تفسير سورة سورة الإنسان من كتاب النكت والعيون
المعروف بـالماوردي
.
لمؤلفه
الماوردي
.
المتوفي سنة 450 هـ
ﰡ
قال ابن عباس ومقاتل والكلبي ويحيى بن سلام : هي مكية، وقال آخرون فيها مكي من قوله تعالى :﴿ إنا نحن نزّلنا عليك القرآنَ تنزيلاً ﴾ إلى آخرها وما تقدم مدني.
قوله تعالى :﴿ هلْ أتَى على الإنسان حينٌ من الدهْرِ لم يكُنْ شيئاً مذكوراً ﴾ في قوله « هل » وجهان :
أحدهما : أنها في هذا الموضع بمعنى قد، وتقدير الكلام :« قد أتى على الإنسان » الآية، على معنى الخبر، قاله الفراء وأبو عبيدة.
الثاني : أنه بمعنى « أتى على الإنسان » الآية، على وجه الاستفهام، حكاه ابن عيسى.
وفي هذا « الإنسان » قولان :
أحدهما : أنه آدم، قاله قتادة والسدي وعكرمة، وقيل إنه خلقه بعد خلق السموات والأرض، وما بينهما في آخر اليوم السادس وهو آخر يوم الجمعة.
الثاني : أنه كل إنسان، قاله ابن عباس وابن جريج.
وفي قوله تعالى :﴿ حينٌ من الدهر ﴾ ثلاثة أقاويل :
أحدهأ : أنه أربعون سنة مرت قبل أن ينفخ فيه الروح، وهو ملقى بين مكة والطائف، قاله ابن عباس في رواية أبي صالح عنه.
الثاني : أنه خلق من طين فأقام أربعين سنة، ثم من حمأ مسنون أربعين سنة، ثم من صلصال أربعين سنة، فتم خلقه بعد مائة وعشرين سنة، ثم نفخ فيه الروح، وهذا قول ابن عباس في رواية الضحاك.
الثالث : أن الحين المذكور ها هنا وقت غير مقدر وزمان غير محدود، قاله ابن عباس أيضاً.
وفي قوله ﴿ لم يكن شيئاً مذكوراً ﴾ وجهان :
أحدهما : لم يكن شيئاً مذكوراً في الخلق، وإن كان عند الله شيئاً مذكوراً، قاله يحيى بن سلام.
الثاني : أي كان جسداً مصوّراً تراباً وطيناً، لا يذكر ولا يعرف، ولا يدري ما اسمه، ولا ما يراد به، ثم نفخ فيه الروح فصار مذكوراً، قاله الفراء، وقطرب وثعلب.
وقال مقاتل : في الكلام تقديم وتأخير، وتقديره : هل أتى حين من الدهر لم يكن الإنسان شيئاً مذكوراً، لأنه خلقه بعد خلق الحيوان كله ولم يخلق بعده حيواناً.
﴿ إنّا خلقْنا الإنسانَ من نُطْفَةٍ أمْشاجٍ ﴾ يعني بالإنسان في هذا الموضع كل إنسان من بني آدم في قول جميع المفسرين.
وفي النطفة قولان :
أحدهما : ماء الرجل وماء المرأة إذا اختلطا فهما نطفة، قاله السدي.
الثاني : أن النطفة ماء الرجل، فإذا اختلط في الرحم وماء المرأة صارا أمشاجاً.
وفي الأمشاج أربعة أقاويل :
أحدها : أنه الأخلاط، وهو أن يختلط ماء الرجل بماء المرأة، قاله الحسن وعكرمة، ومنه قول رؤبة بن العجاج :
قوله تعالى :﴿ هلْ أتَى على الإنسان حينٌ من الدهْرِ لم يكُنْ شيئاً مذكوراً ﴾ في قوله « هل » وجهان :
أحدهما : أنها في هذا الموضع بمعنى قد، وتقدير الكلام :« قد أتى على الإنسان » الآية، على معنى الخبر، قاله الفراء وأبو عبيدة.
الثاني : أنه بمعنى « أتى على الإنسان » الآية، على وجه الاستفهام، حكاه ابن عيسى.
