تفسير سورة المائدة

تفسير النسائي
تفسير سورة سورة المائدة من كتاب تفسير النسائي .
لمؤلفه النسائي . المتوفي سنة 303 هـ

قال تعالى: ﴿ ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ [٣]١٥٧- أنا إسحاق بن إبراهيم، أنا عبد الله بن إدريس، عن أبيه، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب قال: قال يهودي لعمر، لو علينا نزلت معشر اليهود هذه الآية اتخذناه عيداً ﴿ ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ الآية، قال عمر: قد علمت اليوم الذي أنزلت فيه، والليلة التي أنزلت، ليلة الجمعة، ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفات. ١٥٨- أنا إسحاق بن منصور، أنا عبد الرحمن، عن معاوية بن صالح، عن أبي الزَّاهريَّة، عن جبير بن نُفير قال: دخلتُ على عائشة، فقالت لي: هل تقرأ سورة المائدة؟ قلت: نعم، قالت: أما إنها آخر سورة نزلت، فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه، وما وجدتم فيها من حرام فحرِّموه، وسألتها عن خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: القرآن.
قوله تعالى: ﴿ يَا أَهْلَ ٱلْكِتَابِ ﴾ [١٥]١٥٩- أنا محمد بن علي بن الحسن، قال: أبي أنا عن الحسين، عن يزيد، وأنا محمد بن عقيل، أنا علي بن الحسين، حدثني أبي، حدثني يزيد النَّحوي، حدثني عكرمة، عن ابن عباس قال: من كفر بالرَّجم فقد كفر بالقرآن من حيث لا يحتسب، وذلك قول الله تعالى ﴿ يَا أَهْلَ ٱلْكِتَابِ قَدْ جَآءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ ٱلْكِتَابِ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ ﴾ فكان مما أخفوا الرَّجم.
قوله تعالى: ﴿ قَالُواْ يَامُوسَىۤ إِنَّا لَنْ نَّدْخُلَهَآ أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَٱذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاۤ ﴾ [٢٤]١٦٠- أنا أبو بكر بن أبي النضر، قال: حدثني أبو النضر، نا عبيد الله الأشجعي، عن سفيان، عن مُخارق، عن ابن شهاب، عن عبد الله قال:" جاء / المقداد يوم بدر وهو على فرس له فقال: يا رسول الله، إنا لا نقول كما قالت بنوا إسرائيل لموسى: ﴿ ٱذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاۤ إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ﴾ ولكنه: امضِه ونحن معك، فكأنه سُرِّى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ". ١٦١- أنا محمد بن المثنى، عن خالد، حدثنا حميد، عن أنس بن مالك" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سار إلى بدر، فاستشار المسلمين، فأشار عليه أبو بكر، ثم استشار رجلاً فأشار عليه عمر ثم استشارهم، فقالت الأنصار، يا معشر الأنصار: إياكم يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إذا لا نقول كما قالت بنوا إسرائيل لموسى ﴿ ٱذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاۤ [إِنَّا هَاهُنَا] ﴾ والذي بعثك بالحق، لو ضربت كبدنا إلى بِرْك الغماد لاتبعناك ". ١٦٢- أنا علي بن خَشرم، أنا عيسى، عن الأعمش، عن عبد الله ابن مُرَّة، عن مسروق، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كِفلٌ من دمها، لأنه أول من سنَّ القتل ".
قوله جل ثناؤه: ﴿ إِنَّمَا جَزَآءُ ٱلَّذِينَ يُحَارِبُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ [٣٣]١٦٣- أنا عمرو بن عثمان بن سعيد، عن الوليد، عن الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي قِلابة، عن أنس،" أن نفرا من عُكْل قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا، واجتَووا المدينة، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتوا إبل الصدقة، فيشربوا من أبوالها، وألبانها، فقتلوا راعيها، واستاقوها، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم في طلبهم قافَّة، فأتُي بهم، فقطع أيديهم وأرجلهم، وسَمَل أعينهم، ولم يحْمِسهم، وتركهم حتى ماتوا "، فأنزل الله عز وجل ﴿ إِنَّمَا جَزَآءُ ٱلَّذِينَ يُحَارِبُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ الآية.
