تفسير سورة النجم

فتح الرحمن في تفسير القرآن
تفسير سورة سورة النجم من كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن .
لمؤلفه تعيلب . المتوفي سنة 2004 هـ
مكية
وآياتها ثنتان وستون
كلماتها : ٣٦٠ ؛ حروفها : ١٤٠٥

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ والنَّجْمِ إِذَا هَوَى( ١ ) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ( ٢ )وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى( ٣ ) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى( ٤ ) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى( ٥ ) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى( ٦ ) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى ( ٧ ) ﴾.
أقسم الله تعالى بالثريا إذا سقطت مع الفجر- والعرب تسمي الثريا نجما وإن كانت في العدد نجوما، واللام فيه للعهد- وقد تكون﴿ ال ﴾ للجنس، وهويها : غروبها ؛ أو هويها : اندثارها يوم القيامة ؛ أو النجم الذي يرجم به الشياطين ؛ وهويها : انقضاضها ؛ أو النجم : النبات ﴿ إذا هوى ﴾ سقط على الأرض ؛ ما حاد صاحبكم محمد عن الحق ولا زال عنه، ولا اعوج في نهجه ؛ وهذه الآية جواب القسم- والظاهر أن الضلال يعني أن لا يجد السالك إلى مقصده سبيلا أصلا، والغواية أن لا يكون له إلى المقصد طريق مستقيم، ولهذا لا يقال للمؤمن ضال، ويقال : غويّ غير رشيد- وما ينطق محمد عن هواه، ولا يقول من عند نفسه، إنما يتلقى عن ربه من كلامه وعلمه، يوحيه إليه ويبلغه إياه جبريل عليه السلام الذي ائتمنه الله على وحيه ينزله به على من اجتبى من رسله ومن اصطفى من عباده، وجبريل على حمل تلك الأمانات قدير، وإنه لذو علم لما علمه الله فهو قوي البنيان والجنان، أوتي بأسا في الفعل، وسدادا وحكمة في العقل ؛ ومن إقدار الله تعالى له على التشكل بأشكال مختلفة استطاع أن يظهر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم مستويا على صورته وهيئته الحقيقية الأصلية التي خلق عليها- وذلك عند غار حراء في مبادئ النبوة- وهو بالجهة العليا من السماء المقابلة لمن ينظر نحوها.
[ ﴿ ما ضل صاحبكم وما غوى ﴾ هذا هو المقسم عليه، وهو الشهادة للرسول صلى الله عليه وسلم بأنه راشد تابع للحق ليس بضال- وهو الجاهل الذي يسلك على غير طريق بغير علم- ولا بغاوٍ وهو : العالم بالحق العادل عنه قصدا إلى غيره.. ]١.
[ ثم يجوز أن يكون هذا إخبارا عما بعد الوحي، ويجوز أن يكون إخبارا عن أحواله على التعميم، أي كان أبدا مُوَحِّدًا لله ؛ وهو الصحيح.. ]٢.
١ ما بين العارضتين مما أورد صاحب تفسير غرائب القرآن العظيم..
٢ ما بين العارضتين مما أورده صاحب الجامع لأحكام القرآن..
﴿ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى( ٨ ) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى( ٩ ) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى( ١٠ ) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى( ١١ ) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى( ١٢ ) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى( ١٣ ) عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ( ١٤ )عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى( ١٥ ) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى( ١٦ ) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى( ١٧ ) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى( ١٨ ) ﴾.
ثم اقترب جبريل من محمد، فكان من النبي الكريم مقدار قاب قوسين- قدر قوسين عربيتين- وقيل﴿ أو ﴾ بمعنى الواو أي قاب قوسين وأدنى، وقيل : بمعنى بل، أي بل أدنى، والقاب صدر القوس العربية حيث يشد عليه السير الذي يتنكبه صاحبه، فأخبر أن جبريل قرب من محمد كقرب قاب قوسين، وقيل : قدر ذراعين، والقوس : الذراع يقاس بها كل شيء، فأوحى جبريل بأمر ربه إلى محمد عبد الله ورسوله ما أوحاه- تفخيم للوحي الذي أوحي إليه- والإضمار ولم يجر له تعالى ذكر لكونه في غاية الظهور، ومنه قول المولى تبارك اسمه ﴿ إنا أنزلناه في ليلة القدر ﴾١ ؛ ما كذب فؤاد محمد صلى الله تعالى عليه وسلم ما رآه من جلال ونور مولاه، أو ما شاهده من صورة جبريل عليه السلام ؛ أفتجادلون محمد على ما رآه، أو ما يراه ؟ ولقد رأى النبي ربه عز وجل ؛ أو رأى جبريل في صورته مرة ثانية عند شجرة في السماء عظيمة إليها ينتهي علم العلماء ومنازل الشهداء، وعندها جنة المستقر، وما أعجب ما يغشى تلك الشجرة ويغطيها من البهاء ؛ وما اعوج بصر النبي ولا مال عما رآه، ولا تجاوزه بل تحراه وما تعداه ؛ وقسما قد رأى من دلائل قدرة ربه وبرهان حكمه علامات وآية كبرى.
أقول غير ما تقدم : فعن الحسن أن ﴿ شديد القوى ﴾ هو الله تعالى، وجمع القوى للتعظيم، ويفسر﴿ ذو مرة ﴾ – عليه- بذي حكمة ونحوه مما يليق أن يكون وصفا له عز وجل، وجعل أبو حيان الضميرين في قوله تعالى :﴿ فاستوى. وهو بالأفق الأعلى ﴾- عليه- له سبحانه أيضا، وقال : إن ذلك على معنى العظمة والقدرة والسلطان، ولعل[ الحسن ] يجعل الضمائر في قوله سبحانه :﴿ ثم دنا فتدلى. فكان قاب قوسين أو أدنى. فأوحى إلى عبده ما أوحى ﴾ له عز وجل أيضا، وكذا الضمير المنصوب في قوله تعالى :﴿ ولقد رآه نزلة أخرى ﴾ فقد كان عليه رحمة الله تعالى يحلف بالله تعالى : لقد رأى محمد صلى الله تعالى عليه وسلم ربه، وفسر دنوه تعالى من النبي صلى الله عليه وسلم برفع مكانته.. وأريد بنزوله سبحانه نوع من دنوه المعنوي جل شأنه.
ومذهب السلف في مثل ذلك إرجاع علمه إلى الله تعالى بعد نفي التشبيه ؛ وجوز أن تكون الضمائر في﴿ دنا فتدلى، فكان قاب قوسين أو أدنى ﴾- على ما روي عن الحسن- للنبي صلى الله عليه وسلم، والمراد : ثم دنا النبي صلى الله عليه وسلم من ربه سبحانه فكان منه عز وجل ﴿ قاب قوسين أو أدنى ﴾.. وأَمْرُ المتشابه قد عُلِمَ ؛ وذهب غير واحد في قوله تعالى :﴿ علمه شديد القوى ﴾ إلى قوله سبحانه :﴿ وهو بالأفق الأعلى ﴾ إلى أنه في أمر الوحي وتلقيه من جبريل عليه السلام.. وفي قوله تعالى :﴿ ثم دنا فتدلى ﴾ الخ إلى أنه في أمر العروج إلى الجانب الأقدس، ودنوه سبحانه منه صلى الله تعالى عليه وسلم ورؤيته عليه السلام إياه جل وعلا، فالضمائر في ﴿ دنا فتدلى ﴾ و﴿ كان ﴾و﴿ أوحى ﴾ وكذا الضمير المنصوب في ﴿ رآه ﴾ الله عز وجل، ويشهد لهذا ما في حديث أنس عن البخاري من طريق شريك بن عبد الله : ثم علا به فوق ذلك بما لا يعلمه إلا الله حتى جاء سدرة المنتهى ؛ ودنا الجبار رب العزة فتدلى حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى فأوحى إليه فيما أوحى خمسين صلاة.. الحديث، فإنه ظاهر فيما ذكر.. [.. أخرج مسلم من طريق يزيد بن إبراهيم عن قتادة عن عبد الله بن شقيق عن أبي ذر قال : سألت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم هل رأيت ربك ؟ قال :" نور أنّى أراه " ]٢.
[ قوله تعالى :﴿ ما كذب الفؤاد ما رأى ﴾ أي لم يكذب قلب محمد صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج، وذلك أن الله تعالى جعل بصره في فؤاده حتى رأى ربه تعالى وجعل الله تلك رؤية... ﴿ أفتمارونه ﴾.. أي أتجادلونه وتدافعونه في أنه رأى الله ؟ ]٣.
١ سورة القدر الآية١..
٢ مابين العارضتين مما أورد صاحب روح المعاني..
٣ مما أورد صاحب الجامع لأحكام القرآن..
﴿ أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى( ١٩ ) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى( ٢٠ ) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى( ٢١ ) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى( ٢٢ ) إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى( ٢٣ ) ﴾
الآيات الكريمة السابقة تبين صدق الرسول ورسالته، وهذه تبين كذب الكافرين وافتراءهم فيما زعموه من أن الملائكة والأصنام بنات الله- والاستفهام إنكاري- أي : أفعلمتم أن أوثانكم- اللات والعزى ومناة- بنات الله ؟ تعالى الله- ولقد جهلتم وضللتم إذا ادعيتم أن الملائكة- كذلك- بنات الله ! ؛ كيف يبلغ بكم الجور عن الحق، والميل عن العدل، والخروج عن الصواب أن تجعلوا لله البنات، وأنتم لا تحبون لأنفسكم إلا البنين ؟ إنها لقسمة عوجاء باغية، وما الأصنام التي نحتّموها وادعيتم ألوهيتها إلا أسماء ليس لمسماها نصيب من الألوهية ؛ وقد سبقكم آباؤكم في هذا الإفك فاقتديتم بهم، وما أنزل الله في شيء مما افترى آباؤكم وافتريتم من برهان ؛ إنما يتبعون فيما يخرصون التوهم والأهواء الباطلة، وما تميل إليه النفوس الأمارة بالسوء ؛ ولقد أتاهم من ربهم الحق الذي ينأى بهم عن الضلال والحيرة ؛ وجاءهم رسول الله يبين لهم الرشد من الغي.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٩:﴿ أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى( ١٩ ) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى( ٢٠ ) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى( ٢١ ) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى( ٢٢ ) إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى( ٢٣ ) ﴾
الآيات الكريمة السابقة تبين صدق الرسول ورسالته، وهذه تبين كذب الكافرين وافتراءهم فيما زعموه من أن الملائكة والأصنام بنات الله- والاستفهام إنكاري- أي : أفعلمتم أن أوثانكم- اللات والعزى ومناة- بنات الله ؟ تعالى الله- ولقد جهلتم وضللتم إذا ادعيتم أن الملائكة- كذلك- بنات الله ! ؛ كيف يبلغ بكم الجور عن الحق، والميل عن العدل، والخروج عن الصواب أن تجعلوا لله البنات، وأنتم لا تحبون لأنفسكم إلا البنين ؟ إنها لقسمة عوجاء باغية، وما الأصنام التي نحتّموها وادعيتم ألوهيتها إلا أسماء ليس لمسماها نصيب من الألوهية ؛ وقد سبقكم آباؤكم في هذا الإفك فاقتديتم بهم، وما أنزل الله في شيء مما افترى آباؤكم وافتريتم من برهان ؛ إنما يتبعون فيما يخرصون التوهم والأهواء الباطلة، وما تميل إليه النفوس الأمارة بالسوء ؛ ولقد أتاهم من ربهم الحق الذي ينأى بهم عن الضلال والحيرة ؛ وجاءهم رسول الله يبين لهم الرشد من الغي.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٩:﴿ أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى( ١٩ ) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى( ٢٠ ) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى( ٢١ ) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى( ٢٢ ) إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى( ٢٣ ) ﴾
الآيات الكريمة السابقة تبين صدق الرسول ورسالته، وهذه تبين كذب الكافرين وافتراءهم فيما زعموه من أن الملائكة والأصنام بنات الله- والاستفهام إنكاري- أي : أفعلمتم أن أوثانكم- اللات والعزى ومناة- بنات الله ؟ تعالى الله- ولقد جهلتم وضللتم إذا ادعيتم أن الملائكة- كذلك- بنات الله ! ؛ كيف يبلغ بكم الجور عن الحق، والميل عن العدل، والخروج عن الصواب أن تجعلوا لله البنات، وأنتم لا تحبون لأنفسكم إلا البنين ؟ إنها لقسمة عوجاء باغية، وما الأصنام التي نحتّموها وادعيتم ألوهيتها إلا أسماء ليس لمسماها نصيب من الألوهية ؛ وقد سبقكم آباؤكم في هذا الإفك فاقتديتم بهم، وما أنزل الله في شيء مما افترى آباؤكم وافتريتم من برهان ؛ إنما يتبعون فيما يخرصون التوهم والأهواء الباطلة، وما تميل إليه النفوس الأمارة بالسوء ؛ ولقد أتاهم من ربهم الحق الذي ينأى بهم عن الضلال والحيرة ؛ وجاءهم رسول الله يبين لهم الرشد من الغي.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٩:﴿ أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى( ١٩ ) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى( ٢٠ ) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى( ٢١ ) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى( ٢٢ ) إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى( ٢٣ ) ﴾
الآيات الكريمة السابقة تبين صدق الرسول ورسالته، وهذه تبين كذب الكافرين وافتراءهم فيما زعموه من أن الملائكة والأصنام بنات الله- والاستفهام إنكاري- أي : أفعلمتم أن أوثانكم- اللات والعزى ومناة- بنات الله ؟ تعالى الله- ولقد جهلتم وضللتم إذا ادعيتم أن الملائكة- كذلك- بنات الله ! ؛ كيف يبلغ بكم الجور عن الحق، والميل عن العدل، والخروج عن الصواب أن تجعلوا لله البنات، وأنتم لا تحبون لأنفسكم إلا البنين ؟ إنها لقسمة عوجاء باغية، وما الأصنام التي نحتّموها وادعيتم ألوهيتها إلا أسماء ليس لمسماها نصيب من الألوهية ؛ وقد سبقكم آباؤكم في هذا الإفك فاقتديتم بهم، وما أنزل الله في شيء مما افترى آباؤكم وافتريتم من برهان ؛ إنما يتبعون فيما يخرصون التوهم والأهواء الباطلة، وما تميل إليه النفوس الأمارة بالسوء ؛ ولقد أتاهم من ربهم الحق الذي ينأى بهم عن الضلال والحيرة ؛ وجاءهم رسول الله يبين لهم الرشد من الغي.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٩:﴿ أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى( ١٩ ) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى( ٢٠ ) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى( ٢١ ) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى( ٢٢ ) إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى( ٢٣ ) ﴾
الآيات الكريمة السابقة تبين صدق الرسول ورسالته، وهذه تبين كذب الكافرين وافتراءهم فيما زعموه من أن الملائكة والأصنام بنات الله- والاستفهام إنكاري- أي : أفعلمتم أن أوثانكم- اللات والعزى ومناة- بنات الله ؟ تعالى الله- ولقد جهلتم وضللتم إذا ادعيتم أن الملائكة- كذلك- بنات الله ! ؛ كيف يبلغ بكم الجور عن الحق، والميل عن العدل، والخروج عن الصواب أن تجعلوا لله البنات، وأنتم لا تحبون لأنفسكم إلا البنين ؟ إنها لقسمة عوجاء باغية، وما الأصنام التي نحتّموها وادعيتم ألوهيتها إلا أسماء ليس لمسماها نصيب من الألوهية ؛ وقد سبقكم آباؤكم في هذا الإفك فاقتديتم بهم، وما أنزل الله في شيء مما افترى آباؤكم وافتريتم من برهان ؛ إنما يتبعون فيما يخرصون التوهم والأهواء الباطلة، وما تميل إليه النفوس الأمارة بالسوء ؛ ولقد أتاهم من ربهم الحق الذي ينأى بهم عن الضلال والحيرة ؛ وجاءهم رسول الله يبين لهم الرشد من الغي.