وفي هذا « الإنسان » قولان :
أحدهما : أنه آدم، قاله قتادة والسدي وعكرمة، وقيل إنه خلقه بعد خلق السموات والأرض، وما بينهما في آخر اليوم السادس وهو آخر يوم الجمعة.
الثاني : أنه كل إنسان، قاله ابن عباس وابن جريج.
وفي قوله تعالى :﴿ حينٌ من الدهر ﴾ ثلاثة أقاويل :
أحدهأ : أنه أربعون سنة مرت قبل أن ينفخ فيه الروح، وهو ملقى بين مكة والطائف، قاله ابن عباس في رواية أبي صالح عنه.
الثاني : أنه خلق من طين فأقام أربعين سنة، ثم من حمأ مسنون أربعين سنة، ثم من صلصال أربعين سنة، فتم خلقه بعد مائة وعشرين سنة، ثم نفخ فيه الروح، وهذا قول ابن عباس في رواية الضحاك.
الثالث : أن الحين المذكور ها هنا وقت غير مقدر وزمان غير محدود، قاله ابن عباس أيضاً.
وفي قوله ﴿ لم يكن شيئاً مذكوراً ﴾ وجهان :
أحدهما : لم يكن شيئاً مذكوراً في الخلق، وإن كان عند الله شيئاً مذكوراً، قاله يحيى بن سلام.
الثاني : أي كان جسداً مصوّراً تراباً وطيناً، لا يذكر ولا يعرف، ولا يدري ما اسمه، ولا ما يراد به، ثم نفخ فيه الروح فصار مذكوراً، قاله الفراء، وقطرب وثعلب.
وقال مقاتل : في الكلام تقديم وتأخير، وتقديره : هل أتى حين من الدهر لم يكن الإنسان شيئاً مذكوراً، لأنه خلقه بعد خلق الحيوان كله ولم يخلق بعده حيواناً.
﴿ إنّا خلقْنا الإنسانَ من نُطْفَةٍ أمْشاجٍ ﴾ يعني بالإنسان في هذا الموضع كل إنسان من بني آدم في قول جميع المفسرين.
وفي النطفة قولان :
أحدهما : ماء الرجل وماء المرأة إذا اختلطا فهما نطفة، قاله السدي.
الثاني : أن النطفة ماء الرجل، فإذا اختلط في الرحم وماء المرأة صارا أمشاجاً.
وفي الأمشاج أربعة أقاويل :
أحدها : أنه الأخلاط، وهو أن يختلط ماء الرجل بماء المرأة، قاله الحسن وعكرمة، ومنه قول رؤبة بن العجاج :
يطرحن كل مُعْجَل نشاجِ | لم يُكْسَ جلداً في دم أمشاج. |
فبانتْ وقد أَوْرَثَتْ في الفؤادِ | صَدْعاً على نأيها مُستطيرا |
ويحتمل وجهاً ثالثاً يعني سريعاً.
﴿ ويُطْعمونَ الطعامَ على حُبِّهِ ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : على حب الطعام، قاله مقاتل.
الثاني : على شهوته، قاله الكلبي.
الثالث : على قلته، قاله قطرب.
﴿ مسكيناً ويتيماً وأسيراً ﴾ في الأسير ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه المسجون المسلم، قاله مجاهد.
362
الثاني : أنه العبد، قاله عكرمة.
الثالث : أسير المشركين، قاله الحسن وسعيد بن جبير.
قال سعيد بن جبير : ثم نسخ أسير المشركين بالسيف، وقال غيره بل هو ثابت الحكم في الأسير بإطعامه، إلا أن يرى الإمام قتله.
ويحتمل وجهاً رابعاً : أن يريد بالأسير الناقص العقل، لأنه في أسر خبله وجنونه، وإن أسر المشركين انتقام يقف على رأي الإمام وهذا بر وإحسان.
﴿ إنّما نُطْعِمُكم لوجْهِ اللهِ ﴾ قال مجاهد : إنهم لم يقولوا ذلك، لكن علمه الله منهم فأثنى عليهم ليرغب في ذلك راغب.
