ﰡ
٣٢٢- أنا إبراهيم بن محمد، نا ابن داود، عن هشام بن عُروة، عن أبي الزِّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" قال سليمان بن داود عليهما السلام: لأَطُوفنَّ الليلة على مائةِ امرأة فتأتي كل امرأة برجل يضرب بالسيف، ولم يقل: إن شاء الله، فطاف عليهن فجاءت واحدة بنصف ولدٍ، ولو قال سليمان: إن شاء الله، لكان ما قال ".
٣٢٤- أنا محمد بن عبد الأعلى، نا خالد، نا حاتم، عن عبد الله بن أبي مليكة، قال: حدثني القاسم بن محمد، أن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: /" " تُحشرون يوم القيامة حُفاة عُراة غُرلاً " قالت عائشة: قلت: يا رسول الله، الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض؟! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الأمر أشد من أن يَهُمهم " ".
٣٢٦- أنا إبراهيم بن المُستمر، نا الصلت بن محمد، نا مسلمة بن علقمة، عن داود بن أبي هند، عن عبد الله بن عبيد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قام موسى خطيباً في بني إسرائيل فأبلغ في الخُطبة، فعرض في نفسه أن أحداً لم يؤت من العلم ما أُتي، وعَلِمَ الله الذي حدث نفسه من ذلك، قال له: يا موسى، إن من عبادي من آتيتُهُ من العلم ما لم أُوتك، قال: أي رب، من عبادك؟ قال: نعم. قال: فادلُلني على هذا الرجل الذي آتيتَهُ من العلم ما لم تُؤتني حتى أتعلم منه، قال: يدلك عليه بعض زادك. قال لفتاه يوشع: ﴿ لاۤ أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ ٱلْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً ﴾ وكان مما تزود حوتٌ مُملح في زنبيل، وكانا يُصيبان منه عند العشاء والغداة، فلما انتهيا إلى الصخرة عند ساحل البحر وضع فتاه المكتل على ساحل البحر فأصاب الحوت ثرى البحر، فتحرك في المكتل، فقلب المكتل، وانسرب في البحر.﴿ فَلَمَّا جَاوَزَا ﴾ حضر الغداةُ، قال: ﴿ آتِنَا غَدَآءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا/ هَـٰذَا نَصَباً ﴾ [٦٢] ذكر الفتى قال: ﴿ قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَآ إِلَى ٱلصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ ٱلْحُوتَ وَمَآ أَنْسَانِيهُ إِلاَّ ٱلشَّيْطَٰنُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَٱتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي ٱلْبَحْرِ عَجَباً ﴾ [٦٣] فذكر موسى عليه السلام ما كان عُهد إليه أنه: يَدُلُّكَ عليه بعض زادك، فقال: ﴿ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ ﴾ لِي هذه حاجتنا ﴿ فَٱرْتَدَّا عَلَىٰ آثَارِهِمَا قَصَصاً ﴾ [٦٤] يقصان آثارهما، حتى انتهيا إلى الصخرة التي فعل فيها الحوتُ ما فعل، وأبصر موسى عليه السلام أثر الحوت، فأخذ إثر الحوت يمشيان على الماء حتى انتهيا إلى جزيرة من جزائر البحر ﴿ فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَآ آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً ﴾ [٦٥] قال له موسى ﴿ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً * قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً * وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً ﴾ [٦٦-٦٨] إلى قوله: ﴿ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً ﴾ [٧٠] أي: حتى أكون أنا أُحدث لك ذلك.
