تفسير سورة الشرح

روح البيان
تفسير سورة سورة الشرح من كتاب روح البيان المعروف بـروح البيان .
لمؤلفه إسماعيل حقي . المتوفي سنة 1127 هـ

قف بسم الله الرحمن الرحيم صل والضحى والسادس وصل التكبير بآخر السورة والبسملة وبأول السورة وهو ولسوف يرضى صل الله اكبر صل بسم الله الرحمن الرحيم صل والضحى والسابع قطع الجميع اى قطع التكبير عن السورة الماضية وعن البسملة وقطع البسملة عن السورة الآتية وهو ولسوف يرضى قف الله اكبر قف بسم الله الرحمن الرحيم قف والضحى فهذه السبعة صفته مع التكبير ويأتى مع التهليل مثل ذلك وبقي وجه لا يجوز وهو وصل التكبير بآخر السورة وبالبسملة مع القطع عليها وهو ولسوف يرضى الله اكبر بسم الله الرحمن الرحيم بالوصل فى الجميع ثم يسكت على البسملة ثم يبتدئ والضحى فهذا ممتنع اجماعا لان البسملة لاول السورة فلا يجوز أن تجعل منفصلة عنها متصلة بآخر السورة قبلها. واعلم أن القارئ إذا وصل التكبير بآخر السورة فان كان آخرها ساكنا كسره للساكنين نحو فحدث الله اكبر وفارغب الله اكبر وان كان منونا كسره ايضا للساكنين سوآء كان الحرف المنون مفتوحا او مضموما او مكسورا نحو توابا الله اكبر ولخبير الله اكبر ومن مسد الله اكبر وان كان آخر السورة مفتوحا فتحه وان كان مكسورا كسره وان كان مضموما ضمه نحو قوله إذا حسد الله اكبر والناس الله اكبر والأبتر الله اكبر وشبهه وان كان آخر السورة هاء كناية موصولة بواو حذف صلتها للساكنين نحو ربه الله اكبر وشرا يره الله اكبر وأسقط الف الوصل التي فى أول اسم الله فى جميع ذلك استغناء عنها الكل فى فتح الرحمن لكن المواضع منها ينبغى ان يقطع عن التكبير حذرا من الإبهام وان كان مقتضى القياس الوصل نحو الأبتر الله اكبر وحسد الله اكبر تمت سورة الضحى فى الثاني عشر من شهر ربيع الآخر من شهور سنة سبع عشرة ومائة وألف
تفسير سورة الم نشرح
ثمانى آيات مكية وعند ابن عباس رضى الله عنهما مدنية بسم الله الرحمن الرحيم
أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ قال الراغب الشرح بسط اللحم ونحوه يقال شرحت اللحم وشرحته ومنه شرح الصدر بنور الهى وسكينة من جهة الله وروح منه وشرح المشكل من الكلام بسطه واظهار ما يخفى من معانيه انتهى وفى الحديث إذا دخل النور فى القلب انشرح اى عاين القلب وانفسح اى احتمل البلاء وحفظ سر الربوبية كما قال موسى عليه السلام رب اشرح لى صدرى اى وسع قلبى حتى لا يضيق بسفاهة المعاندين ولجاجهم بل يحتمل إذا هم وزيادة لك للايذان بان الشرح من منافعه ومصالحه عليه السلام وانكار النفي اثبات اى عدم شرحنا لك صدرك منفى بل قد شرحنا لك صدرك وفسحناه حتى حوى عالم الغيب والشهادة بين ملكتى الاستفادة والافادة فما صدرك الملابسة بالعلائق الجسمانية عن اقتباس أنوار الملكات الروحانية وما عاقك التعلق بمصالح الخلق عن الاستغراق
رفع حيث قرن اسمه باسم الله فى كلمة الشهادة والاذان والاقامة وفيه يقول حسان ابن ثابت
أغر عليه للنبوة خاتم من الله مشهور يلوح ويشهد
وضم الإله اسم النبي الى اسمه إذا قال فى الخمس المؤذن اشهد
وجعل طاعته طاعته تعالى وصلى عليه هو وملائكته وامر المؤمنين بالصلاة عليه وسمى رسول الله ونبى الله وغير ذلك من الألقاب المشرفة. وذو النون المصري قدس سره فرمود رفعت ذكر اشارت بآنست كه همم انبيا عليهم السلام بر حوالئ عرش جولان مى نمودند وطاهر همت آن حضرت عليه السلام پرواز ميكرد.
سيمرغ فهم هيچكس از انبيا نرفت آنجا كه تو ببال كرامت پريده
هر يك بقدر خويش بجايى رسيده اند آنجا كه جاى نيست بجاى رسيده
فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً تقرير لما قبله ووعد كريم بتيسير كل عسير له عليه السلام وللمؤمنين فاللام للاستغراق قال فى الكشاف فان قلت كيف تعلق قوله فان مع العسر يسرا بما قبله قلت كان المشركون يعيرون رسول الله والمؤمنين بالفقر والضيقة حتى سبق الى وهمه أنهم رغبوا عن الإسلام لافتقار اهله واحتقارهم فذكره ما أنعم الله به عليه من جلائل النعم ثم قال فان مع العسر إلخ كأنه قيل خولناك من جلائل النعم فكن على ثقة بفضل الله ولطفه فان مع العسر يسرا كثيرا وفى كلمة مع اشعار بغاية سرعة مجيئ اليسر كأنه مقارن للعسر والا فالظاهر ذكر كلمة المعاقبة لا اداة المصاحبة لأن الضدين لا يجتمعان بل يتعاقبان
ان مع العسر چويسرش قفاست شاد بر آنم كه كلام خداست
وقال بعضهم هذا عند العامة واما عند الخاصة فالمعية حقيقية كما قيل
بر جانم از تو هر چهـ رسد جاى منت است كر ناوك جفاست وكر خنچر ستم
قال حضرة الشيخ الأكبر قدس سره الأطهر هى معية امتزاج لا معية مقارنة ولا تعاقب ولذلك كررها فلولا وجود اليسر فى العسر لم يبق عسر لعموم الهلاك ولولا وجود العسر فى اليسر لم يبق يسر وبضدها تتبين الأشياء ثم ان العسر يؤول كله الى اليسر فقد سبقت الرحمة الغضب وذلك عناية من الله فان ذلك قد يكون مصقلة وجلاء لقلوب الأكابر وتوسعة لاستعدادهم فتتسع لتجلى الحضرة الالهية وكما أن حظهم من الملائم أوفر فكذلك غير الملائم قال عليه السلام أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأولياء ثم الأمثل فالامثل ولذلك قال تعالى ادعوني استجب لكم وقال عليه السلام ان الله يحب الملحين فى الدعاء وفى تعريف العسر وتنكير اليسر اشارة لطيفة الى أن الدنيا دار العسر فالعسر عند السامع معلوم معهود واليسر مجهول منهم إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً تكرير للتأكيد او عدة مستأنفة بأن العسر مشفوع بيسر آخر
Icon