ﰡ
وأخرج ابن مردويه وابن جرير، عن ابن عباس قال : قالوا لقد شقي هذا الرجل بربه، فأنزل الله :﴿ طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ﴾.
وأخرج ابن عساكر، عن ابن عباس قال : كان رسول الله ﷺ، إذا قام من الليل يربط نفسه بحبل؛ كي لا ينام فأنزل الله عليه ﴿ طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ﴾.
وأخرج عبد بن حميد، عن مجاهد قال : كان النبي - ﷺ - يربط نفسه، ويضع إحدى رجليه على الأخرى، فنزلت :﴿ طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ﴾.
وأخرج ابن مردويه، عن علي رضي الله عنه قال : لما نزل على النبي - ﷺ - ﴿ يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلاً ﴾ [ المزمل : ١ ] قام الليل كله حتى تورمت قدماه، فجعل يرفع رجلاً، ويضع رجلاً، فهبط عليه جبريل، فقال :﴿ طه ﴾ يعني : الأرض بقدميك يا محمد ﴿ ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ﴾ وأنزل ﴿ فاقرؤوا ما تيسر من القرآن ﴾.
وأخرج البزار بسند حسن، عن علي قال : كان النبي - ﷺ - يراوح بين قدميه، يقوم على كل رجل، حتى نزلت ﴿ ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ﴾.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر، عن الربيع بن أنس قال : كان النبي ﷺ، إذا صلى قام على رجل ورفع الأخرى، فأنزل الله ﴿ طه ﴾ يعني طأ الأرض يا محمد، ﴿ ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ﴾.
وأخرج ابن مردويه، عن بان عباس في قوله :﴿ طه ﴾ قال : إن رسول الله - ﷺ - ربما قرأ القرآن إذا صلى، قام على رجل واحدة، فأنزل الله ﴿ طه ﴾ برجليك ﴿ ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ﴾.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن الضحاك قال : لما أنزل الله القرآن على النبي - ﷺ - قام به وأصحابه، فقال له كفار قريش : ما أنزل الله هذا القرآن على محمد إلا ليشقى به. فأنزل الله ﴿ طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ﴾.
وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه، عن ابن عباس في قوله :﴿ طه ﴾ قال : يا رجل.
وأخرج الحارث بن أبي أسامة وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله :﴿ طه ﴾ بالنبطية أي ﴿ طا ﴾ يا رَجُل.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله :﴿ طه ﴾ بالنبطِيَّةِ أي ﴿ طا ﴾ يا رجل.
وأخرج ابن أبي شيبة، عن عكرمة قال :﴿ طه ﴾ يا رجل بالنبطية.
وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس قال :﴿ طه ﴾ بالنبطية يا رجل.
وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك قال :﴿ طه ﴾ يا رجل بالنبطية.
وأخرج ابن جرير، عن ابن عباس قال :﴿ طه ﴾ يا رجل. بالسريانية.
وأخرج الحاكم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ طه ﴾ قال : هو كقولك يا محمد بلسان الحبش.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله :﴿ طه ﴾ قال : هو كقولك يا رجل : بلسان الحبشة.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن أبي صالح في قوله :﴿ طه ﴾ قال : كلمة عربت.
وأخرج عن مجاهد، قال :﴿ طه ﴾ فواتح السور.
وأخرج عن محمد بن كعب ﴿ طه ﴾ قال : الطاء من ذي الطول.
وأخرج ابن مردويه، عن أبي الطفيل قال : قال رسول الله - ﷺ - إن لي عشرة أسماء عند ربي قال أبو الطفيل : حفظت منها ثمانية : محمد وأحمد وأبو القاسم والفاتح والخاتم والماحي والعاقب والحاشر، وزعم سيف أن أبا جعفر قال : الاسمان الباقيان ﴿ طه ﴾ ويس.
وأخرج ابن مردويه والحاكم وصححه، عن زر قال : قرأ رجل على ابن مسعود ﴿ طه ﴾ مفتوحة فأخذها عليه عبدالله ﴿ طه ﴾ مكسورة فقال له الرجل : إنها بمعنى ضع رجلك. فقال عبد الله : هكذا قرأها النبي - ﷺ - وهكذا أنزلها جبريل.
وأخرج ابن عساكر، « عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : أول سورة تعلمتها من القرآن ﴿ طه ﴾ وكنت إذا قرأت ﴿ طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ﴾ قال النبي ﷺ :» لا شقيت يا عائش « ».
وأخرج البيهقي في الدلائل، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله :﴿ طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ﴾ وكان يقوم الليل على رجليه فهي لغة لعك إن قلت لعكي يا رجل، لم يلتفت وإذا قلت ﴿ طه ﴾ التفت إليك.
وأخرج عبد بن حميد، عن عروة بن خالد - رضي الله عنه - قال : سمعت الضحاك، وقال رجل من بني مازن بن مالك : ما يخفى علي شيء من القرآن، وكان قارئاً للقرآن شاعراً. فقال له الضحاك : أنت تقول ذلك؟ أخبرني ما ﴿ طه ﴾ ؟ قال : هي من أسماء الله الحسنى. نحو : طسم، وحم، فقال الضحاك : إنما هي بالنبطية يا رجل.
وأخرج ابن المنذر وابن مسعود، عن ابن عباس قال :﴿ طه ﴾ قسم أقسمه الله، وهو من أسماء الله.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله :﴿ ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ﴾ يقول : في الصلاة هي مثل قوله :
وأخرج ابن أبي حاتم، عن قتادة ﴿ ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ﴾ يا رجل ﴿ ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ﴾ لا والله، ما جعله الله شقياً، ولكن جعله الله رحمة ونوراً ودليلاً إلى الجنة ﴿ إلا تذكرة لمن يخشى ﴾ قال : إن الله أنزل كتابه وبعث رسله رحمة رحم بها العباد لِيذْكُر ذاكر وينتفع رجل بما سمع من كتاب الله، وهو ذكر أنزله الله، فيه حلاله وحرامه.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن محمد بن كعب ﴿ وما تحت الثرى ﴾ ما تحت سبع أرضين.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن قتادة قال :﴿ الثرى ﴾ كل شيء مبتل.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن السدي :﴿ وما تحت الثرى ﴾ قال : هي الصخرة التي تحت الأرض السابعة، وهي صخرة خضراء، وهو سجين الذي فيه كتاب الكفار.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن الضحاك قال : الثرى ما حفر من التراب مبتلاً.
وأخرج أبو يعلى عن جابر بن عبدالله : أن النبي ﷺ سئل، ما تحت هذه الأرض؟ قال : الماء. قيل : فما تحت الماء؟ قال : ظلمة. قيل : فما تحت الظلمة؟ قال : الهواء. قيل : فما تحت الهواء؟ قال : الثرى. قيل : فما تحت الثرى؟ قال : انقطع علم المخلوقين عند علم الخالق.
وأخرج ابن مردويه، عن جابر بن عبدالله قال : كنت مع رسول الله - ﷺ - في غزوة تبوك، إذ عارضنا رجل مترجب - يعني طويلاً - فدنا من النبي - ﷺ - فأخذ بخطام راحلته فقال : أنت محمد؟ قال : نعم. قال : إني أريد أن أسألك عن خصال لا يعلمها أحد من أهل الأرض، إلا رجل أو رجلان؟ فقال : سل عما شئت. قال : يا محمد، ما تحت هذه؟ - يعني الأرض - قال : خلق. قال : فما تحتهم؟ قال : أرض. قال : فما تحتها؟ قال : خلق؟ قال : فما تحتهم؟ قال : أرض، حتى انتهى إلى السابعة. قال : فما تحت السابعة؟ قال : صخرة. قال : فما تحت الصخرة؟ قال : الحوت. قال : فما تحت الحوت؟ قال : الماء. قال : فما تحت الماء؟ قال : الظلمة. قال : فما تحت الظلمة؟ قال : الهواء. قال : فما تحت الهواء؟ قال : الثرى. قال : فما تحت الثرى؟ ففاضت عينا رسول الله - ﷺ - بالبكاء؟ فقال : انقطع علم المخلوقين عند علم الخالق أيها السائل، ما المسؤول بأعلم من السائل. قال : صدقت، أشهد أنك رسول الله يا محمد، أما إنك لو ادعيت تحت الثرى شيئاً، لعلمت أنك ساحر كذاب، أشهد أنك رسول الله، ثم ولى الرجل. فقال رسول الله - ﷺ - « أيها الناس، هل تدرون ما هذا؟ قالوا : الله ورسوله أعلم. قال : هذا جبريل ».
وأخرج الحاكم وصححه، عن ابن عباس في قوله :﴿ يعلم السر وأخفى ﴾ قال : السر ما علمته أنت، وأخفى ما قذف الله في قلبك مما لم تعلمه.
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد، وأبو الشيخ في العظمة، والبيهقي بلفظ : يعلم ما تسر في نفسك، ويعلم ما تعمل غداً.
وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، عن قتادة في قوله :﴿ يعلم السر وأخفى ﴾ قال : أخفى من السر ما حدثت به نفسك، وما لم تحدث به نفسك أيضاً مما هو كائن.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله :﴿ يعلم السر وأخفى ﴾ قال : الوسوسة، والسر العمل الذي تسرون من الناس.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر، عن الحسن قال : السر ما أسر الرجل إلى غيره، وأخفى من ذلك ما أسر في نفسه.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر، عن سعيد بن جبير في الآية. قال : السر ما تسر في نفسك، وأخفى من السر، ما لم يكن بعد وهو كائن.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر، عن عكرمة في الآية. قال : السر ما حدث به الرجل أهله، وأخفى ما تكلمت به في نفسك.
وأخرج عبد بن حميد، عن الضحاك في قوله :﴿ يعلم السر وأخفى ﴾ قال : السر ما أسررت في نفسك ﴿ وأخفى ﴾ ما لم تحدث به نفسك.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة، عن زيد بن أسلم في قوله :﴿ يعلم السر وأخفى ﴾ قال : يعلم أسرار العباد ﴿ وأخفى ﴾ سره فلا نعلمه والله أعلم.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله :﴿ إني آنست ناراً ﴾ أي أحسست ناراً. ﴿ أو أجد على النار هدى ﴾ قال : من يهديني.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله :﴿ أو أجد على النار هدى ﴾ قال : من يهديني إلى الطريق، وكانوا شاتين فضلوا الطريق.
وأخرج ابن المنذر، عن ابن عباس في قوله :﴿ أو أجد على النار هدى ﴾ يقول : من يدل على الطريق.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر، عن مجاهد في قوله :﴿ أو أجد على النار هدى ﴾ قال : يهديه الطريق.
وأخرج عبد بن حميد، عن عكرمة في قوله :﴿ أو أجد على النار هدى ﴾ قال : هادٍ يهديني إلى الماء.
