يومئذ لخبير ﴾.
ذلك قسم من الله بجزء مما خلق وهي الخيل. وهذا الصنف من الخلق كان عدة المجاهدين في الأزمنة الخالية في مجاهدتهم الكفر والكافرين. لقد كان هذا الصنف من المراكب وسيلة عظيمة يمتطيها الرجال وهم يغيرون على الظالمين لصدهم عن دين الله، ولكفّ أذاهم وعدوانهم عن بلاد المسلمين. يقسم الله بهذا الصنف من الخلق، وهي الخيل العادية الضابحة المغيرة بقوله :﴿ والعاديات ضبحا ﴾ ضبحا منصوب على المصدر في موضع الحال١. والمراد بالعاديات، الخيل أو الأفراس التي تعدو ﴿ ضبحا ﴾ أي وهي تحمحم. وذلك من الضّبح، وهو صوت أنفاس الخيل إذا عدت٢ وقيل : المراد بها الإبل. والمعنى الأول أظهر وهو الذي عليه أكثر المفسرين.
٢ مختار الصحاح ص ٣٧٦..