﴿ لا نُريدُ منكم جزاءً ولا شُكوراً ﴾ جزاء بالفعال، وشكوراً بالمقال وقيل إن هذه الآية نزلت فيمن تكفل بأسرى بدر، وهم سبعة من المهاجرين أبو بكر وعمر وعلي والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعيد وأبو عبيدة.
﴿ إنّا نخافُ من ربِّنا يوماً عَبوساً قمْطريراً ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أن العبوس الذي يعبس الوجوه من شره، والقمطرير الشديد، قاله ابن زيد.
الثاني : أن العبوس الضيق، والقمطرير الطويل، قاله ابن عباس، قال الشاعر :
الثالث : أن العُبوس بالشفتين، والقمطرير بالجبهة والحاجبين، فجعلها من صفات الوجه المتغير من شدائد ذلك اليوم، قاله مجاهد، وأنشد ابن الأعرابي :
﴿ فَوَقاهمُ الله شَرَّ ذلك اليومِ ولَقّاهُمْ نَضْرةً وسُروراً ﴾ قال الحسن النضرة من الوجوه، والسرور في القلوب.
وفي النضرة ثلاثة أوجه :
أحدها : أنها البياض والنقاء، قاله الضحاك.
الثاني : أنها الحسن والبهاء، قاله ابن جبير.
الثالث : أنها أثر النعمة، قاله ابن زيد.
﴿ وجَزاهم بما صَبروا ﴾ يحتمل وجهين :
أحدهما : بما صبروا على طاعة الله.
الثاني : بما صبروا على الوفاء بالنذر.
﴿ جَنَّةً وحريراً ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : جنة يسكنونها، وحريراً يلبسونه.
الثاني : أن الجنة المأوى، والحرير أبد العيش في الجنة، ومنه لبس الحرير ليلبسون من لذة العيش.
واختلف فيمن نزلت هذه الآية على قولين :
أحدهما : ما حكاه الضحاك عن جابر أنها نزلت في مطعم بن ورقاء الأنصاري نذر نذراً فوفاه.
الثاني : ما حكاه عمرو عن الحسن أنها نزلت في علي وفاطمة... رضي الله عنهما - وذلك أن علياً وفاطمة نذرا صوماً فقضياه، وخبزت فاطمة ثلاثة أقراص من شعير ليفطر علّي على أحدها وتفطر هي على الآخر، ويأكل الحسن والحسين الثالث، فسألها مسكين فتصدقت عليه بأحدها، ثم سألها يتيم فتصدقت عيله بالآخر، ثم سألها أسير فتصدقت عليه بالثالث، وباتوا طاوين.
الثالث : أسير المشركين، قاله الحسن وسعيد بن جبير.
قال سعيد بن جبير : ثم نسخ أسير المشركين بالسيف، وقال غيره بل هو ثابت الحكم في الأسير بإطعامه، إلا أن يرى الإمام قتله.
ويحتمل وجهاً رابعاً : أن يريد بالأسير الناقص العقل، لأنه في أسر خبله وجنونه، وإن أسر المشركين انتقام يقف على رأي الإمام وهذا بر وإحسان.
﴿ إنّما نُطْعِمُكم لوجْهِ اللهِ ﴾ قال مجاهد : إنهم لم يقولوا ذلك، لكن علمه الله منهم فأثنى عليهم ليرغب في ذلك راغب.
﴿ لا نُريدُ منكم جزاءً ولا شُكوراً ﴾ جزاء بالفعال، وشكوراً بالمقال وقيل إن هذه الآية نزلت فيمن تكفل بأسرى بدر، وهم سبعة من المهاجرين أبو بكر وعمر وعلي والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعيد وأبو عبيدة.
﴿ إنّا نخافُ من ربِّنا يوماً عَبوساً قمْطريراً ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أن العبوس الذي يعبس الوجوه من شره، والقمطرير الشديد، قاله ابن زيد.
