تفسير سورة العاديات

فتح الرحمن في تفسير القرآن
تفسير سورة سورة العاديات من كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن .
لمؤلفه تعيلب . المتوفي سنة 2004 هـ
( ١٠٠ ) سورة العاديات مكية
وآياتها إحدى عشرة. كلماتها : ٤٠. حروفها : ١٦٣.

﴿ العاديات ﴾ المسرعات في العدو والجري.
﴿ ضبحا ﴾ لها صوت في عدوها السريع.
بسم الله الرحمان الرحيم.
﴿ والعاديات ضبحا( ١ ) فالموريات قدحا( ٢ ) فالمغيرات صبحا ( ٣ ) فأثرن به نقعا ( ٤ ) فوسطن به جمعا ( ٥ ) إن الإنسان لربه لكنود ( ٦ ) وإنه على ذلك لشهيد ( ٧ ) وإنه لحب الخير لشديد( ٨ ) ﴾.
أقسم الله تعالى بخلق من خلقه على أن الإنسان شديد الجحود لنعمة ربه، ولربنا جل علاه أن يقسم بما شاء ؛ والجمهور من المفسرين على أنه قسم بخيل الغزاة في سبيل الله سبحانه، فهي تعدو مسرعة، لأنفاسها صوت حين تجري، فتخرج النار من قدح وصدم حوافرها للحجارة، فالمغير أصحابها على أعدائهم في وقت الصباح ليباغتوهم، ويظفروا بهم، وينتصروا عليهم، فالمهيجات والمحركات بجريها وإغارتها غبارا، فتوسطن بالإغارة والهجوم جمعا من جموع الأعداء ؛ وجواب القسم :﴿ إن الإنسان لربه لكنود ﴾ إن جنس الإنسان لمنوع١ لحق ربه وخيره، جحود، غير شاكر لأنعمه، عاص لأوامره، شحيح لا ينفق فيما عهد إليه أن يبذل فيه ؛ وإنه على هذا الشح والإقتار والبخل لشديد بظهور أثر الكزازة والإمساك عليه، فالشهادة بلسان الحال الذي هو أفصح من لسان المقال٢.
﴿ فالموريات قدحا ﴾ فالمخرجات النار من قدح وصدم حوافرها للحجارة.
بسم الله الرحمان الرحيم.
﴿ والعاديات ضبحا( ١ ) فالموريات قدحا( ٢ ) فالمغيرات صبحا ( ٣ ) فأثرن به نقعا ( ٤ ) فوسطن به جمعا ( ٥ ) إن الإنسان لربه لكنود ( ٦ ) وإنه على ذلك لشهيد ( ٧ ) وإنه لحب الخير لشديد( ٨ ) ﴾.
أقسم الله تعالى بخلق من خلقه على أن الإنسان شديد الجحود لنعمة ربه، ولربنا جل علاه أن يقسم بما شاء ؛ والجمهور من المفسرين على أنه قسم بخيل الغزاة في سبيل الله سبحانه، فهي تعدو مسرعة، لأنفاسها صوت حين تجري، فتخرج النار من قدح وصدم حوافرها للحجارة، فالمغير أصحابها على أعدائهم في وقت الصباح ليباغتوهم، ويظفروا بهم، وينتصروا عليهم، فالمهيجات والمحركات بجريها وإغارتها غبارا، فتوسطن بالإغارة والهجوم جمعا من جموع الأعداء ؛ وجواب القسم :﴿ إن الإنسان لربه لكنود ﴾ إن جنس الإنسان لمنوع١ لحق ربه وخيره، جحود، غير شاكر لأنعمه، عاص لأوامره، شحيح لا ينفق فيما عهد إليه أن يبذل فيه ؛ وإنه على هذا الشح والإقتار والبخل لشديد بظهور أثر الكزازة والإمساك عليه، فالشهادة بلسان الحال الذي هو أفصح من لسان المقال٢.
﴿ فالمغيرات صبحا ﴾ فالمهاجمات للأعداء وقت الصباح.
بسم الله الرحمان الرحيم.
﴿ والعاديات ضبحا( ١ ) فالموريات قدحا( ٢ ) فالمغيرات صبحا ( ٣ ) فأثرن به نقعا ( ٤ ) فوسطن به جمعا ( ٥ ) إن الإنسان لربه لكنود ( ٦ ) وإنه على ذلك لشهيد ( ٧ ) وإنه لحب الخير لشديد( ٨ ) ﴾.
