ﰡ
وأخرج ابن مردويه عن عبدالله بن الزبير قال : نزلت سورة ﴿ لا أقسم ﴾ بمكة.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة قال : حدثنا أن عمر بن الخطاب قال : من سأل عن يوم القيامة فليقرأ هذه السورة والله أعلم.
أخرج ابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله :﴿ لا أقسم بيوم القيامة ﴾ يقول : أقسم.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس عن قوله :﴿ لا أقسم بيوم القيامة ﴾ قال : يقسم ربك بما شاء من خلقه قلت :﴿ ولا أقسم بالنفس اللوّامة ﴾ قال : من النفس الملومة. قلت :﴿ أيحسب الإِنسان أن لن نجمع عظامه بلى قادرين على أن نسوّي بنانه ﴾ قال : لو شاء لجعله خفاً أو حافراً.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ﴿ لا أقسم بيوم القيامة ﴾ قال : يقسم الله بما شاء من خلقه ﴿ ولا أقسم بالنفس اللوّامة ﴾ الفاجرة قال : يقسم بها.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ بالنفس اللوّامة ﴾ قال : المذمومة.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس ﴿ بالنفس اللوامة ﴾ قال : التي تلوم على الخير والشر تقول لو فعلت كذا وكذا.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس ﴿ بالنفس اللوامة ﴾ قال : تندم على ما فات وتلوم عليه.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد ﴿ بالنفس اللوامة ﴾ قال : تندم على ما فات وتلوم عليه.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا في محاسبة النفس عن الحسن ﴿ ولا أقسم بالنفس اللوامة ﴾ قال : إن المؤمن لا تراه إلا يلوم نفسه ما أردت بكلمتي ما أردت بأكلتي، ما أردت بحديثي نفسي، ولا أراه إلا يعاتبها، وإن الفاجر يمضي قدماً لا يعاتب نفسه.
وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عباس ﴿ بلى قادرين على أن نسوي بنانه ﴾ قال : نجعلها كفاً ليس فيه أصابع.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ بلى قادرين على أن نسوي بنانه ﴾ قال : لو شاء لجعله كخف البعير أو كحافر الحمار، ولكن جعله الله خلقاً سوياً حسناً جميلاً تقبض به وتبسط به يا ابن آدم.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد ﴿ على أن نسوي بنانه ﴾ قال : يجعل رجليه كخف البعير فلا يعمل بها شيئاً.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة ﴿ على أن نسوي بنانه ﴾ قال : إن شاء رده مثل خف البعير حتى لا ينتفع.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الضحاك ﴿ على أن نسوي بنانه ﴾ قال : يجعل رجليه كخف البعير فلا يعمل بهما شيئاً.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك ﴿ على أن نسوي بنانه ﴾ قال : على أن نجعل يديه ورجليه مثل خف البعير.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه أنه قرأ هذه الآية ﴿ بلى قادرين على أن نسوي بنانه ﴾ فقال : إن الله أعف مطعم ابن آدم ولم يجعله خفاً ولا حافراً فهو يأكل بيديه فيتقي بها وسائر الدواب إنما يتقي الأرض بفمه.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ بل يريد الإِنسان ليفجر أمامه ﴾ قال : يمضي قدماً.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ بل يريد الإِنسان ليفجر أمامه ﴾ قال : هو الكافر يكذب بالحساب.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ بل يريد الإِنسان ليفجر أمامه ﴾ يعني الأمل يقول : أعمل ثم أتوب.
وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الأمل والبيهقي في شعب الإِيمان عن عباس رضي الله عنهما ﴿ بل يريد الإِنسان ليفجر أمامه ﴾ قال : يقدم الذنب ويؤخر التوبة.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه ﴿ بل يريد الإِنسان ليفجر أمامه ﴾ قال : يمضي أمامه راكباً.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن ﴿ بل يريد الإِنسان ليفجر أمامه ﴾ قال : يمشي قدماً في معاصي الله.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة ﴿ بل يريد الإِنسان ليفجر أمامه ﴾ قال : لا تلقى ابن آدم إلا تنزع نفسه إلى معصية الله قدماً قدماً إلا من عصم الله وفي قوله :﴿ يسأل أيان يوم القيامة ﴾ يقول : متى يوم القيامة.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عباس في قوله :﴿ بل يريد الإِنسان ليفجر أمامه ﴾ قال : يقول سوف أتوب ﴿ يسأل أيان يوم القيامة ﴾ قال : يقول متى يوم القيامة. قال : فبين له ﴿ فإذا برق البصر ﴾.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله :﴿ فإذا برق البصر ﴾ يعني الموت.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه ﴿ فإذا برق البصر ﴾ يعني الموت.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة ﴿ فإذا برق البصر ﴾ قال : شخص البصر ﴿ وخسف القمر ﴾ يقول : ذهب ضوءه.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله :﴿ فإذا برق البصر ﴾ قال : عند الموت ﴿ وخسف القمر وجمع الشمس والقمر ﴾ قال : كورا يوم القيامة.
وأخرج أبو عبيد وعبد بن حميد وابن المنذر عن عبدالله بن خالد قال : قرأها ابن عباس ﴿ أين المفر ﴾ بنصب الميم وكسر الفاء. قال : وقرأها يحيى بن وثاب ﴿ أين المفر ﴾ بنصب الميم والفاء.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا في كتاب الأهوال وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله :﴿ لا وزر ﴾ قال : لا حصن ولا ملجأ، وفي لفظ لا حرز، وفي لفظ لا جبل.