﴿ أَمْ لِلْإِنسَانِ مَا تَمَنَّى( ٢٤ ) فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى( ٢٥ )* وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى( ٢٦ ) إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنثَى( ٢٧ ) وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا( ٢٨ ) ﴾.
بل ليس للإنسان ما يشتهيه، فالأمر على مراد من بيده الأمور، لا على هوى البشر-ويتضمن ذلك نفي أن يكون للكفرة ما كانوا يطمعون فيه من شفاعة الأصنام، وما كانوا يشتهونه من نزول القرآن على أحد من إحدى القريتين عظيم١- فإن المولى المعبود بحق يملك الآخرة ويملك الحياة الدنيا، فلا يشفع أحد من أهل الأرض ولا من أهل السماء إلا من شاء ربنا لمن سبقت له الحسنى-﴿ وكم ﴾ للتكثير-﴿ ويرضى ﴾ يراه ربنا أهلا للشفاعة من أهل التوحيد والإيمان، وأما من عداهم من أهل الكفر والطغيان فهم من إذن الله تعالى بمعزل ؛ وإذا كان حال الملائكة في الشفاعة هكذا فما يظنون بحال الأصنام ؟ وهؤلاء الذين كفروا بالله ولقائه جعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا، فأكذبهم ربنا وأبطل زورهم ﴿ .. أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون ﴾ وليس لهم برهان على مدعاهم، إنما هي ظنون كاذبة، وأوهام خائبة، وجميعها عن الحق بمعزل.
١ مما أورد القرطبي..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٤:﴿ أَمْ لِلْإِنسَانِ مَا تَمَنَّى( ٢٤ ) فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى( ٢٥ )* وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى( ٢٦ ) إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنثَى( ٢٧ ) وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا( ٢٨ ) ﴾.
بل ليس للإنسان ما يشتهيه، فالأمر على مراد من بيده الأمور، لا على هوى البشر-ويتضمن ذلك نفي أن يكون للكفرة ما كانوا يطمعون فيه من شفاعة الأصنام، وما كانوا يشتهونه من نزول القرآن على أحد من إحدى القريتين عظيم١- فإن المولى المعبود بحق يملك الآخرة ويملك الحياة الدنيا، فلا يشفع أحد من أهل الأرض ولا من أهل السماء إلا من شاء ربنا لمن سبقت له الحسنى-﴿ وكم ﴾ للتكثير-﴿ ويرضى ﴾ يراه ربنا أهلا للشفاعة من أهل التوحيد والإيمان، وأما من عداهم من أهل الكفر والطغيان فهم من إذن الله تعالى بمعزل ؛ وإذا كان حال الملائكة في الشفاعة هكذا فما يظنون بحال الأصنام ؟ وهؤلاء الذين كفروا بالله ولقائه جعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا، فأكذبهم ربنا وأبطل زورهم ﴿.. أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون ﴾ وليس لهم برهان على مدعاهم، إنما هي ظنون كاذبة، وأوهام خائبة، وجميعها عن الحق بمعزل.
١ مما أورد القرطبي..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٤:﴿ أَمْ لِلْإِنسَانِ مَا تَمَنَّى( ٢٤ ) فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى( ٢٥ )* وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى( ٢٦ ) إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنثَى( ٢٧ ) وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا( ٢٨ ) ﴾.
بل ليس للإنسان ما يشتهيه، فالأمر على مراد من بيده الأمور، لا على هوى البشر-ويتضمن ذلك نفي أن يكون للكفرة ما كانوا يطمعون فيه من شفاعة الأصنام، وما كانوا يشتهونه من نزول القرآن على أحد من إحدى القريتين عظيم١- فإن المولى المعبود بحق يملك الآخرة ويملك الحياة الدنيا، فلا يشفع أحد من أهل الأرض ولا من أهل السماء إلا من شاء ربنا لمن سبقت له الحسنى-﴿ وكم ﴾ للتكثير-﴿ ويرضى ﴾ يراه ربنا أهلا للشفاعة من أهل التوحيد والإيمان، وأما من عداهم من أهل الكفر والطغيان فهم من إذن الله تعالى بمعزل ؛ وإذا كان حال الملائكة في الشفاعة هكذا فما يظنون بحال الأصنام ؟ وهؤلاء الذين كفروا بالله ولقائه جعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا، فأكذبهم ربنا وأبطل زورهم ﴿.. أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون ﴾ وليس لهم برهان على مدعاهم، إنما هي ظنون كاذبة، وأوهام خائبة، وجميعها عن الحق بمعزل.
١ مما أورد القرطبي..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٤:﴿ أَمْ لِلْإِنسَانِ مَا تَمَنَّى( ٢٤ ) فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى( ٢٥ )* وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى( ٢٦ ) إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنثَى( ٢٧ ) وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا( ٢٨ ) ﴾.
بل ليس للإنسان ما يشتهيه، فالأمر على مراد من بيده الأمور، لا على هوى البشر-ويتضمن ذلك نفي أن يكون للكفرة ما كانوا يطمعون فيه من شفاعة الأصنام، وما كانوا يشتهونه من نزول القرآن على أحد من إحدى القريتين عظيم١- فإن المولى المعبود بحق يملك الآخرة ويملك الحياة الدنيا، فلا يشفع أحد من أهل الأرض ولا من أهل السماء إلا من شاء ربنا لمن سبقت له الحسنى-﴿ وكم ﴾ للتكثير-﴿ ويرضى ﴾ يراه ربنا أهلا للشفاعة من أهل التوحيد والإيمان، وأما من عداهم من أهل الكفر والطغيان فهم من إذن الله تعالى بمعزل ؛ وإذا كان حال الملائكة في الشفاعة هكذا فما يظنون بحال الأصنام ؟ وهؤلاء الذين كفروا بالله ولقائه جعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا، فأكذبهم ربنا وأبطل زورهم ﴿.. أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون ﴾ وليس لهم برهان على مدعاهم، إنما هي ظنون كاذبة، وأوهام خائبة، وجميعها عن الحق بمعزل.
١ مما أورد القرطبي..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٤:﴿ أَمْ لِلْإِنسَانِ مَا تَمَنَّى( ٢٤ ) فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى( ٢٥ )* وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى( ٢٦ ) إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنثَى( ٢٧ ) وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا( ٢٨ ) ﴾.
بل ليس للإنسان ما يشتهيه، فالأمر على مراد من بيده الأمور، لا على هوى البشر-ويتضمن ذلك نفي أن يكون للكفرة ما كانوا يطمعون فيه من شفاعة الأصنام، وما كانوا يشتهونه من نزول القرآن على أحد من إحدى القريتين عظيم١- فإن المولى المعبود بحق يملك الآخرة ويملك الحياة الدنيا، فلا يشفع أحد من أهل الأرض ولا من أهل السماء إلا من شاء ربنا لمن سبقت له الحسنى-﴿ وكم ﴾ للتكثير-﴿ ويرضى ﴾ يراه ربنا أهلا للشفاعة من أهل التوحيد والإيمان، وأما من عداهم من أهل الكفر والطغيان فهم من إذن الله تعالى بمعزل ؛ وإذا كان حال الملائكة في الشفاعة هكذا فما يظنون بحال الأصنام ؟ وهؤلاء الذين كفروا بالله ولقائه جعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا، فأكذبهم ربنا وأبطل زورهم ﴿.. أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون ﴾ وليس لهم برهان على مدعاهم، إنما هي ظنون كاذبة، وأوهام خائبة، وجميعها عن الحق بمعزل.
١ مما أورد القرطبي..

﴿ فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا( ٢٩ ) ذَلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى٣٠ ) ﴾
فمل واهجر واترك من تناءى عن ذكرنا- المفيد للعلم الحق- وهو القرآن الكريم، وليس له من تعلق إلا بالحياة الدنيا وزينتها- والمراد من الأمر المذكور النهي عن المبالغة في الحرص على هداهم، فإن الذي أدّاهم إلى ما هم فيه قصورهم عن إدراك ما يحقق الفوز والفلاح- صغّرهم وازدرى بهم، أي ذلك قدر عقولهم ونهاية علمهم أن آثروا الدنيا على الآخرة١ - وربك بالغ علمه وواسع ومحيط بمن حاد عن طريقه القويم، ومن سار على الصراط المستقيم، فمن أصر على الجحود فلن ينشرح صدره بالإيمان ﴿ قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا. ﴾٢ ﴿ .. فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم.. ﴾٣، ﴿ إن الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله.. ﴾٤، ولن يسوي بين الضالين والمهتدين لا في العاجلة ولا في الآجلة، بل لكل درجات أو دركات مما عملوا، والله شهيد على ما يعملون
١ سورة مريم. من الآية ٧٥..
٢ سورة مريم من الآية ٧٥..
٣ سورة الصف. من الآية ٥..
٤ سورة النحل. من الآية ١٠٤..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٩:﴿ فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا( ٢٩ ) ذَلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى٣٠ ) ﴾
فمل واهجر واترك من تناءى عن ذكرنا- المفيد للعلم الحق- وهو القرآن الكريم، وليس له من تعلق إلا بالحياة الدنيا وزينتها- والمراد من الأمر المذكور النهي عن المبالغة في الحرص على هداهم، فإن الذي أدّاهم إلى ما هم فيه قصورهم عن إدراك ما يحقق الفوز والفلاح- صغّرهم وازدرى بهم، أي ذلك قدر عقولهم ونهاية علمهم أن آثروا الدنيا على الآخرة١ - وربك بالغ علمه وواسع ومحيط بمن حاد عن طريقه القويم، ومن سار على الصراط المستقيم، فمن أصر على الجحود فلن ينشرح صدره بالإيمان ﴿ قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا. ﴾٢ ﴿.. فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم.. ﴾٣، ﴿ إن الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله.. ﴾٤، ولن يسوي بين الضالين والمهتدين لا في العاجلة ولا في الآجلة، بل لكل درجات أو دركات مما عملوا، والله شهيد على ما يعملون
١ سورة مريم. من الآية ٧٥..
٢ سورة مريم من الآية ٧٥..
٣ سورة الصف. من الآية ٥..
٤ سورة النحل. من الآية ١٠٤..

﴿ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى( ٣١ ) الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى( ٣٢ ) ﴾
ومقتضى علمه سبحانه وعدله في حكمه أن تكون عاقبة المكلفين متطابقة مع سعيهم، فمن ضل وأساء فله السوأى وهي جهنم- أعاذنا الله تعالى منها- ومن اهتدى وأحسن فله الحسنى وهي الجنة، والمهتدون المحسنون يجتنبون كبائر الذنوب، وما توعد الجبار على مقارفته، وكذا ما عظم قبحه وفحشه من السيئات إلا اليسير من الذنوب والصغير منها.
[ ﴿ كبائر الإثم ﴾.. الشرك، لأنه أكبر الآثام.. ﴿ والفواحش ﴾الزنا. وقال مقاتل :﴿ كبائر الإثم ﴾ كل ذنب ختم بالنار ؛ ﴿ والفواحش ﴾ كل ذنب فيه الحد.. ﴿ إلا اللمم ﴾ وهي الصغائر التي لا يسلم من الوقوع فيها إلا من عصمه الله وحفظه وقد اختلف في معناها، فقال أبو هريرة وابن عباس.. :﴿ اللمم ﴾ كل ما دون الزنى.. وفي صحيح البخاري ومسلم عن ابن عباس قال : ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنى أدرك ذلك لا محالة فزنا العينين النظر وزنا اللسان النطق والنفس تتمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه ) ؛ والمعنى : أن الفاحشة العظيمة والزنى التام الموجب للحد في الدنيا والعقوبة في الآخرة هو في الفرج، وغيره له حظ من الإثم.. والله أعلم ؛ وفي رواية أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( كتب على ابن آدم نصيبه من الزنى مدرك لا محالة فالعينان زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام واليد زناها البطش والرجل زناها الخطا والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج ويكذبه ) أخرجه مسلم.. وقال ابن عباس أيضا هو الرجل يلم بذنب ثم يتوب... فعلى هذا التأويل يكون ﴿ إلا اللمم ﴾ استثناء متصل ؛ قال عبد الله بن عمرو بن العاص : اللمم : ما دون الشرك ]١.
إن مولانا البر الرحيم التواب العظيم لا تضيق مغفرته، وهو أعلم بأحوالنا من كل أحد، فهو قد جعل أصل نشأة البشر من الأرض فبدأ خلق آدم أبي البشر من طينها، وهو العليم بتطورنا منذ كنا أجنة وحملا في بطون أمهاتنا، وهو خبير بضعفنا وما قد يكون من زلاتنا، وهو الذي يمن علينا فيحبب إلينا الإيمان ويزينه في قلوبنا، ويكره إلينا الكفر والفسوق عن هدى ديننا ؛ فلنستيقن دائما أن ما بنا من نعمة فمن الله، حتى لا نعجب بطاعتنا، ولا نغتر بقرباتنا !
أخرج أحمد، ومسلم. وغيرهما عن زينب بنت أبي سلمة أنها سميت برّة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( لا تزكوا أنفسكم الله أعلم بأهل البر منكم سموها زينب ).
١ ما بين العارضتين مما نقله القرطبي جـ١٧ص١٠٨، ١٠٧، ١٠٦؛ كما أفاض في التفريق بين كبائر الإثم، والفواحش، واللمم-الألوسي جـ٢٧ص٦١، ٦٢، ٦٣..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣١:﴿ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى( ٣١ ) الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى( ٣٢ ) ﴾
ومقتضى علمه سبحانه وعدله في حكمه أن تكون عاقبة المكلفين متطابقة مع سعيهم، فمن ضل وأساء فله السوأى وهي جهنم- أعاذنا الله تعالى منها- ومن اهتدى وأحسن فله الحسنى وهي الجنة، والمهتدون المحسنون يجتنبون كبائر الذنوب، وما توعد الجبار على مقارفته، وكذا ما عظم قبحه وفحشه من السيئات إلا اليسير من الذنوب والصغير منها.
[ ﴿ كبائر الإثم ﴾.. الشرك، لأنه أكبر الآثام.. ﴿ والفواحش ﴾الزنا. وقال مقاتل :﴿ كبائر الإثم ﴾ كل ذنب ختم بالنار ؛ ﴿ والفواحش ﴾ كل ذنب فيه الحد.. ﴿ إلا اللمم ﴾ وهي الصغائر التي لا يسلم من الوقوع فيها إلا من عصمه الله وحفظه وقد اختلف في معناها، فقال أبو هريرة وابن عباس.. :﴿ اللمم ﴾ كل ما دون الزنى.. وفي صحيح البخاري ومسلم عن ابن عباس قال : ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنى أدرك ذلك لا محالة فزنا العينين النظر وزنا اللسان النطق والنفس تتمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه ) ؛ والمعنى : أن الفاحشة العظيمة والزنى التام الموجب للحد في الدنيا والعقوبة في الآخرة هو في الفرج، وغيره له حظ من الإثم.. والله أعلم ؛ وفي رواية أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( كتب على ابن آدم نصيبه من الزنى مدرك لا محالة فالعينان زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام واليد زناها البطش والرجل زناها الخطا والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج ويكذبه ) أخرجه مسلم.. وقال ابن عباس أيضا هو الرجل يلم بذنب ثم يتوب... فعلى هذا التأويل يكون ﴿ إلا اللمم ﴾ استثناء متصل ؛ قال عبد الله بن عمرو بن العاص : اللمم : ما دون الشرك ]١.
إن مولانا البر الرحيم التواب العظيم لا تضيق مغفرته، وهو أعلم بأحوالنا من كل أحد، فهو قد جعل أصل نشأة البشر من الأرض فبدأ خلق آدم أبي البشر من طينها، وهو العليم بتطورنا منذ كنا أجنة وحملا في بطون أمهاتنا، وهو خبير بضعفنا وما قد يكون من زلاتنا، وهو الذي يمن علينا فيحبب إلينا الإيمان ويزينه في قلوبنا، ويكره إلينا الكفر والفسوق عن هدى ديننا ؛ فلنستيقن دائما أن ما بنا من نعمة فمن الله، حتى لا نعجب بطاعتنا، ولا نغتر بقرباتنا !
أخرج أحمد، ومسلم. وغيرهما عن زينب بنت أبي سلمة أنها سميت برّة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( لا تزكوا أنفسكم الله أعلم بأهل البر منكم سموها زينب ).
١ ما بين العارضتين مما نقله القرطبي جـ١٧ص١٠٨، ١٠٧، ١٠٦؛ كما أفاض في التفريق بين كبائر الإثم، والفواحش، واللمم-الألوسي جـ٢٧ص٦١، ٦٢، ٦٣..