قوله تعالى: ﴿ يٰأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ ٱلَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي / ٱلْكُفْرِ ﴾ [٤١]١٦٤- أنا محمد بن العلاء، نا أبو معاوية، نا الأعمش، عن عبد الله بن مُرَّة، عن البراء بن عازب قال:" مُرَّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم بيهودي محمَّم مجلود، فدعاهم، فقال: " هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟ " قالوا: نعم، فدعا رجلا من علمائهم، فقال: " أنشُدُك بالله الذي أنزل التوراة على موسى، أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟ " فقال: لا، ولولا ما نشدتني لم أخبرك، نجد حد الزاني في كتابنا الرَّجم، ولكنه ظهر في أشرافنا، فكنا إذا أخذنا الرجل الشريف تركناه، وإذا أخذنا الرجل الضعيف أقمنا عليه الحد، فقلنا: تعالوا نجتمع على شيء نُقيمُه على الشريف الوضيع، فاجتمعنا على التحمُّم والجلد، وتركنا الرجم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:: " إني أول من أحيا أمرك إذ أماتُوه ". فأمر به فرُجم "فأنزل الله عز وجل ﴿ يٰأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ ٱلَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي / ٱلْكُفْرِ ﴾ إلى ﴿ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَٱحْذَرُواْ ﴾ يقول: ائْتُوا محمدا صلى الله عليه وسلم، فإن أفتاكم بالتَّحمم والجلد فخذوه، وإن أفتاكم بالرَّجم فاحذروا إلى قوله﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَافِرُونَ ﴾[٤٤] في اليهود، وإلى قوله﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ ﴾[٤٥] في اليهود، إلى قوله﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ ﴾[٤٧] قال في الكفار كلها - يعني الآية.
قوله تعالى: ﴿ وَٱلْجُرُوحَ قِصَاصٌ ﴾ [٤٥]١٦٥- أنا محمد بن المُثنى، نا خالد، نا حُميد، عن أنس قال:" كسَرت الرُّبيع ثنيَّة جارية، فطلبوا إليهم العفو، فأَبَوا، فعرضوا عليهم الأَرْش، فأَبَوا وأَتَوا النبي صلى الله عليه وسلم، فأمر بالقِصاص، فقال أنس بن النَّضر: يا رسول الله، تُكْسَر ثنيَّة الرُّبيع، والذي / بعثك بالحق لا تُكْسَر. قال: " يا أنس، كتاب الله القصاص " فرضي القوم وعفوا فقال: " إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبرَّه " ". قوله تعالى: ﴿ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ ﴾ [٤٥]١٦٦- أنا علي بن حُجر، عن جرير، عن مغيرة، عن الشَّعبي، عن ابن الصَّامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من تصدَّق من جسده بشيء كفَّر الله عنه بقدر ذلك من ذنوبه ".
قوله تعالى: ﴿ يَـٰأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغْ ﴾ [٦٧]١٦٧- أخبرني إبراهيم بن يعقوب، نا جعفر بن عون، أنا سعيد ابن أبي عروبة، عن أبي معشر، عن إبراهيم عن مسروق، عن عائشة قالت: ثلاث من قال واحدة منهن فقد أعظم على الله الفِرْية، من زعم أنه يعلم ما في غد، والله يقول:﴿ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً ﴾[لقمان: ٣٤] ومن زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم كتم شيئا من الوحي، والله يقول: ﴿ يَـٰأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ﴾ ومن زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم على الله الفِرْية، والله يقول:﴿ لاَّ تُدْرِكُهُ ٱلأَبْصَٰرُ وَهُوَ يُدْرِكُ ٱلأَبْصَٰرَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلْخَبِيرُ ﴾[الأنعام: ١٠٣]﴿ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ ﴾[الشورى: ٥١] فقلت: يا أمَّ المؤمنين، ألم يقل:﴿ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ ﴾[النجم: ١٣]﴿ وَلَقَدْ رَآهُ بِٱلأُفُقِ ٱلْمُبِينِ ﴾[التكوير: ٢٣] فقالت: سألنا عن ذلك نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال:" رأيت جبريل ينزل من الأفق على خَلْقه، وهيئته أو على خلقه وصورته سادًّا ما بينهما ".
قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا سَمِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَى ٱلرَّسُولِ تَرَىۤ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمْعِ ﴾ [٨٣]١٦٨- أنا عمرو بن علي، نا عمر بن علي بن مُقَدم قال: سمعت هشام بن عروة يحدِّث، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير قال: نزلت هذه الآية في النَّجاشي وأصحابه ﴿ وَإِذَا سَمِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَى / ٱلرَّسُولِ تَرَىۤ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمْعِ ﴾.
قوله تعالى: ﴿ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكُمْ ﴾ [٨٧]١٧٠- أنا إسحاق بن إبراهيم، أنا جرير، ووكيع، عن إسماعيل، عن قيس، عن عبد الله بن مسعود قال:" كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس معنا نساء، فقلنا: يا رسول الله، ألا نستخْصي؟ فنهانا عن ذلك، ورخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب إلى أجل، ثم قرأ ﴿ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكُمْ ﴾ ".
قوله تعالى: ﴿ لاَ يُؤَاخِذُكُمُ ٱللَّهُ بِٱللَّغْوِ فِيۤ أَيْمَانِكُمْ ﴾ [٨٩]١٦٩- أخبرني شُعيب بن يوسف، عن يحيى، عن هشام بن عُروة، عن أبيه، عن عائشة في قوله ﴿ لاَ يُؤَاخِذُكُمُ ٱللَّهُ بِٱللَّغْوِ فِيۤ أَيْمَانِكُمْ ﴾ قالت: نزلت في قول الرجل: لا والله، بلى والله.
قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا ٱلْخَمْرُ وَٱلْمَيْسِرُ ﴾ [٩٠]١٧١- أنا محمد بن عبد الرحيم صاعِقة، أنا حجاج بن مِنهال، نا ربيعة بن كُلثوم بن جَبر، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: نزل تحريم الخمر في قَبيلتين من قبائل الأنصار، شربوا حتى إذا نَهِلوا عبث بعضهم ببعض، فلما صحوا، جعل الرجل يرى الأثر بوجهه وبرأسه وبلحيته فيقول: قد فعل بي هذا أخي - وكانوا إخوة ليس في قلوبهم ضغائن - والله لو كان بي رؤوفا رحيما ما فعل بي هذا، فوقعت في قلوبهم الضغائن، فأنزل الله عز وجل ﴿ إِنَّمَا ٱلْخَمْرُ وَٱلْمَيْسِرُ ﴾ إلى قوله ﴿ فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ ﴾ فقال ناس: هي رِجس، وهي في بطن فلان قتل يوم بدر، وفلان قتل يوم أُحد، فأنزل الله عز وجل ﴿ لَيْسَ عَلَى ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوۤاْ إِذَا مَا ٱتَّقَواْ وَآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ﴾ [٩٣].
قوله تعالى: ﴿ لَيْسَ عَلَى ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوۤاْ ﴾ [٩٣]١٧٣- أنا أحمد بن عثمان بن حكيم، نا خالد بن مَخْلد، نا علي بن مسهر، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال:" لما نزلت ﴿ لَيْسَ عَلَى ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوۤاْ إِذَا مَا ٱتَّقَواْ وَآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَآمَنُواْ ﴾ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنه منهم " ".
قوله تعالى: ﴿ جَعَلَ ٱللَّهُ ٱلْكَعْبَةَ ٱلْبَيْتَ ٱلْحَرَامَ ﴾ [٩٧]١٧٢- أنا قتيبة بن سعيد/، نا سفيان، عن زياد بن سعد، عن الزُّهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يُخَرِّب الكعبة ذو السُّويقتين من الحبشة ".
قوله تعالى: ﴿ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ ﴾ [١٠١]١٧٤- أنا محمود بن غَيلان، حدثنا النَّضر، حدثنا شعبة، عن موسى بن أنس، عن أنس بن مالك قال:" بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحابه [شيء]، فخطب فقال: " عُرضت عليَّ الجنة والنار، فلم أرَ كاليوم في الخير والشر، ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا ". قال: فما أَتَى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يومٌ أشد منه، قال: غَطُّوا رؤُوسهم ولهم خَنين، فقام عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله، رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبياً، فقام ذلك الرجل فقال: مَن أبي، فقال: أبوك فلان قال: فنزلت ﴿ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ﴾ ".
