ﰡ
مكية، أحد عشرة آية
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (١) أقسم بخيل الغزاة العاديات في الكر والفر. والضبح: صوت أنفاسها حين العدو. وعن أبي عبيد: هو السير. نصبه على المصدر إما من فعله المحذوف، أو بالعاديات؛ لأنّه يلازم العدو، أو الحال. وعن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: أنها الإبل؛ إذ لم يكن مع رسول اللَّه - ﷺ - يوم بدر سوى فرسين: فرس المقداد، وفرس أبي قتادة. ولا أظن صحته؛ لأن الخيل آلة الجهاد لقوله: " وَمَنْ رَبَطَ فَرَسًا فِي سَبِيلِ اللَّه فلهُ أجرُ أبوالِها وأرْواثِها " رواه البخاري. وناهيك قوله. (مِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ)، وعدم وجدان الخيل في غزوة بدر لا تمنع الإقسام بها. أدلّ من ذلك: (فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (٢) فالمخرجات ناراً من الحجارة بصكِّ حوافرها قادحات.(فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (٤) بذلك الوقت والمكان غباراً كما ترى في مواقع الحروب:
كَأَنَّ مُثارَ النَقع فَوقَ رؤوسنا | وَأَسيافَنا لَيلٌ تَهاوى كَواكِبُه |
(إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (٦) لكفور جحود، وعن الحسن: هو الذي يذكر المصائب وينسى النعم. وعن أبي أمامة: سئل رسول الله - ﷺ - قال: "
(وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (٨) شديد الحب للمال الكثير. "لوْ كانَ له واديان مِن ذَهب لابتغَى ثالثاً وَلَا يَمْلَأ عَيْنَ ابْنِ آدَمَ إِلا التُّرَابُ ". (أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (٩) [من الموتى أي: البعث، وفي زيادة الراء مبالغة كبحث مع بحثر].
(وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (١٠) أبرز ما فيها من السرائر والضمائر.
(إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (١١) بأعمالهم والإخلاص فيها. وآثر " ما " أولاً ثم قال: " بهم "؛ لأنهم حال البعث تراب ورفات.
* * *
تمت ولله الحمد، والصلاة على رسوله وآله وصحبه.
* * *