﴿ أفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى( ٣٣ ) وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى( ٣٤ ) أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى( ٣٥ ) أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى ( ٣٦ )وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى ( ٣٧ )أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى( ٣٨ ) وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى( ٣٩ ) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى( ٤٠ ) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى( ٤١ ) ﴾.
تعجيب من أمر من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين ﴿ تولى ﴾ أعرض، ﴿ وأكدى ﴾ وقطع البذل والبر والعطاء- من قولهم حفر فأكدى إذا بلغ كدية أي صلابة في الأرض فلم يمكنه الحفر- قال مجاهد وابن زيد : نزلت في الوليد بن المغيرة كان قد سمع قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلس إليه ووعظه فقرب من الإسلام، وطمع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم إنه عاتبه رجل من المشركين، وقال له : أتترك ملة آبائك ؟ ارجع إلى دينك واثبت عليه وأنا أتحمل عنك كل شيء تخافه في الآخرة، لكن على أن تعطيني كذا وكذا من المال، فوافقه الوليد على ذلك، ورجع عما همّ به من الإسلام، وضل ضلالا بعيدا، وأعطى بعض المال لذلك الرجل ثم أمسك عنه وشح.
أعنده علم الآخرة فهو يرى أن العذاب مصروف عنه، وذاهب إلى من ضمن حمل العذاب يومذاك ؟ أعند هذا المكدى ما يرى به الغيب كما يرى المشاهَد فهو لذلك مطمئن إلى أن صاحبه يتحمل عنه يوم القيامة ما يخافه ؟ بل ألم تأته أخبار وأنباء صحف موسى وصحف إبراهيم الذي بالغ في الوفاء بما عاهد الله عليه ووفّر وأتمّ ما أُمر به-قال ابن عباس : وفيّ بسهام الإسلام كلها... وهي ثلاثون سهما، منها عشرة في سورة براءة :﴿ إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم. التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين ﴾١ وعشرة في سورة الأحزاب :﴿ إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما ﴾٢ وست في ( المؤمنون ) :﴿ الذين هم في صلاتهم خاشعون. والذين هم عن اللغو معرضون. والذين هم للزكاة فاعلون. والذين هم لفروجهم حافظون. إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون. والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون. والذين هم على صلواتهم يحافظون ﴾٣ وأربع في سورة ( المعا رج ) :﴿ والذين في أموالهم حق معلوم. للسائل والمحروم. والذين يصدقون بيوم الدين. والذين هم من عذاب ربهم مشفقون ﴾﴿ والذين هم بشهادتهم قائمون ﴾٤- ثم أليس قد وفى عليه الصلاة والسلام حين اختبره الله تعالى بذبح ولده ؟ وما أعظمه من وفاء. ﴿ أن لا تزر وازرة وزر أخرى ﴾ ففي صحف إبراهيم وموسى-عليهما السلام- أنه لا تحمل نفس ذنب نفس أخرى لتخلصها من العقاب، فلا يجزى والد عن ولده ﴿ .... ولا مولود هو جاز عن والده شيئا.. ﴾٥.. بل كل نفس بما كسبت مرتهنة ومحبوسة ومؤاخذة، وما جاء في القرآن الحكيم من توكيد سؤال ناس عن خطايا آخرين وعقابهم بها فإنما يفعل بهم ذلك لأنهم تسببوا في إضلالهم :﴿ وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون ﴾٦﴿ ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم.. ﴾٧.
[ ﴿ وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ﴾ بينت الآية الكريمة السابقة أنه لا يحمل أحد خطايا أحد-إلا دعاة الضلال- وهذه هدت إلى عدم إثابة أحد بعمل غيره- إلا بفضل الله-﴿ فأن ﴾ مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف، والجملة المنفية خبرها، و﴿ ما ﴾ مصدرية أو موصولة [ أي ليس له إلا سعيه أو إلا الذي سعى به، وفعله- واستشكل بأنه وردت أخبار صحيحة بنفع الصدقة عن الميت منها ما أخرجه مسلم، والبخاري.. عن عائشة : أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن أمي افتلتت نفسها وإني أظنها لو تكلمت تصدقت، فهل لها من أجر إن تصدقت عنها ؟ قال :" نعم " وكذا ينفع الحج، أخرج البخاري ومسلم.. عن ابن عباس قال : أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال : إن أختي نذرت لأن تحج وأنها ماتت. فقال النبي عليه الصلاة والسلام :" لو كان عليها دين أكنت قاضيه ؟ " قال : نعم. قال :" فحق الله أحق بالقضاء " ]٨.
ورواية مسلم في- باب الحج عن العاجز لزمانة وهرم ونحوهما أو الموت- عن الفضل أن امرأة من خثعم قالت : يا رسول الله إن أبي شيخ كبير عليه فريضة الله في الحج وهو لا يستطيع أن يستوي على ظهر بعيره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" فحجي عنه "، وفيه بسنده في باب قضاء الصوم عن الميت-عن ابن عباس رضي الله عنهما أن امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : إن أمي ماتت وعليها صوم شهر، فقال : " أرأيت لو كان عليها دين أكنت تقضينه " ؟ قالت : نعم قال :" فدين الله أحق بالقضاء " هذه رواية إسحق بن إبراهيم، ورواية إسحق بن منصور عنه : جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ؟ إن أمي ماتت وعليها صوم نذر أفأصوم عنها ؟ قال :" أرأيت لو كان على أمك دين فقضيته أكان يؤدى ذلك عنها " ؟ قالت : نعم قال :: " فصومي عن أمك ".
﴿ وأن سعيه سوف يرى ﴾ يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا، وما عملت من سوء، يعرض عليه ما اكتسب من البر والإثم مسجلا في صحائفه ماثلا في ميزانه ﴿ .. فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون.. ﴾٩- وفي البحر : يراه حاضروا القيامة ويطلعون عليه، تشريفا للمحسن، وتوبيخا للمسيء-١٠.
﴿ ثم يُجزاه الجزاء الأوفى ﴾ وبعد مشاهدة أهل الموقف عمل كل عامل يجزى العامل سعيه جزاء أوفى ما يكون، لا يبخس ولا ينقص شيئا-وحينئذ يكون الفعل في حكم المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل، ولا بأس لأن الثاني بالحذف والإيصال... -.
١ الآيتان: ١١٢، ١١١..
٢ الآية ٣٥..
٣ الآيات: من ٢إلى ٩..
٤ الآيات: ٢٧، ٢٦، ٢٥، ٢٤. والآية ٣٣..
٥ سورة لقمان. من الآية ٣٣..
٦ سورة العنكبوت. الآية ١٣..
٧ سورة النحل. من الآية ٢٥..
٨ ما بين العارضتين مما أورد الألوسي..
٩ سورة التوبة. من الآية ١٠٥..
١٠ ما بين العارضتين نقله الألوسي..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٣:﴿ أفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى( ٣٣ ) وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى( ٣٤ ) أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى( ٣٥ ) أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى ( ٣٦ )وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى ( ٣٧ )أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى( ٣٨ ) وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى( ٣٩ ) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى( ٤٠ ) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى( ٤١ ) ﴾.
تعجيب من أمر من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين ﴿ تولى ﴾ أعرض، ﴿ وأكدى ﴾ وقطع البذل والبر والعطاء- من قولهم حفر فأكدى إذا بلغ كدية أي صلابة في الأرض فلم يمكنه الحفر- قال مجاهد وابن زيد : نزلت في الوليد بن المغيرة كان قد سمع قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلس إليه ووعظه فقرب من الإسلام، وطمع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم إنه عاتبه رجل من المشركين، وقال له : أتترك ملة آبائك ؟ ارجع إلى دينك واثبت عليه وأنا أتحمل عنك كل شيء تخافه في الآخرة، لكن على أن تعطيني كذا وكذا من المال، فوافقه الوليد على ذلك، ورجع عما همّ به من الإسلام، وضل ضلالا بعيدا، وأعطى بعض المال لذلك الرجل ثم أمسك عنه وشح.
أعنده علم الآخرة فهو يرى أن العذاب مصروف عنه، وذاهب إلى من ضمن حمل العذاب يومذاك ؟ أعند هذا المكدى ما يرى به الغيب كما يرى المشاهَد فهو لذلك مطمئن إلى أن صاحبه يتحمل عنه يوم القيامة ما يخافه ؟ بل ألم تأته أخبار وأنباء صحف موسى وصحف إبراهيم الذي بالغ في الوفاء بما عاهد الله عليه ووفّر وأتمّ ما أُمر به-قال ابن عباس : وفيّ بسهام الإسلام كلها... وهي ثلاثون سهما، منها عشرة في سورة براءة :﴿ إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم. التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين ﴾١ وعشرة في سورة الأحزاب :﴿ إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما ﴾٢ وست في ( المؤمنون ) :﴿ الذين هم في صلاتهم خاشعون. والذين هم عن اللغو معرضون. والذين هم للزكاة فاعلون. والذين هم لفروجهم حافظون. إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون. والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون. والذين هم على صلواتهم يحافظون ﴾٣ وأربع في سورة ( المعا رج ) :﴿ والذين في أموالهم حق معلوم. للسائل والمحروم. والذين يصدقون بيوم الدين. والذين هم من عذاب ربهم مشفقون ﴾﴿ والذين هم بشهادتهم قائمون ﴾٤- ثم أليس قد وفى عليه الصلاة والسلام حين اختبره الله تعالى بذبح ولده ؟ وما أعظمه من وفاء. ﴿ أن لا تزر وازرة وزر أخرى ﴾ ففي صحف إبراهيم وموسى-عليهما السلام- أنه لا تحمل نفس ذنب نفس أخرى لتخلصها من العقاب، فلا يجزى والد عن ولده ﴿.... ولا مولود هو جاز عن والده شيئا.. ﴾٥.. بل كل نفس بما كسبت مرتهنة ومحبوسة ومؤاخذة، وما جاء في القرآن الحكيم من توكيد سؤال ناس عن خطايا آخرين وعقابهم بها فإنما يفعل بهم ذلك لأنهم تسببوا في إضلالهم :﴿ وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون ﴾٦﴿ ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم.. ﴾٧.
[ ﴿ وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ﴾ بينت الآية الكريمة السابقة أنه لا يحمل أحد خطايا أحد-إلا دعاة الضلال- وهذه هدت إلى عدم إثابة أحد بعمل غيره- إلا بفضل الله-﴿ فأن ﴾ مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف، والجملة المنفية خبرها، و﴿ ما ﴾ مصدرية أو موصولة [ أي ليس له إلا سعيه أو إلا الذي سعى به، وفعله- واستشكل بأنه وردت أخبار صحيحة بنفع الصدقة عن الميت منها ما أخرجه مسلم، والبخاري.. عن عائشة : أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن أمي افتلتت نفسها وإني أظنها لو تكلمت تصدقت، فهل لها من أجر إن تصدقت عنها ؟ قال :" نعم " وكذا ينفع الحج، أخرج البخاري ومسلم.. عن ابن عباس قال : أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال : إن أختي نذرت لأن تحج وأنها ماتت. فقال النبي عليه الصلاة والسلام :" لو كان عليها دين أكنت قاضيه ؟ " قال : نعم. قال :" فحق الله أحق بالقضاء " ]٨.
ورواية مسلم في- باب الحج عن العاجز لزمانة وهرم ونحوهما أو الموت- عن الفضل أن امرأة من خثعم قالت : يا رسول الله إن أبي شيخ كبير عليه فريضة الله في الحج وهو لا يستطيع أن يستوي على ظهر بعيره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" فحجي عنه "، وفيه بسنده في باب قضاء الصوم عن الميت-عن ابن عباس رضي الله عنهما أن امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : إن أمي ماتت وعليها صوم شهر، فقال :" أرأيت لو كان عليها دين أكنت تقضينه " ؟ قالت : نعم قال :" فدين الله أحق بالقضاء " هذه رواية إسحق بن إبراهيم، ورواية إسحق بن منصور عنه : جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ؟ إن أمي ماتت وعليها صوم نذر أفأصوم عنها ؟ قال :" أرأيت لو كان على أمك دين فقضيته أكان يؤدى ذلك عنها " ؟ قالت : نعم قال :: " فصومي عن أمك ".
﴿ وأن سعيه سوف يرى ﴾ يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا، وما عملت من سوء، يعرض عليه ما اكتسب من البر والإثم مسجلا في صحائفه ماثلا في ميزانه ﴿.. فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون.. ﴾٩- وفي البحر : يراه حاضروا القيامة ويطلعون عليه، تشريفا للمحسن، وتوبيخا للمسيء-١٠.
﴿ ثم يُجزاه الجزاء الأوفى ﴾ وبعد مشاهدة أهل الموقف عمل كل عامل يجزى العامل سعيه جزاء أوفى ما يكون، لا يبخس ولا ينقص شيئا-وحينئذ يكون الفعل في حكم المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل، ولا بأس لأن الثاني بالحذف والإيصال... -.
١ الآيتان: ١١٢، ١١١..
٢ الآية ٣٥..
٣ الآيات: من ٢إلى ٩..
٤ الآيات: ٢٧، ٢٦، ٢٥، ٢٤. والآية ٣٣..
٥ سورة لقمان. من الآية ٣٣..
٦ سورة العنكبوت. الآية ١٣..
٧ سورة النحل. من الآية ٢٥..
٨ ما بين العارضتين مما أورد الألوسي..
٩ سورة التوبة. من الآية ١٠٥..
١٠ ما بين العارضتين نقله الألوسي..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٣:﴿ أفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى( ٣٣ ) وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى( ٣٤ ) أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى( ٣٥ ) أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى ( ٣٦ )وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى ( ٣٧ )أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى( ٣٨ ) وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى( ٣٩ ) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى( ٤٠ ) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى( ٤١ ) ﴾.
تعجيب من أمر من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين ﴿ تولى ﴾ أعرض، ﴿ وأكدى ﴾ وقطع البذل والبر والعطاء- من قولهم حفر فأكدى إذا بلغ كدية أي صلابة في الأرض فلم يمكنه الحفر- قال مجاهد وابن زيد : نزلت في الوليد بن المغيرة كان قد سمع قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلس إليه ووعظه فقرب من الإسلام، وطمع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم إنه عاتبه رجل من المشركين، وقال له : أتترك ملة آبائك ؟ ارجع إلى دينك واثبت عليه وأنا أتحمل عنك كل شيء تخافه في الآخرة، لكن على أن تعطيني كذا وكذا من المال، فوافقه الوليد على ذلك، ورجع عما همّ به من الإسلام، وضل ضلالا بعيدا، وأعطى بعض المال لذلك الرجل ثم أمسك عنه وشح.
أعنده علم الآخرة فهو يرى أن العذاب مصروف عنه، وذاهب إلى من ضمن حمل العذاب يومذاك ؟ أعند هذا المكدى ما يرى به الغيب كما يرى المشاهَد فهو لذلك مطمئن إلى أن صاحبه يتحمل عنه يوم القيامة ما يخافه ؟ بل ألم تأته أخبار وأنباء صحف موسى وصحف إبراهيم الذي بالغ في الوفاء بما عاهد الله عليه ووفّر وأتمّ ما أُمر به-قال ابن عباس : وفيّ بسهام الإسلام كلها... وهي ثلاثون سهما، منها عشرة في سورة براءة :﴿ إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم. التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين ﴾١ وعشرة في سورة الأحزاب :﴿ إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما ﴾٢ وست في ( المؤمنون ) :﴿ الذين هم في صلاتهم خاشعون. والذين هم عن اللغو معرضون. والذين هم للزكاة فاعلون. والذين هم لفروجهم حافظون. إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون. والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون. والذين هم على صلواتهم يحافظون ﴾٣ وأربع في سورة ( المعا رج ) :﴿ والذين في أموالهم حق معلوم. للسائل والمحروم. والذين يصدقون بيوم الدين. والذين هم من عذاب ربهم مشفقون ﴾﴿ والذين هم بشهادتهم قائمون ﴾٤- ثم أليس قد وفى عليه الصلاة والسلام حين اختبره الله تعالى بذبح ولده ؟ وما أعظمه من وفاء. ﴿ أن لا تزر وازرة وزر أخرى ﴾ ففي صحف إبراهيم وموسى-عليهما السلام- أنه لا تحمل نفس ذنب نفس أخرى لتخلصها من العقاب، فلا يجزى والد عن ولده ﴿.... ولا مولود هو جاز عن والده شيئا.. ﴾٥.. بل كل نفس بما كسبت مرتهنة ومحبوسة ومؤاخذة، وما جاء في القرآن الحكيم من توكيد سؤال ناس عن خطايا آخرين وعقابهم بها فإنما يفعل بهم ذلك لأنهم تسببوا في إضلالهم :﴿ وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون ﴾٦﴿ ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم.. ﴾٧.
[ ﴿ وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ﴾ بينت الآية الكريمة السابقة أنه لا يحمل أحد خطايا أحد-إلا دعاة الضلال- وهذه هدت إلى عدم إثابة أحد بعمل غيره- إلا بفضل الله-﴿ فأن ﴾ مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف، والجملة المنفية خبرها، و﴿ ما ﴾ مصدرية أو موصولة [ أي ليس له إلا سعيه أو إلا الذي سعى به، وفعله- واستشكل بأنه وردت أخبار صحيحة بنفع الصدقة عن الميت منها ما أخرجه مسلم، والبخاري.. عن عائشة : أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن أمي افتلتت نفسها وإني أظنها لو تكلمت تصدقت، فهل لها من أجر إن تصدقت عنها ؟ قال :" نعم " وكذا ينفع الحج، أخرج البخاري ومسلم.. عن ابن عباس قال : أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال : إن أختي نذرت لأن تحج وأنها ماتت. فقال النبي عليه الصلاة والسلام :" لو كان عليها دين أكنت قاضيه ؟ " قال : نعم. قال :" فحق الله أحق بالقضاء " ]٨.
ورواية مسلم في- باب الحج عن العاجز لزمانة وهرم ونحوهما أو الموت- عن الفضل أن امرأة من خثعم قالت : يا رسول الله إن أبي شيخ كبير عليه فريضة الله في الحج وهو لا يستطيع أن يستوي على ظهر بعيره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" فحجي عنه "، وفيه بسنده في باب قضاء الصوم عن الميت-عن ابن عباس رضي الله عنهما أن امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : إن أمي ماتت وعليها صوم شهر، فقال :" أرأيت لو كان عليها دين أكنت تقضينه " ؟ قالت : نعم قال :" فدين الله أحق بالقضاء " هذه رواية إسحق بن إبراهيم، ورواية إسحق بن منصور عنه : جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ؟ إن أمي ماتت وعليها صوم نذر أفأصوم عنها ؟ قال :" أرأيت لو كان على أمك دين فقضيته أكان يؤدى ذلك عنها " ؟ قالت : نعم قال :: " فصومي عن أمك ".
﴿ وأن سعيه سوف يرى ﴾ يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا، وما عملت من سوء، يعرض عليه ما اكتسب من البر والإثم مسجلا في صحائفه ماثلا في ميزانه ﴿.. فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون.. ﴾٩- وفي البحر : يراه حاضروا القيامة ويطلعون عليه، تشريفا للمحسن، وتوبيخا للمسيء-١٠.
﴿ ثم يُجزاه الجزاء الأوفى ﴾ وبعد مشاهدة أهل الموقف عمل كل عامل يجزى العامل سعيه جزاء أوفى ما يكون، لا يبخس ولا ينقص شيئا-وحينئذ يكون الفعل في حكم المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل، ولا بأس لأن الثاني بالحذف والإيصال... -.
١ الآيتان: ١١٢، ١١١..
٢ الآية ٣٥..
٣ الآيات: من ٢إلى ٩..
٤ الآيات: ٢٧، ٢٦، ٢٥، ٢٤. والآية ٣٣..
٥ سورة لقمان. من الآية ٣٣..
٦ سورة العنكبوت. الآية ١٣..
٧ سورة النحل. من الآية ٢٥..
٨ ما بين العارضتين مما أورد الألوسي..
٩ سورة التوبة. من الآية ١٠٥..
١٠ ما بين العارضتين نقله الألوسي..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٣:﴿ أفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى( ٣٣ ) وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى( ٣٤ ) أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى( ٣٥ ) أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى ( ٣٦ )وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى ( ٣٧ )أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى( ٣٨ ) وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى( ٣٩ ) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى( ٤٠ ) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى( ٤١ ) ﴾.
تعجيب من أمر من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين ﴿ تولى ﴾ أعرض، ﴿ وأكدى ﴾ وقطع البذل والبر والعطاء- من قولهم حفر فأكدى إذا بلغ كدية أي صلابة في الأرض فلم يمكنه الحفر- قال مجاهد وابن زيد : نزلت في الوليد بن المغيرة كان قد سمع قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلس إليه ووعظه فقرب من الإسلام، وطمع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم إنه عاتبه رجل من المشركين، وقال له : أتترك ملة آبائك ؟ ارجع إلى دينك واثبت عليه وأنا أتحمل عنك كل شيء تخافه في الآخرة، لكن على أن تعطيني كذا وكذا من المال، فوافقه الوليد على ذلك، ورجع عما همّ به من الإسلام، وضل ضلالا بعيدا، وأعطى بعض المال لذلك الرجل ثم أمسك عنه وشح.
أعنده علم الآخرة فهو يرى أن العذاب مصروف عنه، وذاهب إلى من ضمن حمل العذاب يومذاك ؟ أعند هذا المكدى ما يرى به الغيب كما يرى المشاهَد فهو لذلك مطمئن إلى أن صاحبه يتحمل عنه يوم القيامة ما يخافه ؟ بل ألم تأته أخبار وأنباء صحف موسى وصحف إبراهيم الذي بالغ في الوفاء بما عاهد الله عليه ووفّر وأتمّ ما أُمر به-قال ابن عباس : وفيّ بسهام الإسلام كلها... وهي ثلاثون سهما، منها عشرة في سورة براءة :﴿ إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم. التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين ﴾١ وعشرة في سورة الأحزاب :﴿ إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما ﴾٢ وست في ( المؤمنون ) :﴿ الذين هم في صلاتهم خاشعون. والذين هم عن اللغو معرضون. والذين هم للزكاة فاعلون. والذين هم لفروجهم حافظون. إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون. والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون. والذين هم على صلواتهم يحافظون ﴾٣ وأربع في سورة ( المعا رج ) :﴿ والذين في أموالهم حق معلوم. للسائل والمحروم. والذين يصدقون بيوم الدين. والذين هم من عذاب ربهم مشفقون ﴾﴿ والذين هم بشهادتهم قائمون ﴾٤- ثم أليس قد وفى عليه الصلاة والسلام حين اختبره الله تعالى بذبح ولده ؟ وما أعظمه من وفاء. ﴿ أن لا تزر وازرة وزر أخرى ﴾ ففي صحف إبراهيم وموسى-عليهما السلام- أنه لا تحمل نفس ذنب نفس أخرى لتخلصها من العقاب، فلا يجزى والد عن ولده ﴿.... ولا مولود هو جاز عن والده شيئا.. ﴾٥.. بل كل نفس بما كسبت مرتهنة ومحبوسة ومؤاخذة، وما جاء في القرآن الحكيم من توكيد سؤال ناس عن خطايا آخرين وعقابهم بها فإنما يفعل بهم ذلك لأنهم تسببوا في إضلالهم :﴿ وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون ﴾٦﴿ ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم.. ﴾٧.
[ ﴿ وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ﴾ بينت الآية الكريمة السابقة أنه لا يحمل أحد خطايا أحد-إلا دعاة الضلال- وهذه هدت إلى عدم إثابة أحد بعمل غيره- إلا بفضل الله-﴿ فأن ﴾ مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف، والجملة المنفية خبرها، و﴿ ما ﴾ مصدرية أو موصولة [ أي ليس له إلا سعيه أو إلا الذي سعى به، وفعله- واستشكل بأنه وردت أخبار صحيحة بنفع الصدقة عن الميت منها ما أخرجه مسلم، والبخاري.. عن عائشة : أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن أمي افتلتت نفسها وإني أظنها لو تكلمت تصدقت، فهل لها من أجر إن تصدقت عنها ؟ قال :" نعم " وكذا ينفع الحج، أخرج البخاري ومسلم.. عن ابن عباس قال : أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال : إن أختي نذرت لأن تحج وأنها ماتت. فقال النبي عليه الصلاة والسلام :" لو كان عليها دين أكنت قاضيه ؟ " قال : نعم. قال :" فحق الله أحق بالقضاء " ]٨.
ورواية مسلم في- باب الحج عن العاجز لزمانة وهرم ونحوهما أو الموت- عن الفضل أن امرأة من خثعم قالت : يا رسول الله إن أبي شيخ كبير عليه فريضة الله في الحج وهو لا يستطيع أن يستوي على ظهر بعيره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" فحجي عنه "، وفيه بسنده في باب قضاء الصوم عن الميت-عن ابن عباس رضي الله عنهما أن امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : إن أمي ماتت وعليها صوم شهر، فقال :" أرأيت لو كان عليها دين أكنت تقضينه " ؟ قالت : نعم قال :" فدين الله أحق بالقضاء " هذه رواية إسحق بن إبراهيم، ورواية إسحق بن منصور عنه : جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ؟ إن أمي ماتت وعليها صوم نذر أفأصوم عنها ؟ قال :" أرأيت لو كان على أمك دين فقضيته أكان يؤدى ذلك عنها " ؟ قالت : نعم قال :: " فصومي عن أمك ".
﴿ وأن سعيه سوف يرى ﴾ يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا، وما عملت من سوء، يعرض عليه ما اكتسب من البر والإثم مسجلا في صحائفه ماثلا في ميزانه ﴿.. فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون.. ﴾٩- وفي البحر : يراه حاضروا القيامة ويطلعون عليه، تشريفا للمحسن، وتوبيخا للمسيء-١٠.
﴿ ثم يُجزاه الجزاء الأوفى ﴾ وبعد مشاهدة أهل الموقف عمل كل عامل يجزى العامل سعيه جزاء أوفى ما يكون، لا يبخس ولا ينقص شيئا-وحينئذ يكون الفعل في حكم المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل، ولا بأس لأن الثاني بالحذف والإيصال... -.
١ الآيتان: ١١٢، ١١١..
٢ الآية ٣٥..
٣ الآيات: من ٢إلى ٩..
٤ الآيات: ٢٧، ٢٦، ٢٥، ٢٤. والآية ٣٣..
٥ سورة لقمان. من الآية ٣٣..
٦ سورة العنكبوت. الآية ١٣..
٧ سورة النحل. من الآية ٢٥..
٨ ما بين العارضتين مما أورد الألوسي..
٩ سورة التوبة. من الآية ١٠٥..
١٠ ما بين العارضتين نقله الألوسي..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٣:﴿ أفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى( ٣٣ ) وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى( ٣٤ ) أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى( ٣٥ ) أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى ( ٣٦ )وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى ( ٣٧ )أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى( ٣٨ ) وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى( ٣٩ ) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى( ٤٠ ) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى( ٤١ ) ﴾.
تعجيب من أمر من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين ﴿ تولى ﴾ أعرض، ﴿ وأكدى ﴾ وقطع البذل والبر والعطاء- من قولهم حفر فأكدى إذا بلغ كدية أي صلابة في الأرض فلم يمكنه الحفر- قال مجاهد وابن زيد : نزلت في الوليد بن المغيرة كان قد سمع قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلس إليه ووعظه فقرب من الإسلام، وطمع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم إنه عاتبه رجل من المشركين، وقال له : أتترك ملة آبائك ؟ ارجع إلى دينك واثبت عليه وأنا أتحمل عنك كل شيء تخافه في الآخرة، لكن على أن تعطيني كذا وكذا من المال، فوافقه الوليد على ذلك، ورجع عما همّ به من الإسلام، وضل ضلالا بعيدا، وأعطى بعض المال لذلك الرجل ثم أمسك عنه وشح.
أعنده علم الآخرة فهو يرى أن العذاب مصروف عنه، وذاهب إلى من ضمن حمل العذاب يومذاك ؟ أعند هذا المكدى ما يرى به الغيب كما يرى المشاهَد فهو لذلك مطمئن إلى أن صاحبه يتحمل عنه يوم القيامة ما يخافه ؟ بل ألم تأته أخبار وأنباء صحف موسى وصحف إبراهيم الذي بالغ في الوفاء بما عاهد الله عليه ووفّر وأتمّ ما أُمر به-قال ابن عباس : وفيّ بسهام الإسلام كلها... وهي ثلاثون سهما، منها عشرة في سورة براءة :﴿ إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم. التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين ﴾١ وعشرة في سورة الأحزاب :﴿ إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما ﴾٢ وست في ( المؤمنون ) :﴿ الذين هم في صلاتهم خاشعون. والذين هم عن اللغو معرضون. والذين هم للزكاة فاعلون. والذين هم لفروجهم حافظون. إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون. والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون. والذين هم على صلواتهم يحافظون ﴾٣ وأربع في سورة ( المعا رج ) :﴿ والذين في أموالهم حق معلوم. للسائل والمحروم. والذين يصدقون بيوم الدين. والذين هم من عذاب ربهم مشفقون ﴾﴿ والذين هم بشهادتهم قائمون ﴾٤- ثم أليس قد وفى عليه الصلاة والسلام حين اختبره الله تعالى بذبح ولده ؟ وما أعظمه من وفاء. ﴿ أن لا تزر وازرة وزر أخرى ﴾ ففي صحف إبراهيم وموسى-عليهما السلام- أنه لا تحمل نفس ذنب نفس أخرى لتخلصها من العقاب، فلا يجزى والد عن ولده ﴿.... ولا مولود هو جاز عن والده شيئا.. ﴾٥.. بل كل نفس بما كسبت مرتهنة ومحبوسة ومؤاخذة، وما جاء في القرآن الحكيم من توكيد سؤال ناس عن خطايا آخرين وعقابهم بها فإنما يفعل بهم ذلك لأنهم تسببوا في إضلالهم :﴿ وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون ﴾٦﴿ ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم.. ﴾٧.
[ ﴿ وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ﴾ بينت الآية الكريمة السابقة أنه لا يحمل أحد خطايا أحد-إلا دعاة الضلال- وهذه هدت إلى عدم إثابة أحد بعمل غيره- إلا بفضل الله-﴿ فأن ﴾ مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف، والجملة المنفية خبرها، و﴿ ما ﴾ مصدرية أو موصولة [ أي ليس له إلا سعيه أو إلا الذي سعى به، وفعله- واستشكل بأنه وردت أخبار صحيحة بنفع الصدقة عن الميت منها ما أخرجه مسلم، والبخاري.. عن عائشة : أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن أمي افتلتت نفسها وإني أظنها لو تكلمت تصدقت، فهل لها من أجر إن تصدقت عنها ؟ قال :" نعم " وكذا ينفع الحج، أخرج البخاري ومسلم.. عن ابن عباس قال : أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال : إن أختي نذرت لأن تحج وأنها ماتت. فقال النبي عليه الصلاة والسلام :" لو كان عليها دين أكنت قاضيه ؟ " قال : نعم. قال :" فحق الله أحق بالقضاء " ]٨.
ورواية مسلم في- باب الحج عن العاجز لزمانة وهرم ونحوهما أو الموت- عن الفضل أن امرأة من خثعم قالت : يا رسول الله إن أبي شيخ كبير عليه فريضة الله في الحج وهو لا يستطيع أن يستوي على ظهر بعيره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" فحجي عنه "، وفيه بسنده في باب قضاء الصوم عن الميت-عن ابن عباس رضي الله عنهما أن امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : إن أمي ماتت وعليها صوم شهر، فقال :" أرأيت لو كان عليها دين أكنت تقضينه " ؟ قالت : نعم قال :" فدين الله أحق بالقضاء " هذه رواية إسحق بن إبراهيم، ورواية إسحق بن منصور عنه : جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ؟ إن أمي ماتت وعليها صوم نذر أفأصوم عنها ؟ قال :" أرأيت لو كان على أمك دين فقضيته أكان يؤدى ذلك عنها " ؟ قالت : نعم قال :: " فصومي عن أمك ".
﴿ وأن سعيه سوف يرى ﴾ يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا، وما عملت من سوء، يعرض عليه ما اكتسب من البر والإثم مسجلا في صحائفه ماثلا في ميزانه ﴿.. فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون.. ﴾٩- وفي البحر : يراه حاضروا القيامة ويطلعون عليه، تشريفا للمحسن، وتوبيخا للمسيء-١٠.
﴿ ثم يُجزاه الجزاء الأوفى ﴾ وبعد مشاهدة أهل الموقف عمل كل عامل يجزى العامل سعيه جزاء أوفى ما يكون، لا يبخس ولا ينقص شيئا-وحينئذ يكون الفعل في حكم المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل، ولا بأس لأن الثاني بالحذف والإيصال... -.
١ الآيتان: ١١٢، ١١١..
٢ الآية ٣٥..
٣ الآيات: من ٢إلى ٩..
٤ الآيات: ٢٧، ٢٦، ٢٥، ٢٤. والآية ٣٣..
٥ سورة لقمان. من الآية ٣٣..
٦ سورة العنكبوت. الآية ١٣..
٧ سورة النحل. من الآية ٢٥..
٨ ما بين العارضتين مما أورد الألوسي..
٩ سورة التوبة. من الآية ١٠٥..
١٠ ما بين العارضتين نقله الألوسي..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٣:﴿ أفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى( ٣٣ ) وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى( ٣٤ ) أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى( ٣٥ ) أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى ( ٣٦ )وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى ( ٣٧ )أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى( ٣٨ ) وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى( ٣٩ ) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى( ٤٠ ) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى( ٤١ ) ﴾.
تعجيب من أمر من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين ﴿ تولى ﴾ أعرض، ﴿ وأكدى ﴾ وقطع البذل والبر والعطاء- من قولهم حفر فأكدى إذا بلغ كدية أي صلابة في الأرض فلم يمكنه الحفر- قال مجاهد وابن زيد : نزلت في الوليد بن المغيرة كان قد سمع قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلس إليه ووعظه فقرب من الإسلام، وطمع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم إنه عاتبه رجل من المشركين، وقال له : أتترك ملة آبائك ؟ ارجع إلى دينك واثبت عليه وأنا أتحمل عنك كل شيء تخافه في الآخرة، لكن على أن تعطيني كذا وكذا من المال، فوافقه الوليد على ذلك، ورجع عما همّ به من الإسلام، وضل ضلالا بعيدا، وأعطى بعض المال لذلك الرجل ثم أمسك عنه وشح.
أعنده علم الآخرة فهو يرى أن العذاب مصروف عنه، وذاهب إلى من ضمن حمل العذاب يومذاك ؟ أعند هذا المكدى ما يرى به الغيب كما يرى المشاهَد فهو لذلك مطمئن إلى أن صاحبه يتحمل عنه يوم القيامة ما يخافه ؟ بل ألم تأته أخبار وأنباء صحف موسى وصحف إبراهيم الذي بالغ في الوفاء بما عاهد الله عليه ووفّر وأتمّ ما أُمر به-قال ابن عباس : وفيّ بسهام الإسلام كلها... وهي ثلاثون سهما، منها عشرة في سورة براءة :﴿ إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم. التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين ﴾١ وعشرة في سورة الأحزاب :﴿ إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما ﴾٢ وست في ( المؤمنون ) :﴿ الذين هم في صلاتهم خاشعون. والذين هم عن اللغو معرضون. والذين هم للزكاة فاعلون. والذين هم لفروجهم حافظون. إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون. والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون. والذين هم على صلواتهم يحافظون ﴾٣ وأربع في سورة ( المعا رج ) :﴿ والذين في أموالهم حق معلوم. للسائل والمحروم. والذين يصدقون بيوم الدين. والذين هم من عذاب ربهم مشفقون ﴾﴿ والذين هم بشهادتهم قائمون ﴾٤- ثم أليس قد وفى عليه الصلاة والسلام حين اختبره الله تعالى بذبح ولده ؟ وما أعظمه من وفاء. ﴿ أن لا تزر وازرة وزر أخرى ﴾ ففي صحف إبراهيم وموسى-عليهما السلام- أنه لا تحمل نفس ذنب نفس أخرى لتخلصها من العقاب، فلا يجزى والد عن ولده ﴿.... ولا مولود هو جاز عن والده شيئا.. ﴾٥.. بل كل نفس بما كسبت مرتهنة ومحبوسة ومؤاخذة، وما جاء في القرآن الحكيم من توكيد سؤال ناس عن خطايا آخرين وعقابهم بها فإنما يفعل بهم ذلك لأنهم تسببوا في إضلالهم :﴿ وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون ﴾٦﴿ ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم.. ﴾٧.
[ ﴿ وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ﴾ بينت الآية الكريمة السابقة أنه لا يحمل أحد خطايا أحد-إلا دعاة الضلال- وهذه هدت إلى عدم إثابة أحد بعمل غيره- إلا بفضل الله-﴿ فأن ﴾ مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف، والجملة المنفية خبرها، و﴿ ما ﴾ مصدرية أو موصولة [ أي ليس له إلا سعيه أو إلا الذي سعى به، وفعله- واستشكل بأنه وردت أخبار صحيحة بنفع الصدقة عن الميت منها ما أخرجه مسلم، والبخاري.. عن عائشة : أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن أمي افتلتت نفسها وإني أظنها لو تكلمت تصدقت، فهل لها من أجر إن تصدقت عنها ؟ قال :" نعم " وكذا ينفع الحج، أخرج البخاري ومسلم.. عن ابن عباس قال : أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال : إن أختي نذرت لأن تحج وأنها ماتت. فقال النبي عليه الصلاة والسلام :" لو كان عليها دين أكنت قاضيه ؟ " قال : نعم. قال :" فحق الله أحق بالقضاء " ]٨.
ورواية مسلم في- باب الحج عن العاجز لزمانة وهرم ونحوهما أو الموت- عن الفضل أن امرأة من خثعم قالت : يا رسول الله إن أبي شيخ كبير عليه فريضة الله في الحج وهو لا يستطيع أن يستوي على ظهر بعيره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" فحجي عنه "، وفيه بسنده في باب قضاء الصوم عن الميت-عن ابن عباس رضي الله عنهما أن امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : إن أمي ماتت وعليها صوم شهر، فقال :" أرأيت لو كان عليها دين أكنت تقضينه " ؟ قالت : نعم قال :" فدين الله أحق بالقضاء " هذه رواية إسحق بن إبراهيم، ورواية إسحق بن منصور عنه : جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ؟ إن أمي ماتت وعليها صوم نذر أفأصوم عنها ؟ قال :" أرأيت لو كان على أمك دين فقضيته أكان يؤدى ذلك عنها " ؟ قالت : نعم قال :: " فصومي عن أمك ".
﴿ وأن سعيه سوف يرى ﴾ يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا، وما عملت من سوء، يعرض عليه ما اكتسب من البر والإثم مسجلا في صحائفه ماثلا في ميزانه ﴿.. فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون.. ﴾٩- وفي البحر : يراه حاضروا القيامة ويطلعون عليه، تشريفا للمحسن، وتوبيخا للمسيء-١٠.
﴿ ثم يُجزاه الجزاء الأوفى ﴾ وبعد مشاهدة أهل الموقف عمل كل عامل يجزى العامل سعيه جزاء أوفى ما يكون، لا يبخس ولا ينقص شيئا-وحينئذ يكون الفعل في حكم المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل، ولا بأس لأن الثاني بالحذف والإيصال... -.
١ الآيتان: ١١٢، ١١١..
٢ الآية ٣٥..
٣ الآيات: من ٢إلى ٩..
٤ الآيات: ٢٧، ٢٦، ٢٥، ٢٤. والآية ٣٣..
٥ سورة لقمان. من الآية ٣٣..
٦ سورة العنكبوت. الآية ١٣..
٧ سورة النحل. من الآية ٢٥..
٨ ما بين العارضتين مما أورد الألوسي..
٩ سورة التوبة. من الآية ١٠٥..
١٠ ما بين العارضتين نقله الألوسي..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٣:﴿ أفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى( ٣٣ ) وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى( ٣٤ ) أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى( ٣٥ ) أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى ( ٣٦ )وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى ( ٣٧ )أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى( ٣٨ ) وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى( ٣٩ ) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى( ٤٠ ) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى( ٤١ ) ﴾.
تعجيب من أمر من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين ﴿ تولى ﴾ أعرض، ﴿ وأكدى ﴾ وقطع البذل والبر والعطاء- من قولهم حفر فأكدى إذا بلغ كدية أي صلابة في الأرض فلم يمكنه الحفر- قال مجاهد وابن زيد : نزلت في الوليد بن المغيرة كان قد سمع قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلس إليه ووعظه فقرب من الإسلام، وطمع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم إنه عاتبه رجل من المشركين، وقال له : أتترك ملة آبائك ؟ ارجع إلى دينك واثبت عليه وأنا أتحمل عنك كل شيء تخافه في الآخرة، لكن على أن تعطيني كذا وكذا من المال، فوافقه الوليد على ذلك، ورجع عما همّ به من الإسلام، وضل ضلالا بعيدا، وأعطى بعض المال لذلك الرجل ثم أمسك عنه وشح.
أعنده علم الآخرة فهو يرى أن العذاب مصروف عنه، وذاهب إلى من ضمن حمل العذاب يومذاك ؟ أعند هذا المكدى ما يرى به الغيب كما يرى المشاهَد فهو لذلك مطمئن إلى أن صاحبه يتحمل عنه يوم القيامة ما يخافه ؟ بل ألم تأته أخبار وأنباء صحف موسى وصحف إبراهيم الذي بالغ في الوفاء بما عاهد الله عليه ووفّر وأتمّ ما أُمر به-قال ابن عباس : وفيّ بسهام الإسلام كلها... وهي ثلاثون سهما، منها عشرة في سورة براءة :﴿ إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم. التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين ﴾١ وعشرة في سورة الأحزاب :﴿ إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما ﴾٢ وست في ( المؤمنون ) :﴿ الذين هم في صلاتهم خاشعون. والذين هم عن اللغو معرضون. والذين هم للزكاة فاعلون. والذين هم لفروجهم حافظون. إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون. والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون. والذين هم على صلواتهم يحافظون ﴾٣ وأربع في سورة ( المعا رج ) :﴿ والذين في أموالهم حق معلوم. للسائل والمحروم. والذين يصدقون بيوم الدين. والذين هم من عذاب ربهم مشفقون ﴾﴿ والذين هم بشهادتهم قائمون ﴾٤- ثم أليس قد وفى عليه الصلاة والسلام حين اختبره الله تعالى بذبح ولده ؟ وما أعظمه من وفاء. ﴿ أن لا تزر وازرة وزر أخرى ﴾ ففي صحف إبراهيم وموسى-عليهما السلام- أنه لا تحمل نفس ذنب نفس أخرى لتخلصها من العقاب، فلا يجزى والد عن ولده ﴿.... ولا مولود هو جاز عن والده شيئا.. ﴾٥.. بل كل نفس بما كسبت مرتهنة ومحبوسة ومؤاخذة، وما جاء في القرآن الحكيم من توكيد سؤال ناس عن خطايا آخرين وعقابهم بها فإنما يفعل بهم ذلك لأنهم تسببوا في إضلالهم :﴿ وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون ﴾٦﴿ ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم.. ﴾٧.
[ ﴿ وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ﴾ بينت الآية الكريمة السابقة أنه لا يحمل أحد خطايا أحد-إلا دعاة الضلال- وهذه هدت إلى عدم إثابة أحد بعمل غيره- إلا بفضل الله-﴿ فأن ﴾ مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف، والجملة المنفية خبرها، و﴿ ما ﴾ مصدرية أو موصولة [ أي ليس له إلا سعيه أو إلا الذي سعى به، وفعله- واستشكل بأنه وردت أخبار صحيحة بنفع الصدقة عن الميت منها ما أخرجه مسلم، والبخاري.. عن عائشة : أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن أمي افتلتت نفسها وإني أظنها لو تكلمت تصدقت، فهل لها من أجر إن تصدقت عنها ؟ قال :" نعم " وكذا ينفع الحج، أخرج البخاري ومسلم.. عن ابن عباس قال : أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال : إن أختي نذرت لأن تحج وأنها ماتت. فقال النبي عليه الصلاة والسلام :" لو كان عليها دين أكنت قاضيه ؟ " قال : نعم. قال :" فحق الله أحق بالقضاء " ]٨.
ورواية مسلم في- باب الحج عن العاجز لزمانة وهرم ونحوهما أو الموت- عن الفضل أن امرأة من خثعم قالت : يا رسول الله إن أبي شيخ كبير عليه فريضة الله في الحج وهو لا يستطيع أن يستوي على ظهر بعيره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" فحجي عنه "، وفيه بسنده في باب قضاء الصوم عن الميت-عن ابن عباس رضي الله عنهما أن امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : إن أمي ماتت وعليها صوم شهر، فقال :" أرأيت لو كان عليها دين أكنت تقضينه " ؟ قالت : نعم قال :" فدين الله أحق بالقضاء " هذه رواية إسحق بن إبراهيم، ورواية إسحق بن منصور عنه : جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ؟ إن أمي ماتت وعليها صوم نذر أفأصوم عنها ؟ قال :" أرأيت لو كان على أمك دين فقضيته أكان يؤدى ذلك عنها " ؟ قالت : نعم قال :: " فصومي عن أمك ".
﴿ وأن سعيه سوف يرى ﴾ يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا، وما عملت من سوء، يعرض عليه ما اكتسب من البر والإثم مسجلا في صحائفه ماثلا في ميزانه ﴿.. فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون.. ﴾٩- وفي البحر : يراه حاضروا القيامة ويطلعون عليه، تشريفا للمحسن، وتوبيخا للمسيء-١٠.
﴿ ثم يُجزاه الجزاء الأوفى ﴾ وبعد مشاهدة أهل الموقف عمل كل عامل يجزى العامل سعيه جزاء أوفى ما يكون، لا يبخس ولا ينقص شيئا-وحينئذ يكون الفعل في حكم المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل، ولا بأس لأن الثاني بالحذف والإيصال... -.
١ الآيتان: ١١٢، ١١١..
٢ الآية ٣٥..
٣ الآيات: من ٢إلى ٩..
٤ الآيات: ٢٧، ٢٦، ٢٥، ٢٤. والآية ٣٣..
٥ سورة لقمان. من الآية ٣٣..
٦ سورة العنكبوت. الآية ١٣..
٧ سورة النحل. من الآية ٢٥..
٨ ما بين العارضتين مما أورد الألوسي..
٩ سورة التوبة. من الآية ١٠٥..
١٠ ما بين العارضتين نقله الألوسي..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٣:﴿ أفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى( ٣٣ ) وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى( ٣٤ ) أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى( ٣٥ ) أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى ( ٣٦ )وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى ( ٣٧ )أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى( ٣٨ ) وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى( ٣٩ ) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى( ٤٠ ) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى( ٤١ ) ﴾.
تعجيب من أمر من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين ﴿ تولى ﴾ أعرض، ﴿ وأكدى ﴾ وقطع البذل والبر والعطاء- من قولهم حفر فأكدى إذا بلغ كدية أي صلابة في الأرض فلم يمكنه الحفر- قال مجاهد وابن زيد : نزلت في الوليد بن المغيرة كان قد سمع قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلس إليه ووعظه فقرب من الإسلام، وطمع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم إنه عاتبه رجل من المشركين، وقال له : أتترك ملة آبائك ؟ ارجع إلى دينك واثبت عليه وأنا أتحمل عنك كل شيء تخافه في الآخرة، لكن على أن تعطيني كذا وكذا من المال، فوافقه الوليد على ذلك، ورجع عما همّ به من الإسلام، وضل ضلالا بعيدا، وأعطى بعض المال لذلك الرجل ثم أمسك عنه وشح.
أعنده علم الآخرة فهو يرى أن العذاب مصروف عنه، وذاهب إلى من ضمن حمل العذاب يومذاك ؟ أعند هذا المكدى ما يرى به الغيب كما يرى المشاهَد فهو لذلك مطمئن إلى أن صاحبه يتحمل عنه يوم القيامة ما يخافه ؟ بل ألم تأته أخبار وأنباء صحف موسى وصحف إبراهيم الذي بالغ في الوفاء بما عاهد الله عليه ووفّر وأتمّ ما أُمر به-قال ابن عباس : وفيّ بسهام الإسلام كلها... وهي ثلاثون سهما، منها عشرة في سورة براءة :﴿ إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم. التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين ﴾١ وعشرة في سورة الأحزاب :﴿ إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما ﴾٢ وست في ( المؤمنون ) :﴿ الذين هم في صلاتهم خاشعون. والذين هم عن اللغو معرضون. والذين هم للزكاة فاعلون. والذين هم لفروجهم حافظون. إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون. والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون. والذين هم على صلواتهم يحافظون ﴾٣ وأربع في سورة ( المعا رج ) :﴿ والذين في أموالهم حق معلوم. للسائل والمحروم. والذين يصدقون بيوم الدين. والذين هم من عذاب ربهم مشفقون ﴾﴿ والذين هم بشهادتهم قائمون ﴾٤- ثم أليس قد وفى عليه الصلاة والسلام حين اختبره الله تعالى بذبح ولده ؟ وما أعظمه من وفاء. ﴿ أن لا تزر وازرة وزر أخرى ﴾ ففي صحف إبراهيم وموسى-عليهما السلام- أنه لا تحمل نفس ذنب نفس أخرى لتخلصها من العقاب، فلا يجزى والد عن ولده ﴿.... ولا مولود هو جاز عن والده شيئا.. ﴾٥.. بل كل نفس بما كسبت مرتهنة ومحبوسة ومؤاخذة، وما جاء في القرآن الحكيم من توكيد سؤال ناس عن خطايا آخرين وعقابهم بها فإنما يفعل بهم ذلك لأنهم تسببوا في إضلالهم :﴿ وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون ﴾٦﴿ ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم.. ﴾٧.
[ ﴿ وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ﴾ بينت الآية الكريمة السابقة أنه لا يحمل أحد خطايا أحد-إلا دعاة الضلال- وهذه هدت إلى عدم إثابة أحد بعمل غيره- إلا بفضل الله-﴿ فأن ﴾ مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف، والجملة المنفية خبرها، و﴿ ما ﴾ مصدرية أو موصولة [ أي ليس له إلا سعيه أو إلا الذي سعى به، وفعله- واستشكل بأنه وردت أخبار صحيحة بنفع الصدقة عن الميت منها ما أخرجه مسلم، والبخاري.. عن عائشة : أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن أمي افتلتت نفسها وإني أظنها لو تكلمت تصدقت، فهل لها من أجر إن تصدقت عنها ؟ قال :" نعم " وكذا ينفع الحج، أخرج البخاري ومسلم.. عن ابن عباس قال : أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال : إن أختي نذرت لأن تحج وأنها ماتت. فقال النبي عليه الصلاة والسلام :" لو كان عليها دين أكنت قاضيه ؟ " قال : نعم. قال :" فحق الله أحق بالقضاء " ]٨.
ورواية مسلم في- باب الحج عن العاجز لزمانة وهرم ونحوهما أو الموت- عن الفضل أن امرأة من خثعم قالت : يا رسول الله إن أبي شيخ كبير عليه فريضة الله في الحج وهو لا يستطيع أن يستوي على ظهر بعيره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" فحجي عنه "، وفيه بسنده في باب قضاء الصوم عن الميت-عن ابن عباس رضي الله عنهما أن امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : إن أمي ماتت وعليها صوم شهر، فقال :" أرأيت لو كان عليها دين أكنت تقضينه " ؟ قالت : نعم قال :" فدين الله أحق بالقضاء " هذه رواية إسحق بن إبراهيم، ورواية إسحق بن منصور عنه : جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ؟ إن أمي ماتت وعليها صوم نذر أفأصوم عنها ؟ قال :" أرأيت لو كان على أمك دين فقضيته أكان يؤدى ذلك عنها " ؟ قالت : نعم قال :: " فصومي عن أمك ".
﴿ وأن سعيه سوف يرى ﴾ يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا، وما عملت من سوء، يعرض عليه ما اكتسب من البر والإثم مسجلا في صحائفه ماثلا في ميزانه ﴿.. فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون.. ﴾٩- وفي البحر : يراه حاضروا القيامة ويطلعون عليه، تشريفا للمحسن، وتوبيخا للمسيء-١٠.
﴿ ثم يُجزاه الجزاء الأوفى ﴾ وبعد مشاهدة أهل الموقف عمل كل عامل يجزى العامل سعيه جزاء أوفى ما يكون، لا يبخس ولا ينقص شيئا-وحينئذ يكون الفعل في حكم المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل، ولا بأس لأن الثاني بالحذف والإيصال... -.
١ الآيتان: ١١٢، ١١١..
٢ الآية ٣٥..
٣ الآيات: من ٢إلى ٩..
٤ الآيات: ٢٧، ٢٦، ٢٥، ٢٤. والآية ٣٣..
٥ سورة لقمان. من الآية ٣٣..
٦ سورة العنكبوت. الآية ١٣..
٧ سورة النحل. من الآية ٢٥..
٨ ما بين العارضتين مما أورد الألوسي..
٩ سورة التوبة. من الآية ١٠٥..
١٠ ما بين العارضتين نقله الألوسي..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٣:﴿ أفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى( ٣٣ ) وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى( ٣٤ ) أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى( ٣٥ ) أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى ( ٣٦ )وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى ( ٣٧ )أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى( ٣٨ ) وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى( ٣٩ ) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى( ٤٠ ) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى( ٤١ ) ﴾.
تعجيب من أمر من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين ﴿ تولى ﴾ أعرض، ﴿ وأكدى ﴾ وقطع البذل والبر والعطاء- من قولهم حفر فأكدى إذا بلغ كدية أي صلابة في الأرض فلم يمكنه الحفر- قال مجاهد وابن زيد : نزلت في الوليد بن المغيرة كان قد سمع قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلس إليه ووعظه فقرب من الإسلام، وطمع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم إنه عاتبه رجل من المشركين، وقال له : أتترك ملة آبائك ؟ ارجع إلى دينك واثبت عليه وأنا أتحمل عنك كل شيء تخافه في الآخرة، لكن على أن تعطيني كذا وكذا من المال، فوافقه الوليد على ذلك، ورجع عما همّ به من الإسلام، وضل ضلالا بعيدا، وأعطى بعض المال لذلك الرجل ثم أمسك عنه وشح.
أعنده علم الآخرة فهو يرى أن العذاب مصروف عنه، وذاهب إلى من ضمن حمل العذاب يومذاك ؟ أعند هذا المكدى ما يرى به الغيب كما يرى المشاهَد فهو لذلك مطمئن إلى أن صاحبه يتحمل عنه يوم القيامة ما يخافه ؟ بل ألم تأته أخبار وأنباء صحف موسى وصحف إبراهيم الذي بالغ في الوفاء بما عاهد الله عليه ووفّر وأتمّ ما أُمر به-قال ابن عباس : وفيّ بسهام الإسلام كلها... وهي ثلاثون سهما، منها عشرة في سورة براءة :﴿ إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم. التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين ﴾١ وعشرة في سورة الأحزاب :﴿ إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما ﴾٢ وست في ( المؤمنون ) :﴿ الذين هم في صلاتهم خاشعون. والذين هم عن اللغو معرضون. والذين هم للزكاة فاعلون. والذين هم لفروجهم حافظون. إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون. والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون. والذين هم على صلواتهم يحافظون ﴾٣ وأربع في سورة ( المعا رج ) :﴿ والذين في أموالهم حق معلوم. للسائل والمحروم. والذين يصدقون بيوم الدين. والذين هم من عذاب ربهم مشفقون ﴾﴿ والذين هم بشهادتهم قائمون ﴾٤- ثم أليس قد وفى عليه الصلاة والسلام حين اختبره الله تعالى بذبح ولده ؟ وما أعظمه من وفاء. ﴿ أن لا تزر وازرة وزر أخرى ﴾ ففي صحف إبراهيم وموسى-عليهما السلام- أنه لا تحمل نفس ذنب نفس أخرى لتخلصها من العقاب، فلا يجزى والد عن ولده ﴿.... ولا مولود هو جاز عن والده شيئا.. ﴾٥.. بل كل نفس بما كسبت مرتهنة ومحبوسة ومؤاخذة، وما جاء في القرآن الحكيم من توكيد سؤال ناس عن خطايا آخرين وعقابهم بها فإنما يفعل بهم ذلك لأنهم تسببوا في إضلالهم :﴿ وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون ﴾٦﴿ ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم.. ﴾٧.
[ ﴿ وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ﴾ بينت الآية الكريمة السابقة أنه لا يحمل أحد خطايا أحد-إلا دعاة الضلال- وهذه هدت إلى عدم إثابة أحد بعمل غيره- إلا بفضل الله-﴿ فأن ﴾ مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف، والجملة المنفية خبرها، و﴿ ما ﴾ مصدرية أو موصولة [ أي ليس له إلا سعيه أو إلا الذي سعى به، وفعله- واستشكل بأنه وردت أخبار صحيحة بنفع الصدقة عن الميت منها ما أخرجه مسلم، والبخاري.. عن عائشة : أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن أمي افتلتت نفسها وإني أظنها لو تكلمت تصدقت، فهل لها من أجر إن تصدقت عنها ؟ قال :" نعم " وكذا ينفع الحج، أخرج البخاري ومسلم.. عن ابن عباس قال : أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال : إن أختي نذرت لأن تحج وأنها ماتت. فقال النبي عليه الصلاة والسلام :" لو كان عليها دين أكنت قاضيه ؟ " قال : نعم. قال :" فحق الله أحق بالقضاء " ]٨.
ورواية مسلم في- باب الحج عن العاجز لزمانة وهرم ونحوهما أو الموت- عن الفضل أن امرأة من خثعم قالت : يا رسول الله إن أبي شيخ كبير عليه فريضة الله في الحج وهو لا يستطيع أن يستوي على ظهر بعيره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" فحجي عنه "، وفيه بسنده في باب قضاء الصوم عن الميت-عن ابن عباس رضي الله عنهما أن امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : إن أمي ماتت وعليها صوم شهر، فقال :" أرأيت لو كان عليها دين أكنت تقضينه " ؟ قالت : نعم قال :" فدين الله أحق بالقضاء " هذه رواية إسحق بن إبراهيم، ورواية إسحق بن منصور عنه : جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ؟ إن أمي ماتت وعليها صوم نذر أفأصوم عنها ؟ قال :" أرأيت لو كان على أمك دين فقضيته أكان يؤدى ذلك عنها " ؟ قالت : نعم قال :: " فصومي عن أمك ".
﴿ وأن سعيه سوف يرى ﴾ يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا، وما عملت من سوء، يعرض عليه ما اكتسب من البر والإثم مسجلا في صحائفه ماثلا في ميزانه ﴿.. فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون.. ﴾٩- وفي البحر : يراه حاضروا القيامة ويطلعون عليه، تشريفا للمحسن، وتوبيخا للمسيء-١٠.
﴿ ثم يُجزاه الجزاء الأوفى ﴾ وبعد مشاهدة أهل الموقف عمل كل عامل يجزى العامل سعيه جزاء أوفى ما يكون، لا يبخس ولا ينقص شيئا-وحينئذ يكون الفعل في حكم المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل، ولا بأس لأن الثاني بالحذف والإيصال... -.
١ الآيتان: ١١٢، ١١١..
٢ الآية ٣٥..
٣ الآيات: من ٢إلى ٩..
٤ الآيات: ٢٧، ٢٦، ٢٥، ٢٤. والآية ٣٣..
٥ سورة لقمان. من الآية ٣٣..
٦ سورة العنكبوت. الآية ١٣..
٧ سورة النحل. من الآية ٢٥..
٨ ما بين العارضتين مما أورد الألوسي..
٩ سورة التوبة. من الآية ١٠٥..
١٠ ما بين العارضتين نقله الألوسي..

