تفسير سورة الصف

التفسير المظهري
تفسير سورة سورة الصف من كتاب التفسير المظهري .
لمؤلفه المظهري . المتوفي سنة 1216 هـ
سورة الصف آياتها أربع عشرة وفيها ركوعان وهي مدنية.
أخرج الترمذي والحاكم وصححه عن عبد الله ابن سلام قال قعدنا نقرأ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتذاكرنا فقلنا لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله لعملناه فأنزل الله تعالى :﴿ سبح لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ١ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ٢ ﴾. قرأها علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ختمها.

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس نحوه، وذكر البغوي قول المفسرين أن المؤمنين قالوا لو علمنا أحب الأعمال إلى الله عز وجل لعملنا وبذلنا فيه أموالنا وأنفسنا فأنزل الله تعالى :﴿ إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا ﴾ فابتلوا بذلك يوم أحد فولوا مدبرين فأنزل الله تعالى :﴿ لم تقولون ما لا تفعلون ﴾ وأخرج ابن جرير عن أبي صالح قال قالوا لو كنا نعلم أي الأعمال أحب إلى الله وأفضل لعملنا فنزلت ﴿ يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة ﴾ فكرهوا الجهاد فنزلت :﴿ يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ﴾ وأخرج ابن أبي حاتم من طريق علي عن عباس نحوه وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس وابن جرير عن الضحاك قال أنزلت :﴿ لم تقولون ما لا تفعلون ﴾ في الرجل في القتال ما لا يفعله من الضرب والطعن والقتل وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل أنها نزلت في قولهم يوم أحد وقال محمد ابن كعب لما أخبر الله رسوله صلى الله عليه وسلم ثواب شهداء بدر قالت الصحابة لئن لقينا بعده قتالا لنفرغن فيه وسعنا خفروا يوم أحد فعيرهم الله بهذه الآية وقال ابن زيد نزلت في المنافقين كانوا يعدون النصر للمؤمنين وهم كاذبون.
﴿ كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ﴾ المقت أشد الغضب ونصبه على التميز من نسبة كبر إلى فاعله وهو أن تقولوا، وفيه دلالة على أن قولهم هذا مقت خالص كبير عند الله الذي يحقر دونه كل عظيم مبالغة في المنع من أن يقولوا كذبا ما لا يفعلوه أو يعدوا شيئا ثم لا يفوا به.
﴿ إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا ﴾ أي مصطفين مصدر بمعنى الفاعل أو وصف به مبالغة، وجاز أن يكون صفا مصدر بفعل محذوف والجملة حال من فاعل يقاتلون تقديره يصفون في أنفسهم صفا لا يزالون في القتال عن أماكنهم، ﴿ كأنهم بنيان مرصوص ﴾ في تراصهم من غير فرجة وبلا تحرك للفرار حال من المستكن في الحال الأول والرص اتصال بعض البناء بالبعض واستحكامه.
﴿ و ﴾ آذكر ﴿ إذ قال موسى لقومه ﴾ بني إسرائيل ﴿ يا قوم لم تؤذونني ﴾ بالعصيان والرمي بالأدرة وهي نفخة في الخصيتين، ﴿ وقد تعلمون أني رسول الله إليكم ﴾ بما جئتكم بالمعجزات وأنجيتكم من أهل فرعون يسومونكم سوء العذاب وجاوزت بكم البحر والعلم بالنبوة يوجب التعظيم ويمنع الإيذاء، ﴿ فلما زاغوا ﴾ أي عدلوا عن الحق ولم يمتنعوا عن الإيذاء ﴿ أزاغ الله قلوبهم ﴾ صرفها عن قبول الحق والميل إلى الصواب، ﴿ والله لا يهدي القوم الفاسقين ﴾ هداية موصولة إلى معرفة الحق أو الجنة، قال الزجاج لا يهدي من سبق في علمه أنه فاسق.
