تفسير سورة الملك

الدر المنثور
تفسير سورة سورة الملك من كتاب الدر المنثور في التأويل بالمأثور المعروف بـالدر المنثور .
لمؤلفه السُّيوطي . المتوفي سنة 911 هـ

أخرج أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن الضريس والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :« إن سورة من كتاب الله ما هي إلا ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له ﴿ تبارك الذي بيده الملك ﴾ ».
وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه والضياء في المختارة عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :« سورة في القرآن خاصمت عن صاحبها حتى أدخلته الجنة ﴿ تبارك الذي بيده الملك ﴾ ».
وأخرج الترمذي والحاكم وابن مردويه وابن نصر والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال :« ضرب بعض أصحاب النبي ﷺ فتاة على قبر وهو لا يحسب أنه قبر، فإذا هو بإنسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها فأتى النبي ﷺ فأخبره، فقال رسول الله ﷺ :» هي المانعة هي المنجية تنجيه من عذاب القبر «
وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال : قال رسول الله ﷺ :»
سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر «.
وأخرج ابن مردويه عن رافع بن خديج وأبي هريرة أنهما سمعا رسول الله ﷺ يقول :»
أنزلت عليّ سورة تبارك وهي ثلاثون آية جملة واحدة « وقال :» هي المانعة في القبور، وإن قرأءة قل هو الله أحد في صلاة تعدل قراءة ثلث القرآن، وإن قراءة قل يا أيها الكافرون في صلاة تعدل ربع القرآن، وإن قراءة إذا زلزلت في صلاة تعدل نصف القرآن «.
وأخرج عبد بن حميد في مسنده واللفظ له والطبراني والحاكم وابن مردويه عن ابن عباس أنه قال لرجل : ألا أتحفك بحديث تفرح به؟ قال : بلى، قال اقرأ ﴿ تبارك الذي بيده الملك ﴾ وعلمها أهلك وجميع ولدك وصبيان بيتك وجيرانك، فإنها المنجية والمجادلة يوم القيامة عند ربها لقارئها، وتطلب له أن تنجيه من عذاب النار، وينجو بها صاحبها من عذاب القبر، قال : قال رسول الله ﷺ :»
لوددت أنها في قلب كل إنسان من أمتي «.
وأخرج ابن عساكر بسند ضعيف عن الزهري عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :»
إن رجلاً ممن كان قبلكم مات وليس معه شيء من كتاب الله إلا تبارك الذي بيده الملك، فلما وضع في حفرته أتاه الملك فثارت السورة في وجهه فقال لها : إنك من كتاب الله، وأنا أكره شقاقك، وإني لا أملك لك ولا له ولا لنفسي ضراً ولا نفعاً، فإن أردت هذا به فانطلقي إلى الربّ فاشفعي له، فانطلقت إلى الرب، فتقول : يا رب إن فلاناً عمد إليّ من بين كتابك فتعلمني وتلاني، أفمحرقه أنت بالنار ومعذبه وأنا في جوفه؟ فإن كنت فاعلاً به فامحني من كتابك فيقول : ألا أراك غضبت فتقول : وحق لي أن أغضب، فيقول : اذهبي فقد وهبته لك، وشفعتك فيه، فتجيء سورة الملك فيخرج كاسف البال لم يحل منه شيء فتجيء فتضع فاها على فيه، فتقول : مرحبا بهذا الفم فربما تلاني، وتقول : مرحباً بهذا الصدر فربما وعاني، ومرحباً بهاتين القدمين فربما قامتا بي، وتؤنسه في قبره مخافة الوحشة عليه «
63
فلما حدث رسول الله ﷺ هذا الحديث لم يبق صغير ولا كبير ولا حر ولا عبد إلا تعلمها، وسماها رسول الله ﷺ المنجية.
وأخرج ابن الضريس والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن مسعود قال : يؤتى الرجل في قبره فيؤتى من قبل رجليه، فتقول رجلاه : ليس لكم على ما قبلي سبيل، قد كان يقوم علينا بسورة الملك، ثم يؤتى من قبل صدره فيقول : ليس لكم على ما قبلي سبيل قد كان وعى فيّ سورة الملك، ثم يؤتى من قبل رأسه فيقول : ليس لكم على ما قبلي سبيل قد كان يقرأ بي سورة الملك، فهي المانعة تمنع من عذاب القبر، وهي في التوراة سورة الملك، من قرأها في ليلة فقد كثر وأطيب.
وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند جيد عن ابن مسعود قال : كنا نسميها في عهد رسول الله ﷺ المانعة، وإنها لفي كتاب الله سورة الملك، من قرأها في ليلة فقد أكثر وأطيب.
وأخرج أبو عبيد والبيهقي في الدلائل من طريق مرة عن ابن مسعود قال : إن الميت إذا مات أوقدت حوله نيران فتأكل كل نار يليها إن لم يكن له عمل يحول بينه وبينها، وإن رجلاً مات ولم يكن يقرأ من القرآن إلا سورة ثلاثين آية فأتته من قبل رأسه، فقالت : إنه كان يقرؤني، فأتته من قبل رجليه، فقالت : إنه كان يقوم بي، فأتته من قبل جوفه فقالت : إنه كان وعاني فأنجته. قال : فنظرت أنا ومسروق في المصحف فلم نجد سورة ثلاثين آية إلا تبارك.
وأخرجه الدارمي وابن الضريس عن مرة مرسلاً.
وأخرج سعيد بن منصور عن عمرو بن مرة قال : كان يقال : إن في القرآن سورة تجادل عن صاحبها في القبر تكون ثلاثين آية فنظروا فوجدوها تبارك.
وأخرج الديلمي عن أنس مرفوعاً قال : يبعث رجل يوم القيامة لم يترك شيئاً من المعاصي إلا ركبها إلا أنه كان يوحد الله، ولم يكن يقرأ من القرآن إلا سورة واحدة فيؤمر به إلى النار فطار من جوفه شيء كالشهاب، فقالت : اللهم إني مما أنزلت على نبيك ﷺ وكان عبدك هذا يقرؤني، فما زالت تشفع حتى أدخلته الجنة، وهي المنجية ﴿ تبارك الذي بيده الملك ﴾.
64
وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن ابن مسعود قال : كان النبي ﷺ يقرأ في صلاة الجمعة بسورة الجمعة ﴿ سبح اسم ربك الأعلى ﴾ [ الأعلى : ١ ] وفي صلاة الصبح يوم الجمعة ﴿ ألم تنزيل ﴾ [ السجدة : ١ ] و ﴿ تبارك الذي بيده الملك ﴾.
وأخرج الديلمي بسند واه عن ابن عباس قال : قال رسول الله ﷺ :« إني لأجد في كتاب الله سورة هي ثلاثون آية من قرأها عند نومه كتب له منها ثلاثون حسنة، ومحي عنه ثلاثون سيئة، ورفع له ثلاثون درجة، وبعث الله إليه ملكاً من الملائكة ليبسط عليه جناحه ويحفظه من كل شيء حتى يستيقظ، وهي المجادلة تجادل عن صاحبها في القبر، وهي ﴿ تبارك الذي بيده الملك ﴾ ».
وأخرج الديلمي بسند واه عن أنس رضي الله عنه رفعه « لقد رأيت عجباً، رأيت رجلاً مات كان كثير الذنوب مسرفاً على نفسه، فكلما توجه إليه العذاب في قبره من قبل رجليه أو من قبل رأسه أقبلت السورة التي فيها الطير تجادل عنه العذاب، أنه كان يحافظ عليّ، وقد وعدني ربي أنه من واظب عليّ أن لا يعذبه، فانصرف عنه العذاب بها وكان المهاجرون والأنصار يتعلمونها ويقولون :» المغبون من لم يتعلمها وهي سورة الملك «.
وأخرج ابن الضريس عن مرة الهمداني قال : أتى رجل من جوانب قبره فجعلت سورة من القرآن ثلاثون آية تجادل عنه حتى منعته من عذاب القبر، فنظرت أنا ومسروق فلم نجدها إلا تبارك.
وأخرج ابن مردويه من طريق أبي الصباح عن عبد العزيز عن أبيه قال : قال رسول الله ﷺ :»
دخل رجل الجنة بشفاعة سورة من القرآن، وما هي إلا ثلاثون آية تنجيه من عذاب القبر ﴿ تبارك الذي بيده الملك ﴾ «.
وأخرج ابن مردويه عن عائشة أن النبي ﷺ كان يقرأ ﴿ ألم تنزيل ﴾ السجدة و ﴿ تبارك الذي بيده الملك ﴾ كل ليلة لا يدعها في سفر ولا حضر.
قوله تعالى :﴿ تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير الذي خلق الموت والحياة ﴾ الآيتين.
أخرج ابن عساكر عن عليّ رضي الله عنه مرفوعاً »
كلمات من قالهن عن وفاته دخل الجنة لا إله إلا الله الحليم الكريم ثلاث مرات، الحمد لله رب العالمين ثلاث مرات، ﴿ تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير ﴾ «.
وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإِيمان عن السدي في قوله :﴿ الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً ﴾ قال : أيكم أحسن للموت ذكراً، وله استعداداً، ومنه خوفاً وحذراً.
65
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله :﴿ الذي خلق الموت والحياة ﴾ قال : كان رسول الله ﷺ يقول :« إن الله أذل بني آدم بالموت وجعل الدنيا دار حياة ثم دار موت، وجعل الآخرة دار جزاء ثم دار بقاء ».
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله :﴿ الذي خلق الموت والحياة ﴾ قال : الحياة فرس جبريل عليه السلام، والموت كبش أملح.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن وهب بن منبه قال : خلق الله الموت كبشاً أملح مستتراً بسواد وبياض له أربعة أجنحة، جناح تحت العرش، وجناح في الثرى، وجناح في المشرق وجناح في المغرب.
أخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في قوله :﴿ سبع سماوات طباقاً ﴾ قال : بعضها فوق بعض.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج مثله.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ﴾ قال : ما يفوت بعضه بعضاً، مفاوت : مفرق.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله :﴿ ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ﴾ قال : من اختلاف ﴿ فارجع البصر هل ترى فطور ﴾ قال : من خلل ﴿ ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئاً ﴾ قال : صاغراً ﴿ وهو حسير ﴾ قال : يعني لا ترى في خلق الرحمن تفاوتاً ولا خللاً.
وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود أنه قرأ « ما ترى في خلق الرحمن من تفوت ».
وأخرج سعيد بن منصور عن علقمة أنه كان يقرأ « ما ترى في خلق الرحمن من تفوت ».
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله :﴿ من تفاوت ﴾ قال : تشقق، وفي قوله :﴿ هل ترى من فطور ﴾ قال : شقوق وفي قوله :﴿ خاسئاً ﴾ قال : ذليلاً ﴿ وهو حسير ﴾ قال : كليل.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : الفطور الوهي.
وأخرج ابن المنذر عن السدي في قوله :﴿ من فطور ﴾ قال : من خلل.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله :﴿ من فطور ﴾ قال : تشقق أو خلل، وفي قوله :﴿ ينقلب إليك البصر خاسئاً ﴾ قال : يرجع إليك ﴿ خاسئاً ﴾ قال : صاغراً ﴿ وهو حسير ﴾ قال : يعي ولا يرى شيئاً.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس ﴿ خاسئاً ﴾ قال : ذليلاً ﴿ وهو حسير ﴾ قال : مترجع.
66
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله :﴿ سمعوا لها شهيقاً ﴾ قال : صياحاً.
وأخرج عبد بن حميد عن يحيى قال : إن الرجل ليجر إلى النار فتنزوي وينقبض بعضها إلى بعض، فيقول لها الرحمن : ما لك؟ قالت : إنه كان يستحي مني فيقول : أرسلوا عبدي قال : وإن العبد ليجر إلى النار فيقول يا رب ما كان هذا الظن بك، قال : فما كان ظنك؟ قال : كان ظني أن تسعني رحمتك، فيقول : أرسلوا عبدي، قال : وإن الرجل ليخر إلى النار فتشهق إليه شهيق البغلة إلى الشعير، ثم تزفر زفرة لا يبقى أحد إلا خاف.
وأخرج هناد بن حميد عن مجاهد في قوله :﴿ وهي تفور ﴾ قال : تفور بهم كما يفور الحب القليل في الماء الكثير.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر في قوله :﴿ تكاد تميز ﴾ قال : تتفرق.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله :﴿ تكاد تميز ﴾ قال : يفارق بعضها بعضاً.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ فسحقاً ﴾ قال : بعداً.
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله :﴿ فسحقاً ﴾ قال : بعداً، قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم أما سمعت قول حسان :
ألا من مبلغ عني أبياً فقد ألقيت في سحق السعير
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله :﴿ فسحقاً لأصحاب السعير ﴾ قال : سحق واد في جهنم.
قوله تعالى :﴿ إن الذين يخشون ربهم بالغيب ﴾ الآية
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ إن الذين يخشون ربهم بالغيب ﴾ قال : أبو بكر وعمر وعلي وأبو عبيدة بن الجراح.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله :﴿ لهم مغفرة وأجر كبير ﴾ قال : الجنة.
أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ مناكبها ﴾ قال : جبالها.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله :﴿ مناكبها ﴾ قال : أطرافها.