﴿ وأن إلى ربك المنتهى( ٤٢ ) ﴾
إلى لقاء مولانا البر الرحيم المرجع والمآب، إلى عقابه مآل المجرمين وإلى ثوابه مصير المكرمين :﴿ يا أيتها النفس المطمئنة. ارجعي إلى ربك راضية مرضية. فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ﴾١.
١ سورة الفجر. الآيات من ٢٧-٣٠..
﴿ وأنه هو أضحك وأبكى( ٤٣ ) ﴾.
ربنا هو خالق كل شيء ؛ ومما خلق : السرور والحزن، والضحك والبكاء، وما يسرّ من الأعمال الصالحة، وما يُحْزِن من الأعمال الطالحة ؛ قال محمد بن علي الترمذي : أضحك المؤمن في الآخرة، وأبكاه في الدنيا.
﴿ وأنه هو أمات وأحيا( ٤٤ ) ﴾
هو وحده لا سواه إليه المنتهى، وله العقبى من حسن وسوآى، ويملك الممات والمحيا، فلا يقدر على الإحياء والإماتة إلا الله عز وجل- والقاتل إنما ينقض البنية الإنسانية، ويفرق أجزاءها، والموت الحاصل بذلك فعل الله تعالى على سبيل العادة في مثله فلا إشكال في الحصر١-.
١ ما بين العارضتين أورده الألوسي..
﴿ وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى( ٤٥ )من نطفة إذا تمنى( ٤٦ ) ﴾
وربنا خالق مما برأ وأنشأ الذكر زوج الأنثى ؛ والأنثى له زوج ؛ فهما زوجان، يكون كل واحد منهما زوجا للآخر، وكلا الزوجين مخلوق من القليل المهين من الماء الذي يمنيه الذكر وتمنيه الأنثى.
وجاءت الأفعال ﴿ أضحك وأبكى ﴾ و﴿ أمات وأحيا ﴾ و﴿ خلق ﴾ بصيغة الماضي لأنها شأن لله أمضاه ويمضيه، ولا تحول فيه- بيّن غاية قدرته وهي إيجاده الضحك والبكاء والإماتة والإحياء في شخص واحد، وكذا الذكورة والأنوثة في مادة واحدة هي النطفة... وفيه إبطال قول الطبيعيين : إن مبدأ الضحك قوة التعجب، ومبدأ البكاء رقة القلب، وأن الحياة مستندة إلى الطبيعة كالنبات، والموت أمر ضروري، وهو تداعي الأجزاء العنصرية إلى الانفكاك بعد اجتماعها على سبيل الاتفاق... وذلك أن انتهاء كل ممكن إلى الواجب واجب١.
١ ما بين العارضتين مما أورد صاحب غرائب القرآن..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٥:﴿ وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى( ٤٥ )من نطفة إذا تمنى( ٤٦ ) ﴾
وربنا خالق مما برأ وأنشأ الذكر زوج الأنثى ؛ والأنثى له زوج ؛ فهما زوجان، يكون كل واحد منهما زوجا للآخر، وكلا الزوجين مخلوق من القليل المهين من الماء الذي يمنيه الذكر وتمنيه الأنثى.
وجاءت الأفعال ﴿ أضحك وأبكى ﴾ و﴿ أمات وأحيا ﴾ و﴿ خلق ﴾ بصيغة الماضي لأنها شأن لله أمضاه ويمضيه، ولا تحول فيه- بيّن غاية قدرته وهي إيجاده الضحك والبكاء والإماتة والإحياء في شخص واحد، وكذا الذكورة والأنوثة في مادة واحدة هي النطفة... وفيه إبطال قول الطبيعيين : إن مبدأ الضحك قوة التعجب، ومبدأ البكاء رقة القلب، وأن الحياة مستندة إلى الطبيعة كالنبات، والموت أمر ضروري، وهو تداعي الأجزاء العنصرية إلى الانفكاك بعد اجتماعها على سبيل الاتفاق... وذلك أن انتهاء كل ممكن إلى الواجب واجب١.
١ ما بين العارضتين مما أورد صاحب غرائب القرآن..

