ﰡ
مكية، وهي ثمان آيات
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (١) وَطُورِ سِينِينَ (٢) أقسم بجبال الأرض المقدسة. والأولان سميا باسم الشجرتين النابتتين بهما. والطور: هو الجبل الذي كلم اللَّه تعالى عليه موسى. و (سِينِينَ) وسيناء: اسم البقعة التي بها الجبل. قال ابن زيد: التين: مسجد دمشق، والزيتون: مسجد بيت المقدس. وقيل: أراد الشجرتين لكثرة منافعهما، وليس بقوي؛ لأنَّ النخلة أشرف الأشجار حتى قال رسول اللَّه - ﷺ - في مدحها: " مثلها مثل المسلم "، ولعدم الملائمة بين المعطوف والمعطوف عليه.(لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (٤) تعديل. شكلاً وصورة، لا ترى في الكائنات أحسن منه، حتى يبلغ منه سرّ الملاحة حداً يعجز الواصف عن إبرازه قطعاً.
(ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (٥) وهو الكافر. في النار سِنّه مثل أحد، ويجر شفته على الأرض، والوجه أسود مظلم، وما بين كتفيه ما بين مكة والمدينة. عافانا اللَّه. أو رددناه في الدنيا بعد ذلك الحسن والجمال أسفل، من تسفل: تقوّس ظهره بعد اعتداله، وابيض شعره بعد اسوداده، وكَلَّ سمعهُ وبصره، وتناقصت قواه وعقله، وأَنِفَه من كان يحبه.
(إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ... (٦) استثناء متصل على الأول ظاهر الاتصال، منقطع على الثاني. أي: لكن الذين آمنوا وكانوا صالحين من الهرمى. (فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) غير مقطوع. بل يجري عليهم ثواب الأعمال التي كانوا يعملونها وهم أقوياء.
(فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّين (٧) الخطاب للإنسان، أي: بعد هذه الدلائل المشاهدة أيّ شيء يجعلك كاذباً بالإعادة؟، فإن مكذب الحق كاذب. و " الباء " للسببية. أو لرسول اللَّه - ﷺ - إلهاباً له، أو تعريضاً بالمكذبين، أي: بعد هذا البيان لا يكذبك شيء كهؤلاء الذين لا يبالون بآيات اللَّه تعالى. وعلى الأول استفهام توبيخ.
* * *
تمت سورة التين، والحمد للَّه رب العالمين، والصلاة على سيد المرسلين، وآله وصحبه أجمعين.
* * *