الثاني : أن العبوس الضيق، والقمطرير الطويل، قاله ابن عباس، قال الشاعر :
شديداً عبوساً قمطريراً تخالهُ | تزول الضحى فيه قرون المناكب. |
يَغْدو على الصّيْدِ يَعودُ مُنكَسِرْ | ويَقْمَطُّر ساعةً ويكْفَهِرّ. |
وفي النضرة ثلاثة أوجه :
أحدها : أنها البياض والنقاء، قاله الضحاك.
الثاني : أنها الحسن والبهاء، قاله ابن جبير.
الثالث : أنها أثر النعمة، قاله ابن زيد.
﴿ وجَزاهم بما صَبروا ﴾ يحتمل وجهين :
أحدهما : بما صبروا على طاعة الله.
الثاني : بما صبروا على الوفاء بالنذر.
﴿ جَنَّةً وحريراً ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : جنة يسكنونها، وحريراً يلبسونه.
الثاني : أن الجنة المأوى، والحرير أبد العيش في الجنة، ومنه لبس الحرير ليلبسون من لذة العيش.
واختلف فيمن نزلت هذه الآية على قولين :
أحدهما : ما حكاه الضحاك عن جابر أنها نزلت في مطعم بن ورقاء الأنصاري نذر نذراً فوفاه.
الثاني : ما حكاه عمرو عن الحسن أنها نزلت في علي وفاطمة... رضي الله عنهما - وذلك أن علياً وفاطمة نذرا صوماً فقضياه، وخبزت فاطمة ثلاثة أقراص من شعير ليفطر علّي على أحدها وتفطر هي على الآخر، ويأكل الحسن والحسين الثالث، فسألها مسكين فتصدقت عليه بأحدها، ثم سألها يتيم فتصدقت عيله بالآخر، ثم سألها أسير فتصدقت عليه بالثالث، وباتوا طاوين.
363
ﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕ
ﰌ
ﮗﮘﮙﮚﮛﮜ
ﰍ
ﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥ
ﰎ
ﮧﮨﮩﮪﮫ
ﰏ
ﮭﮮﮯﮰﮱﯓ
ﰐ
ﯕﯖﯗﯘ
ﰑ
ﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣ
ﰒ
ﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫ
ﰓ
ﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺ
ﰔ
ﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃ
ﰕ
﴿ مُتّكِئينَ فيها على الأرائِك ﴾ وفيها مع ما قدّمناه من تفسيرها قولان :
أحدهما : أنها الأسرّة، قاله ابن عباس.
الثاني : أنها كل ما يتكأ عليه، قاله الزجاج.
﴿ لا يَرَوْنَ فيها شمْساً ولا زَمْهَريراً ﴾ أما المراد بالشمس ففيه وجهان :
أحدهما : أنهم في ضياء مستديم لا يحتاجون فيه إلى ضياء، فيكون عدم الشمس مبالغة في وصف الضياء.
الثاني : أنهم لا يرون فيها شمساً فيتأذون بحرها، فيكون عدمها نفياً لأذاها.
وفي الزمهرير ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه البرد الشديد، قال عكرمة لأنهم لا يرون في الجنة حراً ولا برداً.
الثاني : أنه لون في العذاب، قاله ابن مسعود.
الثالث : أنه من هذا الموضع القمر، قاله ثعلب وأنشد :
وروي ما زهر، ومعناه أنهم في ضياء مستديم لا ليل فيه ولا نهار، لأن ضوء النهار بالشمس، وضوء الليل بالقمر.
﴿... وذُلِّلّتْ قُطوفُها تذْليلاً ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : أنه لا يرد أيديهم عنها شوك ولا بعد، قاله قتادة.
الثاني : أنه إذا قام ارتفعت، وإذا قعد نزلت، قاله مجاهد.
ويحتمل ثالثاً : أن يكون تذليل قطوفها أن تبرز لهم من أكمامها وتخلص من نواها.
﴿... وأَكْوابٍ كانت قَواريرَا * قواريرَا من فِضّةٍ ﴾ أما الأكواب فقد ذكرنا ما هي من جملة الأواني.
وفي قوله تعالى :« قوارير من فضة » وجهان :
أحدهما : أنها من فضة من صفاء القوارير، قاله الشعبي.
الثاني : أنها من قوارير في بياض الفضة، قاله أبو صالح.