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله :﴿ لا وزر ﴾ قال : الوزر الملجأ. قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم. أما سمعت عمرو بن كلثوم وهو يقول :
لعمرك ما إن له صخرة | لعمرك ما إن له من وزر |
وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير وعطية وأبي قلابة مثله.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله :﴿ كلا لا وزر ﴾ قال : كانت العرب إذا نزل بهم الأمر الشديد قالوا : الوزر الوزير، فلما أن جاء الله بالإِسلام قال :﴿ كلا لا وزر ﴾ قال : لا جبل.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحسن قال : كان الرجل يكون في ماشيته فتأتيه الخيل بغتة فيقول له صاحبه : الوزر الوزير أي أقصد الجبل فتحصن به.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله :﴿ لا وزر ﴾ قال : لا جبل.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي قلابة ﴿ لا وزر ﴾ قال : لا غار لا ملجأ.
وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك ﴿ لا وزر ﴾ قال : لا جبل محرزة.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله :﴿ لا وزر ﴾ قال : لا وزر يعني الجبل بلغة حمير.
وأخرج عبد بن حميد وابن جريرعن مطرف ﴿ لا وزر ﴾ قال : لا جبل.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال ﴿ لا وزر ﴾ قال : لا جبل ولا حرز ولا ملجأ ولا منجى ﴿ إلى ربك يومئذ المستقر ﴾ قال : المنتهى ﴿ ينبأ الإِنسان يومئذ بما قدم ﴾ قال : من طاعة الله ﴿ وأخر ﴾ قال : وما ضيع من حق الله.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد وإبراهيم ﴿ ينبأ الإِنسان يومئذ بما قدم وأخر ﴾ قال : بأول عمله وآخره.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في الآية قال : بما قدم من الذنوب والشر والخطايا وما أخر من الخير.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ ينبأ الإِنسان يومئذ بما قدم وأخر ﴾ قال : بما عمل قبل موته وما يسن فعمل به بعد موته.
وأخرج ابن المنذر عن أبي صالح في قوله :﴿ ينبأ الإِنسان يومئذ بما قدم وأخر ﴾ قال : قدم من حسنة أو أخر من سنة حسنة عمل بها بعده علماً علمه صدقة أمر بها.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله :﴿ ينبأ الإِنسان يومئذ بما قدم وأخر ﴾ يقول : بما قدم من المعصية وأخر من الطاعة فينبأ بذلك.
وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب المحتضرين عن الحسن في قوله :﴿ ينبأ الإِنسان يومئذ بما قدم وأخر ﴾ قال : ينزل ملك الموت عليه مع حفظة فيعرض عليه الخير والشر فإذا رأى حسنة هش وأشرق، وإذا رأى سيئة غض وقطب.
وأخرج ابن أبي الدنيا عن مجاهد قال : بلغنا أن نفس المؤمن لا تخرج حتى يعرض عليه عمله خيره وشره.
وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير مثله.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله :﴿ بل الإِنسان على نفسه بصيرة ﴾ قال : شاهد عليها بعملها ﴿ ولو ألقى معاذيره ﴾ قال : واعتذر يومئذ بباطل لم يقبل الله ذلك منه يوم القيامة.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد ﴿ على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره ﴾ قال : لو جادل عنها هو بصير عليها.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك ﴿ ولو ألقى معاذيره ﴾ قال : حجته.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عمران بن جبير قال : قلت لعكرمة :﴿ بل الإِنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره ﴾ فسكت وكان يستاك، فقلت : إن الحسن قال : يا ابن آدم عملك أحق بك، قال : صدقت.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة ﴿ بل الإِنسان على نفسه بصيرة ﴾ قال : إذا شئت رأيته بصيراً بعيون الناس غافلاً عن عيبه، قال : وكان يقال في الإِنجيل : مكتوب يا ابن آدم أتبصر القذاة في عين أخيك ولا تبصر الجذل المعترض في عينك؟.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ بل الإِنسان على نفسه بصيرة ﴾ قال : سمعه وبصره ويده ورجليه وجوارحه ﴿ ولو ألقى معاذيره ﴾ قال : ولو تجرد من ثيابه.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك ﴿ ولو ألقى معاذيره ﴾ قال : ستوره بلغة أهل اليمن.
أخرج الطيالسي وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معاً في الدلائل عن ابن عباس قال : كان رسول الله ﷺ يعالج من التنزيل شدة وكان يحرك به لسانه وشفتيه مخافة أن يتلفت منه يريد أن يحفظه فأنزل الله ﴿ لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه ﴾ قال : يقول إن علينا أن نجمعه في صدرك ثم تقرؤه ﴿ فإذا قرأناه ﴾ يقول : إذا أنزلناه عليك ﴿ فاتبع قرآنه ﴾ فاستمع له وأنصت ﴿ ثم إن علينا بيانه ﴾ بينه بلسانك، وفي لفظ علينا أن نقرأه فكان رسول الله ﷺ بعد ذلك إذا أتاه جبريل أطرق. وفي لفظ استمع فإذا ذهب قرأكما وعده الله تعالى.
وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس قال : كان النبي ﷺ إذا نزل عليه القرآن تعجل بقراءته ليحفظه فنزلت هذه الآية ﴿ لا تحرك به لسانك ﴾ وكان رسول الله ﷺ لا يعلم ختم سورة حتى ينزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس قال : كان النبي ﷺ إذا نزل عليه القرن تعجل بقراءته ليحفظه فنزلت هذه الآية ﴿ لا تحرك به لسانك ﴾ وكان رسول الله ﷺ لا يعلم ختم سورة حتى ينزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم.
وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس قال : كان رسول الله ﷺ لا يفتر عن القرآن مخافة أن ينساه فقال الله : لا تحرك به لسانك ﴿ إن علينا جمعه ﴾ أن نجمعه لك ﴿ وقرآنه ﴾ أن تقرأه فلا تنسى ﴿ فإذا قرأناه ﴾ عليك ﴿ فاتبع قرآنه ﴾ يقول : إذا يتلى عليك فاتبع ما فيه ﴿ ثم إن علينا بيانه ﴾ يقول : حلاله وحرامه فذلك بيانه.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ فإذا قرأناه ﴾ قال : بيناه ﴿ فاتبع قرآنه ﴾ يقول : اعمل به.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله :﴿ لا تحرك به لسانك ﴾ قال : كان يستذكر القرآن مخافة النسيان، فقيل له : كفيناكه يا محمد.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة ﴿ لا تحرك به لسانك لتعجل به ﴾ قال : كان نبي الله ﷺ يحرك لسانه بالقرآن مخافة النسيان. فأنزل الله ما تسمع ﴿ إن علينا جمعه وقرآنه ﴾ يقول : إن علينا حفظه وتأليفه ﴿ فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ﴾ يقول اتبع حلاله واجتنب حرامه ﴿ ثم إن علينا بيانه ﴾ قال : بيان حلاله وحرامه وطاعته ومعصيته.
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ « كلا بل تحبون العاجلة » بالتاء « وتذرون الآخرة » بالتاء.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله :﴿ كلا بل يحبون العاجلة ويذرون الآخرة ﴾ قال : اختار أكثر الناس العاجلة إلا من رحم الله وعصم.
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ابن مسعود في قوله :﴿ كلا بل يحبون العاجلة ﴾ قال : عجلت لهم الدنيا سناها وخيرها وغيبت عنهم الآخرة.
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ وجوه يومئذ ناضرة ﴾ قال : ناعمة.
وأخرج ابن المنذر والآجري في الشريعة واللالكائي في السنة والبيهقي في الرؤية عن ابن عباس في قوله :﴿ وجوه يومئذ ناضرة ﴾ قال : يعني حسنها ﴿ إلى ربها ناظرة ﴾ قال : نظرت إلى الخالق.
وأخرج ابن المنذر والآجري عن محمد بن كعب القرظي في قوله :﴿ وجوه يومئذ ناضرة ﴾ قال : نضر الله تلك الوجوه وحسنها للنظر إليه.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم واللالكائي عن مجاهد ﴿ وجوه يومئذ ناضرة ﴾ قال : مسرورة.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبي صالح ﴿ وجوه يومئذ ناضرة ﴾ قال : بهجة لما هي فيه من النعمة.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك ﴿ وجوه يومئذ ناضرة ﴾ قال : النضارة البياض والصفاء ﴿ إلى ربها ناظرة ﴾ قال : ناظرة إلى وجه الله.
وأخرج ابن المنذر والآجري واللالكائي والبيهقي عن عكرمة ﴿ وجوه يومئذ ناضرة ﴾ قال : ناضرة من النعيم ﴿ إلى ربها ناظرة ﴾ قال : تنظر إلى الله نظراً.
وأخرج الدارقطنى والآجري واللالكائي والبيهقي عن الحسن في الآية قال : النضرة الحسن نظرت إلى ربها فنضرت بنوره.
وأخرج ابن جرير عن الحسن ﴿ وجوه يومئذ ناضرة ﴾ يقول : حسنة ﴿ إلى ربها ناظرة ﴾ قال : تنظر إلى الخالق.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله :﴿ وجوه يومئذ ناضرة ﴾ قال : مسرورة ﴿ إلى ربها ناظرة ﴾ قال : انظر ما أعطى الله عبده من النور في عينيه أن لو جعل نور أعين جميع خلق الله من الإِنس والجن والدواب وكل شيء خلق الله فجعل نور أعينهم في عيني عبد من عباده ثم كشف عن الشمس ستراً واحداً ودونها سبعون ستراً ما قدر على أن ينظر إلى الشمس، والشمس جزء من سبعين جزءاً من نور الكرسي، والكرسي جزء من سبعين جزءاً من نور العرش، والعرش جزء من سبعين جزءاً من نور الستر. قال عكرمة : انظروا ماذا أعطى الله عبده من النور في عينيه أن نظر إلى وجه الرب الكريم عياناً.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله :﴿ وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ﴾ قال : تنظر إلى وجه ربها.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر والآجري في الشريعة والدارقطني في الرؤية والحاكم وابن مردويه واللالكائي في السنة والبيهقي عن ابن عمر قال : قال رسول الله ﷺ :« إن أدنى أهل الجنة منزلاً لمن ينظر إلى جناته وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية، ثم قرأ رسول الله ﷺ :﴿ وجوه يومئذ ناضرة ﴾ قال : البياض والصفاء ﴿ إلى ربها ناظرة ﴾ قال : تنظر كل يوم في وجه الله ».
وأخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والنسائي والدارقطني في الرؤية والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة قال :« قال الناس يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال : هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا : لا يا رسول الله. قال : فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك، يجمع الله الناس فيقول من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون، فيقول : أنا ربكم فيقولون : نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا أتانا ربنا عرفناه فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون فيقول : أنا ربكم، فيقولون : أنت ربنا فيتبعونه. ويضرب جسر جهنم، قال رسول الله ﷺ : فأكون أول من يجيز ودعاء الرسل يومئذ اللهم سلم سلم، وفيه كلاليب مثل شوك السعدان، غير أنه لا يعلم قدر عظمتها إلا الله فتخطف الناس بأعمالهم منهم الموبق بعمله، ومنهم المخردل، ثم ينجو حتى إذا فرغ الله من القضاء بين عباده وأراد أن يخرج من النار من أراد أن يخرجه ممن كان يشهد أن لا إله إلا الله أمر الملائكة أن يخرجوهم، فيعرفونهم بآثار السجود، فيخرجونهم قد امتحشوا، فيصب عليهم ماء يقال له ماء الحياة فينبتون نبات الحبة في جميل السيل. ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار، فيقول : يا رب قد قشبني ريحها وأحرقني ذكاؤها فأصرف وجهي عن النار، فلا يزال يدعوا الله فيقول لعلي : إن أعطيتك ذلك تسألني غيره، فيقول : لا وعزتك لا أسألك غيره. فيصرف وجهه عن النار، ثم يقول بعد ذلك : يا رب قربني إلى باب الجنة فيقول : أليس قد زعمت لا تسألني غيره؟ ويلك يا ابن آدم ما أغدرك فلا يزال يدعو فيقول لعلي : إن أعطيتك ذلك تسألني غيره، فيقول : لا وعزتك لا أسألك غيره. فيعطي الله من عهود ومواثيق أن لا يسأله غيره، فيقربه إلى باب الجنة، فإذا رأى ما فيها سكت ما شاء الله أن يسكت فيقول : رب أدخلني الجنة. فيقول : أليس قد زعمت أن لا تسألني غيره، ويلك يا ابن آدم ما أغدرك. فيقول : رب لا تجعلني أشقى خلقك، فلا يزال يدعو حتى يضحك الله تعالى، فإذا ضحك منه أذن له في الدخول فيها، فإذا دخل فيها قيل له : تمنّ من كذا فيتمنى، ثم يقال له : تمنَّ من كذا فيتمنى حتى تنقطع به الأماني، فيقول : هذا لك ومثله معه. قال أبو هريرة : وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولاً الجنة. قال : وأبو سعيد الخدري جالس مع أبي هريرة لا يغير عليه شيئاً من حديثه حتى انتهى إلى قوله : هذا لك ومثله معه. قال أبو سعيد : سمعت رسول الله ﷺ يقول :» هذا لك وعشرة أمثاله « قال أبو هريرة : حفظت ومثله معه ».
فتجلى لهم تعالى فيضحك في وجوههم فيخرون له سجداً ».
وأخرج النسائي والدارقطني وصححه عن أبي هريرة قال :« قلنا يا رسول الله هل نرى ربنا؟ قال : هل ترون الشمس في يوم لا غيم فيه، وترون القمر في ليلة لا غيم فيها، ؟ قلنا : نعم قال : فإنكم سترون ربكم تعالى حتى إن أحدكم ليحاضر ربه محاضرة، فيقول عبدي : هل تعرف ذنب كذا وكذا؟ فيقول : ألم تغفر لي؟ فيقول : بمغفرتي صرت إلى هذا ».
وأخرج الدارقطني عن أبي هريرة أن النبي ﷺ قال :« ترون الله تعالى يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر أو كما ترون الشمس ليس دونها سحاب ».
وأخرج أحمد وعبد بن حميد والدارقطني عن جابر عن النبي ﷺ :« أن الله ليتجلى للناس عامة ويتجلى لأبي بكر خاصة ».
وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والدارقطني والحاكم والبيهقي عن أبي سعيد الخدري قال :« قلنا يا رسول الله : هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال : هل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة صحواً ليس فيه سحاب؟ قلنا : لا يا رسول الله. قال : هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر صحواً ليس فيه سحاب؟ قالوا : لا يا رسول الله قال : ما تضارون في رؤيته يوم القيامة إلا كما تضارون في رؤية أحدهما ».
وأخرج عبد بن حميد والدارقطني وابن مردويه عن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله ﷺ :« يجمع الله الأمم يوم القيامة بصعيد واحد، فإذا أراد الله تعالى أن يصدع بين خلقه مثل لكل قوم ما كانوا يعبدون فيتبعونهم حتى يقحموهم النار، ثم يأنينا ربنا تعالى ونحن على مكان رفيع، فيقول : من أنتم؟ فيقولون : نحن المسلمون، فيقول : ما تنتظرون؟ فيقولون : ننتظر ربنا تعالى. فيقول : وهل تعرفونه إن رأيتموه؟ فيقولون : نعم، فيقول : كيف تعرفونه ولم تروه؟ فيقولون : نعرفه إنه لا عدل له. فيتجلى لنا ضاحكاً ثم يقول : أبشروا يا معشر المسلمين فإنه ليس منكم أحد إلا جعلت له مكانه في النار يهودياً أو نصرانياً ».
وأخرج الدارقطني عن بريدة قال : قال رسول الله ﷺ :« ما من أحد إلا ويخلو الله به كما يخلو أحدكم بالقمر ليلة البدر ».
وأخرج الدارقطني عن عبد الله بن عمرو قال : ليخلون الله تعالى بكم يوم القيامة واحداً واحداً في المسألة حتى تكونوا في القرب منه أقرب من هذا، وأشار إلى شيء قريب.
وأخرج الدارقطني عن ابن عمر عن النبي ﷺ قال :« يوم القيامة أول يوم نظرت فيه عين إلى الله تعالى ».
وأخرج أحمد ومسلم والدارقطني من طريق أبي الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يسأل عن الورود فقال : نحن يوم القيامة على كوم فوق الناس فتدعى الأمم بأوثانها وما كانت تعبد، الأول فالأول، ثم يأتينا ربنا بعد ذلك فيقول : ما تنتظرون؟ فيقولون : ننتظر ربنا. فيقول : أنا ربكم. فيقولون : حتى ننظر إليك، فتجلى لهم يضحك فينطلق بهم ويتبعونه ويعطى كل إنسان منهم نوراً.
