تفسير سورة الجمعة

أحكام القرآن
تفسير سورة سورة الجمعة من كتاب أحكام القرآن .
لمؤلفه إلكيا الهراسي . المتوفي سنة 504 هـ

قوله تعالى :﴿ إذَا نُوديَ للصَّلاَةِ مِنْ يَوْمِ الجُمُعَةِ ﴾، الآية :[ ٩ ] :
وليس في الآية تعيين الصلاة، إلا أن الاتفاق منعقد على أن المراد به الجمعة، والمراد بالنداء الأذان.
قوله تعالى :﴿ فاسْعَوا إلَى ذِكْرِ اللهِ ﴾، الآية :[ ٩ ] :
قرأ عمرو بن مسعود : فامضوا، قال عبد الله : لو قرأت فاسعوا لسعيت حتى يسقط ردائي.
ويجوز أن يكون ذلك تفسيراً كما قال :﴿ إنَّ شَجَرَة الزَّقُومِ طَعَامُ الأثِيمِ١،
وقيل : السعي بمعنى العمل، كما قيل :﴿ وأنْ لَيْسَ للإنْسَانِ إلاَّ مَا سَعَى٢.
قوله تعالى :﴿ فاسْعَوْا إلَى ذِكْرِ اللهِ ﴾، الآية :[ ٩ ] : يحتمل أن يريد به الصلاة، ويحتمل الخطبة، وهو عموم فيهما، وإنما ثبت وجوبهما بدليل آخر غير هذا اللفظ.
نعم في هذا اللفظ دليل على أن هناك ذكر يجب السعي إليه، فأما عين الذكر فلا دليل عليه.
قال مالك، قوله :﴿ وذُرُوا البَيْعَ ﴾ : يدل على فساد البيع، ورآه أخص من العمومات الواردة في البيع، ورأى أن البيع لما حرم دل على فساده، وهذا مما بينا فساده في أصول الفقه.
١ - سورة الدخان، آية ٤٣-٤٤..
٢ - سورة النجم، آية ٣٩..
قوله تعالى :﴿ فَإذَا قُضِيَتِ الصَّلاَةُ فانْتَشِرُوا في الأَرْضِ وابْتَغُوا مِنْ فِضْلِ اللهِ ﴾، الآية :[ ١٠ ] : بالتصرف في التجارة وغيرها، فهو إباحة.
قوله تعالى :﴿ وتَرَكُوكَ قَائِماً ﴾، الآية :[ ١١ ] :
يدل على أن الإمام يخطب قائماً، فإنهم كانوا انفضوا من الخطبة١.
١ - انظر أسباب النزول للواحدي النيسابوري..
Icon