ﰡ
﴿ وَ ﴾ جزاهم جنة أخرى ﴿ دَانِيَةً ﴾: قريبة ﴿ عَلَيْهِمْ ظِلاَلُهَا ﴾: ويؤيده آية:﴿ وَلِمَنْ خَافَ ﴾[الرحمن: ٤٦] ﴿ وَذُلِّلَتْ ﴾: أدنيت ﴿ قُطُوفُهَا ﴾: ثمارها ﴿ تَذْلِيلاً ﴾: يتناولها المضطجع ﴿ وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوابٍ ﴾: كيزان بلا عروة ولا آذان ﴿ كَانَتْ ﴾: أي: تكونت ﴿ قَوَارِيرَاْ ﴾: في الصفاء ﴿ قَوَارِيرَاْ مِن فِضَّةٍ ﴾: بياضا ولينا ﴿ قَدَّرُوهَا ﴾: في أنفسهم بالتنمي ﴿ تَقْدِيراً ﴾: فجاءت مقاديرها وأشكالها كما تمنوه، أو قدرها السقاة على قدر ربهم ﴿ وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً ﴾: خمرا ﴿ كَانَ مِزَاجُهَا ﴾: ممزوجها ﴿ زَنجَبِيلاً ﴾: في الطعم والعرب تستلذ بخمر مزجت به ﴿ عَيْناً ﴾: بدل منه ﴿ فِيهَا تُسَمَّىٰ سَلْسَبِيلاً ﴾: ومعناه: الشراب اللذيذ ﴿ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ ﴾: للخدمة ﴿ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ ﴾: باقون على شبابهم وحسنهم ﴿ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً ﴾ صفاء وانتشارا ﴿ وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً ﴾: بلا نهاية ﴿ عَالِيَهُمْ ﴾: أي: فوقهم، أو يعلوهم ﴿ ثِيَابُ سُندُسٍ ﴾: أي: رقيق الحرير ﴿ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ ﴾: أي: غليظة ﴿ وَحُلُّوۤاْ أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ ﴾: وهذا للأبرار، ومامر في " فاطر " من ذهب للمقربين، أو يجمع، أو لا يقاس على الدنيا، ففي الحديث: " المثقال من فضة الآخرة خير من الدنيا وما فيها " ﴿ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً ﴾: للقلوب عن الميل إلى ما سواه، وهذا ينتهي درجات الصديقين، يقال لهم: ﴿ إِنَّ هَـٰذَا كَانَ لَكُمْ جَزَآءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُوراً ﴾ غير مضيع ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ ٱلْقُرْآنَ تَنزِيلاً ﴾: مُنجماً ﴿ فَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ ﴾: بتأخير نصرك ﴿ وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ ءَاثِماً ﴾: يدعوك إلى الإثم كعتبة بن ربيعة ﴿ أَوْ كَفُوراً ﴾: غاليا في الكفر يدعوك إليه كالوليد المغيرة، أي: القسمان سيان في استحقاق معصيتهما والتقسيم باعتبار ما دعوه إليه ﴿ وَٱذْكُرِ ٱسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ﴾: بصلاة الفجر والعصرين ﴿ وَمِنَ ٱللَّيْلِ فَٱسْجُدْ لَهُ ﴾: بصلاة العشاءين ﴿ وَسَبِّحْهُ ﴾: بصلاة التطوع ﴿ لَيْلاً طَوِيلاً ﴾: أي: طائفة طويلة من الليل ﴿ إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ ﴾: الكفرة ﴿ يُحِبُّونَ ﴾: الدنيا ﴿ ٱلْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَآءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً ﴾: شديدا أي: القيامة فلا يعملون له ﴿ نَّحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَآ ﴾ أكلمنا ﴿ أَسْرَهُمْ ﴾: أي: خلقهم أو مفاصلهم بالأعصاب، أو مخرج الخبثين، إذ يسترخي فيخرج منه ثم يقبض ويشتد ﴿ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَآ ﴾: منهم ﴿ أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلاً ﴾: بإهلاكهم ﴿ إِنَّ هَـٰذِهِ ﴾: الآيات ﴿ تَذْكِرَةٌ ﴾ عظة ﴿ فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلاً ﴾: بسلوك طاعته ﴿ وَمَا تَشَآءُونَ ﴾ ذلك ﴿ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ ﴾: مشيئتكم ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً ﴾ بكم ﴿ حَكِيماً ﴾: في مشيئته ﴿ يُدْخِلُ مَن يَشَآءُ فِي رَحْمَتِهِ ﴾: أي: الإيمان أو الجنة ﴿ وَٱلظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً ﴾.