﴿ وأن عليه النشأة الأخرى( ٤٧ )وأنه هو أغنى وأقنى( ٤٨ )وأنه هو رب الشعرى( ٤٩ ) ﴾.
كنا أمواتا فأحيانا الله القوي القدير، وبعد الحياة يكون الموت ثم يبعثنا الخبير وإليه نصير-وفاء بوعده جل شأنه- وفي البحر : لما كانت هذه النشأة ينكرها الكفار بولغ بقوله تعالى :﴿ عليه ﴾ كأنه تعالى أوجب ذلك على نفسه١.
وربنا أعطانا وأرضانا ﴿ أغنى وأقنى ﴾ ليس لبشر ولا لمخلوق من كوكب أو طالع في ذلك مدخل نحس أو سعد-﴿ وأنه هو أغنى وأقنى ﴾ أي ملّك عباده المال وجعله لهم قنية مقيما عندهم.. ﴿ وأنه هو رب الشعرى ﴾.. هو هذا النجم الوقاد.. كانت طائفة من العرب يعبدونه٢ فأعلمهم الله جل وعز أن الشعرى مربوب وليس برب ؛ وحين ذكر أنه أغنى وأقنى بين أن ذلك بفضل المولى لا بعطاء الشعرى.
﴿ وأن عليه النشأة الأخرى ﴾ ظاهره وجوب وقوع الحشر في الحكمة الإلهية للمجازاة على الإحسان والإساءة ؛ وقال في التفسير الكبير، هو كقوله :﴿ ثم أنشأناه خلقا آخر.. ﴾٣أي بعد خلقه ذكرا وأنثى نفخ فيه الروح الإنساني، ثم أغناه بلبن الأم وبنفقة الأب في صغره، ثم أقناه بالكسب بعد كبره، أي أعطاه القنية، وهي المال الذي تأثلته وعزمت أن لا تخرجه من يدك ؛ وبالجملة فالإغناء بكل ما تدفع به الحاجة، والإقناء بما زاد عليه٤.
١ ما بين العارضتين مما أورد الألوسي..
٢ مما أورد ابن كثير..
٣ سورة المؤمنون. من الآية ١٤..
٤ ما بين العارضتين مما أورد صاحب غرائب القرآن..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٧:﴿ وأن عليه النشأة الأخرى( ٤٧ )وأنه هو أغنى وأقنى( ٤٨ )وأنه هو رب الشعرى( ٤٩ ) ﴾.
كنا أمواتا فأحيانا الله القوي القدير، وبعد الحياة يكون الموت ثم يبعثنا الخبير وإليه نصير-وفاء بوعده جل شأنه- وفي البحر : لما كانت هذه النشأة ينكرها الكفار بولغ بقوله تعالى :﴿ عليه ﴾ كأنه تعالى أوجب ذلك على نفسه١.
وربنا أعطانا وأرضانا ﴿ أغنى وأقنى ﴾ ليس لبشر ولا لمخلوق من كوكب أو طالع في ذلك مدخل نحس أو سعد-﴿ وأنه هو أغنى وأقنى ﴾ أي ملّك عباده المال وجعله لهم قنية مقيما عندهم.. ﴿ وأنه هو رب الشعرى ﴾.. هو هذا النجم الوقاد.. كانت طائفة من العرب يعبدونه٢ فأعلمهم الله جل وعز أن الشعرى مربوب وليس برب ؛ وحين ذكر أنه أغنى وأقنى بين أن ذلك بفضل المولى لا بعطاء الشعرى.
﴿ وأن عليه النشأة الأخرى ﴾ ظاهره وجوب وقوع الحشر في الحكمة الإلهية للمجازاة على الإحسان والإساءة ؛ وقال في التفسير الكبير، هو كقوله :﴿ ثم أنشأناه خلقا آخر.. ﴾٣أي بعد خلقه ذكرا وأنثى نفخ فيه الروح الإنساني، ثم أغناه بلبن الأم وبنفقة الأب في صغره، ثم أقناه بالكسب بعد كبره، أي أعطاه القنية، وهي المال الذي تأثلته وعزمت أن لا تخرجه من يدك ؛ وبالجملة فالإغناء بكل ما تدفع به الحاجة، والإقناء بما زاد عليه٤.
١ ما بين العارضتين مما أورد الألوسي..
٢ مما أورد ابن كثير..
٣ سورة المؤمنون. من الآية ١٤..
٤ ما بين العارضتين مما أورد صاحب غرائب القرآن..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٧:﴿ وأن عليه النشأة الأخرى( ٤٧ )وأنه هو أغنى وأقنى( ٤٨ )وأنه هو رب الشعرى( ٤٩ ) ﴾.
كنا أمواتا فأحيانا الله القوي القدير، وبعد الحياة يكون الموت ثم يبعثنا الخبير وإليه نصير-وفاء بوعده جل شأنه- وفي البحر : لما كانت هذه النشأة ينكرها الكفار بولغ بقوله تعالى :﴿ عليه ﴾ كأنه تعالى أوجب ذلك على نفسه١.
وربنا أعطانا وأرضانا ﴿ أغنى وأقنى ﴾ ليس لبشر ولا لمخلوق من كوكب أو طالع في ذلك مدخل نحس أو سعد-﴿ وأنه هو أغنى وأقنى ﴾ أي ملّك عباده المال وجعله لهم قنية مقيما عندهم.. ﴿ وأنه هو رب الشعرى ﴾.. هو هذا النجم الوقاد.. كانت طائفة من العرب يعبدونه٢ فأعلمهم الله جل وعز أن الشعرى مربوب وليس برب ؛ وحين ذكر أنه أغنى وأقنى بين أن ذلك بفضل المولى لا بعطاء الشعرى.
﴿ وأن عليه النشأة الأخرى ﴾ ظاهره وجوب وقوع الحشر في الحكمة الإلهية للمجازاة على الإحسان والإساءة ؛ وقال في التفسير الكبير، هو كقوله :﴿ ثم أنشأناه خلقا آخر.. ﴾٣أي بعد خلقه ذكرا وأنثى نفخ فيه الروح الإنساني، ثم أغناه بلبن الأم وبنفقة الأب في صغره، ثم أقناه بالكسب بعد كبره، أي أعطاه القنية، وهي المال الذي تأثلته وعزمت أن لا تخرجه من يدك ؛ وبالجملة فالإغناء بكل ما تدفع به الحاجة، والإقناء بما زاد عليه٤.
١ ما بين العارضتين مما أورد الألوسي..
٢ مما أورد ابن كثير..
٣ سورة المؤمنون. من الآية ١٤..
٤ ما بين العارضتين مما أورد صاحب غرائب القرآن..