وأخرج الدارقطني عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله ﷺ :« يتجلى لنا ربنا تعالى ينظرون إلى وجهه فيخرون له سجداً فيقول : ارفعوا رؤوسكم فليس هذا بيوم عبادة ».
وأخرج الدارقطني عن جابر قال : قال النبي ﷺ :« إن الله ليتجلى للناس عامة ويتجلى لأبي بكر الصديق خاصة ».
وأخرج الدارقطني والخطيب عن أنس أن النبي ﷺ اقرأه هذه الآية ﴿ وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ﴾ قال : والله ما نسختها منذ أنزلها يزورون ربهم تبارك وتعالى فيطعمون ويسقون ويتطيبون ويحلون ويرفع الحجاب بينه وبينهم فينظرون إليه وينظر إليهم تعالى، وذلك قوله : تعالى
وأخرج الدارقطني عن أنس قال : قال رسول الله ﷺ :« إذا كان يوم القيامة رأى المؤمنون ربهم تعالى فاحدثم عهداً بالنظر إليه في كل جمعة ويراه المؤمنات يوم الفطر ويوم النحر ».
وأخرج الدارقطني عن أنس قال : بينما نحن حول رسول ﷺ إذ قال :« أتاني جبريل وفي يده كالمرآة البيضاء في وسطها كالنكتة السوداء، قلت يا جبريل : ما هذا؟ قال : هذا يوم الجمعة يعرض عليك ربك ليكون لك عيداً ولأمتك من بعدك. قلت يا جبريل : فما هذه النكتة السوداء؟ قال : هذه الساعة وهي تقوم في يوم الجمعة، وهو سيد أيام الدنيا، ونحن ندعوه في الجنة يوم المزيد. قلت يا جبريل : ولم تدعونه يوم المزيد؟ قال : لأن الله تعالى اتخذ في الجنة وادياً أفيح من مسك أبيض، فإذا كان يوم الجمعة ينزل ربنا على كرسي إلى ذلك الوادي وقد حف العرش بمنابر من ذهب مكللة بالجوهر، وقد حفت تلك المنابر بكراسي من نور، ثم يأذن لأهل الغرفات فيقبلون يخوضون كثائب المسك إلى الركب، عليهم أسورة الذهب والفضة، وثياب السندس والحرير، حتى ينتهوا إلى ذلك الوادي، فإذا اطمأنوا فيه جلوساً بعث الله تعالى عليهم ريحاً يقال لها المثيرة، فثارت ينابيع المسك الأبيض في وجوههم وثيابهم، وهم يومئذ جرد مكعلون أبناء ثلاث وثلاثين يضرب جمامهم إلى سررهم على صورة آدم يوم خلقه الله تعالى، فينادي رب العزة تبارك وتعالى رضوان، وهو خازن الجنة، فيقول : يا رضوان ارفع الحجب بيني وبين عبادي وزواري، فإذا رفع الحجب بينه وبينهم فرأوا بهاءه ونوره هبوا له سجوداً فيناديهم تعالى بصوت : ارفعوا رؤوسكم فإنما كانت العبادة في الدنيا، وأنتم اليوم دار الجزاء، سلوني ما شئتم فأنا ربكم الذي صدقتكم وعدي وأتممت عليكم نعمتي، فهذا محل كرامتي فسلوني ما شئتم. فيقولون : ربنا وأيّ خير لم تفعله بنا ألست الذي أعنتنا على سكرات الموت، وآنست منا الوحشة في ظلمات القبور، وآمنت روعتنا عند النفخة في الصور؟ ألست أقلتنا عثراتنا، وسترت علينا القبيح من فعلنا، وثبت على جسر جهنم أقدامنا؟ ألست الذي ادنيتنا في جوارك، وأسمعتنا من لذادة منطقك، وتجليت لنا بنورك؟ فأي خير لم تفعله بنا؟ فيعود تعالى فيناديهم بصوته، فيقول : أنا ربكم الذي صدقتكم وعدي، وأتممت عليكم نعمتي، فسلوني، فيقولون : نسألك رضاك. فيقول : رضاي عنكم أقلتكم عثراتكم وسترت عليكم القبيح من أموركم، وأدنيت مني جواركم، وأسمعتكم لذاذة منطقي، وتجليت لكم بنوري، فهذا محل كرامتي فسلوني. فيسألونه حتى تنتهي مسألتهم، ثم يقول تعالى : سلوني، فيسألونه حتى تنتهي رغبتهم. ثم يقول تعالى : سلوني فيقولون : رضينا ربنا وسلمنا، فيزيدهم من مزيد فضلة وكرامته، ويزيد زهرة الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطرت على قلب بشر، ويكون كذلك حتى مقدار متفرقهم من الجمعة. قال أنس : فقلت : بأبي وأمي يا رسول الله وما مقدار تفرقهم؟ قال : كقدر الجمعة إلى الجمعة. قال : يحمل عرش ربنا العليون معهم الملائكة والنبيون، ثم يؤذن لأهل الغرفات، فيعودون إلى غرفهم، وهم غرفتان زمردتان خضروان، وليسوا إلى شيء أشوق منهم إلى ويوم الجمعة لينظروا إلى ربهم، وليزيدهم من مزيد فضله وكرامته »
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند والحاكم عن لقيط بن عامر أنه خرج وافداً إلى رسول الله ﷺ، ومعه صاحب له يقال له نهيك بن عاصم، قال : فخرجت أنا وصاحبي حتى قدمنا على رسول الله ﷺ حين انصرف من صلاة الغداة فقام في الناس خطيبا فقال :« يا أيها الناس ألا إني قد خبأت لكم صوتي منذ أربعة أيام لأسمعكم، ألا فهل من امرىء بعثه قومه؟ فقالوا اعلم لنا ما يقول رسول الله الاتم لعله أن يلهيه حديث نفسه أو حديث صاحبه، أو يلهيه الضلال، ألا إني مسؤول هل بلغت ألا اسمعوا تعيشوا، ألا اجلسوا، ألا اجلسوا. قال : فجلس الناس وقمت أنا وصاحبي حتى إذا فرغ لنا فؤاده وبصره قلنا يا رسول الله ما عندك من علم الغيب؟ فضحك لعمر الله وهز رأسه وعلم أني الفتى، فقال : ضن ربك تعالى بمفاتيح خمس من الغيب لا يعلمها إلا الله، وأشار بيده. قلت وما هن؟ قال : علم المنية قد علم متى منية أحدكم ولا تعلمونه. وعلم ما في الغد ما أنت طاعم غذاً ولا تعلمه، وعلم يوم الغيم يشرف عليكم إذا قنطتم مشفقين فيظل يضحك قد علم أن غيركم إلى قريب. قال لقيط : قلت لن نعدم من رب يضحك خيراً وعلم يوم الساعة. قلت يا رسول الله : علمنا ما يعلم الناس وما يعلم صاحبي، فإنا في قبيل لا يصدقون تصديقنا من أحد مذحج التي قربوا علينا، وخثعم التي توالينا، وعشيرتنا التي نحن منها. قال : تلبثون ما لبثتم ثم يتوفى نبيكم، ثم تلبثون ما لبثتم، ثم تبعث الصائحة لعمر إلهك ما تدع على ظهرها من شيء إلا مات والملائكة الذين مع ربك تعالى، فأصبح ربك تعالى يطوف في البلاد، وقد خلت عليه البلاد، فأرسل ربك السماء بمهضب من عند العرش، ولعمر إلهك ما تدع على ظهرها من مصدع قتيل ولا مدفن ميت إلا شقت الأرض عنه حتى تجعله من عند رأسه فيستوي جالساً يقول ربك مهيم لما كان فيه. يقول يا رب أمس اليوم ولعهده بالحياة يحسبه حديثاً بأهله فقلت يا رسول الله : كيف يجمعنا بعد ما تمزقنا الرياح والبلى والسباع؟ قال : أنبئك بمثل ذلك من آلاء الأرض أشرفت عليها وهي مذرة بالية فقلت : لا تحيا أبداً ثم أرسل ربك عليها السماء، فلم تلبث عنك إلا أياماً حتى أشرفت عليها وهي سرية واحدة، ولعمر إلهك لهو أقدر على أن يجمعهم من الماء وعلى أن يجمعهم من نبات الأرض، فيخرجون من الأصواء أو من مصارعهم، فينظرون إليه، وينظر إليهم. قلت : يا رسول الله : وكيف ونحن ملء الأرض وهو شخص واحد ينظر إلينا وننظر إليه؟ قال : أنبئك بمثل ذلك من آلاء الله الشمس والقمر آية منه صغيرة ترونهما ويريانكم ساعة واحدة، وتريانهما لا تضارون في رؤيتهما، ولعمر إلهك لهو أقدر على أن يراكم، وترونه أو ترونهما ويريانكم لا تضارون في رؤيتهما. قلت يا رسول الله فما يفعل بنا ربنا إذا لقيناه؟ قال : تعرضون عليه بادية له صفحاتكم، لا تخفى عليه منكم خافية، فيأخذ ربك بيده غرفة من ماء، فينضح قبلكم بها، فلعمر إلهك ما يخطىء وجه أحد منه قطرة، فأما المسلم فتدع وجهه مثل الربطة البيضاء، وأما الكافر فتخطمه بمثل الحميم الأسود. ألا ثم ينصرف نبيكم ﷺ ويصرف على أثره الصالحون فيسلكون جسراً من النار فيظل أحدكم يقول : حس، يقول ربك : أو أنه فتطلعون على حوض الرسول على أظمأ والله ناهلة قط رأيتها، ولعمر إلهك ما يبسط واحد منكم يده إلا وقع عليها قرح بطهره من الطرف والبول والأذى ويحبس الشمس والقمر ولا ترون منهما واحداً. قلت يا رسول الله : فيم نبصر؟ قال : بمثل بصرك ساعتك هذه، وذلك قبل طلوع الشمس في يوم أشرقت الأرض. قلت يا رسول الله : فما يجزي من حسناتنا وسيئاتنا؟ قال : الحسنة بعشر أمثالها والسيئة بمثلها إلا أن يعفو ربك، قلت يا رسول الله : ما الجنة وما النار؟ قال : لعمر إلهك أما للنار فسبعة أبواب ما منهن باب إلا يسير الراكب فيها سبعين عاماً. قلت يا رسول الله : فعلام نطلع من الجنة؟ قال : على أنهار من عسل مصفى وأنهار من كأس ما بها من صداع ولا ندامة وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وماء غير آسن، وفاكهة لعمر إلهك ما تعلمون وخير من مثله معه، وأزواج مطهرة. قلت يا رسول الله : ولنا فيها أزواج؟ قال : الصالحات للصالحين تلذونهم بمثل لذاتكم في الدنيا ويتلذذن بكم غير أن لا توالد. قال لقيط : فقلت : أقصى ما نحن بالغون ومنتهون إليه؟ قلت يا رسول الله : علام أبايعك؟ فبسط النبي ﷺ يده، وقال : على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وزيال الشرك، وأن لا تشرك بالله شيئاً غيره. قلت : وإن لنا ما بين المشرق والمغرب. فقبض النبيّ ﷺ يده، وبسط أصابعه وظن أني مشترط شيئاً لا يعطينيه. قلت : نحل منها حيث شئنا ولا يجني على أمرىء إلا نفسه. فبسط يده وقال : ذلك لك تحلة حيث شئت، ولا يجني عليك إلا نفسك : قال : فانصرفنا وقال لنا : إن هذين لعمر إلهك من أتقى الناس في الدنيا والآخرة. فقال له كعب : من هم يا رسول الله؟ قال : بنو المنتقف أهل ذلك. فانصرفنا وأقبلت عليه فقلت يا رسول الله : هل لأحد فيما مضى من خير في جاهليتهم؟ قال : قال رجل من عرض قريش : والله إن أباك المنتقف لفي النار. قال : فلكأنه وقع من بين جلدي ووجهي مما قال لأبي على رؤوس الناس، فهممت أن أقول وأبوك يا رسول الله. ثم قلت يا رسول الله : وأهلك؟ قال : وأهلي لعمر الله، ما أتيت عليه من قبر عامري أو قرشي مشرك فقل أرسلني إليك محمد فأبشرك بما يسوءك تجر على وجهك وبطنك في النار. قلت يا رسول الله : ما فعل بهم ذلك وقد كانوا على عمل لا يحسنون إلا إياه وقد كانوا يحسبون أنهم مصلحون؟ قال : ذلك بما قال : بأن الله بعث في آخر كل سبع أمم نبياً فمن عصى نبيه كان من الضالين، ومن أطاع نبيه كان من المهتدين ».
وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه قال : أول من ينظر إلى الله تبارك وتعالى الأعمى.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن موسى بن صالح بن الصباح رضي الله عنه قال : إذا كان يوم القيامة يؤتى بأهل ولاية الله فيقومون بين يديه ثلاثة أصناف، فيؤتى برجل من الصنف الأول فيقول عبدي لماذا عملت؟ فيقول : يا رب خلقت الجنة وأشجارها وثمارها وأنهارها وحورها ونعيمها وما أعددت لأهل طاعتك فيها، فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري شوقاً إليها. فيقول : عبدي إنما عملت للجنة فادخلها، ومن فضلي عليك أن أعتقك من النار، فيدخلها هو ومن معه. ثم يؤتى بالصنف الثاني فيقول : عبدي لما عملت؟ فيقول : يا رب خلقت ناراً وخلقت أغلاها وسعيرها وسمومها ويحمومها وما أعددت لأعدائك ولأهل معصيتك فيها، فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري خوفاً منها.
وأخرج ابن أبي شيبة والنسائي والبيهقي في الأعمال والصفات عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله ﷺ يدعو بهؤلاء الدعوات :« اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي، اللهم أسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الحكم في الغضب والرضا، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيماً لا يبيد وقرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضا بعد القضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة. اللهم زينا بزينة الإِيمان، واجعلنا هداة مهتدين ».
وأخرج البيهقي « عن زيد بن ثابت أن رسول الله ﷺ علمه دعاء، وأمره أن يتعاهده ويتعاهد به أهل كل يوم، قال : حين تصبح لبيك الله لبيك لبيك وسعديك والخير في يديك ومنك وبك وإليك، الله ما قلت من قول أو حلفت من حلف أو نذرت من نذر فمشيئتك بين يدي ذلك ما شئت كان وما لم تشأ لم يكن، لا حول ولا قوة إلا بك إنك على كل شيء قدير، اللهم ما صليت من صلاة فعلى من صليت، وما لعنت من لعن فعلى من لعنت. أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين. أسألك اللهم الرضا بعد القضاء، وبرد العيش بعد الموت، ولذة النظر إلى وجهك، وشوقاً إلى لقائك من غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة. أعوذ بك أن أظلم، أو أظلم أو أعتدي أو يعتدى عليّ، أو أكسب خطيئة أو ذنباً لا تغفره. اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، ذا الجلال والإِكرام فإني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا، وأشهدك، وكفى بك شهيداً أني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك لك الملك، ولك الحمد، وأنت على كل شيء قدير. وأشهد أن محمداً عبدك ورسولك، وأشهد أن وعدك حق، ولقاءك حق، والساعة آتية لا ريب فيها، وأنت تبعث من في القبور، وأشهد أنك أن تكلني إلى نفسي تكلني إلى وهن وعورة وذنب وخطيئة، وإني لا أثق إلا برحمتك فاغفر لي ذنبي كله، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، وتب عليّ إنك أنت التواب الرحيم ».
وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله :﴿ إلى ربها ناظرة ﴾ قال : تنتظر منه الثواب.
أخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله :﴿ ووجوه يومئذ باسرة ﴾ قال : كالحة قاطبة. قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم. أما سمعت عبيد بن الأزرق وهو يقول :
صبحنا تميماً غداة النسا | ر شهباء ملمومة باسرة |
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه ﴿ ووجوه يومئذ باسرة ﴾ قال : كاشرة ﴿ تظن أن يفعل بها فاقرة ﴾ قال : داهية.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه ﴿ وقيل من راق ﴾ قال : من طبيب شاف.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أبي قلابة رضي الله عنه ﴿ وقيل من راق ﴾ قال : التمسوا الأطباء فلم يغنوا عنه من قضاء الله شيئاً ﴿ وظن أنه الفراق ﴾ قال : استيقن أنه الفراق ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ قال : ماتت ساقاه فلم تحملاه، وكان عليهما جوّالاً.