أقسم الله تعالى بخلق من خلقه على أن الإنسان شديد الجحود لنعمة ربه، ولربنا جل علاه أن يقسم بما شاء ؛ والجمهور من المفسرين على أنه قسم بخيل الغزاة في سبيل الله سبحانه، فهي تعدو مسرعة، لأنفاسها صوت حين تجري، فتخرج النار من قدح وصدم حوافرها للحجارة، فالمغير أصحابها على أعدائهم في وقت الصباح ليباغتوهم، ويظفروا بهم، وينتصروا عليهم، فالمهيجات والمحركات بجريها وإغارتها غبارا، فتوسطن بالإغارة والهجوم جمعا من جموع الأعداء ؛ وجواب القسم :﴿ إن الإنسان لربه لكنود ﴾ إن جنس الإنسان لمنوع١ لحق ربه وخيره، جحود، غير شاكر لأنعمه، عاص لأوامره، شحيح لا ينفق فيما عهد إليه أن يبذل فيه ؛ وإنه على هذا الشح والإقتار والبخل لشديد بظهور أثر الكزازة والإمساك عليه، فالشهادة بلسان الحال الذي هو أفصح من لسان المقال٢.
﴿ فأثرن به نقعا ﴾ فأهجن وحركن بالعدو غبارا.
بسم الله الرحمان الرحيم.
﴿ والعاديات ضبحا( ١ ) فالموريات قدحا( ٢ ) فالمغيرات صبحا ( ٣ ) فأثرن به نقعا ( ٤ ) فوسطن به جمعا ( ٥ ) إن الإنسان لربه لكنود ( ٦ ) وإنه على ذلك لشهيد ( ٧ ) وإنه لحب الخير لشديد( ٨ ) ﴾.
أقسم الله تعالى بخلق من خلقه على أن الإنسان شديد الجحود لنعمة ربه، ولربنا جل علاه أن يقسم بما شاء ؛ والجمهور من المفسرين على أنه قسم بخيل الغزاة في سبيل الله سبحانه، فهي تعدو مسرعة، لأنفاسها صوت حين تجري، فتخرج النار من قدح وصدم حوافرها للحجارة، فالمغير أصحابها على أعدائهم في وقت الصباح ليباغتوهم، ويظفروا بهم، وينتصروا عليهم، فالمهيجات والمحركات بجريها وإغارتها غبارا، فتوسطن بالإغارة والهجوم جمعا من جموع الأعداء ؛ وجواب القسم :﴿ إن الإنسان لربه لكنود ﴾ إن جنس الإنسان لمنوع١ لحق ربه وخيره، جحود، غير شاكر لأنعمه، عاص لأوامره، شحيح لا ينفق فيما عهد إليه أن يبذل فيه ؛ وإنه على هذا الشح والإقتار والبخل لشديد بظهور أثر الكزازة والإمساك عليه، فالشهادة بلسان الحال الذي هو أفصح من لسان المقال٢.
﴿ فوسطن به جمعا ﴾ فتوسطن بالإغارة والهجوم جمعا من جموع الأعداء.
بسم الله الرحمان الرحيم.
﴿ والعاديات ضبحا( ١ ) فالموريات قدحا( ٢ ) فالمغيرات صبحا ( ٣ ) فأثرن به نقعا ( ٤ ) فوسطن به جمعا ( ٥ ) إن الإنسان لربه لكنود ( ٦ ) وإنه على ذلك لشهيد ( ٧ ) وإنه لحب الخير لشديد( ٨ ) ﴾.
أقسم الله تعالى بخلق من خلقه على أن الإنسان شديد الجحود لنعمة ربه، ولربنا جل علاه أن يقسم بما شاء ؛ والجمهور من المفسرين على أنه قسم بخيل الغزاة في سبيل الله سبحانه، فهي تعدو مسرعة، لأنفاسها صوت حين تجري، فتخرج النار من قدح وصدم حوافرها للحجارة، فالمغير أصحابها على أعدائهم في وقت الصباح ليباغتوهم، ويظفروا بهم، وينتصروا عليهم، فالمهيجات والمحركات بجريها وإغارتها غبارا، فتوسطن بالإغارة والهجوم جمعا من جموع الأعداء ؛ وجواب القسم :﴿ إن الإنسان لربه لكنود ﴾ إن جنس الإنسان لمنوع١ لحق ربه وخيره، جحود، غير شاكر لأنعمه، عاص لأوامره، شحيح لا ينفق فيما عهد إليه أن يبذل فيه ؛ وإنه على هذا الشح والإقتار والبخل لشديد بظهور أثر الكزازة والإمساك عليه، فالشهادة بلسان الحال الذي هو أفصح من لسان المقال٢.
