ﰡ
فضلها: قال إسحاق بن راهويه: قلت لأبى أسامة حدثكم شعبة، عن قتادة، عن عباس الجشمي، عن أبي هريرة عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "إن سورة في القرآن ثلاثون آية شفعت لصاحبها حتى غفر له (تبارك الذي بيده الملك) فأقر به أبو أسامة وقال: نعم.
(انظر موسوعة فضائل سور وآيات القرآن القسم الصحيح ص ١٩).
قوله تعالى (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
انظر سورة الفرقان آية (١) وسورة الزخرف آية (٨٥).
قوله تعالى (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (٢) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (٣) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، في قوله (الذي خلق الموت والحياة) قال: أذل الله ابن آدم بالموت، وجعل الدنيا دار حياة ودار فناء، وجعل الآخرة دار جزاء وبغاء.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، قوله (ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت) : ما ترى فيهم اختلاف.
قال ابن كثير: ثم قال (الذي خلق سبع سموات طباقا) أي: طبقة بعد طبقة، وهل هن متواصلات بمعنى أنهن علويات بعضهن على بعض، أو متفاصلات بينهن خلاء؟ فيه قولان، أصحهما الثاني، كما دل على ذلك حديث الإسراء وغيره. ا. هـ. وتقدم ذلك في بداية سورة الإسراء.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، قوله (هل ترى من فطور) يقول: هل ترى من خلل يا ابن آدم.
قوله تعالى (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِلشَّيَاطِينِ) أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين) إن الله جل ثناؤه إنما خلق هذه النجوم لثلاث خصال: خلقها زينة للسماء الدنيا ورجوماً للشياطين، وعلامات يهتدى بها، فمن يتأول منها غير ذلك، فقد قال برأيه، وأخطأ حظه، وأضاع نصيبه، وتكلف ما لا علم له به.
قوله تعالى (وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ)
قال ابن كثير: أي جعلنا للشياطين هذا الخزي في الدنيا، وأعتدنا لهم عذاب السعير في الأخرى كما قال في أول الصافات (إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد لا يسمعون إلى الملأ الأعلى ويقذفون من كل جانب دحورا ولهم عذاب واصب إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب).
وانظر سورة الصافات آية (٦-١٠).
قوله تعالى (تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (٨) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ)
انظر سورة الزمر آية (٧١).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله: (تكاد تميز من الغيظ) يقول: تتفرق.
قوله تعالى (وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (١٠) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ)
قال أبو داود: حدثنا سليمان بن حرب وحفص بن عمر، قالا: ثنا شعبة - وهذا لفظه - عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري قال: أخبرني من سمع
(السنن ٤/١٢٥ ك الملاحم، ب الأمر والنهي ح ٤٣٤٧)، وأخرجه أحمد (المسند ٥/٢٩٣) من طريق حسين بن محمد، عن شعبة به وحسنه البغوي في المصابيح (انظر المشكاة ٣/١٤٢٤ ح ٥١٤٦) وحسنه السيوطي (الجامع الصغير مع فيض القدير ٥/٣٠٤ ح ٧٣٩٧) وقال الألباني: صحيح (صحيح أبي داود ٣/٨٢٠).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله: (فسحقا لأصحاب السعير) يقول: بعدا.
قوله تعالى (إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير)
انظر حديث البخاري الوارد تحت الآية رقم (٢٣) من سورة يوسف.
قوله تعالى (وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)
انظر سورة الرعد آية (٨-١٠) وتفسيرها هذه الآيات.
قوله تعالى (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور)
انظر سورة البقرة آية (٢٢) وتفسيرها لبيان تذليل الأرض لبني آدم.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله: (في مناكبها) يقول: جبالها.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد، قوله (فامشوا في مناكبها) قال: طرقها وفجاها.
قوله تعالى (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ) قال ابن كثير: وهذا أيضاً من لطفه ورحمته بخلقه أنه قادر على تعذيبهم، بسب كفر بعضهم به وعبادتهم معه غيره وهو مع هذا يعلم ويصفح، ويؤجل
وانظر سورة الإسراء آية (٦٧).
قوله تعالى (أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ)
انظر سورة الإسراء آية (٦٨).
قوله تعالى (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، في قوله (صافات) قال: الطير بصف جناحه كما رأيت، ثم يقبضه.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد، قوله (صافات ويقبضن) بسطهن أجنحتهن وقبضهن.
وانظر سورة النحل آية (٧٩) وتفسيرها.
قوله تعالى (أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (٢١) أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد، في قول الله (بل لجوا في عتو ونفور) قال: كفور.
قال ابن كثير: هذا مثل ضربه الله للمؤمن والكافر، فالكافر مثله فيما هو فيه كمثل من يمشي منكبا على وجهه، أي يمشى منحنيا لا مستويا على وجهه لا يدري أين ولا كيف يذهب بل هو تائه حائر ضال أهذا أهدى (أمن يمشي سويا) أي: منتصب القامة... هذا مثلهم في الدنيا وكذلك يكونون في الآخرة فالمؤمن يحشر يمشي سوياً... وأما الكافر فإنه يحشر يمشى على وجهه إلى نار جهنم. اهـ
وانظر تفسير سورة الإسراء آية رقم (٩٧) حديث أنس بن مالك.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، قوله (أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى) هو الكافر، أكب على معاصي الله في الدنيا، حشره الله يوم القيامة على وجهه، فقيل: يا نبي الله كيف يحشر الكافر على وجهه؟ قال: إن الذي أمشاه على رجليه قادر أن يحشره يوم القيامة على وجهه.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (يمشي سوياً على صراط مستقيم) قال: المؤمن عمل بطاعة الله، فيحشره الله على طاعته.
انظر سورة يس آية (٤٨-٥٣).
تقوله تعالى (قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)
انظر سورة المؤمنون آية (٧٩).
قوله تعالى (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ)
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد، قوله (فلما رأوه زلفة) قال: قد اقترب.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، قوله (فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفرو) عاينت من عذاب الله.
قوله تعالى (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، قوله (قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا) أي: ذاهباً (فمن يأتيكم بماء معين) قال الماء المعين: الجاري.