﴿ فَٱنْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي ٱلسَّفِينَةِ خَرَقَهَا ﴾ [٧١] إلى قوله: ﴿ فَٱنْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلاَماً ﴾ [٧٤] [على ساحل البحر غلمانٌ يلعبون، فعهد إلى أصبحهم (وأجودهم)] ﴿ فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً * قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ﴾ [٧٤-٧٥] قال ابن عباس: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فاستحيى عند ذلك نبي الله صلى الله عليه وسلم موسى، فقال: ﴿ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلاَ تُصَٰحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْراً * فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَآ أَتَيَآ أَهْلَ قَرْيَةٍ ٱسْتَطْعَمَآ أَهْلَهَا فَأَبَوْاْ أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ ﴾ [٧٦-٧٧] " قرأ إلى: ﴿ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً * أَمَّا ٱلسَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ [يَعْمَلُونَ فِي ٱلْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا] ﴾ [٧٨-٧٩] قرأ إلى ﴿ وَكَانَ وَرَآءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً ﴾ [٧٩] وفي قراءة أُبي [بن كعب]: ﴿ يَأْخُذُ كُلَّ سِفِينَةٍ صَالِحَةٍ غَصْباً ﴾ ﴿ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا ﴾ حتى لا يأخذها الملك، فإذا جاوزوا الملك رقعوها/ وانتفعوا بها وبقيت لهم ﴿ وَأَمَّا ٱلْغُلاَمُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ ﴾ [٨٠] قرأ إلى ﴿ ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِـع عَّلَيْهِ صَبْراً ﴾ [٨٢] فجاء طائرٌ فجعل يغمس منقاره في البحر، فقال [له: يا موسى] تدري ما يقول هذا الطائِرُ؟. قال لا [أدري]، قال: فإن هذا يقول: ما علمكما الذي تعلمان في علم الله إلا مثل ما أُنقصُ به بمنقاري من جميع هذا البحر.﴿ فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَٰهُ آتِنَا غَدَآءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَـٰذَا نَصَباً ﴾ [٦٢]٣٢٧- أنا محمد بن عبد الأعلى، نا المُعتمر، عن أبيه، عن رقبة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، قال: قيل لابن عباس: إن نَوفاً يزعم أن موسى عليه السلام الذي ذهب يلتمس العلم ليس بموسى بني إسرائيل، قال: أسَمعتهُ يا سعيدُ؟. قال: نعم، قال: كذب نوفٌ، (حدثنا) أُبي بن كعبٍ، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" إنه بينا موسى عليه السلام في قومه يذكرهم بأيامِ اللهِ - وأيامُ اللهِ: نعماؤُهُ وبلاؤُهُ - قال: ما أعلم في الأرض رجلاً خيراً مني وأعلمُ مني، قال: " فأوحى الله إليه: إنني أعلم بالخير منه - أو: عند من هو - إن في الأرض رجلاً هو أعلمُ منك، قال: يا رب، فدُلني عليه، فقيل له: تزود حوتاً مالحاً فإنه حيث تفقدِ الحوتَ، قال: فانطلق هو وفتاه حتى انتهيا إلى الصخرة، فعُمي فانطلق وترك فتاهُ، فاضطرب الحوت في الماء فجعل لا يلتمم عليه إلا صار مثل الكوةِ. فقال فتاه: ألا ألحقُ بنبي الله صلى الله عليه وسلم فأُخبرهُ؟ قال: فنسي، فلما تجاوزا ﴿ قَالَ لِفَتَٰهُ آتِنَا غَدَآءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَـٰذَا نَصَباً ﴾ قال: ولم يُصبهم نصبٌ حتى تجاوزا. قال: فتذكر فقال ﴿ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَآ إِلَى ٱلصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ ٱلْحُوتَ وَمَآ أَنْسَانِيهُ إِلاَّ ٱلشَّيْطَٰنُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَٱتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي ٱلْبَحْرِ عَجَباً * قَالَ: ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَٱرْتَدَّا عَلَىٰ آثَارِهِمَا قَصَصاً ﴾ [٦٣-٦٤]/ فأراهْ مكان الحوت. فقال: هاهُنا وُصِفَ لي. قال: فذهب يلتمس، فإذا هو بالخضر مُسَجًّى ثوباً مستلقياً على القفا. فقال: السلام عليكم. فكشف الثوب عن وجههِ. فقال: وعليكم السلام، من أنت؟ قال: أنا موسى. قال: ومن موسى؟ قال: موسى بني إسرائيل. قال: ما جاء بك؟ قال: جئت لتُعلمني ﴿ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً * قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً * وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً ﴾ [٦٦-٦٨] شيءٌ أُمرتُ أن أفعلهُ، إذا رأيتني لم تصبر ﴿ قَالَ سَتَجِدُنِيۤ إِن شَآءَ ٱللَّهُ صَابِراً وَلاَ أَعْصِي لَكَ أمْراً * قَالَ فَإِنِ ٱتَّبَعْتَنِي فَلاَ تَسْأَلْني عَن شَيءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً * فَٱنْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي ٱلسَّفِينَةِ خَرَقَهَا ﴾ [٦٩-٧١] قال: انْتَحَي عليها. قال له موسى عليه السلام: ﴿ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً * قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً * قَالَ لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلاَ تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً * فَٱنْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا ﴾ [٧١-٧٤] غلماناً يلعبون، قال: فانطلق إلى أحدهم بادي الرأي فقتله، قال: فذعر عندها موسى ذعرة مُنكرة ﴿ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً ﴾ [٧٤] فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند هذا المكان: " رحمة الله علينا وعلى موسى، لولا عَجِلَ لرأى العجب، ولكنه أخذته من صاحبه ذمامةٌ " قال: ﴿ قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلاَ تُصَٰحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْراً ﴾ [٧٦] ولو صبر لرأى العَجَبَ. قال: وكان إذا ذكر أحداً من الأنبياء بدأ بنفسه: رحمة الله علينا وعلى أخي، هذا، رحمةُ الله علينا "، قال: ﴿ فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَآ أَتَيَآ أَهْلَ قَرْيَةٍ ﴾ [٧٧] لِئاماً فطافا في المجالس فـ ﴿ ٱسْتَطْعَمَآ [أَهْلَهَا] فَأَبَوْاْ أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً * قَالَ هَـٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي/ وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً * أَمَّا ٱلسَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي ٱلْبَحْرِ ﴾ [٧٧-٧٩] إلى آخر الآية. فإذا جاء الذي يتخيرها وجدها منخرقةً، فَيُجاوِزُها، وأصلحوها بخشبةٍ.
﴿ وَأَمَّا ٱلْغُلاَمُ ﴾ فَطُبع يوم طُبع كافراً، كان أبواه قد عطفا عليه، فلو أنه أدرك أرهقهما ﴿ طُغْيَاناً وَكُفْراً * فَأَرَدْنَآ أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَـاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً * وَأَمَّا ٱلْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي ٱلْمَدِينَةِ ﴾ [٨٠-٨٢] الآيةُ.﴿ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَآ إِلَى ٱلصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ ٱلْحُوتَ وَمَآ أَنْسَانِيهُ إِلاَّ ٱلشَّيْطَٰنُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَٱتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي ٱلْبَحْرِ عَجَباً ﴾ [٦٣]٣٢٨- أنا قُتيبةُ بن سعيد - في حديثه - عن سفيان، عن عمرٍو، عن سعيد بن جبير، قال: قلت لاِبن عباس إن نوفاً البكالي يزعم أن موسى بني إسرائيل ليس بموسى الخضر، قال: كذب عدو الله، [حَدَّثنا] أُبي بن كعبٍ،" عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: قام موسى عليه السلام خطيباً في بني إسرائيل، فقيل له،: أيُّ الناس أعلمُ؟ قال: أنا. قال: فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى الله إليه؛ بل عبدٌ من عبادي بمجمع البحرين هو أعلمُ منك. قال: أي رب، فكيف السبيل إليه؟. قال: تأخُذ حوتاً في مكتلٍ فحيث ما فقدت الحوت فاتبعه، فخرج موسى ومعه فتاه يوشع بنُ نونٍ، ومعهما الحوتُ، حتى انتهيا إلى صخرةٍ فنزلا عندها، فوضع موسى عليه السلام رأسه فنام، قال سفيان: في غير حديث عمرٍو: وفي أصل الصخرة عين يقال لها الحياة، لا يُصيبُ شيءٌ من مائها شيئاً إلا حيي؛ فأصاب الحوت من ماء تلك العين فتحرك وانسلَّ من المكتل، فدخل البحر، فلما استيقظ موسى ﴿ قَالَ لِفَتَٰهُ آتِنَا غَدَآءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَـٰذَا نَصَباً ﴾ [٦٢] قال: فلم يجد النَّصَبَ حتى جاوز ما أُمر به. فقال له فتاه يوشع بن نونٍ: ﴿ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَآ إِلَى/ ٱلصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ ٱلْحُوتَ وَمَآ أَنْسَانِيهُ إِلاَّ ٱلشَّيْطَٰنُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَٱتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي ٱلْبَحْرِ ﴾ [٦٣] قال له موسى: ﴿ قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَٱرْتَدَّا عَلَىٰ آثَارِهِمَا قَصَصاً ﴾ [٦٤] فرجعا يقصان آثارهما وجدا سربا في البحر كالطاق ممر الحوت، فكان لهما عجباً وللحوت سرباً، فلما انتهيا إلى الصخرة إذا هما برجلٍ مُسجًّى بثوبٍ، فسلم عليه موسى عليه السلام، قال: وأني بأرضك السلامُ؟ قال أنا موسى، قال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم قَالَ: ﴿ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً ﴾ [٦٦] قال له الخضر: يا موسى إنك على علم من علم الله علَّمكهُ اللهُ؛ وأنا على علمٍ من علمِ الله علمنيه الله لا تعلمه، قال: بل أَتَّبِعُكَ ﴿ قَالَ فَإِنِ ٱتَّبَعْتَنِي فَلاَ تَسْأَلْني عَن شَيءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً * فَٱنْطَلَقَا ﴾ [٧٠-٧١] يمشيان على السَّاحلِ فمرت بهم سفينةٌ فَعُرف الخضر فحملوهم في السفينة، فركبا، فوقع عُصفور على حرف السفينة، فغمس منقاره في البحر، فقال الخضر: يا موسى ما علمي وعلمك وعلم الخلائق في علم الله إلا مقدار ما غمس هذا العُصفورُ منقاره. قال: فلم يفجأْ موسى إذ عمد الخضر إلى قدام السفينة فخرق السفينة فقال موسى: قوم حملونا بغير نولٍ عمدت إلى سفينتهم فخرقتها ﴿ لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً * قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً * قَالَ لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلاَ تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً * فَٱنْطَلَقَا ﴾ [٧١-٧٤] فإذا هما بغلام يلعب مع الغلمانِ فأخذ الخضر رأْسه فقطعه، قال له موسى: ﴿ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً * قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً * قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلاَ تُصَٰحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْراً * فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَآ أَتَيَآ أَهْلَ قَرْيَةٍ ٱسْتَطْعَمَآ أَهْلَهَا فَأَبَوْاْ أَن يُضَيِّفُوهُمَا ﴾ [٧٤-٧٧] فمرَّ الخضر بجدارٍ ﴿ يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ ﴾ [٧٧] قال له موسى: إنا دخلنا / هذه القرية فلم يُطعمونا ولم يُضيفونا ﴿ لَوْ شِئْتَ لَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً * قَالَ هَـٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً ﴾ [٧٧-٧٨] قال: وقال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وددنا أن موسى صبر حتى يُقصَّ علينا من أمرهما "وكان ابنُ العباس يقرؤُها: " وكان أمامهم ملكٌ يأخذُ كلَّ سفينةٍ غصباً. وأما الغلامُ فكان كافراً ".