ﰡ
أخبرنا محمد بن جعفر، حدَّثنا محمد بن عبد الله بن زكريا، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدَّغُولي، قال: حدَّثنا محمد بن يحيى، حدَّثنا محمد بن كثير الصَّنْعاتي، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كَثِير، عن أبي سَلَمَة، عن عبد الله بن سلاَّم، قال:
قعدنا نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم [فتذاكرنا] وقلنا: لو نعلم أيُّ الأعمال أحبُّ إلى الله تبارك وتعالى عَمِلْناه. فأنزل الله تعالى: ﴿سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ﴾ إلى قوله: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ﴾ إلى آخر السورة، فقرأها علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال المفسرون: كان المسلمون يقولون: لو نعلم أحبَّ الأعمال إلى الله تعالى لبذلنا فيه أموالنا وأنفسنا، فدلهم الله تعالى على أحبَّ الأعمالِ إليه، فقال: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً...﴾ الآية، فابْتُلُوا يوم أحد بذلك، فوَلَّوْا مُدْبِرين. فأنزل الله تعالى: ﴿يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ؟﴾.