ﰡ
تفسير سورة القارعة
مكية وآيها عشر او احدى عشرة بسم الله الرحمن الرحيم
الْقارِعَةُ القرع هو الضرب بشدة واعتماد بحيث يحصل منه صوت شديد ثم سميت الحادثة العظيمة من حوادث الدهر قارعة والمراد بها هاهنا القيامة التي مبدأها النفخة الاولى ومنتهاها فصل القضاء بين الخلائق سميت بها لأنها تقرع القلوب والاسماع بفنون الافزاع والأهوال وتخرج جميع الاجرام العلوية والسفلية من حال الى حال السماء بانشقاق والانفطار والشمس والنجوب بالتكوير والانكدار والانتثار والأرض والجبال بالدك والنسف وهى مبتدأ خبره قوله مَا الْقارِعَةُ على أن ما الاستفهامية خبر والقارعة مبتدأ اى راى شىء عجيب هى فى الفخامة والفظاعة وقد وضع الظاهر موضع الضمير تأكيدا للتهويل وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ ما فى حيز الرفع على الابتداء وادراك هو الخبر اى واى شىء أعلمك ما شان القارعة فان عظم شأنها بحيث لا تكاد تناله دراية أحد حتى يدرك بها ولما كان هذا منبئا عن الوعد الكريم باعلامها أنجز ذلك بقوله يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ اى هى يوم يكون الناس على ان يوم مرفوع على انه خبر مبتدأ محذوف وحركته الفتح لاضافته الى الفعل وان كان مضارعا على ما هو رأى الكوفيين او اذكر يوم إلخ فانه يدريك ما هى كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ جمع فراشة وهى التي تطير وتتهافت على السراج فتحترق وبالفارسية پروانه. والمبثوث المفرق وبه شبه فراشة القفل وهو ما ينشب فيه والمبثوث بالفارسية پراكنده. والمعنى كالفراش المفرق فى الكثرة والانتشار والضعف والذلة والاضطراب والتطاير الى الداعي كتطاير الفراش الى النار قال جرير فى الكثرة والانتشار والضعف والذلة والاضطراب والتطاير الى الداعي كتطاير الفراش الى النار قال جرير
. ان الفرزدق ما عملت وقومه | مثل الفراش عشين نار المصطلى |