﴿ وإذا قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل ﴾ لعله لم يقل يا قوم كما قال موسى لأنه نسب له فيهم، ﴿ إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي ﴾ أي من قبل، ﴿ من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي ﴾ أسكن الباء ابن عامر وحفص وحمزة والكسائي وفتحها الباقون ومصدقا ومبشرا حالان من ضمير إني رسول الله والعامل فيهما وفي الرسول من معنى الإرسال لا الجار والمجرور فإنه ظرف لغوصلة للرسول فلا يعمل ﴿ اسمه أحمد ﴾ وهو أحد اسمي رسول الله صلى الله عليه وسلم أفعل من الحمد يعني أكثر حامدية لله تعالى من غيره والأنبياء كلهم حمادون وأكثر محمودية من غيره من المخلوقات والأنبياء كلهم محمودون موصوفون بالخصال الحميدة وهو صلى الله عليه وسلم أكثر مناقبا وأجمع خصائلا ومحاسنا بها يستحق الحمد من غيره، قال المجدد رضي الله عنه اسمه صلى الله عليه وسلم أحمد له خصوصية بنشأ الروحانية ولذلك سماه عيسى بذلك الاسم قبل إنشاء العنصرية بالجسمانية واسمه عليه السلام محمد له خصوصية بنشأ الجسمانية وله ولايتان ولاية المحمدية وهي المحبوبية الممتزجة بالمحبة وولاية أحمدية وهي المحبوبية الخالصة، فعلى هذا الأولى أن يقال اشتقاقه من المحمودية والله تعالى أعلم ذكر عيسى عليه السلام تصديقه بالأنبياء حتى يكون دليلا على صدق دعواه الرسالة فإن الحق يطابق الحق والأنبياء وشهداء بعضهم لبعض فداك أول الكتب المشهورة الذي حكم به النبيون والنبي الذي هو خاتم المرسلين الذي بشر به الأنبياء كلهم والتوراة وغيرها من الكتب السماوية ﴿ فلما جاءهم ﴾ عيسى أو أحمد صلى الله عليه وسلم ﴿ بالبينات ﴾ المعجزات الظاهرة من إحياء الموتى وإبراء الأكمة والأبرص وبالقرآن المعجز الباقي بمضي الدهور والأزمان وشق القمر وغير ذلك ما لا يحصى والظرف متعلق بقوله تعالى :﴿ قالوا ﴾ يعني كفار بني إسرائيل أو كفار قريش وغيرهم، ﴿ هذا سحر ﴾ قرأ حمزة ساحر إشارة إلى عيسى أو محمد صلى الله عليه وسلم وقرأ الباقون سحر إشارة إلى ما جاء به المعجزات ﴿ مبين ﴾ ظاهر.
﴿ ومن ﴾ يعني لا أحد ﴿ أظلم ممن افترى على الله الكذب ﴾ نسبة الشريك والولد إليه وبأن قالوا ﴿ ما أنزل الله على بشر من شيء ﴾١ ﴿ وقالوا إنا الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار ﴾ ٢ أو قال شريعة موسى شريعة مؤبدة إلى يوم القيامة، ﴿ وهو يدعى إلى الإسلام ﴾ الظاهر حقيقة المقتضى له خير الدارين فيضع موضع الإجابة الافتراء على الله ويكذب رسله ويسمى آياته سحرا حال من فاعل افترى، ﴿ والله لا يهدي القوم الظالمين ﴾ يعني من كان في علمه القديم ظالما، فالله لا سيرشده الحق وإلى ما فيه فلاحه.
١ سورة الأنعام الآية: ٩١.
٢ سورة آل عمران الآية: ١٨٣.
﴿ يريدون ﴾ حال للقوم الظالمين أو استئناف في جواب قائل يقول ما شأنهم، ﴿ ليطفئوا ﴾ أن يطفئوا واللام مزيدة لما فيه من معنى الإرادة كما زيدت في لا أبالك لما فيها من معنى الإضافة أو للتعليل والمفعول به محذوف أي يريدون الافتراء ليطفئوا ﴿ نور الله ﴾ أي دينه، ﴿ بأفواههم ﴾ أي بمقالاتهم الكاذبة المفتراة كمن يريد أن يطفئ نور الشمس والقمر يطف ففيه إشارة إلى تمثيل لطيف، ﴿ والله متم نوره ﴾ أي مبلغ غايته بنشره وإعلائه قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وحفص بالإضافة والباقون بالتنوين والنصب، ﴿ ولو كره الكافرون ﴾ كلمة لو متصلة للتسوية والجملة حال أي مستويا كراهة المشركين وعدمها يعني أنه تعالى لا يبالي في إعلاء دينه كراهة المشركين.
﴿ هو الذي أرسل رسوله ﴾ محمد صلى الله عليه وسلم ﴿ بالهدى ﴾ أي بما يهتدي به الناس إلى الحق من القرآن والمعجزات الباهرة، ﴿ ودين الحق ﴾ أي دين الله وهو الملة الحنيفة البيضاء ﴿ ليظهره ﴾ بالسيف والحجة ﴿ على الدين كله ﴾ أي جميع الأديان، ﴿ ولو كره المشركون ﴾ قد مر نظيره.