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه ﴿ وقيل من راق ﴾ قال : هو الطبيب.
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ وقيل من راق ﴾ قال : من راق يرقي.
وأخرج ابن جرير عن عكرمة مثله.
وأخرج ابن أبي الدنيا في ذكر الموت وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ وقيل من راق ﴾ قيل : تنتزع نفسه حتى إذا كانت في تراقيه قيل من يرقى بروحه؟ ملائكة الرحمة، أو ملائكة العذاب ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ قال : التفت عليه الدنيا والآخرة.
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن أبي العالية في قوله :﴿ وقيل من راق ﴾ قال : يختصم فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب أيهم يرقى به؟.
وأخرج ابن جرير عن أبي الجوزاء رضي الله عنه في قوله :﴿ وقيل من راق ﴾ قال : قالت الملائكة بعضهم لبعض من يصعد به أملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب؟.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقرأ :« وأيقن أنه الفراق ».
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ يقول : آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة، فتلقى الشدة بالشدة إلا من رحم الله.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ قال : التف أمر الدنيا بأمر الآخرة عند الموت.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ قال : لفت ساق الآخرة بساق الدنيا، وذكر قول الشاعر :
وقامت الحرب بنا على ساق | وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة والربيع وعطية والضحاك مثله. |
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ قال : اجتمع فيه الحياة والموت.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك رضي الله عنه ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ قال : تلف ساقاه عند الموت للنزع.
وأخرج ابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ قال : أما رأيت إذا حضر ضرب برجله رجله الأخرى.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ قال : الناس مجهزون بدنه والملائكة مجهزون روحه.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه أنه سئل عن قوله :﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ قال : هما ساقاه إذا التفتا في الأكفان.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله :﴿ إلى ربك يومئذ المساق ﴾ قال : في الآخرة.
أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله :﴿ فلا صدق ﴾ قال : بكتاب الله ﴿ ولا صلى ولكن كذب ﴾ بكتاب الله ﴿ وتولى ﴾ عن طاعة الله ﴿ ثم ذهب إلى أهل يتمطى ﴾ قال : يتبختر، وهو أبو جهل بن هشام كانت مشيته. ذكر لنا أن نبي الله أخذ بمجامع ثوبه فقال :﴿ أولى لك فأولى، ثم أولى لك فأولى ﴾ وعيداً على وعيد، فقال : ما تستطيع أنت ولا ربك لي شيئاً وإني لأعز من مشى بين جبليها، وذكر لنا أن نبي الله ﷺ كان يقول :« إن لكل أمة فرعوناً وإن فرعون هذه الأمة أبو جهل ».
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله :﴿ ثم ذهب إلى أهله يتمطى ﴾ قال : يتبختر، وهو أبو جهل.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ يتمطى ﴾ قال : يختال.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس عن قول الله :﴿ أولى لك فأولى ﴾ أشيء قاله رسول الله ﷺ لأبي جهل من قبل نفسه، أم أمره الله به؟ قال : بلى. قاله من قبل نفسه، ثم أنزله الله.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ أن يترك سدى ﴾ قال : هملاً.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله :﴿ أن يترك سدى ﴾ قال : باطلاً لا يؤمر ولا ينهى.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد « عن قتادة في قوله :﴿ أن يترك سدى ﴾ قال : أن يهمل، وفي قوله :﴿ أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ﴾ قال : ذكر لنا أن نبي الله ﷺ كان يقول إذا قرأها :» سبحانه وبلى « ».
وأخرج عبد بن حميد وابن الأنباري في المصاحف عن صالح أبي الخليل قال :« كان النبي ﷺ إذا قرأ هذه الآية ﴿ أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ﴾ قال : رسول الله ﷺ :» سبحان ربي وبلى « ».
وأخرج البخاري في تاريخه عن أبي أمامة قال :« صليت مع رسول الله ﷺ بعد حجته فكان يكثر من قراءة ﴿ لا أقسم بيوم القيامة ﴾ فإذا قال ﴿ أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ﴾ سمعته يقول :» بلى وأنا على ذلك من الشاهدين « ».
وأخرج عبد بن حميد وأبو داود والبيهقي في سننه عن موسى بن أبي عائشة قال : كان رجل يصلي فوق بيته فكان إذا قرأ ﴿ أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ﴾ قال : سبحانك فبلى، فسألوه عن ذلك فقال : سمعته من رسول الله ﷺ.
وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ﷺ :« من قرأ منكم ﴿ والتين والزيتون ﴾ فانتهى إلى آخرها ﴿ أليس الله بأحكم الحاكمين ﴾ فليقل : بلى، وأنا على ذلك من الشاهدين. ومن قرأ ﴿ لا أقسم بيوم القيامة ﴾ فانتهى إلى ﴿ أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ﴾ فليقل : بلى، ومن قرأ ﴿ والمرسلات ﴾ فبلغ ﴿ فبأي حديث بعده يؤمنون ﴾ فليقل : آمنا بالله ».
وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله ﷺ :« إذا قرأت ﴿ لا أقسم بيوم القيامة ﴾ فبلغت ﴿ أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ﴾ فقل : بلى ».
وأخرج ابن أبي حاتم وابن المنذر عن ابن عباس قال : إذا قرأت ﴿ سبح اسم ربك الأعلى ﴾ فقل : سبحان ربي الأعلى، وإذا قرأت ﴿ أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ﴾ فقل : سبحانك وبلى.