ﰡ
قوله تعالى ﴿ هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، قوله ﴿ هل أتى على الإنسان ﴾ آدم أتى عليه ﴿ حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ﴾ إنما خلق الإنسان هاهنا حديثا ما يعلم من خليقة الله كانت بعد الإنسان.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، قوله ﴿ إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج ﴾ أطوار الخلق، طورا نطفة، وطورا علقة، وطورا مضغة، وطورا عظاما ثم كسى العظام لحما، ثم أنشأه خلقا آخر، أنبت له الشعر.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، في قوله :﴿ أمشاج نبتليه ﴾ يقول : مختلفة الألوان.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد، قال : أي الماءين سبق عليه أعمامه وأخواله.
قال ابن كثير : وقوله ﴿ نبتليه ﴾ أي : نختبره، كقوله ﴿ ليبلوكم أيكم أحسن عملا ﴾ سورة الملك آية : ٣.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد، قوله ﴿ إنا هديناه السبيل ﴾ قال : الشقوة والسعادة.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، قوله ﴿ إنا هديناه السبيل إما شاكرا ﴾ للنعم ﴿ وإما كفورا ﴾ لها.
وانظر سورة البلد آية ( ١٠ ) قوله تعالى ﴿ وهديناه النجدين ﴾ طريق الخير وطريق الشر.
قال ابن كثير : يخبر تعالى عما أرصده للكافرين من خلقه به من السلاسل والأغلال والسعير، وهو اللهيب والحريق في نار جهنم، كما قال ﴿ إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون في الحميم ثم في النار يسجرون ﴾. ا. ه.
انظر سورة غافر آية ( ٧١-٧٢ ) لبيان : الأغلال.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد، قوله ﴿ مزاجها كافورا ﴾ قال : تمزج.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، قوله ﴿ إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا ﴾ قال : قوم تمزج لهم بالكافور، وتختم لهم بالمسك.
قال البخاري : حدثنا أبو عاصم، عن مالك، عن طلحة بن عبد الملك، عن القاسم، عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال النبي صلى الله عليه وسلم :( من نذر أن يطيع الله فليُطعه، ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه ).
( الصحيح ١١/ ٥٩٤- ك الأيمان والنذور، ب النذر فيما لا يملك وفي معصية ح ٦٧٠٠ ).
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد، قوله ﴿ يوفون بالنذر ﴾ قال : إذا نذروا في حق الله.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ يوفون بالنذر ﴾ قال : بطاعة الله، وبالصلاة، وبالحج، وبالعمرة.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ ويخافون يوما كان شره مستطيرا ﴾ استطاروا الله شر ذلك اليوم حتى ملأ السموات والأرض.
قال البخاري : حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن أبي موسى رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( فكوا العاني- يعني الأسير- وأطعموا الجائع وعودوا المريض ).
( الصحيح ٦/١٩٣ح ٣٠٤٦- ك الجهاد والسير، ب فكاك الأسير ).
انظر حديث البخاري المتقدم تحت الآية رقم ( ١٠ ) من سورة المنافقون.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، قوله ﴿ ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ﴾ قال : لقد أمر الله بالأسرى أن يحسن إليهم، وإن أسراهم يومئذ لأهل الشرك.
وسنده حسن، وأخرجه بنحوه عن سعيد بن جبير.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، قوله ﴿ إنا نخاف من ربنا يوم عبوسا قمطريرا ﴾ عبست فيه الوجوه، وقبضت ما بين أعينها كراهية ذلك اليوم.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله :﴿ عبوسا ﴾ يقول : ضيقا. وقوله ﴿ قمطريرا ﴾ يقول : طويلا.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ متكئين فيها على الأرائك ﴾ كنا نحدث أنها الحجال فيها الأسرة.
الحجال جمع حجلة : بيت كالقبة يستر بالثياب وتكون له أزرار كبار ( النهاية لابن الأثير ١/٣٤٦ ).
وانظر سورة الكهف آية ( ٣١ )، وسورة يس آية ( ٥٦ ).
قال مسلم : حدثني عمرو بن سواد، وحرملة بن يحيى ( واللفظ لحرملة ) أخبرنا ابن وهب : أخبرني يونس عن ابن شهاب، قال : حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أنه سمع أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( اشتكت النار إلى ربها. فقالت : يا رب ! أكل بعضي بعضا. فأذن لها بنفسين : نفس في الشتاء ونفس في الصيف. فهو أشد ما تجدون من الحرّ. وأشد ما تجدون من الزمهرير ).
( الصحيح ١/ ٤٣١- ٤٣٢ )، ك المساجد ومواضع الصلاة، ب استحباب الإبراد بالظهر في شدة الحر لمن يمضي إلى جماعة ويناله الحرّ في طريقه ح ٦١٧ )، وأخرجه البخاري في صحيحه ( بدء الخلق، ب صفة النار ح ٣٢٦٠ ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، قال الله ﴿ لا يرون فيه شمسا ولا زمهريرا ﴾ يعلم أن شدة الحرارة تؤذي، وشدة القر تؤذي، فوقاهم الله أذاهما.
