تفسير سورة النجم

تفسير النسائي
تفسير سورة سورة النجم من كتاب تفسير النسائي .
لمؤلفه النسائي . المتوفي سنة 303 هـ

قوله تعالى: ﴿ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ * فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَآ أَوْحَىٰ ﴾ [٩-١٠]٥٥٤- أخبرنا أحمد/ بن منيع، قال حدثنا عبادُ بن منيعٍ، قال: حدثنا الشيباني، قال: سألت زر بن حُبيشٍ عن قوله ﴿ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ ﴾ فقال: أخبرني ابن مسعودٍ" أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل (عليه السلامُ) له ستمائةِ جناحٍ ".
٥٥١- أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا عبيد [الله] بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله بن مسعودٍ، في قوله ﴿ مَا كَذَبَ ٱلْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ ﴾ [١١] قال: رأى جبريل (عليه السلام) في حُلَّةٍ من رفرفٍ قد ملأ ما بين السماء والأرض. ٥٥٢- أخبرنا عمرو بن عليٍّ، قال حدثنا يزيد - يعني: ابن زُريعٍ - قال حدثنا داود، عن الشعبي، عن مسروقٍ، قال: كنت عند عائشة، فقال: (يا أبا) عائشة، ثلاثٌ من تكلم بواحدةٍ منهن فقد أعظم على الله الفرية، من زعم أن محمداً رأى ربهُ فقد أعظم على الله الفِرية. قال: وكُنتُ مُتكئاً فجلستُ، فقلت: يا أم المؤمنين، ألم يقلُ الله﴿ وَلَقَدْ رَآهُ بِٱلأُفُقِ ٱلْمُبِينِ ﴾[التكوير: ٢٣]،﴿ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ ﴾[النجم: ١٣]، فقالت: إني أولُ من سأل عن هذه الآية رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:" إنما ذلك جبريل (صلى الله عليه وسلم) لم أره في صورتهِ التي خُلق عليها إلا هاتين المرتين، رأيته منهبطاً من السماء سادّاً عظمُ خلقه ما بين السماء والأرض "، ثم قالت: أولم تسمع إلى قول الله تبارك وتعالى﴿ لاَّ تُدْرِكُهُ ٱلأَبْصَٰرُ وَهُوَ يُدْرِكُ ٱلأَبْصَٰرَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلْخَبِيرُ ﴾[الأنعام: ١٠٣]، أولم تسمع إلى قول الله﴿ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَآءُ ﴾[الشورى: ٥١]، ومن زعم أن محمداً كتم شيئاً من كتاب اللهِ، فقد أعظم على الله الفِرية، والله يقول:﴿ يَـٰأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ﴾[المائدة: ٦٧]، ومن زعم أنه يعلمُ ما يكون في غدٍ، فقد أعظم على الله/ الفِرية، والله يقول﴿ قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوٰتِ وٱلأَرْضِ ٱلْغَيْبَ إِلاَّ ٱللَّهُ ﴾[النمل ٦٥].
قوله تعالى: ﴿ مَا كَذَبَ ٱلْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ ﴾ [١١]٥٥٥- أخبرنا الحُسين بن منصورٍ، قال: حدثنا عبد الله بن نُميرٍ [ح] وأخبرنا محمد بن العلاءِ، قال: حدثنا أبو مُعاوية، قال: حدثنا الأعمشُ، عن زياد [بن] حُصينٍ، عن أبي العالية، عن ابن عباسٍ، في قوله: ﴿ مَا كَذَبَ ٱلْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ ﴾ قال: رآهُ بقلبهِ - وقال محمد بن العلاءِ: ﴿ مَا كَذَبَ ٱلْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ ﴾ قال: رأى محمدٌ صلى الله عليه وسلم ربَّه بقلبهِ مرتين. ٥٥٦- أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال حدثنا هُشيمٌ، عن منصورٍ، عن الحكم، عن يزيد بن شريكٍ، عن أبي [ذرٍّ]، قال: رأى النبيُّ صلى الله عليه وسلم ربهُ (تبارك وتعالى) بقلبهِ ولم يرهُ ببصره. ٥٥٧- أخبرني يزيد بن سنانٍ، قال حدثنا يزيد بن أبي حكيمٍ، قال حدثني الحكم بن أبانٍ، قال: سمعتُ عكرمة يقول: سمعتُ ابن عباسٍ يقول: إن محمداً (صلى الله عليه وسلم) رأى ربهُ تبارك. ٥٥٨- أخبرني يزيد بن سنانٍ، قال حدثني مُعاذُ بن هشامٍ، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباسٍ﴿ فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَآ أَوْحَىٰ ﴾[النجم: ١٠] قال: عبدُهُ محمدٌ صلى الله عليه وسلم. ٥٥٩- أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال أخبرنا معاذُ بن هشامٍ، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباسٍ، قال: أتعجبون أن تكون الخُلةُ/ لإبراهيم، والكلامُ لموسى، والرُّؤيةُ لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم.