وأخرج عبد بن حميد، عن الحسن رضي الله عنه قال : ما بال خلع النعلين في الصلاة؟ إنما أمر موسى بخلع نعليه، إنهما كانا من جلد حمار ميت.
وأخرج عبد بن حميد، عن كعب رضي الله عنه في قوله :﴿ فاخلع نعليك ﴾ قال : كان نعلا موسى من جلد حمار ميت، فأراد ربك أن يمسه القدس كله.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن الزهري في قوله :﴿ فاخلع نعليك ﴾ قال : كانتا من جلد حمار أهلي.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه قال : كانت نعلا موسى التي قيل له اخعلهما : من جلد خنزير.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم، عن عكرمة رضي الله عنه في قوله :﴿ فاخلع نعليك ﴾ قال كي تمس راحة قدميك الأرض الطيبة.
وأخرج الطبراني، عن علقمة؛ أن ابن مسعود أتى أبا موسى الأشعري منزله، فحضرت الصلاة فقال أبو موسى - رضي الله عنه - تقدم يا أبا عبد الرحمن، فإنك أقدم سناً وأعلم. قال : لا. بل تقدم أنت، فإنما أتيناك في منزلك، فتقدم أبو موسى رضي الله عنه فخلع نعليه، فلما صلى قال له ابن مسعود :- رضي الله عنه - لم خلعت نعليك؟ أبالواد المقدس أنت؟ لقد رأيت رسول الله ﷺ يصلي في الخفين والنعلين.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ إنك بالواد المقدس ﴾ قال : المبارك ﴿ طوى ﴾ قال : اسم الوادي.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن عكرمة - رضي الله عنه - في قوله :﴿ بالواد المقدس ﴾ قال : الطاهر.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن الحسن رضي الله عنه في قوله :﴿ بالواد المقدس ﴾ قال : واد بفلسطين قدس مرتين.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله :﴿ بالواد المقدس طوى ﴾ يعني الأرض المقدسة، وذلك أنه مر بواديها ليلاً فطوي. يقال : طويت وادي كذا وكذا، والطاوي من الليل وارتفع إلى أعلى الوادي، وذلك نبي الله موسى عليه السلام.
وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد وابن المنذر، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله :﴿ إنك بالواد المقدس ﴾ قال المبارك :﴿ طوى ﴾ قال : اسم الوادي.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن مبشر بن عبيد ﴿ طوى ﴾ بغير نون وادٍ بإيلة زعم أنه طوي بالبركة مرتين.
وأخرج ابن جرير، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ طوى ﴾ قال : طا الوادي.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي نجيح رضي الله عنه في قوله :﴿ طوى ﴾ قال طا الأرض حافياً كما تدخل الكعبة حافياً.
وأخرج عبد بن حميد، عن قتادة رضي الله عنه في قوله :﴿ بالواد المقدس طوى ﴾ قال : واد قدس مرتين واسمه ﴿ طوى ﴾.
وأخرج عبد بن حميد، عن عاصم أنه قرأ ﴿ طوى ﴾ برفع الطاء وبنون فيها.
وأخرج أبو الشيخ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله ﷺ قال :« مكتوب على باب الجنة : إنني أنا الله لا إله إلا أنا لا أعذب من قالها ».
وأخرج ابن سعد وأبو يعلى والحاكم والبيهقي في الدلائل، عن أنس رضي الله عنه قال : خرج عمر متقلداً بالسيف لقيه رجل من بني زهرة فقال له : أين تغدو يا عمر، قال : أريد أن أقتل محمداً. قال : وكيف تأمن بني هاشم وبني زهرة؟ فقال له عمر : ما أراك إلا قد صبأت وتركت دينك! قال : أفلا أدلك على العجب؟! إن أختك وختنك قد صبآ وتركا دينك، فمشى عمرا زائراً حتى أتاهما، وعندهما خباب، فلما سمع خباب بحس عمر، توارى في البيت، فدخل عليهما فقال : ما هذه الهينمة التي سمعتها عندكم وكانوا يقرأون ﴿ طه ﴾ فقالا : ما عدا حديثاً تحدثنا به. قال : فلعلكما قد صبأتما. فقال له خنته : يا عمر، إن كان الحق في غير دينك؟ فوثب عمر على ختنه فوطئه وطأ شديداً : فجاءت أخته لتدفعه عن زوجها، فنفخها نفخة بيده فدمى وجهها. فقال عمر : أعطوني الكتاب الذي هو عندكم فأقرأه، فقالت أخته : إنك رجس وإنه ﴿ لا يمسه إلا المطهرون ﴾ [ الواقعة : ٧٩ ] فقم فتوضأ، فقام فتوضأ ثم أخذ الكتاب فقرأ ﴿ طه ﴾ حتى انتهى إلى ﴿ إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري ﴾ فقال عمر : دلوني على محمد، فلما سمع خباب قول عمر، خرج من البيت فقال : أبشر يا عمر، فإني أرجو أن تكون دعوة رسول الله - ﷺ - لك - ليلة الخميس - « اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب، أو بعمر بن هشام » فخرج حتى أتى رسول الله ﷺ.
وأخرج أبو نعيم في الحلية، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : حدثنا رسول الله ﷺ، عن جبريل - عليه السلام - قال :« قال الله تعالى ﴿ إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني ﴾ » من جاءني منكم بشهادة أن لا إله إلا الله بالإخلاص دخل حصني، ومن دخل حصني أمن عذابي « ».
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله :﴿ وأقم الصلاة لذكري ﴾ قال : إذا صلى عبد ذكر ربه.
وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود وابن مردويه، عن أنس : أن رسول الله ﷺ قال :« إذا رقد أحدكم عن الصلاة أو غفل عنها فليصلها إذا ذكرها، فإن الله قال أقم الصلاة لذكري ».
وأخرج الترمذي وابن ماجة وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وابن مردويه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :« لما قفل رسول الله - ﷺ - من خيبر أسري ليلة حتى أدركه الكرى، أناخ فعرس ثم قال :» يا بلال، أكلأنا الليلة « قال : فصلى بلال ثم تساند إلى راحلته مستقبل الفجر، فغلبته عيناه فنام، فلم يستيقظ أحد منهم حتى ضربتهم الشمس، وكان أولهم استيقاظاً النبي ﷺ فقال :» أي بلال « فقال بلال : بأبي أنت يا رسول الله، أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك، فقال رسول الله :- ﷺ - » اقتادوا « ثم أناخ فتوضأ وأقام الصلاة ثم صلى مثل صلاته للوقت في تمكث، ثم قال :» من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها، فإن الله قال :﴿ أقم الصلاة لذكري ﴾ « وكان ابن شهاب يقرؤها » للذكرى «.
وأخرج الطبراني وابن مردويه، عن عبادة بن الصامت قال :» سئل رسول الله - ﷺ - عن رجل غفل عن الصلاة حتى طلعت الشمس أو غربت ما كفارتها؟ قال :« يتقرب إلى الله ويحسن وضوءه ويصلي فيحسن الصلاة ويستغفر الله فلا كفارة لها إلا ذلك » إن الله يقول :﴿ أقم الصلاة لذكري ﴾.
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر، عن سمرة بن يحيى قال : نسيت صلاة العتمة حتى أصبحت، فغدوت إلى ابن عباس فأخبرته فقال : قم فصلها، ثم قرأ ﴿ أقم الصلاة لذكري ﴾.
وأخرج عبد بن حميد، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : إذا نسيت صلاة فاقضها متى ما ذكرت.
وأخرج ابن أبي شيبة، عن الشعبي وإبراهيم في قوله :﴿ أقم الصلاة لذكري ﴾ قالا : صلِّها إذا ذكرتها وقد نسيتها.
وأخرج ابن أبي شيبة، عن إبراهيم قال : من نام عن صلاة أو نسيها، يصلي متى ذكرها عند طلوع الشمس وعند غروبها، ثم قرأ ﴿ أقم الصلاة لذكري ﴾ قال : إذا ذكرتها فصلها في أي ساعة كنت.
وأخرج ابن أبي شيبة، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :« أقبلنا مع رسول الله - ﷺ - من الحديبية فنزلنا دهاساً من الأرض - والدهاس الرمل - فقال رسول الله ﷺ - : من يكلؤنا؟ قال بلال : أنا، فناموا حتى طلعت عليهم الشمس، فقال النبي ﷺ :» افعلوا كما كنتم تفعلون « كذلك لمن نام أو نسي.
وأخرج ابن أبي شيبة، عن أبي جحيفة قال : كان رسول الله - ﷺ - في سفره الذي ناموا فيه، حتى طلعت الشمس ثم قال :» إنكم كنتم أمواتاً فرد الله إليكم أرواحكم، فمن نام عن الصلاة أو نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها، وإذا استيقظ «.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ إن الساعة آتية أكاد أخفيها ﴾ قال : أكاد أخفيها من نفسي.
وأخرج عبد بن حميد وابن الأنباري في المصاحف، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله :﴿ أكاد أخفيها ﴾ قال : من نفسي.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن الأنباري، عن ابن عباس رضي الله عنهما : أنه قرأ « أكاد أخفيها من نفسي ». يقول : لأنها لا تخفى من نفس الله أبداً.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن السدي رضي الله عنه قال : ليس من أهل السموات والأرض أحد إلا وقد أخفى الله عنه علم الساعة، وهي في قراءة ابن مسعود « أكاد أخفيها عن نفسي ». يقول : أكتمها من الخلائق حتى لو استطعت أن أكتمها من نفسي لفعلت.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه قال : في بعض القراءة « أكاد أخفيها عن نفسي ». قال : لعمري، لقد أخفاها الله من الملائكة المقربين، ومن الأنبياء والمرسلين.
وأخرج عبد بن حميد، عن أبي صالح في قوله :﴿ أكاد أخفيها ﴾ قال : يخفيها من نفسه.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن الأنباري، عن ورقاء قال : أقرأنيها سعيد بن جبير ﴿ أكاد أخفيها ﴾ يعني بنصب الألف وخفض الفاء. يقول : أظهرها. ثم قال أما سمعت قول الشاعر :
دأت شهرين ثم شهراً دميكاً | ما دميكين يخفيان عميرا |
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله :﴿ لتجزى كل نفس بما تسعى ﴾ قال : لتعطى ثواب ما تعمل.