وقال ابن عباس : قوارير كل أرض من تربتها، وأرض الجنة الفضة فلذلك كانت قواريرها فضة.
﴿ قَدَّرُوها تقْديراً ﴾ فيه خمسة أقاويل :
أحدها : أنهم قدروها في أنفسهم فجاءت على ما قدروها، قاله الحسن.
الثاني : على قدر ملء الكف، قاله الضحاك.
الثالث : على مقدار لا تزيد فتفيض، ولا تنقص فتغيض، قاله مجاهد.
الرابع : على قدر ريهم وكفايتهم، لأنه ألذ وأشهى، قاله الكلبي.
الخامس : قدرت لهم وقدروا لها سواء، قاله الشعبي.
﴿ ويُسْقَونَ فيها كأساً كان مِزاجُها زَنْجبيلاً ﴾ فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : تمزج بالزنجبيل، وهو مما تستطيبه العرب لأنه يحذو اللسان ويهضم المأكول، قاله السدي وابن أبي نجيح.
الثاني : أن الزنجبيل اسم للعين التي فيها مزاج شراب الأبرار، قاله مجاهد.
الثالث : أن الزنجبيل طعم من طعوم الخمر يعقب الشرب منه لذة، حكاه ابن شجرة، ومنه قول الشاعر :
﴿ عْيناً فيها تُسَمّى سَلْسَبيلاً ﴾ فيه ستة أقاويل :
أحدها : أنه اسم لها، قاله عكرمة.
الثاني : معناه سلْ سبيلاً إليها، قاله علّي رضي الله عنه.
أحدهما : أنها الأسرّة، قاله ابن عباس.
الثاني : أنها كل ما يتكأ عليه، قاله الزجاج.
﴿ لا يَرَوْنَ فيها شمْساً ولا زَمْهَريراً ﴾ أما المراد بالشمس ففيه وجهان :
أحدهما : أنهم في ضياء مستديم لا يحتاجون فيه إلى ضياء، فيكون عدم الشمس مبالغة في وصف الضياء.
الثاني : أنهم لا يرون فيها شمساً فيتأذون بحرها، فيكون عدمها نفياً لأذاها.
وفي الزمهرير ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه البرد الشديد، قال عكرمة لأنهم لا يرون في الجنة حراً ولا برداً.
الثاني : أنه لون في العذاب، قاله ابن مسعود.
الثالث : أنه من هذا الموضع القمر، قاله ثعلب وأنشد :
وليلةٍ ظلامُها قد اعتكَرْ | قطْعتها والزمهريرُ ما ظَهَرْ |
﴿... وذُلِّلّتْ قُطوفُها تذْليلاً ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : أنه لا يرد أيديهم عنها شوك ولا بعد، قاله قتادة.
الثاني : أنه إذا قام ارتفعت، وإذا قعد نزلت، قاله مجاهد.
ويحتمل ثالثاً : أن يكون تذليل قطوفها أن تبرز لهم من أكمامها وتخلص من نواها.
﴿... وأَكْوابٍ كانت قَواريرَا * قواريرَا من فِضّةٍ ﴾ أما الأكواب فقد ذكرنا ما هي من جملة الأواني.
وفي قوله تعالى :« قوارير من فضة » وجهان :
أحدهما : أنها من فضة من صفاء القوارير، قاله الشعبي.
الثاني : أنها من قوارير في بياض الفضة، قاله أبو صالح.
وقال ابن عباس : قوارير كل أرض من تربتها، وأرض الجنة الفضة فلذلك كانت قواريرها فضة.
﴿ قَدَّرُوها تقْديراً ﴾ فيه خمسة أقاويل :
أحدها : أنهم قدروها في أنفسهم فجاءت على ما قدروها، قاله الحسن.
الثاني : على قدر ملء الكف، قاله الضحاك.
الثالث : على مقدار لا تزيد فتفيض، ولا تنقص فتغيض، قاله مجاهد.
الرابع : على قدر ريهم وكفايتهم، لأنه ألذ وأشهى، قاله الكلبي.