ذكر السدرة المنتهى٥٥٣- أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن معمرٍ، عن قتادة، عن أنسٍ، في" قوله ﴿ إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ ٱلْكَوْثَرَ ﴾ [الكوثر: ١] أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " هو نهرٌ في الجنة حافتاه قبابٌ من لؤلؤٍ، فقلت: يا جبريل، ما هذا؟ قال: هو الكوثر الذي أعطاكهُ اللهُ (تبارك وتعالى)، " ورُفعت لي سدرةُ (المنتهى)، مُنتهاها في السماء السابعة " ". قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ ﴾ [١٣]٥٦٠- أخبرنا محمد بن منصورٍ، قال: حدثنا سفيانُ، عن أبي إسحاق، عن زر بن حُبيشٍ، عن عبد الله، في قوله: ﴿ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ ﴾ إلى قوله: ﴿ لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ ٱلْكُبْرَىٰ ﴾ [١٨] قال: رأى جبريل عليه السلامُ قد سد الأُفق، لم يرهُ إلاَّ في هذين المكانين. ٥٦١- أخبرنا محمد بن حاتمٍ، قال: حدثنا حبانُ، قال: أخبرنا عبد اللهِ، عن شريكٍ عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن ابن يزيد، عن ابن مسعودٍ، في قوله ﴿ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ ﴾ [١٣] قال: أبصر نبيُّ الله (صلى الله عليه وسلم) جبريل على رفرفٍ قد ملأ ما بين السماء والأرض، ولم يُبصر ربهُ (تبارك وتعالى). ٥٦٢- أخبرنا يحيى بن حكيمٍ، حدثنا يحيى بن سعيدٍ، عن حماد بن سلمة، عن عاصم، عن زرِّ [بن حُبيشٍ]، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم ﴿ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ ﴾ قال:" رأيتُ جبريل (عليه السلام) عند السدرةِ له ستُّمائةِ جناحٍ يتناثرُ منها تهاويلُ الدُّرِّ ". قوله تعالى: ﴿ لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ ٱلْكُبْرَىٰ ﴾ [١٨]٥٦٣- أخبرنا عمرو بن عليٍّ، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا سفيانُ [ح] وأخبرنا عمرو بن عليٍّ، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن شعبة، عن الأعمشِ، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، في قوله ﴿ لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ ٱلْكُبْرَىٰ ﴾ قال: رأى رفرفاً. في حديث عبد الرحمن - " أخْضَرَ، قد سدَّ الأُفق ".