أخرج ابن أبي حاتم، عن الشعبي رضي الله عنه وابن شبرمة قال : إنما سمي هوى، لأنه يهوي بصاحبه إلى النار.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس : عصا موسى - قال - : أعطاه إياها ملك من الملائكة، إذ توجه إلى مدين فكانت تضيء له بالليل، ويضرب بها الأرض فيخرج له النبات، ويهش بها على غنمه ورق الشجر.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن زيد في قوله :﴿ هي عصاي أتوكأ عليها ﴾ قال : إذا مشى مع غنمه.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن عكرمة رضي الله عنه في قوله :﴿ وأهش بها على غنمي ﴾ قال : أضرب بها الشجر فيتساقط منه الورق على غنمي.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن عمرو بن ميمون قال : الهش، العصا بين الشعبتين، ثم يحركها حتى يسقط الورق، والخبط، أن يخبط حتى يسقط الورق.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن مالك بن أنس قال : الهش، أن يضع الرجل المحجن في الغصن، ثم يحركه حتى يسقط ورقه وثمره، ولا يكسر العود، فهذا الهش ولا يخبط.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر، عن قتادة في قوله :﴿ وأهش بها على غنمي ﴾ قال : أخبط بها الشجر. ﴿ ولي فيها مآرب أخرى ﴾ قال : حاجات أخرى.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ ولي فيها مآرب أخرى ﴾ قال : حوائج.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله :﴿ مآرب أخرى ﴾ قال : حاجات ومنافع.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن السدي رضي الله عنه في قوله :﴿ مآرب أخرى ﴾ يقول : حوائج أخرى، أحمل عليها المزود والسقاء.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله :﴿ ولي فيها مآرب أخرى ﴾ قال : كانت تضيء له بالليل، وكانت عصا آدم عليه السلام.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس :﴿ فألقاها فإذا هي حية تسعى ﴾ ولم تكن قبل ذلك حية، فمرت بشجرة فأكلتها، ومرت بصخرة فابتلعتها، فجعل موسى يسمع وقع الصخرة في جوفها ف ﴿ ولى مدبراً ﴾ [ النمل : ١٠ ] فنودي أن يا موسى خذها فلم يأخذها ثم نودي الثانية أن ﴿ خذها ولا تخف ﴾ فقيل له في الثالث :﴿ إنك من الآمنين ﴾ [ القصص : ٣١ ] فأخذها.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ سنعيدها سيرتها الأولى ﴾ قال : حالتها الأولى.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله :﴿ سنعيدها سيرتها الأولى ﴾ قال : هيئتها الأولى :﴿ واضمم يدك إلى جناحك ﴾ قال : أدخل كفك تحت عضدك ﴿ تخرج بيضاء من غير سوء ﴾ قال : من غير برص.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ من غير سوء ﴾ قال : من غير برص.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن الحسن رضي الله عنه قال : أخرجها كأنها مصباح، فعلم موسى أنه قد لقي ربه، ولهذا قال تعالى :﴿ لنريك من آياتنا الكبرى ﴾.
وأخرج السلفي في الطيوريات بسند واه، عن أبي حعفر محمد بن علي قال :» لما نزلت ﴿ واجعل لي وزيراً من أهلي، هارون أخي اشدد به أزري ﴾ كان رسول الله - ﷺ - على جبل، ثم دعا ربه وقال « اللهم اشدد أزري بأخي علي » فأجابه إلى ذلك.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله :﴿ واحلل عقدة من لساني ﴾ قال : عجمة بجمرة نار أدخلها في فيه، عن أمر امرأة فرعون تدرأ به عنه عقوبة فرعون حين أخذ موسى بلحيته، وهو لا يعقل. قال : هذا عدوّ لي، فقالت امرأته : إنه لا يعقل.
وأخرج ابن المنذر، عن ابن عباس في قوله :﴿ واجعل لي وزيراً من أهلي، هارون أخي ﴾ قال : كان أكبر من موسى.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن عطية في قوله :﴿ اشدد به أزري ﴾ قال ظهري.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن زيد في قوله :﴿ اشدد به أزري ﴾ يقول : اشدد به أمري وقوّني به، فإن لي به قوّة.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله :﴿ وأشركه في أمري ﴾ قال : نُبِئَ هرون ساعتئذ حين نبئ موسى عليهما السلام.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن عروة أن عائشة سمعت رجلاً يقول : إني لأدري أي أخ في الدنيا كان أنفع لأخيه : موسى حين سأل لأخيه النبوّة. فقالت : صدق والله.
وأخرج الحاكم، عن وهب قال : كان هرون فصيحاً بين النطق يتكلم في تؤدة ويقول بعلم وحلم، وكان أطول من موسى طولاً، وأكبرهما في السن، وأكثرهما لحماً، وأبيضهما جسماً، وأعظمهما ألواحاً، وكان موسى جعداً آدم طوالاً، كأنه من رجال شنوأة، ولم يبعث الله نبياً إلا وقد كان عليه شامة النبوّة في يده اليمنى، إلا أن يكون نبينا - ﷺ - فإن شامة النبوّة كانت بين كتفيه.
وأخرج عبد بن حميد، عن عاصم بن أبي النجود أنه قرأ ﴿ كي نسبحك كثيراً ونذكرك كثيراً إنك كنت بنا بصيراً ﴾ بنصب الكاف الأولى في كلهن.
وأخرج عبد بن حميد عن الأعمش : أنه كان يجزم هذه الكافات كلها.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله :﴿ وألقيت عليك محبة مني ﴾ قال : كان كل من رآه ألقيت عليه منه محبة.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن سلمة بن كهيل - رضي الله عنه - في قوله :﴿ وألقيت عليك محبة مني ﴾ قال : حببتك إلى عبادي.
وأخرج عبد بن حميد، عن عكرمة في قوله :﴿ وألقيت عليك محبة مني ﴾ قال : حيث نظرت آسية وجه موسى، فرأت حسناً وملاحة، فعندها قالت لفرعون :﴿ قرة عين لي ولك لا تقتلوه ﴾ [ القصص : ٩ ].
وأخرج الحكيم الترمذي، عن أبي رجاء في قوله :﴿ وألقيت عليك محبة مني ﴾ قال : الملاحة والحلاوة.
وأخرج ابن عساكر، عن قتادة في قوله :﴿ وألقيت عليك محبة مني ﴾ قال : حلاوة في عيني موسى، لم ينظر إليه خلق إلا أحبه.
وأخرج ابن المنذر، عن مجاهد - رضي الله عنه - قال : كنت مع عبدالله بن عمر - رضي الله عنه - فتلقاه الناس يسلمون عليه ويحيونه ويثنون عليه ويدعون له - فيضحك ابن عمر - فإذا انصرفوا عنه، أقبل علي فقال : إن الناس ليجيئون حتى لو كنت أعطيهم الذهب والفضة ما زادوا عليه، ثم تلا هذه الآية ﴿ وألقيت عليك محبة مني ﴾.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن أبي نهيك - رضي الله عنه - في قوله :﴿ ولتصنع على عيني ﴾ قال : ولتعمل على عيني.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن أبي عمران الجوني رضي الله عنه في قوله :﴿ ولتصنع على عيني ﴾ قال : تربى بعين الله.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله :﴿ ولتصنع على عيني ﴾ قال : ولتغذى على عيني.
وأخرج ابن المنذر، عن ابن جريج في الآية يقول : أنت بعيني إذ جعلتك أمك في التابوت ثم في البحر ﴿ إذ تمشي أختك ﴾.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والخطيب، عن ابن عمر :« سمعت رسول الله - ﷺ - يقول : إنما قتل موسى الذي قتل من آل فرعون خطأ. يقول الله :﴿ وقتلت نفساً فنجيناك من الغم ﴾ ».
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله :﴿ فنجيناك من الغم ﴾ قال : من قتل النفس ﴿ وفتناك فتوناً ﴾ قال : أخلصناك إخلاصاً.
وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله :﴿ وفتناك فتوناً ﴾ قال : ابتليناك إبتلاء.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله :﴿ وفتناك فتوناً ﴾ قال : ابتليناك ببلاء نعمة.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله :﴿ وفتناك فتوناً ﴾ قال : اختبرناك اختباراً.
وأخرج ابن أبي عمر العدني في مسنده، وعبد بن حميد، والنسائي وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال : سألت ابن عباس عن قول الله تعالى لموسى عليه السلام :﴿ وفتناك فتوناً ﴾ فسألت عن الفتون ما هو؟ فقال : استأنف النهار يا ابن جبير، فإن لها حديثاً طويلاً، فلما أصبحت غدوت على ابن عباس، لأتنجز ما وعدني من حديث الفتون فقال : تذاكر فرعون وجلساؤه ما كان الله تعالى - وعد إبراهيم عليه السلام - من أن يجعل في ذريته أنبياء وملوكاً. فقال بعضهم : إن بني إسرائيل ينتظرون ذلك ما يشكون فيه، ولقد كانوا يظنون أنه يوسف بن يعقوب، فلما هلك قالوا : ليس هذا كان وعد الله إبراهيم. قال فرعون : فكيف ترون؟ فائتمروا وأجمعوا أمرهم، على أن يبعث رجالاً - معه الشفار - يطوفون في بني إسرائيل : فلا يجدون مولوداً إلا ذبحوه، ففعلوا فلما رأوا أن الكبار يموتون بآجالهم، وإن الصغار يذبحون قالوا : يوشك أن يفني بنو إسرائيل، فتصيروا تباشروا الأعمال والخدمة التي كانوا يكفونكم، فاقتلوا عاماً كل مولود ذكر، فتقل أبناؤهم. ودعوا عاماً لا تقتلوا منهم أحداً، فيشب الصغار مكان من يموت من الكبار؛ فإنهم لن يكثروا فتخافون مكاثرتهم إياكم، ولن يفنوا بمن تقتلون فتحتاجون إليهم، فاجمعوا أمرهم على ذلك، فحملت أم موسى بهرون في العام الذي لا يذبح فيه الغلمان، فولدت علانية آمنة، حتى إذا كان في قابل حملت بموسى، فوقع في قلبها الهم والحزن، فذلك من الفتون يا ابن جبير، لما دخل عليه في بطن أمه ما يراد به، فأوحى الله إليها : أن :﴿ لا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين ﴾ [ القصص : ٧ ] وأمرها إذا ولدته أن تجعله في تابوت، ثم تلقيه في اليم، فلما ولدت فعلت ما أمرت به، حتى إذا توارى عنها ابنها - أتاها الشيطان - وقالت في نفسها : ما فعلت بابني؟! لو ذبح عندي فواريته وكفنته كان أحب إليّ من أن ألقيه إلى دواب البحر وحيتانه. فانطلق به الماء حتى أوفى به عند مستقى جواري امرأة فرعون، فرأينه فأخذنه فهممن أن يفتحن الباب، فقال بعضهن لبعض : إن في هذا لمالاً، وإنا إن فتحناه لم تصدقنا امرأة الملك بما وجدنا فيه، فحملنه بهيئته لم يحركن منه شيئاً، حتى دفعنه إليها، فلما فتحته رأت فيه الغلام، فألقي عليها محبة لم تلق منها على أحد من البشر قط، ﴿ وأصبح فؤاد أم موسى فارغاً ﴾ [ القصص : ١٠ ] من ذكر كل شيء، إلا من ذكر موسى، فلما سمع الذباحون بأمره، أقبلوا إلى امرأة فرعون بشفارهم يريدون أن يذبحوه، وذلك من الفتون يا ابن جبير، فقالت للذباحين : إن هذا الواحد لا يزيد في بني إسرائيل، وإني آتي فرعون فأستوهبه منه، فإن وهبه لي فقد أحسنتم وأجملتم، وإن أمر بذبحه لم ألمكم، فلما أتت به فرعون قالت :
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله :﴿ فلبثت سنين في أهل مدين ﴾ [ طه : ٤٠ ] قال : عشر سنين ﴿ ثم جئت على قدر يا موسى ﴾ [ طه : ٤٠ ] قال على موعد.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله :﴿ ثم جئت على قدر ﴾ قال : الميقات.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله :﴿ ثم جئت على قدر ﴾ قال : على موعد.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله :﴿ ولا تنيا في ذكري ﴾ قال لا تضعفا.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد، عن قتادة - رضي الله عنه - مثله.