وأخرج ابن المنذر عن قتادة أن بشير بن كعب قرأ هذه الآية ﴿ فامشوا في مناكبها ﴾ فقال لجاريته : إن دريت ما مناكبها فأنت حرة لوجه الله، قالت : فإن مناكبها جبالها، فسأل أبا الدرداء رضي الله عنه، فقال : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله :﴿ مناكبها ﴾ قال : أطرافها وفجاجها.
وأخرج الخطيب في تاريخه وابن المنذر عن ابن عباس قال : قال النبي ﷺ :« من اشتكى ضرسه فليضع أصبعه عليه وليقرأ هذه الآية ﴿ قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون ﴾ ».
وأخرج الدارقطني في الأفراد عن ابن عباس قال : قال رسول الله ﷺ :« من اشتكى ضرسه فليضع أصبعه عليه وليقرأ هاتين الآيتين سبع مرات ﴿ وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ﴾ [ الأنعام : ٩٨ ] إلى قوله :﴿ يفقهون ﴾ ﴿ هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع ﴾ إلى ﴿ تشكرون ﴾ فإنه يبرأ بإذن الله تعالى ».
وأخرج الطبراني وابن عدي والبيهقي في شعب الإِيمان والحكيم الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله ﷺ :« إن الله يحب العبد المؤمن المحترف »
وأخرج الحكيم الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :« إن الله يحب العبد محترفاً ».
وأخرج الحكيم الترمذي عن معاوية بن قرة قال : مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقوم فقال : من أنتم؟ قالوا : المتوكلون، فقال : أنتم المتأكلون، إنما المتوكل رجل ألقى حبه في بطن الأرض وتوكل على ربه.
أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله :﴿ أأمنتم من في السماء ﴾ قال : الله تعالى، وفي قوله :﴿ فإذا هي تمور ﴾ قال : يمور بعضها فوق بعض واستدارتها، وفي قوله :﴿ أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ﴾ قال : يبسطن أجنحتهن ﴿ ويقبضن ﴾ قال : يضربن بأجنحتهن.
وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله :﴿ إلا في غرور ﴾ قال : في باطل. قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم أما سمعت قول حسان :
تمنتك الأماني من بعيد وقول الكفر يرجع في غرور
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ بل لجوا في عتو ونفور ﴾ قال : في الضلال.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله :﴿ بل لجوا في عتو ونفور ﴾ قال : كفور، وفي قوله :﴿ أفمن يمشي مكبّاً على وجهه ﴾ قال : في الضلالة ﴿ أمَّنْ يمشي سويّاً على صراط مستقيم ﴾ قال : على الحق المستقيم.
68
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ أفمن يمشي مكبّاً ﴾ قال : في الضلال ﴿ أمّن يمشي سويّاً ﴾ قال : مهتدياً.
وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله :﴿ أفمن يمشي مكباً على وجهه ﴾ قال : هو الكافر عمل بمعصية الله فحشره الله يوم القيامة على وجهه ﴿ أم من يمشي سويّاً على صراط مستقيم ﴾ يعني المؤمن عمل بطاعة الله يحشره الله على طاعته وفي قوله :﴿ فلما رأوه ﴾ قال : لما رأوا عذاب الله ﴿ زلفة سيئت وجوه الذين كفروا ﴾ قال : ساءت بما رأت من عذاب الله وهوانه.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله :﴿ فلما رأوه زلفة ﴾ قال : قد اقترب.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن أنه قرأ ﴿ وقيل هذا الذي كنتم به تدعون ﴾ مخففة.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي بكر بن عياش عن عاصم أنه قرأ ﴿ تدعون ﴾ مثقلة قال أبو بكر : تفسير تدعون تستعجلون.
69
أخرج ابن المنذر والفاكهي عن ابن الكلبي رضي الله عنه قال : نزلت هذه الآية ﴿ قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً ﴾ في بئر زمزم وبئر ميمون بن الحضر، وكانت جاهلية. قال الفاكهي : وكانت آبار مكة تغور سراعاً.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ إن أصبح ماؤكم غوراً ﴾ قال : داخلاً في الأرض ﴿ فمن يأتيكم بماء معين ﴾ قال : الجاري.
وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ إن أصبح ماؤكم غوراً ﴾ قال : يرجع في الأرض.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله :﴿ غوراً ﴾ قال : ذاهباً وفي قوله :﴿ بماء معين ﴾ قال : الجاري.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ بماء معين ﴾ قال : ظاهر.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وعكرمة رضي الله عنه مثله.
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ بماء معين ﴾ قال : عذب.
Icon