﴿ وأنه أهلك عادا الأولى( ٥٠ )وثمودا فما أبقى( ٥١ )وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى( ٥٢ )والمؤتفكة أهوى( ٥٣ )فغشاها ما غشى( ٥٤ )فبأي آلاء ربك تتمارى( ٥٥ ) ﴾.
وربكم شديد بطشه بالجاحدين المفسدين، فهو الذي أهلك أمة عاد، أولى الأمم هلاكا بعد الطوفان-قال الطبري : وصفت بالأولى لأن في القبائل[ عادا ] أخرى وهي قبيلة كانت بمكة مع العماليق.. اه، وأهلك الجبار -جل علاه- قوم ثمود فما أبقى من كفار هؤلاء وأولئك أحدا ؛ وأهلك قبلهما قوم نوح كانوا أشد ظلما وطغيانا ممن بعدهما، فكان يوصي الآباء أبناءهم بالثبات على الوثنية﴿ وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا.. ﴾١. ﴿ ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا ﴾٢، وأهلك المنتقم –عز وجل- قوم لوط سكان القريات التي رفعها جبريل بأمر ربه ثم أسقطها فانقلبت مساكنهم ودُمرت أماكنهم، فغطاها من العذاب ما غطاها، وأصابها هول شديد، فأمطر الله على من كان خارجا من أهلها حجارة من سجيل ؛ فبأي أنعم الله وأفضاله وبطشه بالمفسدين ونكاله تتشكك أيها المدرك ؟ والآلاء : النعم، واحدها ألىً وإلىً وإلىٌ.. جزاءهاأ هذا كله حكاية ما في الصحف إلا فيمن قرأ ﴿ وإن إلى ربك المنتهى ﴾ بالكسر على الابتداء وكذا ما بعده، أما قوله﴿ فبأي آلاء ربك تتمارى ﴾ فقد قيل : هو أيضا مما في الصحف، وقيل : هو ابتداء كلام، والخطاب لكل سامع ولرسول الله صلى الله عليه وسلم كقوله :﴿ .. لئن أشركت ليحبطن عملك.. ﴾٣ والمراد أنه لم يبق فيها إمكان الشك ؛ وقد عدّ نعما ونقما وجعل كلها آلاء، لأن النقم أيضا نعم لمن أراد أن يعتبر ؟ ويحتمل أن يقال : لما عدّ نعمه على الإنسان من خلقه وإغنائه وإقنائه ثم ذكر أنه أهلك من كفر بها، وبّخ الإنسان على جحد شيء من نعمه فيصيبه مثل ما أصاب المتمارين ؛ أو يقال : لما حكى الإهلاك قال للشاك : أنت ما أصابك الذي أصابهم وذلك بحفظ الله إياك-وحلمه عليك-فبأي آلاء ربك تتمارى٤ ؛ يقول أبو جعفر : فبأي نعمات ربكم يا ابن آدم التي أنعمها عليك ترتاب وتشك وتجادل ؟
١ سورة نوح. الآية ٢٣..
٢ سورة نوح. من الآية ٢٧..
٣ سورة الزمر. من الآية ٦٥..
٤ مما أورد صاحب غرائب القرآن..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٠:﴿ وأنه أهلك عادا الأولى( ٥٠ )وثمودا فما أبقى( ٥١ )وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى( ٥٢ )والمؤتفكة أهوى( ٥٣ )فغشاها ما غشى( ٥٤ )فبأي آلاء ربك تتمارى( ٥٥ ) ﴾.
وربكم شديد بطشه بالجاحدين المفسدين، فهو الذي أهلك أمة عاد، أولى الأمم هلاكا بعد الطوفان-قال الطبري : وصفت بالأولى لأن في القبائل[ عادا ] أخرى وهي قبيلة كانت بمكة مع العماليق.. اه، وأهلك الجبار -جل علاه- قوم ثمود فما أبقى من كفار هؤلاء وأولئك أحدا ؛ وأهلك قبلهما قوم نوح كانوا أشد ظلما وطغيانا ممن بعدهما، فكان يوصي الآباء أبناءهم بالثبات على الوثنية﴿ وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا.. ﴾١. ﴿ ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا ﴾٢، وأهلك المنتقم –عز وجل- قوم لوط سكان القريات التي رفعها جبريل بأمر ربه ثم أسقطها فانقلبت مساكنهم ودُمرت أماكنهم، فغطاها من العذاب ما غطاها، وأصابها هول شديد، فأمطر الله على من كان خارجا من أهلها حجارة من سجيل ؛ فبأي أنعم الله وأفضاله وبطشه بالمفسدين ونكاله تتشكك أيها المدرك ؟ والآلاء : النعم، واحدها ألىً وإلىً وإلىٌ.. جزاءهاأ هذا كله حكاية ما في الصحف إلا فيمن قرأ ﴿ وإن إلى ربك المنتهى ﴾ بالكسر على الابتداء وكذا ما بعده، أما قوله﴿ فبأي آلاء ربك تتمارى ﴾ فقد قيل : هو أيضا مما في الصحف، وقيل : هو ابتداء كلام، والخطاب لكل سامع ولرسول الله صلى الله عليه وسلم كقوله :﴿.. لئن أشركت ليحبطن عملك.. ﴾٣ والمراد أنه لم يبق فيها إمكان الشك ؛ وقد عدّ نعما ونقما وجعل كلها آلاء، لأن النقم أيضا نعم لمن أراد أن يعتبر ؟ ويحتمل أن يقال : لما عدّ نعمه على الإنسان من خلقه وإغنائه وإقنائه ثم ذكر أنه أهلك من كفر بها، وبّخ الإنسان على جحد شيء من نعمه فيصيبه مثل ما أصاب المتمارين ؛ أو يقال : لما حكى الإهلاك قال للشاك : أنت ما أصابك الذي أصابهم وذلك بحفظ الله إياك-وحلمه عليك-فبأي آلاء ربك تتمارى٤ ؛ يقول أبو جعفر : فبأي نعمات ربكم يا ابن آدم التي أنعمها عليك ترتاب وتشك وتجادل ؟
١ سورة نوح. الآية ٢٣..
٢ سورة نوح. من الآية ٢٧..
٣ سورة الزمر. من الآية ٦٥..
٤ مما أورد صاحب غرائب القرآن..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٠:﴿ وأنه أهلك عادا الأولى( ٥٠ )وثمودا فما أبقى( ٥١ )وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى( ٥٢ )والمؤتفكة أهوى( ٥٣ )فغشاها ما غشى( ٥٤ )فبأي آلاء ربك تتمارى( ٥٥ ) ﴾.
وربكم شديد بطشه بالجاحدين المفسدين، فهو الذي أهلك أمة عاد، أولى الأمم هلاكا بعد الطوفان-قال الطبري : وصفت بالأولى لأن في القبائل[ عادا ] أخرى وهي قبيلة كانت بمكة مع العماليق.. اه، وأهلك الجبار -جل علاه- قوم ثمود فما أبقى من كفار هؤلاء وأولئك أحدا ؛ وأهلك قبلهما قوم نوح كانوا أشد ظلما وطغيانا ممن بعدهما، فكان يوصي الآباء أبناءهم بالثبات على الوثنية﴿ وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا.. ﴾١. ﴿ ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا ﴾٢، وأهلك المنتقم –عز وجل- قوم لوط سكان القريات التي رفعها جبريل بأمر ربه ثم أسقطها فانقلبت مساكنهم ودُمرت أماكنهم، فغطاها من العذاب ما غطاها، وأصابها هول شديد، فأمطر الله على من كان خارجا من أهلها حجارة من سجيل ؛ فبأي أنعم الله وأفضاله وبطشه بالمفسدين ونكاله تتشكك أيها المدرك ؟ والآلاء : النعم، واحدها ألىً وإلىً وإلىٌ.. جزاءهاأ هذا كله حكاية ما في الصحف إلا فيمن قرأ ﴿ وإن إلى ربك المنتهى ﴾ بالكسر على الابتداء وكذا ما بعده، أما قوله﴿ فبأي آلاء ربك تتمارى ﴾ فقد قيل : هو أيضا مما في الصحف، وقيل : هو ابتداء كلام، والخطاب لكل سامع ولرسول الله صلى الله عليه وسلم كقوله :﴿.. لئن أشركت ليحبطن عملك.. ﴾٣ والمراد أنه لم يبق فيها إمكان الشك ؛ وقد عدّ نعما ونقما وجعل كلها آلاء، لأن النقم أيضا نعم لمن أراد أن يعتبر ؟ ويحتمل أن يقال : لما عدّ نعمه على الإنسان من خلقه وإغنائه وإقنائه ثم ذكر أنه أهلك من كفر بها، وبّخ الإنسان على جحد شيء من نعمه فيصيبه مثل ما أصاب المتمارين ؛ أو يقال : لما حكى الإهلاك قال للشاك : أنت ما أصابك الذي أصابهم وذلك بحفظ الله إياك-وحلمه عليك-فبأي آلاء ربك تتمارى٤ ؛ يقول أبو جعفر : فبأي نعمات ربكم يا ابن آدم التي أنعمها عليك ترتاب وتشك وتجادل ؟
١ سورة نوح. الآية ٢٣..
٢ سورة نوح. من الآية ٢٧..
٣ سورة الزمر. من الآية ٦٥..
٤ مما أورد صاحب غرائب القرآن..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٠:﴿ وأنه أهلك عادا الأولى( ٥٠ )وثمودا فما أبقى( ٥١ )وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى( ٥٢ )والمؤتفكة أهوى( ٥٣ )فغشاها ما غشى( ٥٤ )فبأي آلاء ربك تتمارى( ٥٥ ) ﴾.
وربكم شديد بطشه بالجاحدين المفسدين، فهو الذي أهلك أمة عاد، أولى الأمم هلاكا بعد الطوفان-قال الطبري : وصفت بالأولى لأن في القبائل[ عادا ] أخرى وهي قبيلة كانت بمكة مع العماليق.. اه، وأهلك الجبار -جل علاه- قوم ثمود فما أبقى من كفار هؤلاء وأولئك أحدا ؛ وأهلك قبلهما قوم نوح كانوا أشد ظلما وطغيانا ممن بعدهما، فكان يوصي الآباء أبناءهم بالثبات على الوثنية﴿ وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا.. ﴾١. ﴿ ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا ﴾٢، وأهلك المنتقم –عز وجل- قوم لوط سكان القريات التي رفعها جبريل بأمر ربه ثم أسقطها فانقلبت مساكنهم ودُمرت أماكنهم، فغطاها من العذاب ما غطاها، وأصابها هول شديد، فأمطر الله على من كان خارجا من أهلها حجارة من سجيل ؛ فبأي أنعم الله وأفضاله وبطشه بالمفسدين ونكاله تتشكك أيها المدرك ؟ والآلاء : النعم، واحدها ألىً وإلىً وإلىٌ.. جزاءهاأ هذا كله حكاية ما في الصحف إلا فيمن قرأ ﴿ وإن إلى ربك المنتهى ﴾ بالكسر على الابتداء وكذا ما بعده، أما قوله﴿ فبأي آلاء ربك تتمارى ﴾ فقد قيل : هو أيضا مما في الصحف، وقيل : هو ابتداء كلام، والخطاب لكل سامع ولرسول الله صلى الله عليه وسلم كقوله :﴿.. لئن أشركت ليحبطن عملك.. ﴾٣ والمراد أنه لم يبق فيها إمكان الشك ؛ وقد عدّ نعما ونقما وجعل كلها آلاء، لأن النقم أيضا نعم لمن أراد أن يعتبر ؟ ويحتمل أن يقال : لما عدّ نعمه على الإنسان من خلقه وإغنائه وإقنائه ثم ذكر أنه أهلك من كفر بها، وبّخ الإنسان على جحد شيء من نعمه فيصيبه مثل ما أصاب المتمارين ؛ أو يقال : لما حكى الإهلاك قال للشاك : أنت ما أصابك الذي أصابهم وذلك بحفظ الله إياك-وحلمه عليك-فبأي آلاء ربك تتمارى٤ ؛ يقول أبو جعفر : فبأي نعمات ربكم يا ابن آدم التي أنعمها عليك ترتاب وتشك وتجادل ؟
١ سورة نوح. الآية ٢٣..
٢ سورة نوح. من الآية ٢٧..
٣ سورة الزمر. من الآية ٦٥..
٤ مما أورد صاحب غرائب القرآن..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٠:﴿ وأنه أهلك عادا الأولى( ٥٠ )وثمودا فما أبقى( ٥١ )وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى( ٥٢ )والمؤتفكة أهوى( ٥٣ )فغشاها ما غشى( ٥٤ )فبأي آلاء ربك تتمارى( ٥٥ ) ﴾.
وربكم شديد بطشه بالجاحدين المفسدين، فهو الذي أهلك أمة عاد، أولى الأمم هلاكا بعد الطوفان-قال الطبري : وصفت بالأولى لأن في القبائل[ عادا ] أخرى وهي قبيلة كانت بمكة مع العماليق.. اه، وأهلك الجبار -جل علاه- قوم ثمود فما أبقى من كفار هؤلاء وأولئك أحدا ؛ وأهلك قبلهما قوم نوح كانوا أشد ظلما وطغيانا ممن بعدهما، فكان يوصي الآباء أبناءهم بالثبات على الوثنية﴿ وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا.. ﴾١. ﴿ ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا ﴾٢، وأهلك المنتقم –عز وجل- قوم لوط سكان القريات التي رفعها جبريل بأمر ربه ثم أسقطها فانقلبت مساكنهم ودُمرت أماكنهم، فغطاها من العذاب ما غطاها، وأصابها هول شديد، فأمطر الله على من كان خارجا من أهلها حجارة من سجيل ؛ فبأي أنعم الله وأفضاله وبطشه بالمفسدين ونكاله تتشكك أيها المدرك ؟ والآلاء : النعم، واحدها ألىً وإلىً وإلىٌ.. جزاءهاأ هذا كله حكاية ما في الصحف إلا فيمن قرأ ﴿ وإن إلى ربك المنتهى ﴾ بالكسر على الابتداء وكذا ما بعده، أما قوله﴿ فبأي آلاء ربك تتمارى ﴾ فقد قيل : هو أيضا مما في الصحف، وقيل : هو ابتداء كلام، والخطاب لكل سامع ولرسول الله صلى الله عليه وسلم كقوله :﴿.. لئن أشركت ليحبطن عملك.. ﴾٣ والمراد أنه لم يبق فيها إمكان الشك ؛ وقد عدّ نعما ونقما وجعل كلها آلاء، لأن النقم أيضا نعم لمن أراد أن يعتبر ؟ ويحتمل أن يقال : لما عدّ نعمه على الإنسان من خلقه وإغنائه وإقنائه ثم ذكر أنه أهلك من كفر بها، وبّخ الإنسان على جحد شيء من نعمه فيصيبه مثل ما أصاب المتمارين ؛ أو يقال : لما حكى الإهلاك قال للشاك : أنت ما أصابك الذي أصابهم وذلك بحفظ الله إياك-وحلمه عليك-فبأي آلاء ربك تتمارى٤ ؛ يقول أبو جعفر : فبأي نعمات ربكم يا ابن آدم التي أنعمها عليك ترتاب وتشك وتجادل ؟
١ سورة نوح. الآية ٢٣..
٢ سورة نوح. من الآية ٢٧..
٣ سورة الزمر. من الآية ٦٥..
٤ مما أورد صاحب غرائب القرآن..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٠:﴿ وأنه أهلك عادا الأولى( ٥٠ )وثمودا فما أبقى( ٥١ )وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى( ٥٢ )والمؤتفكة أهوى( ٥٣ )فغشاها ما غشى( ٥٤ )فبأي آلاء ربك تتمارى( ٥٥ ) ﴾.
وربكم شديد بطشه بالجاحدين المفسدين، فهو الذي أهلك أمة عاد، أولى الأمم هلاكا بعد الطوفان-قال الطبري : وصفت بالأولى لأن في القبائل[ عادا ] أخرى وهي قبيلة كانت بمكة مع العماليق.. اه، وأهلك الجبار -جل علاه- قوم ثمود فما أبقى من كفار هؤلاء وأولئك أحدا ؛ وأهلك قبلهما قوم نوح كانوا أشد ظلما وطغيانا ممن بعدهما، فكان يوصي الآباء أبناءهم بالثبات على الوثنية﴿ وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا.. ﴾١. ﴿ ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا ﴾٢، وأهلك المنتقم –عز وجل- قوم لوط سكان القريات التي رفعها جبريل بأمر ربه ثم أسقطها فانقلبت مساكنهم ودُمرت أماكنهم، فغطاها من العذاب ما غطاها، وأصابها هول شديد، فأمطر الله على من كان خارجا من أهلها حجارة من سجيل ؛ فبأي أنعم الله وأفضاله وبطشه بالمفسدين ونكاله تتشكك أيها المدرك ؟ والآلاء : النعم، واحدها ألىً وإلىً وإلىٌ.. جزاءهاأ هذا كله حكاية ما في الصحف إلا فيمن قرأ ﴿ وإن إلى ربك المنتهى ﴾ بالكسر على الابتداء وكذا ما بعده، أما قوله﴿ فبأي آلاء ربك تتمارى ﴾ فقد قيل : هو أيضا مما في الصحف، وقيل : هو ابتداء كلام، والخطاب لكل سامع ولرسول الله صلى الله عليه وسلم كقوله :﴿.. لئن أشركت ليحبطن عملك.. ﴾٣ والمراد أنه لم يبق فيها إمكان الشك ؛ وقد عدّ نعما ونقما وجعل كلها آلاء، لأن النقم أيضا نعم لمن أراد أن يعتبر ؟ ويحتمل أن يقال : لما عدّ نعمه على الإنسان من خلقه وإغنائه وإقنائه ثم ذكر أنه أهلك من كفر بها، وبّخ الإنسان على جحد شيء من نعمه فيصيبه مثل ما أصاب المتمارين ؛ أو يقال : لما حكى الإهلاك قال للشاك : أنت ما أصابك الذي أصابهم وذلك بحفظ الله إياك-وحلمه عليك-فبأي آلاء ربك تتمارى٤ ؛ يقول أبو جعفر : فبأي نعمات ربكم يا ابن آدم التي أنعمها عليك ترتاب وتشك وتجادل ؟
١ سورة نوح. الآية ٢٣..
٢ سورة نوح. من الآية ٢٧..
٣ سورة الزمر. من الآية ٦٥..
٤ مما أورد صاحب غرائب القرآن..