وأخرج عبد بن حميد، عن مجاهد - رضي الله عنه - مثله.
وأخرج الطستي، عن ابن عباس : أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله - تعالى - ﴿ ولا تنيا عن ذكري ﴾ قال : ولا تضعفا عن أمري.
إني وجدك ما ونيت وإنني | أبغي الفكاك له بكل سبيل |
وأخرج ابن أبي حاتم، عن علي رضي الله عنه في قوله :﴿ فقولا له قولاً ليناً ﴾ قال : كنه.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر، عن ابن عباس في قوله :﴿ فقولا له قولاً ليناً ﴾ قال : كنِّياه.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن سفيان الثوري :﴿ فقولا له قولاً ليناً ﴾ قال : كنياه يا أبا مرة.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن الحسن ﴿ فقولا له قولاً ليناً ﴾ قال اعذرا إليه، وقولا له : إن لك رباً ولك معاداً وإن بين يديك جنة وناراً.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن الفضل بن عيسى الرقاشي أنه تلا هذه الآية ﴿ فقولا له قولاً ليناً ﴾ فقال : يا من يتحبب إلى من يعاديه، فكيف بمن يتولى ويناديه؟.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله :﴿ لعله يتذكر ﴾ قال : هل يتذكر.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله :﴿ إنا نخاف أن يفرط علينا ﴾ قال : يعجل ﴿ أو أن يطغى ﴾ قال : يعتدي.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله :﴿ إنا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى ﴾ قال : عقوبة منه.
وأخرج ابن المنذر، عن ابن جريج في قوله :﴿ قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى ﴾ قال : أسمع ما يقول ﴿ وأرى ﴾ ما يجاوبكما، فأوحي إليكما فتجاوباه.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم بسند جيد، عن ابن مسعود قال : لما بعث الله موسى إلى فرعون، قال : رب، أي شيء أقول؟ قال : قل أهيا شراً هيا. قال الأعمش : تفسير ذلك، الحي قبل كل شيء، والحي بعد كل شيء.
وأخرج أحمد في الزهد، عن ابن عباس قال : لما بعث الله موسى إلى فرعون قال :« لا يغرنكما لباسه الذي ألبسته، فإن ناصيته بيدي، فلا ينطق ولا يطرف إلا بإذني، ولا يغرنكما ما متع به من زهرة الدنيا وزينة المترفين، فلو شئت أن أزينكما من زينة الدنيا بشيء، يعرف فرعون أن قدرته تعجز عن ذلك لفعلت، وليس ذلك لهوانكما علي، ولكني ألبستكما نصيبكما من الكرامة على أن لا تنقصكما الدنيا شيئاً، وإني لأذود أوليائي عن الدنيا، كما يذود الراعي إبله عن مبارك الغيرة، وإني لأجنبهم كما يجنب الراعي إبله عن مراتع الهلكة، أريد أن أنور بذلك صدورهم، وأطهر بذلك قلوبهم فيَّ، سيماهم الذين يعرفون وأمرهم الذي يفتخرون به، وأعلم : أنه من أخاف لي ولياً فقد بارزني، وأنا الثائر لأوليائي يوم القيامة ».
وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبخاري ومسلم وابن مردويه من طريق ابن عباس، عن أبي سفيان بن حرب أن رسول الله - ﷺ - كتب إلى هرقل « من محمد رسول الله، إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى ».
وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبيهقي في الشعب، عن قتادة قال : التسليم على أهل الكتاب إذا دخلت عليهم بيوتهم أن تقول : السلام على من اتبع الهدى.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات، عن ابن عباس في قوله :﴿ الذي أعطى كل شيء خلقه ﴾ قال : خلق لكل شيء روحه، ثم ﴿ هدى ﴾ قال : هداه لمنكحه، ومطعمه، ومشربه، ومسكنه.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله :﴿ أعطى كل شيء خلقه ﴾ يقول : مثله، أعطى الإنسان انسانة، والحمار حمارة، والشاة شاته :﴿ ثم هدى ﴾ إلى الجماع.
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر، عن الحسن في قوله :﴿ أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ﴾ قال : أعطى كل شيء ما يصلحه ثم هداه له.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله :﴿ أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ﴾ قال : سوى خلق كل دابة ثم هداها لما يصلحها وعلمها إياه، لم يجعل خلق الناس كخلق البهائم، ولا خلق البهائم كخلق الناس، ولكن ﴿ خلق كل شيء فقدره تقديراً ﴾ [ الفرقان : ٢ ].
وأخرج ابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله :﴿ أعطى كل شيء خلقه ﴾ قال : أعطى كل ذي خلق ما يصلحه من خلقه، ولم يجعل الإنسان في خلق الدابة، ولا الدابة في خلق الكلب، ولا الكلب في خلق الشاة، وأعطى كل شيء ما ينبغي له من النكاح، وهيأ كل شيء على ذلك، ليس منها شيء يملك شيئاً في فعاله، في الخلق والرزق والنكاح ﴿ ثم هدى ﴾ قال : هدى كل شيء إلى رزقه وإلى زوجته.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله :﴿ أعطى كل شيء خلقه ﴾ قال : أعطى كل شيء صورته ﴿ ثم هدى ﴾ قال : لمعيشته.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن عكرمة رضي الله عنه في قوله :﴿ أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ﴾ قال : ألم تر إلى البعير كيف يقوم لصاحبه ينتظره! حتى يجيء هذا منه!.
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله :﴿ ثم هدى ﴾ قال : كيف يأتي الذكر الأنثى.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن سابط قال : ما أبهمت البهائم، فلم تبهم عن أربع : تعلم أن الله ربها، ويأتي الذكر الأنثى، وتهتدي لمعايشها، وتخاف الموت.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله :﴿ قال فما بال القرون الأولى ﴾ يقول : فما حال القرون.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ لا يضل ربي ﴾ قال : لا يخطئ.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله :﴿ لا يضل ربي ولا ينسى ﴾ قال :﴿ لا يضل ربي ﴾ الكتاب ﴿ ولا ينسى ﴾ ما فيه.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن أبي المليح قال : الناس يعيبون علينا الكتاب، وقال الله تعالى :﴿ علمها عند ربي في كتاب ﴾.
وأخرج ابن سعد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن أبي هلال قال : كنا عند قتادة فذكروا الكتاب وسألوه عن ذلك؟ فقال : وما بأس بذلك. أليس الله الخبير يخبر؟ قال :﴿ فما بال القرون الأولى قال علمها عند ربي في كتاب ﴾.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ من نبات شتى ﴾ قال : مختلف وفي قوله :﴿ لأولي النهى ﴾ قال : لأولي التقى.
وأخرج ابن المنذر، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ لأولي النهى ﴾ قال : لذوي الحجا والعقول.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله :﴿ لأولي النهى ﴾ قال : لأولي الورع.
وأخرج ابن المنذر، عن سفيان رضي الله عنه في قوله :﴿ لأولي النهى ﴾ قال : الذين ينتهون عما نهوا عنه.
وأخرج أحمد والحاكم، عن أبي أمامة قال :« لما وضعت أم كلثوم بنت رسول الله - ﷺ - في القبر قال رسول الله ﷺ :﴿ منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ﴾ » بسم الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله « ».
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله :﴿ تارة أخرى ﴾ قال مرة أخرى.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، ن مجاهد رضي الله عنه في قوله :﴿ مكاناً سوى ﴾ قال : منصفاً بينهم.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد، عن قتادة رضي الله عنه في قوله :﴿ مكاناً سوى ﴾ قال : نصفاً بيني وبينك.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن السدي رضي الله عنه في قوله :﴿ مكاناً سوى ﴾ قال : عدلاً.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله :﴿ مكاناً سوى ﴾ قال : مكاناً مستوياً يتبين الناس سواء فيه. لا يكون صوت، ولا شيء يتغيب بعض ذلك، عن بعض مستوحين يرى.
وأخرج ابن المنذر، عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله ﷺ :« من صام يوم الزينة أدرك ما فاته من صيام تلك السنة، ومن تصدق يومئذ بصدقة أدرك ما فاته من صدقة تلك السنة » يعني يوم عاشوراء.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد، عن قتادة رضي الله عنه في قوله :﴿ قال موعدكم يوم الزينة ﴾ قال : هو يوم عيد كان لهم.
وأخرج عبد بن حميد، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله :﴿ قال موعدكم يوم الزينة ﴾ قال : هو عيدهم.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال :﴿ موعدكم يوم الزينة ﴾ قال : يوم السوق.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن زيد رضي الله عنه قال :﴿ موعدكم يوم الزينة ﴾ قال : يوم العيد : يوم يتفرغ الناس من الأعمال، ويشهدون ويحضرون ويرون.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله :﴿ وأن يحشر الناس ضحى ﴾ قال : يجتمعون لذلك الميعاد الذي واعدوه.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن أبي نهيك أنه قرأ « وأن تحشر الناس ضحى » بالتاء وأن تشحر الناس أنت قال : فرعون يحشر قومه.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم ووكيع في الغرور، عن أبي صالح رضي الله عنه في قوله :﴿ ويذهبا بطريقتكم المثلى ﴾ قال باشرافكم.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله :﴿ ويذهبا بطريقتكم المثلى ﴾ قال : يذهبا بالذي أنتم عليه.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله :﴿ وقد أفلح اليوم من استعلى ﴾ قال : من غلب.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد، عن قتادة رضي الله عنه في قوله :﴿ تلقف ما صنعوا ﴾ قال : ألقاها موسى فتحوّلت حية تأكل حبالهم وما صنعوا.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه، عن جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :« إذا أخذتم الساحر فاقتلوه » ثم قرأ ﴿ ولا يفلح الساحر حيث أتى ﴾ قال : لا يأمن حيث وجد.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن القاسم بن أبي بزة قال : لما وقعوا سجداً رأوا أهل النار، وأهل الجنة وثواب أهليهما فقالوا :﴿ لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات ﴾.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله :﴿ وما أكرهتنا عليه من السحر ﴾ قال : أخذ فرعون أربعين غلاماً من بني إسرائيل، فأمر أن يعلموا السحر بالعوماء، وقال : علموهم تعليماً لا يغلبهم أحد في الأرض. قال ابن عباس : فهم من الذين قالوا :﴿ إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر ﴾.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن محمد بن كعب القرظي في قوله :﴿ والله خير وأبقى ﴾ قال : خير منك أن أطيع وأبقى منك عذاباً إن عصي.