﴿ يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم ﴾ قرأ ابن عامر بالتشديد من التفصيل للتكثير والباقون مخففا من الإفعال، ﴿ من عذاب أليم ﴾ كما أن تجارة الدنيا تنجي من الفقر وعذاب الجوع ونحو ذلك، أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد ابن جبير قال لما نزلت، ﴿ يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم ١٠ ﴾ قال المسلمون لو علمنا ما هذه التجارة لأعطينا فيها الأموال والأهلين فنزل قوله تعالى :﴿ تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ﴾.
﴿ تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ﴾ بيان للتجارة يعني هي الجمع بين الإيمان وبين المجاهدة بالأموال والأنفس سمي تجارة، لأن فيه مبادلة الأموال والأنفس بنعيم الآخرة ورضوان الله، ومبادلة الأهواء يعني العقائد الباطلة بالعلوم الحقة المكفى عنها بالإيمان وفيه مرابحة صريحة، أورد لفظ الخبر والمراد به الأمر إيذانا بأن هذا الشيء لا يترك وإشعارا بمدح الصحابة بأنهم بذاك ﴿ ذلكم ﴾ الجمع بين الإيمان والمجاهدة، ﴿ خير لكم ﴾ من الأهواء والأنفس والأموال، ﴿ إن كنتم تعلمون ﴾ شرط مستغن عن الجزاء بما مضى إن كنتم تعلمون كونه خيرا فأتوا به ولا تتركوه، والمعنى إن كنتم تعلمون أنه خير لكم كان حينئذ خيرا لكم حيث تحبون الإيمان والجهاد وفوق كل شيء.
﴿ يغفر لكم ﴾ أي الله سبحانه ﴿ ذنوبكم ﴾ لأمر المدلول عليه بقوله تؤمنون وتجاهدون تقديره إن تؤمنوا وتجاهدوا يغفر لكم أو للاستفهام المدلول عليه للاستفهام المذكور تقديره هل تقبلون أن أدلكم أن تقبلوا يغفر لكم ولا يجوز أن يكون جوابا باطل أدلكم لأن مجرد الدلالة لا يوجب المغفرة إلا أن يقال أن الدلالة سبب للعمل والعمل يوجب المغفرة فقد رتب المسبب على سبب السبب إيذانا بقوة سببية دلالته وإرشاده صلى الله عليه وسلم للاهتداء بقوة تأثير نفسه الشريفة ووضوح أمره بحيث لا يضل بعدها إلا من هو أشقى الناس في علم الله تعالى وأخبث الاستعداد، ﴿ ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة ﴾ عطف الجزء على الكل، ﴿ في جنات عدن ﴾ أي استقرار وثبات يقال عدن بمكان كذا أي استقر ومنه المعدن المستقر للجوهر قال القرطبي قليل الجنات سبع دار الجحل ودار السلام ودار الخلد وجنة عدن وجنة المأوى وجنة نعيم وجنة الفردوس وقيل أربع فقط كما يدل عليه قوله تعالى :﴿ ولمن خاف مقام ربه جنتان٤٦ ﴾ ١ ﴿ ومن دونهما جنتان ٦٢ ﴾ ٢ وفي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن ﴾ ٣ والأربعة كلها يوصف بالمأوى والخلد والعدن والسلام وهذا ما اختاره الحكيم أخرج أبو الشيخ في كتاب العظمة عن ابن عمر قال : خلق الله تبارك وتعالى أربعا بيده العرش وعدن والقلم وآدم ثم قال لكل شيء كن فكان، وأخرج ابن المبارك والطبراني وأبو الشيخ والبيهقي عن عمران ابن حفصين وأبي هريرة قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية ﴿ ومساكن طيبة في جنات عدن ﴾ قال قصر من اللؤلؤ في ذلك القصر دارا من ياقوت حمراء في كل دار سبعون بيتا من زمرد خضراء في كل بيت سرير على كل سرير سبعون لونا من الطعام في كل بيت سبعون وصيفا ووصيفة ويعطي المؤمن في كل غداة من القوة ما يأتي على ذلك كله أجمع، ﴿ ذلك ﴾ المغفرة وإدخال الجنة ﴿ الفوز العظيم ﴾ يستحقر بالنسبة إليه كل فوز.
١ سورة الرحمان الآية: ٤٦.
٢ سورة الرحمان الآية: ٦٢.