﴿ هذا نذير من النذر الأولى( ٥٦ ) ﴾.
هذا الذي نقصّه عليكم من أنباء ما قد سبق، وأخبار الأمم المهلكة، نذير ووعيد وتحذير لكم ؛ أو هذا الرسول محمد نذير بالحق الذي أنذر به الأنبياء قبله، فإن عصيتموه حل بكم ما حل بمكذبي الرسل الأولين ؛ أو هذا القرآن من جنس النذر الأولى، هذا إنذار ؛ والنذير يجيء مصدرا وصفة، وجمعه في الحالين نذير.
﴿ أزفت الآزفة( ٥٧ )ليس لها من دون الله كاشفة( ٥٨ ) ﴾.
اقتربت القيامة ودنت ؛ إنذار من الله تعالى ووعيد، مثلما جاء في قوله-تبارك اسمه- :﴿ وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع. يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور والله يقضي بالحق.. ﴾١ وليس غير الله يكشف كربها، وليس لها كشف من دون الله تعالى، لا بتقديم ولا بتأخير ولا بدفع أو إزالة ؛ ليس لها من دون الله تعالى نفس تكشف وقت وقوعها وتُبَيّنُه، فإنه ﴿ .. لا يجليها لوقتها إلا هو.. ﴾٢.
١ سورة غافر الآية ١٩، ١٨، ومن الآية ٢٠..
٢ سورة الأعراف. من الآية ١٨٧..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٧:﴿ أزفت الآزفة( ٥٧ )ليس لها من دون الله كاشفة( ٥٨ ) ﴾.
اقتربت القيامة ودنت ؛ إنذار من الله تعالى ووعيد، مثلما جاء في قوله-تبارك اسمه- :﴿ وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع. يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور والله يقضي بالحق.. ﴾١ وليس غير الله يكشف كربها، وليس لها كشف من دون الله تعالى، لا بتقديم ولا بتأخير ولا بدفع أو إزالة ؛ ليس لها من دون الله تعالى نفس تكشف وقت وقوعها وتُبَيّنُه، فإنه ﴿.. لا يجليها لوقتها إلا هو.. ﴾٢.
١ سورة غافر الآية ١٩، ١٨، ومن الآية ٢٠..
٢ سورة الأعراف. من الآية ١٨٧..

