تفسير سورة سورة الهمزة من كتاب التفسير الشامل
.
لمؤلفه
أمير عبد العزيز
.
المتوفي سنة 2005 هـ
هذه السورة مكية، وآياتها تسع.
ﰡ
بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ ويل لكل همزة لمزة ١ الذي جمع مالا وعدّده ٢ يحسب أن ماله أخلده ٣ كلا لينبدنّ في الحطمة ٤ وما أدراك ما الحطمة ٥ نار الله الموقدة ٦ التي تطّلع على الأفئدة ٧ إنها عليهم موصدة ٨ في عمد ممددة ﴾.
الويل، معناه الخزي والعذاب والهلكة. وقيل : واد في جهنم. وقد توعد الله كل متصف بالهمز واللمز بالويل، حيث الهوان والعذاب الأليم، وهو قوله :﴿ ويل لكل همزة لمزة ﴾، واختلف أهل التأويل في المراد بالهمزة واللمزة، فقد قال ابن عباس : هم المشاؤون بالنميمة، المفسدون بين الأحبة، الباغون للبرآء العيب. وفي الحديث " شرار عباد الله تعالى المشاؤون بالنميمة، المفسدون بين الأحبة، الباغون للبرآء العيب "، وروي عن ابن عباس أيضا أن الهمزة القتات وهو النّمام، واللمزة العيّاب. وذكر عنه قوله : إن الهمزة اللمزة : الطعان المعياب. وقيل : الهمزة الذي يغتاب ويطعن في وجه الرجل. واللمزة الذي يغتاب من خلفه إذا غاب. وقيل غير ذلك.
﴿ ويل لكل همزة لمزة ١ الذي جمع مالا وعدّده ٢ يحسب أن ماله أخلده ٣ كلا لينبدنّ في الحطمة ٤ وما أدراك ما الحطمة ٥ نار الله الموقدة ٦ التي تطّلع على الأفئدة ٧ إنها عليهم موصدة ٨ في عمد ممددة ﴾.
الويل، معناه الخزي والعذاب والهلكة. وقيل : واد في جهنم. وقد توعد الله كل متصف بالهمز واللمز بالويل، حيث الهوان والعذاب الأليم، وهو قوله :﴿ ويل لكل همزة لمزة ﴾، واختلف أهل التأويل في المراد بالهمزة واللمزة، فقد قال ابن عباس : هم المشاؤون بالنميمة، المفسدون بين الأحبة، الباغون للبرآء العيب. وفي الحديث " شرار عباد الله تعالى المشاؤون بالنميمة، المفسدون بين الأحبة، الباغون للبرآء العيب "، وروي عن ابن عباس أيضا أن الهمزة القتات وهو النّمام، واللمزة العيّاب. وذكر عنه قوله : إن الهمزة اللمزة : الطعان المعياب. وقيل : الهمزة الذي يغتاب ويطعن في وجه الرجل. واللمزة الذي يغتاب من خلفه إذا غاب. وقيل غير ذلك.
قوله :﴿ الذي جمع مالا وعدده ﴾ ﴿ الذي ﴾ بدل من كل. وقيل : خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو ١، فهو الذي يجمع المال بعضه على بعض. أو هو الذي يفاخر الناس بعدد ماله وكثرته.
١ البيان لابن الأنباري جـ ٢ ص ٥٣٥..
قوله :﴿ يحسب أن ماله أخلده ﴾ يعني يظن هذا المنشغل بجمع المال أن ما يجمعه من مال كثير، يجعل له الخلود في هذه الدنيا.
قوله :﴿ كلا ﴾ ردع وزجر. أي ليس الأمر كما يظن هذا الواهم المغفل المغرور ﴿ لينبذنّ في الحطمة ﴾ أي ليطرحن وليلقين هذا الذي اغتر بماله وانشغل بجمعه وتكثيره ﴿ في الحطمة ﴾ وهي اسم من أسماء النار، سميت بذلك ؛ لأنها تحطم وتهشم كل ما يقذف فيها من حصب ( وقود ) وأناسي.
قوله :﴿ وما أدراك ما الحطمة ﴾ الاستفهام للتعظيم، والتفخيم والتهويل. يعني : وأي شيء أشعرك يا محمد ما الحطمة. وقد فسرها بقوله :﴿ نار الله الموقدة ﴾.
قوله :﴿ نار الله الموقدة ﴾ أي النار التي أوقد عليها آلاف السنين حتى صارت في غاية الحرارة والاستعار.
قوله :﴿ التي تطّلع على الأفئدة ﴾ أي تأكل النار كل شيء من أجساد الخاسرين المعذبين حتى إذا بلغت أفئدتهم رجعت إلى أجسادهم.
قوله :﴿ إنها عليهم مؤصدة ﴾ أي مطبقة، أو مغلقة.
قوله :﴿ في عمد ممددة ﴾ أي إن أبواب النار مطبقة عليهم وهم في عمد. أي في سلاسل وأغلال مطولة. وقيل : يعذبون بعمد في النار. وقيل : العمد، القيود الثقال١.
١ تفسير ابن كثير جـ ٤ ص ٥٤٨ وتفسير القرطبي جـ ٢٠ ص ١٨١- ١٨٦..