انظر سورة الرحمن آية ( ٥٤ ) وسورة الحاقة ( ٢٣ ).
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد، قوله ﴿ وذللت قطوفها تذليلا ﴾ قال : إذا قام ارتفعت بقدره، وإن قعد تدلت حتى ينالها، وإن اضطجع تدلت حتى ينالها، فذلك تذليلها.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ قدروها تقديرا ﴾ قدرت على ري القوم.
قال مسلم : حدثني الحسن بن علي الحلواني : حدثنا أبو توبة ( وهو الربيع بن نافع ) : حدثنا معاوية ( يعني ابن سلام )، عن زيد ( يعني أخاه ) ؛ أنه سمع أبا سلام قال : حدثني أبو أسماء الرحبي، أن ثوبان مولى رسول الله حدثه قال : كنتُ قائما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء حبرٌ من أحبار اليهود فقال : السلام عليك يا محمد ! فدفعته دفعة كاد يصرع منها، فقال : لم تدفعني ؟ فقلت : ألا تقول يا رسول الله ! فقال اليهودي : إنما ندعوه باسمه الذي سمّاه به أهله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إن اسمي محمد الذي سمّاني به أهلي ) فقال اليهودي : جئت أسألك، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :( أينفعك شيء إن حدثتك ؟ ) قال : أسمع بأذنيّ. فنكت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعُود معه. فقال : " سلْ " فقال اليهودي : أين يكون الناس يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسموات ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( هم في الظلمة دون الجسر ) قال : فمن أول الناس إجازة ؟ قال :( فقراء المهاجرين ) قال اليهودي فما تُحفتهم حين يدخلون الجنة ؟ قال :( زيادة كبد النون قال : فما غذاؤهم على إثرها ؟ قال :( يُنحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها : قال : فما شرابهم عليه ؟ قال :( من عين فيما تسمى سلسبيلا ).
( الصحيح ١/ ٢٥٢-٢٥٣-ك الحيض، ب بيان صفة مني الرجل والمرأة وأن الولد مخلوق من مائهما – ح ٣١٥ ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، قوله ﴿ ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا. عينا فيها تسمى سلسبيلا ﴾ رقيقة يشربها المقربون صرفا، وتمزج لسائر أهل الجنة.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، قوله ﴿ عينا فيها تسمى سلسبيلا ﴾ : عينا سلسلة مستقيدا ماؤها.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، قوله ﴿ ويطوف عليهم ولدان مخلدون ﴾ أي : لا يموتون.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ لؤلؤا منثورا ﴾ قال : من كثرتهم وحسنهم.
قال ابن كثير : وقوله ﴿ وإذا رأيت ﴾ أي : وإذا رأيت يا محمد ﴿ ثم ﴾ أي : هناك يعني في الجنة ونعيمها وسعتها وارتفاعها وما فيها من الحيرة والسرور ﴿ رأيت نعيما وملكا كبيرا ﴾ أي : مملكة لله هناك عظيمة وسلطانا باهرا.
وثبت في الصحيح أن الله تعالى يقول لآخر أهل النار خروجا منها وآخر أهل الجنة دخولا إليها : إن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها.
قال ابن كثير : وقوله ﴿ عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق ﴾ أي : لباس أهل الجنة فيها الحرير، ومنه سندس، وهو رفيع الحرير كالقمصان ونحوها مما يلي أبدانهم، والاستبرق منه ما فيه بريق ولمعان، وهو مما يلي الظاهر، كما هو المعهود في اللباس ﴿ وحلوا أساور من فضة ﴾ وهذه صفة الأبرار، وأما المقربون فكما قال ﴿ يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير ﴾.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة : قال الإستبرق : الديباج الغليظ.
وانظر سورة الكهف آية ( ٣١ ) وفيها أساور من ذهب أيضا.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد، قوله ﴿ شرابا طهورا ﴾ قال : ما ذكر الله من الأشربة.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، قوله ﴿ إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا ﴾. غفر لهم الذنب، وشكر لهم الحسن.
وانظر سورة الإسراء آية ( ١٩ ).
انظر سورة الإسراء ( ١٠٦ ) وسور القدر آية ( ١ ).
انظر سورة الأحزاب آية( ٤٢ ) وسورة آل عمران آية ( ٤١ ).
انظر سورة الإسراء آية ٧٩ وسورة المزمل آية [ ١-٤ ].
انظر سورة الإسراء آية [ ١٨ ].
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله ﴿ وشددنا أسرهم ﴾ قال : خلقهم.
قال ابن كثير : وإذا شئنا أتينا بقوم آخرين غيرهم، كقوله ﴿ إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين وكان الله على ذلك قدير ﴾ وكقوله ﴿ إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز ﴾.
وانظر سورة النساء آية [ ١٣٣ ] وسورة إبراهيم آية [ ١٩-٢٠ ].
تقدم تفسيرها في سورة المزمل آية [ ١٩ ].
انظر سورة الكهف آية [ ٢٤ ].