وأخرج مسلم وأحمد وابن أبي حاتم وابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري :« أن رسول الله ﷺ خطب فأتى على هذه الآية ﴿ إنه من يأت ربه مجرماً فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيا ﴾ فقال رسول الله ﷺ :» أما أهلها الذين هم أهلها، فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون، وأما الذين ليسوا بأهلها، فإن النار تميتهم إماتة، ثم يقوم الشفعاء فيشفعون، فيؤتى بهم ضبائر على نهر يقال له الحياة أو الحيوان فينبتون كما ينبت القثاء في حميل السبيل والله أعلم « ».
وأخرج الطبراني، عن أبي الدرداء، عن النبي - ﷺ - قال :« ثلاث من كن فيه، لم ينل الدرجات العلى : من تكهن، أو استقسم، أو رده من سفره طيرة ».
وأخرج الأصبهاني في الترغيب، عن أبي الدرداء سمعت رسول الله ﷺ يقول :« من كان وصلة لأخيه إلى سلطان في مبلغ بر، أو مدفع مكروه، رفعه الله في الدرجات ».
وأخرج ابن المبارك في الزهد وأبو نعيم في الحلية، عن عون بن عبد الله قال : إن الله ليدخل خلقاً الجنة فيعطيهم حتى يملوا، وفوقهم ناس في ﴿ الدرجات العلى ﴾ فإذا نظروا إليهم عرفوهم فيقولون : يا ربنا إخواننا كنا معهم فبم فضلتهم علينا؟ فيقال : هيهات.. ! إنهم كانوا يجوعون حين تشبعون، ويظمؤون حين تروون، ويقومون حين تنامون، ويستحصون حين تختصون.
وأخرج أحمد في الزهد، عن ابن عمير قال : إن الرجل وعبده يدخلان الجنة، فيكون عبده أرفع درجة منه، فيقول : يا رب هذا كان عبدي في الدنيا؟! فيقال : إنه كان أكثر ذكراً لله تعالى منك.
وأخرج أبو داود وابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله ﷺ :« إن أهل الدرجات العلى ليراهم من تحتهم كما ترون الكوكب الذري في أفق السماء، وأن أبا بكر وعمر منهم وانعما ».
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله :﴿ طريقاً في البحر يبساً ﴾ قال : يابساً.
وأخرج ابن المنذر، عن ابن جريج قال : قال أصحاب موسى : هذا فرعون قد أدركنا، وهذا البحر قد عمنا. فأنزل الله ﴿ لا تخاف دركاً ولا تخشى ﴾ من البحر غرقاً ولا وحلاً.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله :﴿ لا تخاف دركاً ﴾ قال : من آل فرعون ﴿ ولا تخشى ﴾ من البحر غرقاً.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن السدي في قوله :﴿ فغشيهم من اليم ﴾ قال البحر.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله :﴿ ولا تطغوا فيه ﴾ قال : الطغيان فيه أن يأخذه بغير حله.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم في قوله :﴿ فيحل عليكم غضبي ﴾ قال : فينزل عليكم غضبي.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن الأعمش أنه قرأ ﴿ من يحلل عليه غضبي ﴾ بكسر اللام على تفسير من يجب عليه غضبي.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن أبي مجلز في قوله :﴿ ومن يحلل عليه غضبي ﴾ قال : إن غضبه خلق من خلقه يدعوه فيكلمه.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله :﴿ فقد هوى ﴾ قال : شقي.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن سقي بن ماتع : أن في جهنم قصراً يرمى الكافر من أعلاه، فيهوي في جهنم أربعين، قبل أن يبلغ الصلصال، فذلك قوله :﴿ ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى ﴾.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس ﴿ وإني لغفار لمن تاب ﴾ قال : من الشرك ﴿ وآمن ﴾. قال : وحد الله ﴿ وعمل صالحاً ﴾ قال : أدى الفرائض ﴿ ثم اهتدى ﴾ قال : لم يشك.
وأخرج سعيد بن منصور والفريابي، عن ابن عباس في قوله :﴿ وإني لغفار ﴾ الآية. قال : تاب من الذنب، وآمن من الشرك. وعمل صالحاً فيما بينه وبين ربه ﴿ ثم اهتدى ﴾ علم أن لعمله ثواباً يجزى عليه.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير في قوله :﴿ ثم اهتدى ﴾ قال : ثم استقام لفرقة السنة والجماعة.
وأخرج ابن أبي شيبة وسعيد بن منصور والبيهقي في الشعب من طريق عمرو بن ميمون، عن رجل من أصحاب النبي ﷺ قال : فعجل موسى إلى ربه فقال الله :﴿ وما أعجلك عن قومك يا موسى قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى ﴾ قال : فرأى في ظل العرش رجلاً فعجب له. فقال : من هذا يا رب؟ قال : لا أحدثك حديثه لكن سأحدثك بثلاث فيه : كان لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله، ولا يعق والديه، ولا يمشي بالنميمة.
وأخرج ابن جرير في تهذيبه، عن راشد بن سعد قال : إن موسى لما قدم على ربه - واعد قومه أربعين ليلة - قال : يا موسى، إن قومك قد افتتنوا من بعدك. قال : يا رب كيف يفتنون؟ وقد نجيتهم من فرعون، ونجيتهم من البحر، وأنعمت عليهم، وفعلت بهم؟! قال : يا موسى إنهم اتخذوا من بعدك عجلاً له خوار قال : يا رب، فمن جعل فيه الروح؟ قال : أنا. قال : فأنت يا رب أضللتهم. قال : يا موسى، يا رأس النبيين، ويا أبا الحكام، إني رأيت ذلك في قلوبهم، فيسرته لهم.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، والحاكم وصححه، عن علي رضي الله عنه قال : لما تعجل موسى إلى ربه، عمد السامري فجمع ما قدر عليه من حلي بني إسرائيل فضربه عجلاً، ثم ألقى القبضة في جوفه، فإذا هو عجل جسد له خوار فقال لهم السامري :﴿ هذا إلهكم وإله موسى ﴾ فقال لهم هارون :﴿ يا قوم ألم يعدكم ربكم وعداً حسناً ﴾ فلما أن رجع موسى أخذ رأس أخيه، فقال له هارون ما قال، فقال موسى للسامري :﴿ ما خطبك ﴾ فقال :﴿ قبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي ﴾ فعمد موسى إلى العجل، فوضع عليه المبارد فبرده وهو على شطر نهر، فما شرب أحد من ذلك الماء - ممن كان يعبد ذلك العجل - إلا اصفر وجهه مثل الذهب! فقالوا : يا موسى، ما توبتنا؟ قال : يقتل بعضكم بعضاً، فأخذوا السكاكين، فجعل الرجل يقتل أباه وأخاه وابنه، لا يبالي من قتل، حتى قتل منهم سبعون ألفاً! فأوحى الله إلى موسى : مرهم فليرفعوا أيديهم، فقد غفرت لمن قتل، وتبت على من بقي.
وأخرج ابن جرير، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : لما هجم فرعون على البحر وأصحابه - وكان فرعون على فرس أدهم حصان، هاب الحصان أن يقتحم البحر، فمثل له جبريل على فرس أنثى، فلما رآها الحصان هجم خلفها، وعرف السامري جبريل - لأن أمه حين خافت أن يذبح خلفته في غار وأطبقت عليه - فكان جبريل يأتيه فيغذوه بأصابعه، في واحدة لبناً، وفي الأخرى عسلاً، وفي الأخرى سمناً، فلم يزل يغذوه حتى نشأ، فلما عاينه في البحر عرفه، فقبض قبضة من أثر فرسه.
وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : كان السامري رجلاً من أهل ماجرما، وكان من قوم يعبدون البقر، فكان يحب عبادة البقر في نفسه، وكان قد أظهر الإسلام في بني إسرائيل، فلما فصل موسى إلى ربه قال لهم هارون : إنكم قد حملتم ﴿ أوزاراً من زينة القوم ﴾ آل فرعون ومتاعاً وحلياً فتطهروا منها، فإنها رجس، وأوقد لهم ناراً، فقال : اقذفوا ما معكم من ذلك فيها، فجعلوا يأتون بما معهم فيقذفون فيها، ورأى السامري أثر فرس جبريل، فأخذ تراباً من أثر حافره، ثم أقبل إلى النار، فقال لهارون يا نبي الله، ألقي ما في يدي؟ قال : نعم. ولا يظن هارون إلا أنه كبعض ما جاء به غيره من ذلك الحلي والأمتعة فقذفه فيها فقال : كن ﴿ عجلاً جسداً له خوار ﴾، فكان للبلاء والفتنة. فقال :﴿ هذا إلهكم وإله موسى ﴾ ﴿ فعكفوا عليه ﴾ وأحبوه حباً لم يحبوا مثله شيئاً قط : يقول الله :﴿ فنسي ﴾ أي ترك ما كان عليه من الإسلام، يعني السامري ﴿ أفلا يرون أَلاَّ يرجع إليهم قولاً ولا يملك لهم ضراً ولا نفعاً ﴾ وكان اسم السامري : موسى بن ظفر وقع في أرض مصر، فدخل في بني إسرائيل، فلما رأى هارون ما وقعوا فيه قال :﴿ يا قوم، إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى ﴾ فأقام هارون فيمن معه من المسلمين مخافة أن يقول له موسى :﴿ فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي ﴾ وكان له سامعاً مطيعاً.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : إن بني إسرائيل استعاروا حليا من القبط، فخرجوا به معهم، فقال لهم هارون : قد ذهب موسى إلى السماء اجمعوا هذا الحلي حتى يجيء موسى، فيقضي فيه ما قضى، فجمع ثم أذيب، فلما ألقى السامري القبضة تحول ﴿ عجلاً جسداً له خوار ﴾ فقال :﴿ هذا إلهكم وإله موسى فنسي ﴾ قال : إن موسى ذهب يطلب ربه، فضل فلم يعلم مكانه وهو هذا.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن علي رضي الله عنه قال : إن جبريل لما نزل فصعد بموسى إلى السماء، بصر به السامري من بين الناس، فقبض قبضة من أثر الفرس، وحمل جبريل موسى خلفه حتى إذا دنا من باب السماء صعد، وكتب الله الألواح، وهو يسمع صرير الأقلام في الألواح، فلما أخبره أن قومه قد فتنوا من بعده، نزل موسى فأخذ العجل فأحرقه.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان السامري من أهل كرمان.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن السدي رضي الله عنه قال انطلق موسى إلى ربه فكلمه قال له :﴿ ما أعجلك عن قومك يا موسى ﴾ ﴿ قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى ﴾ قال :﴿ فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري ﴾ فلما خبره خبرهم قال : يا رب، هذا السامري أمرهم أن يتخذوا العجل. أرأيت الروح من نفخها فيه؟ قال الرب : أنا. قال : يا رب. فأنت إذاً أضللتهم. ثم رجع ﴿ موسى إلى قومه غضبان أسفاً ﴾ قال : حزيناً ﴿ قال يا قوم ألم يَعِدَكُم ربكم وعداً حسناً ﴾ إلى قوله :﴿ ما أخلفنا موعدك بملكنا ﴾ يقول : بطاقتنا ﴿ ولكنا حملنا أوزاراً من زينة القوم ﴾ يقول : من حلي القبط :﴿ فقذفناها فكذلك ألقى السامري فأخرج لهم عجلاً جسداً خوار ﴾ ﴿ فعكفوا عليه يعبدونه ﴾ وكان يخور ويمشي. فقال لهم هارون :﴿ يا قوم إنما فتنتم به ﴾ يقول ابتليتم بالعجل. قال :﴿ فما خطبك يا سامري ﴾ ما بالك. إلى قوله :﴿ وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليك عاكفاً لنحرقنه ﴾ قال : فأخذه فذبحه ثم خرقه بالمبرد. يعني سحكه، ثم ذراه في اليم. فلم يبق نهر يجري يومئذ إلا وقع فيه منه شيء، ثم قال لهم موسى : اشربوا منه، فشربوا.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله :﴿ أفطال عليكم العهد ﴾ يقول : الوعد وفي قوله :﴿ فأخلفتم موعدي ﴾ يقول : عهدي وفي قوله :﴿ ما أخلفنا موعدك بملكنا ﴾ بأمر ملكنا ﴿ ولكنا حملنا أوزاراً ﴾ قال : أثقالاً من زينة القوم، وهي الحلي الذي استعاروه من آل فرعون ﴿ فقذفناها ﴾ قال : فألقيناها ﴿ فكذلك ألقى السامري ﴾ قال : كذلك صنع ﴿ فأخرج لهم عجلاً جسداً له خوار ﴾ قال : حفيف الريح فيه. فهو خواره، والعجل ولد البقرة.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ بملكنا ﴾ قال : بأمرنا.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر، عن قتادة رضي الله عنه في قوله :﴿ ما أخلفنا موعدك بملكنا ﴾ قال : بطاقتنا.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن السدي مثله.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن الحسن رضي الله عنه في قوله :﴿ بملكنا ﴾ قال : بسلطاننا.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر، عن يحيى أنه قرأ ﴿ بملكنا ﴾ وملكنا. واحد.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم في قوله :﴿ هذا إلهكم وإله موسى فنسي ﴾ قال : نسي موسى أن يذكر لكم : إن هذا إلهه!
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه ﴿ فنسي ﴾ قال هم يقولونه، قومه : أخطأ الرب العجل ﴿ أفلا يرون أَلاَّ يرجع إليهم قولاً ﴾ قال : العجل ﴿ ولا يملك لهم ضراً ﴾ قال : ضلالة.
وأخرج ابن المنذر، عن ابن جريج في الآية قال : أمره موسى أن يصلح، ولا يتبع سبيل المفسدين، فكان من إصلاحه أن ينكر العجل. فذلك قوله :﴿ أن لا تتبعن أفعصيت أمري ﴾ كذلك أيضاً.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله :﴿ إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ﴾ قال : خشيت أن يتبعني بعضهم ويتخلف بعضهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله :﴿ إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ﴾ قال : قد كره الصالحون الفرقة قبلكم.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله :﴿ ولم ترقب قولي ﴾ قال : لم تنتظر قولي وما أنا صانع وقائل. قال : وقال ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ لم ترقب قولي ﴾ لم تحفظ قولي.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله :﴿ قال فما خطبك يا سامري ﴾ قال : لم يكن اسمه، ولكنه كان من قرية اسمها سامرة ﴿ قال بصرت بما لم يبصروا به ﴾ يعني فرس جبريل.
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم، أنه قرأ ﴿ بما لم يبصروا به ﴾ بالياء ورفع الصاد.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله :﴿ فقبضت قبضة من أثر الرسول ﴾ قال : من تحت حافر فرس جبريل ﴿ فنبذتها ﴾ قال : نبذ السامري على حلية بني إسرائيل فانقلبت عجلاً.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه في قوله :﴿ فقبضت قبضة من أثر الرسول ﴾ قال : قبض السامري قبضة من أثر الفرس فصره في ثوبه.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم، عن الحسن أنه كان يقرؤها « فقبصت » بالصاد. قال : والقبص بأطراف الأصابع.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي الأشهب قال : كان الحسن يقرؤها « فقبصت قبصة » بالصاد، يعني بأطراف أصابعه، وكان أبو رجاء يقرؤها « فقبصت قبصة » بالصاد، هكذا بجميع كفيه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال : القبضة ملء الكف، والقبصة بأطراف الأصابع.
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم، أنه قرأ ﴿ فقبضت قبضة ﴾ بالضاد على معنى القبض.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله :﴿ فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس ﴾ قال : عقوبة له ﴿ وإن لك موعداً لن تخلفه ﴾ قال : لن تغيب عنه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس، أنه كان يقرأ ﴿ لنحرقنه ﴾ خفيفة. يقول : إن الذهب والفضة لا يحرقان بالنار، يسحل بالمبرد ثم يلقى على النار فيصير رماداً.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال : في بعض القراءة « لنذبحنه ثم لنحرقنه » خفيفة. قال قتادة : وكان له لحم ودم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي نهيك الأزدي، أنه قرأ ﴿ لنحرقنه ﴾ بنصب النون وخفض الراء وخففها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : اليم، البحر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن علي قال : اليم، النهر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي زيد في قوله :﴿ وقد آتيناك من لدنا ذكراً ﴾ قال : القرآن.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله :﴿ يحمل يوم القيامة وزراً ﴾ قال : إثماً.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله :﴿ وساء لهم يوم القيامة حملاً ﴾ يقول : بئس ما حملوا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله :﴿ وساء لهم يوم القيامة حملاً ﴾ قال : ليس هي، وسألهم موصولة ينبغي أن يقطع، فإنك إن وصلت لم تفهم وليس بها خفاء، ساءلهم حملاً ﴿ خالدين فيه وساء لهم يوم القيامة حملاً ﴾ قال : حمل السوء وبوئ صاحبه النار. قال : وإنما هي ﴿ وساء لهم ﴾ مقطوعة وساء بعدها لهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس، أن رجلاً أتاه فقال : أرأيت قوله :﴿ ونحشر المجرمين يومئذ زرقاً ﴾ وأخرى عمياً. قال : إن يوم القيامة فيه حالات : يكونون في حال زرقاً وفي حال عمياً.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ يتخافتون بينهم ﴾ قال : يتسارّون.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير في قوله :﴿ إذ يقول أمثلهم طريقة ﴾ قال : أعلمهم في نفسه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله :﴿ إذ يقول أمثلهم طريقة ﴾ قال : أعدلهم من الكفار ﴿ إن لبثتم ﴾ أي في الدنيا ﴿ إلا يوماً ﴾ لما تقاصرت في أنفسهم.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال : قالت قريش : يا محمد، كيف يفعل ربك بهذه الجبال يوم القيامة؟ فنزلت ﴿ ويسألونك عن الجبال ﴾ الآية.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ فيذرها قاعاً ﴾ قال : مستوياً ﴿ صفصفاً ﴾ قال : لا نبات فيه ﴿ لا ترى فيها عوجاً ﴾ قال : وادياً ﴿ ولا أمتاً ﴾ قال : رابية.
وأخرج الطستي عن ابن عباس، أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله تعالى :﴿ فيذرها قاعاً صفصفاً ﴾ قال : القاع، الأملس. والصفصف، المستوي، قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول :
ملمومة شهباء لو قذفوا بها | شماريخ من رضوى إذا عاد صفصفا |
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله :﴿ قاعاً صفصفاً ﴾ قال : مستوياً ﴿ لا ترى فيها عوجاً ﴾ قال : خفضاً ﴿ ولا أمتاً ﴾ قال : إرتفاعاً.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ لا ترى فيها عوجاً ﴾ قال : ميلاً ﴿ ولا أمتاً ﴾ قال : الأمت، الأثر مثل الشراك.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الضحاك في الآية قال : العوج، الإرتفاع، والأمت، المبسوط.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في الآية قال : يعني بالأمت، حفراً.
وأخرج ابن الأنباري في الوقف عن ابن عباس، أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله تعالى :﴿ لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً ﴾ ما الأمت؟ قال : الشي الشاخص من الأرض، قال فيه كعب بن زهير :
فأبصرت لمحة من رأس عكرشة | في كافر ما به أمت ولا شرف |
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صالح في قوله :﴿ يتبعون الداعي لا عوج له ﴾ قال : لا عوج عنه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله :﴿ لا عوج له ﴾ لا يميلون عنه.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ لا تسمع إلا همساً ﴾ قال : الصوت الخفي.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ فلا تسمع إلا همساً ﴾ قال : صوت وطء الأقدام.
وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك في قوله :﴿ فلا تسمع إلا همساً ﴾ قال : أصوات أقدامهم.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة وسعيد في قوله :﴿ فلا تسمع إلا همساً ﴾ قال : وطء الأقدام.
وأخرج عبد بن حميد عن حصين بن عبد الرحمن قال : كنت قاعداً عند الشعبي فمرت علينا إبل قد كان عليها جص فطرحته، فسمعت صوت أخفافها فقال : هذا الهمس.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله :﴿ فلا تسمع إلا همساً ﴾ قال : هو خفض الصوت بالكلام، يحرك لسانه وشفتيه ولا يسمع.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله :﴿ إلا همساً ﴾ قال : سر الحديث وصوت الأقدام. والله أعلم.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه مثله.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله :﴿ وعنت الوجوه ﴾ قال : خشعت.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله :﴿ وعنت الوجوه ﴾ قال : استأسرت، صاروا أسارى كلهم.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية ﴿ وعنت الوجوه ﴾ قال : خضعت.
