ﰡ
قوله: ﴿ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ ﴾ بإدغام لام ﴿ هَلْ ﴾ في التاء واظهارها، قراءتان سبعيتان، هنا وفي الحاقة. قوله: (صدوع وشقوق) أي فلا يطرأ على السماء، ما دامت الدنيا صدوع، ولا شقوق لعدم تعلق ارادته بذلك، فليست كبنيان الخلائق، يتصدع ويتشقق بطول الزمان، مع كون صانعه لا يرد ذلك. قوله: (كرة بعد كرة) أشار بذلك: إلى أنه ليس المراد من قوله: ﴿ كَرَّتَيْنِ ﴾ حقيقة التثنية، بل التكثير بدليل قوله: ﴿ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ ٱلبَصَرُ ﴾ الخ، وانقلاب البصر ﴿ خَاسِئاً ﴾ حسيراً، لا يتأتى بنظرتين ولا ثلاث، فهو كقولهم: لبيك وسعديك. قوله: ﴿ يَنْقَلِبْ ﴾ العامة على جزمه في جواب الأمر، وقرئ برفعه إما على أنه حال مقدرة أو مستأنف حذفت منه الفاء، والأصل فينقلب. قوله: (ذليلاً) أي خاضعاً صاغراً متباعداً. قوله: (منقطع) أي بلغك الغاية في الإعياء والتعب.
قوله: (أي وقابضات) أشار بذلك إلى أن الفعل مؤول باسم الفاعل معطوف على ﴿ صَـٰفَّـٰتٍ ﴾ والحكمة في تعبيره ثانياً بالفعل، ولم يقل وقابضات أن الأصل في الطيران صف الأجنحة، والقبض طائر عليه، فعبر عن الأصل باسم الفاعل، وعن الطارئ بالفعل الذي شأنه الحدوث. قوله: ﴿ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ ٱلرَّحْمَـٰنُ ﴾ عبر بالرحمن إشارة إلى أنه من جلائل النعم، وهذه الجملة مستأنفة. قوله: ﴿ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ ﴾ أي فيعلم الأشياء الدقيقة الغريبة، فيدبرها على مقتضى ما يريد. قوله: ﴿ أَمَّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِي ﴾ الخ، سبب نزول هذه الآية وما بعدها، أن الكفار كانوا يمتنعون من الإيمان ويعاندون رسول الله، معتمدين على شيئين: قوتهم بالأموال والعدد، واعتقادهم أن أصنامهم توصل إليهم الخيرات وتدفع عنهم المضرات، فأبطل الله الأول بقوله: ﴿ أَمَّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ ﴾ الخ، وأبطل الثاني بقوله: ﴿ أَمَّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِي يَرْزُقُكُمْ ﴾ الخ، وأم هنا منقطعة تفسر ببل وحدها لدخولها على من الاستفهامية، ولا يصح تفسيرها ببل والهمزة، لئلا يدخل الاستفهام على مثله. قوله: (أعوان) أشار بذلك إلى أن جنداً لفظه مفرد ومعناه جمع. قوله: (يدفع عنهم عذابه) تفسير لقوله: ﴿ يَنصُرُكُمْ ﴾.
قوله: ﴿ إِنِ ٱلْكَافِرُونَ إِلاَّ فِي غُرُورٍ ﴾ اعتراض مقرر لما قبله، والالتفات عن الخطاب للغيبة، وإيذان بالإعراض عنهم، والإظهار في موضع الإضمار لذمهم بالكفر. قوله: ﴿ أَمَّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِي يَرْزُقُكُمْ ﴾ تكتب أم موصولة بمن، فتكون ميماً واحدة متصلة بالنون، وكذا يقال فيما تقدم. قوله: ﴿ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ ﴾ أي أسباب رزقه التي ينشأ عنها. قوله: (أي المطر) أي والنبات وغير ذلك كباقي الأسباب. قوله: ﴿ بَل لَّجُّواْ ﴾ الخ، اضراب انتقالي مبني على مقدر يستدعيه المقام، كأنه قيل: إنهم لم يتأثروا بتلك المواعظ ولم يذعنوا. قوله: ﴿ بَل لَّجُّواْ ﴾ الخ.
﴿ أَرَأَيْتُمْ ﴾ بمعنى أخبروني تنصب مفعولين، سدت الجملة الشرطية مسدهما، والمعنى: قل لهم يا محمد، وكانوا يتمنون موته صلى الله عليه وسلم: إن أماتني الله ومن معي من المؤمنين بعذابه أو رحمنا، فلا فائدة لكم في ذلك، ولا نفع يعود عليكم، لأنه لا مجير لكم من عذاب الله تعالى. قوله: (كما تقصدون) حذف منه إحدى التاءين، أي تتقصدون وتنتظرون، قال تعالى حكاية عنهم﴿ أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ ٱلْمَنُونِ ﴾[الطور: ٣٠].
قوله: (أي لا مجير لهم منه) أشار بذلك إلى أن الاستفهام إنكاري بمعنى النفي، ووضع الظاهر موضع المضمر تسجيلاً عليهم بالكفر. قوله: ﴿ قُلْ هُوَ ٱلرَّحْمَـٰنُ ﴾ أي الذي ادعوكم إلى عبادته وطاعته. قوله: ﴿ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا ﴾ الحكمة في تأخير مفعول ﴿ آمَنَّا ﴾ وتقديم مفعول ﴿ تَوَكَّلْنَا ﴾ أن الأول وقع في معرض الرد على الكافرين فكأنه قال: آمنا ولم نكفر كما كفرتم، والثاني قدم مفعوله لإفادة الحصر كأنه قال: لا نتوكل على ما توكلتم عليه، من أموال ورجال وغير ذلك، بل نقصر توكلنا على خالقنا. قوله: (بالتاء والياء) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: (عند معاينة العذاب) أي في الآخرة. قوله: (أنحن) أشار به إلى أن ﴿ مَنْ ﴾ استفهامية؛ و ﴿ هُوَ ﴾ ضمير فصل، وجملة الظرف خبر المبتدأ، والجملة بتمامها سدت مسد المفعولين، لعلم المعلقة عن العمل بالاستفهام. قوله: (أم أنتم) راجع لقراءة الخطاب، وقوله: (أم هم) راجع لقراءة الغيبة، فالكلام على التوزيع. قوله: ﴿ إِنْ أَصْبَحَ مَآؤُكُمْ ﴾ أي الكائن في ايديكم، وكان ماؤهم من بئر زمزم وبئر ميمون. قوله: (غائراً) أشار بذلك إلى أن المصدر مؤول باسم الفاعل. قوله: ﴿ مَّعِينٍ ﴾ أصله معيون بوزن مفعول كمبيع، نقلت ضمة الياء إلى العين قبلها، فالتقى ساكنان الياء والواو، حذف الواو وكسرت العين لتصح الياء. قوله: (لا يأتيكم به إلا الله) أي فلم تشركون به من لا يقدر على أن يأتيكم به. قوله: (أن يقول القارئ) أي ولو في الصلاة. قوله: (وعمي) عطف تفسير. قوله: (من الجراءة على الله) يقال: اجترأ على القول بالهمز، اسرع بالهجوم عليه من غير توقف، والاسم الجرأة بوزن غرفة، وجراءة بوزن كراهة، كما قال المفسر، ويؤخذ منه أن العبد يؤاخذ بالكفر، ولو على سبيل المزح.