تفسير سورة العصر

مجاز القرآن
تفسير سورة سورة العصر من كتاب مجاز القرآن المعروف بـمجاز القرآن .
لمؤلفه أبو عبيدة معمر بن المثنى . المتوفي سنة 209 هـ

«سورة والعصر» (١٠٣)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

«لَفِي خُسْرٍ» (٢) أي مهلكة ونقصان وقوله «إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ» (٢- ٣) مجاز «إِنَّ الْإِنْسانَ» فى موضع «إن الأناسى» لأنه يستثنى الجميع من الواحد وإنما يستثنى الواحد من الجميع، ولا يقال: إن زيدا قادم إلى قومه وفى آية أخرى «إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً [وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً] إِلَّا الْمُصَلِّينَ» (٧٠/ ١٩- ٢٢) وإنما جاز هذا فيما أظهر لفظ الواحد منه لأن معناه على الجميع فمجازه مجاز أحد، يقع معناه على الجميع وعلى الواحد فى القرآن «فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ» (٦٩/ ٤٧) وقال نابغة بنى دبيان:
وقفت فيها أصيلالا أسائلها عيّت جوابا وما بالربع من أحد
«١» [٣٨٠] إلا الأوارىّ لأيا ما أبيّنها
(١). - ٣٨٠: ديوانه من الستة ص ٦.
Icon