وأخرج الطستي عن ابن عباس، أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله تعالى :﴿ وعنت الوجوه للحي القيوم ﴾ قال : استسلمت وخضعت يوم القيامة. قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول :
ليبك عليك كل عان بكربه | وآل قصيّ من مقل وذي وفر |
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن طلق بن حبيب رضي الله عنه في قوله :﴿ وعنت الوجوه للحي القيوم ﴾ قال : هو وضعك جبهتك وكفيك وركبتيك وأطراف قدميك في السجود.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جرير رضي الله عنه في قوله :﴿ وقد خاب من حمل ظلماً ﴾ قال : شركاً.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله :﴿ وقد خاب من حمل ظلماً ﴾ قال : شركاً. وفي قوله :﴿ فلا يخاف ظلماً ولا هضماً ﴾ قال :﴿ ظلماً ﴾ أن يزاد في سيئاته. ﴿ ولا هضماً ﴾ قال : لا ينقص من حسناته.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله :﴿ فلا يخاف ظلماً ولا هضماً ﴾ قال : لا يخاف أن يظلم فيزاد في سيئاته، ولا يهضم من حسناته.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله :﴿ فلا يخاف ظلماً ﴾ قال : أن يزاد عليه أكثر من ذنوبه ﴿ ولا هضماً ﴾ قال : أن ينتقص من حسناته شيئاً.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ ولا هضماً ﴾ قال : غصباً.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله :﴿ أو يحدث لهم ذكراً ﴾ قال : القرآن ﴿ ذكراً ﴾ قال : جداً وورعاً.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال : كان النبي ﷺ إذا أنزل عليه جبريل بالقرآن، أتعب نفسه في حفظه حتى يشق على نفسه، يتخوف أن يصعد جبريل ولم يحفظه فينسى ما علمه.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه ﴾ يقول : لا تعجل حتى نبينه لك.
وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه، عن الحسن قال : لطم رجل امرأته فجاءت إلى النبي ﷺ تطلب قصاصاً، فجعل النبي ﷺ بينهما القصاص، فأنزل الله ﴿ ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علماً ﴾ فوقف النبي ﷺ حتى نزلت ﴿ الرجال قوّامون على النساء ﴾ [ النساء : ٣٤ ] الآية.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن الحسن، أنه قرأ ﴿ من قبل أن يقضى إليك وحيه ﴾.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله :﴿ ولا تعجل بالقرآن ﴾ قال : لا تمله على أحد حتى نتمه لك.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله :﴿ من قبل أن يقضى إليك وحيه ﴾ قال : تبيانه.
وأخرج الترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان رسول الله ﷺ يقول :« اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني وزدني علماً، والحمد لله على كل حال ».
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن ابن مسعود : أنه كان يدعو : اللهم زدني إيماناً وفقهاً ويقيناً وعلماً.
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن عساكر، عن أبي أمامة الباهلي قال : لو أن أحلام بني آدم جمعت منذ يوم خلق آدم إلى أن تقوم الساعة فوضعت في كفة وحلم آدم في كفة، لرجح حلمه بأحلامهم. ثم قال الله :﴿ ولم نجد له عزماً ﴾ قال : حفظاً.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن الحسن قال : كان عقل آدم مثل عقل جميع ولده. قال الله :﴿ فنسي ولم نجد له عزماً ﴾.
وأخرج عبد الغني بن سعيد في تفسيره، عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ ولقد عهدنا إلى آدم ﴾ قال : أن لا يقرب الشجرة.
وأخرج ابن جرير وابن منده عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ ولم نجد له عزماً ﴾ قال : حفظاً.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ فنسي ﴾ قال : فترك ﴿ ولم نجد له عزماً ﴾ يقول : لم نجعل له عزماً.
وأخرج الزبير بن بكار في الموفقيات، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : سألت عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن قول الله :﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء أن تبد لكم تَسؤْكُم ﴾ [ المائدة : ١٠١ ] قال : كان رجال من المهاجرين في أنسابهم شيء، فقالوا يوماً، والله لوددنا أن الله أنزل قرآناً في نسبنا. فأنزل الله ما قرأت، ثم قال لي : إن صاحبكم هذا - يعني علي بن أبي طالب - إن ولِّي زهد، ولكني أخشى عجب نفسه أن يذهب به. قلت : يا أمير المؤمنين، إن صاحبنا من قد علمت... والله ما نقول أنه غيَّر ولا غدَل ولا أسخط رسول الله ﷺ أيام صحبته، فقال : ولا في بنت أبي جهل. وهو يريد أن يخطبها على فاطمة، قلت : قال الله في معصية آدم عليه السلام ﴿ ولم نجد له عزماً ﴾ وصاحبنا لم يعزم على إسخاط رسول الله ﷺ، ولكن الخواطر التي لم يقدر على دفعها عن نفسه. وربما كانت من الفقيه في دين الله العالم بأمر الله، فإذا نبه عليها رجع وأناب. فقال : يا ابن عباس، منْ ظَنّ أنه يرد بحوركم فيغوص فيها حتى يبلغ قعرها فقد ظن عجزاً.
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول، عن ابن عباس أنه قال لعمر بن الخطاب : يا أمير المؤمنين، لم يذكر الرجل ولم ينس؟ فقال : إن على القلب طخاة كطخاة القمر، فإذا تغشت القلب نسي ابن آدم ما كان يذكر، فإذا انجلت ذكر ما نسي.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن عطية ﴿ ولم نجد له عزماً ﴾ قال : حفظا لما أمر به.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله :﴿ ولم نجد له عزماً ﴾ قال : صبراً.
وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب قال : لو وزن حلم آدم بحلم العالمين لوزنه.
أخرج ابن أبي حاتم عن عبيد بن عمير قال : لم يكن آدم من أولي العزم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله :﴿ فنسي ﴾ قال : ترك ما قدم إليه ولو كان منه نسيان ما كان عليه شيء؛ لأن الله قد وضع عن المؤمنين النسيان والخطأ، ولكن آدم ترك ما قدم إليه من أكل الشجرة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان بن عيينة قال : لم يقل فتشقيان؛ لأنها دخلت معه فوقع المعنى عليهما جميعاً وعلى أولادهما، كقوله :﴿ يا أيها النبي إذا طلقتم ﴾ [ الطلاق : ١ ] و ﴿ يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم ﴾ [ التحريم : ١- ٢ ] فدخلوا في المعنى معه وإنما كلم النبي وحده.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية وابن عساكر، عن سعيد بن جبير رضي الله عنهما قال : إن آدم عليه السلام لما أهبط إلى الأرض استقبله ثور أبلق، فقيل له : اعمل عليه. فجعل يمسح العرق عن جبينه ويقول : هذا ما وعدني ربي ﴿ فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى ﴾ ثم نادى حواء : أحواء، أنت عملت في هذا؟ فليس أحد من بني آدم يعمل على ثور إلا قال : حوّاء دخلت عليهم من قبل آدم عليه السلام.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى ﴾ قال : لا يصيبك فيها عطش ولا حر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله :﴿ لا تظمأ ﴾ قال : لا تعطش ﴿ ولا تضحى ﴾ قال : لا يصيبك فيها حر.
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس، أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله :﴿ وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى ﴾ قال : لا تعرق فيها من شدة الشمس. قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم. أما سمعت الشاعر يقول :
رأت رجلاً أما إذا الشمس عارضت | فيضحى وأما بالعشيّ فيخصر |
وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال « إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها، وهي شجرة الخلد ».
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والحكيم الترمذي في نوادر الأصول، وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال : لما أسكن الله آدم الجنة وزوجته ونهاه عن الشجرة، رأى غصونها متشعبة بعضها على بعض، وكان لها ثمر تأكله الملائكة لخلدهم وهي الثمرة التي نهى الله آدم عنها وزوجته، فلما أراد إبليس أن يستزلهما دخل الحية، وكانت الحية لها أربع قوائم كأنها بختية من أحسن دابة خلقها الله، فلما دخلت الحية الجنة خرج من جوفها إبليس فأخذ من الشجرة التي نهى الله آدم وزوجته عنها فجاء بها إلى حواء فقال : انظري إلى هذه الشجرة، ما أطيب ريحها! وأطيب طعمها وأحسن لونها! فأخذتها حواء فأكلتها ثم ذهبت بها إلى آدم فقالت : انظر إلى هذه الشجرة ما أطيب ريحها وأطيب طعمها وأحسن لونها!.
وقال للحية : أنت التي دخل الملعون في جوفك حتى غرّ عبدي... أنت ملعونة لعنة تتحوّل قوائمك في بطنك ولا يكون لك رزق إلا التراب، أنت عدو بني آدم وهم أعداؤك، أينما لقيت أحداً منهم أخذت بعقبيه وحيث ما لقيك أحد منهم شرخ رأسك. قيل لوهب : وهل كانت الملائكة تأكل؟ قال : يفعل الله ما يشاء.
وأخرج الحكيم الترمذي عن علقمة قال : اقتلوا الحيات كلها إلا الجان الذي كأنه ميل، فإنه جنها ولا يضر أحدكم كافراً قتل أو مسلماً.
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان، عن أبي عبد الله المغربي قال : تفكر إبراهيم عليه السلام في شأن آدم قال : يا رب، خلقته بيدك ونفخت فيه من روحك وأسجدت له ملائكتك، ثم بذنب واحد ملأت أفواه الناس حتى يقولوا :﴿ وعصى آدم ربه فغوى ﴾ فأوحى الله إليه : يا إبراهيم، أما علمت أن مخالفة الحبيب على الحبيب شديدة؟
وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني وأبو نعيم في الحلية وابن مردويه، عن ابن عباس قال : قال رسول الله ﷺ :« من اتبع كتاب الله، هداه الله من الضلالة في الدنيا ووقاه سوء الحساب يوم القيامة » وذلك أن الله يقول :﴿ فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ﴾.
وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد ومحمد بن نصر وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان من طرق، عن ابن عباس قال : أجار الله تابع القرآن من أن يضل في الدنيا أو يشقى في الآخرة. ثم قرأ :﴿ فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ﴾ قال : لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة.
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور ومسدد في مسنده، وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في كتاب عذاب القبر، عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً في قوله :﴿ معيشة ضنكا ﴾ قال : عذاب القبر. ولفظ عبد الرزاق قال : يضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه. ولفظ ابن أبي حاتم عن ضمة القبر.
وأخرج البيهقي عن أبي سعيد الخدري قال : إن المعيشة الضنك : أن يسلط عليه تسعة وتسعون تنيناً تنهشه في القبر.
وأخرج البزار وابن أبي حاتم عن أبي هريرة، « عن النبي ﷺ في قوله :﴿ فإن له معيشة ضنكاً ﴾ قال : المعيشة الضنك التي قال الله :» إنه يسلط عليه تسعة وتسعون حية تنهش لحمه حتى تقوم الساعة « ».
وأخرج ابن أبي شيبة والبزار وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم من وجه آخر، عن أبي هريرة « عن النبي ﷺ في قوله :﴿ فإن له معيشة ضنكاً ﴾ قال :» عذاب القبر « ».