الخامس : قدرت لهم وقدروا لها سواء، قاله الشعبي.
﴿ ويُسْقَونَ فيها كأساً كان مِزاجُها زَنْجبيلاً ﴾ فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : تمزج بالزنجبيل، وهو مما تستطيبه العرب لأنه يحذو اللسان ويهضم المأكول، قاله السدي وابن أبي نجيح.
الثاني : أن الزنجبيل اسم للعين التي فيها مزاج شراب الأبرار، قاله مجاهد.
الثالث : أن الزنجبيل طعم من طعوم الخمر يعقب الشرب منه لذة، حكاه ابن شجرة، ومنه قول الشاعر :
وكأن طعْمَ الزنجبيلِ به | اذْ ذُقْتُه وسُلافَةَ الخمْرِ |
أحدها : أنه اسم لها، قاله عكرمة.
الثاني : معناه سلْ سبيلاً إليها، قاله علّي رضي الله عنه.
364
الثالث : يعني سلسلة السبيل، قاله مجاهد.
الرابع : سلسلة يصرفونها حيث شاءوا، قاله قتادة.
الخامس : أنها تنسلّ في حلوقهم انسلالاً، قاله ابن عباس.
السادس : أنها الحديدة الجري، قاله مجاهد أيضاً، ومنه قول حسان بن ثابت :
وقال مقاتل : إنما سميت السلسبيل لأنها تنسل عليهم في مجالسهم وغرفهم وطرقهم.
﴿ ويَطوفُ عليهم وِلْدانٌ مُخَلّدونَ ﴾ فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : مخلدون لا يموتون، قاله قتادة.
الثاني : صغار لا يكبرون وشبابٌ لا يهرمون، قاله الضحاك والحسن.
الثالث : أي مُسَوَّرون، قاله ابن عباس، قال الشاعر :
﴿ إذا رَأَيْتَهم حَسِبْتَهم لُؤْلُؤاً مَنْثوراً ﴾ فيه قولان :
أحدها : أنهم مشبهون باللؤلؤ المنثور لكثرتهم، قاله قتادة.
الثاني : لصفاء ألوانهم وحسن منظرهم وهو معنى قول سفيان.
﴿ وإذا رأَيْتَ ثمَّ ﴾ يعني الجنة.
﴿ رأَيْتَ نَعيماً ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : يريد كثرة النعمة.
الثاني : كثرة النعيم.
﴿ ومُلْكاً كبيراً ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : لسعته وكثرته.
الثاني : لاستئذان الملائكة عليهم وتحيتهم بالسلام.
ويحتمل ثالثاً : أنهم لا يريدون شيئاً إلا قدروا عليه.
﴿ وسقاهم ربُّهم شَراباً طَهوراً ﴾ فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه وصفه بذلك لأنهم لا يبولون منه ولا يُحْدِثون عنه، قاله عطية، قال إبراهيم التميمي : هو عَرَق يفيض من أعضائهم مثل ريح المسك.
الثاني : لأن خمر الجنة طاهرة، وخمر الدنيا نجسة، فلذلك وصفه الله تعالى بالطهور، قاله ابن شجرة.
الثالث : أن أنهار الجنة ليس فيها نجس كما يكون في أنهار الدنيا وأرضها حكاه ابن عيسى.
الرابع : سلسلة يصرفونها حيث شاءوا، قاله قتادة.
الخامس : أنها تنسلّ في حلوقهم انسلالاً، قاله ابن عباس.
السادس : أنها الحديدة الجري، قاله مجاهد أيضاً، ومنه قول حسان بن ثابت :
يَسْقُون من وَرَدَ البريصَ عليهم | كأساً تُصَفِّقُ بالرحيق السِّلْسَل |
﴿ ويَطوفُ عليهم وِلْدانٌ مُخَلّدونَ ﴾ فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : مخلدون لا يموتون، قاله قتادة.
الثاني : صغار لا يكبرون وشبابٌ لا يهرمون، قاله الضحاك والحسن.