٣ أخرجه البخاري في كتاب التفسير باب: ﴿ومن دونهما جنتان﴾ ﴿٤٨٧٨﴾ وأخرجه مسلم في كتاب: الإيمان باب: إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم سبحانه وتعالى ﴿١٨٠﴾.
﴿ وأخرى ﴾ مرفوع على الابتداء والخبر محذوف أي ذلك نعمة عاجلة أو منصوب بإضمار يعطيكم أو تحبون أو مجرور عطف على تجارة يعني هل أدلكم على تجارة تنجيكم وتجارة أخرى ﴿ تحبونها ﴾ صفة الأخرى وفيه تعريض أن الناس يؤثرون العاجل على الأجل ﴿ نصر من الله وفتح قريب ﴾ عاجل يعني النصرة على قريش وفتح مكة أو فتح خيبر وقال عطاء يريد فتح فارس والروم قلت : الظاهر أن المراد جنس النصرة والفتح فإنهما يترتبان على السعي والمجاهدة من العبد قال الله تعالى :﴿ ولينصرن الله من ينصره ﴾ ١ فإن كان أخرى مرفوعا على الابتداء والخبر محذوف فقوله نصر وفتح بدل أو بيان وجاز أن يكون أخرى مبتدأ وهذا خبره وعلى قول النصب والخبر هذا خبر مبتدأ محذوف أي هو نصر وفتح والجملة صفة الأخرى أو استئناف ﴿ وبشر ﴾ أيها الرسول ﴿ المؤمنين ﴾ بما وعدهم عليها عاجلا واحدا عطف على محذوف تقديره قل يا محمد يا أيها الذين آمنوا أهل أدلكم وبشرهم أو على تؤمنون فإنه في معنى الأمر كأنه قال آمنوا وجاهدوا أيها المؤمنون وبشرهم أيها الرسول.
١ سورة الحج الآية: ٤٠.
﴿ يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله ﴾ أي أنصار دينه قرأ الكوفيون وابن عامر بالإضافة والحجازيون وأبو عمرو بالتنوين ولام في الله على أن المعنى كونوا بعض أنصار الله، ﴿ كما قال عيسى ابن مريم ﴾ تشبيه باعتبار المعنى والمراد قل يا محمد يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى أو كونوا أنصار الله كما كان الحواريون حين قال عيسى ابن مريم ﴿ للحواريين ﴾ قد مر تحقيق الحواريين في سورة آل عمران ﴿ من أنصاري ﴾ فتح الياء نافع وأسكنها الباقون أي جندي متوجها ﴿ إلى الله ﴾ أي إلى نصر دينه، ﴿ قال الحواريون ﴾ وهم أول من آمن به وكانوا إثنا عشر رجلا كما مر هناك ﴿ نحن أنصار الله ﴾ إضافة الأنصار إلى عيسى إضافة أحد المتشاركين إلى الأخرى لما بينهما من الاختصاص والإضافة إلى الله أي إلى دينه إضافة على المفعول ﴿ فآمنت ﴾ بعيسى، ﴿ طائفة من بني إسرائيل ﴾ أسبقهم إلى الإيمان الحواريون، ﴿ وكفرت طائفة ﴾ معهم ﴿ فأيدنا الذين آمنوا ﴾ بالحجة أو بالحرب ﴿ على عدوهم ﴾ بعد رفع عيسى عليه السلام ﴿ فأصبحوا ظاهرين ﴾ غالبين قال البغوي قال ابن عباس لما رفع عيسى تفرق قومه ثلاث فرق قالوا كان الله فارتفع وفرقة قالوا كان ابن الله فرفعه الله وفرقه قالوا كان عبد الله ورسوله فرفعه إليه واتبع كل فرقة منهم طائفة من الناس فاقتتلوا وظهرت الفرقتان الكافرتان على المؤمنين حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم فظهرت الفرقة المؤمنة على الكافرة وذلك قوله تعالى :﴿ فأيدنا الذين آمنوا ﴾ قال وروى المغيرة عن إبراهيم قال أصبحت حجة من آمن بعيسى ظاهرة بتصديق محمد صلى الله عليه وسلم أن عيسى كلمة الله وروحه قلت لكن عطف قوله تعالى :﴿ فآمنت ﴾ وقوله تعالى فأيدنا وفاصبحوا على قوله قال الحواريون بكلمة الفاء التي للتعقيب بلا تراخ يدل على أن بعضهم كفر من بعض وتأيده الله تعالى للمؤمنين وظهورهم على الكافرين بعد قول الحواريين ذلك بلا مهلة والله تعالى أعلم.
Icon