﴿ لكنود ﴾ لجحود وعاص وبخيل ؛ وأصل الكنود : منع الحق والخير.
بسم الله الرحمان الرحيم.
﴿ والعاديات ضبحا( ١ ) فالموريات قدحا( ٢ ) فالمغيرات صبحا ( ٣ ) فأثرن به نقعا ( ٤ ) فوسطن به جمعا ( ٥ ) إن الإنسان لربه لكنود ( ٦ ) وإنه على ذلك لشهيد ( ٧ ) وإنه لحب الخير لشديد( ٨ ) ﴾.
أقسم الله تعالى بخلق من خلقه على أن الإنسان شديد الجحود لنعمة ربه، ولربنا جل علاه أن يقسم بما شاء ؛ والجمهور من المفسرين على أنه قسم بخيل الغزاة في سبيل الله سبحانه، فهي تعدو مسرعة، لأنفاسها صوت حين تجري، فتخرج النار من قدح وصدم حوافرها للحجارة، فالمغير أصحابها على أعدائهم في وقت الصباح ليباغتوهم، ويظفروا بهم، وينتصروا عليهم، فالمهيجات والمحركات بجريها وإغارتها غبارا، فتوسطن بالإغارة والهجوم جمعا من جموع الأعداء ؛ وجواب القسم :﴿ إن الإنسان لربه لكنود ﴾ إن جنس الإنسان لمنوع١ لحق ربه وخيره، جحود، غير شاكر لأنعمه، عاص لأوامره، شحيح لا ينفق فيما عهد إليه أن يبذل فيه ؛ وإنه على هذا الشح والإقتار والبخل لشديد بظهور أثر الكزازة والإمساك عليه، فالشهادة بلسان الحال الذي هو أفصح من لسان المقال٢.
﴿ الخير ﴾ المال.
﴿ لشديد ﴾ لقوي.
﴿ وإنه لحب الخير لشديد( ٨ ) ﴾ وإن الإنسان لحب المال لقوي ؛ قال ابن وهب : قال ابن زيد في قوله :﴿ وإنه لحب الخير لشديد ﴾ قال : الخير : الدنيا، وقرأ :﴿ .. إن ترك خيرا الوصية.. ﴾١ قال : فقلت له : إن ترك خيرا : المال ؟ قال : نعم ! وأي شيء هو إلا المال، قال : وعسى أن يكون حراما، ولكن الناس يعدونه خيرا، فسماه الله خيرا ؛ لأن الناس يسمونه خيرا في الدنيا، وعسى أن يكون خبيثا ؛ وسمى القتال في سبيل الله سوءا، وقرأ قول الله :﴿ فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء.. ﴾٢ قال : لم يمسسهم قتال، قال : وليس هو عند الله بسوء، ولكن يسمونه سوءا. اه.
[ وجوز غير واحد أن يراد بالشديد : القوي.. وكأن اللام- عليه- بمعنى : في، أي وإنه لقوي٣ مبالغ في حب المال، والمراد : قوة حبه له... تقول : هو شديد لهذا الأمر، وقوي له، إذا كان مطيقا له ضابطا.. وقال الفراء : يجوز أن يكون المعنى : وإنه لحب الخير لشديد الحب، يعني أنه يحب المال ويحب كونه محبا له، إلا أنه اكتفى بالحب الأول عن الثاني ؛ كما قال تعالى :﴿ ... اشتدت به الريع في يوم عاصف.. ﴾٤ أي في يوم عاصف الريح، فاكتفى بالأولى عن الثانية ]٥ إذ العصوف للريح لا للأيام، فلما جرى ذكر الريح قبل اليوم، طرح من آخره ذكر الريح.
١ - سورة البقرة. من الآية ١٨٠..
٢ - سورة آل عمران. من الآية ١٧٤.
٣ - قال الزمخشري: وإنه لحب المال، وإيثار الدنيا وطلبها قوي مطيق. وهو لحب عبادة الله تعالى وشكر نعمته سبحانه ضعيف متقاعس..
٤ - سورة إبراهيم. من الآية ١٨..
