تفسير سورة العاديات

لطائف الإشارات
تفسير سورة سورة العاديات من كتاب لطائف الإشارات .
لمؤلفه القشيري . المتوفي سنة 465 هـ
قوله جل ذكره :﴿ بسم الله الرحمان الرحيم ﴾.
" بسم الله " كلمة غيور لا يصلح لذكرها إلا لسان مصون عن اللغو والغيبة، ولا يصلح لمعرفتها إلا قلب محروس عن الغفلة والغيبة، ولا يصلح لمحبتها إلا روح محفوظة عن العلاقة والحجة.

قوله جلّ ذكره :﴿ وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً ﴾.
﴿ وَالْعَادِيَاتِ ﴾ : الخيلُ التي تعدو.
﴿ ضَبْحاً ﴾ أي إِذا ضَبحن ضبحاً، والضبحُ : هو صوتُ أجوافها إِذا عَدَوْنَ.
ويقال : ضبحُها هو شِدةُ نَفسِها عند العَدْوِ.
وقيل :﴿ وَالْعَادِيَاتِ ﴾ ؛ الإبل.
وقيل : أقسم الله بأفراسِ الغزاة.
توري بحوافرها النار إِذا عَدَتْ وأصابَتْ سنابِكُها الحجارة بالليل.
ويقال : الذين يورون النار بعد انصرافهم من الحرب.
ويقال : هي الأسِنَّة.
تُغِير على العدوِّ صباحاً.
أي : هَيَّجْنَ به غباراً.
أي : تَوَسَّطْنَ المكان، أي : تتوسط الخيل بفوارسها جَمْعَ العَدُوِّ.
هذا هو جوابُ القَسَمِ، ﴿ لَكَنُودٌ ﴾ : أي لكَفُور بالنعمة.
أي : وإنه على كنوزه لشهيد.
أي : وإنه لبخيلٌ لأجل حُبِّ المال.
قوله جلّ ذكره :﴿ أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ ﴾.
أي : بُعِثَ الموتى.
بُيِّنَ ما في القلوب من الخير والشرِّ.
أفلا يعلم أن اللَّهَ يُجازيهم - ذلك اليومَ - على ما أسلفوا، ثم قال عَلَى الاستئناف :﴿ إِنَّ رَبَّهُم يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرُ ﴾.
ويقال في معنى الكَنُود : هو الذي يَرَى ما إليه مِنْ البَلْوَى، ولا يرى ما هو به مِنْ النُّعْمَى.
ويقال : هو الذي رأسُه على وسادة النعمة، وقَلبُه في ميدان الغفلة.
ويقال : الكَنُود : الذي ينسى النِّعَم ويَعُدُّ المصائب.
وقوله :﴿ وَإِنَّهُ عَلَى ذَالِكَ لَشَهِيدٌ ﴾، يحتمل : وإِنَّ اللَّهَ على حاله لشهيد.
Icon