وأخرج ابن أبي الدنيا في ذكر الموت والحكيم الترمذي وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وابن مردويه، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال :« المؤمن في قبره في روضة خضراء، ويرحب له قبره سبعين ذراعاً، ويضيء حتى يكون كالقمر ليلة البدر... هل تدرون فيما أنزلت ﴿ فإن له معيشة ضنكاً ﴾ ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم. قال : عذاب الكافر في قبره، يسلط عليه تسعة وتسعون تنيناً... هل تدرون ما التنين؟ تسعة وتسعون حية، لكل حية سبعة رؤوس يخدشونه ويلسعونه وينفخون في جسمه إلى يوم يبعثون ».
وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في كتاب عذاب القبر، عن ابن مسعود قال : إذا حدثتكم بحديث أنبأتكم بتصديق ذلك من كتاب الله، إن المؤمن إذا وضع في قبره أجلس فيه فيقال له : من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فيثبته الله فيقول : ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد ﷺ.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ معيشة ضنكاً ﴾ قال : الشقاء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ معيشة ضنكاً ﴾ قال : شدة عليه في النار.
وأخرج الطستي عن ابن عباس، أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله :﴿ معيشة ضنكاً ﴾ قال : الضنك، الشديد من كل وجه. قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول :
والخيل قد لحقت بنا في مارق | ضنك نواحيه شديد المقدم |
وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن ابن مسعود مثله.
وأخرج عبد بن حميد والبيهقي عن أبي صالح والربيع مثله.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن الحسن قال : المعيشة الضنك، خصم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ معيشة ضنكاً ﴾ قال : يقول : كل مال أعطيته عبداً من عبادي قلّ أو كثر لا يطيعني فيه فلا خير فيه، وهو الضنك في المعيشة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله :﴿ معيشة ضنكاً ﴾ قال : ضيقة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله :﴿ معيشة ضنكاً ﴾ قال : الضنك، من المعيشة إذا وسع الله على عبده أن يجعل معيشته من الحرام، فيجعله الله عليه ضيقاً في نار جهنم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مالك بن دينار في قوله :﴿ معيشة ضنكاً ﴾ قال : يحول الله رزقه في الحرام، فلا يطعمه إلا حراماً حتى يموت فيعذبه عليه.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله :﴿ معيشة ضنكاً ﴾ قال : العمل السيء والرزق الخبيث.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله :﴿ معيشة ضنكاً ﴾ قال : في النار شوك وزقوم وغسلين والضريع، وليس في القبر ولا في الدنيا معيشة، ما المعيشة والحياة إلا في الآخرة.
وأخرج البيهقي عن مجاهد ﴿ معيشة ضنكاً ﴾ ضيقة يضيق عليه قبره.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله :﴿ فإن له معيشة ضنكاً ﴾ قال : رزقاً ﴿ ونحشره يوم القيامة أعمى ﴾ قال : عن الحجة ﴿ قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً ﴾ قال : في الدنيا ﴿ قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ﴾ قال : تترك في النار.
وأخرج هناد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن عكرمة في قوله :﴿ ونحشره يوم القيامة أعمى ﴾ قال : عمي عليه كل شيء إلا جهنم. وفي لفظ قال : لا يبصر إلا النار.
وأخرج هناد عن مجاهد في قوله :﴿ لم حشرتني أعمى ﴾ قال : لا حجة له.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله :﴿ أتتك آياتنا فنسيتها ﴾ يقول : تركتها أن تعمل بها. ﴿ وكذلك اليوم تنسى ﴾ قال : في النار. والله أعلم.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ أفلم يهد لهم ﴾ قال : ألم نبين لهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله :﴿ أفلم يهد لهم ﴾ قال : أفلم نبين لهم ﴿ كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم ﴾ نحو عاد وثمود ومن أهلك من الأمم. وفي قوله :﴿ ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاماً وأجل مسمى ﴾ قال : هذا من مقاديم الكلام يقول : لولا كلمة من ربك وأجل مسمى لكان لزاماً.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله :﴿ ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاماً ﴾ قال : لكان أخذاً، ولكنا أخرناهم إلى يوم بدر وهو اللزوم، وتفسيرها ﴿ ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاماً وأجل مسمى ﴾ لكان لزاماً، ولكنه تقديم وتأخير في الكلام.
وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في الآية قال : الأجل المسمى، الكلمة التي سبقت من ربك ﴿ لكان لزاماً وأجل مسمى ﴾ قال : أجل مسمى الدنيا.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله :﴿ لكان لزاماً ﴾ قال : موتاً.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله :﴿ وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ﴾ قال : هي الصلاة المكتوبة.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله :﴿ وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس ﴾ قال : هي صلاة الفجر ﴿ وقبل غروبها ﴾ قال : صلاة العصر ﴿ ومن آناء الليل ﴾ قال : صلاة المغرب والعشاء ﴿ وأطراف النهار ﴾ قال : صلاة الظهر.
وأخرج الطبراني وابن مردويه وابن عساكر عن جرير، « عن النبي ﷺ في قوله :﴿ وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ﴾ قال :» ﴿ قبل طلوع الشمس ﴾ صلاة الصبح ﴿ وقبل غروبها ﴾ صلاة العصر « ».
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله :﴿ وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ﴾ قال : كان هذا قبل أن تفرض الصلاة.
وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن خزيمة وابن حبان وابن مردويه، عن جرير قال : قال رسول الله ﷺ :« إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، فافعلوا » ثم قرأ :﴿ وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ﴾.
وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود والنسائي، عن عمارة بن رومية : سمعت رسول الله ﷺ يقول :
وأخرج الحاكم عن فضالة بن وهب الليثي، أن النبي ﷺ قال له :« حافظ على العصرين. قلت : وما العصران؟ قال : صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ».
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله :﴿ ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار ﴾ قال : بعد الصبح وعند غروب الشمس.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله :﴿ لعلك ترضى ﴾ قال : الثواب فيما يزيدك الله على ذلك.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي عبد الرحمن، أنه قرأ ﴿ لعلك ترضى ﴾ برفع التاء.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن راهويه والبزار وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والخرائطي في مكارم الأخلاق، وأبو نعيم في المعرفة عن أبي رافع قال :« أضاف النبي ﷺ ضيفاً ولم يكن عند النبي ﷺ ما يصلحه، فأرسلني إلى رجل من اليهود أن بعنا أو أسلِفْنا دقيقاً إلى هلال رجب. فقال : لا، إلا برهن. فأتيت النبي ﷺ فأخبرته فقال : أما والله إني لأمين في السماء أمين في الأرض، ولو أسلفني أو باعني لأديت إليه، اذهب بدرعي الحديد، فلم أخرج من عنده حتى نزلت هذه الآية ﴿ ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم ﴾ كأنه يعزيه عن الدنيا ».
وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان في قوله :﴿ ولا تمدن عينيك ﴾ الآية. قال : تعزية لرسول الله ﷺ.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي سعيد، أن رسول الله ﷺ قال :« إن أخوف ما أخاف عليكم، ما يفتح الله لكم من زهرة الدنيا. قالوا : وما زهرة الدنيا يا رسول الله ﷺ ؟ قال : بركات الأرض ».
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله :﴿ زهرة الحياة الدنيا ﴾ قال : زينة الحياة الدنيا ﴿ لنفتنهم فيه ﴾ قال : لنبتليهم فيه ﴿ ورزق ربك خير وأبقى ﴾ قال : مما متع به هؤلاء من زهرة الدنيا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله :﴿ ورزق ربك خير وأبقى ﴾ يقول : رزق الجنة.
وأخرج المرهبي في فضل العلم عن زياد الصدي قال : قال رسول الله ﷺ :« من طلب العلم تكفل الله برزقه ».
وأخرج المرهبي عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله ﷺ :« من غدا في طلب العلم، أظلت عليه الملائكة، وبورك له في معيشته ولم ينقص من رزقه وكان عليه مباركاً ».
وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان الثوري في قوله :﴿ لا نسألك رزقاً ﴾ قال : لا نكلفك الطلب.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن عروة، أنه كان إذا دخل على أهل الدنيا فرأى من دنياهم طرفاً، فإذا رجع إلى أهله فدخل الدار قرأ ﴿ ولا تمدن عينيك ﴾ إلى قوله :﴿ نحن نرزقك ﴾ ثم يقول : الصلاة... الصلاة رحمكم الله.
وأخرج ابن مردويه وابن عساكر وابن النجار، عن أبي سعيد الخدري قال :« لما نزلت ﴿ وأمر أهلك بالصلاة ﴾ » كان النبي ﷺ يجيء إلى باب عليّ صلاة الغداة ثمانية أشهر يقول : الصلاة رحمكم الله ﴿ إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ﴾ [ الأحزاب : ٣٣ ] « ».
وأخرج أحمد في الزهد وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان، عن ثابت قال :« كان النبي ﷺ إذا أصابت أهله خصاصة نادى أهله بالصلاة : صلوا... صلوا... » قال ثابت : وكانت الأنبياء إذا نزل بهم أمر فزعوا إلى الصلاة.
وأخرج عبد الرزاق في المصنف وعبد بن حميد عن معمر، عن رجل من قريش قال :« كان النبي ﷺ إذا دخل على أهله بعض الضيق في الرزق، أمر أهله بالصلاة ثم قرأ ﴿ وأمر أهلك بالصلاة... ﴾ الآية ».
وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وابن المنذر والطبراني في الأوسط، وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الإيمان بسند صحيح، عن عبد الله بن سلام قال :« كان النبي ﷺ إذا نزلت بأهله شدة أو ضيق، أمرهم بالصلاة وتلا ﴿ وأمر أهلك بالصلاة... ﴾ الآية ».
وأخرج مالك والبيهقي عن أسلم قال : كان عمر بن الخطاب يصلي من الليل ما شاء الله أن يصلي، حتى إذا كان آخر الليل أيقظ أهله للصلاة ويقول لهم : الصلاة... الصلاة... ويتلو هذه الآية :﴿ وأمر أهلك بالصلاة ﴾.
وأخرج ابن أبي شيبة عن هشام بن عروة قال : قال لنا أبي : إذا رأى أحدكم شيئاً من زينة الدنيا وزهرتها، فليأت أهله وليأمر أهله بالصلاة وليصطبر عليها، فإن الله قال لنبيه ﷺ ﴿ ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم.... ﴾ وقرأ إلى آخر الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله ﴿ والعاقبة للتقوى ﴾ قال : هي الجنة. والله أعلم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطية قال : الهالك في الفترة والمعتوه والمولود يقول : رب لم يأتني كتاب ولا رسول. وقرأ هذه الآية ﴿ ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولاً... ﴾ الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله :﴿ أصحاب الصراط السوي ﴾ قال : العدل.