تفسير سورة الأعلى

تفسير ابن عباس
تفسير سورة سورة الأعلى من كتاب تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المعروف بـتفسير ابن عباس .
لمؤلفه الفيروزآبادي . المتوفي سنة 817 هـ

وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى ﴿سَبِّحِ اسْم رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ يَقُول صل يَا مُحَمَّد بِأَمْر رَبك الْأَعْلَى أَعلَى كل شَيْء وَيُقَال اذكر يَا مُحَمَّد تَوْحِيد رَبك وَيُقَال قل يَا مُحَمَّد سُبْحَانَ رَبِّي الْأَعْلَى فِي السُّجُود
﴿الَّذِي خلق﴾ كل ذى روح ﴿فسوى﴾ حَلقَة باليدين وَالرّجلَيْنِ والعينين والأذنين وَسَائِر الْأَعْضَاء
﴿وَالَّذِي قَدَّرَ﴾ جعل كل ذكر وَأُنْثَى ﴿فهدى﴾ فَعرف وألهم كَيفَ يأتى الذّكر وَالْأُنْثَى وَيُقَال قدر خلقه حسنا أَو دميماُ أَو طَويلا أَو قَصِيرا وَيُقَال قدر السَّعَادَة والشقاوة لخلقه فهدى فبيَّن الْكفْر وَالْإِيمَان وَالْخَيْر والشرك
﴿وَالَّذِي أَخْرَجَ﴾ أنبت بالمطر ﴿المرعى﴾ الْكلأ الْأَخْضَر
﴿فَجَعَلَهُ﴾ بعد خضرته ﴿غُثَآءً﴾ يَابسا ﴿أحوى﴾ أسود إِذا حَال عَلَيْهِ الْحول
﴿سَنُقْرِئُكَ﴾ سنعلمك يَا مُحَمَّد الْقُرْآن وَيُقَال سيقرأ عَلَيْك جِبْرِيل الْقُرْآن ﴿فَلاَ تنسى﴾
﴿إِلاَّ مَا شَآءَ الله﴾ وَقد شَاءَ الله لَا تنسى فَلم ينس النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد ذَلِك شَيْئا من الْقُرْآن ﴿إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْر﴾ الْعَلَانِيَة من القَوْل وَالْفِعْل ﴿وَمَا يخفى﴾ مَا أُخْفِي من السِّرّ مِمَّا لم تحدث بِهِ نَفسك بعد
﴿وَنُيَسِّرُكَ لليسرى﴾ سنهون عَلَيْك تَبْلِيغ الرسَالَة وَسَائِر الطَّاعَات
﴿فَذَكِّرْ﴾ عظ بِالْقُرْآنِ وَبِاللَّهِ ﴿إِن نَّفَعَتِ الذكرى﴾ يَقُول لَا تَنْفَع العظة بِالْقُرْآنِ وَبِاللَّهِ إِلَّا من يخْشَى من الله وَهُوَ الْمُؤمن
﴿سَيَذَّكَّرُ﴾ سيتعظ بِالْقُرْآنِ وَبِاللَّهِ ﴿مَن يخْشَى﴾ الله وَهُوَ الْمُسلم
﴿وَيَتَجَنَّبُهَا﴾ يتباعد ويتزحزح عَن العظة بِالْقُرْآنِ وَبِاللَّهِ ﴿الأشقى﴾ الشقي فِي علم الله
﴿الذى يَصْلَى النَّار﴾ يدْخل النَّار فِي الْآخِرَة ﴿الْكُبْرَى﴾ الْعُظْمَى وَلَيْسَ شَيْء من الْعَذَاب أكبر من النَّار
﴿ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا﴾ فِي النَّار فيستريح ﴿وَلَا يحيى﴾ حَيَاة تَنْفَعهُ
﴿قَدْ أَفْلَحَ﴾ قد فَازَ وَنَجَا ﴿مَن تزكّى﴾ من اتعظ بِالْقُرْآنِ ووحد الله
﴿وَذَكَرَ اسْم﴾ أَمر ﴿رَبِّهِ﴾ بالصلوات الْخمس وَغَيرهَا ﴿فصلى﴾ الصَّلَوَات الْخمس فِي الْجَمَاعَة وَلها وَجه آخر قد أَفْلح وفاز وَنَجَا من تزكّى من تصدق بِصَدقَة الْفطر قبل خُرُوجه إِلَى الْمصلى وَذكر اسْم ربه هلله وَكبره فِي الذّهاب والمجيء فصلى صَلَاة الْعِيد مَعَ الإِمَام
﴿بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاة الدُّنْيَا﴾ تختارون الْعَمَل للدنيا وثواب الدُّنْيَا على ثَوَاب الْآخِرَة
﴿وَالْآخِرَة﴾ عمل الْآخِرَة وثواب الْآخِرَة ﴿خَيْرٌ﴾ أفضل من ثَوَاب الدُّنْيَا وَعمل الدُّنْيَا ﴿وَأبقى﴾ أدوم
﴿إِنَّ هَذَا﴾ من قَوْله قد أَفْلح إِلَى هَهُنَا ﴿لَفِي الصُّحُف الأولى﴾ فِي كتب الْأَوَّلين ﴿صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ ومُوسَى﴾ كتاب مُوسَى التَّوْرَاة وَكتاب إِبْرَاهِيم يعلم الله بذلك
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا الغاشية وهى كلهَا مَكِّيَّة آياتها سِتّ وَعِشْرُونَ وكلماتها اثْنَتَانِ وَتسْعُونَ وحروفها ثلثمِائة وَأحد وَثَمَانُونَ حرفا
﴿بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم﴾
Icon