الثالث : أي مُسَوَّرون، قاله ابن عباس، قال الشاعر :
ومُخَلّداتٍ باللُّجَيْنِ كأنما | أعْجازُهنّ أقاوزُ الكُثْبانِ. |
أحدها : أنهم مشبهون باللؤلؤ المنثور لكثرتهم، قاله قتادة.
الثاني : لصفاء ألوانهم وحسن منظرهم وهو معنى قول سفيان.
﴿ وإذا رأَيْتَ ثمَّ ﴾ يعني الجنة.
﴿ رأَيْتَ نَعيماً ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : يريد كثرة النعمة.
الثاني : كثرة النعيم.
﴿ ومُلْكاً كبيراً ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : لسعته وكثرته.
الثاني : لاستئذان الملائكة عليهم وتحيتهم بالسلام.
ويحتمل ثالثاً : أنهم لا يريدون شيئاً إلا قدروا عليه.
﴿ وسقاهم ربُّهم شَراباً طَهوراً ﴾ فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه وصفه بذلك لأنهم لا يبولون منه ولا يُحْدِثون عنه، قاله عطية، قال إبراهيم التميمي : هو عَرَق يفيض من أعضائهم مثل ريح المسك.
الثاني : لأن خمر الجنة طاهرة، وخمر الدنيا نجسة، فلذلك وصفه الله تعالى بالطهور، قاله ابن شجرة.
الثالث : أن أنهار الجنة ليس فيها نجس كما يكون في أنهار الدنيا وأرضها حكاه ابن عيسى.
365
ﰅﰆﰇﰈﰉﰊ
ﰖ
ﰌﰍﰎﰏﰐﰑﰒﰓﰔ
ﰗ
ﰖﰗﰘﰙﰚ
ﰘ
ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗ
ﰙ
ﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠ
ﰚ
ﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫ
ﰛ
ﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶ
ﰜ
ﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃ
ﰝ
ﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏ
ﰞ
﴿ ولا تُطِعْ منهم آثِماً أو كَفوراً ﴾ قيل إنه عنى أبا جهل، يريد بالآثم المرتكب للمعاصي، وبالكفور الجاحد للنعم.
﴿ واذكُر اسمَ رَبِّك بُكرَةً وأصيلاً ﴾ يعني في أول النهار وآخره، ففي أوله صلاة الصبح، وفي آخره صلاة الظهر والعصر.
﴿ ومِنَ الليلِ فاسْجدْ له ﴾ يعني صلاة المغرب والعشاء الآخرة.
﴿ وسَبِّحْهُ ليلاً طويلاً ﴾ يعني التطوع من الليل.
قال ابن عباس وسفيان : كل تسبيح في القرآن هو صلاة.
﴿ إنّ هؤلاءِ يُحِبّونَ العاجلةَ ﴾ يحتمل في المراد بهم قولين :
أحدهما : أنه أراد بهم اليهود وما كتموه من صفة لرسول الله ﷺ وصحة نبوّته. الثاني : أنه أراد المنافقين لاستبطانهم الكفر.
ويحتمل قوله ﴿ يحبون العاجلة ﴾ وجهين :
أحدهما : أخذ الرشا على ما كتموه إذا قيل إنهم اليهود.
الثاني : طلب الدنيا إذا قيل إنهم المنافقون.
﴿ ويَذَرُونَ وراءَهم يوماً ثقيلاً ﴾ يحتمل وجهين :
أحدهما : ما يحل بهم من القتل والجلاء إذا قيل إنهم اليهود.
الثاني : يوم القيامة إذا قيل إنهم المنافقون.
فعلى هذا يحتمل قوله « ثقيلاً » وجهين :
أحدهما : شدائده وأحواله.
الثاني : للقِصاص من عباده.
﴿ نحن خَلقْناهم وشَدَدْنا أَسْرَهم ﴾ في أسرهم ثلاثة أوجه :
أحدها : يعني مفاصلهم، قاله أبو هريرة.
الثاني : خلقهم، قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة قال لبيد :
الثالث : أنه القوة، قاله ابن زيد، قال ابن أحمر في وصف فرس :
ويحتمل هذا القول منه تعالى وجهين :
أحدهما : امتناناً عليهم بالنعم حين قابلوها بالمعصية.