٥ - ما بين العلامتين [ ] من روح المعاني..
﴿ *أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور ( ٩ ) وحصل ما في الصدور ( ١٠ ) إن ربهم بهم يومئذ لخبير ( ١١ ) ﴾.
﴿ بعثر ﴾ قلب وأثير.
أيجحد الإنسان نعمة باريه، ويشتد حرصه على ما يرديه، فلا يعلم مآله ﴿ يوم تبلى السرائر. فما له من قوة ولا ناصر ﴾١ ؟ ؟ - تهديد ووعيد ؛ والهمزة للإنكار- فليستيقنوا أنهم يوم يبعثون سيعرضون على الواحد القهار، لا تخفى عليه منهم خافية، ولا يتخلف منهم أحد، بل حين تقلب القبور وتثار، ستسلم ما استودعته من الموتى والمقبورين إلى مالك يوم الدين، ﴿ إن كل من في السماوات والأرض إلا آتى الرحمن عبدا. لقد أحصاهم وعدهم عدا. وكلهم آتية يوم القيامة فردا ﴾٢ ولا يستوي من عمل صالحا ومن أساء، فلكل درجات مما عملوا ﴿ .. وكان ربك بصيرا ﴾٣ وهو سبحانه :﴿ .. ذو رحمة واسعة ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين ﴾٤ ﴿ ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين ﴾٥.
مما يقول صاحب روح المعاني :.. إذا بعثر من في القبور من الموتى، وإيراد ﴿ ما ﴾ لكونهم إذ ذاك بمعزل من رتبة العقلاء.. وتعدى العلم- إذا كان بمعنى المعرفة- لواحد شائع.
١ - سورة الطارق. الآيتان ٩، ١٠..
٢ - سورة مريم. الآيات: ٩٣- ٩٥..
٣ - سورة الفرقان. من الآية ٢٠..
٤ - سورة الأنعام. من الآية ١٤٧..
٥ - سورة الأنبياء. الآية ٤٧..
﴿ حصل ﴾ ميز.
﴿ وحصل ما في الصدور( ١٠ ) ﴾ أي جمع ما في القلوب من العزائم المصممة، وأظهر كإظهار اللب من القشر وجمعه، أو ميز خيره من شره، فقد استعمل : حصل الشيء، بمعنى : ميزه من غيره - كما في البحر- وأصل التحصيل : إخراج اللب من القشر، كإخراج الذهب من حجر المعدن، والبر من التبن ؛ وتخصيص ما في القلوب ؛ لأنه الأصل لأعمال الجوارح، ولذا كانت الأعمال بالنيات، وكان أول الفكر آخر العمل، فجميع ما عمل تابع له، فيدل على الجميع صريحا وكناية.
﴿ إن ربهم ﴾ أي- رب- المبعوثين، كنى عنهم بعد الإحياء الثاني بضمير العقلاء، بعد ما عبر عنهم قبل ذلك ب ﴿ ما ﴾ بناء على تفاوتهم في الحالين ﴿ بهم ﴾ بذواتهم وصفاتهم وأحوالهم بتفاصيلها ﴿ يومئذ ﴾ أي يوم إذ يكون ما عد من بعث ما في القبور، وتحصيل ما في الصدور- وبكل شيء في كل حين- والظرفان متعلقان بقوله تعالى :﴿ لخبير ﴾، أي عالم بظواهر ما عملوا وبواطنه علما موجبا للجزاء متصلا به، كما ينبئ عنه تقييده بهذا اليوم، وإلا فمطلق علمه عز وجل بما كان وبما سيكون... اه.
هذا ولعل الأرجح أن السورة الكريمة مدنية، حيث تحدثت فواتحها الخمس وبينت منزلة عدة الجهاد والمجاهدين ﴿ والعاديات ضبحا. فالموريات قدحا. فالمغيرات صبحا. فأثرن به نقعا. فوسطن به جمعا ﴾ فإن الله الحكيم أقسم بها لعظمتها ؛ ومعلوم أنه لم يؤذن للمؤمنين في القتال وإعداد العدة له إلا بعد الهجرة من مكة إلى المدينة ؛ وعلى القول بأن السورة مكية، يكون هذا من إخبار عما سيكون، ليستبشر المؤمنون، ولينذر به الكافرون ؛ فاللهم لا تخزنا يوم يبعثون، وأنزلنا منازل الذين عاشوا في سبيل الحق يجاهدون.
Icon