قوله تعالى: ﴿ أَفَرَأَيْتُمُ ٱللاَّتَ وَٱلْعُزَّىٰ ﴾ [١٩]٥٦٥- أخبرنا أحمدُ بن بكارٍ، وعبد الحميد بن محمدٍ، قالا: حدثنا مخلدٌ، قال: حدثنا يونسُ، عن أبيه، قال: حدثني مُصعب بن سعد بن/ أبي وقاصٍ، عن أبيه، قال:" حلفتُ باللاَّتِ والعُزَّى، فقال لي أصحابي: بئس ما قلت، قُلت [هُجراً]، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت/ ذلك له، فقال: " قُل: لا إله إلا الله وحده لا شريك لهُ، له الملكُ وله الحمدُ، وهو على كل شيء قدير، وانفث على شمالكَ ثلاثاً، وتعوذ باللهِ من الشيطانِ (الرجيم)، ثم لا تعد " ". ٥٦٦- أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا مسكينُ بن بُكيرٍ، قال: حدثنا الأوزاعيُّ، قال: حدثني الزُّهريُّ، عن حُميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من حلف منكم، فقال في حلفهِ باللاتِ والعُزى، فليقل: لا إله إلا اللهُ ". ٥٦٧- أخبرنا عليُّ بن المنذرِ، قال: حدثنا ابن فُضيلٍ، قال: حدثنا الوليدُ بن جُمَيْعٍ، عن أبي الطُّفيل، قال:" لمَّا فتح رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم مكةَ، بعث خالد بن الوليد إلى نخلة، وكانت بها العُزى، فأتاها خالدٌ وكانت على ثلاث سَمُراتٍ، فقطع السَّمُراتِ، وهدم البيت الذي كان عليها ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: " ارجع فإنك لم تصنع شيئاً "، فرجع خالدٌ، فلما (أَبْصَرَتْ) به السَّنةُ، (وهم) حجبتها أمعنُوا في الجبل وهم يقولون: يا عُزَّى، فأتاها خالدٌ، فإذا (هي) امرأةٌ عُريانةٌ ناشرةٌ شعرها تحتفنُ التُّراب على رأسها فَعَّممها بالسيفِ حتى قتلها، ثم رجع إلى النبي صلى الله عليه فأخبرهُ، فقال: " تلك العُزَّى " ".
قوله تعالى: ﴿ وَمَنَاةَ ٱلثَّالِثَةَ ٱلأُخْرَىٰ ﴾ [٢٠]٥٦٨- أخبرنا عمرو بن عُثمان بن سعيد بن كثيرٍ، قال: حدثنا أبي، عن شعيبٍ، عن الزهري، عن عُروة، قال: سألت عائشة عن قول الله عزَّ وجلَّ﴿ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ﴾[البقرة: ١٥٨] فوالله ما على أحدٍ جناحٌ (ألاَّ) يطَّوَّف بالصفا والمروة، قالت عائشة: بئس ما قلت يا ابن أُختي، إن هذه الآية لو كانت (كما) أولتها كانت - لا جناح عليه ألاَّ يطَّوَّف بهما - ولكنها أُنزلت (في) أن الأنصار قبل أن يسلموا كانوا يُهلُّون لمناة الطَّاغيةِ التي (كانوا) يعبدون عند المُشلَّلِ، وكان من أهل لها يتحرجُ أن / يَطَّوَّف بالصفا والمروة، فلما سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، أنزل اللهُ عزَّ وجلَّ﴿ إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِ فَمَنْ حَجَّ ٱلْبَيْتَ أَوِ ٱعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ﴾[البقرة: ١٥٨] ثم قد سَنَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الطَّواف بهما، فليس لأحدٍ أن يترك الطَّواف بهما.
قوله تعالى: ﴿ إِلاَّ ٱللَّمَمَ ﴾ [٣٢]٥٦٤- أخبرنا محمد بن رافعٍ، قال: حدثنا عبد الرزاقِ، قال: أخبرنا معمرٌ، عن ابن طاووسٍ، عن أبيه، عن ابن عباسٍ، قال: ما رأيتُ شيئاً أشبه باللَّممِ ممَّا قال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم،" إن الله (تبارك وتعالى) كتب على ابن آدم حظهُ من الزنا أدرك ذلك لا محالة فزِنا اليدين البطشُ، وزِنا اللِّسانِ النُّطقُ، والنفسُ تَمَنَّى وتشتهي، والفرجُ يُصدقُ ذلك ويُكذبهُ ".
قوله تعالى: ﴿ فَٱسْجُدُواْ لِلَّهِ وَٱعْبُدُواْ ﴾ [٦٢]٥٦٩- أخبرنا إسماعيل بن مسعودٍ، قال: حدثنا خالدٌ - يعني ابن الحارث - قال: حدثنا شعبةُ، عن أبي إسحاق، عن الأسودِ، عن عبد اللهِ،" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ النَّجم فَسَجَدَ (بِهِمْ) ".
Icon