﴿ أفمن هذا الحديث تعجبون( ٥٩ )وتضحكون ولا تبكون( ٦٠ )وأنتم سامدون( ٦١ )فاسجدوا لله واعبدوا( ٦٢ ) ﴾.
أفتعجبون من حديثنا ووحينا الذي أنزلناه على رسولنا وتنكرون، وتكذبون به وتجحدون، فبأي حديث بعد الله وآياته تؤمنون ؟ توبيخ لهم وإنكار عليهم، فما خاتم الأنبياء من الرسل، ولا دُنو القيامة مما ينكر، ولا الذكر الحكيم يليق له أن يهجر ؛ ﴿ وتضحكون ﴾ تتخذون كلماتنا هزوا ولعبا وسخرية وفيها تخوضون، ﴿ ولا تبكون ﴾ ندما على ما فرطتم في جنب الله وعهده، وخوفا من عاقبة هجرانه ونسيان حقه ﴿ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ﴾١، وأنتم غافلون لاهون مستكبرون ؛ و[ السمود ] رفع الرأس تكبرا والجمود واللهو والغفلة والإعراض ؛ فاخضعوا لجلال الله واعبدوه.
[ أخرج الشيخان، وأبو داود، والنسائي، وابن مردويه عن ابن مسعود قال : أول سورة أنزلت فيها سجدة ﴿ والنجم ﴾ فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسجد الناس كلهم إلا رجلا.. ٢ قوله تعالى :﴿ فاسجدوا لله واعبدوا ﴾ قيل : المراد به سجود تلاوة القرآن.. وقد تقدم أول السورة من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد فيها وسجد معه المشركون٣ وقيل : المراد سجود الفرض في الصلاة وهو قول ابن عمر، كان لا يراها من عزائم السجود، وبه قال مالك.. والحمد لله رب العالمين ]٤.
١ مما أورد الألوسي..
٢ من أول الكلام بعد هذه المعارضة أورده صاحب الجامع لأحكام القرآن..
٣ وقيل: إنما سجد معه المشركون لأنهم سمعوا أصوات الشياطين أثناء قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم عند قوله:﴿أفرأيتم اللات والعزى، ومناة الثالثة الأخرى﴾ وإنه قال: تلك الغرانيق العلا وشفاعتهن ترتجى... –ثم أحال على ما كتبه في تفسير قول الحق – تبارك اسمه- في سورة الحج: ﴿.. ألقى الشيطان في أمنيته﴾ من ص٨٠إلى ٨٦ من الجزء الثاني عشر –.
يقول محققه هذه الأخبار من المفتريات على المعصوم سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن أن ينطق بما هو نقيض القرآن، ولا يمكن أن ينطق عل لسانه الشيطان وكل ما كان من هذا المعنى فهو باطل وضعته الملاحدة للدخول به إلى الطعن في سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أو في الوحي أو في القرآن وهو الذي لا ينطق عن الهوى..

٤ مما أورد صاحب الجامع لأحكام القرآن.. وهو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي جـ١٧ص١٢٤..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٩:﴿ أفمن هذا الحديث تعجبون( ٥٩ )وتضحكون ولا تبكون( ٦٠ )وأنتم سامدون( ٦١ )فاسجدوا لله واعبدوا( ٦٢ ) ﴾.
أفتعجبون من حديثنا ووحينا الذي أنزلناه على رسولنا وتنكرون، وتكذبون به وتجحدون، فبأي حديث بعد الله وآياته تؤمنون ؟ توبيخ لهم وإنكار عليهم، فما خاتم الأنبياء من الرسل، ولا دُنو القيامة مما ينكر، ولا الذكر الحكيم يليق له أن يهجر ؛ ﴿ وتضحكون ﴾ تتخذون كلماتنا هزوا ولعبا وسخرية وفيها تخوضون، ﴿ ولا تبكون ﴾ ندما على ما فرطتم في جنب الله وعهده، وخوفا من عاقبة هجرانه ونسيان حقه ﴿ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ﴾١، وأنتم غافلون لاهون مستكبرون ؛ و[ السمود ] رفع الرأس تكبرا والجمود واللهو والغفلة والإعراض ؛ فاخضعوا لجلال الله واعبدوه.
[ أخرج الشيخان، وأبو داود، والنسائي، وابن مردويه عن ابن مسعود قال : أول سورة أنزلت فيها سجدة ﴿ والنجم ﴾ فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسجد الناس كلهم إلا رجلا.. ٢ قوله تعالى :﴿ فاسجدوا لله واعبدوا ﴾ قيل : المراد به سجود تلاوة القرآن.. وقد تقدم أول السورة من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد فيها وسجد معه المشركون٣ وقيل : المراد سجود الفرض في الصلاة وهو قول ابن عمر، كان لا يراها من عزائم السجود، وبه قال مالك.. والحمد لله رب العالمين ]٤.
١ مما أورد الألوسي..
٢ من أول الكلام بعد هذه المعارضة أورده صاحب الجامع لأحكام القرآن..
٣ وقيل: إنما سجد معه المشركون لأنهم سمعوا أصوات الشياطين أثناء قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم عند قوله:﴿أفرأيتم اللات والعزى، ومناة الثالثة الأخرى﴾ وإنه قال: تلك الغرانيق العلا وشفاعتهن ترتجى... –ثم أحال على ما كتبه في تفسير قول الحق – تبارك اسمه- في سورة الحج: ﴿.. ألقى الشيطان في أمنيته﴾ من ص٨٠إلى ٨٦ من الجزء الثاني عشر –.
يقول محققه هذه الأخبار من المفتريات على المعصوم سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن أن ينطق بما هو نقيض القرآن، ولا يمكن أن ينطق عل لسانه الشيطان وكل ما كان من هذا المعنى فهو باطل وضعته الملاحدة للدخول به إلى الطعن في سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أو في الوحي أو في القرآن وهو الذي لا ينطق عن الهوى..

٤ مما أورد صاحب الجامع لأحكام القرآن.. وهو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي جـ١٧ص١٢٤..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٩:﴿ أفمن هذا الحديث تعجبون( ٥٩ )وتضحكون ولا تبكون( ٦٠ )وأنتم سامدون( ٦١ )فاسجدوا لله واعبدوا( ٦٢ ) ﴾.
أفتعجبون من حديثنا ووحينا الذي أنزلناه على رسولنا وتنكرون، وتكذبون به وتجحدون، فبأي حديث بعد الله وآياته تؤمنون ؟ توبيخ لهم وإنكار عليهم، فما خاتم الأنبياء من الرسل، ولا دُنو القيامة مما ينكر، ولا الذكر الحكيم يليق له أن يهجر ؛ ﴿ وتضحكون ﴾ تتخذون كلماتنا هزوا ولعبا وسخرية وفيها تخوضون، ﴿ ولا تبكون ﴾ ندما على ما فرطتم في جنب الله وعهده، وخوفا من عاقبة هجرانه ونسيان حقه ﴿ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ﴾١، وأنتم غافلون لاهون مستكبرون ؛ و[ السمود ] رفع الرأس تكبرا والجمود واللهو والغفلة والإعراض ؛ فاخضعوا لجلال الله واعبدوه.
[ أخرج الشيخان، وأبو داود، والنسائي، وابن مردويه عن ابن مسعود قال : أول سورة أنزلت فيها سجدة ﴿ والنجم ﴾ فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسجد الناس كلهم إلا رجلا.. ٢ قوله تعالى :﴿ فاسجدوا لله واعبدوا ﴾ قيل : المراد به سجود تلاوة القرآن.. وقد تقدم أول السورة من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد فيها وسجد معه المشركون٣ وقيل : المراد سجود الفرض في الصلاة وهو قول ابن عمر، كان لا يراها من عزائم السجود، وبه قال مالك.. والحمد لله رب العالمين ]٤.
١ مما أورد الألوسي..
٢ من أول الكلام بعد هذه المعارضة أورده صاحب الجامع لأحكام القرآن..
٣ وقيل: إنما سجد معه المشركون لأنهم سمعوا أصوات الشياطين أثناء قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم عند قوله:﴿أفرأيتم اللات والعزى، ومناة الثالثة الأخرى﴾ وإنه قال: تلك الغرانيق العلا وشفاعتهن ترتجى... –ثم أحال على ما كتبه في تفسير قول الحق – تبارك اسمه- في سورة الحج: ﴿.. ألقى الشيطان في أمنيته﴾ من ص٨٠إلى ٨٦ من الجزء الثاني عشر –.
يقول محققه هذه الأخبار من المفتريات على المعصوم سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن أن ينطق بما هو نقيض القرآن، ولا يمكن أن ينطق عل لسانه الشيطان وكل ما كان من هذا المعنى فهو باطل وضعته الملاحدة للدخول به إلى الطعن في سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أو في الوحي أو في القرآن وهو الذي لا ينطق عن الهوى..

٤ مما أورد صاحب الجامع لأحكام القرآن.. وهو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي جـ١٧ص١٢٤..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٩:﴿ أفمن هذا الحديث تعجبون( ٥٩ )وتضحكون ولا تبكون( ٦٠ )وأنتم سامدون( ٦١ )فاسجدوا لله واعبدوا( ٦٢ ) ﴾.
أفتعجبون من حديثنا ووحينا الذي أنزلناه على رسولنا وتنكرون، وتكذبون به وتجحدون، فبأي حديث بعد الله وآياته تؤمنون ؟ توبيخ لهم وإنكار عليهم، فما خاتم الأنبياء من الرسل، ولا دُنو القيامة مما ينكر، ولا الذكر الحكيم يليق له أن يهجر ؛ ﴿ وتضحكون ﴾ تتخذون كلماتنا هزوا ولعبا وسخرية وفيها تخوضون، ﴿ ولا تبكون ﴾ ندما على ما فرطتم في جنب الله وعهده، وخوفا من عاقبة هجرانه ونسيان حقه ﴿ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ﴾١، وأنتم غافلون لاهون مستكبرون ؛ و[ السمود ] رفع الرأس تكبرا والجمود واللهو والغفلة والإعراض ؛ فاخضعوا لجلال الله واعبدوه.
[ أخرج الشيخان، وأبو داود، والنسائي، وابن مردويه عن ابن مسعود قال : أول سورة أنزلت فيها سجدة ﴿ والنجم ﴾ فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسجد الناس كلهم إلا رجلا.. ٢ قوله تعالى :﴿ فاسجدوا لله واعبدوا ﴾ قيل : المراد به سجود تلاوة القرآن.. وقد تقدم أول السورة من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد فيها وسجد معه المشركون٣ وقيل : المراد سجود الفرض في الصلاة وهو قول ابن عمر، كان لا يراها من عزائم السجود، وبه قال مالك.. والحمد لله رب العالمين ]٤.
١ مما أورد الألوسي..
٢ من أول الكلام بعد هذه المعارضة أورده صاحب الجامع لأحكام القرآن..
٣ وقيل: إنما سجد معه المشركون لأنهم سمعوا أصوات الشياطين أثناء قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم عند قوله:﴿أفرأيتم اللات والعزى، ومناة الثالثة الأخرى﴾ وإنه قال: تلك الغرانيق العلا وشفاعتهن ترتجى... –ثم أحال على ما كتبه في تفسير قول الحق – تبارك اسمه- في سورة الحج: ﴿.. ألقى الشيطان في أمنيته﴾ من ص٨٠إلى ٨٦ من الجزء الثاني عشر –.
يقول محققه هذه الأخبار من المفتريات على المعصوم سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن أن ينطق بما هو نقيض القرآن، ولا يمكن أن ينطق عل لسانه الشيطان وكل ما كان من هذا المعنى فهو باطل وضعته الملاحدة للدخول به إلى الطعن في سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أو في الوحي أو في القرآن وهو الذي لا ينطق عن الهوى..

٤ مما أورد صاحب الجامع لأحكام القرآن.. وهو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي جـ١٧ص١٢٤..

Icon