﴿ فَٱرْتَدَّا عَلَىٰ آثَارِهِمَا قَصَصاً ﴾ [٦٤]٣٢٩- أخبرني عمرانُ بنُ يزيد، نا إسماعيلُ بن عبد الله بن سماعة، عن الأوزاعي، قال أخبرني ابن شهابٍ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عُتبة، عن ابن عباسٍ، أنهُ تمارى هو والحُرُّ بن قيس حصنٍ الفزاريُّ في صاحب موسى. قال ابن عباسٍ: هو خضرٌ، فمرَّ بهما أُبي بن كعبٍ الأنصاريُّ، فدعاه ابن عباس فقال: إني تماريتُ وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل السبيل إلى لقائهِ. هل سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر شيئاً؟ قال: أي نعم. سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" بينا موسى في ملإٍ من بني إسرائيل إذ جاءهُ رجل، فقال: هل تعلم أحداً أعلمُ منك؟. فقال موسى عليه السلام: لا. فأوحى الله إلى موسى: بلى، عبدنا خضر. فسأل موسى عليه السلام السبيل إلى لُقيه، فجعل الله له الحوتَ آيةً، وقيل: إذا فقدت الحوت، فارجع فإنك ستلقاه. فكان موسى عليه السلام يتبعُ أثر الحوت في البحر. قال فتى موسى لموسى: ﴿ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَآ إِلَى ٱلصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ ٱلْحُوتَ وَمَآ أَنْسَانِيهُ إِلاَّ ٱلشَّيْطَٰنُ أَنْ أَذْكُرَهُ ﴾ [٦٣] قال موسى عليه السلام: ﴿ قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَٱرْتَدَّا عَلَىٰ آثَارِهِمَا قَصَصاً * فَوَجَدَا ﴾ [٦٤-٦٥] خضراً فكان من شأْنهما ما قص اللهُ في كتابِهِ ".﴿ فَأَبَوْاْ أَن يُضَيِّفُوهُمَا ﴾ [٧٧]٣٣٠- أنا محمدُ بنُ عليِّ/ بن ميمونٍ، نا الفريابيُّ، نا إِسرائيلُ، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جُبيرٍ، عن ابن عباسٍ، عن أُبي بن كعبٍ قال:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر أحداً فدعا له بدأَ بنفسه، فقال ذات يومٍ: " رحمةُ اللهِ علينا وعلى موسى، لو لبث مع صاحبهِ لأبصر العجبَ العاجبَ، ولكنه قال: ﴿ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلاَ تُصَٰحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْراً ﴾ "[٧٦].
ذيل التفسيرقوله تعالى: [ ﴿ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلاَ تُصَٰحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْراً ﴾ [٧٦] ]١٥/ ٧٥٠- (عن) أحمد بن خليل، (عن) حجَّاج بن محمد، (عن) حمزة الزيَّات، (عن) أبي إسحاق، (عن) سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبيَّ بن كعب قال:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر أحداً فدعا له بدأ بنفسه، فقال ذات يوم: " رحمة الله علينا وعلى موسى، لو لبث مع صاحبه لأبصر العجب العاجب، ولكنه قال: ﴿ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلاَ تُصَٰحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْراً ﴾ " ". قوله تعالى: [ ﴿ فَأَبَوْاْ أَن يُضَيِّفُوهُمَا ﴾ [٧٧] ]١٦/ ٧٥١- أنا محمد بن علي بن ميمون، نا الفِريابي، نا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس، عن أُبيَّ بن كعب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: ﴿ فَأَبَوْاْ أَن يُضَيِّفُوهُمَا ﴾ قال:" كانوا أهل قرية لِئاماً ".
قالوا: أُوتينا علماً كثيراً، أُوتينا التوراة، ومن أُوتي التوراة فقد أُوتي خيراً كثيراً، فأنزل اللهُ: ﴿ قُل لَّوْ كَانَ ٱلْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ ٱلْبَحْرُ ﴾.