الثاني : تخويفاً لهمن بسلب النعم.
﴿ وإذا شئنا بدّلْنا أمثالَهم تبديلاً ﴾ يحتمل وجهين :
أحدهما : أمثال من كفر بالنعم وشكرها.
الثاني : من كفر بالرسل بمن يؤمن بها.
﴿ إنّ هذه تَذْكِرةٌ ﴾ يحتمل بالمراد ب « هذه » وجهين :
أحدهما : هذه السورة.
الثاني : هذه الخلقة التي خلق الإنسان عليها.
ويحتمل قوله « تذكرة » وجهين :
أحدهما : إذكار ما غفلت عنه عقولهم.
الثاني : موعظة بما تؤول إليه أمورهم.
﴿ فَمَنْ شاءَ اتَخَذَ إلى ربِّه سَبيلاً ﴾ يحتمل وجهين :
أحدهما : طريقاً إلى خلاصه.
الثاني : وسيلة إلى جنته.
﴿ واذكُر اسمَ رَبِّك بُكرَةً وأصيلاً ﴾ يعني في أول النهار وآخره، ففي أوله صلاة الصبح، وفي آخره صلاة الظهر والعصر.
﴿ ومِنَ الليلِ فاسْجدْ له ﴾ يعني صلاة المغرب والعشاء الآخرة.
﴿ وسَبِّحْهُ ليلاً طويلاً ﴾ يعني التطوع من الليل.
قال ابن عباس وسفيان : كل تسبيح في القرآن هو صلاة.
﴿ إنّ هؤلاءِ يُحِبّونَ العاجلةَ ﴾ يحتمل في المراد بهم قولين :
أحدهما : أنه أراد بهم اليهود وما كتموه من صفة لرسول الله ﷺ وصحة نبوّته. الثاني : أنه أراد المنافقين لاستبطانهم الكفر.
ويحتمل قوله ﴿ يحبون العاجلة ﴾ وجهين :
أحدهما : أخذ الرشا على ما كتموه إذا قيل إنهم اليهود.
الثاني : طلب الدنيا إذا قيل إنهم المنافقون.
﴿ ويَذَرُونَ وراءَهم يوماً ثقيلاً ﴾ يحتمل وجهين :
أحدهما : ما يحل بهم من القتل والجلاء إذا قيل إنهم اليهود.
الثاني : يوم القيامة إذا قيل إنهم المنافقون.
فعلى هذا يحتمل قوله « ثقيلاً » وجهين :
أحدهما : شدائده وأحواله.
الثاني : للقِصاص من عباده.
﴿ نحن خَلقْناهم وشَدَدْنا أَسْرَهم ﴾ في أسرهم ثلاثة أوجه :
أحدها : يعني مفاصلهم، قاله أبو هريرة.
الثاني : خلقهم، قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة قال لبيد :
ساهم الوجه شديد أسْرُه | مشرف الحارك محبوك الكفل. |
يمشي لأوظفةٍ شدادٍ أسْرُها | صُمِّ السنابِك لاتقى بالجَدْجَدِ. |
أحدهما : امتناناً عليهم بالنعم حين قابلوها بالمعصية.
الثاني : تخويفاً لهمن بسلب النعم.
﴿ وإذا شئنا بدّلْنا أمثالَهم تبديلاً ﴾ يحتمل وجهين :
أحدهما : أمثال من كفر بالنعم وشكرها.
الثاني : من كفر بالرسل بمن يؤمن بها.
﴿ إنّ هذه تَذْكِرةٌ ﴾ يحتمل بالمراد ب « هذه » وجهين :
أحدهما : هذه السورة.
الثاني : هذه الخلقة التي خلق الإنسان عليها.
ويحتمل قوله « تذكرة » وجهين :
أحدهما : إذكار ما غفلت عنه عقولهم.
الثاني : موعظة بما تؤول إليه أمورهم.
﴿ فَمَنْ شاءَ اتَخَذَ إلى ربِّه سَبيلاً ﴾ يحتمل وجهين :
أحدهما : طريقاً إلى خلاصه.
الثاني : وسيلة إلى جنته.