قوله تعالى: ﴿ مَا جَعَلَ ٱللَّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ ﴾ [١٠٣]١٧٥- أنا مجاهد بن موسى، نا ابن عُيينة، عن أبي الزَّعراء، عن أبي الأحوص، عن أبيه قال:" أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فصعد في النظر، وصوَّبه، وقال: " أَرَبُّ إبل أو غنم؟ " قلت: من كُلٍّ قد آتاني الله فأكثر وأطاب، فقال: " ألست تنتجها وافية أعيانها / وآذانها، فَتَجْدع هذه وتقول: بحيرة، وتفقأُ هذه؟ ساعد الله أشدُّ ومُوساه أحدُّ " ". ١٧٦- أنا محمد بن عبد بن المُبارك، نا يعقوب، نا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب قال: قال ابنُ المسيِّب: قال أبو هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" رأيت عمرو بن لُحيٍّ الخُزاعي يجُرُّ قُصْبة في النار، وكان أول من سيَّب السُّيُوب ".
قوله تعالى: ﴿ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَّن ضَلَّ إِذَا ٱهْتَدَيْتُمْ ﴾ [١٠٥]١٧٧- أنا عتبة بن عبد الله، أنا عبد الله بن المبارك، أنا إسماعيل، عن قيس قال: سمعت أبا بكر الصديق يقول: يا أيها الناس، إنكم تقرؤون هذه الآية: ﴿ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَّن ضَلَّ إِذَا ٱهْتَدَيْتُمْ ﴾ إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" إن القوم إذا رأوا المُنكر لم يُغيِّروه، عمهم الله بعقاب ".
قوله تعالى: ﴿ آمَنَّا وَٱشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ ﴾ [١١١]١٧٨- أنا عمران بن يزيد، نا مروان، نا عثمان بن حكيم حدثني سعيد بن يسار، أن ابن عباس أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر في الأولى منهما الآية إلى قوله﴿ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا ﴾[المائدة: ٥٩] إلى آخر الآية، وفي الأخرى ﴿ آمَنَّا وَٱشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ ﴾.
الحواريون١٧٩- أنا القاسم بن زكريا، نا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، وسفيان، عن محمد بن المُنكدر، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من يأتينا بخبر القوم؟ فقال الزبير: أنا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لكلِّ نبيٍّ حواريا، وحواريَّ الزُّبير " ".
قوله تعالى: ﴿ إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ﴾ [١١٨]١٨٠- أنا محمد بن بشار، حدثني إسحاق بن يوسف، / نا سفيان. وأنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، نا إسحاق، عن سفيان، عن المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:" قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس، فوعظهم وقال: " يا أيها الناس، إنكم محشورون إلى الله حُفاة عُراة غُرْلاً " ثم قرأ: ﴿ كَمَا بَدَأْنَآ أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَآ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ﴾ [الأنبياء: ١٠٤] فيُجاء برجال من أمتي فيُؤخذ بهم ذات الشمال، فأقُول: يا ربِّ، أمَّتي أمَّتي، فيُقال: هل تعلم ما أحدثوا بعدك؟ فأقول كما قال العبد الصالح: ﴿ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ﴾ [١١٧] إلى ﴿ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ ﴾ فيُقال: إنهم لم يزالوا مرتدِّين على أعقابهم منذ فارقتَهم ". ١٨١- أنا نوح بن حبيب، نا يحيى - يعني ابن سعيد، نا قُدامة بن عبد الله، حدثتني جَسْرَة بنت دجاجة قالت: سمعت أبا ذرٍّ يقول: قام النبي صلى الله عليه وسلم حتى أصبح بآية، والآية ﴿ إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ ﴾.
١٨٢- نا زكريا بن يحيى، نا محمد، نا سفيان، عن عمرو، عن طاووس، عن أبي هريرة قال: تُلقَّى عيسى عليه السلام حُجَّته لقَّاهُ الله في قوله ﴿ وَإِذْ قَالَ ٱللَّهُ يٰعِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ ٱللَّهِ ﴾.
قال أبو هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:" فلقَّاه الله ﴿ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِيۤ أَنْ أَقُولَ ﴾ الآية كلها ".
Icon